`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
محمد رضوان حجازى

ـ اختار الفنان ` محمد رضوان حجازى ` استلهام الامكانات التعبيرية ، والزخرفية للحرف والكلمة العربية ، وهو بهذا الاختيار قد انحاز إلى الحروفيين العرب ( من بينهم على سبيل المثال لا الحصر ) الحمودى ـ وشاكر حسن آل سعيد ، ورافع الناصرى بالعراق ـ ونجا المهداوى بتونس ـ ورشيد القريشى بالجزائر ـ ويوسف أحمد بقطر ـ وحامد عبدالله بمصر ( ولعله أسبق هؤلاء جميعا إلى اكتشاف الامكانات التعبيرية ، والزخرفية للحرف والكلمة العربية ، وقد تحرر من المؤثرات الزخرفية ، وجسد من شكل الكلمات كائنات حية ، تتوتر بأحداث الواقع العربى وتصرخ بالاحتجاج ، والانتماء إلى بيئة مثخنة بالجراح ، وتوجه ` شاكر حسن آل سعيد ` بحروفه وكلماته إلى حارات بغداد القديمة ، أو بمعنى أدق يلتقط بصمات الصغار والكبار من فوق جدران تلك الحارات ، ويحافظ على خشونتها ، وعفويتها ، وما تحتوية تلك الرسوم الخطية العشوائية من شحنات تعبيرية .
ـ وينقسم الحرفيون العرب ـ بشكل عام ـ قسمين ، قسم يستلهم الامكانات التعبيرية ، ويستنطقها ملامح العصر ، وينتمى إلى بيئة بعينها ، ويختار موقفا واضحا من قضايا وطنه ، وقسم آخر يستلهم الامكانات الزخرفية ، ويميل إلى تجاوز الازمنة الفاصلة بين ميلاد الانماط الحرفية وبين عصره المعاش ، ويتخذ كثير من فنانى هذا القسم من الدين الاسلامى منارة يتخطون بها حدود الزمان والمكان ، لهذا لم يكن مستغربا أن يرتفع التيار الزخرفى التجريدى ... مع ارتفاع الموجة الدينية الاسلامية ، ويقف الفنان ` حجازى ` موقفا وسطا بين التيارين ، فهو على المستوى الفن يحاول أن يجمع بين الاحتفال بالتراكيب الزخرفية ، والتكوينات التعبيرية معا .
ـ بعكس انتاجه بشكل عام تنوعا ، وبمعنى أدق ميلا إلى الشىء ونقيضه ، وان جميع النقيضين ملامح شخصية فنية واحدة ، ومشترك أساسى هو الميل إلى ` الحركة ` والالوان البهيجة ... الدافئة ( فى معظم الاعمال ) والالتزام بشكل المربع ` وهو وحده محببه لدى الفنان المسلم وتشكل ` الدائرة ` رمز الكون عنده مفردة هامة فى لوحاته وإذا كان هذا هو المشترك الثابت فالمتغير كثير ، فهو تارة لا يكتفى باطار المساحة المربعة ولكنه يؤكدها باطار داخلى من الجمل المقروءة المتكررة احيانا يتمرد على هذا الشكل وتبدو لوحاته عندئذ مقطعا من دوامة لا نهائية تتجاز حدود اطارها . وقد يتجه إلى نقل انماط خطية لدرجة الأتقان نراه فى لوحات أخرى متمردا عليها لاجئا إلى خطوط حرة نافرا من القواعد محتفيا بالبراءة يلتزم أحيانا بأحد قوانين الزخارف الاسلامية ( وهو ما يعرف بالفزع من الفراغ ) وأحيانا نراه متحديا هذا ( الفزع ) تاركا للفراغ مساحة مرموقة وتنفصل ` المقدمة ` عن ` الخلفية ` فى لوحات وتتداخل فى نسيج لوحات أخرى
ـ ونحن اذ نشاهد فى معرضه الأخير تراجعا عن ` اللون الذهبى ` الا أننا لا تقطع بعودته فى المستقبل لهذا المعشوق السابق !
ـ أن المتأمل بعناية لمجمل رحلته الفنية يكتشف أن ` الدائرة ` ليست مجرد مفردة رمزية فى لوحاته بل تصلح لوصف تلك الرحلة فهو يمتعنا بفصوله الأربعة مرات ومرات ولكنه يطرح علينا وعلى نفسه سؤالا يشغل الفنانين المصريين : كيف يمكن اكتشاف خصوصيية لفن المصرى معاصر يكون قادرا على الاسهام فى الحيوية التشكيلية العالمية ؟
ـ لقد كانت معارضه اجابة تتوق إلى الاستقرار لكنها كانت ملأى وما تزال بالكثير من الحيرة والقلق !
محمود بقشيش

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث