`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
هرانت ميناس كشيشيان
معرض هرانت كيشيشيان .. حالة فنية مصرية
* يكن تقديرا للرئيس عبد الناصر ..
فلولا مجانية التعليم لما تمكن من استكمال تعليمه
-لعب المصريون الأرمن دورا مهما فى تحديث مصر منذ بدايات القرن التاسع عشر، فى عهد محمد على باشا، ثم تعاونوا مع أسرته من بعده فى مجالات تطوير العديد من الأنشطة، ومن بينها الجوانب التقنية كالطباعة، والصياغة، والتصوير، وآلالات الدقيقة، والفنون بأنواعها، وقد ظهر مبدعون مصريون أرمن فى مجال فن التصوير والرسم، كان أقدمهم المصور يرفانت دميرجيان (1870 - 1936) الذى مثل الجيل الأول من الفنانين المصريين الأرمن، وتلاه أربعة أجيال من الفنانين ضمت أسماء لمعت فى مجال الفن التشكيلى المصرى من بينهم ( جرابيديان بارديزبانيان، صاروخان، بوزانت، زوريان، افيديسيان) مازال بين ظهرانينا جيلا خامسا للفنانين المصريين الأرمن وأبرزهم المثال السكندرى ساركيس طوسونيان، والمصورة آنا بوغيجيان، والمثال أرمن هاجوب، والمصور والمؤلف الموسيقى هرانت كيشيشيان، الذى ينشط أيضا كمؤرخ لنشاط المصورين الأرمن فى مصر، وله عدة مؤلفات مهمة فى هذا المجال.
- وحديثى اليوم عن الفنان هرانت كيشيشيان الذى ولد بالقاهرة فى 10 ابريل 1947، ورغم أن أعماله قد لا تلقى الشهرة لدى الكثيرين إلا أنه يحمل فى جنباته مبدعا متيما بحب مصر، فهو حالة فريدة فى حب وعشق البلد الذى ولد فيه وينتمى إليه، لقد تربى هرانت فى كنف أسرة عاشقة للفن، فوالده هاو للموسيقى، ووالدته مارست الحفر على الخشب، أما عمته فكانت دارسة للبيانو، وهكذا وجد هرانت نفسه داخل محيط فنى راق، ويذكر هرانت أن والده تاجر سجائر الجملة بالجيزة،هو الذى دفعه لإتقان اللغة العربية والحصول على الثانوية العامة عام 1966 من مدرسة أحمد لطفى السيد الثانوية بالجيزة وأفصح لى هرانت أنه يكن تقديرا كبيرا للرئيس عبد الناصر الذى أرسى سياسة مجانية التعليم العالى بمصر، والتى لولاها لما أمكنه الالتحاق بالتعليم العالى لأن موارد والده المالية لم تكن لتسمح بتحمل نفقات تعليمه الجامعى .
- حاول هرانت بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة الالتحاق بالكونسرفتوار لدراسة التأليف الموسيقى، ولكن نظرا لعدم وجود قسم للتأليف الموسيقى فى ذاك الوقت، التحق بكلية الفنون الجميلة التى تخرج فيها عام 1971، وفى نفس الوقت استمر فى دراسة الموسيقى بشكل حر على يد أساتذة موسيقيين محترفين، وبعد تخرجه من كلية الفنون الجميلة عين مدرسا للرسم بمدرسة ابتدائية بإحدى قرى أسوان ، لكنه لم يحتمل ظروف المعيشة والوحدة هناك فعاد إلى للقاهرة، وظل بها حتى عام 1974،إلى أن ساورته نفسه لزيارة أرمينيا (التى كانت تتبع الاتحاد السوفيتى فى ذلك الوقت واندفع وراء فكرة الهجرة إليها حيث بقى بها ستة عشر عاما، ولم يستطع خلالها تحقيق ذاته فى ظل النظام السوفيتى الصارم، الذى لم يقبل به سواء كموسيقى أو كفنان تشكيلى، ووجد هرانت نفسه محاطا بكثير من الصعاب والمعوقات، والإحباط الذى كاد أن يدفع به لإنهاء حياته بيده، لقد شعر بحنين جارف لحضن وطنه مصر فسعى جاهدا للخروج من الاتحاد السوفيتى، الأمر الذى لم يكن سهلاً أو هينا، لكن ظروف تحولات الاتحاد السوفيتى (البريسترويكا) ساعدته فى الحصول على التصريح بترك الاتحاد السوفيتى والعودة إلى مصر عام 1989، فاستقر بها من جديد يباشر نشاطه الموسيقى والفنى، وساعده صديقه المثال عادل الشرقاوى (1948- 1995) فى إقامة أول معرض للوحاته بأتيلييه القاهرة عام 1990، وكانت سعادته بالغة عندما قبل عضوا فى نقابة الفنانين التشكيليين بالقاهرة فى ذات العام، وعلى حد قوله :
- ` تلك هى المرة الأولى فى حياتى التى تم فيها الاعتراف بى كفنان محترف، لقد حصلت أخيرا على منزله اجتماعية لم تمنح لى فى أرمينيا `، ومنذ عودته إلى مصر وحتى الآن يكرس هرانت معظم وقته وجهده للتأليف الموسيقى للبيانو والاوركسترا، وأنجز عديد من المقطوعات منها بالية (أنيس الجليس ) من وحى قصص ألف ليلة وليلة، وظل لفترة غير قصيرة بعيدا عن رسم وتصوير اللوحات إلى أن اشتعلت لدية الرغبة خلال السنوات الأخيرة لمعاودة التصوير، فعزم على تقديم عرض استيعادى لمختارات من اللوحات التى أنتجها خلال مشواره الفنى، فأقام عرضا بالقاعة التابعة لدار الأوبرا المصرية بالجزيرة هذا الشهر ديسمبر 2010 ضم المعرض 63 لوحة وضعها فى تسلسل تاريخى بدءا من لوحة رسمها عام 1955، وهو تلميذ عمره ثمانى سنوات، وأخرى بورتريه يصور فيه جده عام 1957، ونلمس من اللوحتين سذاجة وتلقائية الصبى هرانت، وتكشفان عن بذور الحس الفنى داخله.كما قدم فى العرض بعضا من الأعمال التى أنجزها أثناء فترة دراسته بكلية الفنون الجميلة، ومنها نستشعر تأثيرات الدراسة الأكاديمية عليه، لقد اتسمت أعماله باختصار فى الخطوط ، والميل إلى المساحات الملونة بألوان صارخة صريحة معبرة، ويمكن القول إن لوحات هرانت، وكلها تعتمد على التشخيصية، ما هى إلا انعكاس للتقلبات النفسية العاتية التى مر بها، ومن ثم فهى لوحات تعبيرية ورمزية تميل فى غالبيتها إلى مسحة من السريالية، وتفصح ملامح من بعض أعمال ماكس ارنست، وبيكاسو مع الفارق طبعا، وربما يكون قد تأثر بهما دون قصد ، ويجب النظر إلى أعمال هرانت من المنظور التعبيرى والنفسى حتى ندرك مدى المعاناة الشديدة التى مر بها فى حياته، ولنتفهم عشقه وولهه بالبلد الذى ولد وترعرع فيه.. وفى لوحاته التى صورها فى السنوات الأخيرة تبرز نغمات متفائلة قانعة وراضية، تدل على استقرار نفسى أصبح يتمتع به، ولا تخلو لوحاته الجديدة من المسحة التعبيرية والرمزية اللتين تعدان من خصائص لوحاته .
- ومن جانبى أرى أنه لا يجب الاستخفاف بالسذاجة أو الركاكة التى قد تبدو عليها أعمال هرانت الفنية فى اللمحة الأولى، إنها أعمال ما زالت بحاجة للمزيد من الانتباه والتدقيق للتعرف على أبعادها والقيم المعنوية التى تحتويها، وجدير بالذكر أن هرانت بجانب كونه مصورا وموسيقيا فهو صاحب فضل كبير فى التأريخ لحركة الفنانين الأرمن فى مصر وتوضيح إسهاماتهم ومشاركاتهم فى إنعاش الحركة الفنية المصرية. تحية للفنان هرانت كيشيشيان العاشق لبلده، والذى يمثل حالة فنية مصرية متميزة .
السفير / يسرى القويضى
2010/ 12 /12 - العربى
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث