`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
هالة محمد كمال طوبار
! هالة طوبار أسطورة لم تتحقق
- `أسطورتى`هو معرض الفنانة هالة طوبار والذى افتتحه مؤخرا الفنان صلاح المليجى - رئيس قطاع الفنون التشكيلية - والذى أقيم فى قاعة `إيزيس` فى متحف محمود مختار، وقدمت الفنانة مجموعة لوحات متنوعة بأسلوب يجمع بين التجريدية والتعبيرية، تقدم من خلالها حلم إمرأة تحاول أن تعبر عن احاسيسها ومشاعرها تجاه ما يدور حولها من متغيرات فى ظل هذا الواقع الضاغط على الجميع .. والذى أفقد الكثيرين حتى الرغبة فى الإبداع..!!
* الموج الأزرق :
- ورغم أنها تمارس أنشطة فنية وأدبية واجتماعية متعددة ولكن.. ورغم كل هذه النشاطات والفاعليات التى قامت بها أو اشتركت فيها إلا أنها - وكما تقول عن نفسها - ما زلت فى أول الطريق وفى مرحلة البحث والتجريب فهى - تحاول أن - تقدم بحثاً فنياً فى اللون والفراغ حيث اللون هو المثير الذى يحفزها والفراغ هو الهاجس الذى تتصارع معه فى محاولة لثبر أغواره وكشف الستار عن المجهول الكامن خلف الصمت البادى فى أرجاء اللوحة .
- خصوصا فى تلك المجموعة من اللوحات التى يغلب عليها اللون الأزرق الذى يحمل شدة ضوئية ودلالة بصرية تضفى على المشاهد شعوراً بالراحة ورغبة فى التأمل.. وكأنها موجات من اللون الأزرق، تلك الأعمال التى تمثل حالة من الاستبطان الذاتى تبحث من خلالها بين خلجات نفسها وبين كل مخاوفها المحبوسة فى تلك المساحة الداكنة الواقعة بين عقلها الواعى وعقلها الباطن..والمحملة بكل الأحلام والطموحات والرغبات المباحة أحيانا أو الممنوعة فى أحيان أخرى..!!
-فهى تعبر عن شخوص لنساء فى حالة من التيه والفقدان تبحث عن الخلاص خارج ذاتها وخارج البيوت التى تظهر دائما بلا ملامح حيث المكان.. لا مكان وحيث الزمان.. لا زمان فهى فى حالة حوار وبحث دائم مع نفسها وعن نفسها فتبحث عن ذاتها داخل ذاتها لعلها تجدها قابعة فى أحد أركان سراديب النفس المظلمة لكن يبدو أنها كلما اقتربت من الوصول اكتشفت أنها مازالت بعيدة.. فتبدأ البحث من جديد، ولعل هذا ما أكسبها الجرأة اللازمة فأصبحت ضرباتها أقوى وإيقاعها أسرع وخطوطها أكثر حرية وحيوية لكنها يجب أن تدرك أن الحقيقة بعيدة وأن الخلاص ينبع دائما من داخلنا ولا يأتى أبدا من الخارج...!!
* الكمى والكيفى :
- لكن من يتأمل المعرض سيلاحظ وجود حالة من التشتت والانقسام إلى ثلاث مجموعات..المجموعة التى يغلب عليها اللون الأزرق.. ومجموعة المناظر الطبيعية التى تميل إلى التبسيط والتجريد.. والمجموعة الثالثة المنفذة على خامة الورق..!!
- مما يوحى أن هناك أفكارا فنية متنوعة منفذة بأكثر من أسلوب تشكيلى وكأن هناك أكثر من شخصية شاركت فى رسم هذه اللوحات وتجهيز هذا المعرض..!! وقد فسرت الفنانة هذه الظاهرة بأن هذه الشخصيات موجودة داخلها وليس خارجها، وأنها تعانى نوعا من القلق الفنى والإنسانى يجعلها تمر بحالات فنية ومزاجية مختلفة ناتجة عن كثرة وزحمة الأفكار والتجارب التى تريد أن تعبر عنها.. مما ينتج عنه هذا التنوع فى الأساليب والأفكار..!!
- لذا يجب عليها أن تستقر فنيا وذهنيا حتى يحدث هناك نوع من التراكم الكمى الذى يؤدى بالضرورة إلى تغير كيفى/نوعى ..عندها سيكون لها أسلوب فنى له ملامح تشكيلية محددة ..!!
* الفكرة والأسطورة :
- وقد اختارت الفنانة لمعرضها عنوان `أسطورتى` وهو عنوان صادم يحمل بين طياته درجة كبيرة من النرجسية والاستغراق فى الذات،ففى لحظات معينة من الممكن أن يتحول `الإنسان` إلى `فكرة ` ثم تتحول الفكرة إلى `أسطورة` إذا نجحت فى اختبار الزمن والواقع والتاريخ مليئان بالأشخاص الذين تحولوا إلى أفكار .. ثم تحولوا إلى أساطير فى مجتمعهم.. مثل مارتن لوثر كينج الذى دفع حياته من اجل الإنتصار لفكرة الحرية والمساواة، ونيلسون ماندلا الذى قضى 27 عاماً من حياته فى السجون فى سبيل ما يؤمن به..!! وطه حسين الكفيف الذى أضاء لنا الطريق.. حتى الرئيس أوباما كان فى لحظة اختياره يمثل `فكرة` صدقها البعض ومنحوه من أجلها جائزة نوبل للسلام بعد شهر واحد من ولايته..!!
- إذا فمن الممكن أن يتحول الإنسان إلى فكرة وإلى أسطورة.. المهم أن يكون لديه شئ يقدمه للعالم وقيمة يضيفها للآخرين تساعد على تجميل العالم وتحرير البشر وجعل الحياة أكثر احتمالا، والفنانون التشكيليون بشكل عام - وهالة واحدة منهم - هم من أجدر الناس على تحرير العقول والقلوب وإطلاق عنان الخيال بسبب ما يملكونه من شغف الحياة.. ورغبة فى التغيير.. وتمرد على كل ما فى الواقع من ملل وقبح ورتابة..!!
- وتستطيع هالة طوبار أن تكون جزءاً من هذه الطليعة المبشرة بالتغيير.. ولكن عليها أولاً أن تمتلئ بالرؤى والأفكار وتستعد لمواجهة معركتها مع الحياة بكثير من العمل والجد والاجتهاد وقوة الشغف..حينها فقط من الممكن أن تتحول هى وإبداعها الفنى إلى فكرة وأسطورة إذا اجتازت اختبار الزمن.. أما حتى الآن فالأسطورة لم تتحقق بعد...!!
د.خالد البغدادى
جريدة القاهرة - 28 /2 /2012
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث