`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
محمد رشاد القوصى
رشاد القوصى وحكايات 100 ألف صورة فى 60 سنة
- نشرت أول صورة لى على الصفحة الأولى للأهرام وعليها اسمى سنة 1946 خلال عملى بالتدريس كنت أجلس أمام منزلى وأشاهد المواكب الرسمية فى طريقها إلى مسجد الرفاعى لوضع أكاليل الزهور على قبر الملك فؤاد.
- أخذت صورتين لوزير المعارف محمد حسن العشماوى ( باشا ) وضيفه الذى تبين أنه وزير التعليم الإيرانى كان عندى معملا صغيرا فى حمام منزلى .. وكان والدى يرسل الصور إلى جريدة البلاغ التى خصصت صفحتها الأخيرة لنشر صور الهواة .
- حملت الصورتين إلى الأهرام بمبناه القديم بشارع مظلوم ( باب اللوق ) وقابلت سكرتير التحرير نجيب كنعان الذى اختار صورة منهما ونشرها على الصفحة الأولى وحصلت على 20 قرشاً ومن هذا اليوم بدأ اهتمامى بالأحداث الجارية .
- فى نفس العام أو الذى يليه ذهب الملك فاروق لصلاة الجمعة اليتيمة بجامع الرفاعى، ولم أكن أحمل تصريحا بالتصوير.. رأيت ضابطاً كبيراً يمت لى بصلة قرابة ( اللواء عثمان خليل ) فأشار إلى صبحى رياض شحاتة مصور الملك، وابن رياض شحاتة مصور الملك فؤاد .
- قال : إن الملك يقف على الدرجة الثالثة من السلم لتصويره ويتم وضع وردة حمراء فى هذا المكان لضبط آلات التصوير عليها، وأخذت الصورة.
- كما صورت الملك فاروق أثناء رفع العلم المصرى على ثكنات قصر النيل. وأيضا خلال حرب فلسطين عندما زار القوات المصرية بمنطقة ( دير سنيد ) بين غزة وتل أبيب .
المصورون الأجانب
- عندما قامت حرب فلسطين 1948 طلب رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى (باشا) سفر عدد من الصحفيين والمصورين مع الجيش المصرى .
- تسلمنا ملابس عسكرية عليها شارة مراسل حربى طلب اللواء محمد حيدر (باشا) وزير الحربية مقابلة الصحفيين والمصورين، واعترض على سفر المصورين الأجانب
- كنت أسافر مرة أسبوعيا عن طريق العريش ورفح وسافر البعض عن طريق الأردن ولمصاحبة الفدائيين بقيادة البطل أحمد عبد العزيز كان معنا حسن مراد مصور جريدة مصر السينمائية .
- كنت مع الملازم أول مصطفى بهجت بدوى الكاتب الشاعر ورئيس تحرير ومجلس إدارة الجمهورية الأسبق .
- كنا نعمل بكاميرات الجيش وأفلامه وتم إحراق الصور بعد بثورة وجاء ناشر انجليزى يبحث عن هذه الصور واشترى 5 صور من دار الهلال والأهرام ودفع 100 جنيه استرلينى فى كل صورة .
- كان مصورو الصحف فى الغالب من الأجانب أو العرب كارلو باجيان، أرنساك مصرفيان ( مصرف، ميشيل نظريان ( نظر ) ويوسف حيالى (عراقى ) لم يكن بالصحف مصورون محترفون ، كانت تتعامل معهم بنظام الاشتراك الشهرى ( الأبونية ) نظير مبلغ ثابت 25 جنيهاً .
- كانت المنافسة مع المصورين الأجانب صعبة . عملت لشهور قليلة بجريدة الأخوان المسلمين .
- رشحنى ( مصرف ) للعمل بجريدة الزمان لصاحبها إدجار جلال بمرتب 25 جنيها وكان مرتبى من التدريس 8 جنيهات .
- التحقت بأخبار اليوم مارس 1952 بعد أن فصلتنى الزمان وسلمونى شيكاً بمبلغ 500 جنيه ذهبت إلى كامل الشناوى الذى تحدث مع مصطفى أمين فوافق بشرط موافقة محمد يوسف .
- تليفزيون الأرجنتين كان ذلك مع استمرارى فى التصوير الفوتوغرافى
-عملت مع عدد من وكالات الأنباء العالمية ووكالات متخصصة فى الصور منها سيجما وجاما فى باريس وفوتو جرس أيجنس فى لندن وأيضا بعض الصحف العربية فى بيروت .
- ترسل الأفلام إلى الوكالة المتخصصة بالطائرة لتحميضها وطبعها بمعاملها لتحصل على أفضل مستوى من الوضوح والدقة والجودة .
- الوكالة تقول : عندك صورتان للاغتيال .
- يد المصور تعمل بطريقة آلية فى اللحظات المناسبة .
- نشرت الصورتان كانفراد بمجلة نيوزويك الأمريكية على صفحتين وبعد ذلك فى صحف عالمية أخرى .
- أعلنت الملكة دينا الزوجة الأولى للملك حسين فى بيان لها من منزلها بالمعادى، أنها تريد ابنتها الأميرة عاليا ( 5 سنوات ) وتم تصوير البيان وإذاعته فى التليفزيونات العالمية
- واستجاب العاهل الاردنى الراحل لنداء الأم وأرسل الأميرة الصغيرة إلى والدتها
- والملكة دينا أستاذة الأدب الإنجليزى فى كلية حسنين هيكل وارتدى مونتجمرى الزى العسكرى عند زيارة مقابر الحلفاء والمدنى طوال .الزيارة .
- صورت الأمام موسى الصدر الزعيم الشيعى اللبنانى أثناء زيارته للأزهر الشريف خلال فترة الأمام الأكبر الراحل د.عبد الحليم محمود .
- والموسيقار محمد عبد الوهاب بمناسبة تكليفه من الرئيس السادات بتوزيع النشيد الوطنى ( بلادى بلادى ) ومنحة رتبة العميد الشرفية .
- الفنان جمال السجينى يضع اللمسات الأخيرة على تمثال الفنان عبد الحليم حافظ عندما تهدأ الأحداث يفكر المصور فى اتجاهات أخرى اتفقت مع د. حسن حافظ مدير حديقة الحيوان على تقديم وجبة مضاعفة للأسد وأدخلت عليه كتكوتا فى القفص .
- اقترب منه وشمة وتركه فى حالة وصدق توقع مدير الحديقة.
-أودع أمير عربى قرداً من فصيلة الشمبانزى بالحديقة، أعددت له حفل عيد ميلاده ارتدى بدلة، وأمامه تورته، وبجواره فتاة جميلة .
- اشتركت مع الصحفية سعاد منسى فى عمل موضوع نشر بمجلة مسامرات الحبيب عن امرأة فقيرة تعيش فى تجويف شجرة بمنطقة مصر القديمة .
مصطفى شردى


- فى الحالات الناجحة لتجربة إعداد المحرر المصور ما قام به مصطفى شردى مدير مكتب أخبار اليوم ببورسعيد وأول رئيس تحرير لجريدة الوفد خلال العدوان الثلاثى .
-قام بتصوير مشاهد الخراب والدمار والقتلى من المصريين وجاء بالأفلام عبر بحيرة المنزلة، حضر إلى القاهرة ومعه 10 أفلام ورفض عرضاً من إحدى وكالات الأنباء لشراء الصور بمبلغ ألف جنيه .
- أمر عبد الناصر بطائرة خاصة لمصطفى أمين وسافر بالصور إلى الولايات المتحدة ودول أخر ونشرت الصور فى وسائل الإعلام العالمية.
موسوعة التصوير
- رشاد القوصى من مواليد أسيوط فى 30 نوفمبر 1923 انتقل إلى القاهرة مع أسرته وهو فى سن الخامسة وأقاموا بالحلمية الجديدة عمل مدرساً للتربية الفنية لمدة 4 سنوات بمدرستين ابتدائيتين بالعباسية والدرب الأحمر .
- تعلق بالتصوير فى سن العاشرة، كان يقترض الكاميرا من والده أو خاله لتصوير أفراد آسرته والمساجد الأثرية .
- حصل على جائزة فاروق الأول فى الصحافة 1950 ودرع الريادة من نقابة الصحفيين فى يوم الصحفى سنة 2003 .
- شارك فى تأسيس الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافى سنة 1946 أول رئيس لها المستشار أحمد موسى .
- موسوعة فى التصوير الصحفى سواء من النواحى العلمية أو العملية.
سيبقى الجهد البشرى هو الاساس، مهما تطورت آلات التصوير ومعداته .
- ظهرت أول معامل للتصوير الملون بالقاهرة خلال الأربعينيات بشارعى عدلى وشريف، وبعدهما معمل كوداك .
- المصور الناجح يستطيع الحصول على لقطات جيدة من كل التخصصات فى صفحة الدين المساجد واللوحات القرآنية من الصور الجيدة .
- من أفضل اللقطات العالمية صورة أقدام نيك أرام سترونج رائد الفضاء الأمريكى الذى هبط .
د. أحمد المنزلاوى

ذكريات من نوع خاص رشاد القوصى
* صورت اغتيال السادات بالصدفة ..
-أشهر صورى هى صورة الأسد والكتكوت وأشهر صحفى عملت معه كان هيكل
-المصور العالمى رشاد القوصى صاحب صورة اغتيال الرئيس انور السادات وثانى اثنين حصلا على جائزة فاروق الأول للصحافة عام 1950حيث كان الآخر هو محمد حسنين هيكل .
-القوصى من مواليد أسيوط عام 1923 انتقل إلى القاهرة بشكل نهائى عام 1928، وأقام فى بيت جده بالحلمية الجديدة، الشيخ محمود القوصى رئيس المحكمة الشرعية شهدت طفولته ميولا فنية باتجاه التصوير أما والده فكان الخطاط والرسام بهيئة المساحة ولما لاحظ عليه أبوه هذا الميل علمه وسمح له باستخدام الكاميرا الخاصة به، فكانت أولى الصور التى التقطها صورة عائلية لإخوته، الصورة كانت جيدة جعلت أباه يجهز له مكاناً صغيراً للتحميض ، وهو لم يتجاوز العاشرة من عمره.
- وعن دخوله عالم التصوير الصحفى يحكى رشاد القوصى عن زيارة أحد المسؤولين لمقابر العائلة المالكة والقريبة من منزله، فقد قرر أن يعرف من الزائر، لتصويره وأمكنه التسلل من بين الضباط والتقاط صورة للزائر المهم الذى اتضح فيما بعد أنه وزير المعارف المصرى بصحبة وزير المعارف الإيرانى حينما نشرها فى الأهرام وعلى إثر هذا استقال من وزارة التربية والتعليم وتعاقد مع جريدة الإخوان إلا أن وفاة الشيخ حسن البنا أغلقت الجريدة.
- وتتواصل ذكريات القوصى : تقدمت بعد ذلك للعمل بجريدة `جورنال دى ليجيبت ` والتى كان يمتلكها إدجار الجلاد باشا وأثناء عملى بها قامت حرب 1948 وطلب رئيس الوزراء اختيار مصور ومحرر صحفى لإرسالهما لساحة الحرب، وكان كل المصورين المتقدمين من أصل أرمنى ما عدا القوصى الذى تم اختياره، ولم يقع الاختيار على أى محرر وقام الضابط مصطفى بهجت بدوى بتحرير كل الأخبار وهو الذى أصبح بعد ذلك رئيس تحرير الجمهورية - وبهذه الطريقة أصبحت صورى فى كل الجرائد .
- وبعد عودتى من حرب 48 عدت لجريدة `جورنال دى ليجيبت ` إلى أن فوجئت ذات يوم بجواب شكر واستغناء عن خدماتى بالإضافة إلى مكافأة 500 جنية من إدجار الجلاد، وخرجت من الجريدة متوجهاً لجريدة `أخبار اليوم`وقابلت كامل الشناوى مدير التحرير الذى رحب بى على أن يستأذن محمد يوسف رئيس قسم التصوير والمصور الوحيد المعين فى هذا الوقت ولم يعترض ولم أخرج من مكتب الشناوى إلا ومعى محرر وكاميرا.
- فى أثناء عملى بجريدة `الأخبار` الذى استمر 8 أعوام كان أكثر المحررين الذين عملت معهم شيخ الصحفيين محمد حسنين هيكل والذى حصل على جائزة الملك فاروق الأول للصحافة عام 1949عن تحقيقة بالأراضى الفلسطينية وحصلت أنا على نفس الجائزة عام 1950 وقد ألغيت تلك الجائزة، إلا أن الخلافات دبت بينى وبين غيرى من المصورين المتعاونين بآخر ساعة، عندما علموا بعملى مراسلاً لأكثر من جريدة أجنبية، بالإضافة لمعرفتى فن التصوير التليفزيونى بجانب التصوير الفوتوغرافى، ولهذا كنت أحصل منها على مقابل مادى كبير، وطلبنى مصطفى أمين وخيرنى بين ترك عملى كمراسل للصحف الأجنبية على أن يزيد راتبى 10 جنيهات أو أن أترك الأخبار واخترت ترك ` الأخبار ` .
- وعشت 3 شهر دون عمل فى أى جريدة مصرية حتى جاءنى سعد لبيب فى مارس عام 1960 وطلب منى العمل بالتليفزيون لتبدأ رحلتى كمصور تليفزيونى لجمال عبد الناصر وكبير لمصورى التليفزيون حتى خروجى للمعاش عام 1918 .
- ويحدثنا القوص عن رحلته للعالمية فيقول إنها بدأت منذ عمله بوكالة `سيجما` الأجنبية عندما قامت سفينة ألمانية بتدمير كوبرى `الفردان` على قناة السويس، وطلبت الوكالة منى سرعة التوجه للإسماعيلية وتصوير الحادث ووفرت لى طيارة هليكوبتر وقد نشرت هذه الصور فى الجرائد العالمية وأصبح اسمى متداولا فى شتى أنحاء العالم، أما صورتى `اغتيال السادات ` فقد جاءت تأكيدا لشهرتى العالمية، بالرغم من عدم تأكدى من تصوير تلك الحادثة فعندما اتصلت بى وكالة الأنباء الفرنسية تسألنى عن تصويرى حادث الاغتيال أجبت : لا ، لم أصورها على الرغم من تصويرى كل العرض العسكرى وبعد شحن الأفلام فوجئت برسالة تهنئة بالصور الفريدة والوحيدة التى التقطتها ولم أكن مصدقاً ما فعلت .
- وعن أقرب الصور لقلب القوص يقول : الصورة التى التقطتها أثناء الشهور الثلاثة التى توقفت فيها عن العمل عندما توجهت لحديقة الحيوان قمت بتصوير صورة الأسد والكتكوت .
- وعن أطراف المواقف التى تعرض لها القوصى يقول إنه من بين رحلاته الكثيرة مع جمال عبد الناصر، والذى كانت علاقته به من خلال الأوامر كانت رحلته التى زار فيها خمس دول أفريقية واستمرت 15 يوما ورافقته أنا وعدد من السياسيين والمصورين الفوتوغرافيين والمحررين وكنت الوحيد من التليفزيون وكانت الطائرة التى تأتى بالبريد لعبد الناصر تأخذ أفلامى كى يتم عرضها وعندما انتهت الرحلة وعدنا للقاهرة طلب الرئيس مشاهدة الأفلام وقمنا بإعداد فيلم تسجيلى لمدة ساعتين ونصف الساعة عن الرحلة وفوجئت بعد انتهاء الفيلم بعرض أسماء كل العاملين فى إعداد الفيلم دون عرض اسم المصور الوحيد القائم بكل عملية التصوير وعندما اعترضت أخبرنى رئيس التليفزيون باحتمال سقوط اللوحة المسجل عليها أسمى .
سحر المليجى
المصرى اليوم - 2007
المخضرم رشاد القوصى وذكرياته الفوتوغرافية .. أنا أول صحفى فى العالم يلتقط صوراً ملونة لاغتيال السادات
- لا يعرف منذ متى بدأ يمارس مهنة التصوير ..غير أنه يذكر أن أول صورة تنشرها له الصحافة كانت فى صحيفة الأهرام فى أربعينيات القرن الماضى ..هو رشاد القوصى المصور الصحفى والتليفزيونى الذى سيكمل فى ديسمبر المقبل عامه الرابع والثمانين ..التقيناه وأدهشتنا قدراته على تذكر الأحداث المهمة بتفاصيلها ..عاصر ثورة يوليو منذ يومها الأول عندما ذهب إلى مجلس قيادة الثورة، الذى كان قبل الثورة مقراً لهيئة أركان الجيش بكوبرى القبة، ليلتقط أول صورة فوتوغرافية لأعضاء المجلس قيادة الثورة مع زملائه من المصورين .. التقط صورا عديدة لناصر والسادات، وإن كانت هناك أهم صورتين فى حياته، لأنهما جعلتا منه أغنى مصور فى أهم صورتين فى حياته، لأنهما جعلتا منه أغنى مصور فى أهم صورتين فى حياته، لأنهما جعلتا منه أغنى مصور فى مصر فى مطلع ثمانينيات القرن الماضى .
- القوصى بدأ حكاياته معنا قائلا `ياه .. لا أستطيع أن أنسى يوم السادس من أكتوبر فى عام 1981، ذلك اليوم الذى اغتيل فيه الرئيس الراحل أنور السادات، والذى صرت فيه من أشهر وأغنى المصورين الصحفيين فى مصر `.. هكذا بدأ رشاد القوصى يحكى عن يوم حادث المنصة، ويستطرد قائلاً : فى ذلك الوقت كنت أعمل مراسلاً لوكالة تليفزيونية اسمها ` Vis news ` ومقرها فى لندن، وقد كانت من أكبر الوكالات التليفزيونية فى العالم، وحالياً أصبحت تابعة لوكالة رويترز بعد أن اشترتها، كنت أقوم بالتصوير التليفزيونى لتلك الوكالة من القاهرة، كما أننى كنت أعمل فى الوقت ذاته مع وكالة `سيجما` الفرنسية للصحافة كمراسل للتصوير الصحفى .. وفى يوم السادس من أكتوبر، كان من المهم والمطلوب أن أغطى العرض العسكرى الذى يقيمه الرئيس الراحل أنور السادات، ولأننى كنت أميل إلى التصوير الفوتوغرافى أكثر، فقد أسندت مهمة التصوير التليفزيونى لأحد الزملاء - لحساب`Vis news `- وتفرغت أنا للتصوير الفوتوغرافى لحساب وكالة سيجما `.. وعندما بدأ الهجوم على المنصة، وحدث الاعتداء على الرئيس السادات واغتياله، رأيت زميلى المكلف بالتصوير التليفزيونى قد هرب بعيداً، ولم يفلح فى التقاط هذا الحدث .. وأنا كنت قد صورت العرض بالكامل، ولم أكن أدرى هل صورت لحظة الاغتيال أم لا .. لأن الهرج والمرج هو الذى كان سائدا فى تلك اللحظات..وغادرت المكان إلى منزلى.. ثم جاءتنى مكالمة تليفونية من باريس من وكالة `سيجما`، سألونى إذا كنت قد صورت اغتيال السادات، فقلت لا لم أصوره ..ثم سألونى : هل صورت العرض العسكرى ..فأجابتهم : نعم صورته منذ البداية ..فطلبوا منى سرعة إرسال هذه الصور.
- ويضيف القوصى : فى ذلك الوقت لم نكن نعرف الطريقة الحديثة فى إرسال الصور عبر الإنترنت أو غير ذلك.بل كنا نرسل ما نصوره فى الطائرة المتجهة إلى المكان الذى نريد إرسال شغلنا ` إليه، وبالفعل أرسلت الأفلام التى التقطتها فى العرض العسكرى عن طريق الطائرة المتجهة إلى باريس فجراً.. وقد وصلت هذه الأفلام إلى باريس فجراً فى الثامنة صباحاً.
- وفى اليوم التالى كنت فى مكتبى بشارع قصر النيل الساعة الحادية عشرة صباحاً، عندما فوجئت بجهاز ` التلكس وهو الذى كان معروفاً فى ذلك الوقت قبل `الفاكس` هذا الجهاز أرسلت من خلاله رسالة لى مكتوب فيها `مبروك .. لقد نجحت فى تصوير حادث اغتيال السادات بصورتين واضحتين `.. الحقيقة تملكنى الذهول، لأننى لا أذكر أننى صورت الحادث..ولكنى ابتسمت بعد أن فكرت قليلاً، وعرفت أن أصابعى `اشتغلت `لوحدها` دون أن تأخذ الإشارة من عقلى ! .. وهاتان الصورتان كانتا الوحيدتين فى العالم كله بالألوان الطبيعية.. وكان لى زميل بأخبار اليوم هو مكرم جاد الكريم قد التقطا فيلماً كاملاً -21 صورة -عن الاغتيال .ولكنه بالأبيض والأسود .. ولأن الكاميرات التى كان يحملها مكرم والأفلام ملك أخبار اليوم ، فلم يكن لمكرم جاد الكريم حق الانتفاع بهذه الصورة لأن ما حدث أن هناك وكالة فى باريس منافسة لوكالة `سيجما ` التى كنت أعمل بها، هذه الوكالة اسمها `جاما ` حضر رئيس تحريرها بنفسه ومعه محام فرنسى، وتوجها إلى دار أخبار اليوم.وطلبا مقابلة موسى صبرى.رئيس التحرير وقتها، واشتروا هذه الصور على أن تكون محجوزة لوكالة `جاما ` فقط، على أن يكون أسبوع النشر يساوى 52 ألف دولار.وقد تم الانتفاع بتلك الصور لمدة ثلاثة أسابيع، أى إن أخبار اليوم استفادت بمبلغ 57 ألف دولار فى ذلك الوقت، ولكن للأسف لم يحصل مكرم جاد الكريم إلا على مكافأة قدرها: آلاف دولار فقط!
- أما بالنسبة لى فقد كان اتفاقى مع وكالة `سيجما ` أن أحصل على نسبة 54% من المبيعات . فى مقابل 55% تحصل عليها الوكالة لأنها هى التى تقوم بالتحميض والطبع والتوزيع، وقد نشرت الصورتان الملونتان فى مجلة `نيوزويك` على صفحتين، كما نشرتا فى العديد من صحف ومجلات العالم، موقعه باسمى.
*حكايتى مع الشاه ..
- ويستطرد رشاد القوصى فى حديثه عن ذكرياته مع الرئيس الراحل أنور السادات ويقول : لا أنسى عندما كان شاه إيران مدعواً مع عائلته فى منزل السادات بالجيزة، وكنت أنا وخمسة مصورين صحفيين نقوم بتسجيل هذا اللقاء .وكان الشاة يجلس مع عائلته فى أحد صالونات منزل السادات.. وكان هذا الصالون يطل على النيل، وبه شباك خلفى يعكس الإضاءة الخارجية ..وقتها طلب الشاه من السادات صورة جماعية للعائلتين معاً . عائلة الشاة .وعائلة السادات .. فتقدمت وقتها للرئيس الراحل السادات وقلت له : ياريس الصورة مش حتنفع،لأن فيه ضوء خلفى هيبوظ الصورة، فياريت تتحرك سيادتك للصالون الخارجى ..فما كان من السادات إلا أن قال للشاه: يجب علينا أن نستمع جيداً لكلام المصورين .. وبالفعل خرج الجميع إلى الصالون الخارجى .. وتم تصوير الصورة وبعد أن خرجت أمسكنى فوزى عبد الحافظ مدير مكتب السادات من يدى، وقال لى : إزاى تقول للريس اخرج بره الصالون ؟ .. فقلت لفوزى : هواَ حضرتك الريس والاً هواً ؟.. فقال لى : هواَ ..قلت : طيب انت عاوز آيه؟..وتركته ومشيت!
* ضباط الثورة ..
- يضع رشاد القوصى يده على جبينه مبتسماً، وهو يتذكر أول صورة التقطها لأعضاء مجلس قيادة الثورة ظهر يوم 23 يوليو، ويقول : كنت وقتها أعمل فى ` أخبار اليوم ` وكلفت من مصطفى أمين صاحب الجريدة وقتها بتصوير القادمين إلى مطار القاهرة والمسافرين منه، وذلك ثلاث مرات فى الأسبوع على أن أبيت ليلة فى المطار ..وفى ليلة الثورة كانت الحركة بالمطار عادية ، ولا توحى بأن حدثاً مهماً يجرى فى البلد، فلم أشعر بقيام الثورة. إلا أن بعد أن أخذت سيارتى فى الصباح . ووصلت إلى ضاحية مصر الجديدة .فوجدت الشارع يعج بحركة الضباط والجنود، وسيارات الجيش ودباباته تملأ الشوارع، ثم عرفت أن الثورة قد اندلعت فى مصر بعد سماعى بيانها الأول بصوت أنور السادات. وجاءنى تكليف مثل الذى جاء لغيرى من مصورى الصحف بالتقاط أول صور لأعضاء مجلس قيادة الثورة فى مقر القيادة بكوبرى القبة، وعندما ذهبت إلى هناك لم أكن أعرف من بينهم سوى اللواء محمد نجيب لأنه كان رئيساً لنادى الضباط .
- ويضيف القوصى : بعد ذلك بفترة قليلة لم تتجاوز عدة أيام .طلب الصحفيون المصريون والأجانب التعرف على أعضاء مجلس قيادة الثورة عن قرب فعقد الثوار مؤتمراً صحفياً فى مقر ` أخبار اليوم ` وأذكر أن الضباط الثلاثة فى سلاح الطيران جمال سالم ، وحسن إبراهيم ، وعبد اللطيف البغدادى كانوا يتولون أمر الحديث مع الصحفيين الأجانب لمعرفتهم جزءاً يسيراً من اللغة الإنجليزية .
* حمامة خروشوف :
- ولا ينسى رشاد القوصى صورة التقطها أيام بناء السد العالى بداية الستينيات عندما كان الرئيس السوفيتى وقتها خروشوف مدعواً من الرئيس جمال عبد الناصر لمشاهدة إلقاء أول حجارة فى قاع النيل بأسوان لبناء السد العالى، وكان المصورون الصحفيون يقول القوصى : يستقلون بعض المراكب لمشاهدة الحدث، وتصادف أن عمال إحدى الشركات العاملة هناك صعدوا فوق أحد هذه المراكب.وأطلقوا سرباً من الحمام ترحيباً بضيف مصر، فطارت إحدى الحمامات وحطت فوق كتف خروشوف، وأسرعت بالتقاط هذه اللقطة الطريفة قبل غيرى.وتم نشرها خارج مصر، وحصلت على مكافأة كبيرة بسببها .
* أبوة ناصر .:
- أما الصورة الثانية التى علقت بذهن القوصى، فقد التقطها حسن دياب المصور الخاص بعبد الناصر، وهى لموكب عبد الناصر وهو يخترق شارع الأزهر متوجهاً إلى مؤتمر إسلامى كان سيعقد فى الأزهر الشريف. وإذا بطفل صغير من شدة فرحته برؤية الزعيم يجرى أمام عربة عبد الناصر، فكادت تدهسه، فوضع عبد الناصر يده على كتف سائقه ليأمره بالتوقف الفورى، خوفاً على حياة الطفل الصغير .
- ويتوقف رشاد القوصى عند محطة مهمة من ذكرياته مع قائد الثورة جمال عبد الناصر.وهى التى سافر فيها معه إلى موسكو عندما كان يعالج فى مستشفى `تسخا لطوبو `، وكان هناك وفد كبير قد سافر مع عبد الناصر، وكانت التعليمات تقتضى أن يكتب كل فرد من الأفراد المسافرين مع الرئيس اسمه ومهنته، كآن يكتب `رشاد القوصى - مصور بـ `أخبار اليوم` وفلان الفلانى ومهنته كذا.. وكان هناك شخص غريب بين أعضاء الوفد المصاحب للرئيس، مكتوب أمامه `محمود أحمد تابع للسيد الرئيس ` !
- وفى موسكو طلب صلاح الشاهد كبير أمناء رئيس الجمهورية من رشاد القوصى أن يصور هذا الرجل ،فلما قال له القوصى إنه لا يعرفه قال صلاح الشاهد : ` صورة من غير ما تسأل ! ` .. وبالفعل صورة القوصى، وبعد ستة أشهر من هذه الواقعة تبين أن هذا الرجل الغامض صاحب الاسم الحركى محمود أحمد، ما هو إلا ياسر عرفات ، وكانت الصورة التى التقطها له رشاد القوصى ، هى أول صورة يلتقطها مصور مصرى لعرفات.
- ويروى رشاد القوصى قصة تكليف محمد حسنين هيكل له بالذهاب لمنزل الرئيس عبد الناصر الساعة الحادية عشرة مساء أحد الأيام ، ليصور عبد الحكيم أصغر أبناء الرئيس وهو فى ` السبوع` ،. وعندما ذهب القوصى إلى هناك وجد السيدة تحية كاظم قرينة الرئيس عبد الناصر وبجوارها الطفل الصغير فى عربته، فطلب القوصى من السيدة تحية أن يجمعها بصغيرها كادر واحد ولكنها رفضت وقالت له : `بل صورة بمفرده `، ويقول القوصى : كانت السيدة تحية لا تحب التصوير، إلا إذا كانت مضطرة لذلك مثلما يحدث عند استقبالها لزوجة رئيس يحل ضيفاً على مصر .
* صور ممنوعة :
- ويحكى رشاد القوصى قصة الصور التى تم منعها من النشر رغم تكليفه بتصويرها ويقول : قمت بتصوير فرحى منى وهدى ابنتى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، ولكن لم يسمح لنا بنشر تلك الصور، وربما كانت مصافحة الرئيس جمال لنا تعويضاً عن عدم نشر الصور!
- أما ذكريات رشاد القوصى مع الرئيس الأسبق محمد نجيب فيوجزها فى ذكر واقعة تصويره الرئيس نجيب عند تناوله كوباً من عصير قمر الدين لحظة أذان المغرب فى حفل إفطار فى رمضان، دعا نجيب الصحفيين له ..فنادى عليه نجيب بعد التقاط القوصى هذه الصورة، وعاتبه برفق قائلاً له : أنت ما تعرفش يا أبنى إن الأكل عورة ؟ !... فاعتذر القوصى للرئيس نجيب .
أحمد صفوت - محمد مهنا
مجلة الإذاعة والتليفزيون 26 /7 /2008
`مساجد وكنائس القاهرة بعيون `فنون التصوير الضوئى
- أكثر من مائة صورة اجتمعت فى معرض `فنون التصوير الضوئى` الذى اقامته الجمعية المصرية للتصوير الفوتوغرافى واختتمت فعالياته أمس الأول بعد أن استمرت على مدى عشرة أيام فى مركز طلعت حرب الثقافى حيث اجتمعت أعمال ما يزيد على 50 مصوراً فى مكان واحد شكلت تواصل الأجيال فمن بينها أعمال لأعضاء الجمعية وطلبة الجامعات من كليات الفنون وأساتذتهم فضلا عن المصورين المحترفين ومنهم شريف عثمان ورشاد القوصى وبهى الدين مصطفى والسفير فخرى عثمان ..الصور تنوعت موضوعاتها ما بين أكبر مساجد القاهرة ومنها المسجد الحسينى وعمرو بن العاص.. وكذلك الكنائس وبعض مظاهر الاحتفال بشهر رمضان التى التقط كثير منها مصورون مسيحيون .
علياء أبو شهبه
مجلة روز اليوسف - الاثنين 23 /11 /2009
رحيل شيخ المصورين الصحفيين المصريين والعرب ..`رشاد القوصى` .. سيرة صور عمرها 75 عاماً
* الأهرام .. اكتشفه ونشر صورته الأولى عام 1946 مقابل 20 قرشا ..
- رحل شيخ المصورين المصريين والعرب `رشاد القوصى` ` يوم الجمعة الماضى عن 88 عاما قضى منها 75 عاما فى صحبة ` `الكاميرا ` و 65 عاما فى بلاط صاحبه الجلالة الصحافة، ويحتفظ أرشيفة الخاص بصورة قام بالتقاطها لإخواته الصغار، كان عمره وقتها 12 عاما، أما `الكاميرا ` فكانت لوالده الخطاط والرسام بهيئة المساحة الذى سمح له بإقامة معمل صغير فى حمام البيت، وكان الأب بالأصل يحب `التصوير ` ويمارسه ويرسل لصوره إلى جريدة `البلاغ` كى تنشرها فى بابا خصصته لهواة التصوير الفوتوغرافى فى صفحتها الأخيرة .
-عاصر `رشاد القوصى` ملكين اثنين `فؤاد وفاروق ` وأربعة رؤساء `محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك `لكن أول صورة أدخلته إلى عالم الإحتراف فى الصحافة نشرتها له `الأهرام ` عام 1946 لوزير المعارف وقتها `محمد العشماوى ` باشا يضع مع نظيره الإيرانى الزائر إكليلا من الزهور على قبر الملك `فؤاد ` بالمقابر الملكية على مقبرة من منزل الأسرة فى حى ` الحلمية الجديدة ` حيث عاش صباه وسنوات شبابه الأولى .
- وعندما زرته فى شقته بـ `دير الملاك ` شرقى القاهرة فى ديسمبر عام 2006 حيث أطلعنى على أرشيفه الخاص، تحدث باستفاضة عن ارتباطه بمكان صباه الذى يضم مسجدى `الرفاعى` و `السلطان حسن ` و `المقابر الملكية `، كان قد تقدم فى السن وبلغ عامه الثالث والثمانين، وبدا أضعف وأوهن مما كان عليه فى مطلع عقد الثمانينيات حين عرفته فى حديقة نقابة الصحفيين عضوا دائما فى جلسات `دردشة ` ليلية دافئة، يتصدرها المرحوم الأستاذ `إبراهيم يونس ` ويتردد عليها فطاحل المهنة وفرسانها الحقيقيون البعيدون عن المناصب والسلطة كالأستاذ ` سمير تادرس ` اطال الله عمره.
* صورته الأولى فى بلاط صاحبة الجلالة ..
- ومثلما ضاعت من الذاكرة أصداء ذكريات سنواته الخمس الأولى فى `أسيوط ` مسقط رأسه قبل أن ينتقل إلى منزل جده بـ ` الحلمية الجديدة `الشيخ `محمود القوصى` رئيس المحكمة الشرعية، فقد الأرشيف الخاص لشيخ المصورين الصحفيين صورته الأولى فى ` الأهرام ` و الصحافة لكنه أطلعنى على صوره الملك `فاروق` وهو يزور قبر والده `فؤاد` بأول كاميرا اشتراها من ماله الخاص`بايولت سكس ` ووقتها كان ما زال يعمل مدرسا للتربية الفنية .
- وعن صورته `الأهرامية ` قال لى: ` اتذكر قصتها جيدا .. إنها داخل المقبرة الملكية بجوار المسجد الرفاعى وبدون `فلاش` كانت هناك زيارة رسمية لكن من دون مصورين، ولمحت `العشماوى `باشا وزير المعارف أنذاك ومعه ضيف نظيره الإيرانى، والتقطت الصورة، وأسرعت إلى معمل التحميض الخاص بى بمنزل الأسرة على بعد ثلاث دقائق، ولما الصورة ،فكرت فى البداية أن أبعث بها إلى `البلاغ ` كما كان يفعل أبى، لكنى قادتنى قدماى إلى `الأهرام ` فى مبناها آنذاك بشارع `مظلوم ` وقابلت سكرتير تحريرها والمسئول عن الصور بها الأستاذ `نجيب كنعان` وأنا أسلمه الصورة بيدى لاحظت مساحة بيضاء خالية أسفلها، فكتبت : تصوير القوصى، وفى صباح اليوم التالى كم كانت سعادتى عندما وجدت الصورة واسمى فى الصفحة الأولى بـ `الأهرام ` وتلقيت على هذه الصورة عشرين قرشا دفعة واحدة، وأظن أن المبلغ يساوى فى أيامنا هذه ألفين من الجنيهات .
- قبل إندلاع الحرب العالمية الثانية فى عام 1939 لم يكن هناك مصور يعمل بشكل ثابت داخل الصحف المصرية، بل كان المصورون الصحفيون الذين يتعاونون مع هذه الصحف أغلبهم وأشهرهم من غير المصريين، وكما قال ` القوصى ` : ` ابتدع الأرمن ( كارلو بابجيان ) و ( ميشيل نظريان ) العمل بنظام ( الأبونية ) أى من خلال مكتب تصوير خاص يتلقى تكليفات من الصحف، ومع الحرب العالمية الثانية استحدثت مجلتا ( اللطائف المصورة ) و ( المصور ) أقسام التصوير بمعاملها فى صحفنا، وكان من أوائل من عمل بها المرحومان ( محمد يوسف) و ( عبده خليل ) كأول مصريين يعملان كمصورين داخل الصحف، كما كان فى داخل الأهرام مكتب للعراقى الأصل يوسف حيالى` وأضاف : فيما بعد عملت أنا داخل الصحف فى (الجورنال دى لجيبت) بتوصية من أستاذى المصور الملكى الأرمنى (أرشاك) وبعدما تركت التدريس تماما فى ( مدرسة الزفاف الملكى ) للايتام بالعباسية فى الدرب الأحمر الابتدائية وتفرغت للتصوير منذ عام 1948 والعام الأخير بالغ الأهمية فى سيرة شيخ المصورين الصحفيين المصريين وتاريخ التصوير الصحفى فى مصر، فقبل حرب 1948 مباشرة، أصدر `إدوارد جلاد ` المقرب للملك فاروق وصاحب `الجورنال دى لجيبت ` الصادرة بالفرنسية صحيفة مسائية بالعربية هى `الزمان ` رأس تحريرها الأستاذ `جلال الحمامصى` مقابل مرتب شهرى 25 جنيها ظل يتقاضاه حتى مارس 1952، ومع حرب 1948 وجد ` القوصى ` نفسه مصورا صحفيا وحيدا على الجبهة مع الجيش المصرى.
- وقال لى : ` كلفنى وزير الحربية اللواء محمد حيدر باشا بمهمة مرافقة الجيش بعدما بحثت الحكومة عن مصريين بدلا من المصورين الأرمن والأجانب الذين كانوا قد تقدموا بالفعل للمهمة، ووافق عليهم رئيس الوزراء النقراشى` وواقع الحال أن `القوصى` كان بمثابة الدفعة الأولى من المصورين الصحفيين إلى الجبهة، قبل أن يعود منها وتذهب الدفعة الثانية، والتى لم تكن إلا `محمد يوسف ` وبمفرده هو الآخر، وللمفارقة أن الأرشيف الرسمى لم يحفظ أيا من صور حرب 1948وهنا قال `القوصى` : بعد سنوات من الحرب جاءنى صحفى بريطانى يعد كتابا عن حرب 48 واتضح لنا أن الجهات الرسمية بعد الثورة حرقت الأرشيفات من أفلام وصور مطبوعة، ولعله كان موقفا من زيارة فاروق للجيش فى فلسطين، لكن كم كانت دهشتى عندما لم نعثر فى كافة ارشيفات دور الصحف المصرية إلا على خمس صور فقط، وفيما بعد أخبرنى الصحفى البريطانى أنه عثر على أرشيف كامل به صورنا التى كانت تتناقلها وكالات الأنباء حينها فى إسرائيل، لكن المصور رشاد إحتفظ فى أرشيفه المنزلى بصور للاجئين الفلسطينيين من الفلاحين الفقراء الذين كانوا قد تدافعوا على محطة السكك الحديدية بالقاهرة `باب الحديد ` قادمين من قطاع غزة .
* صور المجتمع المخملى قبل ثورة يوليو ..
-عندما عاد شيخ المصورين الصحفيين من الجبهة عاش مع آلة تصويره عالما من المتناقضات إلى جانب صحيفتى `الزمان ` و `الجورنال دى لجيبت` إحتفظ بعلاقة عمل لحساب صحف جماعة ` الإخوان المسلمين ` حتى إغتيال مؤسسها ` حسن البنا ` فى عام 1949، وقد روى لى أنه اضطر لإخفاء كل الأفلام والصور التى تتعلق بالبنا وجماعة الإخوان عند أحد أقاربه، ولم يستردها إلا بعد نحو ست سنوات، وإنخرط فى السنوات السابقة مباشرة على ثورة يوليو 1952 فى تصوير حياة الليل لـ `المجتمعات المخملية ` فى أماكن اللهو والترفيه بالقاهرة لطبقة أخذة فى التفسخ والتحلل، وقال أنه فى هذه الأيام تعرف على الصحفية `سعاد منسى` لكن فى سياق مختلف تماما، فقد قام بتصوير لقطة لسيدة عجوز تعيش داخل جذع شجرة (مجوف) بالقاهرة لأنها بلا مأوى، ونشرت اللقطة مجلة ( مسامرات الجيب ) مع موضوع أجرته `الأستاذة سعاد` وتشاء الأقدر أن ترحل كاتبة الموضوع هذا الشهر قبل أسبوع واحد من مصوره .
- لم يعمل شيخ المصورين الصحفيين فى جريدة `الأهرام` مع أنها اكتشفته وقدمته لعالم الصحافة كما ذكرنا لكنه عمل لنحو ثمانى سنوات متواصلة فى ` أخبار اليوم ` إعتبارا من مارس 1952بعدما استغنت عنه جريدة `الزمان` دون أن تبدى له أى أسباب فقد أعطتييه خطاب شكر ومكافأة خمسمائة جنيه، وإن كان بالإمكان تفسير هذا الاستغناء الآن بأن المصور المحترف إقترب بآلة تصويره من عوالم تغضب أصحاب الجريدة المقربين من القصر الملكى، وبدأ يسجل تناقضات إجتماعية وسياسية تغضب رجال القصر، وطبقة أصحاب الليالى ` المخملية `، وفى `أخبار اليوم` استقبله ورحب به مدير تحريرها آنذاك الشاعر `كامل الشناوى ` بعدما استأذن مصور المؤسسة الأول والوحيد المعين ` محمد يوسف ` وفى تلك السنوات عمل عن قرب مع الأستاذ `محمد حسنين هيكل`، وإنتهت علاقة العمل مع `أخبار اليوم` فى عام 1960 عام تنظيم الصحافة وإنهاء الملكية الفردية والعائلية لكبرى مؤسساتها، وقال `القوصى` : `خيرنى مصطفى أمين بين الرحيل أو التفرغ مع زيادة راتبى عشرة جنيهات فوق الخمسين جنيها التى كنت أتقاضاها كراتب شهرى`، وأضاف : ` كان يريد أن أترك التعاون مع التصوير التليفزيونى والصحافة الأجنبية التى بدأت فى مراسلتها ..لكننى رفضت ` إلا أن ارشيف ` القوصى ` الخاص يحتفظ بما يعتقد أنه أول صورة التقطها للرئيس الراحل `عبد الناصر` ..
- مع أعضاء مجلس قيادة الثورة ظهيرة يوم 23 يوليو 1952، حين خرجوا إلى شرفة متسعة بمبنى قيادة الجيش بكوبرى القبة، وهنا علق `القوصى` على الصورة قائلا: `وقتها كان التصوير أقل قيودا مما بات عليه لا حقا مع رؤساء مصر`. ولما سألته لماذا ؟ أجاب : `على الأقل أصبح للرئيس لاحقا مصوره الخاص واعتبارا من عام 1957` ثم أضاف : `لعلها الاعتبارات الأمنية المبالغ فيها `.
- مع ` عبد الناصر` و `السادات`وحادث المنصة لكن شيخ المصورين الصحفيين مع التحاقه بالتليفزيون المصرى منذ بداية ارساله عام 1960 وحتى عام 1981 قد أصبح مصور للرئيسين `عبد الناصر ` و `أنور السادات `وله فى ذلك ذكريات رواها فى جلستنا بمنزله، ولعل من أهمها قوله إنه كان يخشى النظر إلى الأول فى عينيه مباشرة فقد ` كان شخصا بالغ القوة والمهابة ` وفق تعبير `القوصى `، أما `السادات ` فقد كان فى رأيه ` يحب التصوير بجنون ، ويهتم بأن يرى نفسه محاطا بالكاميرات بما يفوق عبد الناصر بمراحل`إلا أن `السادات` كان موضوعا لما يراه مؤرخو التصوير الصحفى أهم صوره فى سيرة شيخ المصورين الصحفيين المصريين والعرب، فقد التقطت ألة تصويره لحظة اغتياله خلال العرض العسكرى ظهيرة السادس من أكتوبر1981 وهنا قال لى : ` لما حدث ضرب النار كنت فى شبه غيبوبة، رغم اننى لم أسقط على الأرض، وما جرى بعدها، أننى ذهبت إلى منزلى بعدما اعطيت الوكالة الأجنبية التى أعمل لها ` سيجما ` فيلمى وابلغتهم أننى لم أصور إلا مشاهد ما قبل حادث الإغتيال`، وعندما عدت إلى مكتب الوكالة بالقاهرة، وكانوا قد ارسلوا الفيلم إلى مركزها الرئيسى فى الخارج فوجئنا بـ `آلات التيكرز ` فى المكتب تدق: مبروك..صورتان بالألوان للقوصى لحادث المنصة والحقيقة اننى إلى هذه اللحظة مندهش ..كيف التقطتهما ..كيف تحرك أصبعى..بالفعل كنت فى شبه إغماءة ورغم أن الصورة لا يظهر فيها السادات بوضوح ..إلا أنها كانت نادرة خصوصا أن المفاجأة والخوف داهما عشرات المصورين وبينهم أجانب محترفون، وقد تناقلت كبريات الصحف العالمية صورتى `القوصى ` بوصفهما الوحيدتين بفوتوغرافيا الألوان، وأفردت مجلة `نيوزويك` الأمريكية واسعة الانتشار لواحدة منهما صفحتين كاملتين .
- حين كنت أتعرف على الأستاذ `رشاد القوصى` للمرة الأولى فى حديقة نقابة الصحفيين فى مطلع الثمانينيات كان فى قمة مجده وشهرته شديد التواضع قليل الكلام، وحين التقيته فى منزله قبل رحيله عن عالمنا بنحو خمس سنوات وأطلعنى فى حوار طويل على أرشيفه الخاص كان ما زال يعمل فى تصوير معارض الفن التشكيلى للصحافة، ويرعى معارض ومسابقات لفن التصوير الفوتوغرافى، وعندما هاتفت أسرته للعزاء بعد رحيله، سألت ما إذا كان شيخ مصورينا الصحفيين قد تمكن من النزول إلى ميدان التحرير لتسجيل وقائع الثورة تلقيت الإجابة، بالنفى، فقد منعته ظروفه الصحية، وما لحق بالبصر من ضعف من أن يشارك فى التأريخ بالصورة الصحفية لآخر ثورات شعبه، لكنه يظل حيا فى ذاكرة المهنة والوطن .
كارم يحيى
جريدة الأهرام - 29 /7 /2011
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث