`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
محمد محسن عبد القادر شعلان
المعنى فى بطن ` الشارع ! `
- تختلف رؤية الفنان التشكيلى للأشياء عن غيره، فهو يرى من منظور موهبة وثقافة وموقف اجتماعى .
- والفنان محسن شعلان المستشار الإعلامى للمركز القومى للفنون التشكيلية فى معرضه الحالى تحت عنوان (المعنى فى بطن `الشارع` ) أخذ قضية اجتماعية وجسدها فى خطوط وألوان ، وهى قضية الشارع المصرى، وذلك من خلال 28 عملا بالتصوير الزيتى وقد فرض الموضوع عليه أن يجمع فى أسلوبه بين التعبيرية الرمزية والسريالية .
- فالشارع المصرى تختلط فيه الحدود بين الخطأ والصواب، بين السر والعلن، بين المقبول والمرفوض، وعلى حد تعبير الفنان نفسه أن الشارع عندنا انصهر مع البيت مع خصوصيات الإنسان، المرأة تنا م وتطهو فى الشارع وكذلك الرجل يبدل ملابسه .
- كل شئ ضاعت ملامحه وحدوده والشارع هو التعبير الرمزى عن ذلك.
- وقد استطاع فى بعض الأحيان أن يجعل من السخرية تعبيراً لمواجهة الواقع وأحيانا أخرى التعاطف مع الواقع، وفى معظم الاحوال الرفض لضياع الحدود، وألوان الفنان ساعدته على ذلك .
- ولعل ابرز هذه الاعمال تلك اللوحة التى تمثل رجلا يحمل على رأسه امرأة عارية مقيداً بها الأغلال والسلاسل الحديدية ومعلقاً عليها بعض الأوعية المستخدمة فى الطعام ولعله يرمز إلى ما يتحمله الانسان من أعباء ومسئولية .
- وهكذا تتلخص رؤية محسن شعلان فى إطلاق صرخة من معرضه الذى جسد وبالغ فى توضيح المشكلة بأسلوب السريالية التعبيرية والرمزية معاً.
نجوى العشرى
الأهرام
آخر معرض لـ ` شعلان ` - ولحين إشعار آخر
- `ولحين إشعار آخر ` هو اسم المعرض الذى افتتحه الفنان أحمد نوار فى قاعة بيكاسو بـ ` الزمالك ` وضم أكثر من ستين عملا متنوعا بين التصوير والرسم من إبداعات الفنان محسن شعلان .
- وهو يميل إلى إكساب أعماله نزعة تعبيرية رمزية نشعر بها فى الانفعالات الواضحة ذات الدلالة الرمزية فى اللون، الذى يغلب عليه الرماديات والبنيات، وكذلك فى ملامح شخوصه والعلاقات الموحية لمفرداته، التى يستقيها غالبا من واقع الحياة التى نعيشها، فى إشارة رمزية إلى الضغوط الكثيرة التى يواجهها الإنسان العادى، فالمرأة ورجل الشارع والعلاقات الإنسانية البسيطة هم دائما أبطال لوحاته، يحملها بشحنات نفسية مركبة على مساحة التوال، وهو كذلك ربما يقترب من أعمال الواقعية الاجتماعية لفنانى أمريكا الجنوبية أمثال `دييجو ريفيرا ` و `كليمنت أوروسكو` فى تناوله للعلاقات الاجتماعية ، وتطلعات البسطاء ، وهذه القصة أو الحكاية المتوارية خلف كل عمل من أعماله المحملة بالعديد من الرموز والدلالات .
- ففى إحدى لوحاته المعروضة يصور المرأة وهى تحمل التفاحة فوق رأسها ، وفى نظراتها إحساس بالظلم ورغبة فى الدفاع عن نفسها من أجل دحض تهمة الإغواء الملتصقة بها ، والمتمثلة فى هذه التفاحة الرمزية فوق رأسها، وفى لوحة أخرى نرى رجلا يجلس أمام منضدة خشبية ، وقد ابتعد نصفه العلوى عن السفلى الذى ظهر من تحت المنضدة،فى إشارة إلى حالة الفصام التى ربما يعيشها الرجل الشرقى فى نسخة تشكيلية ، ربما لشخصية نجيب محفوظ الشهيرة السيد أحمد عبد الجواد .
- كما تمتلئ بقية الأعمال الأخرى بالكثير من الرموز والدلالات التى اشتهر بها الفنان ، وإن كان يغلب عليها هنا حالة من الحزن والشجن تعترى مفرداته وتسيطر على شخوصه المرسومة، ربما كان هذا انعكاسا للحالة الشعورية العامة، التى نعيشها هذه الأيام .
- وفى العموم نلمح فى كثير من الأعمال المعروضة شبح الانتظار يخيم بشكل أو بأخر على اللوحات كالهدوء الذى يسبق العاصفة، وربما من هنا جاء اسم المعرض ` لحين إشعار آخر ` ..
- فلحين إشعار أخر سوف تظل هذه المرأة المهمومة جالسة فى انتظار الرجل الغائب ، الذى قد يأتى ربما لا يأتى أبدا ، ويظل حاضراً فقط فى ملابسه المعلقة على الجدار ، ولحين إشعار آخر سوف يظل الطائر فى لوحة أخرى قابعا فى ركن الشباك ينتظر السر ، الذى سوف تلقيه إليه هذه الفتاة الجالسة على المقعد، ولحين إشعار آخر سوف تظل هذه الصخور الثقيلة جاسمة على كاهل الرجل ذى الملامح المتعبة إلى أن يأتى الخلاص .
ياسر سلطان
القاهرة - 2003
رومانسية الحارة المصرية فى معرض
- يقام حالياً بفندق ماريوت بالزمالك المعرض الثانى عشر للفنان محسن شعلان ..
- ويضم المعرض حوالى 60 لوحة زيتية بأحجام مختلفة كلها تعبر عن البيئة الشعبية المصرية والريفية أطلق عليها الفنان ` رومانسية الحارة المصرية ` وسجل بريشته بساطة العلاقة الشفافة بين بسطاء الشباب فى المجتمع الشعبى المصرى .
- وتناول كل عناصر الحارة الشعبية من خلال نظرة جمالية حتى لما هو متعارف عليه بالقبح فمثلا رسم عربات القمامة التى تجرها الدواب وجعل منها موضوعا لا يخلو من الجمال حيث تتحرك رحلة الصباح اليومية لهذه العربة فى لوحة يكسوها جو من الضباب وشبورة الفجر .
- كذلك غطى الفنان معظم لوحاته فى المرحلة الأخيرة بطبقة من دوامات تستخدم فى بعض الموضوعات على انها دوامات من الضباب مثل رحلة الصباح لعربة القمامة واحيانا تستخدم الدوامات كأنها عاصفة رملية مثل لوحة راعية الغنم التى تركب حمارا وترعى قطعياً من الأغنام وأحيانا أخرى يستخدمها الفنان كدوامات حركية مثل لوحة `النطة ` .
- والفنان ينتمى إلى المدرسة التعبيرية الرمزية ففى لوحاته ترى التركيز على التعبير من خلال نظرات العيون فى موضوعات عديدة ونرى الوجه الانسانى فى معظم اللوحات هو الشاغل الحقيقى والأساسى فى المعرض وخاصة وجوه المسنين وعليها خطوط وتجاعيد الزمن وعيون لا تخلو من الخبرة واصالة التاريخ والزمن محفورة عليها .
- حصل الفنان محسن شعلان على جائزة الاستحقاق من وزارة الثقافة فى مسابقة عن ` الماء فى حياة الانسان ` هذا العام وله مقتنيات فى عدة مؤسسات وأماكن هامة فى مصر والخارج أهمها لوحة فى متحف المكتبة القومية بواشنطن وهى اللوحة الوحيدة لفنان عربى بين لوحات عالمية فى هذا المكان وله مقتنيات بالبنك الأهلى المصرى وعدد من السفارات الاجنبية فى مصر .
- تتميز لوحات محسن شعلان بأنها سهلة الوصول إلى وجدان ومشاعر المتفرج فهى تمتاز ببساطة الفكرة وبساطة التنفيذ بحيث لا يشعر من يراها بفجوة بينه وبين اللوحة وأيضاً لا يحتاج إلى شرح أو توضيح . واللون والخط والظل والنور هو كل العناصر الفنية فى اللوحة هى الوسيلة الوحيدة التى يعبر بها الفنان عما يريد التعبير عنه .

مجلة حواء-6/ 8/ 1988
عندما تأتى الرياح
- وقفت فى الطابور كتلميذة مطيعة، أنا التى يقول عنى أصدقائى أن جميع الناس لديهم بال إما طويل أو قصير ..إلا أنا فلا أملك بالا أصلاً ، وكان وقوفى على باب `اللوفر ` لأجل ضحكة `الموناليزا ` رائعة دافنشى ومحيرة عقول البشر ، تراها سعيدة أم حزينة.. أم أنها لا هذه ولا تلك ..بل مجرد امرأة باردة المشاعر ، جامدة الملامح جلست أمام رسام عبقرى جعل منها أسطورة ، سافرت إليها أنا مثل غيرى لعلى أفهم ما الذى جعلها هكذا .
- والرحيل إلى لوحة ، هو رحيل إلى مجهول فى شكل هو مزيج من المادة والانفعال والخيال ، وهو سفر فى عمل وحيد من نوعه لا يمكن نسخه حرفياً، لأن أى تغيير فيه مهما كان طفيفاً يقضى على العمل الأصلى، ولعل هذا الأمر واحد من أهم الأسباب التى تجعل دائما للفن التشكيلى فى داخلى مكانة متميزة، وموقعاً من الصعب أن يحتله أى فن آخر ، وهو دافعى الدائم لارتياد المعارض الفنية للسفر فى ألوانها بحثا عما يغرى فناناً بتخليد موضوع ما.
- وقد جاءتنى رياح الفن هذه المرة من قاعة ` سلامة ` للمعارض ..والتى تضم فى جنباتها هذه الأيام معرض الفنان محسن شعلان تحت عنوان ` تأتى الرياح ` ، وهى رياح قد لفت جميع لوحات شعلان وطبعتها بدلالة جمالية خاصة على جميع المستويات ..بداية بالمادة والموضوع ونهاية بالانفعال والإحساس ، وأولى ما تبعثه لوحات المعرض فى الذهن من أفكار هو أنها تلخص حالة نفسية محددة المعالم تشيع فيها .. وهى حالة الدواَمة التى يعيشها البشر ، وعزلة الإنسان المعاصر واغترابه .. وعدم قدرته على السيطرة على تفاصيل حياته، مما أفقده ملامحه وجعله جزءاً من صور وانفعالات وأفكار يعبر عنها العمل .
- ولعل رغبة شعلان الملحة فى تجسيد حالة الوحدة والضياع الإنسانى، هى دافع للهروب من التفاصيل فى لوحاته، والتركيز على تأكيد حركة الفرشة الدائرية التى منحت اسكتشاته ( المرسومة ربما عمداً بنسب الفوتوغرافيا لتأكيد فقدان الهوية ) نوعاً من الغموض ، وقدراً كبيراً من الإثارة التخيلية التى توحى أكثر مما تصور ، والتى تكتسب عمقاً من أصدائها الانفعالية ، كما أنها تكتسب تعبيراتها من دلالاتها التخيلية أكثر من كونها تجربة جمالية . وهو ما أكد عليه شعلان عندما وصف تجربته هذه بأنها امتداد لرومانسياته السابقة فى إطار نضج لونى يحسه هو .. ويرغب طبعاً فى أن نحسه نحن ، وإن كان ذلك مرهوناً إلى حد ما بمن يتابعون أعمال شعلان منذ بداياتها فهم الأكثر قدرة على تلمس هذا النضج .
- واللافت للنظر فى لوحات شعلان ليس الحالة اللونية فحسب، ولكن طريقته فى توظيف المادة والشكل والموضوع للإيحاء بالدلالة التعبيرية، حيث الكيان الكامل للعمل هو المهم .. ولذلك فإن معناه ليس منفصلاً عنه وهو ما يعنى أن التعبير لدى الفنان قائم على دفع المتلقى إلى الربط بين اللوحات وبين أجزاء فى تجربته الذاتية .. فقوة الخطوط ودورانها ، والوضع الجسمى للاشخاص اللوحة.. وموضعهم من الأرض والسماء والرياح ، هى عناصر مع اللون تثير فى داخل اللوحة توتراَ واندفاعا .. وهى أيضاً معبرة نظراً لسماتها البصرية الكامنة وأيضاً لمجازيتها التى تدمج الارتباطات الشخصية للمتلقى فى صلب العمل الفنى .
- وليس معنى هذا أنه من السهل تحليل اللوحات، بل إن العكس هو الصحيح، إذ ليس هناك مضمون تعبيرى واحد لا ثانى له يمكن الاهتداء إليه فى اللوحات، وذلك لأنها أغنى ودلالتها أكثر تعدداً من أن أحيط بها جميعاً، خاصة وأنا العاشقة للسفر عبر اللوحات أكره تحويل الانطباع إلى حكمة رقمية .. وأرى أن الحالة النفسية والأفكار التى تثيرها فى داخل اللوحات أشد استحواذاً على اهتمامى من مسألة التعبير التى هى معيار للقيمة لا يمكن ضبطه فى معزل عن عناصر اللوحة الأخرى .. ولذلك فأنا دائما أترك منح الدرجات للنقاد ، وأستسلم أنا لتلك القوة الخفية التى تشدنى للغوص عميقاً فى اللوحة حيث لا حدود للخيال .. ولا لحظات استراحة، وحيث اللون مساحة للانطلاق والتحرر .. والعبور إلى مشاعر حقيقية أو متوهمة ، إلا أنها فى النهاية مشاعر لم يعد يملك الكثير منها هذا العالم المجنون .. الذى بات أسير عشقه للجنرالات ، وأصحاب الميليشيات وطائرات الـ F - 16 أو تجاهل خزانة التاريخ الملأى بملايين اللوحات والمنحوتات والأشكال ( والألوان ) التى بقيت شاهداً على أن الفن لم يكن يوماً مادة كمالية مخصصة للمترفين ، بل كان لغة للشعوب تتحدى بها الموت من أن يندس فى فراشها ، وتعلن بها خلودها ولعل ذلك كان السبب الذى جعل الأديان فى محاولاتها التبشيرية الأولى تخاطب الإنسان بلغة التصوير الرائع لمشاهد الجنة ، وصور العيون اللاتى أصبحت حلماً لدى المؤمنين، وشعاراً سياسياً لدى المحرومين ، ونقمة علينا نحن الذين نرى فى كل ما حولنا بقعة ضوء نهرع إليها ، لعل وعسى نهتدى ليقين بأن الحب والجمال والنبل يمكن أن يعيشوا خارج لوحة .
وفاء عوض
مجلة الإذاعة والتليفزيون - 31 / 12 /2005
وعاقبتنا الأرض بالبوار ...
- هل انتهى زمن الآمال والطموحات الكبيرة بتحويل مجرى النهر واتمام اقامة سد أسوان العالى وقلعة الصناعة فى حلوان ؟ ... وهل بموت `الرجل ` من صلب الفقراء فى صعيد مصر فى الثامن والعشرين من نوفمبر 1970 ، لم يعد للصعيدى سيد الجبل والنهر فى جنوب الوادى - بعد ان انهكت جسده عمارات اثرياء العاصمة ومستثمريها - غير أن يهاجر فى الأرض بحثا عن المال الذى يقيه من حياة يهددها العوز والاحتياج ؟
- انه الوجه الصعيدى الحزين والطيب فى لوحة الفنان `محس شعلان`، تلحق به اهانة لا يستحقها ، مرة من بلد شقيق على حدود الغرب ، ومرة أخرى من بلد شقيق مجاور لخليج العرب ...انه الوجه الصعيدى الحزين والطيب فى الرسم الملون يكشف لنا عن غضب المهاجرين من المصريين بلا انصار هنا أو هناك ، الذين طردوا باختيارهم من أرض الاجداد هنا ، وبالجبر والجحود والنكران يطردون من هناك إلى حيث الموت فى تيه صحراء العرب.
-هذا هو الغضب الجميل فى وجه صعيدى من مصر، يقول لنا عاقبتنا الارض بالبوار ، لما تحولنا عن خيرها إلى حيث اوراق النقد فى بلاد الزيت والغاز الطبيعى ..عاقبتنا الاض بالبوار لما لم يعد فى `أم البلاد ` غير المستثمر والوكيل التجارى والسمسار والمغامر الاجنبى .
- هذه هى الارض تنادى على اولادها الهائمين فى الصحراء ، تبعث إليهم بالطائرات المدنية والعسكرية وبالسفن والسيارات تنقلهم إلى الوطن ، وهذه عيون ` أم البلاد ` تمتلئ بالدموع تطلب الغفران من أولادها وبناتها الذين تشاغلت عنهم زمنا... وهاهم قادمون أوفياء كراما، عقولهم وسواعدهم فى خدمة الارض التى أنجبتهم .
- الحقول تقيم مهرجانات الحصاد، والمحراث يرقص ويدور على أنغام الموسيقى .. الأشجار مثقلة بالثمار والاستثمار الشرير يختنق بدخان المصانع والشركات والبنوك متعددة الجنسيات تغلق أبوابها وترحل الحقول والمصانع تعطى نفسها وجسمها للأوفياء .. عيون ` أم البلاد ` يعود إليها الفرح.




أحمد هريدى
مجلة الإذاعة والتليفزيون- 15 /9 / 1990
لوحاته تعكس تفاصيل حياتهم وتسجل يومياتهم البسيطة - رياح محسن شعلان تأتى بها يشتهى الناس الطيبون..
- `وتأتى الرياح `هو أسم أحدث معرض للفنان التشكيلى محسن شعلان الذى تعود جمهور متابعيه تلك التسميات الرومانسية للمعارض التى يقيمها . والفنان محسن شعلان يتميز بحس تصويرى مرهف لقضايا الناس والمجتمع وتتسم أعماله دائما بانحيازها لمفردات الحياة اليومية للناس فى الشارع والبيت والمقهى ، ويستخدم أسلوبا تعبيريا رمزيا مليئا بالإيحاءات والدلالات الاجتماعية .
- خلافا لمعارضه السابقة التى كانت تتسم بالحزن والتركيز على هموم الناس الحياتية يحمل هذا المعرض بصيصا من الأمل والحلم الذى يتمثل فى لمحات الرومانسية والشاعرية المسيطرة على أجواء لوحاته التى تتشارك فى الدرجات الضبابية المسيطرة على العناصر المرسومة أو الرياح التى تلف الاعمال المعروضة .
- أما الخلفيات فهى فى معظم الاحيان محايدة ، لا تتبين فيها مكانا بعينه أو زمانا محددا، الأمر الذى يضع المشاهد مباشرة فى مواجهة تلك الشخوص والعناصر الرئيسية المرسومة والتركيز على ما بينها من علاقات ورموز ودلالات تتسم بالمباشرة المحببة لدى الفنان والتى يدافع عنها وعن وجودها بكثافة فى أعماله لكونها الوسيلة الوحيدة لمخاطبة كافة المستويات الاجتماعية والثقافية .
- إضافة إلى قناعة بان الفن التشكيلى قاصر على نخبة قليلة من المثقفين يمتلكون وحدهم أدوات أو مفاتيح قراءة الأعمال الفنية .
عودة أسلوبية
- يقول الفنان عن أعماله المعروضة : هذه ليست المرة الأولى التى اتناول فيها مثل هذه الاجواء الضبابية المسيطرة على العناصر والمفردات المرسومة ، إذا كان هذا المنحى مسيطراً على جزء كبير من أعمالى المرسومة فترة الثمانينيات ، لكنى ابتعدت عنه لشعورى بالاشباع تجاهه ، وهذا التكنيك يتطلب وجود شحنة عاطفية ودرامية زائدة والمهم ان تكون طبيعية وغير مفتعلة ، وهى قيمة قد يرى البعض انها تميز أعمالى بشكل عام وفى هذا المعرض انتابنى حنين للعودة مرة أخرى لهذا الأسلوب بعد انقطاع دام سنوات نتيجة لشعورى المتزايد بهذه الاحاسيس المتضاربة ونزعة الاحباط واليأس المسيطرة على الشاعر العربى لما تعانيه المنطقة من اضطراب سياسى ونفوذ القوى الاستعمارية .
- ورغم تشابه هذه التجربة مع أعمال الفنان الأخرى التى قدمها فترة الثمانينات فان محسن شعلان حاول الخروج بعض الشىء على أسلوبه الذى اتبعه فى رسم أعماله الأخرى ، كما تظهر طريقته فى تصوير الاجواء العاصفة أو الضبابية التى تسيطر على اللوحات وتختلف فى طريقة معالجتها لهؤلاء العابرين فى الطريق واجواء البحر أو الصحراء اضافة إلى التنوع فى درجات اللون وهو يختلف عن تجاربه السابقة التى كانت تتسم بسيطرة درجات لونية معينة كالرماديات والبنيات، ثم ابتعاده عن النزعة التسجيلية لأحداث بعينها والتركيز على المشاعر السلبية . وأعماله المعروضة جاءت نتيجة مباشرة لمشاعر الاحباط واليأس والهزيمة التى تسيطر على الشارع العربى الا أنه انتهج منهجا مغايرا لتلك المشاعر بتركيزه على لحظات السعادة والصفاء والرومانسية ربما لرغبة منه فى التخلص من المشاعر المناقضة لها والتى باتت مسيطرة على عقول الناس .
رموز ودلالات
- والفنان محسن شعلان يحرص على أن تتضمن أعماله رمزا ودلالة يريد توصيلها إلى المشاهد، ونادرا ما نجد داخل اللوحة عنصرا أو مفردة ليس لها معنى أو تفسير ، فالرياح المسيطرة تعبر عن اجواء التخبط التى نعيشها ، والحقائب الثقيلة التى يحملها الرجل ترمز إلى أعباء الحياة وقسوتها . وعن هذا يقول شعلان : إذا لم تكن للفن رسالة اجتماعية أو سياسية أو ثقافية فسوف يتحول إلى ديكور ونوع من الفانتازيا التى ليست لها قيمة ، وأعمالى تتناول فى مجملها مشاكل المجتمع وهمومه وهذا لا تصلح معه من وجهه نظرى سوى المباشرة فى التناول، فالرموز والدلالات والايحاءات ضرورة فى هذه النوعية من الأعمال ، اضافة إلى محاولتى الوصول إلى شرائح من المجتمع ربما لا تستسيغ هذه المعالجات التشكيلية البحتة التى لا تنطوى على رموز أو دلالات مباشرة خلاف العلاقات اللونية والخطية وغيرها من أدوات التشكيل .
- وقال :هناك فنانون تنطوى أعمالهم على شىء من الرمز والدلالة إلا أنهم يفضلون ترك المضمون أو المعنى للمشاهد ليرى فى اللوحة أو العمل ما يراه واعتقد أن تحديد المضمون ليس عيبا. اذ أن المعنى الذى أقصده والذى أبدعت لوحاتى من أجله يجب أن أكون حريصا على توصيله للناس . والفنان الذى يدعى احتفاظه بالمعنى أو الدلالة لنفسه، يضحك على نفسه ، أو لا يمتلك هذا المضمون من الأساس، وهذا نوع من التعالى على عقلية المتلقى لا داعى له . فالأمور الوحيدة التى يمكن تركها لتخمين ورؤية الجمهور يجب أن تقتصر على النواحى التكنيكية فقط كاللون والمساحة .فهذه يجب أن تترك فقط للمتلقى كل حسب ثقافته وقدرته على الفهم . أما المضمون فهو ليس سراً أو شيئاً مخجلا حتى أحجبه عن الآخرين .
- وأضاف : نشأتى فى حى بولاق أبو العلا الشعبى العريق فى قلب القاهرة اثرت فى كثيرا ومازالت الصور والمشاهد المرتبطة بالحياة فى ذلك الحى عالقة بذهنى، والقيم والمشاعر الحميمة التى كانت تحكم علاقاتى بالناس وقتها مازالت تتحكم فى سلوكى وعلاقتى بالاخرين ، وهناك مظاهر بعينها وجمل حوارية لا أستطيع نسيانها أو محوها من الذاكرة .
- وقال : نشأت بالقرب من الناس الطيبين والباعة الجائلين ، وتعودت عينى رؤية المقاهى المكتظة بالناس وأولاد البلد والنسوة ذوات الملاءات وطربت أذنى لكلمات أم كلثوم الصادرة من بلكونة الجيران وهى تقول ` يا صباح الخير ياللى معانا ` أو كلمات بائع الفول كل صباح ` يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم ` ، ثم هذه الرحلة السنوية لسكان الحى على عربات الكارو إلى المقابر ، وتلك المفردات القديمة ذات العبق الشرقى كأبواب البيوت الخشبية الثقيلة والشبابيك ودرابزين السلم والوابور وفرن الخبيز فى ساحة البيت وكل هذه المفردات والعناصر أثرت فى تناولى لأعمالى وهى القاسم المشترك فى هذه الاعمال .
بصمات الاساتذة
- هناك اشخاص تركوا أثرا قويا فى رؤيتى وأول هؤلاء أستاذى بالكلية الفنان مصطفى مهدى الذى تأثرت به كثيرا فى رسم الوجه البشرى وطريقته فى تخطيط اللوحة وظل هذا التأثير ملازما لى فترة طويلة فى بداياتى الأولى ، كما تأثرت بالفنان سيف وانلى الذى التقيت به بالإسكندرية فى منتصف الستينات وأدهشتنى طريقته فى التلوين وأسلوبه التلخيصى الذى يرسم به الوجه والجسم البشرى. ورغم هذا نجحت فى ايجاد سمة تميزنى ومعالم خاصة بى دون الاستغراق فى التأثر بهؤلاء الذين أكن لهم كل الاحترام .
ياسر سلطان
الاتحاد - 8/ 1/ 2006
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث