`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
عبد الخالق حسين نصر
عبد الخالق حسين : الفن الإسلامى يخاطب الروح فى كل زمان
الفن الإسلامى من الفنون التى ما زالت تعيش فى وجداننا وخلق توافقاً موسيقياً وهندسياً بين الإنسان والطبيعة .
استطاع الفنان التشكيلى عبد الخالق حسين استنباط القيم الجمالية فى المخطوطات الإسلامية المصورة من خلال رؤية جديدة للتصميم فى المعالجات الجدارية المعاصرة يمكنها أن تثرى أساليب التعليم الأكاديمى إلى جانب الاستفادة من المبادىء والنظريات فى إيجاد معالجات جدارية مبتكرة، وكان ذلك نتيجة بحثه لنيل درجة الدكتوراة عام 1987 تحت عنوان `معالجات جدارية معاصرة مرتبطة بالدراسة التقنية للمخطوطات الإسلامية ` فى نظرة جديدة إلى التراث التشكيلى لفن التصوير الإسلامى .
وقال إن الفن الإسلامى خلق توافقاً موسيقياً وهندسياً بين الإنسان والطبيعة، وهو بذلك سبق إلى ما ينشده الفن الأوربى المعاصر اليوم، حيث توجد فيه وسيلة التعبير التى تحمل فى طياتها جوانب الإبتكار المتوافق مع الطبيعة والإنسان، مما يدفع المصورين إلى الإنجذاب إليه.
وأضاف أن الفن الإسلامى من الفنون التى مازالت تعيش فى وجداننا ، وأن دوره كفنان هو البحث عن القيمة الجمالية وليس عن تقنية الأداء، وأن الفن الإسلامى يخاطب الروح والحياة فى كل زمان، على عكس الفنون الغربية التى اهتمت بالجانب التعبيرى المشخص، فقد كان اهتمامه بالعلاقة اللانهائية من خلال موضوع مجرد، مما جعله أقرب فن لروح التجريد، وأيضاً أقرب الفنون التى تخاطب الإنسان لصدقه فى الاتصال مع الطبيعة فى عالم أشبه بالفعل الصوفى، ورغم أن الفن الإسلامى يحمل بعض الرموز أو الأشكال المحسوسة، لكن الفنان المسلم تعامل معها فى المطلق من دون التقيد بالشكل الظاهرى مما أوجد علاقة التجاذب بين المتلقى والقيم الجمالية والتشكيلية التى أنتجها فكر الفنان وخياله .
الخط الأندلسى :
وأكد انبهاره بالخطوط العربية غير المنقوطة الموجودة فى المخطوطات الإسلامية القديمة، والتى تمثل البداية لتشكيل الحرف ، فى حين أنه يراها نوعاً من الزخرفة أو الخط المرسوم ، حيث تعامل معها على أساس أنها عمل فنى وليست حروفاً كتابية ، مما دفعه إلى كتابة بعض الجمل والعبارات البسيطة المقروءة فى أول الأمر من الخط ، حتى استطاع فى أواخر السبعينات من القرن الماضى أن يبتكر أبجدية حروفية بعيدة عن القواعد وأقرب ما تكون إلى الرسم منها إلى الحروف العربية، ومن تلك الأبجدية ظهر `الخط الأندلسى` أحد خطوط الكمبيوتر ، وذلك بعد أن تم تنميقه وأخذ شكلاً هندسياً .
وعن تعامله مع البناء التشكيلى للخط العربى قال إنه يبحث فى جماليات الخط عن التجريد بالفهوم العلمى، ويجد الجديد فى أشكاله ، مؤكداً أن الحروف فى أصولها تجريدية لكن الخطاطين الأول جعلوا منها تركيبة توفيقية تخدم وظيفة القراءة، وأنه حينما يقوم بتشكيلها فى عمل فنى لا يهتم بوظيفتها الأساسية وإنما بجمالياتها التى تمتع المتلقى من خلال ما طرحه خيال الفنان .
وقال إنه حينما رسم الزخارف الإسلامية فى بداية تعلمه للرسم اكتشف علاقة تلك الزخارف بالخط العربى، بعد أن بحث فى الخطوط الموجودة فى العمارة الإسلامية وعلاقة الخط بالهندسة المعمارية أو هندسية الخط ، حيث وجد أن ذلك فتح جديد لتناول `موتيفة` الخط خاصة وأن تلك الفترة شهدت اهتمام عدد من الفنانين بالحروف العربية منهم يوسف سيده، ومحمود عبد الله ، موضحاً أن جوهر الخط العربى وجماله فى الإيقاع الذى يمتاز به عن الخطوط الأخرى ، مما جعله يعتمد فى أعماله الفنية على القيمة الخطية الناتجة من الإيقاع الحركى للحرف وليس معناه الصوتى .
وأضاف أن الفن لغة عالمية تخاطب الحس الإنسانى من خلال القيمة الفنية، وأن اهتمامه الأول هو تقديم طرح جديد للعمل الفنى من خلال تنغبم العلاقات الخطية واللونية والأشكال المجردة للحروف العربية وساعده على ذلك المحاولات التجريبية الأولى التى مزج فيها بين المناظر الطبيعية والموديل والخط .
الإيقاع المتجدد
وأكد أن مبدأ الإيقاع المتجدد هو ما يميز الفكر الإسلامى فى الفن، وأن ذلك أيضاً موجود فى ترتيل آيات المصحف الشريف، حيث تنشأ جماليات خاصة من خلال الإيقاع الصوتى من تتابع الآيات فى سلسلة متماسكة كحبات المسبحة، وفى بعض الأحيان تتكرر نفس الآيات لكنها فى لقطات مختلفة، تجعلك تحس تغير الآية نفسها، ومن ذلك تعامل الفنان المسلم مع عمله الفنى كما لو كان يرتل أو يسبح ، فيبدأ بخط ما ثم يسترسل معه حتى نهايته فيكون استرسالاً متجدداً ومحبباً يبتعد عن الايقاع المتماثل الذى يفقد القيمة ويبث الرتابة، وقد استفاد الفنان المسلم من ثراء الإيقاع المتجدد فى زخرفة منتجه الفنى من دون أن يعيد طباعة أى جزء من الوحدة الزخرفية، ولكنه يقلبها من اليمين إلى الشمال ومن أعلى إلى أسفل ، وهو ما نجده فى أعمال المراحل الأخيرة للفنان هنرى ماتيس الذى اعتمد على نفس الإيقاع فى اللعب بموتيفة واحدة وحركها بطريقة الفنان المسلم .
بقلم / مجدى عثمان
دنيا الإتحاد - 28-8-2010
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث