`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
نعمة سعد محمد سلامة السنهورى
الرسم بالأقمشة... مغامرة تشكيلية لصناعة `سحر النسيج`
- تثبت أعمالها دوماً أنه ليس بالضرورة استخدام الفرشاة والألوان في الرسم؛ فهي تبدع لوحاتها الفنية من النسيج والخيط والأقمشة الرقيقة الأكثر تشبعاً بالمعاني والمشاعر، وفي أحدث معارضها، المقام الآن بجاليري `سفر خان`، تروي الفنانة المصرية نعمة السنهوري حكايات على قطع القماش؛ فوراء كل لوحة تلخيص درامي لإحدى الحضارات المصرية أو مناظر طبيعية تحتضنها أرض الكنانة.
- يضم المعرض المقام تحت عنوان `سحر النسيج` 25 لوحة فنية ينتمي جميعها إلى فن الرسم بالقماش، عبر استخدام أسلوب تركيبي ابتكرته الفنانة، يقوم على تجميع قطع من أنواع مختلفة من الأقمشة متعددة الألوان والمقاسات، وحياكتها يدوياً على الكانفاس أو الخشب أو الكتان من دون `إسكتشات` سابقة، تستكملها أحياناً بعناصر من أعمال الكولاج المعقدة والمجردة لخلق مجموعة متنوعة من اللوحات التأثيرية الجاذبة.
- تتنوع أنواع الأقمشة التي تستخدمها السنهوري، منها الحرير الطبيعي والصوف والكتان، إلى جانب الأقمشة اليدوية التراثية، تقول لـ`الشرق الأوسط`؛ نعتقد أن الرسم لا يكون سوى بالفرشاة والألوان والأقلام! بينما `لا أستخدم شيئاً من ذلك؛ فالبطل الأساسي والوحيد في أعمالي هو القماش الذي ألف العالم بحثاً عنه، وأزور معارض المنسوجات والمتاجر المتخصصة في الدول المختلفة، ولا سيما تلك التي تقدم أقمشة يدوية عتيقة مسكونة بتراث الإنسانية وحضاراتها، ومنها جنوب فرنسا وإسبانيا`.
- تتابع: `بعض هذه الأقمشة هي ملابس ومفروشات متوارثة عن أسر أرستقراطية أوروبية؛ تحتفظ بكامل رونقها وعراقتها، ومن قطع النسيج التي لا أنساها شال يدوي رائع التصميم والألوان لسيدة فرنسية أصررت على اقتنائه رغم ارتفاع سعره`.
- تضيف: `في اللحظات التي أضع فيها القماش على اللوحة أشعر بلمسات الفرشاة، لكنه له سحر خاص لا تنافسه عندي أي خامات أخرى`. رغم ذلك لا يمكن حساب لوحاتها على فنون الأوبيسون أو الخيامية أو الباتش ورك وغيرها من فنون النسيج المعتادة؛ لأن الفنانة تحتفي بالظل والنور والإضاءة، بل أحياناً يجد المتلقي تأثيرات معمارية فيها كالمنظور والواجهات والفراغات.
- تتمتع لوحاتها بألوان خيالية وهادئة في آنٍ واحد، ما يجعل المتلقي يشعر كما لو أنه يطالع كتب الأطفال المصورة المتلاشية حيث القصص التي تتحدى الواقعية بقوة وثقة وسلاسة درامية شيقة، ويرتبط ذلك بحرصها على استخدام القماش بألوانه الطبيعية، تقول: `لا أصبغ القماش، إنما أتركه بلونه الحقيقي؛ حتى أحقق التأثير الذي أرجوه على المتلقي، كما أن عدم صباغة القماش يحميه من تغير ألوانه عند استخدام مواد الحماية ضد عوامل الزمن`.
- لم تترك الفنانة نفسها أسيرة تجارب فنية نسيجية سابقة لفنانين آخرين كالاستغراق في الرموز والموتيفات الشعبية أو اتباع النمط الأوروبي، تقول: `لا أبتعد في التكنيك والألوان فقط عن الأعمال النسيجية الأخرى، إنما أخوض موضوعات مختلفة، فمع تقديري البالغ للفلكلور الشعبي، لكن لا يُعد النسيج مرادفاً له، كما اعتادت العين المصرية أن تجده دوماً! أيضاً لا أقدم فنوناً نسيجية أوروبية الطابع بشكل عام، وهو الجانب المسيطر على أعمال نسيجية أخرى واسعة الانتشار في مجتمعنا، فرغم ثقافتي الفرنسية لا أسمح لنفسي بتقليد الغرب بمفاهيمه المختلفة في فنوننا`.
- في السياق ذاته، تسعى الفنانة لاستعادة ذكريات مصرية بشكل معاصر حمايةً للهوية الوطنية، تقول: `أصبحت البيوت المصرية بعيدة عن بيوت أجدادنا حيث الروح المصرية التي تسكن أرجاءها عبر التفاصيل الصغيرة، ومنها الأعمال الفنية واليدوية، وقد حاولت أن أواجه هذا الغياب بلوحاتي`.
- في هذا المعرض، تحتفي الفنانة بالحضارات المصرية المختلفة بشكل غير مباشر وبلمسات معاصرة، منها لوحات تجسد القاهرة الفاطمية والفنون الإسلامية، حتى إنها في إحدى لوحاتها قدّمت مجموعة من لوحاتها السابقة بشكل مصغر، كما ربطت في لوحة أخرى بين النسيج والأرابيسك تعبيراً عن شغفها بهذا الفن وارتباطه بقيم جمالية واجتماعية وثيقة الصلة بالفن الإسلامي، وفي بعض أعمالها تستشعر عظمة الحضارة المصرية القديمة، ثم تنتقل في أعمال أخرى إلى الفن القبطي.
- هذه التعبيرات الخاصة تعود بها إلى حيث كانت طفلة صغيرة تزور مع أسرتها معالم مصر السياحية، وفي مقدمتها مزارع سقارة حيث كانت تمتلك أسرتها منزلاً للاستجمام بالقرب منه، تقول: `كنت أتجول بين البنايات القديمة فأنبهر بالعمارة والزخارف الإسلامية، وأزور الحقول فأتأثر كثيراً باللون الأخضر والمزارعين وأتخيلهم بملابس زرقاء اللون لون السماء التي يمارسون عملهم تحتها في الصباح، وأقف مشدوهة أمام الأهرامات والجداريات الفرعونية ومقتنيات المتاحف... كنت أستمتع برسم الأمكنة والمفردات الأثرية`.
بقلم : نادية عبد الحليم
جريدة الشرق الأوسط 13 يناير 2022
سحر القماش.. والإبداع فى قصاقيص الزمن
- فى معرض نعمة السنهورى بسفر خان :
- تمتد لوحات الفنانة نعمة السنهورى بسحر القماش.. فى دنيا من القصاقيص مفعمة ببهجة الطبيعة.. والتواصل مع التراث المصرى.. الذى نقلته بروحها التعبيرية من مختلف العصور.. وهى تشكل عالمها من تلك المزقات النسجية المتنوعة فى الملامس والالوان والشفافية والتماسك وتستبدل الفرشاه بالمقص.. تقول: `انا ارسم بالقماش بألوانه الطبيعية وتنوع خاماته.. واشعر بثراء الخامة التى احس فيها.. كما لو كانت لمسة او ضربة فرشاة.. وتأثيرها فى فضاء التصوير`. بجاليرى `سفر خان `بالزمالك.. جاء معرض الفنانة .. قصاقيص من الزمن فى نسيج من النغم.
- فى بداية رحلتها مع قصاقيص القماش تقول :`عموما من عادة الفنان التجريب فى خامات ربما لا تخطر على البال من منطق حرية التعبير.. وهى التى تساهم فى تشكيل عالمه ..وقد كانت بدايتى.. مع لوحات القماش عندما كنت طالبة بكلية التربية الفنية ..كان ذلك بقسم التصوير.. عرض علينا أستاذى د. عبد الرحمن النشار فى احد الدروس العملية التعامل مع الكولاج او القص واللصق.. ولما كان اختيار الزملاء الاوراق اللاصقة كوسائط للتعبير.. فقد اخترت قصاقيص من القماش.. وقوبل هذا فى البداية من الدكتور النشار بدعابة.. كان الموضوع عن الطفولة.. وعندما انتهيت منه بفكرة رمزية نفذتها بالقصاقيص.. جاءت دهشته واعجابه حتى انه احتفظ باللوحة.. واشركنى بها فى احد معارض الشباب.. وكانت هذه اول مرة اتناول المقص واتعامل مع القماش`.
- وبعد تخرجها.. فى احد المعارض تعرفت على الفنانة ليلى الحكيم وكانت تعمل بالبرنامج الأوروبي فى مجال الترجمة فى المؤتمرات الدولية.. والى جانب هذا تقدم مشغولات فنية لوسائد ومفارش وتجمل الاحزمة بقصاقيص بهيئة بقع لونية.. كلفتها برسم شجرة وتنفيذها بالقماش.. ومن هنا بدآ التعاون سويا.. فى مجال اللوحات بالقماش.. كانا معا يتوجهان الى محلات `المنى فاتورة` او المحلات الخاصة ببيع الاقمشة.. لاختيار الالوان والخامات المتنوعة من الحرير والتيل والكتان والشيفون.. فى البداية كانت نعمة مترددة فى قص القماش الحرير واستخدامه فى اللوحات متصوره انه نوع من الاهدار.. ولكن جاء تشجيع الفنانة ليلى بقولها: `انت بتعملى فن اجمل من الحرير والدانتيلا!`.
- وبدأت تشترك معها فى المعارض.. حتى تمكنت من السيطرة على التشكيل بالقماش ..وفى رحلتها الى المغرب اكتشفت مادة لحفظ اللوحة.. بدلا من وضعها خلف حاجز زجاجى `برواز`.
- ومع تمرسها واستمرارها فى الابداع عرضت بجنوب فرنسا.. وكان تعليق فنان فرنسى من الزوار بالمعرض: `انت بتعملى فن يحمل قيمة.. وقيمة اخرى مضافة.. بتعملى شغل هاند ميد- يدوى - وتصوير فى نفس الوقت!`.
- عالمها.. وقصاقيص الزمن
- يعد ما تقدمه الفنانة نعمة السنهورى مثيرا للدهشة يدعو الى التأمل.. خاصة وكل ادواتها مقص ودنيا من قصاقيص الاقمشة شكلت خلاها غنائيات من البهجة والاحلام.. لا يقودها سوى اللمسة التلقائية المباشرة.. بدون خطة مسبقة فقط الوعى بالتكوين والايقاع وما تحمل بداخلها من افكار.. تبدو لوحاتها لمسات قصيره اشبه باللمسات التأثيرية.. تهتف بالنور والجمال والاناقة.. والعجيب هذا الداب الشديد الذى جعلها تشكل هذا العالم من مزقات صغيرة حافلة بدنيا الالوان والملامس من الدانتيلا الى الحرير والاقطان والقطيفة.. السادة والكاروه والمخطط والمنقط والمشجر.. وعكفت على كل هذا بين شلالات الخيوط والكولاج جاءت معظمها فى مناظر تهتف فى البداية وتتوقد بروح الطبيعة: جنات وحدائق لأشجار وزهور وثمار وبيوت ذات نسق تجريدى ومعمار.. نطل وجها لوجه على الطبيعة المفتوحة وكثيرا ماتفتح شباكا فى المنظر.. وهناك `تجهيز مجسم فى الفراغ`.. شباك حقيقى فى احدى اللوحات مفتوح على منظر اخر داخل المنظر.. مع فتاه تعطى ظهرها الينا فى مواجهة الشباك تتدلى ضفيرتها معلقة بشريطة `فيونكة` وسط الزهور والورود.. وكأنها ست الحسن فى انتظار فتى الاحلام.
- نعمة السنهورى تعزف على اللوحة التى تنبعث منها الانغام.. فى معزوفات بصرية تشدو وتهمس وتصدح بتناغم منظوماتها اللونية.
- ومن خلال قصاقيص القماش طوعت الخامة تبعا للتكوين والايقاع.. كما شكلت الظلال والاضواء والانعكاسات وايضا البحر والافق والابعاد والمسافات والتدرج من الداكن الى المضىء.. مع مكونات وعناصر اللوحة الاخرى.. وبعيدا عن النسجيات والنول.. تتفاعل مع الخامة بشكلها وقوامها وطبيعتها وانواعها.. وترسم بها بشكل مباشر.. بمثابة بالتة الوان مليئة بالدرجات اللونية.
- تواصل الحضارة المصرية
وفى معرضها الحالى الذى يضم احدث اعمالها.. مع روح الطبيعة جاء يحمل فى طياته ازمنة وطرز مختلفة.. من الحضارة المصرية من بداية التاريخ.. بدءا من رسوم الكهوف والفن المصرى القديم من عهد الاسرات مع القبطى والإسلامى.. تحاول استرجاع كل هذا من الذاكرة والخيال بحكم دراستها للأثار المصرية بعد تخرجها من التربية الفنية مع طاقتها التعبيرية.. فى محاولة لان تحمل اللوحة الهوية المصرية والروح القومية والخصوصية المحلية.. كما تمتد اعمالها الى مناطق زارتها وتأملتها بعين الحب والفن.. مثل `طريق سقارة `المحفوف بالزروع من الاشجار والنباتات وحركة الحيوانات فى المروج والمراعى الخضراء.. و` المنصورية` بأشجارها الظلية وزهورها وبيوتها.. وبعض الاعمال كما تشير: `من وحى حكايات جدتى.. من تلك الصور التى كنا نسمعها.. فى طفولتنا لحركة الحياة من البشر والحيوانات والطيور`.
إنها قصاصات من الزمن المصرى وقصص وحكايات مصورة من العصور المختلفة.. بلغتها التعبيرية.
فى إحدى لوحاتها التى تنتمى لروح الفن الإسلامى ضمت عصوره المختلفة من الفن الفارسى أو الإيرانى والفاطمى والفن المملوكى فى وحدة واحدة.. كل هذا بلمسة معاصرة فيها جماليات البوابات والعمارة الاسلامية.. مع المآذن التى تعانق الافق فى سماء القاهرة ..وتبدو الألوان فى تناغم وإنسجام يغلب عليها البنيات والبيج مع لمسات من الاحمر.. بتلك النقوش الطبيعية التى شكلتها مزقات الاقمشة ولمسة الفنانة التى تعرف كيف تبدا وكيف تختزل ومتى تضيف من خلفيات.. وعناصر بدت أقرب إلى الرموز التراثية.
-وهناك لوحة للفنانة.. من بين أعمالها إبدعتها من وحى `القاهرة عاصمة لثقافة العالم الإسلامى` حصلت من خلالها على جائزة من جهاز التنسيق الحضارى وشهادة تقدير.. وهى لوحة حافلة بالمشربيات كأنها شباك.. شكلته من سحر القماش أرابيسك يطل على القاهرة الفاطمية.. مثلما قدمت لوحة لزقاق المدق أحد أماكن قاهرة المعز ومسرح رواية نجيب محفوظ بنفس الاسم.. وأعادت بإحساسها وتعبيريتها ` اوزات ميدوم` الفرعونية بجمال الوانها وتكوينها وإيقاعها الفريد فى تداخل للقديم مع الايقاع الجديد واللمسة الحديثة.. واعمالها تمتد فى مساحات من الصرحية المتسعة التى تتجاوز المترين طولا والمتر ونصف عرضا ..الى المساحات المتوسطة والصغيرة.
والفنانة شاركت فى العديد من المعارض الجماعية بالمعرض العام وقاعة الأوبرا وقاعة الهناجر.. ولها معارض خاصة بفرنسا وأسبانيا والمغرب.
- فى مساحات من فنتازيا الخيال نقلتنا خلالها إلى مرفـأ هادىء حالم ينعش الروح ويوقظ المشاعر والاحاسيس.. جاءت اعمال الفنانة نعمة السنهورى.. لوحات تألقت بقصاقيص القماش من الكولاج وشلالات الخيوط.. تحية الى عالمها بعمق اللمسة وسحر التشكيل والتعبير.
بقلم : صلاح بيصار
جريدة : القاهرة ( 11-1-2022 )
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث