`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
أسماء الدسوقى أمين محمد كحيلة
أسماء الدسوقى .. بين الأبيض والأسود
- معرض الفنانة الشابة أسماء الدسوقى تعرض فيه رسوماتها الحديثة بالأبيض والأسود عن موضوعها الأساسى وهو المنظر الطبيعى ، بالإضافة إلى بعض الأعمال السابقة التى رسمت فيها رؤوس أسماك متداخلة فى حالة تعبيرية خاصة.
- أما عن غالبية الأعمال وما قدمته من مناظر طبيعية فهى لمناطق مصرية مختلفة بين المناطق التاريخية والعمارة القديمة والأبنية الريفية والمناطق الصحراوية النائية بواحات مصر ، ومناظر لصخور أسوان الشهيرة .
- وعن إختيارها لهذة المناظر فكانت موفقة فى رسمها بالأبيض والأسود، الذى يعطى إحساساً بالقدم ومرور الزمن، وأحياناً بالغموض النابع من كثافة اللون الأسود وتداخل التفاصيل الموسومة بعناية،فهى رسامة ماهرة ولديها القدرة على توظيف الخطوط المتعددة لإحداث الظل والنورفى تناغم يعطى المنظر اتزانه.
- تنزل الفنانة إلى الطبيعة لكى تسجل مناظرها فى اسكتشات سريعة لتنقل معها إحساسها بالمكان ثم تعيد صياغته من جديد برؤيتها الخاصة وما اختزنته من انطباعات عنه ، فتترك القلم لكى يسبح فى فضاء اللوحة مكوناً خطوطاً ومساحات تنقل المتلقى بين الأبيض والأسود عبر درجاته الوسطية، فى حالة من الجذب والتنافر .. الحركة والسكون .
- لم تبعد الفنانة كثيراً عن الصورة الواقعية للمنظر المرسوم - فى أغلب الأعمال - كلوحة المنظر الريفى القديم المبنى بالطوب اللبن ونوافذه وبابه من الخشب القديم المتهالك وسلم خشبى يؤدى إلى سطح المنزل المغطى بالأخشاب والقش، والتى اختارت له زواية للرسم جعلت مساحات الظل والنور تتقاسم أرضية اللوحة، ولوحات لمداخل البيوت القديمة وباب خشبى متهالك تم إصلاحه ببعض ألواح الخشب العرضية وكأنه مدخل لمكان مرصود غامض يحوى بداخله الأسرار ولوحات للصحراء ترسم فيها كثبان الرمال المتراكمة كالأمواج، ورسوم لبعض المبانى المصرية القديمة من العصر الفاطمى والمملوكى دون تغيير فى ملامحها الأساسية المميزة للمبنى ، ولكنها فى محاولات أخرى لإضافة الحركة للمنظر الأساسى ترسم ظلالاً تحيط به وتدور حوله كالرياح وغالباً ماتكون مرسومة فى يسار اللوحة بكثافة ، وتقل فى الجوانب الأخرى بتدرج لونى يشعرك بالحركة. فهى تعيش حالات تغير الظلال مع ساعات النهار المختلفة، تزداد هنا وتقل هناك فتظهر مساحات كبيرة بيضاء تضفى على المكان حالة من السكون تأخذ المتلقى إلى رؤية خيالية - تخرج المكان من جغرافيته إلى عالم آخر- وإلى حالة تأملية مطلقة.. ولكنه يحتفظ بروحه الأصيلة، التى تبحث عنها الفنانة - إنها روح المكان- التى تروى حكاياته وتنبىء عن ساكنيه الأوائل ورغم خلوه من الأشخاص إلا أن المكان هنا أصبح كائناً حياً ، يخبرك بحكايات الماضى وما دار فيه من أحداث .
وفى رسمها لأحد المنازل القديمة الموجودة بالفعل بشارع المعز بالقاهرة القديمة، حركت المبنى نفسه بالتواءات وانحناءات فى الخطوط بتأثير الرياح دون أن يفقد شيئاً من ملامحه الأساسية واصفة هذه الحالة التعبيرية برياح التغيير التى تأخذ المبنى إلى مكان آخر مختلف يفقده أصالته وتاريخه ، وتقول : إن المكان يتغير من لحظة لأخرى وهى تبحث فى أعمالها عن الاستقرار ، ولكنى أرى أنها جعلته هشاً تؤثر فيه الرياح بسهولة وكأنه مبنى كارتونى ضعيف .
- إنه الحنين للماضى الجميل بروعته وفنونه وعبقريته .. أرادت الفنانة أن تعود بنا إلى ذلك الماضى من خلال رسوماتها للمبانى القديمة والصحراء مضيفة إليها تلك الحركة المميزة فى أعمالها ، باحثة عن روح المكان وعبقريته .. إلا أنها لو لمست تلك الروح بأقل التفاصيل المرسومة لزادت تجربتها تعبيرية وستصل بالمتلقى إلى عالم سحرى جديد .
محسن عبد الفتاح
مجلة الخيال- يوليو 2010
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث