الفنانة ثناء عز الدين (1943 ) ورقصة الدراويش
- حركة وسكون .. هو عنوان معرض الفنانة د. ثناء عز الدين بقاعة الباب بمتحف الفن الحديث أواخر شهر مارس ، استطاعت أخصائية طباعة المنسوجات خريجة ` الفنون التطبيقية ` أن تنسج لنفسها - بعد ثلاثة عقود من تخرجها - قماشة فنية تحمل هويتها المتميزة ، باستخدام الأصباغ الملونة والطبعة الفنية بالقوالب الخشبية مع إضافات مباشرة بالفرشاة ، عاماً بعد عام تضاءل استخدامها للقوالب والطبعة الزخرفية ليحتل الرسم المباشر بالفرشاة دور البطولة ، فتنتقل من عالم الزخرفة إلى عالم التصوير ، مع بقاء الطبعة الزخرفية خلفية في لوحاتها ، كترديد للأدعية الصوفية بين لوحة وأخرى .
- ثناء التي دفعها طموحها للصعود من تلميذة لكل من الرائدين حامد سعيد وخميس شحاته ، ومن كونها مرؤوسة لهما في العمل بمركز الفن والحياة بسراي المانسترلي وبيت السناري ، إلى أن تكون مديرة للمركز ، ثم إلى باحثة أكاديمية تحصل على الدكتوراه وتندب أستاذاً غير متفرغ للتصميم بكلية التربية الفنية ثم بكلية الفنون التطبيقية ، حتى تحصل على جائزة الدولة التشجيعية في العام الماضي ، هي دائماً تختزل صورة مصر في وحدات من الزخارف القبطية والإسلامية ، وتجد في تأكيد هذه الهوية دوراً مهماً للفنان يواجه به التجريف الحضاري .
- في معرضها تقدم نوعاً من التجليات الصوفية عبر رقصات الدراويش المولوية ، تنتقل من الأيقونة الزخرفية الثابتة إلى التأليف الهارموني بالحركة والخط واللون .. الحركة الدائرية معيار للصعود إلى كون لا نهائي ، وهي - مثل المتصوفة - تهرب من ثقل الواقع بالتحليق سكري في عالم فوق الواقع !
بقلم الناقد :عز الدين نجيب
من كتاب ( الفنان المصرى وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية )