`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
شادى أديب نجيب سلامة
تجهيز فى الفراغ يحتفى بالكتاب كمفردة تشكيلية
حجرة صغيرة يتصدرها كتاب ضخم معلق على الحائط بين صفحات الكتاب ثمة صنبور ذهبى تخرج من فوهته مئات الكتب . تتوزع الكتب على أرضية القاعة ، وتتفاوت أحجامها ، لكنها تشترك فى لونها الأبيض الذى يسيطر على المشهد ، ما عدا الكتاب الكبير الذهبى اللون .ذلك اللون الذى يمثل لحم الآلهة المقدس ، فهو لون المعدن الذى انبعثت منه الآلهة فى الحضارة الفرعونية واللانهائى فى الثقافة القبطية ، ولون الفراغ فى الفنون الإسلامية .
إنه أحد أعمال التجهيز فى الفراغ للفنان المصرى شادى أديب سلامة .يعرض العمل تحت عنوان ` توالد المعرفة ` فى مركز سعد زغلول الثقافى فى القاهرة حتى نهاية الشهر الجارى ، ويحتفى العمل بالكتاب كمفرده ثقافية ذات دلالة ، يمكن التعامل معها بصريا من خلال توظيفها فى أعمال فنية فالكتاب ، منذ أن ابتكره البشر ، وهو حامل للأفكار ، ومستودع المعرفة . هو حلقة من حلقات تطور البشرية نحو الحضارة والرقى ، وعلى رغم ابتكارات الإنسان فى العصر الحديث لبدائل تكنولوجية كثيرة ،إلا أن الكتاب ظل كما هو ، فى شكله الأول وهيئته الورقية ، يحتل مكانته فى قلوب الناس .علاقة حيوية قوامها الملمس والرائحة .
أو هى طقوس القراءة كما سلم بها البشر منذ قرون ، لم يستطيعوا تبديلها ولا تنحيتها لمصلحة أخرى تفتقد إلى تلك الحميمية المعهودة التى تطبع العلاقة بين الناس والكتاب .كان الكتاب ملهماً ومحركاً لعواطف البشر وإبداعاتهم على اختلافها وتنوعها، وكان للفنان دور فى مسيرة هذا الابتكار العبقرى .هو الذى ابتكر خطوطه ، ونسق هيئته ، وزينة بالرسوم ، وفى الفنون المعاصرة ، مثل الكتاب إلهاماً للكثير من الفنانين كعنصر ذى دلالة ورمزية خاصة .اهتم به فنانون غربيون ، وأفردت له مكتبة الإسكندرية قبل سنوات عدة معرضاً خاصاً تحت عنوان ` خيال الكتاب ` فحرك قريحة الكثير من الفنانين مستخدمين إياه فى أعمالهم الفنية .الفنان شادى أديب سلامة ، هو أحد الفنانين الذين شاركوا فى بينالى ` خيال الكتاب ` الأول الذى أقيم فى العام 2002 فى مكتبة الإسكندرية ، ومن يومها وهو يخوض تجربته الخاصة مع الكتاب ، هذه التجربة التى لم تنته حتى اليوم ، فقد أفرد أديب خلال السنوات الماضية عدداً من المعارض الفنية تنطلق من وحى الكتاب.
ورغم أن فكرة استلهامه الكتاب تعود إلى العام 2002 ، إلا أنه يؤكد أن ارتباطه بالكتاب يعود إلى سنوات طفولته التى ارتبطت بصرياً بمجموعات الكتب فى مكتبة والده ، وكان صحافياً، ومؤرخاً وباحثاً فى تاريخ الكنيستين الإنجيلية ، الأرثوذكسية فى مصر.
بقلم : ياسر سلطان
الحياة : 25 /12 /2011
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث