`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
محمد عبد المنعم محمد زكى عبد الحميد
الطريق الى السلام
- عندما عاد المقاتل ( محمد عبد المنعم زكى ) من جبهة القتال مع النصر حمل معه اكداسا من المشاعر التى ولدت هناك فى الخندق تحت وابل من الرصاص والقنابل فقد كانت الانفجارات المروعة تدرك كيانه بعنف وسحب الدخان والغبار تشكل أمامه صور الرعب والفزع فى أبشع مظاهره .
- ومع ذلك لم يكن متشائما ـ لم يهزمه اليأس كانت هناك ساعات للتأمل والتفكير والاختلاء بالنفس ـ عندما تصمت المدافع وتنقشع سحب الدخان ويستريح الزقاد ويسود الصمت الفيلسوف .
- كان طبيعياً أن يفكر الرجل فى زوجته وأولاده الذين ينتظرونه هناك ويتشوقون بعودته ولكن جزءا من تفكير الفنان كان منشغلا بقضايا اخرى كانت ترأوده فى معارك لا تقل ضراوة عن ارض المعركة عندما كان يمسك فرشاته ويواجه لوحاته ليدخل معها فى معارك لا تنتهى .
- كانت لوحاته ايضا هناك تنتظر ليفضى اليها بسره الكبير وليقول من خلالها شياء يحسه ويبدو ان الاحداث الكبار هى التى تلد القلب الكبير والعقل الكبير فقد احس الفنان محمد عبد المنعم زكى بعد تجربتة على الحديد والنار تعلم لغة اللغة التى الفتها ريشتة لقد ترك وراه سطحيتة الزخرفية وراح يبحث عن معانى اكثر عمقا واغور بعدا ووجد الصراع الذى اختزنة فى داخلة يلح عليه وان الحوار الذى كان يتبادله مع نفسه عندما يصمت المدفع مازال دوية يرن فى تجاويف ذاتة بنفس القوة والعنف .
- ولم يشاء الفنان للصراع الساخن فى اعماقه ان يفتر او يفقد ديناميكيتة اذا ما اعلنة بلغة سوقية دارجة او يقحمة فى وصفية سافرة هى من وظائف التقارير والمحاضر لقد اراد ان يرتفع بمشاعره الى افق من ارضية الاحداث وان يسمو على الواقع الارضى وتجسد خواطره فى كائنات آليه المظهر انطلقت لتسبح فى مكان وزمان غير الذى يدور فى دنيا الواقع وتمخضت احلامة فى تراكيب دائرية متعددة الاهداب مصممه باحكام هندسى شديد ومرسومة بمنطق بالغ العقلانية واحتوت لوحاتة هذه التراكيب او المركبات وتتعدد بالتالى `المناظير` بتعدد الآفاق وتنشا بينهما مشكلة التعايش فى السلام دون تصادم وهذا مانجح الفنان فى تحقيقة .
- ومن طبيعة الاشكال المجردة انها خرساء لاتبين ولكن الفنان محمد عبد المنعم لايعفيها من صمتها بل يجبرها على ان تقول شىء يعكس رأيها فى الحياة والانسان والمعنويات أو يعكس شياء عن الذات وما يدور فيها من خواطر أو أفكار .
- وهنا يسمح للانسان ان يتخلل عالمه فيطلق شخوصة القزمية التى يتضاءل حجمها اذا ماقورنت بضخامة هذا المناخ الهندسى الضخم لكى يعبر عن معنى انسانى او صوفى وليد التأمل و التجربة غير أن التطبيق يكشف عن أن هذه الشخوص تبدو دخيلة على هذا العالم فقد عالجها الفنان باسلوب لايتواءم مع ثقل وصلابة عالمه المعدنى فبدت هزيلة مسكنة سحقتها تروس آلياته بلا رحمة .
- ولذا ينبغى أن يبحث الفنان عن بدائل من نوع آخر لها قوة التواجد فى هذا العالم المعقد والا فليترك أشكاله المجردة تقول قولها بدونها وهى قادرة على ذلك وربما تكون أبلغ من الانسان فى الافصاح عما يعجز عنه اللسان .
حسين بيكار
جريدة الأخبار نوفمبر 1978
الفنان عبد المنعم زكى
-لوحات (محمد عبد المنعم زكى) لوحات غير `مسالمة` وهى مستعدة دائماَ لخداعك فتأتيك.. زاحفة من بين يديك حتى تفاجئك بغتة بما ليس فى حسابك. لوحات غير مستأنسة تدعوك إلى الاقتراب منها وفى نفس الوقت تدفعك بعيدا عنها فهى فى البداية جميلة الشكل متناسقة الألوان.. ولكنها غامضة الحس مختفية المعنى.. لا تفصح بيسر لمن لا يريد تسلق جبلها.. لوحات غير ساذجة تجعل البعض يمطون شفاههم عندما يتكاسلون عن الدخول إلى عالمها والاتفاق معه أو رفضه.
- البداية
- شارك الفنان منذ عام (1964) وقبيل تخرجه فى كلية الفنون التطبيقية، قسم الإعلان والتصوير - فى مجموعة من المعارض العامة تعكس اهتمامه بالإسهام فى الأحداث القومية، مثل معارض (أمجاد الثورة - شباب النيل - الفن والسلام المصرى المعاصر). وقد تميزت أعماله فى هذه الفترة بالاهتمام بالخط كمحرك ديناميكى داخل اللوحة يساعد اللون بشكل فعال.
- على الجبهة
- بعد الخامس من يونيو1967 كان لابد لكثير من الشباب أن يكون على خط النار، وجند `محمد عبد المنعم زكى` كضابط احتياط بالقوات المسلحة المصرية ليعايش حرب الاستنزاف.
- ولم ينس فناننا ريشته بل كان يهرع إليها أحياناَ ليبثها همومه فى وقت كان لابد فيه أن يتحلى الجميع بالإيمان والصبر، فما بالنا بمن يستيقظ صباحاَ ليشهد علماَ أجنبياَ مرفوعاَ على أرضه المغتصبة. وكان طبيعياَ أن يرسم عبد المنعم زكى كثيراَ من مشاهداته بشكل تلقائى وفج فى لوحات تصور مشاهد من الحرب لمقاتلين وجرحى وجثث تأكلها الكلاب لكنه أحياناَ كان يركن إلى الهدوء والتأمل ليخرج أعمالاَ مثل:
1- (ولادة وخروج) وفيها يصور خروج إنسان وولادته من بقعة لونية دائرية حمراء وبرتقالية تمثل عنق الزجاجة ولحظة الصهر - تتماوج حولها خلفية اللوحة فى قلق هادىء وخطوط متعامدة على دائرة الصهر وشخص الحدث بما يبشر بالخروج من المحنة رغم المعاناة.
2- لوحة (الحساب داخل القبر) ويعبر فيها عن لحظة يرهبها كل مؤمن بالله من خلال توجبه حركة دوامية من خارج أركان اللوحة الأربعة إلى بقعة بيضاء يتمحور حولها شخص الميت إذ يبدو فى حركتين كأنه يقوم من رقدته ليواجه هذه البقعة `الحمراء - البرتقالية` التى تمثل `عمله` أو صعوبة ما يواجهه. والفنان يجيد استعمال اللونين الأسود والأبيض على هيئة على خطوط ومساحات تقوم بدور حيادى بين الألوان البنية والبنفسجية والصفراء التى تزيد الإحساس بالدوامة الدائرية التى يهوى إليها الميت.
3- لوحة (صعود الروح إلى السماء) وهى تجريدية هندسية بخلاف بقية اللوحات يمثل فيها الروح بخط مائل تصعد إلى السماء من شكل يشبه وردتين متفتحتين صاعدتين من قمة مثلث هرمى ذى طابع مصرى.
4- لوحة (لقاء) وهو يعبر فيها عن تقابل عالمى الرجل والمرأة بسيطرته على المساحات اللونية الهادئة الرصاصية والبيضاء والبرتقالية - هذين العالمين اللذين يظهران من خلال استعمال اللون الأحمر لتلوين عينى الرجل والمرأة اليمنيين.
- نلاحظ مجموعة من الملامح التى ستصبح فناننا فيما بعد أهمها:
1- الاهتمام بالأحداث القومية والعالمية (هذا الاهتمام الناتج عن التأثر الكبير بوسائل الاعلام).
2- الاهتمام بموضوعات من التراث الدينى تعكس إيمانه وتدينه ونشأته فى أحياء مصر الفاطمية - وهو لا يستخدم موتيفات وعناصر تراثية ولكنه يعالج أحداثاَ ذات طابع دينى.
3- الاهتمام المتوازى بين عنصر الخط كمحرك ديناميكى للرؤية البصرية فى اللوحة وتوزيع الألوان ليخدم هذه الحركة الخطية الهادفة بذاتها.
- أسلوب الشرائح
- يروى `عبد المنعم زكى` كيف قفزت إلى ذهنه فكرة الرسم بأسلوب الشرائح: إذ كان على الجبهة يتفقد أحد المواقع التى دار فيها القتال فوجد أن بعض الأحجار الصخرية تحت تأثير القصف النيرانى قد تشققت وتفتحت كما تتفتح أوراق كتاب. وربما كان هذا المشهد هو المثير الجمالى الذى حركه ولكنه بالتأكيد لم يكن المثير الأول، فوراء المعالجة التى استخدمها تكمن مجموعة من المؤثرات التشكيلية تتمثل فى:-
1- ابتكارات المدرسة التكعيبية وهى المدرسة التى استهدفت دراسة الشكل فى أكثر من اتجاه فى وقت واحد، أو تفكيكه وإعادة تركيبه لتصويره بشكل عقلانى ومنطقى من خلال تبسيط الشكل - بين التركيب والتحليل.
2- ابتكارات الحركة المستقبلية التى تستهدف التعبير عن الحركة وعن القوة الكامنة فيها من خلال تكاثر الشكل وتعدده فى خطوط مندفعة تمثل نفس الشكل أو تذبذب مكوناته. وهى متأثرة إلى حد تكبير بالتكعيبية، مع استبدال الألوان البنية والخضراء الداكنة للتكعيبية بألوان قوية وواضحة.
- ولكن أسلوب الشرائح لدى `محمد عبد المنعم زكى` هو حالة ثالثة استفادت من المدرستين ولا تنتمى إليهما - فهى لا تنتمى إلى المستقبلية بشكل قاطع لأن تتابع الخطوط لا يستهدف البحث عن البعد الرابع `الزمن` أو التعبير عن الحركة - كذلك تجعل الأشكال المتواجدة بذاتها من طيور وبشر وكائنات صغيرة مسحوقة وممسوخة أحياناَ مع استعمال الألوان القوية - عالمه أحيانا سريالى - رغم استفادته من سيطرة التكعيبيين على فراغ اللوحة بالألوان المتدرجة وظلالها القوية، كما استفاد من المستقبليين فى إيجاد علاقة جدلية بين الثابت والمتحرك فى فراغ اللوحة حيث تقوم بعض المكونات لديه بعنصر الثابت إضافة إلى الأرضية - بينما تقوم مكونات أخرى بعنصر الحركة. وإذا نظرنا إلى لوحة مثل (السلام 1979) وقسمنا سطحها إلى ثلاثة أجزاء متساوية فسنجد ما يلى:
1- الجزء الأسفل شرائح قادمة من خارج اللوحة يميناً ويساراً بمستويات أفقية ورأسية - تؤدى اتجاهات خطوطها نحو نقطة فى المنتصف (وللجزء الأسفل).
2- الجزء الأوسط شرائح تتعامد على الخط الأفقى.
3- الجزء العلوى خلفية العمل وشرائح تتحرك فى اتجاه رأس حمامة موجودة على الخط الفاصل بين الجزءين العلوى والأوسط.
- وإذا تأملنا هذا التقسيم فسترى أن الأجزاء الثلاثة بالتوالى هى:-
1- الجزء الأسفل: عنصر كُمون (اتجاه خطوط العمل نحو نقطة).
2- الجزء الأوسط: عنصر سكون (رسوخ الشرائح كأعمدة تحمل الجزء المتحرك).
3- الجزء العلوى: عنصر حركة (اتجاهات الشرائح والخلفية نحو رأس الحمامة).
- والمتأمل لأعمال الشرائح التى أنجزها `محمد عبد المنعم زكى` خلال فترة السبعينيات كلها والتى قدمها فى معارضه التى أقام معظمها بالاشتراك مع زوجته (سامية حسن) يجد أنها تنتمى إلى أربعة أساليب:-
1- شرائح وكائنات
- وهو أسلوب عمد فيه الفنان إلى إدخال عناصر من الكائنات الحية ممسوخة ومحورة ومجردة مثل (الحمام - الثور - الحصان) إضافة إلى الإنسان والمبانى والقلاع وأبراج الحمام. وقد أراد فى هذه المجموعة تقديم أفكار محددة وواضحة مثل لوحته (الجوع) التى يمثل فيها العالم الثالث بجسد هزيل وهو يمد يديه إلى طبق فارغ - والعالم المتقدم وهو يمد متخماَ يديه إلى طبق ممتلىء.
2- شرائح منظورية
- وهو الأسلوب الذى قدمه فى معرضه التاسع فى `أكتوبر 78` والذى أخضع فيه الشرائح للمنظور الفوتوغرافى - فخرج منها بشكل `الساقية` واستخدمها رأسياً وأفقياً ومائلة فى فراغ اللوحة للتعبير عن المستويات المتعددة، أو ما أسماه هو فى مقدمة كتيب المعرض (الأبعاد العلوية السماوية - والأبعاد السفلية الأرضية). وإذا تأملنا لوحة مثل `الساقية 77` فسنجد مجموعة من السواقى المتداخلة شكلاً وغير المرتبطة بحركة كلية، فلكل منها شخصية مستقلة وهناك مساحة مميزة وحركة ذاتية يقتحم عالمها منظر جانبى لوجه حصان، أخضر اللون وشخوص قرمزية ممسوخة فى ألوان بنية `تكعيبية `المعالجة.
3- شرائح بنائية:
- وفيها تظهر الشرائح مكونة عالماً بنائياً يمتاز عادة بالحوار بين الخطوط الرأسية والأفقية وهو يحتوى عادة على مكونات اللوحة وخلفيتها مثل لوحة (مدينة الأمل 78) وكأنه يرسم إحدى مدن الخيال العلمى حيث تلعب الكتلة الأسطوانية الرأسية فى منتصف اللوحة مع الأرض الواقفة عليها دور العنصر الساكن بينما تقوم بقية الشرائح السابحة فى الفضاء بعنصر الحركة التى تأخذك من خارج اللوحة إلى داخلها وبالعكس - والملاحظ أن عناصر الاستقرار تأخذ غالباً اللون البنفسجى بينما عناصر الحركة صفراء وبرتقالية نشطة يحدها اللون الأسود.
- وهى واحدة من أجمل أعماله وإن كنت أفضل تركها بدون اسم. وكذلك فى لوحته (السلام وقفزة الثقة) تلعب الشرائح دوراً فى تشكيل عنصر استقرار أسطوانى رأسى. فى منتصف اللوحة - تتصارع من حوله عناصر حركة قلقة تتوجه بشكل ما إلى نقطة داخل فراغ هذه الأسطوانة - وهذه النقطة هى شخص صغير ضئيل الحجم بالقياس إلى مساحة اللوحة `70×100سم` وكأنه يقفز `قفزة الثقة` هذه، بينما تشكل خلفية اللوحة مساحات برتقالية وصفراء وزرقاء نغماً ثانياً للشرائح المتصارعة. وهنا يؤكد الفنان `عبد المنعم زكى` على مدى الصراع والقلق الذى يشوب عملية السلام، وكيف كان الإقدام عليها بمثابة قفزة ثقة تحمل كل أخطار قفزات الثقة التى يدركها العسكريون.
- أما عن الطيور والحمائم المتناثرة فى أجواء اللوحة فهى صغيرة ومسحوقة شأنها شأن الإنسان فى أغلب اللوحات... هذا الصغر الذى يدعونا إلى التساؤل لماذا يحرص على وجود هذه الكائنات بهذا الابهام والحجم الضئيل مادام يتجنب تفاصيلها ومشاركتها فى بنية اللوحة بشكل أساسى وغير دخيل.
4- شرائح جانبية:
- وفى هذه المجموعة تميز تناوله للكائنات وخاصة (الحمام والطيور) يتناولها من المسقط الجانبى - (هذا المسقط الذى يثير فى النفس الكثير من الموروث الفرعونى المصرى). حيث يكون تكرار الشرائح داخل عمق اللوحة - وقد أبدع الكثير من اللوحات التى واكبت فترة الدعوة إلى (السلام) وبرز فيها أيضاً تناسق الألوان وتدرجها وتناغمها واستخدامه للفصل بين الألوان بالأبيض والأسود كما ظهر العنصر البشرى المسحوق أمام عالمه المعدنى الصلب.
- ونلاحظ أن هذه التصميمات الأربعة تمثل الخطوط الأساسية لتكوين اللوحة العقلانى - عاود استخدامه بتراكيب ثانوية مختلفة فى خلال فترة السبعينيات غير أنه أنجز أيضاَ بعد هذه المرحلة ثلاث مجموعات من الأعمال فى الحفر والطباعة والتصوير.
- أعمال الحفر
- يمتلك `عبد المنعم زكى` فى ساعة تجليه ريشة حساسة ذات وقع سريالى مؤثر تحمل درامية إنسانية بالغة الرقة وهى أعمال خارج زمن الجوامد والمعادن وشرائح الصلب التى ألفها.. فترى كائنات ممسوخة وبشر عيونهم كلها حزن وأسى لوحات مثل (الرحلة المقدسة) (والصبر) (والمنصة).
- وفى لوحة (الصبر) نرى رأسين لجوادين يلتحمان مع رؤوس بشرية وأقدام بشرية، ورأساً آخر لجواد تخرج منه جذور نحو الأرض. ونلاحظ أن أعمال الحفر تأخذ تصميماَ واحداً بمعنى أن معالجته للشكل والأرضية فى هذه الأعمال معالجة واحدة ومختلفة كلية عن أعماله السابقة وهو يشرع بالتخطيط ويركب عالمه تركيباً حراً من حيث الحجم والأجزاء لا يربط بينها جميعا إلا الأسى العام الذى يساعد على وجوده خطوط التهشير للظل والنور - وهو يربط هذا العالم الموحى والمؤثر إلى الأرض من خلال جذور أو دابة أو صخور، ثم يعاود التأكيد برسم خط الأرض فى أسفل اللوحة تاركاً أشكاله على أرضية بيضاء. ويجب أن نذكر الفنان أن أعمال الحفر لكى تكتسب قيمتها لابد من إكمالها لعمل أكثر من نسخة للعمل الواحد بوسائل تكنولوجيا الحفر - لأن كثيراً من أعماله وقفت عند التصميم الأول الأصلى.
- أعمال السيرجراف
- وهى أيضاً أعمال تختلف كثيراً عن أسلوب الشرائح إذ يستخدم أسلوب طباعة السيرجراف ليعبر عن فكرة الزمن من خلال عنصرى الساعة والساقية السابحين فى بحيرة من الألوان بحرية وتلقائية ذات طابع تعبيرى واضح.
- العودة إلى سيناء 83
- كان لابد أن يعود عبد المنعم زكى إلى سيناء بعد تحررها فناناً هذه المرة لا مقاتلاً - ونتعجب لهذا التحول الصوفى الموسيقى فى أعماله من متوازيات مستطيلات معدنية جامدة إلى شرائح من نوع آخر تهتم باللون أكثر من الخط من خلال معالجة تعبيرية تجريدية ومساحات ناعمة ذات ألوان شاعرية. ولعله عندما عاد إلى سيناء ولم يكن عليه الاستيقاظ لتفقد نوباتجية الليل.. ولم يفزعه حدث أو طلب - عاد ليجدها غير التى عرفها وعاشها.. أحس أنه `فى قصر سيدنا سليمان` على حد تعبيره. فعزفت بداخله موسيقا أخرى غير هذه الموسيقا العسكرية، فإذا بلفظ الجلاله `الله` على هيئة الطير والصخر والشجر والسحاب مسبحاً بحمده تعالى.
- وإذا كان بعض النقاد قد هاجم فناننا على انجازه فى هذه المرحلة لكونها `زخرفة سطحية` لا تحمل عمق التشكيل السابق ولا براعة المعالجة فإن أهم ما يحسب له هو تحرره من عالمه الجامد وانطلاقته للتعامل مع الشكل بحس مغاير لما ألفه واعتاده مما يدع له مجالاً للتغير والنمو.
- إن أهم ما يميز عالم الفنان (محمد عبد المنعم زكى) هو حرصه على التفرد والخصوصية وتعامله مع العمل الفنى بالتجريب والبحث. ولعل أهم ما يحتاجه فناننا هو أن يكون أكثر إخلاصاً لريشته فقد اختارته لها. وألا يدع لمشاغل بحثه العلمى وحياته اليومية مجالاً يسرق منه فنه.
بقلم: محمد حلمى حامد
مجلة: إبداع ( العدد 3 ) مارس 1986
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث