`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
مرفت عزمى عثمان
ضوء رمال ميرفت
- يأتى صالون النيل للتصوير الضوئى الخامس -الذى يضم (427) عملاً فنياً لـ (193) فناناً مصوراً- متألقاً ناضجاً عن دوراته السابقة .. بفعل حماس وإرادة المشاركين وحبهم لفنهم وعشقهم لعدسات كاميراتهم التى تتواتر بالمشاعر كلما احتضنتها عين وروح المصور، ومن الأعمال الفنية اللافتة للنظر، العمل الخاص بالفنانة ميرفت عزمى عثمان ، الحاصلة على بكالوريوس كلية السياحة وإدارة الفنادق بجامعة حلوان العام 1987 وتمارس الكتابة وفن التصوير، وأعمالها الفنية آتية من صحراء مصر، آتية برمالها المتحركة بفعل الرياح العاتيه التى تدفعها -ذرات وراء الأخرى- مكونة مرتفعات وربوات ملتوية ناعمة تنساب فى اتجاهات عكسية للرياح تحدها نهايات دقيقة حادة هى القمم التى تتشكل بفعل التراكم المتتابع لحركة الرمال.. إنها طبيعة ذات هوية متقلبة لا تسكن واقعاً ولا تصمت زمناً إلاّ إذا تراجعت الرياح وصمتت وتوقفت مسافة من الزمن -الذى لا يتوقف- فهى معادلة بالغة العمق وبليغة المعنى الدال على حركة الحياة .. فهى مرتفعات تتنفس فى الكون وتتواتر فى باطن الصحراء وتتحدد بفعل الطاقة، عالم ساحر خيالى الأطوار، ومن اللوحات الملفتة للنظر والانتباه تلك المقسمة إلى نصفين متصارعين متضادين أفقيين الأول السماء الزرقاء المتدرجة إلى الوضوح تجاه النصف الثانى الأسفل وهو الربوة الرملية الممتدة فى العمق، تكاد معادلة التنصيف تكون متساوية فى المساحة وفى التضاد اللونى والتكامل فى نفس الوقت .. ومن أسفل والمنتصف تنطلق قمة حادة يؤكدها الضوء الأصفر وظلاله المتقابلة فى حركة رأسية ومتموجة فى اتجاه العمق وفق منظور وهمى ينحنى فى الأفق نحو اليمين وضوء ممتد يتلاشى شيئاً فشيئاً .. وفى انكسارة الانحناء فى العمق تظهر رأس رجل وجزء من كتفين فى مساحة ضئيلة -مقارنة بالمساحة الكل - ولكن أضافت حركة وتعبيراً وتوحداً إنسانياً مع الطبيعة بليغ الحبكة البنائية والشعورية ، وضوء الرمال يجذبنا إليه، ونعومة الجسد الرملى تحتضن الإنسان بدفء أشعة الشمس الصفراء كما أسماها بول جوجان ، وكائن هذا الجسد الضئيل أحدث ما يسمى بـ (الحراك الروحى) - فى قلب الصحراء .. مقابل ذلك الشعور بالمجال المغناطيسى للحوار الممتد بين السماء والرمال الصفراء، بين الأصفر والأزرق، بين الروح والجسد .. لا يستغنى أحدهما عن الآخر، وعندما تتواتر الرياح وهى حاملة ذرات الرمال لا تذهب هباءً بل تتواتر فى سقوطها فى تموجات متواليه متتابعة كأمواج البحر الناعمة العاشقة للشاطىء عندما تنساب حانيةً عليه وتنغمس فيه متحدة لتتلاشى ثم تأتى رقائق ضوئية أخرى تمتد إلى باطن الصحراء تملؤها سحراً وجاذبية .
ا.د. احمد نوار
جريدة الحياة - 2004
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث