`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
فاطمة محمد العرارجى

- عند مشاهدتنا منذ الوهلة الأولى لوحات الفنانة القديرة ` فاطمة العرارجى ` .. نشعر أننا أمام موهبة فذة قادرة على جذب اهتمام الجماهير ، إلى الموضوعات الفنية الجادة ، التى أبدعتها على امتداد مسارها الفنى ، الذى تجاوز الأربعين عاماً ، نتأملها بعمق ونتمتع بتراثها .. وتجاوبنا مع احساساتها المعبرة .
- لقد اتسمت تجربة الفنانة .. فى محاولة الغوص داخل الأرض المصرية لتسرى إلى الوجدان .. الأصداء . والمثيرات .. والرؤى .. التى قد تبدو فى شكل أو خط أو لون أو إيقاع .. متفاعلة مع الأشياء والعناصر والأحداث فى الأرض .. بوديانها .. وصحاريها .. وصخورها .. وإنسانها .
- وانطلقت إلى الكون الرحب المصطبغ فى بعض جوانبه بتلك العناصر وإن كانت أكثر تصميما وشمولا .. ولعل هذا كان هو المدخل نحو استيعاب أعمال الفنانة فاطمة العرارجى .. وفهم أسلوبها بين ما يتعلق بتصورها للفراغ أو اختيارها للعناصر .. أو الإيقاعات اللونية .
- وعلى الإنسان أن يواجه دائماً وباستمرار ` نفسه ` المحدودة والقصيرة .. ولكونه جزء ضئيل من هذا الكون الواسع اللانهائى فى الوقت نفسه .. ومن هذا المنطلق حاولت الفنانة بلوغ البعض من أرقى أشكال الإدراك .. التى يمكن بلوغه .. واحتواء بعضه داخل وعيها وإدراكها التشكيلى .
- وهكذا اتخذت موضوع ` الإنسان والكون ` منحى تشكيلى تحاول اكتشافه والغوص داخله .. محاولة التوصل إلى تحديد موقف معين .. من قوى الطبيعة المختلفة .. ليكون تصورها للكون والفراغ المحيط من خلال رؤيتها الفنية الخالصة .. لتقدم لنا وجهة نظرها المحملة بأحلامها ومخاوفها .. وتطلعاتها .
- لنشاهد فى مجموعتها ` الإنسان والكون ` عناصر عديدة من مكونات الطبيعة الموحية .. تحصلت عليها من القاطن داخل كيانها والمتمثل فى تجربتها والمخزون البصرى .. ورؤاها طوال حياتها .
- ذهبت الفنانة أول الأمر فى بعثة داخلية .. مرسم الأقصر .. بعد تخرجها .. من قسم التصوير فى كلية الفنون الجميلة ـ القاهرة عام 1955 . لتدرس وتبحث وتتأمل وتدرس داخل أحضان التاريخ المصرى وبين الطبيعة الصارمة فى جنوب صعيد مصر .. حيث يخترق نهر النيل الوادى الضيق الذى تحفه المسطحات الخضراء من الجانب الشرقى .. بينما الجانب الغربى تغمره رمال الصحراء المحاطة بالجبال الشاهقة .. هذا الجانب الغربى الذى اختاره قدماء المصريون ليدفنوا فيه رفات الملوك والملكات فى بطن الأدوية ، والتى كانت مملؤة بمعابد الآلهة والملوك .. والآن نرى فيها بقايا إحدى مدن العواصم العظمى فى العصور القديمة .. إنها طيبة هوميروس ذات المائة باب .
- لقد قضت الفنانة هناك بين أحضان الحضارة والطبيعة عامين .. تأصلت فيها رؤيتها .. وضعت يدها بقوة على أول الطريق .. وتعبر هذه المرحلة بصدق شديد عن محاولتها تدعيم وتأصيل أسلوبها الفنى .. لمواكبة العصر وما يعتريه من تطورات .
- وتوجت هذه المرحلة بذهابها فى بعثة دراسية إلى أكاديمية الفنون الجميلة بروما .. لتتبلور تجربتها الجادة .. وتبنى مفرداتها البصرية .. والقواعد الخاصة بها .. المختلفة عن تلك المفردات السائدة .. بالمعيار المتناسب مع فكرها وثقافتها .. وتصوراتها .
- وفى تمثيل رؤيتها فى لوحاتها .. استوعبت ما تنطوى عليه أو ترمى إليه بالأشياء الممثلة .. التى أضحت فى هذا العصر .. عملية معقدة لنراها تبادر فى مواصلة إبداعاتها باستخدام نظم ملائمة لموضوعاتها .. تتفق فنيا مع رؤيتها .. و بواسطة ذلك نقلت للمشاهدين تجربتها الخاصة التى تود إيصالها لأكبر جمهور ممكن مع استنباطها نظاماً جديداً للإيصال البصرى .. الذى سهل للمتلقى الإقبال على أعمالها الفنية واستيعابها وإدراكها بمنطلق إيجابى .
- لنرى فى مجموعاتها الكبيرة ` الإنسان والكون ` عالم ملموس .. للبحار .. والأرض .. والسماء .. والمخلوقات جميعاً مشكلة الجزء الأكبر فى لوحاتها وهى مظاهر ملموسة .. ومعروضة لدى الإنسان عن طريق الحواس .. فشبكة العين المنتعشة تتجاوب بسرعة مع طاقة الضوء والظل المنعكس على أشيائها .. تلك الأشياء التى يجرى تخزينها وتصنيفها فى العقل الباطن .. وتتحول بعد ذلك إلى إدراك شخصى للكون متجانس مع أسلوب الفنانة .. بحيث لا يوجد هناك تناقض بين الفكر وتحقيقه وبين الانتماء للأرض والتراث .. وبين مواكبة تيار الثقافة الإنسانية .
- مع محاولاتها التعرف والفهم للكون تتضح الرؤية الفنية شيئا فشيئا .. وتختزل الأشكال تدريجيا للوصول مما هو أكثر أهمية وحيوية فعناصرها كانت تبدو فى أول الأول كمكونات موحية للبنية المصرية ثم تدرجت فى التلخيص والاختزال حتى أصبحت رموزها عضوية مثيرة للإيحاءات ثم تألفت هذه العناصر فى وحدة متسقة تسبح فى فراغ رحب غير محدود .. وهو تصور للفراغ الذى يوضح خصوصية الرؤية التى تنبع من الحاضر .. ولها امتداداتها فى الماضى وتطلعها للمستقبل نحو عالم أكثر إنسانية وإشراقا .
- وكان جنوح الفنانة فاطمة الشديد فى تبسيط الأشكال وإعادة صياغتها برؤية جديدة يرجع بصفة عامة إلى أن كل شىء فى الطبيعة يتغير تبعاً لرؤية الفنان ويستسلم لعملية ` التحريف ` فنجد بعض أجزاء الشكل تتقلص لتتضخم فى أجزاء أخرى بل أن الأبعاد التى نراها فى الواقع ليست هى التى نتخيلها فى الصورة .. وهذا يقتضى أن يخلق الفنان وسيلة جديدة لتأكيد العمق .. بدلاً من المنظور الفوتوغرافى التقليدى .. وذلك بخلق عدد من المستويات التى تبرز بعضها فوق بعض فى تعاقب مستمر .
- وتلغى الفنانة فكرة تلاشى الأفق وامتداده لخارج الصورة .. كى تؤكد أن عالم الصورة مستمد حقيقته من تكاملها الداخلى .. كذلك الألوان لم تعد وسيلة لمحاكاة الألوان الطبيعية بل أداة للتعبير عن مشاعر الفنان وأحاسيسه .. فلا يمنع أن تكتسى الأرض بالحمرة الشديدة لتعطى الإحساس بالحرارة والوهج .
- كل هذه التحريفات الكاملة للأشكال والألوان .. إنما الهدف منها خلق عالم الفنانة الخاص والذى تصيغه من جديد من خلال ذاكرتها وأحلامها وتأملاتها إليها رغباتها ومشاعرها .
- لنرى أشكالها للشخوص تتقارب أجناسها .. والاختلافات الضئيلة جدا تتلاشى .. فلا نشاهد سوى بروز ثنائى فى صدر المرأة .. مختلطة مع الحيوانات والطيور والأسماك السابحة فى أشكال متلاقية فى الفراغ الكونى .. بغض النظر إن كانت طبقات من الهواء أو الماء أو فى مجرات بعيدة .. هذه الأشكال تعود إلى أصولها الجنينية الأولى كأنها مواد هلامية .. من خلايا ثنائية متزاوجة .
- لقد كانت الفنانة فاطمة العرارجى من أوائل الفنانين الذى ساهموا فى إشاعة روح المقاومة والنضال الوطنى .. وذلك أثناء العدوان الثلاثى على مصر فى عام 1956 حيث عبرت عن مشاعرها هى ورفاقها من الفنانين الذين حملوا رسوماتهم على أكتافهم فى مسيرات شعبية فنية .. استقر أحدها فى معرض مفتوح فى أحد الساحات بجانب جامع الأزهر الشريف وهنا اهتمت بالدرجة الأولى التعبير عن القضية القومية وحرصها على إبداء رأيها .. وتحريك حماس المشاهدين .
- وفى لوحاتها عن `بورسعيد ` قدمت لنا مأساة العدوان الغاشم فى جو من الألوان الزرقاء .. بينما جثثاً هامدة تحملها مجموعات صامتة من الناس موزعة فى جميع أنحاء اللوحة .. وكأننا نشهد حلما حزيناً .. باقياً .. لذكرى هذه المأساة .
- كما تفاعلت الفنانة مع انتفاضة الشباب الفلسطينى ضد الاحتلال الإسرائيلى عام 1987 .. ومع ذكريات الانتفاضة قدمت معرضاً خاصاً بعد سنتين من قيامها .. متنبأة بأن الانتفاضة ما هى إلا بركان كامن داخل كيان الإنسان الفلسطينى .. ينفجر ويخرج حممه .. ساعة غضب وهكذا عادت مرة أخرى الانتفاضة فى تلك الأيام .. أكثر حماساً .. مما جعل المحتمل الإسرائيلى يزيد من تسلطه على الشعب الأعزل فى هياج لم يسبق له مثيل .. وهنا قالت الفنانة فاطمة : هذه المجموعة من الرسوم أخذت تتداعى الفكرة فيها تلو الفكرة فى سلسلة من الأشكال السوداء تتحرك فى الفضاء تحمل أصداء لإحداث وآلام ومعاناة تعكس تفاعلا يبرز فى تنوع التناول الخطى مع تفاوت درجات الخشونة .. والكثافة والتوتر على السطح الأبيض .. فى تلاحم كتل العناصر .. فى تدفقها وتناثرها أو تطايرها .
- فى الحقيقة هذه الرسومات التى عبرت بها الفنانة عن الانتفاضة من خلال خدش الورق الأبيض بسن الريشة المحملة بالحبر الصينى الأسود .. لا تحتاج منها سوى أن تكون صادقة … وبارعة عميقة النظرة لتدخل مباشرة إلى قلب المتلقى … لما تلك الأحداث المصيرية إدراكا واعيا فى ضمير كل إنسان عربى .
- لقد تميزت تلك الخطوط السوداء الدقيقة بالحدة وأحيانا بالرقة فى تشكيلها الأشياء .. وتبعا لدرجة ونوعية الانفعال لحظة إنجازها تلك الأعمال التى جاءت خطوطها معبرة عن حساسية مفرطة وقدرة تقنية رائعة لفنانة أعطت حياتها للنضال وتعليم الأجيال فى كلية فنون جميلة الإسكندرية .
الناقد / محمد حمزة

فنانة مصرية فى أول الطريق
- نحن فى مرحلة يتحدث فيها الفنان عن عمله وانتاجه وأصالته، أكثر بكثير مما تراه فى هذا الإنتاج..
- إذا حكمت العرف والمنطق فإنك لابد منكر أن يكون هذا العمل الضخم الشامل من صنع هذه الفنانة الرقيقة النحيلة، وإذا حاولت أن تجد فى حديثها بعض ما يؤكد أنها صاحبة هذه الأعمال، فلن تحصل سوى على ابتسامة خفيفة وبعض كلمات قد يصعب عليك تتبعها لفرط خفوتها.
- وأنت فى النهاية مطالب التعرف إليها من خلال عملها وهذه صفة أحمدها عليها فنحن نمر فى مرحلة يتحدث فيها الفنان عن عمله وانتاجه وأصالته اكثر بكثير مما تراه من هذا الإنتاج .
- وهى.. الفنانة فاطمة العرارجى، والانتاج.. نقدم بعضه خلال هذا الشهر فى متحف الفن الحديث..
- والفنانة تخرجت عام 1953 من معهد معلمات الفنون وهو الجهة الوحيدة التى كان يجب عليها أن تنتسب إليها إذا ارادت دراسة الفن ففى ذلك الحين لم يكن من المسموح به قبول الطالبات فى كلية الفنون الجميلة.
- وعند تخرجها كان باب القبول في كلية الفنون الجميلة قد فتح للطالبات فالتحقت بالنسبة الثالثة وتخرجت عام 1955 أولى دفعتها.
- وهى لم تفعل كغيرها من الفنانين والفنانات الذين ما نكاد تنتهى مرحلة الدراسة حتى يتركوا تجاربهم وينقطعوا عن الإنتاج إلا فيما ندر، وما تتطلبه الحاجة الملحة كان يقام معرض يدعى إليه أو تنظم مسابقة يدعى إلى الاشتراك فيها.. لم تفعل ذلك بل واصلت الانتاج والتجارب ومارست العمل فى المدينة والريف وخارج القطر واستعملت الخدمات المختلفة وداومت البحث عن خامة جديدة تكون أقرب ما يمكن من طبيعتنا واستهلاكنا، فعلت هذا كله لا بدافع الاشتراك فى معرض أو الحصول على جائزة ولو كان يهمها هذا لحاولت تقديم هذه اللوحات كمشروع للدبلوم تحصل به على دبلوم الفنون الجميلة، فالشهادة التى يحصل عليها كل من ينهى دراسته تسمى بشهادة اتمام الدراسة ولا يستحق الدبلوم إلا من قدم مشروعه..
- والأعمال التى أنتجتها الفنانة منذ صيف 1955 تنقسم إلى عدة مجموعات بدأت بدراسات سريعة فى باريس وروما يتضح فيها التأثر بالمدرسة اللونية الأوروبية.. وهذه المرحلة من انتاج الفنانة لا تستحق التحليل نظراً لقصرها من ناحية، والوقوع تحت تأثيرات غير طبيعية فى حياة الفنانة من ناحية أخرى، كما أن الأهم من هذا وذاك أن هذه المرحلة لا نرى لها أثر ولو طفيف فيما انتجته من مراحل لاحقة.
- أما المراحل التابعة لهذه المرحلة فأعمالها تكاد تجمعها وحدة الفهم والتجربة وأن تباينت طرق المعالجة تباينا غير بسيط ، فنجد فى لوحات ` سوق الليمون` أن المجموعة الاولى منها تخضع إلى حد ما للمفهوم التأثيرى فى اللون لم نجد فى نفس الجو أى ` سوق الليمون ` لوحات لاحقة انتهى فيها هذا الفهم التأثيرى للون وحل محلة تلخيص وتركيز يكاد يسود جميع لوحات الإنتاج الأخير.
- وتقدم الفنانة محاولة أخيرة للبحث عن خامة مصرية، تظهر فى مجموعة اللوحات القريبة من أعمال ` الفرسك` والتى يظهر فيها بوضوح مدى تأثير الخامة على فهم الفنان لكل ما بين يديه من عناصر، سواء فى استخدام اللون أو اختيار الرقعات الرئيسية للعمل أو تحديد العلاقات التشكيلية بين عناصره.
- والسمة المميزة لأغلب أعمال الفنانة استخدامها مادة ` الجواش ` وندرة استخدام الألوان الزيتية، وهى فى هذا ترى أن خامة الجواش أقرب فى طبيعتها لتحقيق الفن المصرى والطابع المصرى، مستمدة الأدلة من الفن المصرى القديم والفن الشعبى، والفن الريفى، ففى جميع هذه الفنون ينتشر التلوين الجبرى، ولعل السبب فى هذا أن شمس مصر المشرقة لا تحتمل الرسم بالألوان الزيتية بما تبعثة من انعكاسات تعطل التمتع بالعمل كوحدة من جميع زواياه.
- الامر الذى أحب أن أوضحه وأبين أهميته بالنسبة لكل المشتغلين بالإنتاج التشكيلى أن البحث عن الطابع المصرى والأسلوب المصرى لا يأتى نتيجة البعثات الخارجية أو الاعتكاف بين الكتب والمؤلفات والتشبث بلمحات من فنون الدول الاخرى.. بل يأتى نتيجة العمل والممارسة المنتظمة والمرونة في نقل الخبرات الجديدة والنماذج المتناقضة والخواص فى أخر الأمر إلى تعبير فطرى حر.
- يحمل ثقافة الممارسة والفكر المركز ولقد حاولت الفنانة أن تحقق هذا على قدر ما سمحت لها به امكانياتها فداومت تذوق الاشكال القديمة للفن المصرى سواء فى متحف الأثار أو وسط بيئتها الطبيعية فى الأقصر والمعابد المحيطة .. ` وهى إذ وجدت فى الأقصر لا يصب اهتمامها على ما يحيط بها من آثار بل تحاول أن تربط بينه وبين البيئة المصرية المعاصرة فى هذه المنطقة، ذلك لأنها تؤمن أن تذوق الفن المصرى القديم ودراسته لا يعنيان بأى حال من الأحوال محاولة أحياء هذا الفن أو إعادته من جديد فهى تقول وتؤكد أن الظروف الاجتماعية والاقتصادية التى خلفت هذا الفن قد تغيرت تغيراً كليا، وأن بقيت بعض العناصر المشتركة التى أثرت على هذا الفن واستمرت مؤثرة حتى لحقت فننا المعاصر، هذه الظروف المشتركة هى ظروف الطبيعة المناخية والبيئة الطبيعية .. وهذه هى نقط الالتقاء مع الفن المصرى القديم.
ومن مجموعة اللوحات التي تقدمها الفنانة يتضح مدى اهتمامها بدراسة الموضوعات الشعبية، وهى فى الوقت نفسة تستغل وجودها فى البيئات لشعبية فى دراسة الفن الشعبى في جميع مصادره سواء فى الرسوم الحائطية أو فى الأسواق والموالد أو فى زياراتها المتكررة للسيرك.
- وهى لذلك ترى أن خير ما يمكن أن تقدمه الدولة للفنان المصرى هو أن تسهل له دراسة البيئة المصرية فى جميع أشكالها من زراعية وصحراوية وبحرية ونيلية، وتسهل اتصاله بالجماهير العريضة للشعب المصرى، فهى ترى أن التصاق الفنان بالجماهير يسهل له الوصول إلى القيم الفنية الحقيقية فى عمله، كما أن هذا الاتصال يحدد طابع فنه شكلا ومضمونا وهذه الحقيقة لمستها بوضوح فى لوحتين عن بورسعيد للفنانة ، واحدة انتجتها فى أوائل المعركة والأخرى عقب زيارتها لبورسعيد أثر الانسحاب مباشرة، ومن هاتين اللوحتين تأكدت فى ذهنى أهمية الممارسة والالتصاق بالجماهير للحصول على التأثر السليم والشكل الصحيح، ففى اللوحة الاولى حماسة منقطعة النظير سواء فى اتجاه التكوين العام للخطوط الرئيسية أو فى استخدام الالوان الساخنة فى اللوحة، وهذا يوضح الفكرة الاصطلاحية فى فهم الفنانة الحماسى عن بورسعيد وفى اللوحة الثانية تختفى هذه الحماسة المفتعلة ليسودها شعور إنسانى عميق سواء فى أختيار الألوان أو فى استخدام التكوين الهادئ المتماثل الذى يوضح عمق المأساة ويؤكد جريمة المستعمرين دون ما حاجة إلى أفتعال أى ثورة سطحية فى اللون أو التكوين .
- أعمال هذا المعرض تؤكد مولد فنانة مصرية، يمكن لها بالعمل المتواصل والتجربة المستمرة، وتقبل النقد البناء، واكتساب مزيد من التواضع الفنى، أن تكون عاملا هاما من عوامل الوصول إلى فن مصرى أصيل.
بقلم : راجى عنايات

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث