`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
كمال أحمد إبراهيم يكنور
كنوز الرمزية المصرية الشعبية..فى أعمال الفنان الراحل كمال يكنور
- استضاف مركز كرمة بن هانئ الثقافى معرض الفنان الراحل كمال أحمد إبراهيم يكنور خلال شهر فبراير، ويعد يكنور صاحب تجربه فريدة وخاصة للغاية حيث استعان بالموتيفات البيئة الشعبية المصرية المستمدة من العادات والتقاليد موظفا إياها بأحكام وانسجام ليقدم فكرا وميراثاً إبداعياً صادقاً وأصيلاً عن الواقع الشعبى المصرى، حيث أرخت ورصدت أعماله المثيولوجيا المصرية بأسلوب مميز معبرا بالموتيفات والخطوط والألوان والمعالجات البصرية للتكوين والقيم التشكيلية وفق منظومة إبداعيه مميزة.
- حيث قدم من خلال أعماله صياغات متعددة تحمل في مضمونها تأثر بتاريخ وتقاليد الماضي في مجال الفن الشعبى، فالرمز له صبغة تشكيلية تتمثل في وجود العمل الفني بجانب أن له طبيعة تصويرية ووجدانية وذهنية تتمثلان فى مجمل الانفعالات الحسية تجاه الفكرة الموضوعية المراد التعبير عنها في لوحاته حتى تبدو كالأيقونات يشع منها عبق القدم والتاريخ ورسوم الأطفال وثراء الألوان وكذلك حبكة التكوين وكلها من أهم السمات الأساسية لأسلوب الفنان.
- يحرص يكنور فى معظم لوحاته أن تظهر فيها صياغات متنوعة ومتعددة كما حرص على إبراز التنوع بين خشونة الملمس ونعومته في أعماله كما صاغ الألوان القوية ولم يبق إلا الملمس والتعرجات التي تعطى ظلالا حادة لتعكس البعد التاريخي والحضاري للفن الشعبي وأصالته وأيضا صبغة بالفكر المعاصر للفنان من خلال أسلوبه في صياغة العناصر والموتيفات الفنية، والفنان ألقى الضوء في دراسته للتراث على علاقته بالأسطورة والفكر المتوارث كما جمع بين عناصر التراث والفولكلور والألوان حيث تحتل الألوان المكانة الأولى في أعماله ويأتي ذلك انعكاسا قويا لنشأة الفنان والأماكن التى عاش فيها مثل أحياء الجمالية والسيدة زينب وشبرا وهى أحياء شعبيه تحمل بين جنباتها القصص والحكايات الشعبية المتوارثة حيث فتح الفنان عينه ليرى اختلاط الخرافات بالواقع وكيف تسير الحياة العملية إلى جانب العالم الذهني الذي يعيش فيه شخوصه وموتيفاته، وإذا تأملنا موضوعات لوحات الفنان نجد أن بعضها مأخوذاً من الحكايات الشعبية المتوارثة والذي عالجها أكثر بأساليب متنوعة ومتعددة ومن بين موضوعاته نلمح الأسطورة لكنها لا تتخذ شكلا واحدا وإنما تأخذ مسارات متعددة والفنان يتسم بإصرار شديد على إحياء التراث حيث يغوص في تقاليده وعراقته ويتبنى صياغاته ويكسبها المذاق الشعبي الذي يتسم بالسذاجة والبراءة والفطرة.
- وصاغ الفنان العنصر أو الموتيف الآدمى المتمثل فى المرأة بشكل شديد الغنائية مسكونة بالبساطة والتلقائية حيث صور الفنان عروسه المولد بشكل يتسم بتوهج الألوان والنور المنبعث من بناء الصياغة الذى شكلها بها الفنان الشعبى حيث تأثر بها الفنان ولجأ إلى صياغة العنصر الآدمى بشكل يثرى تشكيلة ويوحى بفصاحة التعبير، وقد حرص على أن يجمع بين الأصالة والمعاصرة في بناء صياغته فجعل من صياغته مساحات شديدة العصرية مسكونة بروح الشرق حيث تظهر صياغته للمرأة في أعمال الفنان بأكثر من شكل وأسلوب بتعددية متنوعة ومختلفة كشكل عروسه المولد وكلها من الموروثات الشعبية وعروسة المولد ابتكرها في الأساس الفنان الشعبي وصاغها الفنان في أعماله بشكل جديد ونجد أنه حرص على إيجاد علاقة درامية أحاطت عنصر العروسة بالطيور والنخيل المزدهر وهالة الزخارف التراثية والخطوط والكتابات العربية مثل لفظ الجلالة وغيرها من الكتابات المحببة إلى النفس كما ظهرت صياغاته بأشكال وخطوط تعكس بساطة متناهية وتلقائية في الأداء تصل في بعض الأحيان إلى الفطرة الفنية وكذلك الصياغات والموتيفات للعنصر الحيواني حيث مثلت الحمامة الوديعة والحصان المختال الذي يرمز إلى الفارس المترقب والقط والحمار والجاموسة وجميعهم صياغات تتسم بالتبسيط والتلخيص المعبر عن العنصر.
- وكذلك السمكة العنصر الشعبى الذى يعنى التكاثر والخير الوفير والنماء وهى صياغة أسطورية تحمل معانى ومفاهيم سحرية، كما اعتمدت هذه الصياغات على الخطوط فى بنائها فى بعض الأحيان والمساحات فى الأحيان الأخرى كما تم تكرارها فى أكثر من عمل لتؤكد على معانى مختلفة مثل النماء والوفرة فى عنصر السمكة والإخاء والتلازم لعنصر الحمامة والفروسية والشباب لعنصر الحصان وهى دلالات شعبية مستوحاة من الأساطير الشعبية، إلى جانب الصياغات التصميمية للعنصر النباتى ممثل فى النخيل والورد حيث تكررت هذه الصياغات فى معظم أعمال الفنان بشكل مباشر وأكد عليها، وجاء اللون ليؤكد على بنائية الصياغات بشكل مباشر بجانب الموتيفات الهندسية ممثله فى المثلث والدائرة والمستطيل ونصف الدائرة والمربع وهى موتيفات جسدت التكرار داخل لوحاته.
- أما القباب فقد شكلت عند الفنان بشكل مبسط لا يحاكى الواقع ولكن يعبر عنه فى إيجاز شديد فهي تأخذ هيئة نصف دائرة دائما يعلوها الهلال بشكل متكرر فى جزيئات مختلفة حيث صيغت بشكل مسطح محققا بذلك علاقة تكاملية، وارتكز يكنور فى صياغته للعناصر على علاقتها بالأسطورة والفكر المتوارث والذى يصوغ به أعماله الفنية بحس شعبى أصيل يتسم بالسذاجة والبراءة والفطرة بشكل يثرى المحصلة الفنية الشعبية المعاصرة إلى جانب الخطوط والكتابات التى صاغها الفنان بشكل مكمل لجميع الموتيفات حيث بناها بشكل متراكب متزن، واتسم أسلوب يكنور بالبراعة والتفرد فى صياغة عناصره فى تكوينات تتسم بالاتزان والتكامل إلى جانب التخليص والتبسيط، مع الاهتمام بالتفاصيل لبناء العناصر كما اهتم أيضا في أسلوب صياغته للموتيقات بأن تكون من صميم التراث الشعبي حيث ظهرت مفرداته كاملة في أغلب أعماله، وخص مفرداته وتناولها ببساطة وتلقائية مع المحافظة على تفاصيلها الزخرفية، كذلك استخدم مفرداته كاملة مع شئ من التلخيص والتبسيط وانتظمت موتيفاته فى علاقات تميزت بالفطرية والتلقائية التعبيرية من خلال أعماله الفنية في علاقة بسيطة ومتنوعة، وبالرغم من التبسيط والتلقائية فى صياغة المفردات إلا أن موتيفاته تحمل شحنات تعبيرية قوية تظهر بوضوح داخل اللوحات.
د./ أمجد عبد السلام
جريدة القاهرة ( 28- 3-2023 )
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث