`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
ناجى ميشيل شنبو
تاد بين الممكن والمستحيل
- ذكرنى تاد حين رأيته لبضع لقاءات قصيرة ، بتلك الشخصيات الشكسبيرية المعذبة بين الجوّانى ، وبين الظاهر .
- منتظرا فى تلك المسافة المتوترة بين السؤال وبين الجواب ، مشدودا على همس كالصراخ فى حركة المجىء و الغدو . حائرا بين ذلك الواقع الذى يستهويه فى لعبة الجمال الحى ، وبين ، الممكن ، ومصاعب الغوص فيه وبين ` المستحيل ` الذى هو غاية الفن الفاعلة .
- فى السنوات الاخيرة أخذ تاد يذرع المدينة وأسواقها بحثا عن تلك الرزم الضوئية النابتة فى ألوان البسطاء و الفقراء و الباعة و المشترين وعالم الأسواق الشعبية ، عن تلك الحركة الجسدية المعبرة فى حاملات الجرار ، وباعة الحبوب و العرقسوس ، عن ذلك الفيض من الكبرياء القديم فى الملابس الشعبية المسدلة وقد حفلت بألوان الطيف الشرقى .
- استطاع تاد أن يجمع الأنظمة البنائية فى مساحاتة ، وأن يعيد توظيف مايراه ، وأن يخضع الواقع لنسقه الخاص وأن يحتفظ بتلك الشفافية الكاشفة عن النسيج المتواتر لعملية التلوين ، وعن صكوك واضحة لفرشاة عفوية ومتأملة وأياً كان الامر ، فإن تاد قد نجح فى اجتياز تلك المسافة الهامة التى تفصل بين السوقى وبين الرصين ، بين الابتزاز العمومى للأذواق ، وبين التركيب العشوائى المباشر للعمل الجميل .
- واستطاع أن يكون حياً وصافيا حين جمع بين القرينين على نهج ، ونسيج متحد من غير خطوط فاصلة بين لواصق الأسطح .
- لون على سجيته المرسلة يحمل علة الطفل ، ومنظومة لبناء الطرح تحمل علته هو ذاته .
أحمد فؤاد سليم

تاد .. فى القلب والفن
- منذ أكثر من ثلاثة عشر عاماً زارنى الفنان تاد - المولود فى السادس والعشرين من شهر أغسطس العام 1946 - بمكتبى بمتحف الجزيرة وكان اللقاء الأول بيننا مليئا بالمشاعر الدافئة .. اكتشفت إنسانا يهمس بالمعانى والدلالات .. يرسل إليك حروف كلماته متواترة تتلاحق بشفافية مفرطة وكأنها نغمات من قلب رقيق .. هدوء صوته جزء من الكل الساكن والثابت فيه ، يتحدث وعيناه تسبقانه فى التعبير وصداهما يملأ الإنسان عزة وحباً واحتراماً بدون حدود .. فنان دمث الخلق عميق المشاعر وافر العطاء ، وتحدثنا حول الفن وشاهدت صوراً لأعماله وقررنا أن يعرض أعماله فى معرض بقاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا وبالتحديد العام 1991 ، ثم أقيم له معرض بمجمع الفنون بالزمالك والآن تعرض أعماله فى قاعة الفنون التشكيلية بمركز النقد والإبداع بمتحف أمير الشعراء أحمد شوقى ، هذه المعارض الثلاثة نظمها القطاع ، بالإضافة إلى معارض خاصة بمصر والخارج .. تاد فنان رسامُُ صحفىُُ بمجلة صباح الخير منذ العام 1966 وحتى الآن . جذبتنى أعمال الفنان تاد لكونها طاقة متراكمة فى الذاكرة البصرية ولصفائها النادر ولشفافيتها المستحيلة .. والتلقائية المباشرة فى صياغة ومعالجة عالمه الإنسانى الذى اكتشفه فى البيئة الشعبية الحية والدافئة بعاداتها وتقاليدها ، ويقول عنه الفنان والناقد أحمد فؤاد سليم `ذكرنى تاد حين رأيته لبضع لقاءات قصيرة ، بتلك الشخصيات الشكسبيرية المعذبة بين الجوَّانى ، وبين الظاهر - منتظراً فى تلك المسافة المتوترة بين السؤال وبين الجواب ، مشدوداً على همس كالصراخ فى حركة المجئ والغدو . حائراً بين ذلك الواقع الذى يستهويه فى لعبة الجمال الحى ، وبين ، الممكن ، ومصاعب الفوضى فيه وبين `المستحيل` الذى هو غاية الفن الفاعلة .. فى السنوات الأخيرة أخذ تاد يزرع المدينة وأسواقها ، بحثاً عن تلك الرزم الضوئية النابتة فى ألوان البسطاء والفقراء والباعة والمشترين وعالم الأسواق الشعبية ، عن تلك الحركة الجسدية المعبرة فى حاملات الجرار ، وباعة الحبوب والعرقسوس ، عن ذلك الفيض من الكبرياء القديم فى الملابس الشعبية المسدلة وقد حفلت بألوان الطيف الشرقى` .
يذكرنا تاد بما هو غير مرئى فى الفنان ، ويدفعنا لمحاولة الاكتشاف والتوغل فى أعماق الفنان على المستويين الفكرى والإبداعى ، مضافاً إلى ذلك المستوى الفنى وميكانيكا الحركة السريعة والخاطفة عند تاد والنادرة لكونها تعتمد على قدرة كبيرة على الاستقبال والتأمل والاختزال ثم تأتى لحظات الخلاص لميلاد أعماله الفنية بصياغة أقرب إلى الوميض الضوئى وأدق إلى الشهب فهما فعل كونى لا رجعه فيه ، وهذا ما نشاهده فى لمسات فرشاة تاد المليئة بكوامن الطاقة والمشاعر التى تتحرك حركة النبض والروح .. تنساب دون توقف ، تحمل معها شحنات وأحاسيس إنسانية .. والبناء الكونى عند تاد لا ينفصل عن البناء المعمارى ، فهما وحدة تكاملية دالة على العمق التعبيرى والجمالى فى آن واحد ، والعمل الفنى عند تاد هو جغرافيا الفراغ الذى يملؤه بمساحاته الجينية الصريحة والصافية وبألوانه المتراصة بقوة الدفع الشعورى وتلقائية فريدة منظمة وبالغة الحساسية ، والبنائيات فى لوحاته غير نمطية .. فاختياره لزوايا بعينها من أعلى أو للزاوية المائلة أو الرؤية الأفقية ، كلها صياغات يبتكر فيها تاد نسقاً جمالياً غير متكرر ، وسعدت عندما شاهدت معرضه خلال الأسبوع الماضى الذى يحمل جزءا نابضاً من حياته ، وكان مقدار سعادتى سيزداد إذا كان تاد بيننا فى المعرض ، ونظراً لأن المرض ألزمه الفراش بالمستشفى فقد حملت زوجته العظيمة رسالته الإبداعية ..رسالة حب من فنان عاشق للوطن وللفن ومثال للخلق والرقى والتواضع .. فهذه هى صفات الفنان الحقيقى ، وقد اهتزت مشاعرى وأنا أعيش بين أعمال تاد التى أحببتها من أول مرة ، وشعرت بالدفء والثبات عندما حضر الكاتب الكبير رشاد كامل رئيس تحرير مجلة صباح الخير ومعه أسرة صباح الخير ليعيشوا معنا جميعاً لحظات حب صافٍ وخالص للفنان النجم تاد .. شعرت بأن هذا الفيض من الحب والتوهج قد عبر النيل وامتد حتى فراش تاد بالمستشفى .. فلندعو جميعا له بالشفاء إن شاء الله .
أ.د. احمد نوار
جريدة الأخبار - 2004
تاد بالاسكندرية
اسعدني كثيرا افتتاح معرض الفنان `ناجي ميشيل شنبو ` وشهرته` تاد`مساء الخميس الماضي، ولد الفنان في السادس والعشرين من شهر اغسطس عام 1946
وتوفي في شهر مايو2007والمعرض كان مفاجأة لان الاعمال الفنية المعروضة بأتيلية الاسكندرية مائة وستون عملا فنيا من القياسات الصغيرة ،وهي رسومه بالحبر الاسود وبعض الالوان المائية.. وجميعها صاحبت مقالات للعديد من الكتاب بمجلة `صباح الخير` فهي رسوم صحفية رائعة لبساطتها وجمال تعبيرها ودقة اتقانها،فالفنان الراحل كان متمكنا من `الرسم` الذي يعد أهم أركان الفنان المبدع،وعاش الفنان تاد في القاهرة- سويسرا-باريس- أقام عدة معارض خاصة بالقاهرة - ومدينة بازل بسويسرا- كما اشترك في عدة معارض جماعية في مصر،حصل علي بعثة تبادل ثقافي بين الشونة والمركز المصري للتصميم وكريستوف ماريان ببازل سويسرا عام1988اخرج ونفذ اغلفة كتب عديدة للكتاب والشعراء والقصاصين .
كما ساهم في رسم مقدمات بعض الافلام،له مقتنيات بمتحف الفن المصري الحديث، ومقتنيات خاصة في ` مصر ، العراق ، سويسرا ، امريكا ، كندا ، فرنسا ، إنجلترا ، النمسا ، المانيا ، اسبانيا ` ليل من الفنانين المتخصصين فى الرسوم الصحفية ان نجد لهم نشاطا ابداعيا خارج هذا الاطار . وهذا يذكرنا بالمعرض الذي اقيم منذ عشر سنوات تقريبا بقصر الفنون والذي ضم تاريخ الفن الصحفي في مصر وكان عرضا وثائقيا هاما،والاعمال الفنية المعروضة الان في اتيلية الاسكندرية تجمع بين موضوعات متنوعة منها المرأة ، والسلام ، والحب ، والأمل ، وغيرها من الموضوعات التي تلمس ثقافة القاريء بيسر وبساطة والمثير الفني في هذه الاعمال الافكار وتراكيب العناصر برؤية تجنح الي السريالية في معظمها،وبمعالجة فنية بليغة .
وفي هذا المقام اهنيء السيدة جيهان سلامة زوجة الفنان الراحل علي إرادتها واصرارها علي عرض هذه الاعمال لأول مرة فتجميعها وإعدادها للعرض يحتاج وقتا طويلا،وحضر الافتتاح لفيف من عشاق الفن ومجموعة من الفنانين وعلي رأسهم الفنان الكبير عصمت داوستاشي ويطيب لي ان اكتب جزءا من مقالي عن الفنان الذي نشر بجريدة الاخبار باب ` نهر الفن ` عام 2004 جذبتني أعمال الفنان تاد لكونها طاقة متراكمة في الذاكرة البصرية ولصفائها النادر ولشفافيتها المستحيلة والتلقائية المباشرة في صياغة ومعالجة عالمه الانساني الذي اكتشفه في البيئة الشعبية الحية والدافئة بعاداتها وتقاليدها،ويقول عنه الفنان والناقد أحمد فؤاد سليم في نفس المقال ` ذكرني تاد حين رأيته لبضع لقاءات قصيرة، بتلك الشخصيات الشكسبيرية المعذبة بين الجواني ، وبين الظاهر - منتظرا في تلك المسافة المتوترة بين السؤال وبين الجواب ، مشدودا علي همس كالصراخ في حركة المجيء والغدو حائرا بين ذلك الواقع الذي يستهويه في لعبة الجمال الحي، وبين الممكن ومصاعب الفوضي فيه وبين ` المستحيل` الذي هو غاية الفن الفاعلة ، في السنوات الاخيرة أخذ تاد يزرع المدينة وأسواقها، بحثا عن تلك الرزم الضوئية الثابتة في ألوان البسطاء والفقراء والباعة والمشترين وعالم الأسواق الشعبية ، عن تلك الحركة الجسدية المعبرة في حاملات الجرار ، وباعة الحبوب والعرقسوس ، عن ذلك الفيض من الكبرياء القديم في الملابس الشعبية المسدلة وقد حفلت بألوان الطيف الشرقي ، يذكرنا تاد بما هو غير مرئي في الفنان ويدفعنا لمحاولة الإكتشاف والتوغل في أعماق الفنان علي المستويين الفكري والإبداعي، مضافا الي ذلك المستوي الفني وميكانيكا الحركة السريعة والخاطفة عند تاد والنادرة لكونها تعتمد علي قدرة كبيرة للإستقبال والتأمل والإختزال ثم تأتي لحظات الخلاص لميلاد أعماله الفنية بصياغة أقرب الي الوميض الضوئي وأدق إلي الشهب فهما فعل كوني لا رجعة فيه،وهذا ما نشاهده في لمسات فرشاته المليئة بكوامن الطاقة والمشاعر التي تتحرك حركة النبض والروحتنساب دون توقف تحمل معها شحنات وأحاسيس إنسانية.
والبناء الكوني عند تاد لا ينفصل عن البناء المعماري ، فهما وحدة تكاملية دالة علي العمق التعبيري والجمالي في آن واحد .. والمعرض المقام حاليا يفجر قضية هامة وهي ضرورة إستمرار المعرض الذي أقيم للفنانين الذين أثروا صحافة مصر عبر عقود من الزمن ، لأن مثل هذه العروض تقدم للمتلقي نوعا مختلفا من الفن له وظيفة هامة بجانب الكلمة إن كانت مقالا أو قصة أو ديوانا من الشعر ، فالناتج الجمالي والتعبيري له خصوصية في المعني وفي الابداع وعند المتلقي سيكون له بعد جذاب يستطيع تأمله والحوار معه ذهنيا وبصريا ، ونهر الفن تدعو الفنانين بالصحف المصرية لإقامة معارض لهم جماعية وخاصة لإثراء حركة الفن والكشف عن وظائفه وثقافته لدي المجتمع .
د.أحمد نوار
الأخبار 2014
معرض كاريكاتور استيعادى للراحل ناجى ميشيل شنبو فى الاسكندرية
ريشة ` تاد ` تُبحر في ألوان الفقراء والأسواق الشعبية
شلالات من الألوان الصاخبة النابضة بالحرية، والإيقاعات البصرية العفوية خفـــيفة الـــظل، تبثها أعمال `تـاد` الكاريكاتورية كلما نظرنا إليها.
وما بين فرح الألوان وهزليتها وشفافيتها وتلقائية حركتها وخصب دلالتها، يظهر عالم ناجي ميشيل شنبو (1946-2007، الشهير بـ ` تاد` ) بحكاياته الساخرة وتجاربه الحية وذاكرته اليــقظة، والتي سرعان ما تلتقط الفـــكرة بأدق تفاصــيلها فتصهرها وتبلورها وتؤججها، ثم تعيد ذائقته الإبداعية صياغتها لتخرجها أكثر بهجة وتهكماً وجرأة وفكاهة ووضوحاً وثراء.
وافتتح المعرض الاستعادي في أتيلييه الإسكندرية، تحت عنوان `أنا والحياة` والذي يتوافق مع ذكرى رحيل ` تاد` ، أحد رموز الرعيل الأول في فن الكاريكاتور في مصر، والمتضمن 160 عملاً من المقاسات الصغيرة بالحبر الأسود والألوان المائية، نشرها ورسمها في `إجيبشن غازيت`، وفي مجلة `صباح الخير` في عمود مميز يحمل عنوان المعرض.
تحمل لوحات `تاد`، والتي أظهرت نضج تجربة الفنان، موضوعات متنوعة منها المرأة، والسلام، والحب، والأمل، وغيرها من الموضوعات، مستظهرة الكثير من فرح الألوان وشاعريتها بلمحة ساخرة مغموسة بألوان البسطاء والفقراء والأسواق الشعبية. وتظهر اللوحات تيماته الشعبية التي اكتشفها ذهنياً واستنطقها بصرياً من حواري المحروسة وأزقتها بزخمها وصخبها ودفء عاداتها وتقاليدها، برؤية ساخرة تجنح إلى السوريالية في معظمها، وبمعالجة فنية بليغة.
يقول الناقد أحمد فؤاد سليم: `ذكرني الراحل حين رأيته في بضعة لقاءات قصيرة، بتلك الشخصيات الشكسبيرية المعذبة، منتظراً في تلك المسافة المتوترة بين السؤال وبين الجواب ، مشدوداً على همس كالصراخ فى حركة المجيء والغدو. حائراً بين ذلك الواقع الذي يستهويه في لعبة الجمال الحي، وبين الممكن، ومصاعب الفوضى فيه وبين المستحيل الذي هو غاية الفن الفاعلة`، لافتاً إلى أن ` تاد` في السنوات الأخيرة (قبل رحيله) كان يزرع المدينة وأسواقها، بحثاً عن تلك الرزم الضوئية النابتة في ألوان البسطاء والفقراء.
ويضيف: `كان باحثاً عن ذلك الفيض من الكبرياء القديم في الملابس الشعبية المسدلة والتي حفلت بألوان الطيف الشرقي لينقده بحسه الساخر وذائقته المتفردة`.
وعن أعمال ` تاد` ، يشير سليم إلى أنه `يجمع الأنظمة البنائية في مساحاته، معيداً توظيف ما يراه، مخضعاً الواقع لنسقه الخاص ومحتفظاً بتلك الشفافية الكاشفة عن النسيج المتواتر لعملية التلوين، مستظهراً فرشاة عفوية ومتأملة ` .
يعد `تاد`، الذي عاش بين مصر وسويسرا وفرنسا، من الجيل الذي بلور مدرسة جديدة تتـــميز بفكاهة ذات مستوى جديد من الوعي السياسي والاجتماعي والانحياز الوطني إلى جانب تقنية متقدمة تعكسها لوحاته.
واللافت في أعماله انحيازه الدائم إلى المرأة، معبراً عن قلقها وتوجساتها، مخترقاً عوالمها، متوغلاً في ما هو غير مرئي، مكتشفاً أكثر المناطق غموضاً وحساسية لديها ما بين مكامن الجمال وثنائيات وفخاخ، معتمداً على قدرة كبيرة من الدعابة والاستقبال والتأمل والاختزال.
` تاد` فنان تشكيلي ورسام كاريكاتور عمل فى مجلة `صباح الخير` منذ عام 1966 حتى وفاته في 2007، ولديه عديد من التحقيقات كصحافي في `روز اليوسف ` و
` الاهرام إبدو` ، و ` إجيبشن غازيت ` .
ونظم العديد من المعارض في سويسرا وفرنسا. نفذ إسكتشات من واقع الشارع المصري أسبوعياً في ` إجيبشن غازيت` ، ورســـم الــعديد من مقدمات الأفلام. نال جوائز محلية وعالمية، ولديه العديد من المقتنيات من دول عدة.
سامر سليمان
جريدة الحياة 2014
تاد .. تتدفق فرشاته بالحركة والانفعال
فنان ينتمى لصفوف مبدعى الحركة التشكيلية المصرية ، رغم رحيلة عن عالمنا منذ 8 سنوات بقيت أعمال الفنان تاد جاذبه لمتذوقى الفنون وفى ذاكراه ، نستعرض جانبا من مشوارة الفنى ، واسلوبه الذى تميز به ، من خلال أرشيفة الخاص ، الذى يضم ملفات رسوم صحفية متخصصة بالونين الابيض والاسود ، نشرت بمجلتى صباح الخير وروزاليوسف ، ثم الاهرام إبدو ، وجريدة إيجيبشين جازيت . عرض تاد عن طريق تلك المنابر ، الكثير من القضايا والموضوعات ذات الصلة بالحياة المجتمعية بكل تنوعاتها على مدار مشوار عمله ، دون أن يفقد علاقته وعشقة الخاص لالوانه وفرشاته المتحركة على اسطح اللوحات لتنطلق أعماله باتجاه يتمازج بالشاعرية والخطوط الرومانسية فى أجواء من البهجة والفرحة لكنة يقدمها على استحياء حيث يقنن حدودها بالوان يضع ظلالها ويدرجها بين القاتم ثم الأفتح على عناصر أراد أن يمدها بالضوء ويرعاها بالاهتمام وكانه يتبع إحدى النوتات الموسيقية فى خطاه الابداعية ، فكانت موضوعاته تعبر عن المرأة ومشاعر الحب وقيم السلام والحرية والتفاؤل فى اشكال تقترب من الرسم السريع المسمى ` اسكتش ` كما تتدفق فرشاته بالحركة والانفعال ليرتفع المضمون بالصدق والمباشرة . كما انجذب الفنان ، الذى عاش بين مصر وفرنسا وسويسرا ، نحو العديد من تفاصيل الشارع المصرى وتحديداً ماتحتوية الاحياء الشعبية والازقة القديمة وما تتعطر به من أصاله وتراث ، ليستدعى كل الأدوات والعادات المتلازمة بفنوننا المتوارثة ، فقد خصص معرضا عن شهر رمضان الكريم وما يحمله من روحانيات وطقوس ومظاهر نتفرد ببقائها فى بلادنا عن سائر دول العالم مهما تبدلت وتلاحقت العصور ، وللفنان تاد تحية تتجدد فى موعد ذكراه ، ولتمضى كل الاعمار وتبقى كل البصمات والتكوينات التى تمكنا من وضعها بمختلف الاتجاهات كالفنون أو الاعمال المرئية والمكتوبة أو حتى المبادئ والأخلاق، فجميعها حين تتغلف بالجمال والإبداع يصبح لها آلاف المعانى والتأثيرات التى قد تمتد لأزمنة قادمة.
منار سليمة
جريدة الأهرام - 2014
الفنان ` تاد ` ( 1946 - 2007 ) .. من رصد الواقع إلى خلقه إبداعاً
- تتحدد مساحة الإبداع لدى أى فنان بقدرته على حل إشكالية تلك العلاقة المعقدة ، بين استجابته لرؤى الواقع الخارجى وبين سعيه لمفارقته، إنه فى الأولى يتعرض لإغراءات لاتنتهى كى يحاكى تلك الرؤى التى تشكلها حركة الحياة العفوية بنبضها الحى، واقتناص تجلياتها الطازجة فى إطار لوحته ، حيث يشكل من خلالها اللغة الجمالية بمصطلحاتها المشتركة بين الناس، فيتم التلاقى الحميم بينهم وبين الفنان دون وسائط أو شروح نقدية ، وتلك إحدى غايات الفن الأصيلة، وهو فى الثانية - أى فى سعيه لمفارقة الدارج والمألوف من مظاهر الحياة اليومية - يهدم المصطلح المتعارف عليه ، ليبحث عما تحته من جوهر العلاقات والأشكال، ويعيد بناءه برؤية خلاقة تثير الأسئلة أكثر مما تطرح الإجابات، ليجعل المشاهد دائما على حافة الدهشة والاستكشاف .
- فوق تلك المساحة القلقة المراوغة يقف الفنان المصرى ناجى ميشيل شنبو ` الشهير بتاد` بمعرضه المقدم حالياً بقاعة أخناتون بالقاهرة، متراوحا بين النقيضين، أسيراً لعشقه لكليهما ... فهو - بطبيعته - عين كبيرة لاقطة لتبديات الحياة المتواترة فى الشارع المصرى، خاصة فى الأحياء الشعبية التى تعيش الحياة أكثر مما تفلسفها، إنه يتحول أمامها إلى طفل مبهور بالصخب والزحام، بالألوان البهيجة، بباعة المأكولات والحلوى والمشروبات المثلجة فى أباريقها الزجاجية المترجرجة فوق عربات اليد الملونة، مبهورا بالأراجيح التى تنطلق فى الهواء براكبيها من الأطفال الممتلئين بالسعادة والخوف ، مستثارا بالدكاكين المترعة بالبضائع فى الأسواق الشعبية وقد انتشرت فوق أبوابها المظلات المخططة بألوان فاقعة، شغوفا بعازفى الربابة والأرغول فى الموالد المزدحمة، وبصبية المطاعم المتنقلة على قارعة الطريق، وهم يحملون فوق رؤوسهم صحاف الطعام، أو يدفعون أمامهم عربات الكشرى والترمس والعصير ذات الألوان المتباينة، مهووسا بالجلابيب المخططة زاهية الألوان ... إن هذا الهوس الفنى باقتناص لحظات التوهج البصرى والجمالى، لايعكس فحسب عشقه للألوان المشتعلة والخطوط المندفعة ومظاهر البيئة الشعبية الأصيلة، بل يعكس - قبل ذلك وبعده - نهمه لاستنشاق الحياة المتدفقة بالرغبات والمتع الفطرية البريئة .. وإذا كان منذ بداياته الفنية قد اعتاد التعبير عن هذه الحياة من خلال عمله كرسام صحفى، فإنه واصل هذا الطريق فوق قماش لوحاته الزيتية فيما بعد ، متأثرا بأجواء الفنانين الإنطباعيين من أمثال ` لوتريك ` ، والتعبيرين الوحشيين من أمثال ` ماتيس`، والفطريين السذج من أمثال ` شاجال` ، ومتأثرا - من قبلهم جميعا - بروح الطفل الكامنة فيه .
- وفى مقابل هذه النزعة التسجيلية المبهورة بالحركة والألوان والتفاصيل، تسيطر عليه نزعة معاكسة لقلب كل هذه المنظومات العفوية الجميلة رأسا على عقب، وإعادة بنائها بترتيب أهمية عناصرها وفق منظوره الداخلى ولو تعارض مع المنطق العينى المباشر، فيعمد إلى كسر القواعد التقنية المعتمدة بأكاديميات الفنون منذ مئات السنين، من نسب الأشخاص والبعد الثالث والتجسيم الأسطوانى، وإلى إعطاء البطولة للعناصر الهامشية التى قد لا يلتفت إليها أحد، وإلى إضفاء سمات التعبير الطفولى الذى يرسم مايعرفه أكثر مما يرسم مايراه ، فيرتب أحجام الأشخاص حسب أهميتهم لديه وليس حسب قواعد المنظور، ويعطى نفسه أقصى قدر من الحرية فى دفق الألوان من الأنبوبة ` والبالتة ` على سطح اللوحة، دون مزج أو بحث عن الدرجات الوسيطة أو النغمات الهادئة ، وبهذا يحيل ماكان فى الأصل واقعا إلى شىء آخر غير الواقع أو هو الواقع الفنى المفارق لما ألفنا مشاهدته كل يوم ، وبهذا تقبل أعماله النظر إليها كقيمة جمالية مستقلة عن هذا الواقع ، بغض النظر عن الموضوع الذى تعالجه .
- وإذا كان ` تاد ` لايسعى إلى مفارقة الواقع عن طريق الخيال أو الحلم أو الرؤى الباطنية، بحرصه على رصد تفاصيل الواقع مستخدما مفردات البيئة الخارجية، فإن هذه المفارقة تتم من خلال تجربته اللونية المتميزة، التى تمثل البطل الأساسى فى بنائه الفنى .. إنه لا يستخدم الألوان كعنصر تزيينى لملامح الواقع ، بل إنه فنان يفكر بالألوان، حيث تتداعى الرؤى الخارجية أمام عينيه فى شكل بقع ومساحات لونية، وبقدر ماتبدو أمامنا متدفقة فى سياق عفوى تلقائى، فإنها - بعد التأمل والتحليل - تتبدى كشكل جمالى متوازن ومحسوب، يهتم كثيرا بالتجانس الهارمونى للعائلات اللونية ، وأحيانا بالتوليف ` البلفونى ` للألوان المتناقضة، بما يسمح بالنظر إليها - إذا تغاضينا عن المفردات التشخيصية - كمساحات تجريدية ، ولا شك فى أنه استفاد فى ذلك كثيراً بلوحات الأخوين الشهيرين سيف وأدهم وانلى ( كرائدين للحداثة الفنية فى مصر )، كما استفاد برسوم وزخارف الفنان الشعبى المجهول على عربات اليد البدائية وعلى واجهات البيوت الريفية وما إلى ذلك ، لكن هذه المساحات اللونية لاتتخذ سمت الزخارف الصماء، بل نجدها ذات سطوح مرتعشة بضربات فرشاة عفوية تبدو وكأنها تتنفس فى شهيق وزفير لاهثين .
- وقد استطاع ` تاد ` فى أعماله الأخيرة قبل وفاته أن يتحرر من ثرثرة التفاصيل الواقعية ومن طابع ` الاسكتش` ، وأن يختار زوايا غير مألوفة للنظر إلى تكوينات الحياة اليومية ، بما يتيح له إعادة توظيف عناصرها العشوائية لبناء ` الواقع الفنى المفارق` الذى أشرنا إليه ، ويجعله أقرب إلى اجتياز المسافة بين النمط المستهلك وبين التأليف المبتكر، وصولا إلى تأسيس شكل جمالى يتسم بالصفاء والجاذبية فى آن، بعيدا عن محاولة استدرار الإعجاب المجانى للأذواق الضحلة .
بقلم : عز الدين نجيب
من كتاب ( الفن المصرى وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية)
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث