`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
مصطفى محمد عبد الوهاب

- تبادر الفن فى حياة مصطفى عبد الوهاب كنبت يظهر وسط الصخور، تمتد جذوره بهواده، لتفسح الطريق الوعر، الى الاعماق، ثم تسير الحياة ، وحينما اشتد العود ، كانت المغامرة والمقامرة ، أمتثل الى رتم الحياة، .. ام نحمل احمالنا ونشد الرحال .. ؟! ولم يكن هناك ما يمكن البقاء عليه ، حيث كانت الرحلة هدفا، وكان الزاد قويما بالقدر الكافى للاسفار ، فهو قد خرج من مدرسة الإسكندرية التى تعج بتجربة فائقة فى فن التصوير ، وبفنانين انحنى لهم التاريخ تبجيلا، ولم ينس فناننا فى الرحلة ، أن عليه الرجوع بموقف يفسح له مكانا ثانيا وسط الصخور ، وان لا يستكين هذه المرة ، ويحمل سيفه المخضب بالالوان ، وأن يغامر على سطح العمل مغامرة الفاتحين واللون ينساب حثيثا منكسرا ومتموجا حينا ، ورائقا مترنما فائقا مرات ، سلس بما فيه من خبرة الالتقاء بقدر يشفى الصدور ، ويثلج النفس ، وقد اتفق على ان يقدم فى أعماله بحثا فى كم التلاقى وسعة التصميم ، وفانتازيا الرؤية ، وتنويعا يصيبنا بالفرح والسعادة حيث نبذ عتاقة الرؤية وفكر الحرث فى البحر وبلادة الافلاس ليكون الفن قويما ومرادفا للغد .
أ.د/ فاروق وهبة

معرض مصطفى عبد الوهاب.. الحكمة فى دقة التكوين
* نحن أمام جيلين .. جيل غلبت عليه الحكمة فى دقة التكوين.. وجيل يكاد يمزق إطار الحكمة قبل أن يسعى لدقة التكوين .
- الأحد الماضى افتتح فى أتيليه القاهرة معرض للفنان التشكيلى الكبير الدكتور مصطفى عبد الوهاب وابنته الفنانة التشكيلية مريم عبد الوهاب، تحت عنوان ` آباء وأبناء ` تم الافتتاح فى حضور حشد كبير من الفنانين المحبين للفنانين وبحضور الدكتور الفنان صلاح المليجى، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والدكتور حمدى أبو المعاطى، نقيب الفنانين التشكيليين، والفنان الكبير ثروت البحر، وغيرهم من مختلف الأجيال.. ومصطفى عبد الوهاب، الذى جاء مع لوحاته من الإسكندرية، جاء معه بنسمات شجية وقوية من هذه المدينة التى سبقت غيرها من المدن المصرية فى الانفتاح على الفنون التشكيلية العالمية..والتى كانت يوماً ما كلها `أتيليه ` كبيراً مفتوحاً تحت الشمس وفى الفضاء الأبيض من ترعة المحمودية حتى البحر لهواة الفن التشكيلى ومحترفيه من الجاليات الأجنبية .
- وعرفت قبل غيرها الورش الفنية والأتيليهات مع مطلع القرن العشرين، وقدمت لمصر والعالم العربى والعالم فنانين كباراً على مر الأجيال من محمد ناجى وعفت ناجى ومحمود سعيد والأخوين سيف وأدهم وانلى وحسين بيكار وعبد السلام عيد ومحمد شاكر ومصطفى عبد المعطى وعصمت داوستاشى وفاروق حسنى وفاروق وهبه وثروت البحر ونعيمة الشيشينى حتى على عاشور وأجيال أخرى شابه تطول صفحة أسمائها. والحقيقة أن الإسكندرية هى مدينة الفن التشكيلى بامتياز. ظلت كذلك سنوات طويلة حتى صار لمصر وزارة الثقافة منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضى فصارت القاهرة تحظى بالاهتمام الأكبر، حيث صارت أنشطة وزارة الثقافة تكتسب أهمية مركزية وتطل على الإعلام وتقدر باعتبارها الأهم، وان ظل بينالى البحر المتوسط يعقد فى الإسكندرية حتى الآن ، لكنها مناسبة وحيدة يتدفق عليها الإعلام المركزى، لذلك تجد فنانى الإسكندرية فى أكثرهم بعيدين عن الأضواء وعن جوائز الدولة، رغم جدارتهم، وهذا حديث يطول، وليس مهماً الآن، ففنانو الإسكندرية الذين تأسرهم المدينة وتحتويهم تحت نواتها الشتوية وأقواس قزحها الخريفية يظلون دائماً فى حالة من الاستغناء عما يشغلهم عن فنهم الذى يكاد يكون ملحقاً بالفضاء السكندرى.. - مصطفى عبد الوهاب فنان تجريدى، وهى مدرسة فيها من المغامرة الكثير، لأن الفن التشكيلى عموماً يعانى من التلقى، والمتلقى الذى يبحث فى الصورة عن معنى مباشر، أو مضاهاة بلهاء للواقع، ويظل الفن التشكيلى دائماً محصوراً بين نخبة المتلقين، فما بالك بالفن التجريدى الذى هو مساحات من اللون فقط، تنطلق فى فضاء اللوحة، معبراً عن جوهر المشاعر الذى هو الموسيقى المجردة الفنانون التجريديون عموماً يرون أن الفن مسألة ذاتية قبل أن تكون موضوعية، وأن العلاقات بين الألوان فى فضاء اللوحة تعبيراً عميقاً عن قلق المشاعر دون حاجة إلى تشخيص .
- ومن ثم فالأمر بالنسبة للمتلقى العادى يكون غريباً، وللمتلقى الدارس يتأمل فضاء اللوحة ومساحة الألوان وتناغمها أو تضادها وهدوءها أو انطلاقها، ويوحى تكوين اللوحة من الانطباع الأول بدرجات مختلفة من قوة الإيقاع أو رهافته. ويمكن طبعاً أن تصل بك اللوحة إلى درجات مختلفة من الشجن أو الفرح.
الفنان التجريدى هنا وفى كل الأحوال يطلق العنان لمشاعره ألواناً، ولو استطاع لجعلها مثل الموسيقى لا تراها ، لكن أدواته هى اللون، فلا بد من الرؤية - مصطفى عبد الوهاب تاريخ متجدد وحرفة قوية تظهر فى تماسك تكويناته وقوتها، وتظهر فى تماسك تكويناته وقوتها، و تظهر أيضاً فى منمنماته الصغيرة جداً التى أخلص لها فى لوحات لا تزيد على خمسة سنتيمترات، أبدعها بحرفية عالية لا يأسرها ضيق الفضاء، بل تجعل الألوان تعطية مساحة من العمق والاتساع لا تأتى إلا من روح مبدعة .كنت أتمنى لو كان فى المعرض قليل من هذه اللوحات الصغيرة .
إبراهيم عبد المجيد
اليوم السابع - 23 /3 /2012
مصطفى عبد الوهاب .. رحلة تمتد إلى العمق
- كانت وما زالت الصلة الوثيقة التى تربط الفنان بالطبيعة هى المحرك الأساسى لإبداعه سواء سلك مسلك التمثيل أو التجريد، وأن ما استقر فى ذاته من جراء هذه الصلة هو المفسر لأساليب التعبير المستقلة لكل فنان دون الآخر بحيث تعبر دوافعه عن استيعابه لطبيعة الوجود، وقد انتزع منها سببا ً لحياة عاشت بداخله ومدت جسراً بين ما اعتمل فى العمق من ارتباطات تعيد اكتشاف الحقيقة وتفصح عن صور شتى من الإبداع، وقد يبدو المعنى من عمق التجربة أو عمق الأداء أو كلاهم، إلا أن عمقاً آخر تدركه كلما طالعت عملاً للفنان السكندرى مصطفى عبد الوهاب، فمنذ هجر التشخيص إلى التجريد المطلق وارتحل مسكوناً بالمدينة الجميلة وهو فى حالة من التوحد يصعب معها أن تلمس أى تناقض بين ذاته وموضوعه متمثلاً فى ظاهر ما تحمله تصاويره من شكل ولون وتقنية تجيش بطاقة حسية وانفعالية وصوفية، وان ثم مقصداً يربط بين العنصر الخارجى والعنصر الداخلى... بين الظاهر والباطن فى العمل، عبر المادى واللا مادى، ألا وهو صدق الإنفعال الإقدر على اختراق وعى وإدراك المشاهد رغم الصفة التجريدية التى اتخذها الفنان مدخلاً لتحرير الواقع من أنماطه الأصلية إلى شطط مفرط الحسية تعكس فيه نظائره التشكيلية إحساساته المباشرة التى تبدو كمخزون لما ظل غير مفصح عنه من طاقات حبيسة تتأجح من استبصار ورؤية لا تنفصم عن المحيط البيئى، غير أن المجعية البصرية التى يحتكم لها الفنان كانت بمابة الجوهر لإسقاطه اللاشعورية فى هيئتها التجريدية وما توحى به من دلالة على أشكاله على غير بعض المقلدين من مدعى التجريد ممن تبدو أعمالهم عبثاً شكلياص فى سياق خال من المضمون.
- إن أكثر ما يفاجئك فى أعمال الفنان عبد الوهاب هو التركيبة النفسية السكندرية شديدة التقلب إذ قد تلمح حساً عاطفياً متذبذباً شجون متعكر فى بعض لوحاته أو متفائل مسترسل حالم فى البعض الآخر، متحرر يعصف بكل ثابت ويعيد تقييمك لقوانين الكون وأحكامه الجاذبية فى براعة قنصه للحظات خاطفة السرعة، فى انشقاق كتلة باتت معلقة فى فلك خيالى، أو رذاذ موجة ارتطمت واحتكمت لما عقبها على كتل من صخر..انت لا تدرى أمام العمل والآخر فى أى رحلة فكرية يصحبك الفنان، رحلة الصعود إلى الأعلى حيث الأبدى المطلق، أم رحلة الإندفاع فى أفق لانهائى، أو الأستقرار فى الباطن حيث العمق السحيق مكمن لمعان خفية تخاطب الروح وتسوقنا إلى العديد من عمليات الإستنباط والإستدلال تجاه الكون وحقيقة المرئيات، وهنا يحضرنى قول الفنان النمساوى شيلى` إن الفنان يستمد إلهامه من بانوراما كونية متغيرة، من عنصر لا حدود له، تجول الاشكال فى آفاقة كما السحاب، بلا كبت أو قيد `، كذلك أشكال الفنان عبد الوهاب تكتسب دلالاتها من نظرته الفلسفية التى تحيل الملموس إلى محسوس يستحضر روح الطبيعة ونظم الكون حيث تنبثق تركيباته الشكلية من سطح العمل وكأنها كينونات جزئية لها طاقاتها الخفية وحيويتها الحاضرة وتحمل بين طياتها خلاصة تجربة تشق قيمتها من منبع أصيل ..
- إن انغماس الفنان بين التجريد الشكلى والتعبير اللونى فى تقنياته المازجة ذات الطبع الدرامى يفتح مجالاً لتأويلات عدة تحتمل قدراً من التأمل يتعدى حدود الرؤية إلى الإغراق فى إيحاءات ومعان غمضة تتوالد حولها ترديدات شفافة تغلف الإطار العام للعمل بحالة شعورية تتخذ من تلقائية الأداء والصدف المشكلة من توافقات وتباينات الألوان أسلوباً مغايراص ومتمايزاً للفنان بعصف بالأذهان لمقاربة تصورات مسبقة عن مشاهدات ساكنة فى الخيال، وأن نظرة جشطالتية توحد بين المفردات المتناثرة فى ترابطات كلية تفسر ببلاغة ماهية الكامن وراء تقطعات الكتل وتحللات الألوان، بل أن فضاءً رحباً يذكرك بامتداد السماء قد يتسع فى حيادية لونه أو برودته ليحيط بالمرئيات فيتسامى إحساسك بقيمة المشغول والفراغ، ويتنامى الإحساس الدفين بالحركة من غلالات اللون الأبيض أو الأسود فى شفافياتها وكأنها لانسحاق موجة تلاشت وانزوت من تتابعات المد والجذر المتلاحق ، أما المنظور الغائب الحاضر فى أعمال الفنان لا يتواجد بصفته القانون الذى ينظم العلاقات وترتيبها فى منطقية بصرية ، إذ نلمسه متحرراً فى التكوين أو اللون أو المساحة ، ويعمل فى اتجاهات عدة محكوماً برغبة الفنان وما بدا من تلقائية تقنية قد تعدل وتضبط فى حدود ما تسمح به الصياغة من مقدرات ترجع لخبرته .
- إلا أن حساً ثورياً يشبه الفوران نتحسس فى مجموعة الأعمال الأخيرة لعبد الوهاب، والتى تتمثل فى القدرة على التحدى والإصرار على الإبداع ،حيث تم عرضها مؤخراً لتختتم عاماً من التميز والثراء الفنى فى قاعة مركز الحرية للإبداع بالإسكندرية، ويتضح ما نلمسه فيها من احتدام الألوان الأساسية من الأحمر والأزرق وسيادتهما على خلفية العمل المزدان بزخرف لونى قوامة النقطة والخط ومضاعافاتهم الايقاعية، فى تدفق دينامى متصاعد يداعب السطح ويدغدغ السكون المبهج للون، كما لو كانت تأذن بميلاد جديد يملأه مشاعر التفاؤل والأمل، وعلى هذا النحو تمتد رحلة الفنان مصطفى عبد الوهاب فى تفسير الوجود والوصول إلى لغة بصرية عامة تلقى قبولاً من نوع خاص لدى جمهور السكندريين ، بينما تترك انطباعا شجياً، على نفس كل متلقيه الذين تفاعلوا مع رحلته الكونية الممتدة إلى العمق .
د. نشوى حسن
نهضة مصر - 7/ 2/ 2013
مصطفى عبد الوهاب وابنته مريم .. وحوارات الفن
` آباء وأبناء ` .. بأتيليه القاهرة
- مع تفتح الزهور وأعياد الأسرة والربيع جاء معرض الفنان السكندرى الكبير مصطفى عبد الوهاب وابنته الفنانة مريم بقاعتى راتب صديق وانجى أفلاطون باتيليه القاهرة .. تأكيداً على تواصل الأجيال وفى نفس الوقت تنوع وثراء تجارب الفن .. ورغم أن الفنانة الشابة خرجت من معطف والدها وتأثرت بهذا المناخ الذى يحفز على الابداع إلا أنها قدمت تجربة فنية تمتد فى عالم آخر يتحاور مع عالم الأب .. هذا العالم المسكون ببلاغة الايقاع وثراء التشكيل والذى يمثل لغة تجريدية خاصة ومتفردة فى الفن المصرى المعاصر.
بين التعبير والتجريد
فى أعمال مصطفى عبد الوهاب التى سبقت أعماله التجريدية الخالصة نطل على دنيا مفعمة بروح درامية عميقة يقف فيها الإنسان وحيداً فى الفراغ التصويرى مسكوناً بالقلق والحيرة منزوياً فى جانب من اللوحة وغالباً فى صورة امرأة بمثابة ` حواء .. أصل الأشياء ` مع هذا البراح الشاسع الذى يمتد بلا انتهاء فى ألوان ضبابية تعكس للحزن والشجن وماينتاب انسان العصر الحديث من مخاوف وهواجس .. وفى أعمال أخرى تبدو الخلفية مساحة صريحة من الأحمر النارى وقد تتصل بمساحة أخرى عرضية كما فى حوار صامت بين امرأتين .. لكن تستمر فكرة الوحدة والضياع بتعبير رمزى كما فى لوحته ` الحبل ` والتى نرى فيها فتاة طائرة تمسك بحبل من وسطه يمتد بعرض اللوحة لانعرف أين بدايته ولانهايته حيث يبدو متصلاً مع قطع المساحة من الجانبين .. ولاشك أن هذا قد جاء تمهيداً لتلك الأعمال الكونية التى تحولت إلى فضائيات مسكونة بأجرام وكتل صخرية ذات كثافة ورسوخ تمثل دنيا من المشاعر والاحاسيس التى تجيش بروح الفنان الطليقة وتعكس لعالمه الداخلى وما يتصل بالانسان وعلاقته بالكون ومايحيط بنا من أسرار وغموض خاصة وهو يقول :
` إذا كانت تأثيراتنا الحسية لاترتكز على إحساس حقيقى موجود بداخلنا ولاعلاقة للموضوع به وبالتالى فمنطلق التجربة الجمالية هنا ذاتى التأثير من مفهوم أن واقع الأشياء نسبى محض يتغير دوماً فى سديم يشمل كل شىء ولايشمله شىء .
فالفضاء الشاسع نبع فياض تتمدد فيه المساحات اللونية الأحادية من رماديات البنفسجى فى توافق مع مايتردد من إيقاعات ذاتية بحتة نلمح فيها بعداً من أبعاد العلاقة بين أشكال الكونيات تماماً مثل علاقات التعدد والواحد بين الوجود والخالق وبين أعلى المستويات حتى الوصول إلى المطلق المجرد ( الجوهر) `.
لكن ومع هذا قد تبدو بعض الملامح التشخيصية الطيفية لإنسانه السابق بعد أن يكون قد تحول إلى مجرد رمز ` الرأس بهيئة دائرة مع بقايا أطراف على خلفية من فراغ أسود مسمط .. ومع اجرام مصطفى عبد الوهاب التى تنطلق من سديم الأرض باتساع الأفق فى انفجارات تطل أيضاً بعض الملامح العضوية الواضحة كقرن حيوان وتراكمات صخرية مع تفجيرات لكائنات مبهمة والتى تجسد فى اختزال شديد علاقة انسان كوكب الأرض .. هذا الكوكب الذى نعيش عليه بالكون الواسع الذى يمتد بلا حدود .. فى أعمال الفنان مصطفى عبد الوهاب نطل على عالم من الغموض يطرح أسئلة بلا أجوبة ويثير تساؤلات حول الانسان وما يحيطه من عوالم وحول الوجود وأسراره التى لم تكتشف بعد .. كل هذا فى ايقاع شديد الحيوية يتألق بسحر اللون من الأزرق البحرى والأحمر النارى والبنفسجى والأسود مع تركيبات متداخلة من الأصفر والأبيض .. أشبه بركام لمجرات بركانية .. وقد بلغت أعمال الفنان زروتها من خلال هذا الجمع الفريد بين الفضاءات اللونية الصريحة وبين انفجاراته وكائناته أسيرة الأرض والمعلقة فى البراح التصويرى .
مريم والطاقة الروحية
` نحن كمصريين ننتمى إلى ` حضارة قديمة تحمل فى داخلها طاقة روحية هائلة ... فتحت ` ظلال الأهرامات وفى المعابد وقبور المصريين القدماء أسئلة كثيرة عن الوجود والحياة مابعد الموت والخلود تمثلت فى تلك الرموز المرسومة على الجدران مما جعلنى كفنانة تشكيلية يرتكز فنى التصويرى على نقطة أساسية وهى البحث فى الطاقة الإلهية وتأثيرها على البشر ` .
هكذا تقول الابنة مريم حول أعمالها التى عرضتها . اذا كانت قد شاركت فى العديد من الورش الفنية وقدمت من قبل أعمالاً مزجت فيها بين الميديا والتصوير الضوئى .. إلا أنها فى هذا المعرض قدمت لوحات جاءت بمثابة صوت آخر يتحاور مع أعمال الأب مصطفى عبد الوهاب وهو الذى درست عليه فن التصوير .. مع دراستها بالفنون الجميلة بالأقصر .
وقد غلب على أعمالها الاختزال الشديد وكثافة التعبير فى تجريدات تحمل بعض الرموز مثل العين الفرعونية والهرم مع بقايا عناصر عضوية لأوراق نباتية وكتابات ونقوش .. ويظل الانسان فى بعض الأعمال مجرد ايحاءات بصرية ايمائية .. كل هذا فى إيقاعات يغلب عليها الأحمر النارى بما يحمل من توهج يؤجج العلاقة بين التراثى والحداثى .. وربما كان هذا الانسان الأسطورى الذى توحد مع الهرم على خلفية من الأحمر الصريح مساحة تعبيرية للقوة الروحية التى يعكسها سحر الرمز فى وشائج التاريخ المصرى القديم .
وأعمال مصطفى عبد الوهاب ومريم مصطفى تؤكد أن كليهما يحمل روحاً ومكنونات مصرية نطل خلالها على دنيا من التشكيل والتعبير أشبه بالنهر حين يمتد بفرع آخر على أرض جديدة .. تحية للفنان الكبير وابنته بعمق فنه واتصال الرافد بالجذور.
صلاح بيصار
القاهرة 3-4-2012
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث