`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
محمد مصطفى محمد
فنان الكادحين والمهمشين
- ولد الفنان محمد مصطفى فى 15 يوليو عام 1924 (بمدينة الإسكندرية) ، تلك المدينة العريقة التى تضرب بجذورها فى أعماق الماضى البعيد المليء بالحضارات والفنون المتعددة والتى كانت لها أكبر الأثر على كثير من الفنانين المعاصرين، فقد كانت الإسكندرية عامرة فى فترة طويلة من تاريخها الحديث بجاليات يونانية وإيطالية تركت من فنونها المختلفة وبصمات واضحة للحضارة الإغريقية والرومانية، منها مقابرهم التى بها مجموعة كبيرة من التماثيل الكلاسيكية التعبيرية الرخامية الرائعة، تلك التماثيل التى لعبت دوراً بارزاً فى طفولة فناننا محمد مصطفى إذ كان يتسلل إليها من خلف حارس القبور ليقضى الساعات الطويلة يتأملها، ويعيش معها، ويتأثر بها وسط السكون الرهيب الذى يخيم عليها، حتى يخيل إليه أحياناً أنها تتحرك نحوه وتحدثه وتفهمه مما أثر على وجدانه الصغير، وتركت أثارها الفنية والنفسية العميقة لدى قدراته الإبداعية فيما بعد .
- لقد كان محمد مصطفى فى طفولته يشكل الصلصال على هيئة عرائس وحيوانات وطيور ليعرضها - مزهواً - على أقرانه من أطفال الحى. ولقد لمح والده فى ابنه انصرافه التام إلى ممارسة النحت ، فدفع به إلى المراسم ( الاتيليهات ) الخاصة يتعلم منها مباشرة ، تحت إشراف بعض فنانى الإسكندرية المعروفين فى ذلك الوقت منهم المثال الإيطالى ( سكاليتى) الذى كان من جماعة أتيلية الإسكندرية.. - وفى عام ( 1942 ) التحق محمد مصطفى بمدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة، ضمن المجموعة الأولى التى اختارها الفنان الراحل المثال/ عبد القادر رزق للدراسة بقسم النحت الحر، والذى كان يعتبر فى ذلك الوقت قلعة الموهوبين المتميزين وبعد أن أتم دراسته بتفوق رشحته المدرسة ( الكلية ) للدراسة بأكاديمية روما على نفقته الخاصة عام ( 1946) حيث قضى هناك سنة دراسية واحدة حصل بعدها على دبلوم أكاديمية الفنون الجميلة عام ( 1947) مؤهله العلمى والفنى الذى اعتمد عليه فى حياته الوظيفية- وعندما نتناول أعماله النحتية (موضوعاته) بالشرح والتحليل نجد أنها تتسم بالواقعية الشديدة وتعكس إيمانه الخاص بالإنسان، فالإنسان (الموديل) عنده أثمن وأهم ما فى الوجود وهو تاج الخليقة، لذلك كان جسم الإنسان هو المحور الرئيسى لكل أعماله فهو متفهم تماما للتشريح الآدمية وكذلك النسب الكلاسيكية الوعية الدقيقة، وعلى الرغم من ذلك نجده أحياناً يحور فى بعض النسب (دستورشن ) بما يتفق مع أهمية الموضوع فى وعى كامل لعناصره وما تؤديه من حركة .
- وتتميز أعمال المثال محمد مصطفى بأنها تشكل نبض الحياة اليومية للشعب المصرى فى تعبيرات قوية عن مشاهد الحياة اليومية للشعب المصرى فى تعبيرات قوية عن مشاهد الحياة اليومية وأرباب الحرف البسيطة فنجد تماثيل لبنت البلد وهى ملفوفة بالملاية اللف وقد وضح سمات تلك الفتاة من نتوءات وبروزات ورشاقة خطية ومسطحات ناعمة انسيابية ، وهذا يرجع إلى تفهمه العالى لنسب الجسم الإنسانى، ونرى أيضا من أعماله تمثال بائع الفول فى قوة تعبيرية ورشاقة وعبر مسطحات معمارية متماسكة قوية معبرة عن الموضوع .وأيضاً تمثال الفلاح وهو فى طريقه للحقل، وتلك الحالة التى تنم عن الهدوء والاستقرار، وتمثال ماسح الأحذية الذى يعكس المفارقة الطبقية بين السيد والعامل البسيط و الاسكافى، والكناس وهو يدخن سيجارة بنهم أثناء استراحة قصيرة وبائع الخبز الذى يقوم بتوزيعه ونلاحظ التحليل الفنى الرفيع للدراجة التى يركبها الرجل ونرى أيضا عملاً لرجل ريفى يشرب المياه من القلة أثناء الاستراحة ونلاحظ، دقة التعبير والأداء القوى فى التعامل مع الكتلة النحتية التى تعبر عن الموقف والحالة الدرامية ونجد تماثيل لرواد المقاهى الشعبية بحركاتهم وأوضاعهم وتعبيراتهم المختلفة وكذلك تماثيل المرأة فى الريف المصرى وهى ملابسها المميزة والمعبرة عنها ونجدها أحياناً تحمل الجرة فوق رأسها وأحيانا أخرى تمسكها بيديها وهى تنم عن تفهم كامل لكل المقاييس الكلاسيكية للجسد البشرى والقدرة على تأكيد الملامس والسطوح والكتل وكذلك الحالات الخاصة النفسية لكل واحدة على حدى كما سجل أيضاً فناننا محمد مصطفى ملامح البطولة المصرية فنجدها فى تمثاله عرابى وهو يمتطى جواده ونلاحظ فى ذلك التمثال قوة التعبير والأداء والتمكن العالى فى توضيح الملامح والتأكيد على الشكل (الفورم ) وكذلك نجد قوة فى الأداء الرفيع فى معالجة المسطحات المعمارية وخاصة فى الأجسام كما مثل الجندى المصرى بطل العبور فى تمثاله قارب المطاط الذى كان يحمل الجنود المصريين فى حرب أكتوبر ( 1973) وقد شارك معه فى هذا العمل - حينئذاك - عدد من الفنانين الشبان الواعدين .
- كما سجل مشاعر الإنسان العاطفية فى تمثاله القبلة والأمومة بطريقة تؤكد على المعانى والمعطيات معبرة قوية مؤثرة .هذا المثال ابن الاسكندرية والذى عاش معظم حياته بالقاهرة آمن بواقع الحياة التى يعيشها المجتمع من حوله فعندما اختار موضوعاته الشعبية اعتمد على قدراته على التصور والغور فى تلك الموضوعات معتمدا على خياله الخصب الغزير وصور المعانى وقدرته على التشكيل، وكان المثال محمد مصطفى يؤمن إيماناً مطلقاً بأن العمل الفنى لايكتمل إلا بالأداء الصحيح وأن الجانب الجمالى تؤكده المهارات التقنية وقد وضح ذلك فى كل أعماله النحتية والتى تميزت بالتوازن وتماسك الكتل وحسابات الفراغات فى علاقاتها بالكتلة النحتية وفى غنائية الخطوط المحيطة بالتمثال والنقالات التى تسلم سطحاً إلى باقى السطوح فى (هارمونية) إيقاعية واضحة دون مصادمات أو افتعال .
- وفى الحقيقة إنه من المثالين غزيرى الإنتاج ، كان لا يهدأ ولا يكل، صادق التعبير سلس فى أسلوبه يؤكد على موهبته الفنية الحقيقة والتى نشأت معه منذ نعومة أظافره فى مدينة الإسكندرية .
- والفنان الراحل محمد مصطفى عين بإدارة المتاحف فى عمل فنى بحت، فقد تولى أغلب الديورامات والتماثيل التاريخية والبطولية للمتاحف القومية التابعة للمركز القومى للفنون التشكيلية وقد استغرق منه هذا العمل أغلى سنوات عمره وفى عام ( 1972) أعير للجمهورية العربية السورية لتدريس فن النحت بكلية الفنون الجميلة دمشق وأمضى هناك أربع سنوات تخرج فيها على يديه دفعة كاملة من دارسى فن النحت .
- وخلال ذلك صمم نافورة استوحى تكوينها من أشكال الحيوانات وأقيمت بإحدى الحدائق العامة بمدينة دمشق وفى نهاية ( 1975) عاد إلى مصر ليباشر عمله مديراً للمتاحف ثم مديراً لقطاعى الفنون والمتاحف، وقام بافتتاح العديد من المعارض للعديد من الفنانين المصريين فى ذلك الوقت وقد قام بالتدريس بقسم النحت بكلية الفنون الجميلة- جامعة المنيا - عند إنشائها عام ( 1983) هذا وقد شارك الفنان المثال محمد مصطفى فى معظم المعارض الجماعية فى مصر خاصة المعرض العام السنوى فى دوراته وقد نظم له المركز القومى للفنون التشكيلية معرضاً شاملاً لأعماله النحتية بقاعة السلام ( الجزيرة حاليا) فى عام ( 1983).
- وتوفى الفنان الراحل بالقاهرة فى 6 أبريل عام 1990ميلادية .
د. السيد القماش
نهضة مصر - 29/ 11/ 2012
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث