`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
كمال أمين عوض

- تخرج فى كلية الفنون الجميلة - قسم الحفر عام 1947 وعين معيدا بها فى العام التالى وفى عام 1951 حصل على جائزة الخديوى اسماعيل للفنون حصل على دبلوم معهد فنون الكتاب : ` بأوربينو` - ايطاليا - عام 1954 وتخصص فى الطباعة الملساء على الحجر - Litho graph - ثم على دبلوم معهد ` استين` للطباعة وفنون الكتاب بباريس عام 1956 بعد أن درس الحفر بمدرسة الفنون الجميلة بباريس فى الفترة من عامى 1953-1954 وقد لمع كفنان جرافيكى ممتاز ومثل مصر فى معارض وبيناليات دولية هامة.
- الفنان كمال أمين عوض استاذ قدير التف حوله وأحبه طلابه عبر سنوات عمره العملى كمدرس للحفر بالكلية وهو مؤسس جماعة فن الحفر المصرى ، وكفنان، فقد كانت اعمال بمثابة بصمه واضحة تخصه بعد أن تحول عن الواقعية واتجه نحو التبسيط والتحريف والمحاور الهندسية الواضحة التى يبنى عليها تكويناته فى هذه المرحلة الناضجة من انتاجه الفنى الذى استخدم فيه قليل من الطباعة الحجرية الملساء `الليثوغراف` ` والطباعة` البارزة ` على الخشب واللينوليوم وكثير من الطباعة الحمضية على لوحات النحاس والزنك، انقسمت تلك الأعمال اسلوبيا الى نوعين، الأولى تنسل من تجربة الرائد نحميا سعد فى تحليل شخصيات الفلاحين الى مسطحات مختزله وتهشيرات معبره متأثرا بالفن المصرى القديم ، ولكن كمال أمين اختار ما يشبه اللقطات المقربة المكبره ، فعبر عن الوجوه دون الاجساد التى اعطاها نحميا سعد اهتماما كبيرا وفى هذه المجموعة من الأعمال التى يغلب عليها الطباعة باللون الاسود يميل كمال أمين لترك خطوط التقسيم الهندسى للتكوين ظاهرة تشير إلى احداثيات التحولات فى المساحات والاقواس فضلا عن التهشير الناعم بالخطوط المقوسة المتوازية أو التهشير المتقطع الكثيف، أو المتقاطع للتمييز بين المساحات بديلا لاستخدام الاكواتنت مع مسحة زخرفية فى تحليل الملامح والخلفيات ، أما المجموعة الثانية اسلوبيا من أعماله فكانت أكثر تجريداً وفطرية تستمد وحيها من التمائم القبطية والشعبية والدوائر والأختام وحروف الكتابة السحرية والزخارف الهندسية المكثفة المحفورة على مساحات سوداء كما عالج الفنان الموضوع القومى - فلسطين والشهداء -ـ وللفنان كمال أمين مجالا أخر يتصل بعمل الرسوم التوضيحية للكتب والمعاجم، وفى الصحف والمجلات.
- وكمال أمين من المصريين القلائل الذين أيدعوا حضر ملون فى جيله.
بقلم : د. مصطفى الرزاز
من كتاب الفن المصرى الحديث
كمال أمين عوض بين العالمية والوطنية الفنية
- `عالمية الفن ` التى تعطى للفنان - من خلال إبداعاته - حق التعبير وتسجيل حياة شعوب غير التى ينتمى إليها وتحدد دوره فى نقل هذه الثقافات ، نستطيع من بين الأمثلة الكثيرة عليها أن نتلمس انعكاسات عراقة فنوننا وأصالتها فى أعمال فنانين ، ممن كشفت عناصر تكويناتهم بوضوح عن عشقهم لها . مثلما نستطيع من خلال هذه الأمثلة أيضاً معرفة ما يعرض منها سواء على شكل تعبيرات أو لمجرد التسجيل أو النقل .
- فأمام لوحة الفنان بول جوجان ( Paul Gauguin ، 1848 - 1903) التى نفذها أثناء حياته فى جزر البحار الجنوبية فى أواخر القرن التاسع عشر سنجد أنفسنا حائرين بين موضوعها الذى يصور جانباً من حياة أهل هذه الجزر وبين حركاتهم المأخوذة من حركات صور العازفات الفرعونيات وحارثى الأرض .. خصوصاً أن المسألة هنا تدور حول فنان فرنسى ولوحة تعبر عن حياة شعب يختلف فى عاداته عن كل من العادات الفرنسية والمصرية القديمة . هذا الأمتزاج الغريب ليس إلا انعكاساً واضحاً لسيطرة روح الثقافة الفنية المصرية ، لا على التشكيل وحده وإنما أيضاً على وجدان هذا الفنان الذى لم يبال بأن ما ارتبط بذهنه من فن عريق قد يبتعد كثيراً بمعنى أحد أعماله من الواقع ( حتى لو أنه رأى علاقة بين عودة الموميات المصرية والشخصيات الزومبياوية إلأى الحياة ، حسب الأسطورة ) . مثال آخر لفنانة يوغسلافية شابة ومعاصرة - عكست لوحاتها أيضاً عشقها لفننا المصرى القديم ( الفنانة / دوسيكا ذاروفيك Dusica Zarovic مواليد 1960 - خريجة معهد الفنون ببلجراد ، حضرت عام 1988 إلى قسم الجرافيك وكلية الفنون الجميلة بالقاهرة كدارسة مستمعة ) ، إذ نستطيع أيضاً للوهلة الأولى ملاحظة السمة الفنية الفرعونية مختلطة فى بعض أعمالها مع الأسلوب الذى اختارته : فنفرتيتى فى إحدى لوحاتها قد نقلت وحفرت على الخشب بطريقة الطباعة الملونة ، أما فى لوحة `2` فتبدو - السيدة الجميلة زوجة الفرعون - فى أناقتها تصل إلى ارتدائها أفخر الثياب . وفى لوحة أسمتها ( أحب من أحب ) ، تقصد بهذه التسمية على حد قولها حب مصر وفنونها ، تبدو عناصرها الأنسانية ذات السمات الفرعونية كأنها عارضات للأزياء ، أو بمعنى آخر وكأننا نرى فتيات إعلانات الفنان هنرى دى تولوز لوتريك
( Henri de Toulouse- Lotrec ، 1864- 1901 ) فى هيئتهم الفرعونية . هنا نرى الأنسجام بين الروح المصرية القديمة وأسلوب الفنانة رغم عدم تقيدها بالنسب المعروفة والألوان المصرية .
- والحق أن وجود هذه السمة واضحة فى أعمال هؤلاء - أو غيرهم - ليس إلا تعبيراً عن حالات صادقة فى حب فنوننا وأصالتها ، وكنوع من استخدام لغات فنية عالمية متداولة .
- وكذلك نرى هذه ( العالمية الفنية ) فى أعمال بعض فنانينا .. خاصة هؤلاء الذين تأثروا بأساليب لفنانين عالميين أو أولئك الذين انتموا بالفعل بأعمالهم وبأفكارهم الفنية إلى مدارس أوربية حديثة لها تأثيرها القوى و إذا كنا فى هذا نستطيع أن نجد الأسباب للذين يعالجون فى لوحاتهم موضوعات لها معانيها الإنسانية المطلقة فى محاولاتهم للبحث من أجل الأبتكار ، فإننا فى الوقت نفسه وفى أحوال كثيرة قد لا نجد أى سبب فى بعدنا الكامل عن وطنيتنا الفنية ، خاصة فى تلك الأعمال التى تعبر عن واقع حياتنا وسط عالم ملئ بالأوطان والعادات والأذواق المختلفة .
- فالفنان المنتمى إلى هذا البلد بتراثه الفنى وعاداته الأجتماعية والعقائدية له الأولوية فى القدرة على التعبير وعلى قضاياه ( محلياً ودولياً ) مثلما له القدرة على استخدام تشكيلات فنونه وعناصرها .
- ومن المحاولات الناضجة المبذولة من فنانينا للإتجاه بفنوننا من الوطنية نحو العالمية ، وضرب الفنان كمال أمين عوض ( 1923- 1980 ) مثالاً واضحاً فى الأنتماء إلى تراث فنى وفى طريقة عرضه ( دولياً ) وتطويره . وعلى مدى ثلاثة وثلاثين عاماً ( حياته الفنية منذ تخرجه ) وهو واحد من الدارسين للفنون وللثقافات الأوروبية ( حاصل على دبلوم الدراسات العليا من معهد فنون الكتاب بأوربينو - إيطاليا - عام 1954 : وشهادة القسم العالى من معهد ` إستين ` للطباعة عام 1956 ودارس لقسم الجرافيك بمدرسة الفنون الجميلة العليا بباريس وحاصل على منحة فنية فى كلية الفنون الجميلة بأمستردام فى الفترة ( 1975 - 1976 ) وهو من القليلين الذين لم تجرفهم تيارات الغرب الفنية بعيداً عن تعبيراته ومحتواها المصرى شكلاً وموضوعاً .. حتى فى موضوعاته التى تعرض من خلالها لنواح إنسانية قد عولجت بوجهة نظره المصرية التشكيلية الصميمة ، حيث استخدم فى صياغته التشكيلية شخصيات وعناصر ذات قيمة جمالية .. جمعت بين البساطة كأسلوب والروحانية كإحساس والتراث كتطوير : هذه الصفات الثلاث ساعدت أعماله فى الأقتراب من سمات فنون فترة هامة من فترات تاريخنا الفنى ( وهى فترة الفنون القبطية ، التى استمدت جذورها من أصول فرعونية ومؤثرات بيئية مصرية كانت استجابة للعقيدة المسيحية - واستمرت حتى بعد الفتح الإسلامى ، وقال فيها الدكتور باهور لبيب فى الجزء الأول من محيط الفنون - دار المعارف - إن آثارها .. هى : ` المخلفات التى تركها شعب مصر قبل ظهور المسيحية بزمن طويل واستمرت امتداداً للحياة الشعبية المصرية إلى ما بعد دخول العرب مصر ..` ) .
- وهناك عدة أشياء تؤكد أن أسلوبه وتعبيراته لم تكن عنده وليدة المصادفة أو رد فعل طارئ لموقف أو لحالة معينة أو نقل لعناصر تاريخية وإنما كانت انسجاماً بين حياته وفكره وبيئته وعقيدته :
- والقريبون منه - فى حياته - يتذكرون هدوءه ، الذى إنعكس فى أعماله وأصبح صفة عامة من صفات شخصياتها ، مثلما أثرت بساطته فى حياته وملابسه وعلاقاته بالآخرين على تصميماته ، فمثلاً : لوحة ` الفتاة والقمر ` فى بساطة تكوينها جمعت بين قيم تركزت فى : الروحانية التى أكدتها الفتاة الصغيرة ( سليلة الفراعنة ) ونظرات عيونها وتسريحة شعرها البسيطة وجلبابها الخالى من أى زخرف. إلى جانب اللمسة الحزينة المتمثلة فى العلاقة بين هذه النظرة وسن الفتاة وخسوف قمر الخلفية . وهى القيم التى لم يستطع إخفاءها فى لوحته التى رسمها بألوان المياه ضمن مجموعته الأخيرة التى نفذها عام 1976 رغم زخرفته لحلى الفتاة وللحمامة.
- والمتتلمذون على يده أو العاملون معه ( من بينهم كاتب الدراسة ) فى حقل التدريس بكليات الفنون الجميلة بالقاهرة والأسكندرية يستطيعون إدراك اعتماده فى شرح دروسه على بث حب التمسك بالأصالة المصرية الفنية فى وجدان تلاميذه - الأصالة التى تكمن فى فنوننا الفرعونية والقبطية والإسلامية والشعبية - وصياغتها بما يتفق مع العصر الحديث .
- والمتأمل لأعماله يمكنه أن يلاحظ أن رؤوس شخصياته رسمت أشبه بمثلثات قاعدتها لأعلى ، مما أتاح الفرصة لصغر الفم ولإتساع العيون وللتعبير عن التفكر والتأمل ، أكد هما هروب القرنيات لأعلى والإحساس بثقل وكثرة ما يحمله العقل البشرى والمصرى بصفة خاصة ، وكأنه إحساس متطور لما تعكسه الصور الشخصية التى وجدت مرسومة على توابيت مقابر الفيوم منذ القرن الأول الميلادى .
- وهناك واحدة من لوحاته نفذت فى أمستردام أثناء منحته ، فيها يستطيع الدارس لأعماله وأسالبيه الفنية من خلالها الوصول إلى صراعاته الداخلية بين التأثيرات الأوروبية وتمسكه بمفهومه كمصرى ، وحدات معمارية غربية ، وبينما هى تعزف وتتناثر مجموعات الزهور وأوراق الأشجار .. إلا أن ملامح هذه المرأة وحركات يديها كانت فرعونية . إذ عبر فى هذه اللوحة عن الربيع فى بلد أوروبى بشئ من التحرر والترف على غير العادة باستخدام امرأة شبة عارية تقف في ميدان وسط وهذه المحاولة فى جمع المصرية والأوربية تذكرنا بمحاولات الفنانين ` جوجان ودوسكا ` فى الأمثلة السابق ذكرها عن العالمية الفنية .. ` ، وقد تعودنا أن نرى المرأة فى أعماله بطرحتها السوداء وعيونها المكحلة المسبلة وبمنديل رأسها وأقراطها وخلاخيلها ، ودائماً يأتى فى مخيلتنا عند رؤيتها أنها واحدة من بين من عاش وسطهن ( فى ريف محافظة الغربية ) أو ممن شاهدهن فى جنوب الصعيد أو فى ريف منطقة النوبة أو ممن وهبوا حياتهم لخدمة قيم أسرية وعقائدية .. وأما كفتاة فى ريف مصرى أو حى شعبى أو كطفلة مع أطفال يلهون فى شوارعنا وحوار ينا ( بنفس الألعاب التى لعبناها فى طفولتنا ) .
- ولو دققنا النظر فى تفصيلات لوحاته فسندرك أن الوحدات الزخرفية التى جاءت فى بعضها كانت تعبيراً عن مفردات شعبية : مثل التى حليت بها واجهات البيوت الشعبية وعربات ` الكشرى ` وعربات ` الكارو ` والتى زينت بها المنسوجات وغيرها . كما أن العناصر الكتابية فى أعماله كانت أيضاً تصويراً لعبارات متداولة ( شعبية ودينية ) : فمثلاً لوحة ` المولد النبوى ` قد جمعت بين أركانها شخصيات بملامح السيد المسيح عليه السلام ( فى حركات تذكرنا بما عبرت عنه لوحات الهروب إلى مصر ) وعبارات مثل : ` لاإله إلا الله` و` محمد رسول الله ` وغيرها من الكتابات والأسماء التى امتلأت بها مساحات الخيام الزخرفية والبيارق والتي تتردد فى الموالد والأعياد والأفراح . كما أن دوره كفنان تشكيلى مسجل للتراث وللثقافة يمكن تلمسه فى رسوماته العديدة التى تضمنتها موسوعة الأعلام - كتاب الجوامع الإسلامية وكتاب القاهرة فى ألف عام` .
- ومما هو جدير بالذكر أن هذه المعانى استطاعت أن تصل إلينا من خلال أهم الصفات الجرافيكية الجمالية للأعمال المطبوعة والمرسومة .. والتى ندركها فى خطوطه ( سواء المحفورة بالأزميل أو بالأحماض ) وفى توزيعاته للأبيض وللأسود . كما أنه بطباعته لهذين اللونين على أرضيات برنزية ( فى بعض أعماله ) زاد بساطة خطوطه ومساحاته غنى ، مثلما زاد معنى ما يعبر عنه وقاراً . أما شفافية درجات ألوانه المائية فأكسبت رسوماته لغة رقيقة هادئة وشفافية تقسيمات مساحاتها الماسية تشعرنا بالأنسجام التام بين الشخصيات وخلفياتها المعبرة بصدق عن تجمعات بيوتنا القروية .
- وخلاصة القول ، أن فنه ليس عودة إلى الماضي ، وإنما هى الأصالة تعود - عبر بساطة تكويناته - لتعرض واقعنا الشعبى ومفهومنا الوطنى . مما جعلها تستحوذ على احترام المتذوقين والنقاد .. حين قدمت فى معارض داخلية ودولية ( فى الجزائر ، أوربينو ، باريس ، بيروت ، روما ، سان باولو ، فلورنسا ، كراكوف ، موسكو وفى السويد ، المجر ، النمسا ، الهند ، بلجيكا ، يوغوسلافيا وغيرها ) لتنال الكثير من الجوائز بأهميتها ، الوطنية والعالمية ، وبقيمتها الفنية .
بقلم : د. /محمد جلال عبد الرازق
مجلة : إبداع العدد (3) مارس 1990
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث