`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
محمد أحمد صبرى
الفن .. البصرى .. الذى تحول الى تحد ابداعى
- مارس الفنان محمد صبرى الرسم والتلوين منذ فجر الاربعينيات ..وعشق فن التصوير الضوئى .. قادته الظروف الى العمل الصحفى ..كلفه أميل زيدان بتأسيس قسم التصوير بدار الهلال ، وكانت دار الهلال معملا لعطاء الفنان علم أجيال تلو أجيال . ولانه فنان يعشق القلم والفرشاة ويتعامل مع الالوان .. كانت اله التصوير بالنسبة له احدى وسائل التشكيل .. لم تكن العدسة تسجل واقعاً على هواها .. فهو يهيمن عليها بوجدانه يوجهها بعينه الى حيث يريد لها التسجيل ، ولانه فنان لم يخضع لامكانات الفيلم الخام ، راح يعالجه ، يخضعه هو الاخر كى يعطى المزيد من الامكانات .. تجارب وراء تجارب .. وفيلم أبيض وأسود يمكن ان يعطى الوانا .. ولم يعد العمل يتصل أو ينفصل عن التصوير الضوئى.. والنتيجة تجعل المشاهد فى حيرة من امر ما يشاهد هل هو رسم ام تصوير ؟
- وتمر السنون بفناننا الكبير ويبلغ سن الستين غارقاً فى فنه ، عاشقاً للعطاء .وظن الجميع انه لا يملك سوى العطاء للاخرين .. وفضل الفنان ان يتفرغ وكأنه حدد هذا التوقيت ليجنى الثمار ، وكما هى طبيعته يمارس الفن اراد ذات يوم ان يرسم سقف غرفته .. وضع التصميم وكان رسماً متجهاً نحو الخداع البصرى ولكنه قبل أن يخط خطا على الحائط كان الخداع البصرى قد اخذ بلبه نحو تصميم اخر واخر .. وكانت ساعات الليل تمتد حتى ساعات النهار ولا يدرى الا حين تسحب عينيه دوامة الدوائر والخطوط فيفيق وحين تغمض العين جفنها ينشط الوجدان ، يسرح الخيال وينسى الفنان كل الجسد ينهض ويواصل .
- اعمال تتكاثر وتشاء الصدفة ان يراها مختار العطار فيقول فيها وهو ناقد فنى له قدره ، كلمة اشعلت الحماس والوجدان ، ابداعا يتصاعد ويتوهج ، وينطلق خارج نطاق المتعارف عليه فى هذا الفن الصعب .
- وصف مختار العطار هذه الاعمال بأنها عالم جديد بين الاضواء والظلال والملامس والاشكال حيث تكمن اسرار الحياة، تخاطب فينا مشاعر غامضة واحاسيس عاشت معنا منذ ملايين السنين ومازالت تعيش وستستمر فى صحبتنا تثير رغبة خفية لاستكشاف المجهول ، والاستجابة لنداءاته الخافتة التى لا نعرف مصدرها لكننا نستشعرها حولنا فى مظاهر الطبيعة .
- والفنان محمد صبرى لخص الطبيعة فى لوحات الرسم والتلوين وراح فى بلاغة يستعرض نظمها وقوانينها ، فكل خط ولون موضوع بحساب ويتعامل مع ميكانيكيات العين ويعكس عنه الطبيعة واتزانها وتكاملها وازليتها واذا كان ثمة ابهار بالطبيعة باهرة لكننا نغفل عن موطن الاثارة والجاذبية بحكم الاعتياد والرتابة الى ان يأتى فنان ملهم يرشد عيوننا الى الحقيقة الخافية فى حشد التفاصيل التى شغلتنا عنها ، قد يخلط الجوهر الصلب بالمظهر الهش فيرسم على اوراق الصحف ليؤكد انه لايصح الا الصحيح ، ان الدقة والمهارة والاسقاط الذهنى والمتعة العقلية والموقف الجمالى ومسايرة مفاهيم العصر حصيلة دراسات مستفيضة ورؤية متأصلة متأنية للطبيعة .
- وكان رأى الفنان حامد ندا ان محمد صبرى اتقن الخداع البصرى باسلوب علمى مبدع بعيدا عن التمارين العادية مما احال اعماله الفنية الى معادلة صعبة ، اتخذ لنفسه قانوناً واشكالاً انفرد بها كى تصبح من مميزاته الشخصية وهو امر صعب التنفيذ فى وقت شاعت فيه المحاولات.
د/ اسامة الباز


- واذا اعتبرنا خوض الفنان محمد صبرى اتجاه الفن البصرى نوع من التحدى خرج به الى نطاق العالمية ، فهو مرة أخرى يأخذنا فى تجربة أخرى من التحدى بألة التصوير التى صارت هى الاخرى أداة طيعة تحيل التصوير الضوئى الى فن تشكيلى ولمزيد من التعقيد أختار الفنان قطعة من الحجر داكنة اللون عمرها الاف القرون حملتها اليه الصدفة من قلب الصحراء الغربية أختارها موضوعاً وموديلا لثلاثين لقطة وبها ارتفع الفنان بالتصوير الضوئى الى التشكيل الجمالى ، حين أستخدم الوسائط الفوتوغرافية بجميع انواعها ، وسيطر عليها بحس مرهف وشاعرية متفوقة ، تتوه معها عينا المشاهد ، فيعيش فى حلم لانهائى بين ثلاثين تشكيلاً لعنصر واحد ، لم يعد يمط الى أصله فهو يهيم بك فوق سحاب ، أو يتربع بك فوق بركان أو يأخذك بريقه الماسى أو يغوص بك فى أعماق المحيط ، وقد تخاله انسانا .. تشكيلات اندمجت فى بحور من الوان لا تدرى كيف ومن اتت ؟
- اما كيف؟ .. فهى مهارة فائقة وحس يغوص فى ذاته وفى الطبيعة يستكشف باطنها ويكشف اسرارها .
- الغى المصدر ولم يعد منه سوى احساس فريد بعيد كل البعد عن الكائن الصلب .
- تلك الاعمال التى جعلت الفنان حامد ندا يؤكد ان محمد صبرى فاق فى هذه التجارب الدارس الاكاديمى الذى يمارس فنه عن طريق نقل الواقع . فقد احال الطبيعة الى ايماءات شاعرية موسيقية حالمة اقرب الى الرؤى التجريدية .وحين خرجت اعمال محمد صبرى الى النور كان ذلك باصرار مجموعة من الفنانين الكبار هم مختار العطار وعباس شهدى وصالح رضا الذين عملوا على اقامة المعرض فى قاعة السلام بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك ليتوج موسمها الفنى حتى 14 نوفمبر وكما كان يتوقع الفنانون الكبار شاهد الاعمال اكثر من الف مشاهد وافتتح المعرض الفنان فاروق حسنى وزير الثقافة الذى أكد أعجابه حين قرر أن تسافر أعمال الفنان محمد صبرى لعرضها فى اكاديمية الفنون المصرية بروما ووصف أعماله لانها جرعة فنية عالية ورؤية دقيقة حاسمة ، وايقاعات تبدو كأنها امتداد للافق .
- ولما كان ما قدمه فناننا من اعمال تنقل فن التصوير الفوتوغرافى لتضعه على خريطة الفن التشكيلى فى مصر وعلى المستوى الدولى فأن هذا يشجعنا على الدعوة للتفكير فى تنظيم مهرجان دولى للتصوير الضوئى فى مصر بل ودعوة للتفكير فى تمثيل مصر بفنانيها فى هذا المجال فى المهرجانات الدولية .. انها فكرة تستحق اهتمام وزير الثقافة .
بثينة البيلى

عالم جـديـد
- بين الاضواء والظلال والملامس والاشكال ، تكمن اسرا الحياة ، وتخاطب فينا مشاعر غامضة وأحاسيس ، عاشت معنا منذ ملايين السنين ومازالت تعيش .. وستستمر فى صحبتنا ، تثير رغبة خفية لاستكشاف المجهول ، والاستجابة لنداءاته الخافتة التى لا نعرف مصدرها ، لكننا نستشعرها حولنا فى مظاهر الطبيعة .
- يصور الفنان محمد صبرى فى لوحاته الضوئية هذا `المجهول` ويخرجه من عالم الوهم الى دنيا الحقيقة فى مسلسل `الصخور` تلك الاحجار التى نمر بها كل يوم ونشاهدها آلاف المرات ، ولا نرى فيها الا ما تراه المرأة ، واصبحنا نستجيب لها بشكل مختلف ، من خلال عدساته واختياراته وأضوائه وظلاله وألوانه ، فننطلق الى عالم أقرب الى الحقيقة من الواقع الملموس . تخاطب فى أعماقنا شيئاً انسانيا فطرنا عليه ونسيناه . يتعلق بتكويننا العقلى والنفسى كجزء من الطبيعة بنا والكون .
- أما فى لوحات الرسم والتلوين ، فيلخص الطبيعة فى بلاغه ويستعرض نظمها وقوانينها . فكل خط ولون موضوع بحساب ويتعامل مع ميكانيكيات العين ، ويعكس كنه الطبيعة واتزانها وتكاملها وأزليتها . واذا كان ثمة ابهار فلأن الطبيعة مبهرة . لكننا نغفل عن مواطن الاثارة والجاذبية بحكم الاعتياد والرتابة ، الى أن يأتى فنان ملهم يرشد عيوننا الى الحقيقة الخافية فى حشد التفاصيل التى شغلتنا عنها . قد يخلط الجوهر الصلب بالمظهر الهش فيرسم على أوراق الصحف ليؤكد ان يصج الا الصحيح !
- ان الدقة والمهارة والاسقاط الذهنى والمتعة العقلية والموقف الجمالى ومسايرة مفاهيم العصر ، حيلة دراسات مستفيضة .. ورؤية متأملة متأنية للطبيعة ... وزيارات متلاحقة لمتاحف أوربا ومعارضها عبر عشرات السنين وحتى الان ...
انه عالم جديد .. فى لوحات محمد صبرى ،،.
مختار العطار

محمد صبرى.. يلتقط لحظة عناق الشراع مع الريح
- ولد الرسام والمصور `محمد صبرى`عام 1925 فى عائلة عاشقة للفن، وتقابل خلال صباه بالمصور الأرمني الأسطورة ` ألبان`، الذى رأى بعضا من لوحاته `صبرى` الفنية فتنبأ له بمستقبل باهر، ونصحه بدراسة الفوتوجرافيا.فى عام 1947 صنع `صبرى` علبة من الكرتون أدخل فيها فيلماً حساساً ليلتقط صورة لـ` لمبة الجاز`، ولحسن حظه نجحت تجربته، وفازت صورته بالجائزة الفضية فى إحدى المسابقات، ودخل دار الهلال فى الوقت الذى كانت فيه أغلب الصحف تبحث عن مصورين موهوبين، وأصبح مديراً لقسم التصوير، وظل فيها حتى عام 1958.
-تردد `صبرى` على استديو `أرمان`، وهناك قابل الفنان `سحاب ألماظ `، الذى قاد خطواته الأولى فى عالم الفن، ومن أعمال `صبرى` الخالدة التى توضح وطنيته مغادرته العمل مع الجيش المصرى أثناء حرب العدوان الثلاثى عام 1956، وتنكره كبائع سمك ليلتقط صوراً لمبانى الاحتلال ومبانى المدينة، ويشاء الحظ أن يعثر على استديو تصوير دمرت جدرانه قنابل العدو، لكن لم يتم المساس بأدواته،فتنكر فى ملابس مصور لجنود الاحتلال، وحصل على أفلامهم، وطبعها فكانت كنزا للجيش المصرى .
-أقام `صبرى` العديد من المعارض، وحصل على العديد من الأوسمة، والجوائز داخل مصر وفى الخارج، وفى تسعينيات القرن الماضى اتجه إلى الميتافيزيقيا، والغوص فى الجانب الروحى، كما يظهر فى هذه الصورة، التى التقطها من فوق أحد الكبارى لمركب شراعى يمر بأسفله فى لحظة نادرة يفرد فيها شراعيه فى حركة نابضة بالحياة، يتعانق فيها مع الهواء، وينثنى فى لحظة فنية لم يلتقطها مصور آخر فى هذا العصر، مع إبراز حركة مياه النيل.
فادى فرنسيس
المصرى اليوم - 16/ 5/ 2013
محمد صبرى ( فازريلى الشرق ) الـذى حفـر بالـضوء نقـوش على وجـه الزمن
- محمد أحمد صبرى من مواليد 8 أكتوبر 1925- بالمنزل رقم 10 شارع البرمونى بحى الحلمية الجديدة بالقاهرة والده : السيد / المستشار أحمد محمد صبرى أحد المحققين فى قضية ( ريا وسكينة ) الشهيرة عام 1920، والدته : السيدة / جميلة هانم حكمت محمد أغا الأرناؤوطى، وشهرتها جميلة هانم صبرى إحدى رائدات الحركة النسائية وأنشطتها الاجتماعية وإحدى المؤسسات السبع لجمعية ` ترقية الفتاة `ومدارس ` بنات الأشراف `فى الإسكندرية التى استولت عليها نبوية موسى ونسبتها خطأ إليها وعندما انتقلت الأسرة إلى القاهرة فى عام 1920 كانت رفيقة درب هدى هانم شعراوى وسيزا نبراوى فى مشاريع النهوض بالمرأة، كم ساهمت بجهودها مع السيدة زكيه مشرقى وروجينا خياط واستر ويصا فى `جمعية الشابات المسيحيات ` .
- السيدة / جميلة هانم صبرى لها إسهامات فى الحياة الثقافية من خلال تدوينتها الخاصة ( فى 7 كراسات ) رصدت فيها التطورات السياسية والاجتماعية وأثر ذلك فى حياتها الخاصة، وقد نشرت مؤسسة المرأة والذاكرة هذه التدوينات عام 2007 بعنوان ( كراسات جميلة صبرى) وكتبت مقدمتها الكاتبة الصحفية صافى نازك كاظم . وكانت لها أشعار بالعربية والفرنسية، كما وجدت لها بعض الرسومات عن الاكتشافات الأثرية فى تل بسطة القريبة من موطن إقامتها فى الزقازيق والتى زارتها فى رحلات المدرسة .
- محمد صبرى هو أخر العنقود من ثمانية أخوة، خمسة أولاد وثلاث بنات وله ابن وحيد هو المهندس المعمارى أحمد صبرى. تزوج الأستاذ محمد صبرى من الفنانة نادية لطفى لفترة قصيرة لم يصادفها التوفيق ، وقد انفصلا فى هدوء، وقد احتفظ كلا الطرفان فى نبل لنفسه بأسباب الطلاق، ولم يفصحا عنها .
ا* لرسم والمصارعة :
-وفى المدرسة الابتدائية تفتحت براعم مواهبه الفنية فى رسوماته لتعلن عن فنان موهوب منذ الصغر فكان مثار إعجاب مدرسيه بمدرسة `مصر الجديدة الابتدائية `، ولمست الأم هذه الموهبة فتعدتها بالرعاية من خلال اعتمادها فى تربيته على تشويقه لفن الرسم الذى تعلمته فى مدرسة الراهبات الفرنسية بالزقازيق، فاشترت له سبورة صغيرة وطباشير ملون للرسم، كما ظهرت مواهبه الرياضية فى ممارسة لعبة المصارعة فكان أحد لاعبى المصارعة فى فريق مدرسة `القبة الثانوية `غير أن عشقه للرسم أخرجه من دائرة الاهتمام بالدراسة فلم يستطع المثابرة عليها فتوقف عن التعليم بعد حصوله على شهادة التوجيهية، وطلب من والدته السفر لإيطاليا لتعلم الرسم، إلا أن ظروف الحرب العالمية الثانية حالت دون ذلك .
* لوحات حماده :
- ظل محمد صبرى يمارس هواية الرسم ويهدى لوحاته لأهله وأصدقائه، فأهدى لوحة لشقيقته الكبرى علقتها على جدران فيلتها، وعندما أردت بيع الفيلا، كان المشترى هو المصور `ألبان `بشارع سليمان وهو مصور العائلة المالكة فى بلجيكا الذى توقف عند اللوحة كثيراً وسأل : ` من أين حصلت على هذه اللوحة ومن الرسام ؟! `، فأجابته إنها لشقيقى الأصغر، ردد الرجل متعجباً : شقيقك الأصغر !! أود أن أراه .
- وعندما التقى محمد صبرى المصور ألبان أثنى على لوحاته ونصحه بتعلم فن التصوير الفوتوغرافى وتنبأ له بأنه سيكون إضافة حقيقية لهذا الفن .
* كراسات محمد صبرى :
- هذه الاسكتشات هى يوميات الغرفة رقم 17 بمستشفى مصر الجديدة ،التى ينزل فيها المريض محمد صبرى بداية من صباح يوم الثلاثاء 11 مارس 1938، الطريف فى الأمر أن المريض راح يسجل يومياته ، ويرصد الأحداث من خلال رسم اسكتشات بقلم رصاص لوجوه من قابلهم فى المستشفى من الأطباء والممرضات والمرضى وعمال الخدمات فى 8 كراسات رسم من القطع الصغير ( مقاس 5 ,14 21x سم ) على مدى 87 يوم، بداية من يوم السبت 15 مارس وحتى يوم 30 مايو قبل مغادرته المستشفى بأيام .
* أرمان وسحاب ألماظ :
- لم يكذّب محمد صبرى الكلمات التى داعبت أحلامه ووافقت رغبات نفسه فالتحق بمحل مسيو أرمان المصور بميدان مصطفى كامل بوسط البلد وهناك التقى الفنان سحاب ألماظ الذى كان يسكن غرفة على سطح العمارة التى بها المحل، وتوطدت العلاقة بينهم، وتعلم منه الكثير . وكان أرمان سعيداً به جداً لنبوغه النادر فى الرسم والتصوير .
* لمبة الجاز .. أنارت الطريق :
- فى سنة 1947، أعُلن عن معرض دولى للتصوير الفوتوغرافى، لم يكن محمد صبرى يمتلك كاميرا لكن هذا لم يمثل له عائقاً فأحضر علبة من علب الأحذية المصنوعة من الكارتون وثقب فيها خرم بإبرة خياطة وضع بها شرائح الزجاج المحسس وبعد عدة محاولات لضبط فتحة الكاميرا وزمن التعريض، أمكن الحصول على شريحة سالبة لصورة عبارة عن لمبة جاز سهارى كانت توضع فى أكشاك بائعى السجائر بغرض الاقتصاد فى استهلاك الكبريت، طبعها وسلمها إلى إدارة المعرض وكل أمله أن يراها معلقة على جدران صالة العرض، إلا أن المفاجأة كانت فى حصوله على الجائزة الثانية وميدالية فضية .
- وبعد نشر خبر الفوز فى صحف الأهرام والأخبار ودار الهلال تسابقت الصحف لضمه إليها خاصة وأن هذه الصحف كانت بصدد إلغاء نظام الأبونية فى التعامل مع المصورين وأغلبهم من الأجانب ( هانزمان ــ مازولا ــ شارل ) وإنشاء أقسام تصوير ومعامل خاصة بها .
* التوصية أفسدت فرحته :
- انتوى محمد صبرى الذهاب إلى `أخبار اليوم ` وأخبر أخيه الكبير المهندس سيد صبرى فوعده بأن يعطيه خطاب لمصطفى أمين صديقه الذى توطدت علاقات الصداقة بينهما من خلال عضويتهما فى النادى الأهلى ففرح بذلك، وفى الصباح حمل التوصية وذهب إلى `أخبار اليوم ` وقابل مصطفى أمين وسلمه الخطاب، إلا أن المفاجأة كانت فى قهقهة مصطفى أمين المعروفة بصوته الجهورى وسؤاله : هل تعرف مضمون الخطاب ؟!! فأجب صبرى بالنفى، فقدم له مصطفى أمين الخطاب قائلا : `خد أقرأه ` وكانت المفاجأة الثانية فى كلمات الخطاب : ` حامله حمادة، أخويا الصغير، أرجو تربيته وتعليمه الصحافة ` وضع صبرى الخطاب فى جيبه وعاد إلى منزله غاضباً ،ولم يعد إلى `أخبار اليوم ` مرة أخرى حتى الآن .
* مدارس فاكس :
- فى اليوم التالى، ذهب محمد صبرى إلى دار الهلال والتقى أميل زيدان الذى اتفق معه على تخطيط و تصميم أستديو التصوير ومعمل التحميض على أحدث المواصفات المتعارف عليها فى الصحافة العالمية، ولأنه يجهل هذا المجال فقد طلب مهلة لاستلام العمل لظروف أسرية ووافق أميل زيدان ... خرج صبرى من دار الهلال وراح يشترى كل ما يصادفه من الكتب والمجلات المتخصصة فى التصوير والتحميض إلا أن اللغة كانت عائقاً دون فهم بعض المصطلحات فقرر الالتحاق بمدارس فاكس لتعليم اللغات بشارع فؤاد يروى الأستاذ محمد صبرى ضاحكاً :
` لضيق الوقت، ورغبة فى الإفادة من يوم الجمعة عرضت على المدرسة الفرنسية صحبتها فى رحلات ببعض الأماكن الأثرية وكان هذا سبباً ساعدنى على سرعة إتقان اللغة `.
* دار الهـلال :
- بعد شهرين عاد صبرى إلى دار الهلال وتسلم العمل مديراً لقسم التصوير وبدأ فى تجهيز الأستوديو والمعامل وكان معه اثنان من الزملاء أكبر منه سناً، هما عبده خليل وأحمد سليمان اللذان لم يتقبلا وجوده فى البداية، إلا أنه بفضل ما تعلمه من أمه استطاع التغلب على هذه المشكلة فقد تعلم من أمه : ` أن يحتضن الجميع فى دماثة خلق وصبر جميل ولين فى التعامل ليكسبهم شخصية ودودة ويغرس فيهم العزة والحرية بعيدا عن الإرهاب والكبت النفسى ودون غضب يدفع إلى الحقد والمشاجرة ولا يسألهم شيئا يقدر على عمله وأن يرجوهم فى كل طلب بالحسنى وكان يساعدهم فى فهم فنيات العمل دون أن يظهر لهم ذلك ودون تعالى عليهم` وقد بدأ بهما من معمل التحميض .
* العدوان الثلاثى :
- وفى 29 أكتوبر 1956 بدأ العدوان الثلاثى على مصر، وفى غمرة الحماس؛ قرر صحفيو ومصورو ورسامو روز اليوسف الذهاب إلى بورسعيد فى زفة إعلامية لنقل الأحداث بالرسم والصورة إلا أن التجربة فشلت لصعوبة الأوضاع هناك، لكن محمد صبرى رأى أنها قابلة للتنفيذ بدون صخب أو ضجيج إعلامى؛ فسافر إلى المطرية على بحيرة المنزلة وقابل الصاغ نعمان مسئول المخابرات وطلب منه تصريح الدخول إلى بورسعيد، حاول الصاغ نعمان إقناعه بصعوبة الأمر خاصة أن تجربة صحفيى روز اليوسف مازالت أمامه لكن صبرى أقنعة أنه سيؤدى المهمة بنجاح ؛ فوعده الصاغ نعمان بذلك وطلب منه أن يمر عليه فى اليوم التالى .
* كيف تم إعـداده للمهمة بمعرفه الصـاغ نعـمان ؟!!
- فى الموعد المحدد صارحه الصاغ نعمان بأن نجاح المهمة يستلزم إعداده لها بشكل علمى وأن هذا الإعداد يستغرق أسبوعاً من الجهد الشاق ووافق صبرى وبدأت المهمة بتغيير ملابسه ولبس ملابس الصيادين والعمل معهم لأيام لتخشن يداه وليتعلم طريقتهم فى الحديث وليتفهم نمط حياتهم وأسلوبهم فى تشمير ملابسهم واحكام ربطها على وسطهم والسير حافى القدمين حتى تشققت قدماه وعدم حلاقة ذقنه . وتم تدريبه على إخفاء الكاميرا فى قفة السمك ووضع أسماك `الباسريا ` الصغيرة فوقها ؛ وإحكام عملية التمويه بوضع ثلاث أو أربع سمكات أعلى القفة ؛ لأن جنود الإنجليز كانوا يقومون بتفتيش الداخل وكانوا يأخذون السمك الكبير ويتركون الصغير .
- كانت المهمة محددة وهى أن يقوم بتصوير الجنود للتعرف على جنسياتهم وأنواع أسلحتهم وممارستهم اليومية .
-وبدأت المهمة ولكن دائما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ؛ فقد غرقت المركب الذى تحمله إلى بورسعيد ، فظل فى الماء 12 ساعة حتى أتت مركب أخرى لتنتشله من الموت !!.
* التصوير بكاميرا مقلوبة !!
- كانت المشكلة الأولى التى واجهته هى كيفية التصوير من خلال كاميرا مختفية، لكن سرعان ما وجد الحل فوضع الكاميرا فى كيس بلاستيك فى وضع مقلوب بحيث يصبح مفتاح تحرير الغالق shutter release button أسفل الكيس، وعمل فتحة فى الكيس أمام العدسة و التمويه ببضع حبات من البطاطس أعلى الكاميرا، وكانت البطاطس هى الطعام الوحيد المتوافر فى المدينة بعد استيلاء الأهالى على حمولة مركب فى الميناء كانت تحمل البطاطس .
- إلا أن الصور التى حصل عليها لم تكن جيدة لصعوبة ضبط فتحة العدسة وسرعة الغالق ومسافة الهدف ، إلا أنها أدت الغرض بشكل مبدئى .
- إلا أن الصدفة وحدها جاءت له بالحل؛ فعندما كان يسير فى المدينة وجد محل تصوير تم قصفه فدخل إليه من خلال الحائط المتهدم، ليجد المفاجأة؛ معمل تصوير كامل وأفلام وجواكت المصورين ودفاتر إيصالات استلام الأفلام والنقدية .
أخذ دفتر الإيصالات ولبس جاكت `المصوراتى الشعبى `؛ وراح يتجول فى المدينة ويقترب من ضباط وجنود الاحتلال يعرض عليهم، وكانت المفاجأة الثالثة أنهم سلموه الأفلام التى صورها بكاميراتهم الخاصة لقصف المدينة وإنزال القوات بها وصور الكبائن وهى تحترق، كان يتقاضى منهم 12 قرشاً عن تحميض وطباعة كل فيلم، ويكبر الصور ويرسلها إلى الصاغ نعمان .

* غلطــة مخـرج ` المصـور` كادت تسلمه إلى المشنقة ؟!!
- وذات مساء أرسل إليه الصاغ نعمان من يساعده على الخروج من بورسعيد ويخبره بضرورة ذلك لكونه فى خطر حقيقى قبل أن يقبض عليه الإنجليز، فقد نشرت `المصور` الصور التى أرسلها مع صورة شخصية له مكتوب أسفلها تصوير : محمد صبرى ، كادت غلطة مخرج `المصور` آنذاك الزميل الأستاذ نسيم عمار تسلمه إلى حبل مشانق الإنجليز ؟!!ولكن الله سلم .
* دنشواى :
- حدثت مأساة دنشواى فى 13 يونيو 1906وصدرت الأحكام ونفذت يوم 28 يونيو 1906، وقتها لم تكن مصر تعرف صحافة الصورة، ورغم كلمات د . محمد حسين هيكل فى وصف المأساة، وسخرية برناردشو فى إحدى مسرحياته من العدالة البريطانية فى دنشواى، وشعر أحمد شوقى عند ترقية فتحى زغلول أحد قضاة دنشواى وكيلاً لوزارة الحقانية مكافأة له على الحكم السادى بحق أهالى دنشواى ؛ فقد أرسل شوقى قصيدة قال فيها :
إذا ما جمعـــتم أمــركم وهممتموا
بتقـــديم شئ للوكــيل ثمـين
خذوا حبل مشنوق بغير جـــريرة
وسروال مجـلود وقيد سجين
ولا تعرضوا شعرى عليه فحسبه
من الشعر حــكم خطه بيمين
ولا تقرأوه فى شــبرد بل أقرءوه
على ملأ فى دنشـــواى حزين

- كانت هذه مشاعر المصريين تجاه من تلطخت أيديهم بالدماء فى دنشواى ؛ هو ما يفسر حالة الفرح بمقتل بطرس نيروز غالى ( رئيس المحكمة ) على يد إبراهيم الوردانى وخروج العامة إلى الشارع ينشدون أغنية امتزجت فيها مشاعر الفرح بلون الطائفية الكريهة :
مبروك عليك يا وردانى
يا للى قتلت النصرانى
ليلة سعيدة يا كفر مسيحة
طعمية بايتة وسمك له ريحه
- وبعد حكم المحكمة على الوردانى بالإعدام ، خرجت الجماهير إلى الشوراع ليلة تنفيد الحكم فى 28 فبراير 1910 لتشدو بأغنية غلب عليها طابع الشجن :
قولوا لعين الشمس ما تحماشى
لحسن غزال البر صابح ماشى
- إلا أن الكلمات لم تستطـــع تقديم المأساة التى تقشعر منها الأبدان وترتجف النفوس إلى أن كانت الصور التى حصل عليها محمد صبرى من لندن لتفضح وحشية الاحتلال وما أخفته عجز الكلمات . يتذكر الأستاذ أنه فى إحدى زيارته للندن فى الستينات وجد مواطن يجلس على الرصيف يبيع بعض الكاميرات القديمة ، وشرائح أفلام زجاجية التى كانت تستخدم بديلاً عن الفيلم فى اوائل القرن الماضى ؛ وعندما سأله عن حكاية الكاميرات، أجاب : ` إن والده كان يعمل مصورا مع قوات بريطانيا العظمى فى مصر ، وأنه توفى وهو لا حاجة له بهذه الأشياء ` ومع فحص أول شريحة؛ لم يصدق الأستاذ عينيه من هول المفاجأة فقد تبين الأستاذ أن الشرائح لمحاكمات أهالى دنشواى ،وتنفيذأ حكام الإعدام والجلد فيه دفع الأستاذ للرجل المبلغ الذى طلبه دون مناقشة ، وعاد بالغنيمة إلى الوطن لينشر سبقه على صفحات ` المصور `، ليفاجأ فى المساء باتصال تليفونى من الأستاذ مصطفى أمين يطلب منه شراء هذه الشرائح لحساب ` أخبار اليوم ` مقابل الثمن الذى يحدده لكن الأستاذ أعتذر فقد قرر أن إهدائها إلى أرشيف دار الهلال .
* جبل علبة :
-عندما جاء أحمد بهاء الدين إلى دار الهلال فى ( 1ـ 4 ـ 1964وحتى 8 - 7 -1971) أراد أن يجدد الدماء فى المدرسة العريقة،فأتى ببعض الشباب الجامعى، الذين أطلق عليهم عواجيز دار الهلال (البهائيين )، نسبة إلى أحمد بهاء الدين، وكان أحدهم كمال سعد، الذى أقترح سلسلة من الموضوعات عن الحياة فى جبل علبة وكلف بهاء محمد صبرى بتغطية رحلة المحرر الشاب، فذهب صبرى إلى مكتبة جامعة القاهــرة يقرأ كل ما يجده عن جبل علبة ويسأل أساتذتها عما لا يستوعبه .
- فى يوم السفر فوجئ بالرسام حلمى التونى معهم فى الرحلة بعد أن نجح فى إقناع بهاء بأن وجود رسام سيضفى على القصة الخبرية لمسة فنية ومذاق خاص يقع جبل علبة في أقصى الجنوب الشرقي من مصر وعلى مساحة 35 ألف كم مربع ويطلق عليه العلماء `درة تاج الطبيعة ` ؛ لما يحتويه من النباتات والطبيعة الخلابة من الجبال والوديان والسهول وأشجار المنجروف والشعاب المرجانية والجزر. أهم ما يميز جبل علبة هو التنوع الكبير عدد النباتات التى يصل إلى 458 نوعاً من النباتات تمثل ما يقرب من 25% من الفصائل النباتية المسجلة في مصر، كما يوجد على الجبل وفي أسفله أيضاً غطاء كثيف من نباتات الأكاسيا والشجيرات الأخرى التي تعد بمثابة الغابات الطبيعية الوحيدة في مصر. ويتميز جبل علبة بتنوع كبير في الحيوانات حيث يوجد به 23 فصيلة من الثدييات أهمها الغزال و30 فصيلة من الزواحف أهمها الطريشة وحوالي 41 فصيلة من الطيور أهما النعام ، وتوجد في منطقة محمية علبة أيضاً مناطق أخرى كثيرة تتميز بأهمية كبيرة من حيث التنوع البيولوجى من الحجر الجيرى والوديان الرملية المتعرجة وعيون مائية دائمة تؤوى إليها أحياء المنطقة من الثدييات أهمها الغزال والثعالب والطيور أهمها النعام والزواحف، ويتميز جبل علبة بوجود العديد من أنواع النباتات والحيوانات التي ليس لها مثيل في أي مكان في العالم وبعضها من الأنواع المهددة بالانقراض . كما تزخر المنطقة بتراثها الثقافي حيث توجد العديد من المواقع الأثرية من عصور ما قبل التاريخ فى شكل نقوش رسومات موجودة على الصخور .
- ويسكن جبل علبة ثلاث قبائل هى : قبيلة البشارية وقبيلة العبابدة وقبيلة الرشايدة وتتميز هذه القبائل بطابعها الاجتماعى الخاص وعاداتها وملابسها وحليها وموسيقاها ورقصها وطعامها ووطرز البناء لديها وكذلك الحرف اليدوية التي تتميز بها، وتعتمد هذه القبائل على الموارد الطبيعية في معيشتها ورعي الماشية .
* زيارة عـلى صبرى للاتحـاد السوفييتى :
- بعد نكسة 67 دارت الأرض بمحمد صبرى، وغطت الأحداث عدسته بظلال رمادية فلم تعد تبصر سوى الحزن على الوجوه والانكسار فى النفوس وهو فى هذه الحالة طلب منه أحمد بهاء الدين السفر إلى موسكو لتغطية رحلة على صبرى، ولأول مرة يقابل محمد صبرى طلباً لبهاء بالرفض : `أسافر أعمل إيه ؟!! وأصور إيه ؟!! صورة مقابلة رسمية ؛ يمكن أن نحصل عليها مجانا من وكالة نوفستى بالقاهرة . `وابتسم بهاء قائلا : `تصورهم وهم يأكلون !! `
- لم يكذّب صبرى كلام بهاء الذى وافق هواه وغيظ نفسه من تلك الأسفار التى لا طائل من ورائها سوى المصافحة والابتسام لعدسات المصورين وأحاديث باهتة عن صداقة الشعوب !! وانتهز فرصة أن السفرجى فى قصر الضيافة ترك الباب موارباً والتقط عدة كادارت لولائم الطعام الفاخر وحالة الإسراف والبذخ التى لاتتفق مع مبادئ الصديق السوفييتى وحالة النهم والشراهة للطعام من الضيوف المصريين الذين ذهبوا إلى الاتحاد السوفييتى لبحث وسائل إزالة أسباب النكسة !!
- نشر بهاء الصور فى ` المصور ` على أربع صفحات وقامت الدنيا ولم تقعد وغضب على صبرى ، وثار أعضاء اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي ، وأراد المسئولون الفتك بمحمد صبرى فتصدى بهاء لهذه المحاولات فهو رئيس التحرير وهو الذى كلفه وهو الذى أجاز النشر .
* هتاف الصامتين :
- بعد هذه الواقعة لم يعد يُكلف محمد صبرى بتغطية الأحداث الرسمية، فحمل كاميرا وراح يرصد نبض الحياة فى الشارع الذى زلزلته الهزيمة من خلال العبارات المكتوبة على السيارات وهو الموضوع الذى أصبح لاحقا موضع دراسة علمية أعدها عالم الاجتماع د . سيد عويس عام 1971 بعنوان `هتاف الصامتين `وتضمنت تحليلاً اجتماعياً لمغزى هذه الكلمات .
* الأسبوع الفنى فى ` المصور ` :
- رأى موظف الرقابة أنذاك فى صور محمد صبرى إسقاط ما من خلال طريقته فى المعالجة ؛ فمنع بعضها وشوه بالحذف الكثير ، فاتجه محمد صبرى إلى تحرير باب ` الأسبوع الفنى` يرصد من خلاله أحداث الحياة الفنية .
* الروح والصورة فى `الهلال ` :
-عندما تولى كامل زهيرى رئاسة تحرير مجلة `الهلال`، كان شاغله هو كيفية تطوير لغة الخطاب فى المجلة والاهتمام بالصورة كنمط من أنماط الاتصال، وفاتح صبرى فى الأمر فعرض عليه صبرى تحرير باب ثابت بعنوان `الروح والصورة` تقوم فكرة الباب على لقطة تسيل فيها الروح لتمتزج بالواقع فى حدث تظهر تأثيراته فى ملامح الصورة وتفاصيلها وبياناتها من خلال حركة الحدث ووقفاته وثباته وانفعالاته.
- 7 أكتوبر 1985، أخر يوم عمل لمحمد صبرى بدار الهلال بالإحالة إلى المعاش، فخرج من بوابة المبتديان يحمل فى دهاليز الذاكرة تاريخ حافل بالذكريات .
* خزائن الذكريات `
- يتذكر الأستاذ عندما طلبت منه صافيناز كاظم تصميم غلاف كتابها الأول رومنتيكيات عام 1970 الذى قدم له أحمد بهاء الدين ، فقام بإنجاز المهمة ليفاجئ بعد طبع الكتاب أن حلمى التونى قد كتب على صفحة داخلية ( تصميم الغلاف : حلمى التونى )، ترفع الأستاذ عن الدخول فى خصومة مع التونى فقد طبع الكتاب وانتهى الأمر إلا أن هذا لم يرضى صافى ناز فراحت تعلن فى كل مناسبة حكاية سطو التونى على تصميم محمد صبرى لغلاف كتابها .
- يتذكر الأستاذ الساعات العصيبة عندما سافر إلى طرابلس مع مصطفى نبيل لإجــراء حوار مع الرائد معمر القذافى قائد انقلاب الفاتح من سبتمبر 1969، فتم أخذ جوازا سفرهما ومنعا من مقابلة القذافى حتى يتم مراجعة كشوف أسماء الصحفيين المصريين الذين كانوا يحصلون على أموال شهرية من السنوسى والتأكد من خلوها من اسميهما ، ويتذكر لحظة الفرج عندما جاء ضابط الاتصال ليعلن براءتهما ويصحبهما لمقابلة القذافى قائلاً : ` اتفضلوا أنتم رجال زين . `
ــ يتذكر الأستاذ حكاية الكاميرا ماركة ` لايكا ` الألمانية وتعمل بنظام قطع الزجاج المحسس بمستحلب الفضة، كانت هذه الكاميرا عزيزة إلى نفس الأستاذ وعندما طلبت الإدارة تسليمها إلى مخزن الهالك ، أراد الأستاذ أن يحتفظ بها وأبدى استعداده لدفع أى مبلغ تحدده الإدارة ثمنا لها، إلا أن تعنت الإدارة حال دون تحقيق رغبة الأستاذ !! .
- يتذكر الأستاذ مازحا صلف وعجرفة الإدارة الأسبق لدار الهلال ؛ التى انحدرت إلى حد الجليطة عندما أرسل يطلب نسخة ورقية من إحدى صوره ، فطالبوه بدفع مبلغ خمسين جنيها .
- يتحدث الأستاذ عن التجريف المنظم والنهب الممنهج للأرشيف الصحفى فى دار الهلال ففى زيارته الوحيدة لدار الهلال عام 2005، ( أثناء تصوير الفيلم التسجيلى : غرفة مظلمة .. حياة مضيئة )، وكيف وجد كومة من الأفلام ملقاة على سطح المبنى بحجة عدم وجود ميزانية لشراء دواليب الحفظ ولكن الحقيقة هى أنها مخطط شيطانى لنهب الوثائق التاريخية والثقافية التى تعد الذاكرة الحية للوطن.
- فى نهاية حديث الذكريات .. يقر محمد صبرى بمرارة : ` بأنه لم ينجح فى صناعة مصور صحفى جيد ؛ لأن المصورين انساقوا وراء غواية الربح السريع من تصوير الأفراح وأعياد الميلاد وسعوا إلى خلق علاقات تسهل لهم هذا الكسب وتمكنهم منه ، بعض هذه العلاقات نال الكثير من كرامتهم واحترامهم لأنفسهم وآداب مهنتهم . `
بورتريه صحفى يكتبه : ياسر بكر
الخميس 15 سبتمبر 2011
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث