`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
آمال عبد العظيم محمد
آمال عبد العظيم : الفنان التشكيلى يمكنه أن يبدأ بتقليد التراث أو النقل منه
- أرجعت الفنانة التشكيلية آمال عبد العظيم الفضل فى انحيازها للخط العربى كعنصر أساسى فى لوحاتها إلى والدها، حافظ القرآن، الذى غرس فيها منذ الصغر كتابة اللغة العربية بشكل جيد، حيث كان يجيد كتابة الخط من دون أن يتعلم قواعده، إضافة إلى صوته الرخيم فى أداء التواشيح والأذكار، مما جعل أذنها تسمع الترتيل بشكل صحيح، قبل أن تتعلم كتابة الحروف موضحة أن الموسيقى لا تنفصل عن الفن التشكيلى، كما كان التأمل فى المظاهر الكونية عاملاً آخر فى ارتباطها الوثيق بالخط العربى، وتأكيد الاتجاه الفنى لديها.
-فدائماً ينطق المتأمل عبارة `سبحان الله`عندما نقف أمام مشاهد تفوق قدراتنا، وقد ظهرت تلك الكلمة إضافة إلى بعض ألفاظ ذكر الله فى أعمال معارضها المختلفة، ودخلت معها الدلالة الخاصة بالمعنى،فتكرار التعبير فى حد ذاته جزء أساسى من الفنون الإسلامية يتضح فى الزخارف والخط العربى، كما أنه موجود فى تقنيات الطباعة والجرافيك، لذلك استطاعت الربط بين الإحساس والتقنية، وكان المزج بينهما من خلال الكلمات والحروف ذات الدلالة الروحانية مثل حرفى `ن` و` ق` ودلالتهما فى القرآن الكريم.
* دلالة دينية :
- كما استخدمت فى بعض لوحاتها كلمة `أقرأ ` من خلال عدة حروف تتحرك داخل إطار اللوحة، كدلالة دينية، أما الدلالة التراثية والتاريخية فهى موجودة فى الخط العربى، الذى يدخل فى الفنون الإسلامية باختلاف أشكالها وخاماتها،وهو ما يجعل التواصل بين المتلقى والفنان مباشراً. كما أن الخط العربى هوية أمة وليس مجرد فن تشكيلى .
-وأوضحت أن الفنان التشكيلى يمكنه أن يبدأ مشواره الفنى بتقليد التراث أو النقل منه، حتى يستطيع تذوق القيم التشكيلية فى الفنون الإسلامية والإلمام الواعى بجمالياتها، وأنها ضد التحريف فى أشكال التراث، ولكن يمكن `اللعب` على فكرة الحذف والإضافة أو استلهام قيم تشكيلية معينة منه، حيث أن الزخرفة الإسلامية معروفة بتكرارها اللانهائى وتداخلاتها وإيقاعاتها وتقسيماتها، ثم يأتى الإبداع كمرحلة لاحقة بعد الفهم الجيد للتراث.
- وقالت إن الخط العربى بماله من دلالة تراثية دينية وتاريخية عبر العصور، واحتلاله مكانة رفيعة فى مجال الفن التشكيلى أصبح أحد الخيارات المهمة، ومدخلاً رئيسياً أمام الفنان العربى المعاصر لتأكيد الهوية الحضارية على المستوى القومى والعربى لما يتميز به من سمات بارزة، وقيم خالدة على مر الزمن تحتضن جذور الإبداع للحضارة العربية والإسلامية، كما وجدت فى الحروف العربية طاقات تعبيرية، إضافة إلى المرونة والطواعية فى التشكيل بها، وهو ماحث الفنانين عبر العصور على استثمار هذه المجالات وتوظيفها فى الأعمال الفنية.
* ايقاع حركى :
- وأضافت أن الخط العربى يجمع بين القدم والمعاصرة، وأيضاً المستقبلية، حيث أن قيمة التشكيلية ليست لها حدود، فالمعروف فى العناصر البنائية للتصميم وجود خط رأسى وآخر أفقى، وبتكرار الرأسى تظهر معان تعطى الإحساس بالصمود والاتزان فى العمل الفنى،أما الخط الأفقى فيعمل على الاستقرار والاستمرار، كما أن الخطوط العشوائية تصيب المتلقى بالارتباك، وبالعودة إلى الخط العربى نجد أن حرف `أ ` خط رأسى وبتكراره يحدث نفس الجماليات، حتى أن الخطوط العربية فى بداياتها كانت غير منقوطة، وجاء جمالها من خلال إيقاعها الحركى.
- ومن منطلق أن فنون طباعة المنسوجات تخصصها الذى تدرسه فى كلية التربية الفنية، تتضمن طرق وأساليب طباعية تحمل جماليات عديدة بالإضافة إلى المرونة والتجديد الدائم والمستمر فى تناول هذه الأساليب فكرياً وتقنياً، فقد تمكنت من تناول الحروف والخطوط العربية بمعالجات متنوعة ورؤى مختلفة فى التصميمات الطباعية .
* جماليات الخط :
- وأكدت أهمية استثمار وتوظيف الخط العربى بأنواعة المتعددة وسماتة البارزة ونظمه البنائية والإنشائية، وحركة خطوطه، وصياغة حروفه فى إثراء التصميمات الطباعية عند تدريس بعض الأساليب الطباعية لما له من أهمية فى ترغيب الفنانين استخدام الخطوط العربية كعناصر تشكيلية، والتعرف على أنواعها وسماتها، وأن تكون مصدر جذب لهم عند معالجة الأعمال الفنية الطباعية سواء فى العمل الفنى الجمالى فقط، أو العمل الوظيفى النفعى كمكملات الأزياء، باعتبار أن الخط العربى جزء ضرورى ومهم فى نسيج المجتمع العربى، ولبنة أساسية فى الحفاظ على هوية الفرد والمجتمع .
- وقالت إن استخدامها قليل للخط الكوفى لقوة وصرامة خطوطه،أنها تميل إلى استخدام الخطوط اللينة ذات الإيقاع الحركى المتعدد، مثل خطى الثلث والديوانى، مؤكدة أنها حروف متوالدة، حيث أن التكبيرات والتصغيرات مع التداخل اللونى تجعل الحرف غير محدود التشكيل، وذلك من خلال إمكانات وتقنيات الطباعة والجرافيك، والتى تحقق الدرجات والتداخلات اللونية التى تعطى الخط العربى نوعاً من الروحانية والامتداد اللانهائى، وهى سمة من سمات الفن الإسلامى .- وأوضحت أنه عند دراسة بعض المدارس الحديثة تجد أن الخط العربى يسير متوازياً معها من حيث الحداثة والتجدد والاستمرار، وأنه للوصول إلى العالم الخارجى وفى إطار ظاهرة العولمة يجب أن يتميز الفنان العربى المعاصر من خلال موروثاته الفنية المحلية، وأنه عند الأخذ من الأصول يجب التمعن فى قيمها وعناصرها، وهو ما يستحيل معه إنتاج عمل مقلد للتراث، حيث أن تراث الفن الإسلامى بحور تمتد بلا نهاية.
* ضد التغريب :
- وتحلم بأن يكون الخط العربى مستخدماً فى حياتنا اليومية بدلاً من الحروف اللاتينية، وظاهرة التغريب التى زاد انتشارها مع العوالمة مؤكدة على القيم الجمالية والتشكيلية الكبرى للحرف العربى، والتى لا ينتهى البحث فيها وأنها ليست ضد التعايش مع المدارس الحديثة، إلا أن ذلك من دون أن يكون لدى الفنان التشكيلى الدراية أو التذوق للحروف العربية بقواعدها المتعارف عليها وجمالياتها، وتطبيقها من خلال الأعمال الموجودة يتحول إلى أشكال ممسوخة من الفن الغربى.
- وعن معرضها `روحانيات` قالت إنها كانت مشحونة بجماليات الخط العربى، وأفرغت تلك الشحنة من خلال تقنيات الطباعة والجرافيك والبحث عن طرق جديدة ومختلفة، لذلك اشتغلت على التقنية اللونية فى الطباعة اليدوية، وهى تقنية العقد والربط، كأسلوب صباغى متطور كان يعتمد على تربيط القماش، وبه نسبة كبيرة من الصدفة فى الخطوط والبنائيات بداخله، ولا يمكن التحكم فيها، وأن العقد والربط يعطيان تأثيرات لونية للون الواحد أو المجموعة اللونية، متدرجة إلى مالا نهاية، ولذلك اعتمدت فى ذلك المعرض على الفن الإسلامى وأخذت شكل القباب وأشكال المقرنصات، وساعدتها طواعية وليونة الخط العربى فى عملية التكرار لتحقيق البعدين ذوى الدلالة التشكيلية والروحانية فى العمل الفنى ولذلك جاءت تسمية المعرض كحالة من الاندماج أو التوحد مع لفظ سبحان الله بكل حروفه.
مجدى عثمان
دنيا الاتحاد - 18 /8 / 2011
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث