`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
كمال حسن شلتوت

- الفنان المبدع كمال شلتوت فى معرضه اليوم ` سيناء ` يقدم لنا تجربته اللونية التى استأثرت بمعظم أعماله الفنية وهو يضع اللمسات اللونية كما لو أنه طائر حر طليق يغرد فى عذوبة وحيوية ، لا يعتريه القلق على أدواته الفنية كما لم تجذبه الرؤيا الاكاديمية للمنظر الطبيعى.
- نقف أمام ابداعاته من وحى رمال سيناء وجبالها الشامخه وسمائها الصافية وشمسها الساطعة لنسترق السمع للمعادل التشكيلى الذى تحول الى لمسات والوان فى ايقاعات هامسة ثائرة وصاخبة أحيانا أخرى لتؤكد لنا زاوية الرؤيا الخاصة بالفنان فى التصوير والتعبير .
- زاوية جديدة يرى بها عناصر الطبيعة ، نسيج من ظلال وأضواء ، من مساحات لونية ساخنة متنوعة شكلها بأدواته الخاصة . لن تجد لمسات فرشاة أحيانا أو عجائن لونية سميكة بل سيلفك الصمت أو تغوص بعيداً فى تكوينات تعكس رحابة الصحراء ودروبها وشموخ الجبال وقتامة ألوانها .
- وكمال شلتوت فنان يقدم نموذجا عصريا للتجريد التعبيرى ، الاشكال مجردة والتعبير باللون أو الملمس لا تخطئه العين رؤيا بصرية فيها ابتكار كمال فيها واقع قريب لسيناء المنبسطة أو سيناء الخضراء أو سيناء القمم الشامخة .
الفنان الناقد / حسن عثمان

فنان تغلف أعماله روح العطاء
- يفاجئنا الفنان المبدع ` كمال شلتوت ` بين أوقات متباعدة ـ مثلا كل خمسة أعوام ـ بمعرض جديد يحمل إضافات حية وملموسة إلى أعماله التى عرفناها من قبل فى معارضة السابقة أو مشاركاته فى المعارض الجماعية العامة التى نشهدها بشكل دورى مثل المعرض القومى ..
أما هذا المعرض الخاص الجديد والذى يضم أحدث إبداعاته ، فى قاعة العلاقات الثقافية الدولية بالزمالك ـ ابريل 2003 ـ فهو يجمع بين جناحين محلقين فى العطاء الفنى والفكرى ، كما يضيف الكثير .. أولا : هو يعمق تقنيته ويثرى لغته التشكيلية ـ بصمته .. ويبلورها ، بحيث نرى نسيج مساحاته ـ اللونية والشكلية ـ متضافراً بطبيعية وطلاقة تصل فى كثير من ` لمعات ` لوحاته إلى حد الإبهار ، آخذاً المتذوق إلى عالمه وخيالاته ..
- هو أيضا ـ بثقافته التاريخية ، مروراً بقمم الإبداع والحضارات وبخاصة المصرية ، من الفرعونية إلى القبطية إلى الإسلامية ـ ينسج كل ما أستوعبه عبر فرشاته مسيطرا على لغة التشكيل بغير افتعال ..
لا يتقيد فى أدائه بتجربة سابقة .. لا يكرر بل يتحرك برؤيته فوق مسطح اللوحة بطلاقة .. بحيث يخرج فى كل عمل بوليد إبداعى جديد .. حتى أننا نشعر بأن لكل لوحة ` بالتة ` خاصة ..
- وحين تنتقل رؤيته ووجدانه إلى ` أطفال الحجارة ` أو إلى أحداث المنطقة وما يجرى من أهوال ، فإنه يستوعب ويتأمل ويتألم ويغضب ثم يترك لريشته العنان ، وكأنما يعبر عن ` كوابيس ` يرزح تحتها الإنسان ..
- وسط كل هذا نلمح فى لوحاته الجديدة ـ الساخنة ـ الرمز غير المباشر وشحنة الإيحاء فى إطار متوازن ـ غير صارخ وغير تقليدى ـ لكنه يقول ويقول ويقول ، فى همس دافئ موحى يتسلل إلى الأعماق ويترك أثره الممتد والذى يتابع ويلاحق مخيلة المتلقى ويكاد يطارده فى أحلامه ..
فنان يبدع فى سكينة ويتشبث ـ على الرغم من الضوضاء المحيطة والتيارات الهوجاء ـ بكل ما يملك من روح العطاء ..
الناقد /كمال الجويلى

ينابيع الغضب...
-فى خريف عام 1992 ضرب مصر زلزال عنيف قوته 6.4 بمقياس رختر، واهتزت البلاد كلها وأصاب الدمار كل مكان وسقط الضحايا بالمئات، وكان ذلك أحد الأيام العصبية فى تاريخ الوطن .. فى اليوم التالى مباشرة اعتكف أحد فنانينا من أساتذة كلية الفنون الجميلة بمرسمه .. يرسم ما تجيش به مشاعره تجاه الحدث ، الذى تحول فى لوحته إلى زلزال معنوى تمتزج فيه المعانى والرموز .. وعلى امتداد خمسة وعشرين يوما لم يغادر مرسمه ، لينتهى فى كل يوم من لوحة جديدة ، مسابقاً الزمن لإقامة معرض متكامل يخصص عائد مبيعاته لصالح المصابين ، إلا أن أى قاعة للعرض ـ حكومية أو أهلية ـ لم ترحب بإقامة المعرض ، اعتقادا بأن الجمهور لن يهتم ـ وهو فى قلب المحنة ـ بمثل تلك المعارض ، فما بالنا بمحبى اقتناء الأعمال الفنية ، الذين يتطلعون عادة إلى ما يضفى لمسة من الرقة والهدوء والسكينة على جدران بيوتهم !.. وفى لحظة غضب ويأس من تحقيق أمنيته ، انهال الفنان بسكينة تمزيقا لكل اللوحات الخمس والعشرين !
- كان ذلك هو الفنان كمال شلتوت ، الذى تفجرت مشاعره من جديد وسط أهوال زلزالين آخرين ومازالا يهزان ضمائر العالم أجمع ، وأن كان الضحايا فيهما هم أبناء الشعبين الفلسطينى والعراقى فى مقاومتهم الأسطورية للعدوان والغزو البربرى ، وعلى امتداد خمسين يوما متصلة كانت تتفجر من ينابيع الغضب رؤى التعبير والإبداع الفنى على سطح لوحاته ، لتتحول إلى ملاحم بطولية للاستشهاد والصمود وإرادة الحرية .. فنرى أجساد الشباب والأطفال دروعا بشرية ، وطيرا أبابيل ترمى آلة العدوان الجهنمية بحجارة من سجيل ، ونرى قبة الصخرة فى القدس رأسا شامخا لا يطاوله إلا عمالقة الجهاد ، ومن تحت أقدام العدو الغليظة وأجساد الضحايا الأبرياء ترتفع الأصابع بعلامة النصر ، ويرفرف الحمام ورايات الوطن وأجنحة الشهداء ويتعانق المقاتلون فى الأرض أو فى السماء ، ويخيم فوق الجميع وجه الأم منسدلة الشعر محتوية ومباركة أبناءها وهم يهبون حياتهم فداء للوطن ويطل وجه الفدائى من أعلى أسطح العمائر كالطود الراسخ ويحلق فوق طائر النصر .
- ولأن الرموز الأدبية والمعانى المباشرة ـ مهما كان نبلها ـ لا تصنع وحدها فنا رفيعا ، ولأن السؤال الأساسى فى الفن ليس هو : ` ماذا يقول ` بل هو : ` كيف يقول ` ، فقد لجأ كمال شلتوت إلى الأسلوب التعبيرى غير المباشر الذى يموج بحركة الخطوط وتداخل الألوان ، ويعتمد على تحطيم قواعد التشريح وأسس المنظور الهندسى ، ليعيد بناء ذلك كله برؤية حداثية مركبة تستمد حيويتها من منجزات الفن الحديث بشتى مدارسه ، بل حتى من عفوية رسوم الأطفال وبراءتها ، ما يجعل المشاهد لأعماله محفوظا بالدهشة والأسئلة وشريكا فى استخلاص المعانى والمضامين بدلا من أن يتلقاها كرسالة سابقة التجهيز أو تقريرية السرد أو مجانية العواطف .. إن الفنان هنا لا يهتم بالوصف أو بالحكى أو بالتمثيل المباشر الذى يشابه الحدث ، بل يبحث عن لحظة ` الاشتعال الذاتى ` للحدث ـ داخل نفسه ، كى تنتقل شرارته إلى نفس المشاهد ، حتى ولو اكتنف لوحاته الغموض وتعددت فيها مداخل التأويل ، وقد يتأخر انتقال تلك الشرارة إلى مشاهد غير الحساس أو غير المدرب على استقبال مثل هذا اللون من الفن ، لكنه ـ بلا شك ـ هو الأطول بقاء كمنتج جمالى يستوعب مضمون الرسالة الإنسانية متجاوزا سياق الأحداث الزمنية والمكانية .
- هكذا يثبت الفنان فى المواقف المصيرية أنه الضمير الحى للبشرية ، والطليعة الحضارية لأمته وللعالم ، وهكذا تتحقق اليوم أمنية كمال شلتوت المؤجلة منذ أكثر من عشرة أعوام عقب الزلزال ، لتبقى لوحاته هذه المرة رمزا متجددا للصمود والمقاومة .
عز الدين نجيب

كمال شلتوت الفنان موقف من شرنقة الصمت إلى شجاعة المواجهة
غادرنا فى صمت يليق بالزاهدين أصحاب النفوس الكبيرة وبالكبار الذين لم يجعلوا إبداعهم المتميز وسيلة للظهور والاستعراض وجنى الثمار ، كان غنى الروح إلى درجة الاستغناء عن المزاحمة فى المواكب وعن التقرب إلى أصحاب النفوذ، وكان فياضا بالعطاء الإبداعى والإنسانى وبالضمير المتوهج إلى حد الاحتشاد بفنة للتعبير عن القضايا الوطنية والقومية بكل خبراته التشكيلية المتراكمة , وقت أن كان أغلب الفنانين يحشدون طاقاتهم دفاعا عن مناصبهم أو تجاربهم الفنية أو مكاسبهم الشخصية ، بعيدا عن الاشتباك مع أية قضية عامة وكان معارضا بإبداعة للتيار السائد فنيا وسياسيا كاشفا سلبية سلبية القطيع المدجن والمتناغم مع سلطة الفساد والاستبداد وكان الثمن هو تهميشة وإزاحتة من المشهد الثقافى بتظاهراته وأضوائة فلم يحصل على جائزة تكرمة أو على دعوة للمشاركة فى كل المهرجانات والأحداث الدولية فى بلدة ، بالرغم من فوزه فى بواكير شبابة أوائل الستينات ـ بالجوائز الأولى عدة سنوات متتالية بصالون القاهرة حتى 1970 ، وقت ان كانت مسابقته السنوية مضمار التسابق بين الشباب والكبار وكانت جوائزة معيار حقيقيا للتفوق الإبداعى وسط أعلى القامات .
ذلك هو الفنان كمال شلتوت الذى رحل عن عالمنا فى شهر فبراير الماضى عن عمر يناهز 75 عاما بعد معاناة طويلة ومريرة مع المرض ، دون أن تنعية كليته التى أفنى أكثر من نصف عمره فى تحقيق رسالتها ` كلية الفنون الجميلة بالقاهرة ` كأستاذ تخرجت على يديه أجيال فى قسم التصميم والعمارة الداخلية بحكم دراسته الأكاديمية فى روما بعد تخرجة فى فنون القاهرة 1961 لكن موهبته كانت أعرض وأعمق من تخصصة الدقيق ، فتجلت فى إبداع متواصل فى فنون التصوير والرسم والحفر سنوات تقارب نصف قرن ، أسس لنفسة خلالها شخصية فنية متميزة بحس تعبيرى جارف ، يجنح إلى التجديد حينا وإلى الرمز أحيانا ، ومثلما تجاهلت الكلية تكريمه المستحق ، كذلك فعلت نقابه التشكيليين التى كان أحد مؤسسيها ، ناهيك عن تجاهل وزارة الثقافة وأجهزة الإعلام والصحافة لخبر رحيله وكأن ذلك هو قدر الزهاد والمتعففين !
وكثيرا ماعانى حالات لإحباط من الأوضاع المختلفة فى أوساط الفن والمجتمع إلى حد الأكتئاب وساقته إلى نوع من الانسحاب والعزلة والعزوف عن إقامة المعارض سنوات ممتدة لشعورة باللاجدوى ومع ذلك لم يتوقف عن الانتاج قط ، وبلغت تلك الحالة ذروتها أواخر التعينات حين تعرفت به عن قرب وعلى مدار السنوات التالية لم أكتف عن تحفيزة لعرض أعماله فى معارض فردية أو عامة ، وبالفعل أقام منذ ذلك الوقت عدة معارض خاصة بالقاهرة واكب من خلالها بعض الأحداث الجسام فى تاريخنا الوطنى والقومى ، بين القضية الفلسطينية وغزو العراق والحرب على لبنان وهيمنة أباطرة النفط على مقادير العرب واستبداد نظام مبارك والمنتفعين به وما أفرزة من استفحال روح السلبية حتى مثلها بقطيع الأغنام فى مجموعة هائلة من لوحات الرسم بالحبر الأسود ` وهى تعد ذروة فى مجال الرسم الحداثى فى الفن المصرى المعاصر` حتى قامت ثورة 25 يناير 2011 فأقام معرضة الأخير بقاعة إيزيس بمتحف محمود مختار معيرا عن طوفان الثورة واسترداد الحرية والكرامة وتجاوز السلبية والخوف وعرض فى مقابلها مجموعته عن قطيع الخرفان التى أنتجها خلال سنوات ماقبل الثورة وقد يظن القارىء غير المتابع لأعماله أنها نوع من الفن التحريضى الفج والمباشر على حساب لغة الشكل وجمالياته والعكس هو الصحيح فان مايصل إلينا من خلالها هو شحنة التعبير وليس وعاءها الظاهرى وذلك عبر تفجر حركة الخطوط وتحطيم الثوابت التقليدية .. بكلمة أخرى : عبر خلق بناء تشكيلى مبتكر يوازى البناء الواقعى المعتاد ولا يحاكية وتظل البطولة دائما لفوزة العاطفة من خلال لغة الشكل الحديثة وقد أدرك استاذه فى أكاديمية الفنون الجميلة بروما ` فاجولو ` وهو أستاذ النقد وتاريخ الفن بالجامعة ـ هذه السمة فى أعماله مبكرا حين وصفها بقوله : ` هو شعلة من النار لا تهدأ ، كما إنه يميل الى الإشارات التعبيرية محاولا بعث الحركة فى الجمل التخطيطية ` ويستكمل الفنان مقولة أستاذه متحدثا عن أسلوبه بقوله : ` الجمل التخطيطية فى أعمالى جمل حركية تتناغم مع إيقاعات ` موتزار ` وهو رامى الأول حين يكون مزاجى فى حالة اتزان مع الموضوع الفنى وحين تنفعل جملى الفنية بشدة بموضوع ما افضل سماع تشايكوفسكى، وحين أحتاج إلى إيقاعات حركية حديثة أحب سماع سترافنسكى حتى لو جاءت تكويناتى ساكنة الحركة ` أن هذة الحالة التعبيرية المتفجرة لم تكن وليدة الموضوع الذى يعالجة ، بل كانت تتبع من صميم وجدانه قبل أن يسقطها على أى موضوع يرسمة .. مثال ذلك هو مجموعة لوحاته المهمة المنفذة بألوان الاكريليك عن صحراء سيناء فى التسعينات ، حيث جعل من جبالها ووديانها كائنا حيا يتنفس ويهمهم ويترنم ويدمدم موحيا بانغام تتراوح بين السوناتا والقصيد السيمفونى والكورالية، تحملك لوحاته خارج الزمان والمكان ، فى رحاب ملكوتها الخاص وزمانها السرمدى ، وتحلق بك فى فضاءات نورانية أو اسطورية أو دراماتيكية أو حلمية ، تنسمع من خلالها دبيب الصمت وهمهمة الرواسخ ووشوشة الريح فى أذان الصخور ، كما تصغى لذبابات الايقاع بين التكتم والبوح والصدح ، وتتحسس ملامس السطوح بين النعومة والتوتر ، وتتأمل تباين الخطوط بين الليونة الانثوية والصلابة الذكورية ، وترى كيف تتماهى الظلال والألوان من كثيب أملس إلى تل أرقش ، ومن تدرجات القتامة إلى توجهات النصاعة ، ومن تجمعات النخيل إلى شلالات الضوء وهى تتدفق نحو اللا محدود !
وحين ينتقل للتعبير عن هجمية الاحتلال الصهيونى لفلسطين والامريكى للعراق تتحول لوحات إلى ملاحم بطولية للاستشهاد والصمود وإردة الحرية ، فنرى أجساد الشباب والأطفال دروعا بشرية وطيرا أبابيل ترمى آله العدوان بحجارة من سجيل ونرى قبة الصخرة فى القدس رأسا شامخا لا تطاوله إلا عمالقة الفدائيين ومن تحت أقدام العدو الغليظة وأجساد الضحايا الأبرياء ترتفع الأصابع بعلامة النصر ، ويرفرف الحمام ورايات الوطن وأجنحة الشهداء ، ويتعانق المقاتلون فى الأرض أو فى السماء ويخيم فوق الجميع وجه الأم مسدلة الشعر تحتوى أبناءها وتباركهم وهم يهبون حياتهم فداء للوطن ، ويطل وجه الفدائى من أعلى العمارات كالطود الراسخ محلقا مع طائر النصر .. وهنا لا تشفع الكلمات ، بل العبرة بلغة الشكل ، عبر حركة الخطوط المتوترة بلا توقف وتقابل الألوان الساخنة مع الباردة أو تداخلها ، وتحطيم قواعد الترشيح والمنظور الهندسى لصالح قوة التكوين والتعبير برؤية حداثية مركبة تستمد حيويتها من منجزات الفن الحديث بشتى مدارسه بل تستفيد حتى من عفوية رسوم الأطفال وبراءتها ، ما يجعل المشاهد مستشارا بالدهشة والأسئلة وشريكا فى استخلاص المعانى والمضامين بدلا من أن يتلقاها كرسالة سابقة التهجيز أو تقديرية السرد ، أو مجانية العواطف إنه لا يهتم هنا بالوصف أو بالحكى أو بالتمثيل المباشر الذى يعيد إنتاج الحدث بل يبحث عن لحظة ` الاشتعال الذاتى ` للحدث من داخل نفسة كى تنتقل شرارته إلى نفس المشاهد ، حتى لو أكتنف لوحاته الغموض وتعددت فيها رؤى التأويل ، دون أن يلقى بالا لتكنيك نمطى يرضى العوام ، أوز ` لموضة ` فنية ترضى أصحاب المهرجانات الدولية ، أو يغازل محبى الاقتناء . ومع وجود التفاوت فى الأشكال الفنية بين مراحلة المختلفة فثمة سمات مشتركة بينها جميعا ، تتمثل فى الارتباط القوى بين الطاقة الشعورية والطاقة الذهنية التى تعنى بالتعبير عن قضايا المجتمع والعصر ، متخذا من الأسطورة والتاريخ والرموز الحضارية والفلكورية ، ومن مشاهد الطبيعة المصرية ، روافد لرؤاه المعاصرة ، كاستدعائة لأشكال ورموز من الفن المصرى القديم ` كلوحة ترانيم مصرية ` أو من المقدسات الإسلامية ` كلوحتى البراق وأطفال الأبابيل ` أو من العمارة الشعبية ` كلوحة حراس البيت ` أو من رموز العصر ` كلوحة إنسان النفط ` أو من تضاريس الطبيعة ` كمجموعة لوحات سيناء .. وغيرها جميعا .. كما يتسم أسلوبه بالصرحية التى تناسب الأعمال الجدارية من صراحة خطية ومساحات لونية عريضة وايقاع نغمى متفجر، متنقلا بين مستويات البناء الموسيقى ،مستفيدا فى الوقت ذاته ـ من التأثيرات الملمسية الجياشة على سطح اللوحة ، وهى تتماوج وتتمازج بين الكثافة والشفافية ، فيفتح أمامنا ـ فى النهاية ـ آفاقا رحبة تتنوع بين عالم الطبيعة فى ربيع الخصوبة والنماء ، وبين السيرة الانسانية الممتدة من الاسطورة إلى الحضارات القديمة ، ثم التعبير عن قضايا العدوان على الإنسان والشعوب فى العصر الحديث ، حتى انفجار الثورة فى النهاية .
بهذا كله مزق كمال شلتوت شرنقة الصمت التى اختارها وعاش بداخلها عشرات السنين ، مسلحا بأصالة المبدع وشجاعة القلب ووعى المثقف، مثبئا أن الفنان موقف ، وان الفن كلمة خليقة بأن تقال ، وقادرة على المواجهة واختراق تلال العبث وجدران الصمت ، وقد قالها بشرف قبل ان يبتلعة الصمت الأبدى فى طريق اللاعودة ، لكن أعماله تظل حاضرة فى ضمير الوطن وذاكرة تلاميذة ومتابعى خطاه ، ولعلهم يسعون لتخليده فى كتاب يضم تراثة قبل أن يندثر .
عز الدين نجيب
القاهرة 2014
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث