`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
مدحت شفيق

ـ مدحت شفيق مصور مكين قادر على محو العالم المرئى من المخزون البصرى وقادر على إعادة تركيب ذلك العالم المرئى وفق آنساق تلتقى مع بعضها البعض على جسور من الزمن ، وعلى مساحة من الأسطورة ، وعلى مسافة من تلك الغنائيات الحزينة للقديم ، وعلى علامات تحمل برهان الرؤية المنغمة الألوان الطيفه وعلى نقاط ارتكاز تحفل بالإيقاع المتوازن لعناصر الصورة من زواياها الأربع ،... وعلى معاير من الضوء الملون وقد ربطت الأزمان ، والمساحات والمسافات والعلامات ، بحزام من خطوط الوصل بين عناصر التكوين ، بحيث جعلت الصورة متجلية على نحو من تلك الأبهة الفياضة للعريق بعليه الجميلة ، وللحكى البصرى الذى يذكرنا بتلك الحوائط القدسية فى مصرنا القديمة ، بذلك التهشير الذى يذكرنا بأن تاريخا قد مر من هنا ، وطبع رسما لكفيه ، وخرائطا محكمة التدقيق للموروث ، وللمحبوب ، وللمتواتر.
ـ يقدم لنا مدحت شفيق عالما غير قابل للرصد المعتاد وللجمال السردى ، وللمنطقى فهو اقرب ما يكون الى ( مابعد التعبيرية ) وربما ايضا الى لحظة التجلى فهناك بقايا هرمية و بقايا من نحل الوادى وبقايا من عربات اليد وبقايا لوجوه الفيوم وتهشيرات زمنية و رقائق من الألوان دافئة ممسوحة بالارجوانى وصدام متعجل من الة الرسم على السطح الورقى و احصنة من نوع قدسى الطابع و اهلة غامضة فى مراكز التجميع على السطح الملون و بقايا من معلقات الطقس المثلثى عالم تقرأه العين من اليمين الى اليسار أو العكس مثلما كانت حوائط الرسوم والحفر الغائرات فى مصر القديمة أو من اعلى الى اسفل والعكس فنتذكر ثلاثينيات راغب عياد ونتذكر اشعار الحزن الملون على قماشات حامد ندى فى ساحة الخمسينيات مع ان البحر الابيض قد شحذها فى رسوم مدحت شفيق وهشرها برطوبة الشمال وسحب فوق سطوحها ملاءات شفافة اللون من تراث تلك الثقافات البعيدة .
ـ عاش مدحت شفيق فى ميلان فى نصف الشمال الايطالى العريق ثم انه مازال هناك يعب من ذلك البحر الفياض فى رحاب العالم ولكنه ظل ممسكا بمجدافه النيلى ، بطاقة تعارف ، وبطاقة هوية .
أحمد فؤاد سليم


- معرضيين فنيين بالعاصمة للفنان المصرى ` مدحت شفيق ` والمقيم بإيطاليا وبالتحديد فى فيرونا Verona وريجيو إيميليا يعبر فيهما عن خلق وإبداع وتكوين البيئة الفرعونية .
- كيف يعيد الفنان مدحت شفيق خلق وإبداع وتطوير حضارة أخرى وعصر مختلف ..؟
- لقد عبر الفنان فى أعماله الفنية عن إعادة بناء وتكوين مدينة ؟ تلك المدينة نشأت من الذهن بداخله ولكن ليس بها شىء من الذى لابد أن نجده فى أى مدينة أخرى .. هل هى مدينة الأحلام ؟ لا بل إنها مدينة نشأت أثناء مروره بحلم قد تألفت فيه عناصر متعددة ناتجة عن حالة من الضيق النفسى أو الهيجان الحسى .
- وهاهو مهندس أو صاحب مشروع الأحلام يخرج من مخروط الظلام ثم يبدوا ببطىء حاملاً وراءه تاريخ مكون أيضاً من الشموس والحروف المصرية القديمة وعبق التاريخ والأساطير .
- ويقدم صاحب البشرة الزيتونية اللون المحترقة من تأثير أشعة شمس أفريقيا ، إنه الفنان المصرى `مدحت شفيق` المولود عام 1956م بالبدارى فى صعيد مصر وهذا التاريخ يبعد عن عهد الفراعنة ومع ذلك استطاع شفيق أن يحييهم من جديد بحسه الفنى وإبداعاته الفنية .
- ومن جهة أخرى من يدرى أنه بعد استكماله لذلك العمل الفنى ذو الرقى الهندسى الرفيع والذى تتسم به أعماله الفنية يتمنى أن يستمر حبيساً للأبد داخل نفس الرحلة الإبداعية .
- ومن أعماله الفنية قيامه بتطوير وإحياء قصر الأقوياء Palazzo Forti وقد استلهم الفنان ذلك التطوير من المفردات الفنية مثل المدينة والعطور وأبواب سمرقند ( Samarcanda ) وأبواب الفردوس والقارب والحضارة السومرية والمدينة ذات المحراب المقدس .. وقد انعكس ذلك على تنظيم وتجديد القصر المذكور .
- وتم فى ذلك العمل استخدام خامات عديدة مثل الجبس وقطع القطن والأباريق المصنوعة من الزجاج والفخار وأوراق الذهب وأجزاء كبيرة من الملح والخشب والقماش وقطع من العجين ومسحوق الصبغ والشاش .
- إن الفنان ` مدحت شفيق ` يتميز بأنه رسام ذو عبقرية وموهبه فذه بالإضافة إلى أنه فنان نادر وعظيم .
- ويندهش كل زائر من المنظر الشامل للمعرض وأكثر ما يثيرنا أن مدينة فيرونا Verona المقيم فيها الفنان قد احتلت مكانه فنية مرموقة فى العشر سنوات الماضية .
- وتجدر الإشارة إلى الفنان `جيورجيو كورتينوفا` حيث أنه استطاع أن يقدم تفصيلاً للجمال دون تحفظ ، والجمال ليس هو الذى نراه فقط ولكن أيضاً الذى نلمسه ونشعر به .
- وبإقامة الفنان `مدحت شفيق` فى كلاً من فيرونا وريجيو إيميليا متنقلاً بينهم وعدم إستقراره فى مكان ثابت أصبح عنوانه على كلاً منهما يعرف بأنه لفترة مؤقتة .
- إن الفنان ` مدحت شفيق ` قد أعاد إحياء وتطوير حضارة وعصر مختلف وثقافات عربية وأخرى تنتمى لعصر النهضة ويمزج القديم بالحديث والرمز مع الأسطورة .. وبالضبط هذا هو الإحساس الذى ينتقل إلى زائر المعرض :
- إن زائر لمعرض `شفيق` يشعر فيه وكأنه محمول فوق سحابه تتجول به فى كل جزء من أجزاء السوق المصرية والسومرية والعربية والإغريقية وبين أعمدة المعابد والقصور الملكية الفخمة هنا وهناك وتتغير الأماكن بإستمرار ولكن التجول والسفر لا ينتهى أبداً .
- لكن من يكون ومن أين يأتى هذا الفنان الذى استطاع أن يكشف النقاب عن خبايا وأسرار القرن الواحد والعشرين ؟
- إن حياة هذا الفنان بسيطة وعادية .. فقد ولد فى ` البدارى ` وعندما أتم العشرون عاماً انتقل إلى ميلانو والتحق بأكاديمية بريرا وهناك درس فن الرسم وفن رسم المشاهد وتصويرها ..
- وقد كرم `مدحت شفيق` فى عام 1995م عندما دعى لتمثيل مصر فى بينالى فينيسيا الجناح الخاص به بالأسد الذهبى عن الدولة .
- ومنذ ذلك الحين انشغل شفيق بالأعمال التى تهدف إلى إعادة كتابة وإحياء التاريخ وتفسير الحضارات القديمة والحديثة وتتنوع أعماله ما بين الرسم والنحت مستخدماً مواد فنية متعددة .. ولتوضيح عمله الفنى لابد من استخدام مصطلحات فنية غير عادية .
- وهنا يكمن الخيال والتطور والإلهام والقدرة الإبداعية والتى تأتى من الداخل وتستطيع أن تجعل من الحرفى فنان وتحول الحديد والصمغ والشاش والجبس وأى مواد أخرى إلى الذهب .
- وأخيراً نستطيع أن نقول احتمالية تقديم عمل فنى متمثل فى حلم يرقص على الحصان على سحابه .
بقلم الناقد الفنى الإيطالى/ سيباستيانو جراسو

حوار مع الفنان المصرى المهاجر مدحت شفيق
- سافر إلى ميلانو لأول مرة وهو لا يزال برعما أخضراً ` 20 عاما ` واستقر بها طيلة حياته ، يعتبر` الملحمة ` واستدعاء الأساطير الإنسانية العتيقة نوعا من التواصل الحضارى وجسراً بين الماضى والحاضر.
- مصر تعيش الآن لحظات فارقة بالغة الخطورة ... إنها تصنع الديمقراطية .. إنها حياة شديدة الديناميكية .. لدينا قوة نقدية هائلة للواقع !
- يستطيع التشكيليون المصريين الآن إفراز فن هائل يعبر عن حالة الزخم .
- مدحت شفيق فنان شديد الرهافة .. مظهره هادئ .. باسم .. يمتلك نظرة عميقة للتاريخ والتراث الإنسانى العالمى، من الطريف أن نجد لغته المصرية قد امتزجت باللكنة الايطالية المتميزة مما جعله يكرر اعتذاره الشديد والرقيق لعدم نقاء لغته العربية ، عشق الفن التشكيلى ودرسه بعناية بإيطاليا فى مجالات التصوير والديكور والمسرح والسينما .. ودرس بعناية تاريخ الفن والتاريخ الإنسانى ، مارس التجارب الفنية بصدر متسع ورحابه فكر وبلا قيود مجرباً أساليب وخامات شديدة التباين والتنوع وطرق مجالات مختلفة من نحت وتصوير وتجهيز فى الفراغ وأعمال مركبة .
- عشق الإنسانية والحضارات الممتدة عبر قرون طويلة مضت ، المصرية القديمة - الصينية - الأوربية - الأمريكية ، قرأ الفلسفة فتح رئتيه لاستـنشاق رحيق الفكر الإنسانى فى أمنا الأرض .. عبر عن كل تلك الذخائر والمكونات الشديدة الثراء فى معرضه الحالى تحت عنوان ` الملحمة ` بجاليرى مصر .
- زرت معرضه واستقبلنا الفنان الشاب محمد طلعت مدير القاعة بترحاب وبالتأمل للوحات وعمل التجهيز فى الفراغ ` الانستشلن`، وجدت تجسيد واقعى لاسم المعرض ` الملحمة ` أو Epic والملحمة هى عدة أعمال أسطورية مطولة تتلاحم فيها السير والأحداث الكبرى والبطولات عبر مرور سنوات طوال .. ما يقدمه مدحت شفيق الآن هو استدعاء ذهنى ووجدانى لتلك الحالات الإنسانية برؤية يغلب عليها ` التجريد ` و` السرد ` و ` التسجيل التاريخى ` قالب تشكيلى حيث النصوص المنحوتة على الأحجار - والتى تسمى ` المخربشات ` أى كتابات بلغات لا نفهمها كانت تنقش على الأحجار أثناء سفر رحلات التجارة عبر بلدان العالم القديم كطريق البخور ، تحولت هذه النصوص إلى إحدى مفرداته التشكيلية تقف جنبا إلى جنب مع خرافة الأسطورة وجماليتها الأدبية أما أدواته التشكيلية فكانت تقنية الكولاج وتضفير كل الخامات المتواجدة فى الطبيعة من خيش و أقمشة وكتان وورق مقوى وشاش وأصباغ وزجاج مصنوع يدويا وعجائن ورق معاد التصنيع .
- أعمال مدحت شفيق تسبر أغوار الأحاسيس ولا تنطق بصوت عالى فهى مجموعة من المشاعر والرغبات والشجن يستحضرها الحنين إلى وطنه البعيد .. مصر يقول شفيق : ` نحن نعيش فى عصر كلنا فيه هائمون واقعيا وفكريا ` ملاحم هى مجموعة من الأعمال مدفوعة بالحنين لأيام الصيف بالأسكندرية ، هى تتعلق بنظرة الغرب إلى الشرق فى كل رحلة خيالية أو حقيقية ، فهى محفورة بعمق وإحترام لهذه الأرض البعيدة وحضارة المتوسط .
- طبقة فوق طبقة يأخذنا شفيق فى رحلة إلى الزمن الماضى آخذاً معه حنين بألوانه الزاهية والورق المصنوع يدويا وورق الذهب والحرير والشاش كلها خامات الشرق وبها تبدأ الرحلة .
- نتجول خلال متاهة الواقع والخيال بدون أجوبة ` لا توجد إجابات ` هو يقول : ` لا توجد حقيقة مطلقة ` هو يفكك الواقع من خلال إدراك الأشخاص فى بيئتهم الأكثر حميمية ويدخلنا إلى عالمهم ، نحصل على لمحة عميقة من خلال نافذة مضيئة تسمح لنا بالنظر إلى الداخل لنصبح جزء منه ، النافذة هنا ترمز إلى الحياة ، إطارها يجمع الآمال والرغبات والمخاوف على أرضه البعيدة فى عمل غنى بطبقاته وبنائه ، دراما شاعرية تنساب طائرة فوق المدن العتيقة بأسواقها الشعبية بموالدها وبحياة الريف التى تنساب كمياه النهر ، همهمات تستلهم أبعادها من أحاسيس حب فياض للآخرين ، زادها شجن الحياة وجمالها والإنبهار أمام معجزة الوجود ، لتوثيق موروث ضارباً بجذوره فى التاريخ ، فهنا شيئا من الغنائيات والجنائزيات والفلكيات والأعياد والمواسم .
- ملاحم يفكك الحنين النابض والمؤلم أحياناً للوطن ويعيد تركيبه ، من خلال طبقاته المحكومة بحرص من خلال الرمز ندخل درامياً إلى عالم مدحت شفيق .
- يقول الفنان عن نفسه : أنا من مواليد 1/1/1966 أسيوط - قرية البدارى وعشت بها حتى عمر 5 سنوات ونصف ، تخرجت من الأورمان الثانوية النموذجية ، وهذه المدرسة علمتنى الفن والمسرح لقد أخذت المركز الثانى فى التمثيل على مستوى الجمهورية فتعلمت فعلاً الفن والنحت والمسرح ، ودرست أيضاً المسرح العالمى وقمنا بعمل مسرحية عالمية بالمدرسة الثانوية ، ثم اتجهت لدراسة التجارة فى تجارة أسيوط لمدة سنة واحدة وأيضاً نجحت وكان أخى رأفت فى إيطاليا يدرس هندسة هناك فسافرت لأخى فى ميلانو عام 1986 ودرست 4 سنوات التصوير ثم 4 سنوات ديكور ومسرح وسينما ، فى أكاديمية بيريرا وهى من أكبر أكاديميات إيطاليا وعندما سافرت لإيطاليا كان عمرى 20 عاماً .
- ماذا تعلمت من دراسة فن ` التصوير ` ؟
- دراسة التصوير علمتنى كيفية استخدام الخامات والاستفادة من التقنيات واستخدام الورق والقماش والخيش فلا يوجد شكل تقليدى للكنفس - فان جوخ - جوجان - مونك.
- وأما جوهر اللوحة تكمن فى العقل الباطن الذى يتكلم أى البعد الميتافيزيقى ، دراسة فن التصوير أعطتنى الهوية الديناميكية التى كنت أفتقدها .
- وماذا استفدت من دراسة الديكور للمسرح والسينما؟
- تعلمت الاستفادة من الفراغ وكيف أتعامل معه ، أنا أعمل حلول فى فراغ أو فضاء معين مثل العلبة الإيطالية وما أقدمه من حلول جمالية ودرامية .
- حدثنا عن حياتك الاجتماعية ؟
- عشت طيلة حياتى فى ميلانو ، زوجتى إيطالية اسمها سيلفانا تُدرسّ تاريخ الفن فى المدارس الإعدادية ، ابنتى الوحيدة ماريا درست آداب ولغات وتعمل رئيس تحرير مجلة مهمة وهى عمرها الآن 26 سنة.
أوضح لى من وجهة نظرك الفارق بين سنوغرافيا وانستليشن؟
- سنوغرافيا : تحويل حالة ` أدبية إلى حالة شكلية ` محسوسة ، أى تحويل مجموعة من الأفكار إلى واقع ملموس ومُعاش وممكن التفاعل معه.
- وأتفاعل مع مبانى معمارية لها تاريخ وأحاول عمل لغة تشكيلية بينى وبين هذا .
- انستليشن : تواصل بين القديم واللحظة الأنية أو الحاضر .
- آخذ روحه القديمة وأضعها فى ثوب مُعاصر أى أجعله حياً ، العقل الباطن يكون مجال مُعاش ومجسد أى واقع يمكن تحسسه .
- سنوغرافيا : مسجون للفكرة لمخرج أو مؤلف الفيلم أو المسرح وأنت ملتزم بها .
- انستليشن : أنت حُر تماماً وتتفاعل مع المكان وفراغاته وتقدم الحلول .
- هل تستطيع أن تقارن بين دراسة الفن فى إيطاليا وبين دراسة الفن فى بقية القارة الأوربية ؟
- لاأستطيع الإجابة على هذا السؤال فليس لدى معلومات كافية ، ولكن أوروبا بصفة عامة لديهم تواصل حضارى ليس لديهم فجوة حضارية كالتى عشناها فى مصر .
- ماذا تقصد بالفجوة الحضارية ؟
- فترة الاحتلال العثمانى أى فترة ما قبل عصر التنوير ومحمد على ، أما فى أوروبا تسلسل حضارى : عصر النهضة الثورة الفرنسية .. الخ ، نحن أبناء ` الأجورا ` حسب التعبير الأغريقى أى نحن أبناء الساحة أو الميدان
- ولكن نحن لدينا الساحة أيضاً .. إنه ميدان التحرير؟
- نعم ولكن جرى محاولات لتشويه الموقف أو المشهد .
- هل تستطيع عمل مقارنة بين دراسة الفنون الجميلة بإيطاليا والدول الأوروبية الأخرى ومن وجهة أخرى بين دراسة الفنون بإيطاليا ومصر ؟
- لا أستطيع لأننى لم أدرس بهذه الكليات الأخرى ولكن فى إيطاليا درسنا موناليزا - انجر - جوجان - وغيرهم ، حسب معلوماتى البسيطة أن إيطاليا هى الدولة الأوروبية الوحيدة التى تدرس القواعد الأكاديمية الكلاسيكية للفنون أما فى كليات الفنون الجميلة بمصر ، فوجدت فيها مثلما حدث معى فى الثمانينيات وهى تجارب الانفتاح على جميع الثقافات فى العالم أجمع .
- كيف ترى الفن فى إيطاليا الآن ؟
- لديه تسلسل جميل وفعال ومرتبط بتقاليد القارة القديمة التى بنت أمريكا بمعنى فيه اعتداد بالنفس ` والحداثة ` وليس هناك ` تهجين ` الذى تفقد فيه هويتك !
- ولكن هناك انتقادات توجه لبينالى فينيسيا ولكونه فاقدا الهوية وانساق وراء هيمنة العولمة الامريكية ونفوذها المادى الضخم ؟
- زمان كان ` جان كليير كان الكلوبتير ` ` أى القومسيير ` لبينالى فينسيا ، وكان وقتها بينالى فينسيا رائع ، وقد شاركت فيه بعمل تحت مسمى ` أنا والآخر ` ، أما الفترة الأخيرة فلا أدرى ماذا أصاب بينالى فينسيا وأعتقد أن بينالى فينسيا وقع تحت تأثير الهيمنة الأمريكية وسيطر عليه رأس المال الأمريكى العملاق كرعاة وممولين واستطاع الأمريكان طى معظم دور الفن فى أوروبا وفقا للأيدولوجية الأمريكية ونظام العولمة حسب المنظور الأمريكى ! إنها حركة زاحفة لصنع نظام واحد عالمى ، وأوروبا لا تنساق ورائهم إنها لعبة تهد وتبنى فى نفس اللحظة ، ممكن يطلع السماء ثم يهوى إلى الأرض .
- مراسم القصر كيف تراها وما تعليقك عليها ؟
- مشروع هايل بصراحة حاجة رائعة .. إنها فرصة لمصر ممكن تعمل أرشيف تاريخى لفنانى مصر والشرق الأوسط والعالم ... أى فنان فى العالم يتمنى أن يظل بالأقصر ويعمل إنتاج فنى ويهديه لمصر ، ممكن فنانين فى العالم من المشاهير يحبوا مصر ويتركوا أعمالهم مجاناً حباً فى مصر التاريخ والآثار والحضارة .. مجتمع الأقصر شئ مذهل !
- لماذا لم تتبنى فكرة استقدام فنانين شباب من مصر وتقديمهم فى إيطاليا ؟
- أنا بيتى مفتوح والاستوديو الخاص بى مفتوح لأصدقائى الفنانين المصريين !
- أنا لا أقصد أصدقائك المصريين أقصد تبنى شباب مصريين وجدت فيهم موهبة حقيقية ؟
- أنا إنسان غير منظم ليس لدى العلاقات والتنظيم والإعداد للفن ، دعنى أضرب لك مثال : الموقع الأليكترونى الخاص بى كان هايل ومنظم حتى عام 2008 ثم توفى منظم الموقع ومن ساعتها الموقع الالكترونى ملخبط.
- ما مشاريع المستقبل ؟
- أنا لا أخطط للمستقبل ، أنا كان عندى فى يوميى 10، 19 مايو 2012 معرض فى ميلانو والآخر فى تورينو وكمان عندى تمثال 13 طن من مرمر كرارا سيتم افتتاح معرضه بعده فأنا ليس لى مدير أعمال ولكنى لى جاليرست ويتعامل مع مجموعة معينة .
- هل يسهل على فنان مصرى الدخول لهذا الجاليرست ؟
- لايستطيع ولكن هذا ممكن عن طريق الدولة المصرية من خلال المؤسسات !
- ينفر الكثير من الشباب التعامل مع المؤسسة المصرية الفنية نظراً للبيروقراطية والمجاملات .. الخ ويفضلون بيع أعمالهم فى الخارج مباشرة !
- وإذا كنت تقصد تسويق الأعمال التشكيلية إلى أوروبا هذا ليس صعباً ، فقط على الشاب المصرى الدخول والتواصل مع الجاليريات عبر الإنترنت ، وهذا ليس عيباً بالعكس ده كده بيجيب ليهم دخل يعنى مكسب لانهم بياخذوا نسبه من المبيعات .
- ما رأيك فى الفن التشكيلى المصرى ؟
- ليس حاضراً وللأسف مشاريعى ومشاغلى أنا خارج الدائرة ولا أدرى شيئاً ، الآن يصنع التاريخ فى مصر 25 يناير ثورة عظيمة ومتغيرات كثيرة وأحداث متسارعة وإصرار على الديمقراطية قوة نقدية للواقع وفيه حياة شديدة الديناميكية وتفاعل الفنانين معه يعطى ثراء وقوة وحرارة للفن المقدم عكس أوروبا التى أصابها التشبع .
- رسالتى فى الفن التشكيلى كلمة هادئة إحساس شاعرى البحث عن المعنى للحياة والمعنى القدسى (الروحانى حتى بالمفهوم العلمانى) .. النور الروحى .
- الفنان المتدين والغير متدين ، هل تدين الفنان له تأثير على فنه ؟ وعطاؤه .
- أو بمعنى آخر فى عصر النهضة الإيطالية مثلاً كان هناك توجه دينى كنسى واضح للغاية ، من وجهة نظرك هل أثر ذلك فى مسار الفن ؟
- نعم ولكن الفنان كان حُر ومتمرد ورسم الرجل والمرأة عاريان فى قلب الكنيسة ورأينا مايكل أنجلو ودافنشى اصرا على تحررهما فى التعبير .
- معرضك الحالى هنا فى جاليرى مصر .. ما رسالتك التى تريد إيصالها ؟ الملحمة
- رسالة تواصل من الشرق للغرب ومن الغرب للشرق أنا كمصرى وأنا صغير السن كنت أتمنى لمصر كل ما تستحقه عندما أنظر لتاريخها العتيق العريق ومصر لا تستحق مطلقاً البهدلة الحالية ، نعم نحن فى مرحلة ولادة جديدة وعلينا ننتبه للهمجيات الداخلة التى تحاول أن تفرض واقع جديد ، علينا التيقظ ، الآن اصعب مرحلة تمر بها مصر وأنا متفاءل لمستقبل مصر.
بقلم : أيمن حامد
مجلة الخيال : ( العدد 30 ) سبتمبر 2012
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث