`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
محمد رضا إبراهيم متولى منصور
ألوان وخطوط .. وهموم الوطن
- لكل عمل فنى لغز يسكن أعماقه .. ويغرى بمحاولة اكتشافه ، ليس فقط فى التكوين الناجح وإنما أيضا فى الفكرة وما تحمله من أسرار ، وكذلك المعنى الذى يتجاوز العالم المرئى .. فيمتزج بقوة الشكل ويضيف اليه ما يقوى جاذبيته ، وهو ما يتبدى واضحا فى أعمال الفنان محمد رضا منصور الذى أقام له قصر ثقافة المنصورة معرضا استيعاديا وندوة لمناقشة مجمل أعماله وإلقاء الضوء على تاريخه الفنى الطويل .. وقد شارك فى هذه الندوة الناقد الدكتور خالد البغدادى وأدار الندوة الفنان حمدى الزينى وحضرها عدد كبير من الفنانين والنقاد والمهتمين بالفنون التشكيلية .
وللفنان رضا منصور تجربة فنية طويلة تمتد وراءه لأكثر من أربعين عاما كانت بدايتها فى أوائل الستينات عندما زار الرئيس جمال عبد الناصر والملك محمد الخامس ملك المغرب مدينة المنصورة وتحمس كل الفنانين والمبدعين فى محافظة الدقهلية ــ فى ذلك الوقت ــ لتزيين المدينة والترحيب بالزعيمين ، وهنا ظهرت موهبة محمد رضا عندما رسم جداريتين كبيرتين تبلغ كل جدارية فيها 3/6 أمتار تحمل الأولى صورة الزعيم عبد الناصر والثانية صورة شخصية للملك محمد الخامس .
وقد انقسمت التجربة الفنية لديه إلى ثلاث محاور رئيسية ، وهو ما ظهر واضحا فى لوحات المعرض .. المحور الأول خاص بتجربته الفنية الخالصة حيث مارس فن التصوير بمفهوم الواقعية الاشتراكية التى تنحاز للبسطاء والمهمشين وموضوعها الرئيس هم الحياة اليومية للفلاحين والعمال ــ مما يذكرنا بأعمال الفنان حامد عويس ـــ فهو فى النهاية ابن التجربة الناصرية حيث تعلم ونمى وتشكل وعيه خلال فترة الستينات وما بها من مد ثقافى وفنى وفكرى أيضا .
فنجد وجوها قد لفحتها الشمس وهى تخوض معركتها اليومية مع الحياة فنجد الفلاح الذى يحرث الأرض ويرويها بعرقة فتمنحة الثمار والظلال ، وذلك الطفل الصغير الذى يسحب بيده الصغير حبل البقرة الكبيرة التى تسير وراءه فى وداعة وكأنهما صديقان فى نزهة والنظرة المتبادلة بين الطفل والبقرة تشى بكثير من الأسرار التى تجمع بينهم ولا يعلمها أحد ، وقد تبدو أعمال محمد رضا فى التلقى الأول لها غامضة .. أقرب إلى التعاويذ السحرية .. وعلى المتذوق لها أن يبدأ فورا فى سبر أغوارها ومحاولة النفوذ إلى أعماقها وتجاوز المظهر المرئى للوصل إلى المعنى الكامن خلف السطح اللامع.
التهكم والسخرية
والمحور الثانى فى تجربته الفنية خاص بفن الكاريكاتير الذى عمل به وبرع فيه فى العديد من الصحف والمجلات داخل مصر وخارجها .. حتى أنه عمل لفترة مع المبدع صلاح جاهين فى مجلة (( صباح الخير )) بالاضافة إلى نشر كريكاتيراته الساخرة فى مجلة المنصورة وسنابل وروزاليوسف وأخيرا جريدة البديل .
وقد تميزت رسومه الكاريكاتورية بالسخرية اللاذعة وقوة الرسالة التى تحملها عبر خطوط واثقة تتلوى وتتقاطع حتى توصف الشكل المراد ، وقد بدا هذا واضحا فى رسومه التى تحمل مضمونا سياسيا واجتماعيا ناقدا للظروف والأوضاع المصرية والعربية .. والعدوان الاسرائيلى على الحقوق الفلسطينية والعربية .
والمحور الثالث المميز لهذا المعرض فهو خاص بالرسوم الصحفية التى تميز بها طوال مشواره الفنى والصحفى ، حيث تصبح الرسوم المصاحبة لموضوع معين هى المعادل البصرى / الفنى المعبر عن مضمون ومحتوى المقال ، بل انه أحيانا ما تكفيك الرسمة المعبرة عن قراءة الموضوع كله بسبب حيوية الخطوط وقوة التعبير ، مثل رسمته التى تصور شخصا راكبا دراجة ولكن احدى عجلات الدراجة مستديرة والأخرى ((مربعة )) فكيف يمكن ان تسير الدراجة .. فأى كلمات يمكن أن تعبر عن تلك المفارقة الدالة ؟!
عندها يصبح التأمل هو السبيل لاكتشاف عالمه ، حيث يتبلور السلوك العبثى والتهكمى على أنه الطريق الملائم للتحرر من قيود الأطر الجامدة ، مثلما تتحرر من بعثرة الترتيب المتسلسل للعمل الفنى ومن ضغوط التراتبية العقلية ، وربما تكون هذه الرسوم هى المفتاح الذى يدفعك لقراءة الموضوع المصاحب والولوج إلى عالم الكاتب عبر بوابة الخطوط والرسوم التى تتسم بإحساس خاص نابع من روح وعقل الفنان خصوصا عندما يكون فنانا شديد الحساسية مثل الفنان محمد رضا منصور .
د. خالد البغدادى
القاهرة : 23-1-2018
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث