دستور مصالحة الذات

الفن من أجل عودة الإنسان لأخيه وأمه وأبيه وجاره وداره ووطنه، بعيداً عن إيثار الذاتوالمادة والصراعات في أي زمان ومكان هذا ما نادى به معرض الفنان أحمد جلال (صباح الربيع) بقاعة بيكار بنقابة الصحفيين فهو يبحث منذ طفولته عن إحساس الفنان، فسخر إبداعاته اللونية والخطية لتكون دستوراً لمصالحة الذات ودعوة للأمن والأمان الذي بات مفتقداً تحت سماء العالم الملبدة بغيوم وقضايا دولية تهدد بقاء الإنسان، هذا هو إشراق الربيع عند الفنان أحمد جلال الذي عبر عنه بصياغات لونية مشرقة تتوهج بالأمل وحب الحياة، أخذت سمات وأشكال متنوعة، توحي ولا تفسر تاركة للمشاهد فرصة إعمال الوجدان والعقل، ليستمع لحوار لوحاته ليقحم بذاته منفعلاً بما تجيش به إبداعات الفنان من معان إنسانية هادفة رفيعة من حيث التقنية اللونية والخطية التي يوجهها الفنان بدون قيد أو شرط، فتراه أخذ من روح مومياوات الفن المصري القديم تارة ووادي النيل المحتضن لريف مصر تارة أخرى وأعضاء الإنسان الوظيفية كالقلب والشرايين بالإضافة لتأثره بالطبيعة بكل صنوفها وألونها فهو لا يقف في لوحاته عند محطة بعينها، ولكنه دائماً ساعٍ محلق في أرجاء الكون الرحيب، جالب من امتداد جذور الحضار ات بأصالة وعفوية فطرية نقية، جعلت لأسلوبه سمة خاصة محتفظاً بها ومجدداً لها في كل أعماله التي تدعو للبناء الاجتماعي والنفسي للإنسان أينما كان مهتدياً بفترات الازدهار والتطور الفكري لفلسفات الفنون القديمة، والتي جاءت فنون معبرة عن قيمة البناء الاجتماعي الذي يرتكز على أسس المساواة والحب والعدالة والتواصل بين أفراد المجتمع على اختلاف العقائد والأزمنة إنها قضية الإنسان من أجل البقاء والسلام.

مجلة الهلال