` رؤية تشكيلية للسيرة النبوية ` بمتحف النحات محمود مختار

- فى قاعة ايزيس بمركز محمود مختار الثقافى الملحقة بمتحف المثال ( النحات ) محمود مختار بأرض الجزيرة بجوار نادى القاهرة الرياضى.. المكان الذى يسيطر عليه فن النحت كذاكرة للأمة ولكفاح الشعب المصرى للتحرر من الاستعمار .. فى هذا المكان افتتح معرض الفنان طاهر عبد العظيم الاستاذ بكلية الفنون الجميلة تحت عنوان ( رؤية تشكيلية للسيرة النبوية ) وقد كتب مقدمة المعرض فضيلة المفتى على جمعه فى رسالة واضحة للقنوات الفضائية التى تعلن أن الفن من المحرمات ولأصحاب الفتاوى الفاسدة التى تدعو الى كراهية الفن ..
-هذا المعرض يمثل أول استخدام لفن الرسم بالألوان فى الدعوة للدين الإسلامى، وهو مالم يسبق حدوثه بالنسبة للدعوة رغم أن قصور الملوك والحكام يقال أنها كانت تزدان بالصور المرسومة والمنحوتات البارزة التى تصور مجالس الشراب ورحلات الصيد ومجالس الطرب والغناء.. ولكنها لأول مرة يقام فيها معرض يحكى التاريخ الإسلامى بالصور المرسومة يدويا طبقا للتسلسل التاريخى وطبقا للتعديلات التى ادخلها فضيلة المفتى على تصور الفنان للأحداث التاريخية.. ابتداء من الكعبة والاصنام ثم `شق الصدر` خارج منزل السيدة خديجة ثم `نزول الوحى` و `عام الفيل` ومنظر الطير الأبابيل وغير ذلك من المشاهد التى تحكى عنها كتب السيرة وكتب التاريخ ..
-الفنان طاهر عبد العظيم سعيد ولد فى الجيزة عام 1967 وحصل على بكالوريوس فى فنون الديكور عام 1990 وعمل معيداً بالقسم الذى تخرج فيه.. وحصل على الماجستير ثم الدكتوراه عام 2001، وهو حالياً أستاذ مساعد بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة وقد اقام سبعة معارض قبل معرضه الحالى كما شارك فى عدة معارض دولية ومشتركة .. وقد حصل على العديد من الجوائز فى مسابقات التصميم.. وله تصميمات عديدة منفذة أهمها المشارك بأعمال الكمبيوتر فى تصميمات تجميل مترو الأنفاق (المرحلة الثالثة) عام 2003 .

د.صبحى الشارونى

المساء - 2009

العزف بالحركة واللون

- العزف بالألوان وإيقاعاتها أهم ما يميز - دوماً - أعمال د. طاهر عبد العظيم.. واليوم يستعرض نخبة من آخر أعماله. البطل الأول فيها هو راقص التنورة وتابلوهات حية من الاستعراضات الجماعية والفردية وما يصحبها من حركات دورانية سريعة فى خطوات رشيقة متوهجة تفرز تموجات وانعكاسات لونية مبهرة يتعانق فيها بريق اللون والضوء مع نسيج الملابس الناعمة وهى تتطاير فى خفة ونعومة على دقات الدفوف والإيقاعات الموسيقية والضوئية التى تتباين بين الخافض والساطع، الصاخب والهادئ... فتفرز فيضاً من الجمال والتفرد .
- أحسن الفنان توظيف عناصره ومفرداته وتقديمها فى تكوينات خاصة تمثل حالة مصرية وروحانية فريدة.. خاصة أنه ربط بذكاء بين حركات راقصى التنورة وحركات بعض الطوائف الصوفية رغم صفاء ألوان ملابسهم البيضاء.. على خلاف زهوة ألوان راقصى التنورة ووجود تباين كبير بين أهداف الفريقين!
- تطرقت الأعمال أيضاً للحارة الفاطمية بتراثها المعمارى والإسلامى وإن صاغها الفنان فى تكوينات مختلفة وباليته لونية متناغمة برتوشها وتداخلاتها العميقة الثرية بدرجاتها وإيقاعاتها الممتعة التى تجبرك على التفاعل معها وإدارة حوارات بناءة مع عناصرها .

ثريا درويش

جريدة الأخبار أكتوبر 2010

رقصة التنورة من سحر الحركة إلى سحر الإيقاع

- تعد رقصة التنورة رقصة مصرية ذات أصول صوفية.. وهى تعتمد على الحركة الدائرية.. وذلك لاعتمادها على المفهوم القائل بأن الحركات فى الكون تبدأ من نقطة وتنتهى عند أخرى بشكل دائرى ويمتد الغناء المصاحب لها بالدعاء إلى الله ومدح الرسول صلى الله عليه وسلم مع بعض الأغانى والمواويل المستوحاه من الأصول الشعبية والتى تدور حول الصداقة والسلام والمحبة.. وتعتبر الطريقة المولاوية لجلال الدين الرومى إحدى أشهر الطرق الصوفية التى اعتمدت على الرقص الايقاعى لرقصة التنورة .
- والفنان طاهر عبد العظيم.. جاء معرضه بعنوان `حركة ولون` وأقيم بقاعة `دروب` بجاردن سيتى.. من وحى الحركات الايقاعية لرقصة التنورة.. وقدم 25 لوحة تنوعت فى مقاساتها.. وكان قد صاحب الفرقة أياماً وليالى فى تدريباتها وعروضها ونقل هذا الايقاع الدائرى السريع والذى اعتمد فيه على حيوية اللون واختزال المساحات.. وتلك الحركة الوامضة والتى تبدو كالنبض والهمس والصحو.. كل هذا فى تنوع وثراء فى اللون الذى غلب عليه الأحمر النارى والأزرق البحرى والأخضر الداكن مع سيادة الأبيض البرىء وهى نفس المجاميع اللونية نفسها لأعضاء التنورة .
- وقد تنوعت اللمسات بين الايقاع الهندسى الذى يمتد فى مسطحات لونية مع تلك الشخوص التى تهتز وتميل وتنتفض وتتوهج وتسمو من فرط الحركة الدائرية السريعة.. وهنا تألقت الأعمال بين المجاميع الراقصة وبين الراقصات الفردية والثنائية..كما نقل فى بعض لوحاته أعضاء الفرقة الموسيقية من ضاربى الدفوف والنقر على الطبول.
-فى أحد الأعمال يطل راقص التنورة غارقاً فى سحر اللون وسحر الحركة فى موجات دائرية.. لا تهدأ ولا تنتهى مجسدة على السطح التصويرى وبلمسات فرشاة سريعة يقدم الفنان فى لوحة أخرى تلك الحركة الجماعية والتى تنتظم فى ايقاع واحد.. لمجموعة من الراقصين.. وتتحاور الحركات الدائرية على الخلفية التى بدت فى سطوح هندسية متنوعة.. من المسطحات المستطيلة والمكعبة إلى تلك الأبواب والبوابات القوسية.. مع تعدد مستويات الدخول والخروج ..والايحاء بالبعد الرابع أو البعد الروحى الذى ينساب بلا انتهاء.
- وتلتقى أعمال الفنان طاهر عبد العظيم مع مفهوم المدرسة المستقبلية والتى ظهرت بإيطاليا وانتقلت من ميلانو إلى باريس بفرنسا وجزء كبير من الدول الأوروبية واعتمدت على الحركة الديناميكية السريعة ارتباطا بحركة التكنولوجيا والحركة التى تميز الحضارة الحديثة من بدايات القرن العشرين ومن بين افكار المستقبلية اشارات عديدة إلى أن الحركة والنور يقضيان على مادية الأجسام.. ولا شك أن هذا نلاحظه فى كل اعمال الفنان عبد العظيم..فقد خفت كثافة الشخوص.. وأخذت فى الانطلاق من فرط اللمسات السريعة.. وكأنها قد تخلصت من أسر الجاذبية الأرضية.. منطلقة إلى آفاق جديدة..آفاق روحية تحلق فى الأفق.. وهنا جسد الفنان بصدق شديد.. تلك التجليات والاشراقات الصوفية.. جسدها بصريا بألوانه ومساحاته شديدة الحيوية .
- ومع أعمال الفنان طاهر عبد العظيم قدم مجموعة لوحات جسد فيها سحر الحارات والدروب.. بالقاهرة الفاطمية.. ونقلها من ايقاعها الواقعى إلى إيقاع آخر جديد يمتد فى مجموعة من المسطحات توحى بالقريب والبعيد وجمال المسافات والمساحات والمنظور الروحى .
- وطاهر عبد العظيم حاصل على دكتوراه الفلسفة فى الفنون الجميلة 2001 `فنون تعبيرية `وهو أستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة..أقام أكثر من عشرة معارض بمصر وخارجها .
- تحية إلى الروح والصورة.. وجمال التشكيل والتعبير .

صلاح بيصار

2011/11/13 - مجلة حواء

رؤية تشكيلية ومشروع فنى إسلامى مصرى.. يقدمها الفنان طاهر عبد العظيم

- مشروع فنى إسلامى تباناه د. على جمعة فضيلة مفتى الديار المصرية..صاحب الفكرة د. طاهر عبد العظيم الأستاذ بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة بالزمالك وعنوانه `السيرة النبوية `.. وتمثل رؤية بانورامية لسيرة النبى `محمد ` صلى الله عليه وسلم.. يضمها عمل جدارى ضخم متصل منفصل طبقاً لسير أحداث السيرة.
- وقد قدم الفنان الجزء الأول منذ عامين بقاعة إيزيس بمركز محمود مختار فى ثمانى لوحات تبدأ بعام الفيل جيش أبرهة ثم هلاك جيشه بواسطة الطير الأبابيل التى تحمل حجارة من سجيل المرسلة من قبل الله سبحانه وتعالى. مروراً بحال مكة فى ذلك الوقت. وفى نفس العام كان ميلاد الرسول ..صلى الله عليه وسلم.. يلى ذلك المعجزات ونقاط التحول الأساسية فى السيرة كمعجزة شق الصدر فى سن الخامسة..وحادث نقل الحجر الأسود وحتى نزول الوحى، بالإضافة إلى الأعمال التحضيرية.
- العمل يعد تسجيلا لأحداث السيرة النبوية فى لوحة زيتية.هذه الأحداث استطاع الفنان طاهر عبد العظيم اقتحامها فى منطقة إسلامية تخضع للمحاذير التى اعتبرها سبقاً فى هذا المجال وفق فيه الفنان بدرجة كبيرة جدا.حيث بذل مجهودا فى البحث والتنقيب والتمحيص فى المراجع الخاصة بالتاريخ الإسلامى كالمجلدات والأفلام المرئية و`الديجيتال`.. بمباركة ومتابعة من فضيلة المفتى الذى افتتح المعرضين، حيث يقام المعرض الحالى فى قاعة الأرض بساقية الصاوى بالزمالك، حيث انتقلت الأحداث فى المرحلة الثانية من المشروع إلى موضوعات شائكة، وقد تم عرض اللوحات الخمس.. وتحتوى الأولى على حجرة الرسول ..صلى الله عليه وسلم.. ومحتوياتها بوصفها من خلال رؤية فنية تلائم المرجعية الدينية الإسلامية، وعنوانها : ` المدثر` .
- أما اللوحة الثانية فتمثل أول جهر بالدعوة ووقوف أبى لهب وزوجته أم جميل فى التصدى للنبى وموقف أبى لهب وقوله للنبى..صلى الله عليه وسلم : تبا لك يا محمد ..الأجل هذا جمعتنا؟ .
- اللوحة الثالثة : تمثل دار الأرقم..وهى الدار التى كان يجتمع فيها المسلمون الأوائل سرا لمدة ثلاثة أعوام.
- اللوحة الرابعة : يقدم فيها الفنان أشد أنواع التعذيب والاضطهاد للمسلمين .
- أما آخر لوحات المعرض (المرحلة الثانية) ..فلوحة هجرة الحبشة الأولى وفرار بعض المسلمين للاحتماء بالنجاشى ملك الحبشة وسوف يخصص الفنان د. طاهر بمشيئة الله تعالى المرحلة التالية للإسراء والمعراج.
- ما يهم ذكره فى هذا المقام أن المرحلة الأولى من المشروع تم عرضها فى أماكن عديدة منها مدينة القيروان وتونس العاصمة، وكذلك فى مدينة أزمير بتركيا وأماكن عديدة فى محافظات مصر، كما كان ولا يزال لها صدى واسع محليا ودوليا، وقد تناولته أستاذة فى علم الاجتماع من خلال بحث قدم لإحدى الجامعات المهمة بالولايات المتحدة الأمريكية، وجاء التناول من عدة زوايا مرتبطة بعلاقة المؤسسة الدينية بالفن فى مصر وارتباطه أيضا بالأحوال الاجتماعية وغيرها ما يحيط بالعملية الفنية من مؤثرات.

د.محمد الناصر

نصف الدنيا - 19 /8 / 2011

الجزء الثانى من جدارية السيرة النبوية تضم لوحات `الجهر بالدعوة `.. `تعذيب المسلمين`.. هجرة الحبشة

- يقول الفنان طاهر عبد العظيم إنه نذر نفسه وفنه ليسجل فى لوحات مشاهد متصورة من أحداث السيرة النبوية الشريفة .
- وقد بدأ الفنان العام الماضى فى تقديم الجزء الأول من لوحات بانورامية متصلة ومنفصلة فى مقاطعها تمثل مشوار السيرة النبوية وقد بدأها بلوحة `عام الفيل` قبل مولد سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ومنها بدأ فى تسلسل زمنى رسم لوحات تمثل (جيش أبرهة) ثم `هلاك جيشه ` بحجارة الطير ثم `مكة `.. ثم ` شق الصدر`.. ثم ` التحكيم فى نقل الحجر`.. ثم `الوحى فى الغار ` وقد تم عرض لوحات المرحلة الأولى فى عدد من البلدان منها تركيا التى تدرس إقامة متحف السيرة النبوية ليضم لوحات الفنان طاهر كما عرضت اللوحات فى مدينتى القيروان وتونس وأزمير ومصر .
- وتعرض حاليا ً فى قاعة عرض ساقية الصاوى المرحلة الثانية من السيرة النبوية واستكمالها بعد اللوحات الثمانية فى المرحلة الأولى..وتعرض حالياً لوحة بعنوان `المدثر ` التى تمثل هجرة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) ومحتوياتها بوصفها ومحتوياتها البسيطة..ثم لوحة `الجهر بالدعوة ` وتمثل فى لوحة ضخمة أول جهر بالدعوة ووقوف أبى لهب وزوجته أم جميل فى تصد للنبى ( صلى الله عليه وسلم ) وتمثيل لموقف أبو لهب وقوله : `تبا لك يا محمد ألهذا جمعتنا !! ` .. ثم تليها لوحة `دار الأرقم ` التى كان يجتمع فيها المسلمون الأوائل سرا لمدة ثلاثة أعوام ..ثم لوحة `الاضطهاد والتعذيب ` وفيها يعرض الفنان لأنواع التعذيب للمسلمين الأوائل..ثم لوحة `هجرة الحبشة الأولى ` والتى فيها هاجر فرارا بعض المسلمين إلى الحبشة للاحتماء بالنجاشى للمرة الأولى.
- اللوحات فى مجملها هى تصور فنى تمثلا من الفنان لمواقف ومحطات فى سيرة الرسول ومعاناة حتى إبلاغه الدعوة..لذلك حاول الفنان أن يقوم هنا بعملية وصفية تقريبية للذهن ولإدراك المشاهد أن يصورها فى شكل واقعى تشخيصى محاولا - وهذه تعد مشكلة - أن يتغلب على التصور المسبق لدى المشاهد والمسلم من كثرة قراءاته للسيرة النبوية وتكوينه لتصور خاص للمكان والأشخاص وربما احتراما من الفنان لهذا التصور المسبق من المسلم لسيرة نبيه أن تجنب الفنان تقديم إفراط فى شحنة عاطفية معينة إلا فى مشاهد `هلاك جيش`أبرهة وتعذيب المسلمين لكنه حاول أن يقدم باقى المشاهد بشكل محايد لكنه وصفى دون أن يحاول أن يكون له دور كمسلم فى إفراط العاطفة لذلك نراه فى كثير من لوحاته اعتمد على المشهد العام للصورة الوصف المحايد الذى يظهر دائما فى الخلفية مشاهد لمكة الجبلية وبيوتها وامتدادها بين الشعب ويجعل فى مقدمة المشهد مجرد لقطة كأنه ثبت الكادر على مشهد متصل وأخذ هذا الكادر وجعله رمزيا فى نيابته عن الوصف لما حدث فى هذا الموقف دون انفعالات زائدة كى يحتفظ كل مشاهد بما لديه من تصور ذهنى للحدث ولتكون اللوحة هى مجرد مفتاح أو مقطع من حدث ليكون كما قصد الفنان أن بتكون لدى الذاكرة البصرية تصور بصرى ليس مرادفاً لكن شبه تسجيلى لحدث معين أو لموقعة معينة .
- ومن أجمل لوحات هذه المرحلة لوحة `الجهر بالدعوة ` حيث نجد الوجوه التى تنظر للرسول (صلى الله عليه وسلم ) وكأن العيون تستمع كالآذان وقد ثبتوا فى مكانهم خاضعين لمهابة دعوته حتى وإن لم يؤمنوا بها وليؤكد الفنان قدر هذه الدعوة دون أن نرى الرسول فى الخلفية خلف رجال قريش بذلك العمق الممتد المتسع كمشهد طبيعى لبيوت فى الخلفية وجمع من الناس يخرجون من بيوتهم للاستماع إليه فى رمزية للخروج من الضيق إلى الاتساع ومن ظلمة الجدران إلى ضوء السماء وقد بدا المشهد مضيئا مستبشرا فى مقابل الوجه الشريف الذى لا نراه لكنه كمرآة حالة تشع ضوءاً ونوراً دون أن نراه وقد تجمدت داخل المشهد وجوه أهل مكة منصتين تماما منصاعين للسمع حتى ولو لم يؤمنوا فى ذلك الوقت لكنه الانصياع الداخلى لدعوة الله وإن تلته مكابرة بعد ذلك منهم .

فاطمة على

مجلة أخر ساعة - 10 /8 /2011

- أجمل ما يميز الفنان أن يملك هذا النهم الصادق لعمل فن صادق. فهو بطل الأداء العفوى وجرأة المعاملة مع المساحة واللون، صاحب لوحات التنورة الرائعة، وصاحب الحارات الشعبية والمنظور الذى لا تخطأه العين طاهر عبد العظيم فنان مجتهد موهوب تشكيليًا يبهرنا هذه الأيام بتجربة جديدة فيها من خبراته السابقة، ولا شك أنها أعمق وأكثر خبرة وجمالاً.
تحية لصديقي الفنان الكبير متمنيًا له مزيدًا من النجاح.

بقلم : الفنان / وجيه يسى

2017

- الفنان المتألق طاهر عبدالعظيم...
- من الفنانين الذين يتواجدوا فى المشهد التشكيلى فى السنوات الأخيرة بشدة فهو يتميز بغزارة الإنتاج، كذلك النشاط المتقد،والحماس المتدفق.وهذا يعتبر من أهم مقومات الفنان ) النشاط والحماس(.
- تلك الميزة التى تدفع الفنان إلى مسارات جديدة ومتنوعة فى الفن، و لهذا فنحن نشاهد هذا التنوع وهذا التقدم فى أعمال الفنان وكذلك نرى أن أعماله تزدان بالبهجة والفرح والضوء كما تتميز بالثراء اللونى، ولهذا فأعماله المستمدة من الحياة المصرية ( فى أغلبها) تملأ المشاهد بالبهجة والطاقة الإيجابية وهذا غاية ما يصبو إليه أى فنان.
- الفنان طاهر عبدالعظيم .. تمنياتى لك بالمزيد من التألق والمزيد من الأعمال الجميلة.

بقلم : الفنان أ.د/ إبراهيم غزالة

2017

صلاة فى محراب الحقيقة...

- معرض الفنان الدكتور طاهر عبدالعظيم...
- اليوم هو الثامن والعشرون من نوفمبر لعام 2017 أقف مع الجمع الغفير فى محراب الفن الراقى ، والذوق الرفيع، بين الكم الرائع لأعمال الفنان الدكتور طاهر عبدالعظيم الأستاذ والأخ والصديق الذى يؤكد لى كل يوم أنه متعبد خاشع فى صلواته وإعطائه الفن المستمر بطابع واقعى صادق خرج به عن نطاق الفوتوغرافيا فأسس قاعدة فنية يحتذى بها ويقف على أعتابها جمع من طالبى العلم، والمعرفة فجاءت لمساته تُسمع الأصم لحن التراتيل ويشاهد وقع حركات ألوانه فاقد البصر، فالفنان الصادق بقامة د.طاهر أعماله تُشاهد، وأنغامها تسمع لدرجة لا تحتاج إلى التفسير . أو الشرح كل عمل من هذه الأعمال تتحدث وتعرف نفسها، والمعرض كله كتاب مفتوح تجاوز الفنان فى إبداعه الفكرى خطوط العرض السطحى فوصل للكمال الفكرى والثقافى، لتراث دولة عريقة كمصر العروبه وتاريخ مصر التى يعجز المسافر إلى تاريخها قبل أن يدرك جزءًا من تلك الحضارة العريقة التى تأسس منها الفنان الدكتور طاهر عبدالعظيم. فكان نجمًا يشار إليه بالفخر الإعتزاز فتحية لهذا الإنجاز الفنى الرائع مع دعوة صادقه للاستمرار نحو المزيد من العطاء الكبير المثمر النافع. أستاذى وصديقى طاهر ألف مبروك هذا النجاح.

بقلم : الفنان /عبد العزيز التميمى

2017

- بين هندسة التكوين، والبناء الدرامى للوحة. مساحات لتجمعات ومسارات لونية تحددها خطوط وتراكمات لونية فى تناغم انطباعى يعتمد على شدة التباين اللونى لمساحات قد تكون هى المحور الأساسى لتكوين بؤر لونية مضيئة بين ضربات، ولمسات الفنان تندمج وتتكاثف فى تحقيق البناء الهندسى لسطح اللوحة لتؤكد عناصر التكوين فى هيئات كلية لمدركات شكلية من المخزون البصرى للأحياء الشعبية، والتراث فى مفرادات اُختزلت من مكانها الواقعى ليوجد لها واقع جديد على سطح اللوحة لتكون محور بنائى لها فى خطوطها الإشعاعية الهندسية بامتدادتها التى تظهر وتتلاشى على سطح اللوحة، وتكون بمثابة العنصر الرابط والاسترشادى لإتجاهات ومحاور اللوحة وعناصرها. هكذا تكون تجربة طاهر عبد العظيم معادلة بين الجانب الهندسى للتكوين والبعد الدرامى للوحة والتقنية الأدائية لبنائها التى تبدو سريعة على السطح، بسيطة، وهادئة فى إنفعالها.. آداءات و ضربات السكينة محددة، وواضحة ومؤثرة فى البناء والتكوين لتأكيد البعد الدرامي الإنفعالى للفنان فى حالة من الهدوء المريح للمشاهد.

بقلم : أ.د/ محمد اسحاق

2017

شخصية طاهر عبدالعظيم...

- بسيط مرح متفائل حتى فى أصعب الظروف .. صبور إلى أبعد الحدود.. وشهم ، يقوم بدور الفنان والمعلم والأب والأخ الأكبر والصديق المخلص لكل من حوله كل حسب احتياجه ..جعله الله فى ميزان حسناته.
- السمات الفنية ..
- يتميز فنه بسمات واضحة تشبه شخصيته، فيستطيع كل من يتابعه أن يتعرف على لوحاته من النظرة الأولى مهما اختلفت موضوعاتها، فتجد للوحاته مذاق خاص يمكن وصفها بالسهل الممتنع، فهو يجمع بين التلخيص والتفصيل.. الوضوح والغموض .. الإسكتش والدراسة ،يمكن تأويل لوحاته بعدة رؤى ومعان فى آن واحد، عند دخولك إلى عالمه الفنى لا يسعك إلا أن تقف وتصفق احترامًا للخبرة فى معالجة الألوان، والسيطرة على فراغ اللوحات بكل مقاساتها.
- لوحاته شديدة المصرية، والأصالة من خلال عناصرها ، وكذلك ألوانها الدافئة المتناغمة تارة أو الصاخبة المتضادة تارة أخرى، فهى ترحب بكل متلقى، ومتذوق للفن الرا قى، لتشهد كل ضربة فرشاة أو لمسة سكين على اللوحة بأن طاهر عبد العظيم فنان بطعم مصر.

بقلم : د. عبير مصطفى - زوجة الفنان

2017

- الفن هو الحياة ... ولا يمكن أن تأتى تجربة الفنان بمعزل عن هذه الحياة، ولكل فنان تجربته الخاصة التى يخوضها من خلال رؤيته وفلسفته الخاصة عن تلك الحياة، وتتعدد التجارب وتتباين وبالتالى تتعدد الرؤى والفلسفات. والمتأمل لأعمال الفنان طاهر عبد العظيم يستطيع أن يستشعر مدى خصوصية تجربته الفنية وتفردها، وأنها تحمل فلسفة خاصة عن الواقع، تجعل أعماله تتجاوز هذا الواقع المرئى وتنقلنا من هذا العالم المادى إلى عالم روحي يضعنا فى مجال أكثر عمقًا لرؤية هذا الواقع وبالنظر لأعمال الفنان السابقة نستطيع أن ندرك هذا العمق الدينى والتراثى فى أعماله من خلال رحلته الطويلة فى الفن مثل السيرة النبوية، والتنورة، وغيرها من الأعمال التى أثرى بها الفنان وجد أن المتلقى على مدار السنوات السابقة، وكان أكثر ما يميز تلك الأعمال هو الجرأة فى التناول سواء من حيث الموضوع أو المعالجة التشكيلية.
- ويطل علينا الفنان فى معرضه ) نقطة نور ( برؤية جديدة ليست بمعزل عن أعماله السابقة، بل تأتى لتؤكد أصالة الفنان واستيعابه لواقع الفن التشكيلى فى مصر والعالم ، فطاهر عبد العظيم يعرف دائما مبتغاه وهدفه، فهو لا يبحث عن متعة مؤقتة تحقق إشباعًا بصريًا نابعًا من مهارته الأكاديمية وامتلاكه لأدواته، بل يبحث فى عمق الموجودات ليحقق إشباعًا فنيًا وفكريًا أعلى وأعمق بكثير من خلال اختزال الصورة وتعميق الجانب الفكرى والوجدانى، فجاءت أعماله الجديدة لترسم بهجة من نوع خاص، والتى تستشعرها فى جميع لوحات المعرض، والتى تأتى أحيانًا من خلال اللون وقدرته العالية فى توظيفه جماليًا وتشكيليًا بل وفلسفيًا من خلال خلق بؤرة ضوء داخل العمل وأحيانًا من خلال الموضوع الذى تناول من خلاله الأحياء والرقصات الشعبية وكل ما تحمله من مظاهر البهجة والجمال بإحساس را قى بعيد عن أى شكل من أشكال الركاكة أو الابتذال.
- كما يتميز الفنان بضربات فرشاته القوية والجريئة، وعلى الرغم من هذه الجرأة إلا أن لوحاته تتمتع برقة ودفء بالغ، كما أنها تتميز بالديناميكية الشديدة، ولا يمكن لفنان أن يجمع بين تلك المتناقضات إلا إذا كان يمتلك أدواته وله فلسفته الخاصة كما نرى فى أعمال الفنان طاهر عبد العظيم. كما لا يمكن أن نتجاهل تلك المسحة التراثية التى طلت على جميع اللوحات تقريبًا وهى تلك الزخارف الإسلامية التى استخدمها الفنان ببراعة دون إخلال بموضوع اللوحة رغم تنوعه. نحن أمام تجربة خاصة لفنان يعى تمامًا متى يكون متيقظًا لما يقوم به داخل إطار العمل، ومتى يترك العنان لخياله وإحساسة ليفرض نفسه... خالص تحياتى للفنان المبدع طاهر عبد العظيم.

بقلم : الفنان /د. هانى عبد البديع

2017

سحر الألوان فى أعمال طاهر عبد العظيم ..

- عرفت طاهر عبد العظيم منذ أواخر الثمانينيات حينما كان طالبًا بكلية الفنون الجميلة وتنبأت وقتها بأن اسمه سيشغل مساحة فى الحراك التشكيلى، بعمله وبحثه الدؤوب ونشاطه المتوقد وسعيه نحو التجريب خروجًا عن القوالب التقليدية ، حيث اختار مجالين يبتعد عنهما الكثير من الفنانين: فن البورتريه وفن المنظر باحثًا فى أغوار الشخصية الإنسانية والمكانية التى تنفذ إلى وجدان المتلقى بكم الصدق المشحونة به اللمسات.
- يتغنى باللون مستغرقًا لتأتى عجائنه محملة بإيقاعات موسيقية متنوعة تحمل ثراء نابعا من وعيه بمتطلبات المشهد والحالة الواقعة بين الحلم والواقع تحت تأثير العلاقات اللونية حيث طوعها لـ ` الحالة ` باقتدار وتمكن.
- يصول ويجول فى شوارع القاهرة الشعبية والتراثية والتاريخية وعلى ساحل البحر فى تجمعات السفن الراسية والمبحرة، وعلى ضفاف النهر مع المراكب الشراعية باحثًا عن حلول متجددة فى محاورات تستغرق زمنًا حتى يصل إلى مبتغاه.
- بين الهدوء والعاصفة نعيش إبداعاته ؛ فهو فنان تشده التجمعات البشرية فى ساحات الشوارع التى يحتفى بها أحيانًا خالية من تلك التجمعات ليضفى عليها مناخًا روحانيًا، وتشده كذلك مشاهد الحركة على خشبة المسرح فى فرق الرقصات الشعبية والتنورة والموالد.
- انفجارات لونية بطاقة هائلة يختزنها الفنان ويختزلها على مسطح العمل لا تختفى حتى وأن بدا ينمق ويهذب المساحات اللونية لترتكز على أسلوب هندسى لا يخفى التدفق اللونى لكنها تعيد تنظيمه .
- ومضات ضوئية بلمسات لونية داخل عتمة اللوحة تسترق أعين الناظرين فى حوارات بليغة تتماهى فيها الأشكال أحيانًا وتتأكد أحيانًا أخرى.

بقلم : د. محمد الناصر

2017

فى معرض الفنان طاهر عبد العظيم..`أم الدنيا` لوحات تدعم فلسطين

- من الماء نتعلم الفعل دون الانفعال، وقدرةَ قطرةٍ ضعيفة على اختراق أصلد الجبال.. ومن الشمس نتعلم مجانية العطاء.. ومن القمر رفقة العشاق والشعراء.. دائما وأبدا الطبيعة صمت بحكمة وجمال بلا عناء. فما بالكم بطبيعة مصر سيدة العناوين وسيدة الجغرافية.
- بكثير من الحب والانتماء يبحث الفنان د. طاهر عبد العظيم عن الهوية.. يفتش عن الذات فى أكثر من أربعين لوحة فنية عرضها فى جاليرى بيكاسو إست، تحت عنوان `أم الدنيا`، والذى يستمر حتى الأول من ديسمبر القادم.
- وحول رؤيته للمعرض، أعرب الفنان والناقد صلاح بيصار عن تميز الأعمال بفرط الانتماء للبيئة المصرية.. وهو ما تجلى فى العمارة الفاطمية، وحركة المراكب الشراعية والحياة علي النيل.. بالإضافة إلى التصوير الصوفى الذى يعد بمثابة ابتهالات مصورة فى السيرة النبوية والمولوية والتنورة.. وهو ما يمثل سحر الصورة بما تحمل من أجواء روحية.
- ويضيف بيصار: `إن من بين أجمل لوحات المعرض، تلك التى تصور مجموعة من ستة مراكب شراعية تقف على الماء تعانق الأفق باشرعتها. حيث يخفق فيها السطح التصويرى بحيوية اللمسة وشاعرية الأداء بين الأفقى والرأسى الصوارى والمراكب.. والموجات اللونية.. يتردد ألحانها أعلى اللوحة من الأزرق الهادئ والبيج فى تفاعل مستوياتها.. بينما فى الوسط ومن أسفل تتناغم فى شفافية بين الأحمر والأزرق المشوب بالأخضر، ويختلف الإيقاع بعمق الصورة.. حيث يتميز بكثافة فى التلخيص والإختزال، نلحظه مع القوارب الراسية والمراكب.. كل ذلك فى منظومة لونية يغلب عليها البيج مع لمسات من التركواز والأبيض.. لتمثل التعبيرية فى المعنى والمفهوم والتشكيل`.
- فيما تشير د. عبير مصطفى، الأستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة، إلى أن لوحات طاهر عبدالعظيم لها مذاق خاص يمكن وصفه بالسهل الممتنع، فهو يجمع بين التلخيص والتفصيل.. الوضوح والغموض. وتضيف: عند دخولك إلى عالمه الفنى لا يسعك إلا أن تقف وتصفق احتراما للخبرة فى معالجة الألوان والسيطرة على فراغ اللوحات بكل مقاساتها.
- لون الذهب
- كلنا يعرف الذهب، إنه ذلك العنصر النفيس، هو المال فى صورته الجافة العنيفة الخالصة الخام... هو حلم الثراء، ومظهر الأغنياء، وهو غاية المستزيد من الدنيا وطموح الراغبين فى الرفاهية ورغد العيش..
- ولكن مع طاهر عبد العظيم وفى قاموسه اللونى والفنى والجمالي، يأتى اللون الذهبى من مصدرٍ آخر ولغايةٍ أخري.
- لهذا استوقف الذهب المنثور الناقد والفنان التشكيلى حازم سالم، الذى أكد أن اللون الذهبى فى أعمال طاهر هو اكتشافٌ خاصٌ به.. هو لون الشمس حين تشرق... وهو ضوء النهار يبدد ظلام الليل... هى أنوار المعرفة ضد سحائب الجهل... هى إشراقات النور ضد عتمة الظلمات، ويضيف سالم: `عند طاهر، نجد اللون الذهبى ممتزجاً بالأخضر الشفاف فيما حوله، والأبيض الناصع فى أجنحة الطيور... نجد تناغماً يأسر العين ويخترق الروح ويطرب الوجدان`.
- من ناحية أخري، لا يخلو المعرض من لوحات عن المرأة المصرية، خاصة الفلاحة أو البدوية. حيث يقول د. طاهر عبد العظيم: رسمت المرأة بصورة إيجابية فى أعمالى لما لها من أدوار بطولية فى خدمة أسرتها ومجتمعها. لقد حاولت إبراز شخصيتها القوية وثقتها بنفسها.. من خلال زخم الألوان الزاهية المستوحى من البيئة المحيطة بها والذى يعكس حالة من الثراء والقيم التى تمتلكها.
- وحده الفن يبقى الأصدق.. يأتى بدون مقدمات ولا نشرات إخبارية.. لذا، لم يحد الفنان الأصيل عن البوصلة، فقدم لوحات تضامنية مع فلسطين، وفى هذا السياق يقول: `تزامن توقيت المعرض مع ما نشاهده من أحداث مؤسفة من العدو الصهيونى ضد الفلسطينيين وما تم من دمار ومظاهر وحشية مشينة.. لذلك وجدت انه من الواجب أن أقدم عملين تضامنا مع غزة بمثابة تحية وتقدير لهم على صمودهم للحفاظ على وطنهم وقضيتهم. كما تم الاتفاق مع القاعة التى تنظم المعرض على خصم نسبة من المبيعات لصالح دعم أهلنا فى غزة`.
جريدة : الأهرام ( 17-11-2023)
بقلم : نسرين مهران

بقلم : نسرين مهران

جريدة : الأهرام ( 17-11-2023)