`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
حسين محمود الجبالى
لوحاته ترصد مساحات جديدة من الجمال
- يقدم لنا الفنان حسين الجبالى الأعمال التى أنجزها مؤخراً ، سواء فى الحفر على الخشب أو التى نفذها بألوان الباستيل ، والحقيقة أن الفنان فى كلتا الحالتين يطرح لنا ثنائية تقنية ذات مذاق خاص فى الشق الأول ، منها الحرف بنورانيته وجماله، فالحرف عند الجبالى كنز من الجمال ، والحرف وإن كان معادلاً للخط فى القيمة الفنية والقوة ، فهو عند الجبالى يكتسب بعداً آخر يتمثل فيما يحمله الحرف أو الخط من قيم وأفكار إنسانية نبيلة ، لذلك نلحظ تلك الإنطلاقة الحروفية فى اللوحة مؤكدة وجودها وحضورها، وفاتحة أمام الفنان مجالات لا نهائية للتعبير، ودونما النظر للخلف والأمام لمقارنة الحرف عند الجبالى بنظرائه من فنانى جيله أو ماتلوه فإن الجبالى يتفرد فى استمرار تجربته ورسوخها، والخروج بالحرفية التشكيلية من مجرد استعراض المهارة الفنية فى الأدوار وإن كان هذا لا يعيب - الى ما هو أعمق من مجر الطرح الشكلى ، فالجبالى يعود بنا إلى تلك البدائية الإنسانية فى التلقى وإعادة الطرح الفكرى وهو بين هذا وذاك يضع إبداعه على مساحة شاسعة فى تاريخ الإبداع الإنسانى بدأت بواكيرها عندما أراد الانسان أن يعبر عن نفسه وعن حلمه فرسم واخترع حروف الكتابة، حتى وصل إلى `المالتى ميديا`، ولا يزال يبحث عن وسائل جديدة للتعبير فحتى التكنولوجيا لم تسعف الإنسان بما لها من سطوة وجبروت فى أن يعبر تعبيرا دقيقاً عن نفسه وعن حلمه.. وجاء الجبالى ليصوغ هذه الرحلة البعيدة جداً والحديثة جداً ليؤكد على أن الفن هو تلك اللوحة التى تمكنك من التعبير عما تعرف أو ستعرفه فى المستقبل.
- والشق الثانى عند الجبالى هو تلك البنائية الهرمية الواضحة فى أعماله، ترى هل هى قادمة من تركة إيمانية موغلة فى القدم حيث ترتفع الأشياء إلى عنان السماء النبتة الصغيرة تصير شجرة، ويحاكيها الفنان فى المسلة والمئذنة وتستمر المنظومة مستمرة فى تطلع الإنسان إلى السماء .. من هنا أرى ان الفنان فى بحثه الفنى ارتكز على دعامتين راسختين فى المفهوم الإنسانى وصاغ من خلالهما إبداعه الفنى لذلك لم يكن غريباً ان يدهشنا الجبالى بأعماله التى نرى فيها الجمال والفلسفة.. وعمق الإيمان .
عونى الحسينى

(الفنان الحفار الكبير حسين الجبالى ( 1934
- شهدت فترة الستينات من القرن العشرين نهضة فائقة وتوهجاً واضحاً فى حركة الإبداع الفنى المختلف الأشكال والمتعدد الأنواع فى العديد من دول العالم المختلفة، وفى مصر كانت تلك النهضة العارمة على أشدها فقد كان لقيام ثورة يوليو ( 1952) وتطور الإنجازات وتصاعد المشاريع وارتقاء المكانة الفنية والسياسية، وظهور العديد من الحركات السياسية فى العالم التى تبنت مصالح الطبقات العاملة من العمال وأصحاب المهن المختلفة وكذلك تأميم قناة السويس وخروج مصر منتصرة من العدوان الثلاتى (1956)، وبناء السد العالى، حيث انعكس كل ذلك وغيره على الروح القومية والمعنوية للمبدعين المصريين، وترجم فى العديد من الفنون كالسينما والمسرح والأدب والشعر والتشكيل معزز بالثقة والطموح والأمل فى المستقبل .
- كانت هذه هى الخلفية الأساسية التى جعلت الفن عامة يتوهج فى تلك الفترة باحثاً وبقوة عن الهوية المصرية خاصة فى الفن التشكيلى .
- والفنان القدير حسين الجبالى (1934) هو أحد فنانى تلك الفترة المشبعة بذلك التوهج العبقرى والذى بدا واضحاً جلياً فى إبداعاته الجرافيكية (الحفر) المتعددة والمتنوعة، وقد بدأ الفنان (الجبالى) إنتاجه الفنى منذ عام ( 1960) وعالجه بشكل واقعى ففى هذه الفترة نرى نخيلاً وأحجاراً غير منتظمة الأشكال متراصة ومبعثرة فى عشوائية وأشباحاً آدمية تجوس وتتحرك بين الأشكال لنساء ورجال فى ضبابية لا تظهر ملامحهم تماماً، رسم السد العالى والمغارات والكهوف الجبلية.
- وبعد ذلك تأتى فترة التحول الكيفى التى حددت مساره وطريقة كفنان مكتمل محدد الرؤية ومتبلور الأسلوب.وبدأت تتحقق له عدة مراحل ففى عام (1961) بدأ الأسلوب الواقعى يتحول إلى الشكل الهندسى مع ميل إلى التكعيبية وفى نفس الوقت أدخل الخط والحرف والكلمة المقروءة كقيمة تخدم الشكل المعمارى أو البنائى للتكوين وهذه المرحلة استمرت حتى أواخر عام ( 1965) إذ سافر الفنان (الجبالى) إلى إيطاليا فى منحة دراسية حيث بدأت مرحلة فنية أخرى فى تلك الفترة بدأ الشكل الهندسى فيها يتجه نحو التجريد وساعد فى ذلك استخدامه الليثوجراف ( الطباعة بالحجر) كأداء له صفة الحرية فى التعبير فبدأت الخطوط تأخذ شكلاً أكثر حيوية وحركة وليونة مع استخدام أجساد الخطوط والحروف العربية المقروءة وذلك بدافع الحنين إلى الوطن وإلى التراث اللغوى .
فإن مفردات اللغة تنمو بنمو الحضارة وصور الحروف الهجائية تنمو كذلك نمواً طبيعياً بالنسبة لصفات حضارة وذلك الشعب وقد ظلت القيمة الإبداعية الحقيقية للخط كشكل وكبعد مجهولة فى العصور السابقة لعصرنا - وكما ذكرنا - أن الخط العربى تطور مع فن الرسم عبر عصور الحضارة الإسلامية هذا وقد اهتم الفنان المسلم بتطوير الخط أكثر من الرسم ثم زاوج بين الاثنين ليعطى بعدا نفسياً أو تاريخياً وكان استعمال الخط مع الزخارف واللون والضوء لتكوين وحدة فنية عالية القيمة قد تبلورت حدودها فى العصر الفاطمى وقد عاد الاهتمام باستعمال الخطوط العربية وغيرها من الخطوط جنباً إلى جنب مع الوحدات الزخرفية مع رسم الأشخاص والمناظر الطبيعية بأساليب حديثة تناسب العصر الذى نعيش فيه ودخلت كعناصر أساسية فى الأساليب التكعيبية والتجريدية وغيرها .
والفنان (حسين الجبالى) من الفنانين الذين استفادوا بهذا الاتجاه ومارسوه ففى عام ( 1968 ) بدأ مرحلة جديدة هى مرحلة التجريدية الخالصة التى أدمج فيها الحروف والتى أعطت لعمله قيمة جمالية كان الفضل فيها لاستعمال الحرف كشكل جمالى، انسيابى ، فنراه مرة يميل وأخرى يتماوج وأخرى يتراقص وينحنى ويتقوس بجسده الممتد والمتمثل فى تلك الحركات وأخرى يتعاظم وقد نفذها بطريقة الطباعة على الحجر ( الليثوجراف).
وعند عودته من إيطاليا بدأ مرحلة جديدة فى عام ( 1969) وقد استعمل الخط كوجهة نظهر جمالية بحتة وهى استخلاص الصفات الجمالية لشكل الحرف دون مدلوله اللفظى وقد نفذت أعماله فى هذه المرحلة بطريقة الحفر الغائر على الزنك وطبعت بالألوان وقد استخدم فى طباعته الألوان القوية فبدت الألوان صداحة ذات صوت عال متوهجة ثائرة خصوصاً عند إضافة اللون الأسود فى بعض الأحيان.
وفى عام ( 1970) بدأ الفنان ( الجبالى ) مرحلة أخرى استخدم فيها طريقة الحفر العميق والتى تعطى بروزاً واضحاً للشكل المطبوع على ورق الطباعة، وهذه الطريقة تعطى أبعاداً جديدة على المسطح الورقى وقد استخدم أيضا طباعة السطح المحفور السالب منه والموجب معاً على ورقة الطباعة الواحدة مما أثرى السطح المطبوع بتنغيمات حركية جديدة .
وبين عامى ( 1972 ، 1973 ) بدأت تجربة أخرى حيث أخذ الفنان ينفذ أعماله الخطية الحروفية فى مربع ثم يربط هذا المربع بعده مستطيلات وتعرف هذه المرحلة بمرحلة ( المربع والمستطيل) وهى أسلوب لخدمة الشكل الخارجى للعمل الفنى دون التقيد بالإطار التقليدى للوحة وهى بحث فى معطيات التكوين الهندسى ونلحظ فيها اختفاء شكل الخط المتعارف عليه بل تحويله إلى مساحات لونية فقط .
وفى عام ( 1973) استعمل الفنان الخطوط فقد بحرية لجسد الحرف وذلك فى إبداع تكوين اللوحة وقد استعمل اللون الذهبى والفضى بغزارة وتمكن فى مساحات صغيرة أقرب إلى المنمنمات ( تذكرنا بفن تزيين الكتب المقدسة والمخطوطات القديمة وقد تميزت أعماله بعد ذلك بمعالجة الخط المرسوم والحركى بشكل مختلف حيث يتحاور الخط والمساحة هنا فى رؤيا شاعرية وموسيقية مقداها حركة موسيقى الجسد الخطى الحرفى .
وبين عامى ( 1974، 1976 ) أضاف الفنان ( الجبالى ) استعمال الرقائق الذهبية والفضية بلصقها على النسخ المطبوعة وهو ما يسمى بطريقة ( الكولاج) وذلك لإظهار قيمة الخط وفاعليته وفلسفته النفسية الصادرة من حركته الموسيقية وتأكيد النغمة الشرقية التى ترجع بنا إلى تراثنا ( وتذكرنا بفن المنمنمات والمخطوطات ) كما أدمج الخط ( الحرف ) والمساحة فى تناغم لونى رقيق ، وقد نفذت أعماله فى هذه المرحلة بطريقة طباعة الليثوجراف .
ويستمر الفنان فى رفضه للتقليد بالسطح التقليدى المحصور داخل أضلع أربعة هى ( المربع والمستطيل ) ويصر على إطلاق عناصر تكوينه داخل مساحة بلا حدود مفروضة أو مغلقة يتحرك فى كل اتجاه ويصنع أكثر من جزيرة منعزلة أو مترابطة بخطوط تنتشر كالشرايين والأوردة .
هذا وقد شملت أعماله الأخيرة محتوى تعبيراً وخاصة فى الأشكال الهرمية الأخيرة التى استخدم فيها الشكل الهرمى المثلث المتساوى الأضلاع والتى أتسمت بالغنى اللونى والحركى لكونية جسد الحرف العربى غير المقروء مضافاً إليه اللون الذهبى وفى مساحات كبيرة الحجم .
إن عالم هذا الفنان يتميز بالخصوبة والثراء والتجدد حيث تتكسر الخطوط والحروف والكلمات أحياناً فى عنف، وأحياناً تتلوى مبعثرة كمسارب مائية رفيعة على قشرة أرض وادى النيل فى حركة عضوية لجسد الحرف .، وأحياناً تتحرك الخطوط بهندسية مستقيمة وتتقاطع مع غيرها لتصنع مساحات هندسية يشغلها تارة باللون وتارة بالخط والحرف وتحدث هذه التنويعات الحرفية والخطية فى نهاية تقاطعها زوايا حادة وأهله وأقماراً ، والحروف المستخدمة هى أقرب إلى الحشوات الزخرفية ليس لها مدلول لفظى كما أنها غير مقروءة فى بعض الأحيان إلا أنها تعكس جوهر الخط وروحه فقط ، وهى محملة بإيحاءات لروح الخطوط المسمارية والهيروغليفية والبدائية العشوائية وإن تبلورت فى نهاية الأمر عن الحروف العربية المقروءة فتارة يستخدمها الفنان ( الجبالى) داخل مربع أو مستطيل محدثة تقاطعات للخطوط الرئيسية محدثاً من ذلك شكلاً بنائياً معمارياً كذلك تحدث تناغماً بتجاورها مع المسطحات الأخرى ، حيث تقوم على استلهام القيمة الجمالية من حروف اللغة العربية داخل الإطار الحديث للفن التجريدى .
والفنان حسين الجبالى تخرج فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام ( 1958) وفى المعهد العالى للتربية الفنية بالقاهرة عام ( 1959) ، وفى أكاديمية أوربينو - إيطاليا عام ( 1976 ) وحصل على منح تدريبية فى هولندا وأمريكا حيث تخصص فى فن الطباعة الليثوجرافية، وأصبح نقيباً للفنانين التشكيليين فى التسعينات ، ورئيس جمعية فن الحفر المعاصر والجمعية الأهلية للفنون الجميلة ، وقام بالتدريس بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة منذ تخرجه وفى كليات الفنون الجميلة بالإسكندرية ، والمنيا ومعهد ليوناردو دافنشى، والمعهد العالى للفنون التطبيقية بأكتوبر، وحصل الفنان الجبالى على العديد من الجوائز الدولية والقومية ويشارك فى الحركة التشكيلية المصرية والعربية والعالمية منذ تخرجه.
د.السيد القماش
نهضة مصر - 15- 16/ 11/ 2012
رحيل الجرافيكى الكبير حسين الجبالى .. فنان الحروفية والهرم
ظل الفنان الفرنسى رينوار 1840 - 1919 يواصل عمله فى إصرار ويبدع دون كلل أو ملل متناسيا آلام الروماتيزم والتهاب المفاصل الحاد الذين كانا يرغمانه على استعمال المقعد المتحرك فى تنقلاته وعندما اشتد به المرض الذى أعجزه عن استعمال أصابعه لم يستسلم للعجز فقد كان يربط الفرشاة فى معصم يده بشريط لاصق ويرسم لوحاته المشرقة التى تعنى للحياة ويقول اننى أسعد حالا من ديجا الذى فقد بصره وحرم من نعمة الرسم .
والفنان الدكتور حسين الجبالى ظل معتكفا ببيته ما يربو على خمس عشرة سنة وذلك لظروفه الصحية ومعانته شلل الرعاش ورغم هذا ظل على شخصيته المسكونة بالرضا والتفاؤل وابتسامته الهادئة وروحه الطليقة وقد ملأ حياته بمعنى الفن مثلما فعل رينوار حتى تجاوزت لوحاته فى الفترة الأخيرة ما بين عام 2010 وحتى رحيله أكثر من 150 لوحة بالوان الباستيل فى إيقاع تجريدى يناسب بسحر الخطوط ودفء المساحات عن عمر يناهز ثمانين عاما رحل الفنان الجبالى الجرافيكى الكبير ونقيب التشكيليين الأسبق بعد معاناة مع المرض وحزنا على شقيقه المستشار عبد السلام رحمه الله والذى رحل قبله بيوم واحد .
كان الجبالى دمث الخلق هادئ الطبع محبا لزملائه من الفنانين وهو أحد أعمدة الحروفية التشكيلية فى مصر والوطن العربى يذكر اسمه مع روادها الكبار على اعتبار أن الحروف أمة من الأمم بتعبير ابن عربى تمثل انعكاس للشخصية القومية والهوية مثل أستاذه أحمد ماهر ومحمد طه حسين وأحمد مصطفى والعراقى الراحل رافع الناصرى والمغربى محمد المليحى وغيرهم .
هو وأساتذته
فى 18 / 5 من عام 1934 ولد الفنان حسين الجبالى وكانت نشأته بحى امبابة بالقاهرة هذا الحى الشعبى الذى يضم كل الطبقات من الطبقة المتوسطة من الموظفين والأطباء والمحامين والمهندسين إلى الطبقة الشعبية من الحرفيين والصيادين على النيل والفلاحين وبدا حبه للرسم بتأثير من أخويه الكبار وكانا من هواة الرسم وفى التعليم الثانوى تأكد تعلقه الشديد بالخطوط والألوان وكان عضوا بالجمعية التاريخية بمدرسة شبرا الثانوية وبدا يرسم صورا للرموز من القادة وزعماء مصر بدئا من محمد على باشا وأحمد عرابى ومصطفى كامل ومحمد فريد وسعد زغلول مع وجوه أساتذته أثناء الدراسة فى اسكتشات سريعة.
وبعد حصول فنانا الراحل على التوجيهية ( الثانوية العامة ) التحق بالفنون الجميلة بتشجيع من والده بقسم الحفر ` الجرافيك ` .وفى الكلية لا ينسى حسين الجبالى تأثير ثلاثة من كبار فن الحفر عليه وكان لكل منهم دور فى تهيئة شخصيته الفنية عبدالله جوهر رائد فن الجرافيكك وأول دفعة تخرجت بعد إنشاء قسم الحفر عام 1937 وهو أستاذ الكلاسيكيات الرصينة فى فن الحفر وتلميذه أحمد ماهر رائف الذى يعد واحد من الحروفيين الكبار فى الوطن العربى وثالث أساتذته كان الفنان كمال أمين صاحب الأعمال التعبيرية التى تحمل نكهة شعبية خاصة ومتفردة .
ركاب الدرجة الثالثة
وفى مشروع التخرج اختار موضوع ` ركاب الدرجة الثالثة ` فى القطار على غرار لوحة الفرنسى دومييه مع فارق المصرية والروح الشعبية هنا وهناك .
وبعد التخرج عمل بالتدريس بالتربية والتعليم متنقلا من دمنهور إلى أسيوط إلى أن عين معيدا بالفنون الجميلة وقضى عامين بها حتى سافر فى منحة إلى أوربينو بإيطاليا وهى معقل الطبعة الفنية وفن الحفر ثلاث سنوات قضاها هناك وتخصص فى فن الكتاب والليتوجراف بأعرق معهد فى فنون الحفر والجرافيك وبدا بالتدريج يشكل فورم أو صيغة تشكيلية تابعة من الخط العربى يمتزج بها الخط واللون بالإضافة إلى الحفر على الخشب الذى يعطى إمكانيات وثراء فى التشكيل وقد أوحى له مع العمق وأيضا التجارب اللونية مثل اللون الذهبى الذى استخدمه الفراعنة من قبل الذى يوحى بالخلود والقداسة وكانت المنحة التى اتجه فيها إلى هولندا والتى استوعب فيها جنة اللون تتألق فى الزهور والمتاحف خاصة وهى وطن فان جوخ وفرمير ورمبرانت وفرانزليست وموندريان .
عالم الجبالى
تمتد أعمال الفنان الراحل بين فن الحفر والرسم والتصوير بالباستيل والسجاد وهى أعمال تتألق باشراق صوفى بديع فى لوحات تعكس همسات وتراتيل وتسابيح صوفية مرئية تنساب فيها الخطوط فى طلاقة تشكل من الحروف العربية ووحدة الهرم إيقاعات جديدة تتجاوز المعتاد والمألوف إلى المدهش والمثير فى أعماله عموما نطل على هذا التوهج الذى لا ينطفئ بجمال الشكل والمعنى وجمال التراث بلمسة معاصر .
أما أعماله بألوان الباستيل فتتسم بجرأة لونية شديدة البلاغة والرصانة فهو يحول الأحمر والأزرق والأخضر إلى قيمة تعبيرية بتلك الأنغام التى تنساب على السطوحى وفى فن الجرافيك تتنوع الأشكال والرموز مليئة بالأسرار تتصاعد فيها الحروف وتنثنى وتتشابك وتتوحد وتتعانق ويمثل سجاد الجبالى صورة مفعمة بالسحر وكيف يمكن أن تتحول اللوحة إلى نسيج من النغم ومن بين لوحات حسين الجبالى صرحيته الضخمة ` 8 × 1 ` - 4 أمتار × 2 ونصف متر نطالع فيها سيمفونية مصرية وملحمة روحية طويلة يتناغم فيها الهرم فى وحدات متكررة مسكونا بالأسرار فى ابتهالات من حروف ورموز وأشكال فيها رحيق النقوش الفرعونية والتى نطالعها على جدران المعبد مع نبض الخط العربى وما يوحى بملامح من البشر تضرع وتدعو وحين تتزاحم الأسرار فى حركة دائبة تخرج على هذا الإيقاع الهندسى لوحدة الهرم متفجرة بالبوح بامتداد الزمن .
واللوحة تعد تشكيلا صرحيا من ثمانية أجزاء ترى فرادى ومجمعة يتغير إيقاعها البصرى والروحى تبعا للتجمع والتجزئة فى إيقاع رصانة وهدوء يهمس باللون بجلال ووقار بين الأخضر والأزرق والبيج والبرتقالى والأحمر والذهبى وحركة الخطوط السواء ذات الحيوية الغنائية وتتحاور الأشكال الهندسية ذات الطابع الهرمى محتشدة ومتوحدة مع تلك النقوش الأرابيسكية كما تتعانق الأهرام مع القباب فى تعبيرية يتواصل فيها التراث بلمسة عصرية فيها من روح الفنان وروح الشرق.
والفنان الجبالى تم ترشيحه قبل رحيله لجائزة النيل لهذا العام من قبل نقابة التشكيليين ونحن نتمنى حصول أعماله وسيرته ومسيرته عليها لبصمته الكبيرة فى الإبداع كما نرجو أن يكون هناك تعاون بين نقابة التشكيليين وقطاع الفنون التشكيلية من أجل إقامة معرض استيعادى لأعماله وكتاب تذكارى يضم كتابات ودراسات حول عالمه وشخصيته الفنية .
سلام على الفنان حسين الجبالى بحجم ما أعطى من فن وحب لزملائه وكل ما حوله وخالص العزاء لابنه مهاب والأسرة .
صلاح بيصار
2014 جريدة القاهرة
الفنان حسين الجبالى وفنانون قهروا المرض بالإبداع
قراءة بصرية فى أعماله الأخيرة
ظل الفنان حسين الجبالى ( 1934 - 2014 ) معتكفا ببيته طوال 11 سنة من عام 2003 وحتى رحيله وذلك لظروفه الصحية ومعاناته من شلل الرعاش ورغم هذا لم يفقد شخصيته المسكونة بالرضا والتفاؤل وابتسامته الهادئة وروحه الطليقة ولم يستسلم للمرض الذى أقعده وجعله أسيرا للوحدة بل قهره بالإبداع وملأ حياته بمعنى الفن ولقد قدم فنانا القدوة والمثل فى انتصار الإرداة بالفن كما فعل الفنانين الفرنسيين ( رينوار `1841 - 1919 ` وماتيس 1869 - 1954 والأمريكية جورجيا اوكييف 1887-1986 والفنان المصرى ابن النوبة نصر الدين طاهر 1935 - 2003 .
رينوار وبهجة الحياة
ولعلنا نتذكر هنا الفنان اوجست رينوار مصور بهجة الحياة التى تألقت بأريج الورود ونضرة الشباب لم يتوقف عن الرسم حتى فى آخر أيام حياته وظل يواصل عمله فى اصرار ويبدع دون كلل أو ملل متناسيا آلام الروماتيزم والتهاب المفاصل الحاد الذى كان يرغمه على استعمال المقعد المتحرك فى تنقلاته كما كان يرغمه على ترك باريس والإقامة جنوبا فى كان تلمسا للدفء وعندما اشتد به المرض الذى أعجزه عن استعمال أصابعه لم يستسلم للعجز فقد كان يربط الفرشاه فى معصم يده بشريط لاصق كما اشرنا من قبل ويرسم لوحاته المشرقة التى تغنى للحياة ويقول أننى أسعد حالا من ديجا الذى فقد بصره وحرم من نعمة الرسم والعجيب أنه زار متحف اللوفر عام 1919 نفس عام وفاته ليرى لوحاته معروضه جنبا إلى جنب من لوحات كبار الفنانين العالميين الذى طالما درس لوحاتهم ونظر لهم بكل احترام وإجلال وكان من بين لوحاته الاخيرة التى ابدعها لوحة الحوريات 1918 - 1919 والذى صور فيها ثلاث حوريات يستحممن فى النبع فى الخلفية واثنتان عاريتان مضجعتان على العشب والزهور فى أمامية اللوحة وسط الأشجار والزروع .
وقدم ماتيس مجموعة أعماله فى الكولاج ومن أشهرها لوحات العارية الزرقاء وكان يتردد عليه مجموعة من الأطفال لتدريبهم على هذا الفن وتعليمهم تشكيل اللوحات بالقص واللصق وكان يعطيهم ألوان محددة لا تزيد على اربعة ألوان ويتحدث إليهم ويحثهم على التركيز وشجعهم بتعليق لوحاتهم على الحائط .
اوكيف ونصر الدين
وهناك أيضا الفنانة الامريكية جورجيا أوكيف والتى تلقب بأم الحداثة الامريكيةوقد تألقت وبزغ نجمها فى إطار جماعة الفنانين فى نيويورك عام 1916 واشتهرت بزهورها اليانعة المسكونة بالتفاؤل والإشراق صورتها بضخامة شديدة كما لو اننا ننظر إليها من خلال عدسة مكبرة كما صورت عظام الحيوانات والصخور والعديد من المناظر بمكسيكو سيتى وعندما ضعف نظرها اقلعت عن التصوير الزيتى وبدأت ترسم بالقلم الرصاص والفحم لكن بدا نظرها فى الضعف التدريجى وهنا تعرفت على جون الخزاف الشاب والذى شكلت بمساعدته العديد من الأعمال الخزفية كما قدمت أعمالا بالألوان المائية .
والفنان المصرى ابن النوبة نصر الدين طاهر والذى تخرج من الفنون الجميلة عام 1961 ومع اخلاصه للرسم الصحفى بمصر فى اواخر الخمسينات ومساهمته فى اصدار العديد من المجلات بالخليج العربى بالستينات ظل مخلصا للتصوير الزيتى ولكن حدث أن تعرض لأزمة صحية صعبة على اثرها منعه الاطباء من ممارسة التصوير وذلك لتضاعف التأثير الضار للكيماويات ورائحة الزيوت ورغم انها كانت صدمة كبيرة بالنسبة له إلا انه لم يضع انامله الذهبية على خده فقد تحدى هذا الوضع الذى جعله فى حيرة بين ظروفه الصحية الحساسة وبين التمسك بالإبداع والذى يمثل كل حياته وهنا انسابت طاقته التعبيرية وتحول من التصوير الزيتى الى التشكيل بالكولاج فتألقت اعماله فى ملاحم تصويرية مادتها قصاقيص المجلات الملونة واستبدل الفرشاه بالمقص بتوليفاتها العجيبة إلى دنيا من الحيوية وبث فيها الحياة دنيا تستمد مادتها من صور الحياة اليومية للناس فى بلادى خاصة فى جنوب الوادى مع النيل والنخيل وزرقة الآفق فصور الفلاحات والمقرئ والأطفال ومراكب النيل وآثار مصر الفرعونية وقد حافظ على ملامس الأشياء من طراوة الثياب وصلابة المعدن وليونة الجلد .
الجبالى والمرحلة الاخيرة
وإذا كان الفنان حسين الجبالى قد امتدت أعماله من بين فن الحفر الجرافيك والرسم والتصوير بالباستيل والسجاد إلا انه فى الفترة الأخيرة كرس كل وقته للإبداع بألوان الباستيل وقد اختار تلك الخامة لأنه تمرس بها واكتشف أسرارها وفى نفس الوقت تطويعا لظروفه الصحية حيث أنه لا يستطيع ان يواصل الإبداع إلا وهو جالس ويكون الجسد فى حالة سكون ومن هنا يمارس الفن بشكل افقى على منضدة .
ومع دوافعه الذاتيه واصراره قال له طبيبا الأعصاب والأمراض الباطنية بالحرف الواحد علاجك فى الرسم ومن هنا انساب فيض ابداعاته فى أكثر من 150 لوحة بالباستيل على ورق اسود ومعه عشرين لوحة أبيض وأسود وكولاج .
ولكن ما الذى يريد أن يقوله لنا حسين الجبالى فى اعماله الأخيرة وهل انتقل بها إلى حالة جديدة فى التعبير ؟ .
فى الحقيقة لقد عاش فنانا الوحدة بحكم ظروفه الصحية واقتصرت حياته على التواصل مع ابنه العزيز مهاب ومساعده المخلص محمد أسامة وبعض الاقارب والأصدقاء ومن هنا جاء عالمه أشبه بحوار الذات او المنولوج والذى يعد بمثابة حديث النفس او النجوى وهو حديث شديد الخصوصية فى التعبير والتشكيل وعالمه هنا امتد باتجاهين دنيا تعبيرية يوازيها دنيا اخرى تنتمى للتجريدية التعبيرية أو التصوير اللاشكلى او اللاموضوعى .
فى اعماله التعبيرية باح الجبالى بمكنونات نفسه وصور اثنين رجل وامرأة فى حالة حوار والخطوط هنا سريعة يغلب عليها روح الاسكتش ويقطع الشخصان لوحة على الحائط هل يعود الفنان إلى تلك الأيام ويسترجع الذكريات مع الراحلة السيدة زوجته مشيرا إلى ذلك الحوار اليومى الذى كان بينهما ؟ والألوان هنا تتداخل بين البنى والأرزق والأصفر يتخللها السطح الأبيض أشبه بشبابيك النور بحرارة تلقائية .
وفى خطوط سريعة تنبض بحيوية شديدة يصور إنسانا جالسا مع لوحة معلقة أيضا على الحائط وحوله أشياء وعناصر عديدة من بينها زجاجة مياه ربما يعيد من خلال سيرته فى الفترة الأخيرة ووحدته لكن بنظرة تأملية شاخصة كل هذا مع لمسات خفيفة من الأصفر والأحمر الفوشيا والأزرق .
أما أعمال التى تنتمى إلى التجريدية التعبيرية فهى بمثابة مشاعر وأحاسيس وذكريات فيها حوارات الذات تناسب بالخطوط التى تتداخل وتنثنى وتتصل لا انقطاع وأحيانا تنفرج عن كريات كما تتحول إلى إيقاع هندسى من خلال تكرارية منغمة من الأشكال الهندسية وبعضها لا يخلو من ملامح تشخيصية مبهمة مثل عين أو طيف وجه وقد نرى بعض الأسماء كما فى لوحة نقرا فيها : إبراهيم وإسماعيل إنها الرغبة والحلم فى التواصل والحوار .
لقد تحولت أعمال فنانا الأخيرة إلى إيقاع جديد يضاف إلى مراحله المتنوعة وهى تحتاج منا إلى الداسة والتأمل الدائم .
تحية إلى روح حسين الجبالى الفنان والإنسان وسلام عليه بعمق عطائه الإبداعى .
صلاح بيصار
جريدة القاهرة 2014
فى معرض حسين الجبالى .. هل يصلح الرمز مدافعاً عن الواقع؟
- يمكننى أن أضع الفنان الدكتور حسين الجبالى 74عاماً.. على جانب مميز جداً فى حركة الفن التشكيلى المصرى ــ فقد ابتكر كياناً خاصاً به تفرد من خلاله عن رفقاء جيلة ، معرضه الأخير فى قاعة قرطبة بالمهندسين يضم خمسين لوحة كبيرة الحجم فى فن الجرافيك الذى صار على مدى نصف قرن من العمل فيه رائدا له .
اللوحات تجمعها رؤية تمزج بين التجريد والرمز فى بساطة وإن كانت تحمل فى طياتها كثيراً من الغموض والسحر يصعب تفسيره سريعاً ... المعرض هو الستين فى قائمة معارضه المحلية والعالمية . الا اننى أعتبره أهم معارضه ، فقد وصل فيه الى قمة ابتكاره استخدم فيها ألوانه الذهبية الخاصة به والتى تذكرنا بألوان الفراعنة القدماء وقد استمدوها من ذهب الشمس المصرية التى لا نراها فى أى مكان آخر فى العالم .. وأظن أن أحداً لم يصل اكتمال رموزه مثلما فعل الجبالى ولذلك اعتمد على التكثيف الشديد فى حجم المساحة اللونية ــ للون الواحد . وان كان هذا التكثيف فضفاض الدلالات ، فاللوحة تبدأ بنقطة توحى بالبيان ثم تنفجر الى خطوط دافئة حميمة تربط بين أنحاء العمل فى وعى .. تنساب اللوحة على جدران المعرض فى تدفق متوال ــ مدروس ــ تعرف لحنها المتنوع داخلياً وخارجياً .
وكأنها ترصد بانوراما لعالم أسطورى ينقلنا من الصراع المادى العالمى الى خيال . اظننى فى حاجة اليه لانه لا يرمينا الى الظلمات بل يسعى الى الجمال وتأكيد الواقع لا نفيه .. حسين الجبالى أيضاً يتميز فى معرضه الأخير بالرموز الروحانية ـــ أحس دائما أن أغلب لوحاته تخبئ طيراً يلوح فى فرح بجناحيه يحاول الانطلاق من قيود أو منفى .
حسين الجبالى ولد عام 1934 وتخرج فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1958 ودبلوم معهد التربية 59 ثم دبلوم تخصيص فى الحفر ` ليتوجرافيا ` بمعهد أوربينو بايطاليا عام 1967 اسلوبه الفنى تجريدى .
نادر ناشد
الوفد: 4-4-2008
تكريم رائد الجرافيك حسين الجبالى فى ملتقى الفنون التشكيلية
يفتتح الدكتور السيد القماش وكيل كلية الفنون الجميلية بالمنيا‏,‏ عبد الناصر شحاتة مدير قصر ثقافة الجيزة‏,‏ اليوم‏,‏ الملتقي المصري العربي الاول للفنون التشكيلية بقاعتي فرع ثقافة الجيزة‏.
وذلك علي هامش الاحتفالات بانتصارات اكتوبر المجيدة‏,‏ بحضور لفيف من المثقفين وفنانو هيئة قصور الثقافة‏,‏ بمشاركة‏6‏ دول عربية مصر‏,‏ السودان‏,‏ فلسطين‏,‏ العراق‏,‏ سوريا‏,‏ تونس‏,‏ يستمر المعرض حتي اخر نوفمبر المقبل‏,‏ ويمثل مصر أكثر من خمسون فنان وفنانة‏,‏ بينهم ممدوح القطوري‏,‏ هشام طه‏,‏ مدحت الحناوي‏,‏ جمال الموجي‏,‏ محمد زكريا‏,‏ ميسون قطب‏,‏ اميرة عبد الفتاح‏,‏ هبة جلال‏,‏ رفعت عبد الواحد‏,‏ أحمد عبدالحميد‏,‏ ايمان النميس‏,‏ ومن سوريا نها الدباغ‏,‏ عائشة حمدي تونس‏,‏ وليد فاروق السودان‏.‏
وأوضح الدكتور عبد الناصر شحاتة مدير القصر أن المعرض جاء افتتاحه رغم الأحداث الجارية التي تمر بها البلاد‏,‏ وفرض حظر التجوال ليلا‏,‏ لكن الفنانيين اصروا علي توصيل رسالة فنية مفادها أن حب الوطن متأصل في أعماق كل مصري‏,‏ خاصة ان شهر أكتوبر يتزامن والاحتفالات بذكري النصر علي العدو الغاشم في أكتوبر‏73‏ فكان لازاما ان نستلم منها روح المستقبل‏.‏
من جانبه أكد الدكتور السيد القماش ضيف شرف المعرض أن العمل الفني ليس مرتبط بمجموعة أشخاص بعينهم فقط‏,‏ فهو عبارة عن أفكار واستراتيجيات وله ثقافات متعددة‏,‏ ومحافظة الجيزة أصبحت عامرة بالثقافة التي تزخر بتاريخ ثقافي يزيد عن‏5700‏ عاما‏.‏
واوضحت فدوة عطية قوميسير عام المعرض يأتي هذا المعرض بهدف تبادل الخبرات بين الفنانين العرب‏,‏ وبث الروح للفنون العربية الأصيلة والتعريف بتطورات مراحل الفن التشكيلي في البلاد العربية‏,‏ وتعزيز علاقات التعاون والصلات من خلال اجندة الثقافة المصرية‏.‏
واشارت إلي تكريم رائد فن الجرافيك المصري الفنان حسين الجبالي نقيب التشكيلين الأسبق الذي يبلغ من العمر ثمانون عاما‏,‏ وعقب الافتتاح سيكرم المشاركين بشهادات تقدير في مجالات التصوير الزيتي والضوئي‏,‏ الجرافيك‏,‏ النحت‏,‏ الاشغال الخشبية اضافة الي جائزة العمل الجماعي عبارة جدارية ضخمة بطول سبعة امتار نفذها‏15‏ فنان‏,‏ تم رسمها في ميدان التحرير وتعرض للمرة الأولي‏,‏ وجدارية اخري لفن النحت بطول‏5,1‏ متر للفنان محمد شعراوي استخدم فيها خامات متعددة‏.‏
محمد عبد العلى
الأهرام المسائى: 29-10-2013
حسين الجبالى ورحلة العمر الجميل وتنويعات فى الجرافيك حفراً ورسماً
الفنان حسين الجبالى فنان تمتد تجربته فى مجال المعارض نحو 40 عاما فمنذ أن قدم معارضه فى عام 1960 وهو يشارك فى الحركة المصرية بكثافة بين معارض جماعية وفردية بالإضافة إلى حصوله على عدد من الجوائز وقد اكتسب الفنان خلال هذا المشوار ــ خبرة مهمة فى مجال الجرافيك والرسم خاصة مع احتكاكه المستمر والمشاركة فى المعارض والبيناليات الخارجية .
ونتمنى له الشفاء للعودة إلى تلك المعارض الحاضرة والمسافرة فأعماله هى بمثابة إعلان صريح وتنويعات على جسد خامات الجرافيك التى يحترفها الفنان خاصة خامة ` الخشب ` والواضح أنها قريبة إلى قلبه وتعطى له ما يريد ويعطى لها كل الحب والإخلاص .
لكن ما يدهش الملتقى بالفعل ويجعله فى حيرة أمام أعمال الجبالى هو ذلك الإعلان القوى عن شكل الحرف ومصدره وتاريخه وهل هو حرف عربى كما يقول النقاد أم أنه حرف عربى غرس أسنانه وأنيابه وسط التاريخ الفرعونى والمصرى القديم ؟ مجموعة أسئلة تبحث عن المصدر وتتصارع على المسطح الخشبى لتنتج `حدوتة ` كبيرة تتعلق بالحضارات والثقافات التى مرت على مصر ويجب حل قانون شفراتها لمعرفة هذه `الحدوتة` وللتعرف على جماليات العمل والإجابة على الاسئلة عند الفنان الكبير حسين الجبالى الذى يملك خاصية مهمة وهى ` التواصل فى العزف على المنوال نفسه ` منذ فترات بعيدة . ونحن نشاهد أعمال د.الجبالى تلعب على المستويات نفسها بل المساحات والتقنيات الملونة محافظا على عناصره الجمالية التى قد نتفق ونختلف حولها .
ثانيا : نجد شكل الحرف العربى لكنه غير متعارف عليه أو على شكله فهو لم يترك دلالات محددة عن حروفية عربية مسبوقة . لذلك ربط شكل الحرف بشكل الرمز الفرعونى . وهى فكرة ذات بعد تاريخى . حين كان يستعمل المصرى القديم الرسم فى الكتابة أو التعبير بالحركة المرسومة عوضا عن الحرف المكتوب كوسيلة تعبير . وهنا تنبع فلسفة الفنان فى عكس تلك الرؤية المشهدية التى تربط الحرف بالرمز ثم الموضوع . حين يأخذ الحرف شكل الطيف ، ثم يتحول إلى تكوين دائرة فلكلورى ليشكل أداء معماريا ذا دلالات هندسية عربية نشاهدها فى بناء المنازل العربية المعاصرة فيكون التكوين محكوما بمنظومة عامة تشكل فعلا عاما فى اللوحة مع احداث جو موسيقى ذى شجون وأداء تنظيمى مصحوب بنسق مهم مع أداء تقنى وفى التفاصيل يتجلى الحرف العربى مع خطوط فرعونية لتحديد معالم يشترك فيها التقسيم وتقطيع المساحات بشكل خطوط غير منتظمة لكنها متعرجة وفق منتهج ` نيلى ` .
ثالثا: الأداء اللونى وهو أداء لونى ذو فعلية على الملتقى صاحب العين الفاحصة والثاقبة فالجبالى يبدأ بلون ثم يضيف إليه لونا آخر وهو إعلان عن اللون شبه البنى المرتبط بحالة العمارة الآن ويختم مرحلة الألوان بإضافة لون الذهب الفرعونى وهنا يلعب الجبالى على حبال الخروج من الحاضر والعودة إلى باطن التاريخ من اجل أن يعلن الحاضر عن استدعاء الذاكرة .
إن شدة التقنية عن الفنان حسين الجبالى قد تفيد العمل أحيانا والروح والتركيز التقنى فى تسجيل ورصد أحداث بصرية وجماليات تقنية تضيف للعمل وروح المغامرة والكشف عن مصادفات وجدانية هى جزء أساسى من روعة العمل الجرافيكى وإن كثرة التركيز على الحروفية ذات الرؤية المتفردة بالطبع مع تلك الخطوط المباشرة وغير المباشرة لها دلالات روحانية وتؤكد على أن الفنان يعرف خطوته جيدا ولم يترك حيزا للصدفة الجميلة التى تنعكس من خلال روح الجرافيك إلا وكان على علم بمفهومها التقنى .
عبد الرازق عكاشة
القاهرة: 7-6-2005
انجاز المعادلة الصعبة للجمع بين الموروث والمعاصرة
فى قاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا المصرية أقيم أخيرا معرض الفنان حسين الجبالى أستاذ الجرافيك ونقيب التشكيليين المصريين ضم 53 عملاً فنيا عبر أسلوبين الأول أعمال مطبوعة على الخشب فى ألوان ساخنة شديدة البريق تتميز ببساطة الشكل الخارجى والخط فيها يرمز الى رموز أسطورية جديدة والثانى أعمال رسم بالباستيل تعتمد على اللحظات السريعة والمباشرة للفنان . وقد يتصور المشاهد لأول وهلة أن الخطوط أجزاء لأشكال آدمية أو طيور أو حيوانات ولكنها فى النهاية بصمة الفنان فى شكل خط . بدأ الجبالى مشواره الفنى منذ 40 عاما وانجز حتى الآن 50 معرضا شخصيا ، إضافة الى مشاركته فى معارض جماعية عدة فى مصر وخارجها .. تأثر فى بدايته بالحياة الشعبية المصرية متمثلة فى الموالد والحفلات والرسومات الشعبية على واجهات البيوت ، كما تأثر بما سماه ( قطعة الدانتيل المشغولة بالخط العربى الجميل بمختلف إيقاعاته على واجهات جوامع المعز لدين الله الفاطمى بالقاهرة ) .
كانت دراسته فى كلية الفنون دراسة أكاديمية كلاسيكية بعد الانتهاء منها التحق بالمعهد العالى للتربية الفنية حيث اتجه بإمكانياته الفنية الكلاسيكية إلى الفنون الحديثة . فى ذلك الوقت اتجه اتجاها هندسيا تكعيبيا استمر حتى العام 1965، ثم سافر الى إيطاليا حيث الفنون العالمية ومجموعة الرؤى الرحبة من المنابع الأصلية لفنون عصر النهضة مواكبا أيضا للفنون المعاصرة باختلاف أنواعها .
يقول ` كان اتجاهى وقتها تجريديا تعبيريا ، إذ تخصصت فى فن الليثوغراف ، وهى خامة طيعة وناعمة تتماشى مع هذين الاسلوبين ، وكان شاغلى هو كيف يمكن أن أحافظ على المعادلة الصعبة ، وهى احتفاظى بتراثى المصرى الأصيل متمثلا فى الحضارات الثلاث المصرية والقبطية والاسلامية والفن الحديث ، أى أن أكون معاصرا بجذورى ومنابعى الأصلية فى العام 1970 بدأت اتجه الى الحرف العربى ، وأثناء وجودى فى البعثة كان انتمائى لمصر يدفعنى دائما لصنع بعض الإضاءات فى العمل الفنى ، وتمثل ذلك فى الخطوط العربية بصيغة مثل ` أحبك يا مصر ` وهى تعبر عن الاشتياق أثناء البعد وتنبعث منها القيمة الجمالية مع قراءتها بصعوبة بالغة `.
ويضيف الجبالى ` بدأت لاحقا أستعمل حرفين على لوح مربع من الزنك من تقنية الحفر الغائر ، وكنت استعمل فى هذا الوقت التباديل والتوافيق لهذه المربعات بألوان طباعية شفافة ، فكانت النتيجة أبعادا جمالية لا حدود لها بسبب ليونة الحرف وجماله ووحدة الأشكال الهندسية فى المربع والمستطيل ، واستمر هذا حتى العام 1976 ، ثم سافرت الى هولندا وكانت المفاجأة فى تلك الألوان المبهجة الجميلة الصارخة فى أمستردام التى كانت أشبه بجاليرى كبير يمتلئ عرض لا حصر لها ، تزخر باتجاهات فنية معاصرة الى أبعد الحدود ، وكنت فى ذلك الوقت أهتم بالشكل الخارجى للوحة ، الذى كان يمثل بعضا من الحروف العربية متجردة من أشكالها الأصلية ، وكانت هذه الفترة فترة ثراء لونى وشكلى كبيرين ،استمرت حتى العام 1983 حيث رشحت لبينالى فينيسيا الدولى وهناك التقيت الطباعة البارزة ، والمسطحات الكبيرة للخشب بضراوته وصعوبة التعامل معه وبالقيم اللونية نفسها ، التى بدأتها فى هولندا ، وقتئذ عملت على المربعات كبيرة الحجم المكملة لبعضها لكى تعطينى سيمفونية لونية متكاملة مطبوعة على أسطح خشبية فى شكل مستطيل أو مربع كبير فى متتاليات من اجزاء المربع يمكن تغييرها كل يوم بتكوينات مختلفة أثناء العرض .
ويتابع قائلا: `من الأعمال الفنية التى أعتز بها فى الفترة الأخيرة عمل فنى بطول ثمانية أمتار وعرض 2.52 متر ، يشكل سيمفونية من الأشكال الهرمية التى تنتهى بمجموعة من الخطوط المتشابكة ، وتعكس حسا زخرفيا للخط العربى بألوان متناسقة فيما بينها . وأحاول الآن أن أكمل السيمفونية الخطية بانجاز مجموعة تماثلها فى العدد والمضمون والمفهوم ، وفيها أحاول ابراز قيم جديدة على سطح الأهرامات بحروف تحمل بصمتى الفنية ( توجد هذه الحروف على سطح الهرم ) وعلى المكونات الهرمية بين الاهرامات توجد اهرامات مقلوبة يشعر بها المشاهد من دون قصد ` .
عصام أبو زيد
الأتحاد : 4-4-1999
الجبالى : الفنون الإسلامية عظيمة الثراء والعطاء
يعد الخط العربي أحد الملامح الأساسية في التجربة الإبداعية للفنان التشكيلي حسين الجبالي، وقد وضح ذلك في أعماله عقب تخرجه في كلية الفنون الجميلة مضافاً إلى جانب التكعيب الهندسي، وخاصة الخط الكوفي، حيث كان يريد أن يأتي العمل الفني في تلخيص شديد لا يخرج عن خطي
وكان لمسجد `الإمبابي` تأثيره الخاص على الجبالي، حيث احتفال حي إمبابة بمولد سيدي الإمبابي، الذي يقام على مدار أسبوع كل عام. وقد اعتاد الجبالي وأخوه الأكبر في ذلك الوقت رسم وجوه الزائرين من أبناء الريف أو القرى ويعرضانها في مقابل أجر بسيط، ثم بدأ مرحلة جديدة كطالب في كلية الفنون الجميلة ينتقل مع زملائه برفقة أستاذهم، إلى الأماكن الأثرية والمناظر الطبيعية يتطلع إلى أبواب الجوامع الكبيرة المشغولة بالزخارف الإسلامية من أجل استلهام واجتذاب مفردات الجمال بها لتكون مادة دافعة على الإبداع الفني
الفنان الحق
وأكد أن الفنان لابد أن يستوعب الماضي، فالحاضر ملك له، أما المستقبل فهو من عند الله وبيده، وأن الفنان الحق يرسم صورة مضبوطة عن مستقبله ، ولابد أن تكون له جذور عميقة في حياته، ويعتبر هذه الجذور متمثلة في البيئة الشعبية التي تربى فيها، حيث كانت طفولته بين الأحياء الشعبية والموالد وبين الخط الذي يكتب على ملابس وأعلام مشايخ الطرق الصوفية والحوائط الإسلامية ومآذن المساجد في مصر الفاطمية‏.‏
وقال الجبالي: الخط أحد العناصر الرئيسية في التراث الإسلامي، وبحكم كوني دارساً للخط العربي، أعرف خبايا وأبعاد الخط جيداً، إضافة إلى أنه يعطيني أبعاداً وقيماً جمالية.
أسلوب قومي
وعن مدلول استخدام الخط في أعماله الفنية قال الجبالي: الخط يشكل جزءاً من وجدان هذا الشعب منذ الحضارة الفرعونية مرورا بالحضارة القبطية والحضارة الإسلامية، لهذا فإن استلهامي حروفه المكتوبة في أعمالي ما هو إلا محاولة لإيجاد شكل جديد لأسلوب قومي الطابع ومتميز نابع من بيئتنا ومتوارثاتنا، مستعملاً في تنفيذه أحدث الأساليب..
يذكر أن رحلة الجبالي مع الخط كانت لها بدايتان، الأولى عاطفية بحكم النشأة والبيئة، فمنذ الطفولة وهو عاشق للخط المرسوم والمنقوش على العمائر الإسلامية، وظل هذا العشق ينمو في داخله حتى كان إلتحاقه بكلية الفنون الجميلة، حيث الدراسة الأكاديمية البحتة، فكانت محاولة تسجيل ما يقع تحت بصره من خطوط على العمائر الإسلامية أثناء مادة المناظر الخلوية، ونتيجة لعشقه الشديد الخط العربي وجد نفسه مدفوعاً للالتحاق بمدرسة تحسين الخطوط المصرية مدة أربع سنوات `1955 - 1958` للدراسة والإجادة ، ولكن كانت البداية الحقيقية لاستخدام الخط العربي كعنصر من مكونات أعماله الفنية في العام 1965، وكان أسلوبه في ذلك الوقت ينحو تجاه التكعيبية الهندسية ، فظهر الخط العربي في مجموعة أعمال مستوحاه من السد العالي كجزء من مسطح جسم السد منفذ بالخط الكوفي البسيط ، كعلاقة جمالية تخدم السطح المعماري للبناء ، ثم كانت البعثة الدراسية لإيطاليا `1965 - 1967` فصاحبه الخط في رحلة ليظهر في بعض مسطحات أعماله الفنية بمضمون يحمل معنى الشوق والحنين إلى الوطن، ولكن بخط غير مقروء بوضوح، فظهر كأشكال متداخلة بشكل تجريدي.
المدينة الجميلة
وعن دراسته بـ `أربينو` في إيطاليا كأحد المؤثرات المباشرة في علاقته بالخط أوضح : عندما ذهبت إلى أربينو أول مرة فوجئت بأنوار تشع من فوق جبل ولم أعرف وقتها أن هذه هي المدينة التي سأدرس فيها، وكانت وسيلة المواصلات الأتوبيس، ولم يكن هناك قطار سكك حديدية يستطيع الصعود إلى فوق قمة الجبل إلى أربينو فكنت دائماً أرى أمامي الخط اللين والسهل في رحلة صعوده إلى تلك المدينة الجميلة ، ومن فوق قمة هذا الجبل وضعت يدي على الهندسيات، فكان لهذا كله تأثيره الواضح في مسار الخط لدي كفنان، وجاءت الترجمة بأعمال فنية، فكان إحساسي بالوطن `مصر` يترجم إلى كلمات على هيئة خطوط لينة أقول فيها كل كلمات الحنين وكنت لا أريد أن اقرأ تلك الكلمات فجعلت منها فقط لغة الحوار بين ما يدور في عقلي وما يترجم على الورق في أشكال هندسيات بداخلها خطوط لينة تتحاور وتتجاور تارة، وتتنافر تارة أخرى، لتقص لنا كلمة السر في هذا العمل الفني الذي يحوي داخله حنيناً للوطن وللتراث وللجذور.
جماليات الحرف
في عام 1969 بدأت تجاربه في بحث قيمة الخط جمالياً بعيداً عن أي مضمون للمعنى اللغوي، بداية من جماليات الحرف المفرد، ثم علاقته بغيره من الحروف الأخرى، وكان الخط في ذلك الوقت واضحاً ومقروءاً، ولكن فيما بعد تداخلت الخطوط وأصبح الهدف محاولة إظهار مكنون جماليات الخط.
وحول تنفيذ أفكاره عبر السجاد، قال إنه يعتبر السجاد الذي يقدمه نوعاً من إحياء الفنون الإسلامية، ويأتي في إطار استكمال تجربته الفنية، حيث يعتبر نفسه فنانا إسلامياً معاصراً.
مجدى عثمان
الأتحاد : 14-7-2015
الأهرامات وبوابة الثقافة المغلقة
عندما حملت أوراقى ، واتجهت الى نقابة التشكيليين للقاء نقيبها الدكتور حسين الجبالى تزاحمت الاسئلة بداخلى ، وتفجرت اشياء كثيرة مع الحديث عن معرضه المقام بقاعة ` اكسترا ` بالزمالك .
وحسين الجبالى من الجيل الثانى ، ويعتبر واحدا من الفنانين التجريديين الذين ساهمو بقدر كبير فى تأصيله فى مصر ، وخاصة بالنسبة لفن الجرافيك . واستخدم جميع الاساليب فى تنفيذ هذا الفن . وقد مر بعده مراحل منذ بداية إنتاجه الفنى عام 1960 والذى عالجه بشكل واقعى رسم فية النخيل والأحجار .
والإنسان . وتحول الأسلوب الواقعى إلى الشكل الهندسى والميل الى التكعيبية وأدخل الخط كقيمة فى التكوين والبناء . وبعد سفره إلى إيطاليا عام 1965 ظهرت أعماله المجردة باستخدام ` الليثو جراف ` كتكنيك ، وتميزت خطوطه بالليونة والانسيابية ، واستمر الفنان فى تأكيد الأسلوب التجريدى ، حتى وصل إلى التجريدية الخالصة عام 1968، وعندما عاد من إيطاليا استخدم الخط من خلال منطق جمالى بحت بغض النظر عن مدلوله اللفظى .
وفى عامى 1972 ،1973 لم يلتزم الجبالى بالإطار التقليدى للوحة ، وقد اختفى الخط وظهرت مساحات لونية وتعرف هذه المرحلة بمرحلة (المربع والمستطيل ) وأضاف الرقائق الذهبية والفضية إلى العمل الفنى بطريقة `الكولاج ` عام 1974 .
ويتجاوز الجبالى حدود اللوحة ويصر على إطلاق عناصره فى مساحة مفتوحة بلا حدود ، ويفتح المجال ايضا لإصدار لوحات تجاور لوحات لتنشئ لوحة كبيرة من خلال تكرار عنصر أو إضافة خط .. وربما يترك المجال مفتوحا للمشاهد لتخيل الإضافات التى يتخيلها .
وفى أعمال الجبالى الأخيرة لعب الشكل الهرمى والدائرى والخطوط المنحنية دورا فى بناء اللوحة . وتتميز أعماله بالثراء والتجديد الدائم والخصوبة .. يكرر الشكل مع إضافة خطوط وألوان ، ويستحدث أشكالا أخرى ربما تكون انعكاسات للوحات سابقة مع التنويع فى الألوان والتحريف فى الخطوط . والهارومونية أحد أهم السمات فى أعماله .. ويعتبر الجبالى من الفنانين الجادين فى ابتكار واستخدام الخطوط الهندسية التى يلعب بها فيحدث تقاطعات وتعامدات وتناغمات غاية فى الجمال والغنى .
- ما الحكمة فى أختيارك للأحجام الصغيرة لتنفيذ أعمال هذا المعرض ؟
هناك بيناليات تهتم بالأحجام الصغيرة فى بلجيكا مثلا وفرنسا والنرويج ، والعمل الفنى (8×10سم) يأخذ نفس الجهد بالنسبة للعمل الكبير بل يكون أكثر وعورة عن العمل الكبير ، وأتعامل معه بنفس المقومات لأن القيمة اللونية والإيقاع الخطى فى أى حجم يحمل نفس المواصفات .
- استخدمت الأشكال الهرمية فى مساحات كبيرة الحجم .. حدثنا عن الجماليات التى اضافتها الأشكال الصغيرة ؟
بالنسبة لى فأنا أبحث عن إيجاد بصمة جديدة تحمل كل جماليات حضارتنا الموجودة .. أحاول هضم القيم الجمالية فالهرم عنصر جمالى يمتاز بخطين متقابلين فى أعلى يعطى روحانية عالية بالإضافة إلى انه شكل جمالى . وقد أدخله فى دائرة أو مربع ، وأحاول إعطاء لمسة جمالية على سطح الهرم ، وبعض اهراماتى مسطح ابيض ، وأخرج السطح الداخلى للهرم فى بعض الأشكال ليراه المشاهد ، واحيانا اقطع الهرم وادخل هرمين مع بعضهما وكل لوحاتى مختلفة عن بعضها .
- تظهر القباب وبعض الإسلاميات فى أعمالك . كيف تتم المعالجات الفنية لتوليف هذه العناصر ؟
القبة بها نصف دائرة ادخلها تقطع الهرم .. تدخل مع الخط الأفقى والخط الرأسى لخلق إيقاعات لا تنتهى . والإسلاميات استفيد من مفرداتها ، وأحياناً اخذ جزءاً من المثمن وادخله فى أعمالى .
- الملاحظ أنك تعشق البنيات .. فماذا تمثل فى شخصية الجبالى ؟
أنا احب هذا اللون لما يحمله من عمق ، والمصرى القديم استخدمه بكثرة .. وقد استخدمت حضاراتنا الثلاث ( البنى والذهبى والتركواز ) فى أعمالهم الفنية والبنى لا يعطى عتامة للوحة ، إنه يعطى حثا وروحانية .
سامى البلشى
الأذاعة والتليفزيون : 24-7-1994
رواد ورموز .. حسين الجبالى .. مشوار حياة
- فى ذكرى رحيله الرابعة وحول تجربته الإبداعية كفنان تميز فى مجاله طوال مشواره الفنى وكانت له بصمته الخاصة، جاء ليحاكى وبكل عشق لهويته المصرية وتراثه الشعبى.. وبإجادة بالغة الذكر فى تمكنه من أدواته وخطوطه، فهو أحد رموز الحركة الفنية المعاصرة.. ولم لا وهو شيخ الحفارين الفنان الراحل حسين الجبالى أحد رواد الجيل الثانى فى مجال الحفر بعد الحسين فوزى، ونقيب التشكيليين الأسبق. والذى تخرج فى كلية الفنون الجميلة قسم الحفر عام 1958. وحصل على دبلوم التخصص فى الليثوجراف من المعهد الحكومى للفنون الجميلة ورسوم الكتاب أوربينو بإيطاليا عام 1967. فهو فنان من طراز خاص ويعد من أفضل الحفارين على الخشب بمصر وتحديدا فى مجال الحفر الطباعى. عشق الحارة المصرية بكل تفصيلها وجاء ليستقى منها لقطات جسدها فى لوحاته. فهو الفنان والمبدع ذو الأسلوب المتفرد عربيا والبعد الفلسفى فى أعماله، والذى عرف أيضاً بإجادته استخدام الخط العربى كقيمة تشكيلية وتشكيل فنى بصرى أكثر منه كصورة رمزية كان يجيد لغة الألوان فى بناء متزن الأركان، وبانطلاق وتحرر كان يصيغ أفكاره على السطح الطباعى. جاءت بعض أعماله مستوحاة من التراث الفرعونى والاسلامى والقبطى.. ليترك بصمته التى لا تمحى فى مجال الجرافيك والتى أثرت وبشكل كبير على جيل من التشكيليين الذين تعلموا منه وتأثروا به. مازجا إياها بين اللغة البصرية الجمالية وبين الخلفية الثقافية متخذا من التقنيات المتعددة والمتنوعة وسيلة للتعبير. بالطبع كان للجبالى العديد والعديد من الإسهامات العامه منها: مهمة علمية من الحكومة الهولندية للتعمق فى فن الليثوجراف ودراسة الطباعة على الشاشة الحريرية عام 1976، كما اختير ضمن سبعين فناناً من العالم لعمل مجموعة الحفر التى تتكون من 230 عملا فنيا لليونسكو. أقام الجبالى العديد من المعارض الخاصة وشارك فى الكثير من المعارض الجماعية سواء محلية أو دولية.
وقد أدرج اسمه فى موسوعات محلية وعالمية متعددة أهمها: الموسوعة الفرنسية لاروس، الموسوعة العربية، موسوعة الشخصيات البارزة المصرية. وله العديد من المقتنيات داخل وخارج مصر سواء خاصة أو رسمية.
وحصل على الكثير من الجوائز المحلية منها: جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى 1979. فضلا عن الجوائز الدولية كالميدالية الفضية لهيئة تنشيط السياحة بانكونا ايطاليا 1976، الجائزة الثانية فى بينالى الاسكندرية 1977، والميدالية الذهبية لترينالى فريدريك ستاد 1989، بالإضافة إلى الجائزة الأولى فى الحفر على الخشب تشيكوسلوفاكيا 1991.
رانيا الدماصى
الأهرام : 2018/1/26
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث