`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
السيد محمود السعيد هويدى
بكسلة
عشت على مدار سنوات طويلة فى تعايش غير هانىء مع كونى اثنان ، بين أنا الأول الذى أخذ الرسم بشغاف قلبه ، وأنا الثانى الذى ارتبط عمله بالكتابة والبحث فى الفن التشكيلى .ظل الاثنان فى صراع محتدم بين مناورات عنيفة وحوارات صاخبة ،ولا أذكر لهما هدنة صريحة لايد فنان فأس الحرب أبدا إلا للمناورة ..فلم أهدأ ولم أسلو ولم أسكن ، تقاطعت مساراتى وتباينت وألتقت وتفارقت ،بين مأزق التردد الذى أفرزه معدن الكتابة عن الفن ، وبين هوس البحث عن التفرد كلما أقتربت من ممارسة الرسم : كيف تكون فناناً وناقداً فى نفس الوقت خصماً وحكماً فى هذا الاقتراف الذى ندعوه بأحلى أساميه وأعذبها ؟ الفن ؟ نعم ، كلنا اقترفنا أشياء عذبه ولكن هل سعدنا؟ هل تحققنا ؟ .
كان حلم التحقق هو جبهة المعركة ودارت رحى المعركة للكلمة على حساب اللون والظل والأشكال حتى كتبت كتاب ( هويتنا البصرية ) و ( ثورة الشكل) وفهمت أن الكلمة هى الوعى ولكن الموضوع هو اللاوعى أى الفن كآلة للسفر إلى أدغال ذواتنا ..إن كان موضوع الإزدواجية التحقق سواء عبر اللون أو الكلمة فأنا اليوم اخترت ، فلنا أسجن بعد اليوم أفقى فى أقدار الحالات المشابهة ، التى نكل فيها بالفنان الكاتب بوصفه ` نصف فنان أو نصف كاتب `، ندمت عن سجنى ذلك وأدعى التحدى وأصر عليه دون أن أعنيه.
بحثت فى طريقى عودتى على آلة الفرص الأخرى، آلة للسفر فى الزمان ، وآلة للبحث عن القدر الأجمل ، واخترعت ألة أركبها لرحلتى ، رحلة الاستدارك والتصحيح جهزت كل هذا العالم للسفر فى الفرصة الجديدة ، للفرصة الجميلة ، كان لابد أن أنقذ كل هذا العالم من هذا الزمان المحتوم .
توقفت سنينا عن الرسم وكان ذلك أسوا ما يحدث لعاشق ،إذ رميتنى جسداً وروحاً فى تيار الكلمة التى تحلم بالجمال وتشهد أن لا شىء يستحق العيش هنا إلا الجمال .أصدرت محاولاتى فى كتبى واجتهدت فى مقالاتى فى أغلب الصحف المصرية والعربية بهوس سؤال : كيف نمكن الجمال؟
واليوم أين طاقتى بل طاقتنا التى توهمت تغيير العالم ونحن فى البدايات ؟ألا تتلخص اليوم فى دفاعنا عن البقاء ؟ ولكن قانون العمر يقول عكس ذلك فقانون الزمان هو الموت! ولكن اليوم وقد تخلت الفيزياء عن مفهوم الزمان لصالح مفهوم الزمكان أى المكان فى زمن ما ، ألسنا معنيين بفيزياء الكون حتى لا نواصل تمجيد الزمان وقد ألغته الفيزياء وما هو إلا طريد المعادلة ؟ نحن لا نحتاج نظرية النسبية حتى نرى أنه ` يذهب الزمان ويبقى المكان` ، فلماذا إذا لا نتحدى الزمان بالمكان؟ والمكان هو مصر ، التاريخ وكل قادم الأيام مصر.. وهل حدث كل ما أدعاه المؤرخون فعلا والذى أنجر عنه كل ما حدث اليوم ؟ لماذا لا نتحدى التأريخ بالتاريخ فى رحلة البحث عن الفرصة الأخرى ؟ مصر تستحق فرصة أخرى ،كلنا نستحق فرصة أخرى، سنزكى المكان وندفع عنه الأرواح الشريرة ونرفع هاماتنا للمستقبل ... نبعث من جديد فى عالم آخر فى فضاء آخر ليس فى قطع مع الجدود الذين كانوا يحفظون الخلايا للفرص الأخرى .. لحياة أجمل.
فطفقت آلتى تبكسل المكان وتشد الرحال العضوى وتحوله إلى طاقة ونور ليسافر إلى قدر جديد ويعيش نبوآته أو ليحن ويحيى حنينه أو ليتحقق من التاريخ ثم أنقلبت آله للسفر تقعر الفضاء وتمططه حين يلين وينحنى طريقاً جديدا للفرص الجديدة .
اليوم أنا ثالث الاثنين سافرت من جبهة لجبهة وعدت من كل ذلك، أقف بكل سلم على نفس المستوى من ذلك التوق واللهفة للكتابة والرسم معاً ، بعد أن شهدت كل تلك المعارك وأبليت أفقى سنينا فى سجن التحقق وعدت كما يعود المسافر متخففاً بحكمة السفر ، جائعاً إلى الأساسى . عدت من منفايا وقايضت احتياج التحقق باحتياج الإشباع وإخماد جوعى إلى الأساسى ، إلى اللون والظل ،إلى الحلم بتلك الأرض الشقراء التى عجنت بالتبر وبالدهشة ، الفن سيداتى ، سادتى هو آلتى للسفر فى الزمكان . قصة رحلتى اليوم بين أيديكم أنى قادم من بعيد ، وأهديكم آلتى وعصارة الرحلة .
سيد هويدى

ارتحالات بين النقد والتشكيل
- بداية لا بد من التنويه بأن الفنان ` سيد هويدى ` ناقد فنى محترف مثقف ثقافة بصرية ومعلوماتية ثرية وراقية ، قارىء نهم له العديد من الدراسات النقدية المنشورة ، والكتب الفنية التى ترصد الحياة الفنية والفنانين منذ بداياته فى منتصف الثمانينيات فى بعض الصحف والمجلات المصرية والعربية والأجنبية ومع ذلك ظل على عشقه الدائم لممارسة الإبداع البصرى لذا نجده حين يواجه سطح اللوحة يتعايش معها فكرياً وبصرياً ووجدانياً ويدخل نفسه طواعية فى حالة من البحث عن المخفى والمستورخلف الأشياء وفى النهاية لا يكون إلا نفسه ومن ثم يصر على تأكيد ذاته ودعم مشاعره مستعيناً بخبراته ومهاراته .
- وتعد حالة استمرار التحدى المشتعل بين ( النقد والفن التشكيلى ) من أهم عوامل تحفيز الطاقة الإبداعية الخلاقة للناقد والفنان تلك التى مكنته عبر رحلة طويلة من العطاء الجاد على الجبهتين مرتحلا من إحداهما للأخرى والعكس ولكن بنفس الدرجة من الرغبة فى تحقيق نوع من التوازن الحقيقى بين كفتى الميزان مع الحرص الدائم على تفعيل دورهما الإيجابى فى المجتمع.
- وفى إطار من الصياغات التعبيرية التى يحرص الفنان من خلالها على الإنفلات من واقعية الشكل والتخلص من قيود السائد والمألوف يصر` سيد هويدى ` على التركيزعلى بساطة الطرح وغعادة بناء المرئيات بصياغات لا تشبه غيرها وتحظى بالصدق وعمق المضمون وفق قناعاته الخاصة ومن ثم امتلاك القدرة على إثارة تحث المشاهد لمزيد من التعاطى الجاد مع عطيات سطح اللوحة وتأكيد متعة المشاهدة .
- وتجتمع فى أعمال المعرض مجموعة من الصفات المعززة لعوامل تميزها وتفردها ومنها : -
- عندما جسد الفنان مجاميع من المبانى المعمارية التراثية فى بعض الأماكن المقدسة فجاءت مصفوفة ومترابطة فى إيقاع بصرى ولونى جميل شكل علاقة بنائية معمارية الطابع يلعب الخط المستقيم أفقى كان أو رأسى دوراً هاماً فى تشكيل تلك المجاميع التى تمثل السهل الممتنع حيث حرص الفنان على منح أعماله نوع من المرجعية التاريخية التى تؤكد ملكية تلك المبانى للأرضالتى أقيمت عليها هذا إلى جانب براعة الفنان فى تحليل فضاءات اللوحة فى تلك الصياغات البنائية التى حققت نوع من التكامل الجميل بين الشكل واللون .
- وجاءت الصياغات البصرية لمجموعة من المناظر الطبيعية فى لوحات ( شواطىء المصايف) لكشف المستور خلف تلك العلاقة الحميمية المتبادلة بين الفنان وجاليات المكان حيث أكدت سطوتها على ذاكرته وبالتالى تمكنت من الانتقال من عالمها الفعلى إلى عوالم أخرى متخيلة ومن ثم سكنت تلك الأماكن فضاءات أعمال تلك المجموعة التى حظيت ببساطة الطرح والحرص على تحقيق بعض التوازنات البصرية بين الفراغ والطابع الحركى للمفردات التى تعرضت لبعض التحويرات الشكلية ناهيك عن جماليات الألوان التى جاءت مبهجة ومثيرة ودافعة لمزيد من التأمل فى جماليات المكان.
- لعب استدعاء ملامح وصور من حياة المصرى القديم دوراً هاماً ضمن عناصر بناء العديد من الأعمال الفنية حيث استخدم الفنان تقنية الكولاج لتأكيد فلسفته الفكرية التى يسعى من خلالها لدعم وصدق المضمون البصرى لأعماله .
- أما مجموعة ( الخيل ) فيغلب عليها طابع التجريد الشكلى واللون حيث جاءت فى أجواء تعبيرية الطابع تعرضت خلالها لبعض التحوير الشكلى بالإضافة لتنوع التقنيات الفنية والوسائط التلوينيه لأحداث ملامس وتأثيرات لونية غرائبية عن طريق سكين البالت والفرشاة العريضة.
بقلم الناقد : على فوزى
من مطوية معرض ( التعويذة 110 ) نوفمبر 2019
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث