`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
محمود إبراهيم سلامة
شيخ الخطاطين محمود إبراهيم.. مؤسسة فنية انتشرت أعمالها الإبداعية فى مجال الخط العربى
- ظهرت موهبته المبكرة على الألواح بكتاب قريته وأشتهر بها بين أقرانه وكان انصرافه عن حصة النحو بالكتابة على الدرج وراء دخوله مدرسة تحسين الخطوط الملكية وحصوله على جائزة الملك فاروق بعد احتلاله المركز الأول على دفعته عام 1939 أما مرافقته للأخوة رضا فى منتخب الجمباز فكانت سببه تعلمه الإنجليزية والتحاقه بكلية التجارة وتخرجه فيها فى عام ثورة 1952 وقد ساهم فى إصدار جريدة الجمهورية بصفته رئيسا لقسم الخط وكان عبد الناصر مؤسسها وفى أوائل السبعينات ذهب فى إعارة إلى ليبيا امتدت لحوالى 11 عاما من العطاء الفياض وقد انتهى يوم الثلاثاء الموافق الأول من مايو 2012 فى ميلاده الثالث والتسعين من كتابه آخر كلمة فى سورة الناس فى المصحف الخامس الذى كتبه بخط الثلث .
- هذه بعض المعالم المؤثرة فى سيرة ومسيرة شيخ الخطاطين المعاصرين محمود إبراهيم أحد رواد الخط العربى الأصيل الذين احترفوا كتابة الخط فى الصحف والمجلات المصرية والعربية بل ولوحات الأفلام العالمية وهناك الكثير مما سيتم الكشف عنه فى سطور حوارنا معه .
* متى كانت بداية ظهور الموهبة ؟
- فى سنواتى الأولى فى كتاب قرية المسلمية بالزقازيق وعلى الألواح كنت أكتب الآيات القرآنية بخط جميل واشتهرت بين زملائى بهذه الميزة ثم فى المدرسة الأولية وبعدها تحضيرية المعلمين .
* كيف تم صقل هذه الموهبة بالعلم ؟
- كانت الصدفة وراء ذلك فقد تم إغلاق مدرسة المعلمين فى الزقازيق وكان لابد من الذهاب إلى القاهرة لدخول مدرسة المعلمين هناك وفى أحد الأيام كنت منصرفا عن مدرس النحو بالكتابة على الدرج فما كان منه إلا أن قال لى أنت غاوى خط لماذا لا تذهب إلى مدرسة تحسين الخطوط .
* ما هى مدرسة تحسين الخطوط الملكية ؟
- هذه المدرسة كانت لا تتبع وزارة المعارف ولكن الأوقاف الملكية وقد فتحت فى عهد الملك فؤاد عام 1922 حيث استقدم لها الشيخ عبد العزيز الرفاعى من تركيا واستعان بخطاطين كبار من مصر.
* وماذا فعلت فى هذه المدرسة ؟
- كانت الدراسة بها مسائية وقد نلت دبلوم الخطوط منها بعد 4 سنوات وكانت ترتيبى الأول على دفعة 1939 وبعدها أمضيت سنتين لكى أحصل على دبلوم الزخرفة والتهذيب حيث درست الخط الكوفى والرسم والزخرفة وتخصصت فى خط التعليق ( الفارسى ) .
* هل أثرت دراستك للخط على مستواك فى المعلمين ؟
- بالفعل تخرجت من مدرسة المعلمين وكانت ترتيبى ل30على جميع المدارس بينما اهتمامى وشغفى بالخط جعلنى احصل على المركز الأول على دفعة الخطوط .
* وما حكاية منتخب الجمباز الذى انضممت إليه ؟
- كنت أريد أن أدخل الجامعة عن طريق الرياضة وفى هذا المنتخب تعرفت على طلبة ثانوى من مدرسة الخديوية ومنهم الإخوة مصطفى وعلى ومحمود رضا وكنا نخرج من جمعية الشبان المسلمين التى نتدرب فيها ونقابل الإنجليز فى طريق عودتنا إلى بيوتنا فى السيدة زينب فكانوا يلقون عليهم السباب وفى أحد الأيام سألنى مصطفى رضا لماذا لا تشتمهم فقلت له أنا لا أعرف الإنجليزية .
* وماذا حدث بعد ذلك ؟
-أعطانى أولاد رضا كتبهم ودرست الإنجليزية فى شهرين وقدمت منازل وامتحنت وقد حصلت على الترتيب الأول فى الشهادة الإبتدائية بمنطقتى القاهرة الجيزة عام 1942 وهذا شجعنى على مواصلة الدراسة للحصول على الثقافة والتوجيهية عام 1948ودخول جامعة القاهرة وحصولى على بكاليوريوس التجارة عام 1952.
* ومن أين كنت تصرف على هذه الدراسة ؟
-عملت بشهادة المعلمين كمدرس فى مدارس أهلية ب150قرشا ثم كمحاسب تحت التمرين لفترة ثم خطاط بمكتب النائب العام ثم التحقت بالصحافة .
* وكيف دخلت عالم الصحافة ؟
- بالصدفة وترتيب من ربنا فقد مارست الخط الصحفى فى العديد من المجلات منها مصر الفتاة والكاتب والإشتراكى إلى أن التقيت بجلال الدين الحمامصى فى جريدة الكتلة وكنت أكتب بها مانشيت الصفحة الأولى وعندما صدرت جريدة الزمان المسائية لصاحبها إدجار جلاد اختارنى الحمامصى لرئاسة قسم الخط بها .
* وماذا عن مشوارك الطويل فى جريدة الجمهورية ؟
-عندما اختاروا حسين فهمى الذى كان يشغل منصب رئيس تحرير الجمهورية لسان حال ثورة يوليو والتى كان ترخيصها بإسم جمال عبد الناصر فقد اختارنى لرئاسة قسم الخط بها .
* هل التقيت بالرئيس جمال عبد الناصر فى الجريدة ؟
- فى أحد الأيام دخلت على حسين فهمى وأنا ممسك فى يدى بمانشيت تجريبى للصفحة الأولى وقد وجدت عبد الناصر معه وصافحنى وحتى الآن احس بوقع هذه المصافحة على يدى وقد استحسن خطى قائلا هذا المانشيت ده بالخط الى أنا عايزه فقد اتضح لى بعد ذلك أنه كان يبحث عن خط يكتب به أحد العناوين .
* هل الخط يمكن أن يحي صحيفة لوحده ؟
- بالطبع لا فمجلة التحرير الخاصة بالجيش كان يرأس تحريرها ثروت عكاشة وكان صلاح سالم يتولى وزارة الإرشاد وفى أحد الأيام أوقف عكاشة عن إصدار التحرير وكانت موادها الصحفية فى المطبعة ومرصوصة حروفها بالرصاص فما كان من عكاشةإلا أن أعطى أوامره لصهر هذا الرصاص فضاعت مواد هذا العدد من المجلة ومن أجل إنقاذها اتصل سالم بمصطفى وعلى أمين وحسين فهمى احضرنى من البيت يومها لأخبار اليوم ما كان من الأخوين أمين إلا أن يأخذا المادة الزيادة فى آخر لحظة ووضوعها فى التحرير وكتبت الخط لها فكان هذا العدد هو بداية موت المجلة وانخفض توزيعها إلى 5 آلاف نسخة لكن الأخوين آمين حصلا على حوار مع صلاح سالم لنشره فى آخر ساعة وبذلك استنفادا من هذا الموقف .
* ما هى الصحف التى اهتمت بالخط والخطاطين ؟
-قبل الثورة كانت الأهرام والمصرى وأخبار اليوم والزمان المسائية وبعدها استمرت الأهرام والأخبار والجمهورية فى الإهتمام بهم وكان لكل واحدة منها مدرسة فى الخط الرقعة وهو أقوى الخطوط العربية فالأهرام كان بها 3 خطاطين ( يهودى ومسيحى ومسلم ) أما الأخبار فكان بها الخطاط الشهير السخيلى فى حين كانت الجمهورية بها الخطاط محمود إبراهيم لمانشيت الصفحة الأولى ومعه 9 خطاطين لباقى صفحات الجريدة .
* ومن أهم أشهر الخطاطين فى عصرك ؟
- أستاذى سيد إبراهيم أبو الخطاطين المصريين ومحمد حسنى والد الفنانة سعاد حسنى وللعلم هناك العديد من الخطاطين المبدعين الإسم الثانى لهم إبراهيم وهذه صدفة عجيبة .
* ولماذا سافرت إلى ليبيا وطالت المدة التى قضيتها هناك ؟
-فى بداية السبعينات طلبت مؤسسة الصحافة الليبية 8 صحفيين من الجمهورية كان من بينهم 2 خطاطين كنت أنا واحدا منهما وعملت فى جريدة الفجر الجديد إلى أن طلبتنى رئيسة تحرير مجلة الأطفال ( الأمل ) نصف الشهرية وقدمت طلبا لشلقم وزير خارجيتهم لإنتدابى للعمل فى المجلة ولكنه رفض فقدمت استقالتها وعندها وافق على انتدابى للعمل فى المجلة وهناك كنت أعمل كخطاط ومخرج صحفى ومترجم ومحرر وكانت هذه المجلة تتميز بأنها تكتب من الألف إلى الياء بخط اليد وبدأ يظهر فيها جيل من الخطاطين والرسامين.
* كيف اختارك المخرج العالمى الراحل مصطفى العقاد لكتابة اللوحات الفنية لفيلميه الرسالة وعمر المختار ؟
- جاء إلى القاهرة وسأل عنى عبد الرحمن الشرقاوى بعد أن سمع أننى أحسن خطاط فى مصر فقال له أننى فى طرابلس بليبيا ووزير الإعلام الليبى يعرف مكانى وكنت على بعد بضعة خطوات من مكتبه فى مجلة الأمل ولما قال لى سكرتير الوزير أن العقاد يريدك أن تكتب فيلم الرسالة فهل عندك استعداد تذهب إلى لندن قلت حد يرفض وبالفعل سافرت لمدة شهرين وبقيت فى الفندق ولما قلت أنا بكتب بسرعة فهمت أن العملية فنية جدا فكتابة لوحات الأسماء تدخل مع المونتاج والموسيقى وبعدها بحوالى عامين طلبنى العقاد للعمل فى فيلم عمر المختار .
* ومن وراء تجربتك الأولى فى كتابة المصحف الشريف ؟
-عندما كنت أعمل فى مجلة الأمل جاء خطاب من أمانة العدل بليبيا إلى رئيسة التحرير أن تسمح لى بكتابة المصحف للأمانة برواية قالون فى غير أوقات العمل وكان عندى خلفية من خلال عملى فى الجمهورية وبالفعل انتهيت من كتابته فى البيت خلا سنة ونص ولكنى وقعت فى خطأ أننى ضبت تشكيله بالطريقة المصرية وبعد عودتى للقاهرة علمت أن الجهات الدينية هناك وجدت صعوبة فى قراءة الضبط المصرى ولذلك كلفوا خطاطا ليبيا لتصحيحه على طريقتهم فى القراءة وعندما علمت تمنيت لو أستطيع الحصول على أصول المصحف لتصحيحه فى أيام
* هل هناك تجارب أخر لكتابة المصحف؟
- لما رأى محمد المعلم صاحب دار الشروق نماذج من المصحف الأول طلب منى كتابة مصحف باسم الدار برواية حفص عن عاصم فقمت بكتابته فى حوالى عام ونصف بطريقة توفر فى عدد الصفحات وزخرفته وذلك فى عام 1985.
- ثم طلبت منى دار الهدى بالجزائر كتابة مصحف برواية ورش فانجزته وسلمته لهم فى عام 2003 فقاموا بطباعته وأهدونى نسخة منه وبعدها جاء وفد ليبي إلى معرض القاهرة للكتاب واتفقوا معى أن أكتب مصحفا برواية قالون وبطريقة التشكيل التى اعتادوا عليها وانتهيت منه فى عام 2006 .
* فى يوم عيد ميلادك الثالث والتسعين انتهين من آخر كلمة من سورة الناس فى المصحف الخامس الذى كتبته فما هى حكايته ؟
-هذا المصحف الذى كتبته فى هذا السن الكبيرة بخط الثلث تاج الخطوط وأصبعها وأجملها بعد التحضيرات الأولية بدأت الكتابة يوم الجمعة 29 جمادى الآخرة 1431هـ الموافق 11 يونيو 2010 م وانتهيت من آخر كلمة فى سورة الناس يوم الثلاثاء 10 جمادى الآخرة 1433 هـ الموافق أول مايو 2012م فى يوم عيد ميلادى الثالث والتسعين وبعد ذلك أكملت صفحات الفهرس وعلامات الضبط وراجعته بنفسى مرتين ومع ذلك لابد لمراجع متخصص أو لجنة أن تراجعه مرة ثالثة وأتمنى أن تقوم مؤسسة مصرية كبيرة بطباعته حتى يتسنى لكل مسلم أن تحتوى مكتبته الإسلامية على نسخة منه.
- وهذا مشروع عمرى فى محراب الخط وفنونه وأرجو أن يتقبله الله منى فأنا أعلم أن العمل الجيد عبادة خالصة لوجه الله ففن الخط للآيات القرآنية عبادة من طراظ رفيع وفريد .
- وفى نهاية الحوار إذا كان لنا كلمة فهى أنه رغم تكريم العديد من الدول العربية والإسلامية له إلا أنه يبقى تكريمه على عطائه العظيم وأعماله الخالدة من جانب كل وزارات وهيئات الدولة والجهات المعنية من خلال حفظ تراث هذا الفنان الذى قضى مجمل عمره يتبارى فى خدمة الخط العربى الذى يعد علما وفنا فى آن واحد.
عفاف الدهشان
آخر ساعة - 6/ 2/ 2013
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث