`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
ريهام السيد الشربينى
الخط حياة فى أعمال ريهام الشربينى
- تم افتتاح المعرض السادس الفنانة ريهام الشربينى بقاعة العرض بكلية الفنون الجميلة ، وقد استلهمت الفنانة فلسفتها من مقولة شهيرة للمفكر وعالم الرياضيات اسحق باور (( سواء سارت الأشياء أو ثبتت فى مكانها وسواء نمنا أو استيقظنا فإن الزمان ينساب بإيقاعة المطرد )) .. لتستطرد الفنانة هذه المقولة بقولها : ` كالحياة باستمراريتها وتقلباتها وتناقضتها يسير الشريط بحركة دائمة وفى اتجاهات متعددة مخترقا الأشخاص ورابطا الأحداث وملقيا بظلاله على المكان يستمر فى التحرك بسطحية الأبيض والأسود . أحياناً نراه بجانبه الأسود وينثنى أحياناً ليتقابلا فى النهائية يخفت نورة تارة ويضىء تارة أخرى يتغير خلال رحلته صانعاً تنوعاً وتشابكاً فى الخطوط ولكن لا يظل إلا خطا واحداً ، شريط مستمر يعود إلى نقطة بدايته وحين نشعر بأنها النهاية حينئذ تكون البداية أنه حياة ` .
وعندما ننظر لتجربة الفنانة نشاهداً طرحاً لقيم ومفاهيم معاصرة ، تتمتع بصبغة ذات بعد ذاتى فقد تتخذ تجربة الفنان أبعاداً ذات منحنى علمى أو اجتماعى او سياسى يرتبط بخارج الذات ليصبح جزءاً منها ، وفى أحيان أخرى تعكس تجربة الفنان الفنية نظرته الخاصة التى تنطوى على بعد فلسفى عميق لعلاقته بالحياة والوجود .
وعندما نشاهد تلك الشرائط فى لوحات ريهام نعتقد للوهلة الأولى أننا أمام عمل مجسم وهذه الشرائط حقيقية مصنوعة من القماش وتم تشكيلها فوق الأسطح بطرق مختلفة ، وعندما نمعن فى درجة تأملنا نستبصر هذا الشريط لنراه مرسوماً بدقة ملقياً بظلاله على السطح الذى يمثل حالة فضائية يطير فيها الشريط فى ديناميكية تعبر عن حالة الاستمرارية ، ونشاهد الخط يتجه فى حركة متناغمة باتجاه أفقى وأحياناً باتجاه رأسى يرمز للحياة والفنانة دراسة لنظريات فلسفة المكان ، والوجود فى لوحات الفنانة يمثل المكان ، وتتعامل الفنانة مع عدة مستويات للسطح لتبرز البعد السيسيولوجى الذى يتمثل فى طبقات البشر والانتقال عبر البعد الزمنى المتعاقب المرتبط بحركة الكون المنظمة .
والخط هنا يرمز إلى التقسيم ، والقياس والحدود ، هو المتجه أو القوة الذكورية عكس النقطة التى تمثل القوة الأنثوية ، ويعتبر الخط أحد العناصر الرئيسية فى فن التصوير وعندما يستقل بذاته يصبح رسماً ويطلق عليه فن الرسم ، ويمثل الخط المستقيم الزمن المطلق من النقطة التى يمكن من عندها التقدم إلى الخلف وإلى الأمام بصورة غامضة غير محدودة ويرتبط الخط بالحبل أو الشريط باعتباره أداة التحديد والتقييد ، وباعتباره كذلك امكانية الامتداد المطلق والحرية ، تلك الحرية التى تقود الانسان إلى مصيره وتربطه أيضاً بهذا القدر ، والخط أيضاً هو الطريق الذى يسلكه الانسان خلال حياته ، وهى فى بعض اللوحات ترسم الخط الأسود فوق السطح الأبيض بشكل أفقى يمتد فى سطح لوحة أخرى مجاورة ، ليتصل بسطح ثالث كأنها أجيال متتالية يمر بها الزمن فالزمن ينحدر من الأصول وإليها يعود ، وحينما يكون الخط أفقياً فهو العالم الدنيوى والجانب السلبى الساكن ، أما عندما يكون الخط رأسياً كما نشاهد فى بعض اللوحات المنسقة أيضا بنظام أفقى يمتد معه الشريط الأسود ليمثل العالم الروحى والجانب الموجب النشط والمحور الكونى ، وتوحى الخطوط المتموجة بفكرة الحركة ، سواء حركة الماء أو حرارة أشعة الشمس أو حركة الأجسام السماوية ، وأيضاً يرمز الخط المستقيم إلى الاستقامة والسير على الصراط المستقيم والسلوك القويم . وفى احدى اللوحات نشاهد الشريط معقود والعقدة تتوسط فراغ السطح الأبيض المستطيل وهى لها دلالات رمزية متناقضة فهى تمثل الكبح والكبت ، وفى ذات الوقت تعنى الضم والتوحيد ، وكلما أحكم وثاق العقدة استحكمت الوحدة ، وهى اللامفر الذى يربط الانسان بمصيره المحتوم وحل العقدة هو الحرية والخلاص ، وتختار الفنانة مساحة المربع لتلقى فوقها هذا الشريط المتحرك ، وأحيانا يقطع أحدا الزوايا تعبيراً عن حالة الحداد فلأن المربع يرمز إلى الاستقامة والتكامل والفضيلة انه ثبات الموت فى مقابل الدائرة الديناميكية للحياة والحركة بينما يمثل فى الرمزية المعمارية ثبات المبانى عند الشعوب الزراعية والشعوب الحضرية المستقرة ، على العكس من التكوين الدائرى دائب الحركة والذى يستخدمه البدو والمعسكرات فى مخيماتهم لأنه يمثل المحدودية ، ومن ثمة الهيئة والشكل ويمثل المربع فى المبنى المقدس أو المعبد أو الكنيسة هو الاتحاد الغامض للعناصر الأربعة وبلوغ الوحدة بالرجوع إلى البساطة البدائية ، لذلك هى تستخدم اللون البنى ليمثل فراغ السطح وهو لون الأرض ويمثل اللون البنى عند المسيحيين الموت الروحى ، والموت الدنيوى ونكران الذات ، والندم ويمر الضوء عبر مستويات الشريط البارزة والغائرة ليمثل الحقيقة النورانية والتحرر وفى لوحات أخرى تستخدم اللون الأبيض فوق السطح المربع أو المستطيل ليمثل الشفافية والنقاء والبساطة والنور والبراءة والطهارة والقدسية وانتصار الروح على الجسد واللون الأبيض يرتبط أيضاً بكل من الحياة والحب والموت والدفن ، ويرمز فى الزواج إلى الحياة القديمة وميلاد حياة جديدة ، بينما يمثل اللون الأبيض فى الموت ، ميلاد الحياة الجديدة التالية بعد البعث ، وهى ترسم الخط يحيط بالورود أو أن الورود محاطة بالخط كسياج للحماية والأمان ليأتى هنا بمعناه الذكورى ، والوردة رمز على درجة عالية من التعقيد والتناقض ، إذ أنه يمثل كلا من قداسة السماء وعذابات الأرض وتمثل الوردة كل من الزمن والخلود والحياة والموت والخصوبة والعذرية وهى مركز الحياة ومركز القلب فى الحياة والمجهول والجمال والنعمة والسعادة . لكنها الحسية والشهوانية والأهواء كما انها ترتبط كذلك بالخمور والفسوق والإغراء ، وتجسيد الوردة أيضا الصمت والتكتم والسرية حيث ان تعليق الوردة أو تصويرها فى قاعة المجلس الكنسى يدل على التكتك والتعقل فى حفظ الأسرار ، وترمز الوردة الذهبية إلى القداسة والكمال ، بينما ترمز الوردة الحمراء إلى الرغبة والتوق والمتعة والجمال وإتمام الدخول فى الاتصال الجنسى ، انها زهرة فينوس ودماء أدونيس والمسيح أما الزهرة البيضاء فهى زهرة النور والبراءة والعذرية والتفتح الروحى والفتنة الأخاذة وتمثل الوردتان الحمراء والبيضاء معا اتحاد النار والماء وتوحد الأضداد أما الوردة الزرقاء فهى مالا يمكن تحقيقه وما هو مستحيل.
د. أحلام فكرى
القاهرة : 11-12-2017
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث