`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
سالم حسن عبد الرحمن صلاح
بخان المغربى فى ثلاثية تشكيلية .. الخيول ومصارعة الثيران
- تطالعنا أعمال الفنان سالم صلاح بتعبيرية عالية جسد من خلالها وبغنائية شديدة دنيا الطيور والحيوانات وقد بحث كثيرا فى هذا الإيقاع ` بعد رحلته مع مراكب النيل وسفائن البحر ` الذى يتميز بطلاقة والانسياب بدءا من الديوك التى اشتهر بها إلى الخيول أو الجياد المرحة التى تسمو بالرشاقة والحيوية وحتى الثور الذى جسده فى صراعه مع الإنسان وصراع الإنسان معه فى تلك اللعبة الخطرة التى تفتقد إلى الإنسانية .
- ويقف ديك سالم صلاح متربعا ساكنا فى المسطح التصويرى على أهبة الصباح فى أول تباشير الفجر معلنا نهار جديد فاردا جناحيه مع دقة منمقة فى الرأس فيه من الزهو والشموخ ما يجعله قائما على أسراب عشيرته ويساهم اللون الأحمر النارى فى تأكيد القوة مع تلك التداعيات من النقوش التلقائية التى تومض وتخفق فى الجناحين والتى تشدو بقوة اللون والخطوط ..كل هذا على خلفية ذات موجات قوسية من النصوع والنقاء تأكيدا على شفافية الأفق حيث يتطاول الديك برأسه فى الفراغ ..
- ولقد كانت الجياد مادة ثرية فى الإبداع التشكيلى قديما وحديثا لما تتميز بالطلاقة والانسياب كما نرى فى دراسات دافنشى للخيول وتعبيرية مارينو وقوة الحيوية فى الحصان عند حامد ندا وهنا نجد سالم صلاح فى إيقاع جديد يبرز خفة الحيوان ورشاقته حيث تخفف كثافته تعبيرا عن الانطلاق إلى آفاق بعيدة بلمسة تتجاوز الواقع من التعبير والتشكيل إلى التلخيص .
- وقد أثار الفنان سالم صلاح لعبة مصارعة الثيران تلك اللعبة المسكونة بالتبلد والجهامة وظلم الإنسان لنفسه للثور هذا الحيوان القوى التعيس ..وقد جسده فى أقوى أطواره بأسلوب حوشى خشن تأكيدا على قوته الهمجية التى يستثيرها الإنسان بتلك العلامة من القماش الحمراء ...وهنا يبدو الإنسان فى ركن من اللوحة منزوياً مسحوقاً حزينا على الدم المراق وتحدى العقل الإنسانى الذى روض الكون بالحكمة والذى طاشت قواه بتلك اللعبة.
صلاح بيصار
جريدة القاهرة - 20/ 11/ 2012
كصراع ` ديوك ` لوحاته كانت معركته مع المرض ليسقط وتبقى لوحاته
- رحل الأربعاء 24 يوليو عن خمسة وستين عاماً الفنان الكبير دكتور سالم صلاح بعد صراع طويل مرير تحمله فى صبر وجلد مع مرض السرطان وانتشاره فى جسده خلال عام ونصف العام قضاها فى لندن للعلاج بين مستشفى يونيفرستى كوليدج ومستشفى يونيفرستى ماكملان سنتر للسرطان اصطحبته خلالها بتدعيم وشجاعة نادرة زوجته الدكتورة وسام بشير أستاذة النقد وتاريخ الفن .. وقد شيعت الجنازة من مسجد المركز الإسلامي بريجنت بارك وحضرها عدد من الشخصيات العامة وأصدقاء الفنان المقيمون فى لندن التى أقام فيها الفنان الراحل حوالى الثلاثين عاماً بين الدراسة والعمل حيث سافر إلى لندن عام 1971 وهناك حصل على دبلوم الفنون ودرجة الأستاذية والدكتوراه من كلية سان مارتين فى لندن وكلية تشلسى للفنون والتصميم وكلية سنتر للفنون عام 1980 وعمل محاضرا بنفس الكلية لمادة الطبيعة الحية وعلم الجمال لمدة عامين .. ومحاضر بكلية ` كالسا ` ببولندا.. وتولى رئاسة تحرير مجلة `فنون` بلندن من 85 إلى 1988..
- ولما حققه من مكانة فنية متميزة بعروضه لأعماله فى إنجلترا أدرج اسمه فى موسوعة `الفنون` البريطانية عام 1983وكفنان عرضت أعماله فى الأكاديمية البريطانية التى اقتنت لوحتين من أعماله كذلك للفنان الراحل مقتنيات فى متحف سنتياجو بأسبانيا ومتحف `شرق غرب` بسان فرانسيسكو ومتحف الفن الحديث فى القاهرة ومقتنيات عديدة فى بلدان أوروبية وعربية والأمريكيتين.. وحتى عام 1996 تفرغ لأعماله الفنية ومحاضراته بكلية سنتر للفنون ` بلندن .. ثم قرر الرجوع إلى مصر ليعمل مديراً لمتحف محمود خليل وحرمة عام 1998 لمدة ثمانية أعوام .. ثم مديراً لمتحف طه حسين .. إلى جانب عمله أستاذ منتدب بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان لمادة الطبيعة الحية وعلم الجمال والمعهد العالى للفنون التطبيقية بمدينة السادس من أكتوبر .
- والفنان/ سالم صلاح من فنانى مصر المتميزين والجادين على مدى مراحله الفنية.. وهو من الفنانين القلائل الذين عرضت أعمالهم الرويال أكاديمي بلندن ومن الصعب العرض بها إلا للمتميزين للغاية ولما اتسمت به أعمال الفنان الكبير الراحل بالجمع بين الأصالة والتفرد للشخصية المصرية رغم أقامته فى الخارج لأكثر من ثلاثين عاما تأثر فيها بقوة ورصانة التكوين فى الفن البريطانى ببناء اللوحة البصرى المحكم كما له لوحات رسمها فى بداية عمله فى لندن تأثر فيها بالبيئة البريطانية فى مزيج لونى مبهر بينما لوحاته التى رسم فيها البيئة المصرية تبدو بلا أي تأثر ولو من بعيد بالبيئة البريطانية فبدت لوحاته شديدة المصرية فى إعلائها للخصوصية المصرية فى لوحات قوية البناء رسم فيها مشاهد من القرى وللبيئة الشعبية بتفاصيل لا تدركها إلا عين فنان نافذ الرؤية والعشق لهذه الأرض المصرية بكل مفرداتها وخصوصيتها الغير مكررة فى أي بيئة أخرى.. واهم عناصر لوحاته التى لازمت رحلته الفنية تدور حول ` الحصان ` و` الديك ` و `الأسماك ` وهى عناصر لها مدلولات كبيرة ورمزية عالية تخص الشخصية المصرية وقد رسم القرى والأسواق والفلاحين والباعة والطبيعة الصامتة والبورترية فى لوحاته التى عرضت بالخارج ونالت إقبالا شديدا لخصوصيتها وحيويتها اللونية غير مقتصد فى اللمسات التأثيرية ذات الطاقة عالية لخدمة العمل التعبيرى والمستمدة طاقتها من عناصر لوحاته .
- وعن رموز لوحاته القوية بجد `الديك ` والذى كثيراً ندركه فى لوحاته ثائراً مادا بجناحيه على أهبة الصياح وقد استخدم اللون الأحمر بكثرة فى ديوك لوحاته رمزا للقوة وشديدة الحيوية وربما إفراطا منى فى التمثيل أرى أن صراع الديوك أو قتالها بدا فيه تمثل رمزى لحياته خاصة فى شهور المرض الطويلة فدائما ما يوجد فى النهاية ميت أو مغلوب.. والموت يمكن اعتباره كمعركة من جانب واحد فإن الديك هنا يأخذ ـ مع اعتبار صراع المرض أو صراع ما بين الموت والحياة ـ يأخذ مدلولا قتاليا وهنا يأتى التقابل بين اختيار الفنان ـ عفويا لرمز قتالى يتواءم تماماً وصراع الفنان القتالى لعام ونصف العام ومعركة السرطان الذى لم يستسلم له سريعا ليسقط خاسرا معركته فى النهاية بعد صراع حاد ومؤلم ولا إنساني كصراع الديوك ولاختيار الفنان فى حياته ليتصدر `الديك ` كثير من لوحاته جانب آخر مشرق فالديك كان على الدوام طائراً شمسياً رمز الكوكب والنور المتوالد والديك يصيح حتى قبل شروق الشمس.. وبذلك فهو رمز الحيوية وصياحه هو صياح لاستيقاظ كونى على تشتيت الأشباح الطائفة أثناء الليل والفنان سالم كان فيه من رمز الديك أحد أهم عناصر لوحاته الكثير فى تفاؤله وحبه للإشراق ومقاومته لكل ما يحيد عن الحق .. وهنا أرى مع تأكيد حالة الزهور والشموخ التى ندركها فى ديوك لوحاته ندركها أيضاً فى خيوله شديدة الرشاقة والزهور بذاتها والتى رسمها لسنوات طويلة وكان أكثرها تميزاً لوحته ` الحصان الأحمر `بخطوطها الرشيقة فى رهافة ورقة لمسات محبة من الفنان فى رسمة لخيله التى حملت رمزية عالية من النيل تميز بها الفنان الراحل الكبير فى تعاملاته والآخرين.. كما ان الخيل مصدر كبير للإلهام وهذا ما نراه فى مختلف المدارس الفنية وعبر كل العصور والفنانين.. فللخيل ثراء وإلهام وعمق رمزى فى كل الحضارات فأحياناً الخيل رمز القوة رمز النبالة .. رمز شمسى .. رمز جهنمى أرضى.. رمز جنسى.. وللخيول رمزية أسطورية ما بين الحصان المجنح ` والقنطور`.. وظهرت أيضا فى لوحات الراحل الكبير الأسماك فى عدد من لوحاته بشكل مفرد مجرد كعنصر قائم بذاته أو مباعة كما فى لوحته `سواق بيع السمك`.. والأسماك لها مكانه خاصة فى حضارتنا القديمة وعلى موائدنا فسمك النيل النهرى الفرخ ` بيريه ` أو `لاتيس ` ـ كما اسمة المصرى القديم ـ هو رمز الخصب وشارك فى طقس النيل أثناء الفيضان وكان له مدينه المعبد `لاتابوليس`.. وموميات هذا السمك كثيرة جداً فى مقبرة خاصة بها ةقد أظهر التصوير الإشعاعى الكربونى للموميات الهيكل العظمى للسمكة.. والسمكة النيلية نيلوتيكا القديمة ترمز للميت فى مسيرته نحو البعث ويرى بعض الباحثين ان السمك موصل أرواح يعمل على اجتياز ارواح الموت للنهر لتنتقل للمقر الأبدى.. هذا الاختيار من الفنان لرموز وعناصر لوحاته كانت فى غاية الصدق فى موقعها من نفسة وأخذت فى الظهور من عمل لآخر ليظهر فى كل لوحة جانب لم يكن مرئى من قبل ..فعلى مدى مراحل سالم صلاح الفنية كان للطبيعة تأثير كبير على لوحاته بإنجازها بدقة عميقة تجاه البصريات والمرئيات ومتطلبات المشهد مما جعل له قدرة تحويل للمشهد المرئى الذى نراه فى حياتنا اليومية من الشىء المرئى العادى الى موضوع ذى مغزى وبعد فنى وفكرى عميق بتعبيريته الخاصة وبأسلوبه التأثيرى المظهر .. وقد ترك الفنان رصيد من اللوحات تمتد ما بين التجريد الى التعبيرية بألوانها الغنية وبلمساتها التأثيرية التى بها نجح فى استكشاف الفورم الجمالى الآخاذ فى لمسات قوية خاصة أجاد استخدامها خاصة فى رسمة لديوك لوحاته الثائرة فى حالات الاستعداد للصياح.. كذلك فى رسوماته لأسماك اللوحات احاطها بما يماثل السائل المائى بفرشاة عريضة سريعة الحركة الدوارة حول عنصره يحاصرها بالمياه سبب مدها بالحياة ليبدو فى النهاية كأنه يرسة لوحة تجريدية المساحات المتداخلة السريعة..
- استطاع فنان مصر الراحل الكبير ان يحقق مكانة متميزة ويترك رصيد فنى كبير من اللوحات والدراسات الفنية.. رحم الله فقيداً كبيراً اثرى الفن المصرى فى الداخل والخارج..
فاطمة على
القاهرة - 20/ 8/ 2013
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث