`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
محمد حسن الشربينى
طقوس الشربينى .. ومائياته
- فن تعبير يشق طريقه الخاص
- يتميز الفنان التشكيلى محمد حسن الشربينى بأنه صاحب خيال متدفق عريض .. كما أنه صاحب موهبة لازمته منذ الطفولة... وظل هذا الخيال وتلك الموهبة يلازمانه ويلحان عليه على الرغم من أن دراسته الجماعية أبعدته كثيرا عن التخصص الأكاديمى فى مجال مواهبه.
- ويذكرنا هذا بفنانين نبغوا وبرزوا ودخلوا تاريخ الفن رغم أنهم لم يتخصصوا فى مجال مواهبهم منذ البداية، لكنهم صقلوا طاقاتهم الإبداعية وتفرغوا للفن بعد ذلك، وفى الطليعة من هؤلاء، محمود سعيد ومحمو ناجى بين جيل الرواد المصريين للفن المعاصر..
- كما يذكرنا بمقولة أستاذ كبير ورائد فى صقل مواهب الشباب هو حبيب جورجى، الذى ظل يؤكد أن كل طفل مصرى يولد موهوبا، ينتظر صقل موهبته فى بيئة ومناخ يتيحان له الانطلاق، وطبق رؤيته على عدد من أطفال إحدى القرى، فأحاطهم بالرعاية الفنية. يعيدنا هذا إلى طفولة الفنان الشربينى حين بدأت نشأته فى محافظة دمياط، وحركت خياله الطبيعية والناس من حوله، فكان يرسم ويخطط ببراءة وشغف.. واستمر هذا الشغف بالتعبير عن ذاته بالرسم، كأن الرسم إحدى وجباته اليومية، حتى تزدحم حوله الأوراق المرسومة، فيلقى بها إلى سلة المهملات.. وذات يوم لاحظ أن جاره الأوروبى كان يجمع تلك الأوراق المرسومة بشغف كذلك، فتأكد من الاستجابة الإيجابية من متذوق يقدر أعماله، فبدأ يأخذ الأمر بجدية، وسرت إلى ذات عوامل الثقة والمسئولية تجاه طاقته الإبداعية.
- ومن هنا أقام أول معرض لرسومه في مقر جمعية محبى الفنون الجميلة وقد شجعه على ذلك رئيسها الفنان صلاح طاهر.
- بدأ المسار الفنى للشربينى يتأكد ويتبلور عاما بعد عام، وتتالت معارضه فى أتيليه القاهرة، يضيف من خلالها جديدا بعد جديد.
- تلك خلفية لابد منها لعرض مسيرة هذا الفنان فى معرضه الرابع والأخير حتى الأن، فى متتالياته المرحلية الصاعدة، قبل مناقشة تلك الأعمال ومعطياتها وما توصل إليه، وكذلك سماتها الخاصة ومدى ما تحمله من عطاء إبداعى، فى إطار خصائصها الفنية.
- ويحكم ذلك التكوين الشخصى .. الذاتى والفنى المنعكس فيما يقدمه الشربينى، نلمح الهم الرئيسى فى الملمح الأساسى للوحاته بحكم هذا التكوين والمسيرة.. فالتعبيرية الحرة التى لا تتقيد بالشكل فى الطبيعى، أو ما يطلق علية التشخيص الأكاديمى، تكاد أن تكون السمة الشائعة فى أعماله، سواء فى الرسم بالخطوط، أو فى لوحات المساحات الملونة، ثم هو يمحور التكوين حول قلب اللوحة أو المساحة المحاطة بالإطار، فيدفع المتلقى إلى التركيز فى أجوائها.
- هنا تحطيم للنسب التى نراها فى الطبيعة فى إطار مذهب التعبيرية للوصول بالمتلقى إلى حالة معنوية يلمس من خلالها إبداع الفنان، كمن يقرأ ما بين الخطوط أو الألوان، في انسيابية منحنيات وأقواس يحتضن بعضها البعض، ويحتوى بعضها البعض، حتى تعطى حالة من الانتشاء الفنى.
- تقوم لوحات هذا الفنان على مبدأ التداعيات التى يستشعرها من خلال تأملاته للطبيعة والحياة والواقع من حوله، بحس رومانسى يمتزج بالبراءة، وأكاد أقول الطهارة النفسية.
- ويتداخل كل هذا فى جيشان وجدانى وإيمان بروعة الوجود وجماليات الكون، فيسقط هذه` التركيبة` على خطوطه ومساحاته فيما يشبه العفوية الغنائية التى تشبه بدورها` الدندنة`، فهو قريب من الحس الموسيقى؛ يظهر هذا فى هارمونية العلاقات الشكلية واللونية معا.
- إنه يؤكد ذاته الفنانة عاما بعد عام من خلال معارضه.
- وهو وإن كان قد بدأ متأخراً. إلى حد ما. فى مجال العرض، إلا أنه- كما يبدو-يسعى إلى أن يلاحق الزمن ويسابقه بحسه ومشاعره، ليس فى كل معرض جديد، بل خلال ذلك، لحظة بلحظة.. فقد استقر بداخله جموح الوجدان الفنى مرتبطا بإثبات الذات المبدعة.
- قد تذكرنا بعض لوحاته الكبيرة الملونة. ولو من بعيد. ببعض أعمال الفنانين العالمين، لكنه لا يقتبس ولا يقلد. فهو بعيد عن ذلك تماما. لكنه يعجب ويواصل الاطلاع والتأمل، ثم التأثر الطبيعى بعد ذلك، وهو أمر لا غبار علية، بل هو مطلوب فى حقيقة الأمر؛ فالفنان الذى لا يتأثر بعالمية الفن ينغلق على نفسه فى هذا العالم المتصل؛ وقد يدور. بل يدور بالفعل. فى دوائر مغلقة، وجسور الاتصال أمر لابد منه لتغذية خبرات الفنان، طالما سار ذلك في الاتجاه الصحيح، وأعتقد أن هذا هو مفهوم الفنان محمد حسن الشربينى.
- هو ينتج بحماس. وربما بغزارة- ليبلغ صوته، لكنه لا يتعجل الوصول، لأنه يدرك أن الرنين السريع والمفاجئ لا يعدو أن يكون شهابا يضئ سريعا، لينطفئ سريعا.
- وأرى من مطالعتى المستمرة لرسومه ولوحاته أنه يتقدم حثيثا إلى بلورة الإبداع فى أعماله، برؤية قد لا تبدو ظاهرة على السطح، لكنها تظهر لعين المتابع المتأمل، الذى يحاول أن يسبر أغوار تلك الأعمال ومعطياتها المتدفقة بغير صخب أو هدير.
بقلم : كمال الجويلى
مجلة : إبداع ( 1-4-1999)
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث