`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
شوقى مصطفى زغلول
الراحل … الباقى
- كان شوقى زغلول من جيل حكم عليه بالسفر والاغتراب ، وهجرة الوطن والاهل . فتجاوزت احلامه وهمومه حدود الوطن الصغير لتمتد مسئولياته التى تضخمت ، لتغطى مساحة كبيرة من الوطن العربى .
- كان شوقى واحداً من هؤلاء .. واحداً من عشرات الالاف .. بل قل من ملايين .. سافروا ، وغيروا مواقع عملهم ، فتحملوا مسئولية تنمية العقل العربى .
- ومنذ سافر شوقى ليعمل كمدرس للتربية الفنية ورساماً بالصحف ، لم ينقطع انتاجه الفنى ، كما لم ينفطع عن الحركة التشكيلية فى مصر (فقد كان دؤباً على العرض فى جميع معارض الدولة ومشاركة الاصدقاء ) ومن الواضح ان تجربة السفر بسلبياتها وايجابياتها قد أفادته كثيراً .. وأغلب الظن أنه استطاع أن يستثمر هذه الدروس الانسانية بحكمة . واعماله الاخيرة تعكس قدرته على الوصول الى جوهر الاشياء وتشهد له بنفاذ البصيرة .
- والحق أن شوقى كان دائما يجد طرائقة بسهولة .. فكان يعرف ما يريد .. لذا فقد كرس نفسه ووقته كاملاً للعمل على تحقيق افكاره فى لوحات . ولقد انتج لوحاته الاولى مستفيداً بروح المكان .. من عالم الاحياء الشعبية . فكان لارتباطه الحميم بها أن فتحت امامه مغاليق اسرارها .. فاكتست اعماله بروح الكشف والمعرفة بمكمن الجمال فيها .. فاضفى هو عليها فيضاً إنسانياً من نفسه ، وسلاماً ابدياً من الاعماق .. وتعد هذه الفترة الخصيبة من فنه هى ما يعرفه الفنانون عنه ، وقت أن عبد الطريق الى منزله ( أى مرسمه أيضاً ) ذا الجدران المترنحة والابواب الهندسية ونوافذه الملونه العتيقة بحى عابدين .. فامتلأ بمحبى الفن وشباب الفنانين .. الذين أخذو منه وتلقوا عنه .
- مات شوقى والالوان تتخلل اطراف اصابعه واظافره . وترك لوحات لم يتمها بعد .. كما ترك لوحات اتمها .. غير ان القدر لم يمهله لحظات ليسجل توقيعه عليها .. وبات من المؤكد ان شوقى ظل يرسم حتى آخر لحظات الحياة ولعلنا ندرك أننا فقدنا فناناً مبدعاً ، ومخلصاً .. أدرك بصدق أن الفن بالنسبة له طريق للحياة .. فتوحدت حياته مع فنه .. يقول شوقى ` اننى ادرك تماماً أن الفن بالنسبة لى هو طريق وحياة وشغف وحب . ان حبى للوحة لا يقدر باعظم الاشياء ` .. حياة قصيرة لكنها حافلة بالانجاز والعطاء .. وليت أن نهتم بما ترك .
يحيى حجى


- شوقى زغلول عادة ما يضعنا فى حيرة من أمرنا عندما نحاول تصنيف أعماله الفنية مرحليا وفلسفته جماليا من حيث تصنيفها المرحلى الزمنى فهى تشمل على مواضيع بسيطة وسريعة للعين ويسهل التعرف عليها بسهولة مثل ( النساء وهن فى وضعات مختلفة ، الوجوه ، أشكال الطبيعة الصامتة ثم علاقة الإنسان بالطبيعة الصامتة وغيره من المواضيع والتكوينات الحرة ) .
- إن شوقى ميال بطبيعته الإنسانية الى التطور التشخيصى لا بصورته الواقعية وإذا كان تشخيصا فهو يبتعد كثيرا عن الأسلوب الأكاديمى أو أى من المسميات الفنية التى جرى العرف على استخدامها عند تصنيف النقاد لفنان ما ليتخذ بالتالى طابعا رمزيا ايقونيا ` ذلك من حيث التوصيف العام لبحثه الإبداعى فى لغة الشكل أما حيث منهاجه الفكرى فقد اشتمل على نزعة بدائية تعبيرية .
- وأقصد هنا مرحلة السبعينات لاعتمادها على نمط التعبير البرىء ذى النسيج الفكرى الحداثى : لا الساذج غير الواعى ـ ناهيك عن الخبرات التقنية التى يمتلكها وتقضى بصياغاته الى أفضل الحلول والنتائج الجمالية والتعبيرية .
- إنه من نمط الفنانين الباحثين الذين يعيشون الأسئلة الثقافية فى مجرياتها وتفاعلاتها والممارسة التشكيلية عنده موازية للقراءة والكتابة والاطلاع الدائم وسماع الموسيقى والطرب الاصيل وعليه يمكننا الاقتراب اكثر من الفكر التشكيلى عند شوقى زغلول .
- نلاحظ البساطة التى يرسم بها مفردات أشكاله الإنسانية أو عناصر الطبيعة الصامتة وغيره تعتمد على ايجاد عناصر التشكيل الأساسية التى تحقق لها اتساقا جماليا وتعبيرية غير نمطية من حيث الفورم والايقاع اللونى وتوازن المساحات المتناغمة ونسب الفراغ بعديا كمعادل تشكيلى بالنسبة لحجوم الاشكال وكمية الضوء وتوترات السطح وارتعاشات الخط ودرجات التحريف اللازمة لكل اشكال التعبيرات المرحة والدرامية التى يريدها .
- حافظ شوقى على ارتباطه المستديم بهذا العالم ( البدائى ) منذ البداية وباتت روحه الفنية هائمة فى عنفوان الطفولة والشباب ربما هى جذوة الطفولة الكامنة فى قلبه فعالم الطفولة والصبا لا يتوارى فى التمثل عبر تسلسل أعماله على المستوى الذى يتخذ فيه الموضوعات الأساسية غير أن هذه الطفولة وذلك الشباب من طينة خاصة .. أجساد حجرية راسخة كتماثيل الفراعنة خامات اسطورية مغلفة بعجائن صلبة تعلوها سحنات كتومة لا تقوى على الافصاح وفى ترابطها واندماجها مع الوان الصمت تبدو الوجوه طافحة ببراءة وطهارة فائقتين احيانا يتهيأ لك أنه يعجن شخوصه من طين اسوانى حقيقى وأحيانا يتهيأ لك أنه ينسجها من الهواء والاتربة العالقة به .
د/ رضا عبد السلام

شوقى زغلول .. السحر الكونى والذوبان فى الافق

بقلم : صلاح بيصار
جريدة القاهرة سبتمبر 2017
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث