`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
محمود محمد خفاجى وهبه
الفنان التشكيلي محمود خفاجي الفن الجيد يحتاج إلي جمهور جيد
ليتنا نتعري أمام أنفسنا ونحاسبها !! كيف نصنع فناً جميلاً في بيئة رديئة !! فن الجرافيك شأنه شأن الفنون الأخري التي تتميز بقابليتها علي تحقيق حالة التنوع والإبداع والابتكار خاصة أنه يتيح فرصاً أوسع لاستخدام وسائل عديدة ومتفاوتة.. في سبيل تحقيق العملية الإبداعية علي النحو الأكمل.. لأنه يتحقق من خلال التعامل مع الحفر علي الزنك والنحاس والخشب والليثوجراف . هذا ما قاله الفنان التشكيلي والكاتب الصحفي محمود خفاجي.. الذي كان معنا في هذا الحوار.. أري في سيرتك الذاتية أنك صحفي أولا قبل أن تكون فناناً تشكيلياً.. ما العلاقة بين الصحافة والفن التشكيلي ؟ أسعده السؤال.. فابتسم.. وقال: أرسم منذ طفولتي.. وأقرأ.. وأكتب بعد العاشرة من عمري.. وأجزم أن الكتابة والرسم سارا جنباً إلي جنب منذ هذا الوقت وحتي الآن.. كنت أرسم الناس في الشوارع.. وأرسم الملك فاروق ونعيمة عاكف وأعلق الصور علي جدران البيت.. وفي العام 1959 وكنت أزال طالباً طبعت روايتين : «دنياك يا ولدي».. و«جوهرة في الوحل».. وشاركت في إخراج وكتابة مجلة أطفال باسم «البراعم» مع الصحفي الكبير الأستاذ محمد جبر.. وبعدها كنت ضمن كتيبة مجلة «المنصورة». ثم العمال.. ثم.. ثم.. وكتبت الشعر ونشرته.. وظل الرسم إلي جانب الكتابة حتي يومنا هذا.. لكن كان رسماً يخص الصحافة وقليلاً من المعارض.. وكوني خريج فنون جميلة قسم جرافيك فقد صممت معظم ماكيتات المجلات الخليجية وهي تصدر حتي الآن. في معرضك الأخير أري نقطاً ودوائر رفيعة وعملاً شاقاً.. كيف حققت هذا؟ نعم.. هناك دقة سائدة وملحوظة في كل عمل.. لأنني استخدم القلم الربيدو والريشة الرفيعة.. وأحياناً كثيرة -وبشجاعة - استخدم شعر الفرشاة بلون جاف خشن وكأنني ارسم بأسنان مشط.. كما أنني أمسك بإصبعين اثنين فقط قطعة باستيل ترابية أو زيتية لا تتعدي السنتيمتر الواحد.. نائمة ممددة بين اصبعي.. وأرحل معها عبر سيمفونية سريعة جداً.. أشكل فيها العمل المراد.. وأغلبه البورتيريه.. وربما يرجع ذلك إلي أنني كنت مميزاً في مادة المناظر وأنا طالب في الكلية.. فعندما كنا نخرج إلي الشوارع لنرسم كنت أحصل علي الدرجة النهائية حتي تخرجي.. ولذالك عندما أردت الحصول علي الماجستير اشترط مجلس القسم أن أدرس للطلبة والطالبات مادة المناظر `نصف جدول` وطبعاً وافقت لأنني سأخرج إلي الشارع للرسم من جديد. التضاد !! لكن. لماذا يسود الأبيض والأسود أغلب أعمالك.. ماذا عن اللون ؟ إن كل لون يمتلك طاقة تعبيرية.. نفسية وبصرية وجمالية خاصة.. مؤثرة وفاعلة بدلالاتها وأدوارها ضمن المضمون والاسلوب علي حد سواء.. وأنا أومن بهذا.. لكني أعشق التضاد القائم بين الأسود والأبيض.. رغم أنه تضاد مبدئي يقوم بين الألوان الباردة والساخنة بشكل عام. لماذا الجرافيك ؟ هز رأسه وهو يضحك قائلاً: تذكرني بشيء جميل.. فآخر السنة التمهيدية المسماة `بالإعدادي` في الكلية حصلت علي أعلي الدرجات.. وفي السنة الأولي يبدأ التخصص.. فدخلت قسم الحفر المسمي الآن بالجرافيك.. في نهاية الشهر حصلت علي جميع الدرجات النهائية.. فحولت إلي قسم النحت.. وحصلت علي الدرجات النهائية.. فحولت إلي قسم التصوير.. ونفس القصة.. وعندما أردت تجربة قسم الديكور هددني بالفصل المرحوم الفنان محمد جوهر عميد الكلية.. لأن نصف العام قد فات وأنا أجرب.. فعدت إلي قسم الحفر `الجرافيك` حتي أصبحت معيداَ به في العام 1971 . هذه هي القصة.. لكن الإجابة علي سؤالك هي: أن الجرافيك تتداخل فيه التنويعات التشكيلية كالرسم والنحت والحفر.. ويستطيع بتكويناته التشكيلية أن يحقق انتشاره كفن جماهيري في مثل بلادنا.. وأنا شخصياً أجد متعة في الجرافيك.. فأنت تطبع نسخة بألوان معينة.. وتغير اللون في النسخ الأخري كما تريد.. لديك قالب تغير ألوانه قبل أن تنتهي من مرحلة الحفر الأخيرة.. ويصبح لديك أكثر من نسخة.. وهذه ميزة لا تجدها في فرع آخر.. ففي النحت تغير في الخامة فقط وأنت تصبها.. يمكن أن تكون بوليستر - ألومنيوم - نحاس - مصيص - برونز.. أما تمثال الخشب فهو نسخة واحدة كاللوحة الزيتية !! آدم وحواء أراك تتعامل مع الرجل والمرأة وبينهما في أغلب اللوحات حصان أو قطة أو ثور.. ما المقصود ؟ آدم وحواء هما ثنائي الحياة منذ البدء ومن صحبتهما معاً امتلأ الكون بالذكر والأنثي من البشر.. أما الخيل.. فهناك الفرسة.. أم الأنوثة والجمال والدلال والشموخ والأصالة والرشاقة.. والحصان له جماله ودلاله وكبريائه.. أما الثور فهو رمز الجنس.. طاقة جبارة للذكورة.. والتوالد.. لم أستخدمه كثيراً.. لكن القطة وأنا أربي القطط في بيتي وفي مرسمي.. فهو رمز الألفة.. والحنو.. وهناك مثل يقول `المرأة كالقطة.. تحب الرجل الذي يحسس علي ظهرها`.. وأسأله: ألا تتفق معي أن كثيراً من رسوماتك تتسم بالعري ؟ يضحك قائلاً: ليتنا نتعري أمام أنفسنا ونحاسبها.. لقد ولدنا عرايا.. وسنموت عرايا.. ياسيدي.. نحن نخبيء سيئاتنا وراء أزيائنا.. ونضمر الشراكة مما نضمر الخير.. وتلوك ألسنتنا سيرة بعضنا.. نحن جوعي.. وعطاشي.. لا نجد قوت يومنا بسهولة.. فلماذا لا نكون عرايا !! أنا لا أعني العري هنا بالجنس.. ولا الذكورة والأنوثة فهما الآن سيان.. تداخلا.. ضعفا.. إنهاراً.. أنا أقصد التعرية النفسية.. مرآة نري أنفسنا فيه.. فربما نخجل !! هل هذا ما عبرت عنه أيضاً في تمثالك النحتي الوحيد ؟! نعم.. فهي رأس رجل عصري.. بقرون شاه.. عيناه واسعتان يري بهما كل شيء.. وأذنان كبيرتان `كما تري` المباغة فيهما.. يسمع بهما كل شيء.. أما فمه.. فقد كمموه برباط حتي لا يستطيع البوح !! سؤالي الأخير.. هل يجد الفن التشكيلي جمهوراً ؟ سؤالك جيد.. فهذه مشكلة المشاكل.. لأن الفن الجيد يحتاج إلي جمهور جيد.. مثقف.. يتجاوب معه.. ويتطلع للمستقبل والأجيال الجديدة التي يجب اتباع أساليب حديثة وأصيلة لتربيتها.. لتكون حاملة لمشعل الثقافة والتقدم.. ويجب خلق فن الجماهير القادر علي تغيير المفاهيم والقيم القديمة وخلق الشروط الجديدة.. لدينا فن جيد.. وليس لدينا جمهور جيد.. وهذه هي المشكلة..
حسين الحلوجي
القاهرة : الثلاثاء 29 - 11 - 2011
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث