`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
شريف رضا محمد أبو العلا
شريف رضا.. الفن والإيمان
** مدهش هذا الإبداع الذى أتى فى وقته تماما دونما أن يرتب له الفنان هو فقط يعبر عما اكتشفته حاسته فترجمه فى لوحات كانت أدائه فيها ألوان `الإكلريك` ومفرداته التاريخ المصرى منذ الحقبة الفرعونية وما تلاها من عصور إلى الحاضر الذى نعيشه.
-عن شريف رضا ومعرضه الأخير الذى يحمل عنوان مصريات نتحدث أن تجمع وجوه الفيوم المشهورة الآتية من الحقبة القبطية لمصر بمفردات الفن الفرعونى وتشكيلاته المكونة من حيوانات وطيور وأسماك تعكس أساطير السحر الذى اشتهر به عصر الفراعنة مرورا من مفردات من العصرين الإغريقى والرومانى الذى تشاركا مع الفرعونى فى تلك المفردات وانعكست جميعا فى أشكال متعددة من الفنون بأنواعها الأكثر شيوعا وهى الأخضر الفيروزى والتركواز وهى الألوان الحاضرة بقوة فى لوحات شريف رضا .
- وأن يستوعب هذا كله الخط العربى الرصين الثلث والفارسى بأناقيتهما وتعجن كل هذه المفردات فى توليفة وتكوينات تحمل عنوان إسلاميات.
- وفى اللوحات ليست هناك زخارف إسلامية تقليدية أو رموز إلا الخط فقط الذى استلهم هذا الفن واستلهمه الفنان الذى يعشق فن الخط العربى فدرس منذ وقت مبكر من عمره قواعده وفنونه وطبقها أخيرا فى لوحات بطريقته الخاصة لم ينقل الفنان ولكن ابتكر وأبدع تشكيله الخاص واختزل حضارة العصور التى مرت بمصر وانصهرت لتشكل حضارة هذا البلد الفريدة فى تشكيلاته التجريدية.
- زائر المعرض كان لابد أن يلفت نظره استثناء لبعض الصور الفوتوغرافية ولوحة قديمة للبسملة منقوشة بخط عربى رصين وإذا ما سألت الفنان عن هؤلاء يقول لك
الذى رسم هذه اللوحات هو أبى ولوحة البسملة هو لجد أمى سليمان مصطفى الفنان ورث جينات الفن عن أمه وأبيه هذا ما يؤكده الفنان لسائله ويضيف الفن انتقل فى عائلة أبى وأمى من جيل لجيل .
- روح الإيمان التى تشيع من لوحات شريف تترجمها كلماته التى يقول فيها : اخترت أن أترك لوحاتى بلا عنوان تركت هذا لخيال كل من رآها واكتفيت أن يحمل لمعرض إسم إسلاميات وأنا أؤمن والكلام لشريف رضا أنه لا تضاد بين الفن الراقى والإيمان بل على العكس فكلاهما يدعم الآخر وعندما يتأمل الفنان إبداع الخالق الأعظم سبحانه وتعالى يزداد إيمانا ويقينا فى وجود الله وقدرته فى خلقه .
لمياء أبو المجد
مجلة أكتوبر- الأحد 3 /2/ 2013
شريف رضا.. مبدع من جيل العمالقة
* لوحاته تحمل ` طيف الهوية وعبق التاريخ ` ..
- رجل من جيل الأساتذة، أساتذتي فى مجلة أكتوبر، من جيل محمد إبراهيم ومحسن عرفة ونجيب فرح وإبراهيم المليجى وجودة خليفة، واحد من الذين فتحوا عينى على نور الجمال وضياء الإبداع وشعاعاته المترامية خلف ألوان الطيف.
- شريف رضا صاحب الابتسامة الساحرة الهادئة دائماً، قليل الكلام إلى حد الصمت، من الذين يمشون على الأرض هونا، ليس له أعداء وليس له أصدقاء مقربون، يعيش داخل ذاته، رأيته يوما فى مكتب رئيس التحرير الكاتب الكبير رجب البنا، كان البنا يستشيره باعتباره المشرف الفنى رقم واحد حول صورة الغلاف، كان الموضوع مترجما عن قصة كلينتون ومونيكا، رئيس التحرير يسأله: إيه رأيك فى الصورة دى، يقول له: كويسة تمشى، فيعود ويسأله: ولا دى؟ فيقول: اللى حضرتك تشوفه!
- فيسأله ثالثة: ولا نأخذ صورتها بالفستان الأزرق صاحب الواقعة ؟فيرد : اللى حضرتك تشوفه! خرجت يومها وأنا فى حالة غيظ، والمفروض أن شريف رضا فنان تشكيلى محترم، لماذا لم يحسم الأمر ويصر على الصورة المناسبة؟
وظلمته بينى وبين نفسى وقلت علشان كدة دائما تظل علاقته برئيس التحرير طيبة وحميمة أيا كان رئيس التحرير.
- الآن فقط عرفت أن شريف رضا الفنان الجميل لم يكن يقصد بردوده أنه ` يريح الزبون` بقدر ما كان يعرف بمنتهى الثقة أنه سوف يستخدم هذه الصورة أو غيرها ضمن عناصر فنية أخرى لإبرازغلاف المجلة كى يخطف عين القارئ على فرشة الجرائد.
- شريف رضا الصامت دائما، الذى لم يتهافت يوما وهو يعمل فى مؤسسة صحفية أن ينشر أخباره أو معارضه وهى قليلة جدا بشكل محير، تحتار وتسأل نفسك لماذا ظل طوال هذه السنوات التى تقترب من الأربعين عاما متواضعا لدرجة الاختباء والتوارى عن الأضواء، بعيدا عن عالم الدعاية إلى حد التسامى.
- شريف رضا أستاذي، زميلى العزيز، كلنا قصرّنا فى حقك، وقصرّنا فى حق كل الزملاء الفنانين التشكيليين الذين صنعوا مجلة ضربت فى وقتها كل الإصدارات العربية وتربعت على عرش الصحافة تحت قيادة عملاق صحفى كبير هو الأستاذ أنيس منصور الذى رصدت إدارة توزيع الأهرام فى عصره رقما تجاوز 277 ألف نسخة كانت توزع من مجلة أكتوبر أسبوعيا عام 1977؟.
- والآن بعدما شاهدت أعمالك الباهرة التى تحمل كل ألغاز وطلاسم شخصك الممتلئ، والآن أنا زعلانة منك، عندك كل ده وساكت، لماذا لم تعلمنا كيف نقرأك كيف نقرأ لوحاتك ولوحات الآخرين؟ لماذا تركتنا نتعلم من أعيننا؟ لماذا حرمتنا من فنك الراقى؟ كل ده بسبب البنت سارة هذه؟
- سارة هى ابنته، فنانة هى الأخرى، جمالها من نوع غريب، يخطف القلب، يخطف الروح، يخطف الإحساس، يخطفك من نفسك ويسيطر على وجدانك لأيام من أول نظرة، سارة أجمل لوحات شريف رضا، وضع فيها كل لمساته وإيحاءاته وعالجها بطلاسمه لتظل امتدادا لتاريخ فنى يمتد حتى الجد سليمان مصطفى والأب رضا محمد والخال سعد سليمان.
- له حق ينشغل بسارة وينسانا،فى لحظة جرأة ولكى أفك عقدة لسانه قلت له: عاوزاك تكلمنى عن كل حاجة.. حبك الأول مثلا، فوجدته فى حركة تلقائية يهتز وينظر إلى سارة ثم يخفض من صوته ويقول بطفولية جميلة وكأنه أمام قاضى التحقيق لا يستطيع أن يناور: كانت جارتنا، ابنة سفير عربى لكن عندما رسبت فى الثانوية العامة أخذها أبوها إلى بلدهم وانتهت الحكاية، وثانى حب؟ نظر إلى سارة وتأكد أنها لن تسمعه وقال فى همس: كانت زميلتى فى الكلية وكانت مسيحية وكنت أود أن أتزوجها وظل أهلها يرفضون لمدة عشر سنوات حتى جاءتنى يوما وقالت إن والدها هدد بقتلى إن لم تنته القصة وطلبت الابتعاد، قلت لها خلاص مادام أنتى شايفة كدة وخلاص.
* لماذا سألت شريف رضا عن حبه الأول؟
- لأن هناك تلك الوجود المتشابهة المتكررة فى كل لوحاته تقريبا، وعندما سألته أى وجه من هؤلاء يشبهها قال ولا واحدة،هذه وجوه الفيوم المعروفة بالأيقونة، تشغلنى وترمى شباكها على كل أعمالي، مصر هى أحسن مناخ لأى فنان، وكان يمكن أن يصل كثيرون إلى العالمية ولكن مفيش رعاية للفنان.
- لوحات شريف رضا ترتوى من كل جذور الفن، فرعونية وقبطية وإغريقية والأيقونات مع الزخارف الإسلامية والفن الأفريقي، كيف جمع كل هذه العناصر فى لوحة واحدة؟هذه هى عبقرية شريف رضا ذلك المعجون بماء النيل وطين الهوية وعبق التاريخ.
- تخرج فى كلية الفنون الجميلة الإيطالية ` ليوناردو دافنشى ` وكانت تتبع السفارة الإيطالية وتنفق عليها إيطاليا، وحصل على البكالوريوس بدرجة امتياز وذهب فى منحة إلى إيطاليا ثم منحة أخرى فى اليونان وبعدها عاد ليعمل مع أنيس منصور فى مجلة آخر ساعة ثم مجلة أكتوبر.
- الطيور والهدهد بالذات عناصر تفرض نفسها فى لوحاته، يقول عنها: المعلم لى هو ربنا، أراه فى السمكة،فى الوردة، لماذا لم يخلق الله 5 أو 6 أشكال للوردة أو الشجرة أو السمكة؟هو المبدع، عندما خلق الشجر عمل مليون شجرة، كل واحدة لها شكل، ويقطع كلامه لى ويكلم ربنا: يارب ما تحرمنيش من القاعدة دى لحد ما أموت، ثم يشرح لى:ربنا يصحينى قبل الفجر مهما كنت تعبان،الفترة من قبل الفجر وحتى الصلاة أقعد أكلمه، وأكلمه فى شغلى، وأطلب منه يدينى حلولا، من علاقة الإنسان بربنا أن يكون مخلص فى عمله، كل يوم أرسم، كل يوم أذاكر، أتفرج على الفن العالمى، المسألة جادة جدا، مع الزمن الفن غير الجاد يذهب ويبقى الجاد فقط ويسترسل فى تداعياته وهو يتذكر تاريخه مع لوحاته: لما أرسم إما أسمع قرآن أو نجاة أو صالح عبد الحى وأم كلثوم وعبد الحليم، عبد الوهاب، القرآن يعمل فتح، القرآن معلم،عبد الوهاب كان يأتى بالمقرئين المجيدين ويسمع ويعمل من رتم القراءة موسيقى، الرسم الجيد نوع من العبادة، عامل ربنا أولا، هو أول من يشاهد أعمالي.
-أما عن الحروف العربية التى تشكل أحيانا بيتا من الشعر أو آية قرانية وأحيانا لا تشكل مضمونا لفظيا معينا وإنما تكون حرة فى خلفية اللوحة أو فى تشكيل فنى خالص يقول شريف رضا: الحرف عبادة لأن القرآن مكتوب بهذه الأحرف العربية،الحرف عندى مقدس، الخلفية عندى ليست فارغة وانما مشغولة.. مليئة بهذه التشكيلات الخطية.
-أقترب أكثر من شريف رضا،أشعر أن `السكة بينى وبينه انفتحت`، أسمعه فى لحظة صوفية رائعة وهو يحكى لى: حلمت إنى أطير فى السماء، تحتى كوكب فيه ماء، لونه تركواز، ومعى واحد لابس أبيض فى أبيض يطير، له جناحات، قلت له: المياه جميلة تبرق! كل جزيرة تبرق! قال لى: دى الجنة..!!
- صعب تقطع حالة استدعاء صوفى بهذا الوجد، وأتركه يسترسل فى أحلامه: حلمت أن أنا فى الكعبة، قلت أصلى وأسعى، سمعت واحد يقول للتانى: هو سيدنا محمد جه السنة دى؟ قال له: لأ، علشان الحرب بين العراق وإيران، وشفت عند الحجر الأسود واحد بينزل فى يده كوز قديم، إبريق فضة، يصب على الحجر كل قطرة تنزل تنور..
-فجأة اكتشفت أن شريف رضا كان غائبا كل هذه السنين فى حضرة الحق، ولولا أننى أخشى ألا أترك للقارئ مساحة كى يشاهد أعمال شريف رضا لما توقف القلم فهناك ألوانه وأضواؤه وقطة بعيون وسيعة جامدة تستحوذ على إنائه وتمسكه بقوة بكلتا يديها؟ ياترى من تكون؟
زينب عبد المنعم
مجلة أكتوبر - 14/ 10/ 2012
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث