`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
أحمد محمود دسوقى قرعلى
الضوء النافذ ..
- يأتى الضوء النافذ عبر نوافذ تماثيل أحمد قرعلى الحجرية .. التى يتحدى فيها خامة الحجر الجيرى النبيلة ، ولد الفنان فى السابع عشر من شهر ديسمبر العام 1971 بمدينة الخانكة بالقليوبية - حاصل على بكالوريوس فنون جميلة قسم النحت العام 1994 بالقاهرة - عاش بالأقصر وأسوان والإسكندرية والإسماعيلية وانغمس فى عبقرية النحت المصرى القديم ، اشترك فى سمبوزيوم أسوان الدولى العام 2001 ، فاز بجائزة التحكيم فى صالون الشباب السادس العام 1994 ، كما فاز بالجائزة الثانية (نحت) فى صالون الشباب الثامن العام 1996 ، ثم بجائزة (شعبة الأيكا بمصر) وهو فنان حر لا يرتبط بأية وظائف ، وقرعلى ضمن الفنانين التسعة الذين تمت دعوتهم من قبل قطاع الفنون التشكيلية للمشاركة فى ملتقى الأحجار الأول بحديقة متحف مختار الكائن بحديقة الحرية بالجزيرة ، والمثال يتعامل مع الكتلة باحثاً عن مصادر الضوء فيها وباحثاً عن نوافذ تستدعى أشعة الضوء وجاذبةً لها .. فعندما يخترق أزميل `قرعلى` الحجر يتلمسه برفق وبحدة، وأكثر حدة تتوالد مع مطرقته وأزميله تكون عند الحدود الكلية للكتلة، ثم يجنح بأزميله تجاه قلب الكتلة فاتحاً نافذة تلى الأخرى فى تحدٍ بين خشونة الحجر المشطوف وبين النوافذ المسحوبة إلى الداخل والملساء فى توافق وتجانس مثيرٍ بصرياً ، ونوافذ قرعلى جاذبةً -فى حيزها- لأشعة الضوء، وتظل محتفظةً بها، حتى فى حالة حركتها تتحرك معها الظلال ومناطق سكون الضوء عليها كموجات البحر التى تتوالى بدون انقطاع بفعل الرياح وبفعل المد والجزر الذى لا يتوقف ، فالضوء النافذ يمثل طاقة فراغية للكتلة يتحاور فى ثبات كامل معها .. ويمتص الحجر كماً غير محدود من الضوء الآتى، ويكمن فيه ويتفاعل معه ليشعه مرة أخرى حاملاً معه رحيق الأرض والتاريخ والزمن فى حالة عميقة الإجلال هذه الخامة النبيلة ، وإذا كان قرعلى يتعامل مع نوافذ الضوء والأمل .. فقرعلى يأتيه الضوء من الداخل ليبثه فى أفكاره ورؤيته النافذة فى تجزؤ الكل .. وتوحيد الجزئيات .. وتهجين الضوء فى الفراغ واستدعاء الفراغ للكتلة المضيئة فى احتواء جمالى بنائى محكم، قرعلى مثَّال ذو إرادة تفتت الحجر وتفتح فيه نوافذ ضوء .
أ.د./ أحمد نوار
جريدة الحياة - 2004
ملتقى الأحجار .. بين المشربية وقرساجرا
- فجَّر ملتقى الاحجار عند الشباب كوامن من الطاقة الداخلية المليئة بالمشاعر والأحاسيس النابعة من مقدرات إبداعية ليست وليدة الصدفة، فالملتقى كائن فى حديقة متحف محمود مختار، ونستهل تناولنا له بالحديث عن الفنان أحمد قرعلى المولود فى السابع عشر من شهر ديسمبر العام 1971 بالقليوبية ، وكلمة (قرساجرا) مركبة من اسمى قرعلى وكونساجرا (1920) ، والأخير مثال ايطالى قدم عرضاً فنياً بالغ الأهمية فى بينالى القاهرة الدولى الثامن العام 2000 ، وليس غريباً أن نجمع بينهما بالرغم من فارق التجربة والسن الذى يقارب الستين عاماً، ولكون الرؤية قد تشابهت من بُعد، فإن تأملها يحرضنا على الاقتراب منها، لأن كماً من المصادر الفنية التاريخية أو الطبيعية للفنان توحى بأفكار جديدة لها دلالتها ومكامن التعبير فيها .. كما كانت الشجرة بمكنونها الإنشائى والفراغى مصدر إلهام لموندريان (1839-1921) حين مهدت له بتتابع مذهل للوصول إلى تجريدية هندسية صارمة ، وأيضاً الفنان البريطانى هنرى مور (1898-1986) عندما ألهمته الطبيعة الصخرية ومكونات العظام المركبة وميكانيكيتها الحركية إبداعاً غير مسبوق ذا دلالات إنسانية عميقة ، فأيضاً إذا تأملنا الأشجار بنسيجها المتوالى والمتتابع القياسات وشبكية الضوء النافذ بين الأغصان وآلاف الأوراق المتراصة كالخلايا والجينات -والمتحركة بفعل الرياح وفى نموٍ دائم جنباً إلى جنب مع حركة الزمن الممتد .. وإذا تأملنا حجم الشجرة وتفحصنا الفراغات التى تتخللها والمتسرب منها أشعة الضوء النافذ .. فإن ذلك يذكرنا بالمشربية وبنائها التصميمى وعلاقتها بالضوء الآتى وعلاقتها التبادلية بالرؤية من الداخل والخارج .. كما نشاهده -أيضاً- فى المقصورات المزينة بالمعابد اليابانية التى تحددت معالم علاقتها بالطبيعة وبأشعة الشمس النافذة وذلك لكونها مصممة على هيئة مربعات متراصة أفقياً ورأسياً فى بيئة طقسية خلابة تستدعى التوحد بين المادة والفراغ الكونى .. بين الكتلة والفراغ الممدود . فأحجار كونساجرا لم تأت من فراغ مطلق ولكن أتت حاملةً كماً من الثقافات المتنوعة بين الشرق والغرب والقديم والحديث .. وبين الطبيعة والخيال .
ويأتى نجمنا الشاب أحمد قرعلى على نفس الطريق الصحيح والمستنير فهو فنان هادىء بشوش صامت يتأمل الكل ويدقق فى الجزء لكونهما جسداً واحداً .. الكل عند قرعلى ذو دلالة ديناميكية ومتنوعة أما عند كونساجرا فالكل حادّ أملس تتساوى أضلاعه الأفقية بقياسات مختلفة مقارنة بالرأسية، وتعد أُطراً ثابتة هندسية تمتد أو تنكمش قياسياً فقط، والحركة تأتى من تنوع الجزء إلى جزىء كجينات تتكاثر مشكِّلة الفراغات الداخلية فى منظومات أقرب للتماثل الفراغى ، أما قرعلى فيأتينا بمنظومة موسيقية أكثر تناغما وتجانساً فى ديناميكية الكل، وأعمق فى التنوع المترامى على جغرافية الكتلة فى سياق بصرى يتحرك مع حركة الضوء النافذة ومع حركة المشاهد حول التمثال ، والأمر لا يتوقف عند هذا الحد، بل يستدرجنا تمثال قرعلى فى حديقة متحف مختار الذى حقق فيه معادلة ` التضاد .. والمواجهة بالنقيض .. والتباين فى لغة المصطلح ` لكونه تعامل مع كتلة الحجر الجيرى بحميمية وذكاء عندما حطَّم مظهرها العام وتركها بهيئتها تمثل بناء الكل بلمساته الغير منتظمة وضربات أزميله الخفيفة،والأكثر وزنا، والثقيلة، كأنه يرسم بالأزميل .. ويستدعى من داخل الكتلة مسطحات متراصة مشطوفة وغير متساوية، وفى كافة الاتجاهات كأنها درجات ظلية تحكَّم فيها بقلمه، مصفوفة عاكسة للضوء جاذبة له فى محتواها .. ثم يتدرج أزميل قرعلى وقد غطت يده ووجهه بودرة الحجر وأصبح قرعلى جزءا من الكل فى الحجر، إلى داخل الكتلة وكلما اقترب من مركزها المحورى بدأ يتعمق بأزميله ليفتت فى قلب الكل إلى جزيئات من الفراغات النافذة، فتحها لتحتوى كونيات الفراغ ، وتستدعى الآخر فى امتداد بصرى وروحى بدون حدود .. ولم يكتفِ المثال بذلك بل ويواصل التحدى بين الخشن والأملس، بين الطبيعى والمبتكر، بين الحاد المشطوف والمنحنى الناعم، فى تآلف وتوازن وتكامل يتحد فيه الكل بالجزء ، قرعلى مَّثالُ يتحدى -بإرداة- الخامة النبيلة ويتأملها ويبث فيها مشاعره وأحاسيسه، يستدعيها بروحه إلى داخله .. يسيطر عليها باقتدار، فإذا كانت رؤيته الفنية باحثة ثاقبة فهذه صفات مثَّالٍ قدير يحمل فى جيناته صفات الأجداد العظام . ونجوميته الفنية تتحدى بالإبداع كل مظاهر النجومية المزيفة .
أ.د./ أحمد نوار
جريدة الأخبار - 2004
منحوتات ` أحمد قرعلى ` .. معمار على قدمين
- فى معرضه `كباش` بجاليرى آزاد ..
- كباش`.. معرض نحت هام للغاية أقامه الفنان `أحمد قرعلى` فى جاليرى آزاد بالزمالك لمنحوتاته الأخيرة عن طريق استلهام مفردات العمارة الإسلامية التى ميزت تجربته الجادة الطويلة.. ليقدم في `رؤوس كباشه` تقنية كولاج الخامة فى أكثر من منحوتة فى بنائيات تكعيبية، والتى سبق وقدمها فى أعمال جامعا فيها بين التكعيبية الهندسية والعضوية..
- وبدا لجميع `كباش` معرضه حضور مادى روحانى قوى متجسد داخل فضاء الجاليرى.. وكان أول اهتمام لى محاولة الاقتراب من الحد الفاصل بين لغة النحت الكتلة ولغة العمارة المكان ولا مرئيهما الروحانى.. ليحل قرعلى فى عرضه هذا معضلة الجمع بين `الكتلة والفراغ والروحانية` فى بساطة وتعقيد معا بشكل مذهل..
- الكباش علاقه سحريه قديمة
- رغم عنوان المعرض المباشر واختيار الفنان لـ`رؤوس كباش` المنفذة بتنوع ومهاره فى حل الشكل بأستاذيه بين الكتل وفراغاتها إلا أن رؤيتى لم يشغلها البحث عن ملامح هيئة الكباش فى منحوتاته.. لكن لأن الفنان اختار أن يقدم رؤيته على هيئة كائن محدد.. فأرجعنى اختياره للموضوع لما لعلاقة الحيوان عموما والانسان فى التعبير الفنى ولإئتناس الإنسان بوجود الحيوان شكلا وطاقه سحريه بدأت بينهما قبلا من قبل منذ مئات الآلاف من السنين ولا زالت آثار تلك العلاقة باقية فوق جدران الكهوف فكان الانسان يرسم الحيوان بجنون المخاطرة كصلاة لتفادى الخطر قبل اصطياده وللسيطرة عليه.
- فكانت جدران الكهف هى مكمن سر الإنسان القديم ومخبأه.. والآن داخل هذا العرض وبين كتل كباشه تتجسد كمكمن سر الفنان.. وأعتقد ان مرسم `قرعلى` هو على شاكلة كهف الإنسان القديم.. خصه لاصطياد عدد من الكباش يسكنها أحجاره.. لا ليلصقها فوق الجدران..
- ولهذه المعايشة تجذر غامض منذ القدم لما بها من حرفيه ومتعه اصطياد الفنان لصيده داخل الحجر ومادة إبداعاته الأثيرة حتى لتجعلنا نتساءل `إن كان الفنان هو نفسه هو الكامن او الجالس داخل الحجر.. أم الحجر هو الجالس داخله؟`.. فقد ظهرت كباش `قرعلى` فى فضاء العرض آخذة من الفنان مادة عشقه الوجدانى للعمارة وتفاصيلها.. وعكست أفكاره ورؤيته للموجودات والكائنات ككتلة بناء.. حتى فى رؤوس كباشه هذه بدت كرؤوس مُحوره تأسست هندسياً على قدمين من البناء.
- امتصاص معمار الماضى
- وهناك ماض آخر تتسلل منه بنعومة تجربة ` قرعلى` بالكامل حيث الخصوصية والحس الروحانى.. وتمددت كسلسلة من `آثار للذاكرة` تتوسع بها كثير من منحوتاته كقطع تجريديه وتكعيبية قادمه من ماضى المعمار الإسلامى كما فى أحدى منحوتات كباشه التى ضمت محراب وقاعة إيوان بجدرانها الثلاث المفتوح على عمق منحوتته..
- وأحد كباش العرض الرخامية يتكاثر كمكعبات بقدر كبير من النقاء والصرامة والدقة كما لو كانت تحكمه متوالية هندسية داخل الكتلة الباردة.. وكباش أخرى حملت سمات ومفردات عمارة المساجد من هياكل نصف كرويه وأسطوانية وأقواس كالحدوات وأعمده مربعه أوحت بالامتداد فى المكان والروح مما زاد من الاستعارتين الروحية والجمالية وبما أتاحته من فراغات..
- ومثلما امتزج كل من الكبش والمعمار فى واحة روحانية واحدة بديا معاً مثلما يمتزج `المُصلى ومُصلاه` أى يمتزج العضوى فى البنائى.. وأيضاً لدى الفنان فكر امتصاص وقيادة البوابة إلى داخل منحوتته نفسياً وفكرياً لتقودنا عبر ممر ضيق داخلها إلى ساحة من الضوء المتسلل عبر فتحاتها الجانبية، وبه تتوالد الأشكال والظلال والنور وزوايا الكتلة ومؤكداً لدعاماتها والهواء الداخلى بمهارة المعمار الصريح، مما جعل منحوتات `قرعلى` أقرب لمحمية نور جمالية.. وهذه المحمية يمكن تشبيهها بمقبض الباب لحظة إمساكه كمصافحة رمزيه للمبنى.. كذلك الضوء هو مصافحة لجسد لمنحوتته وحاضن للمكان ذاته..
- منحوتات `قرعلى` المأهولة بالنور وبالجينات المعمارية لا ترتبط بأجزاء الجسم أو بالهوس أو الطقوس السحرية ولكنها أشكال مرتبطة بهوية مجتمع أقام معماره كأنه يحتوى الكون كله داخله، لذلك تنبثق منحوتاته من الأرض وهى محل إقامتنا الكونى بأريحية عضوية كأنها غضاريف الأرض وعظامها.. فلا ترهقها الجاذبية لأنها متوائمة والأرض أسفلها.. ومع هذين الانطباعين بدت لى منحوتات رؤوس الكباش كعمارتنا القديمة يمكننا التجول حولها وداخلها لنعرف ونتذكر ولا ننسى من نحن..
- وحين طوَّر ` قرعلى` معماره ومنحوتاته تقبلنا منه بشغف نمطين هندسى وعضوى طامحاً بهما إلى تحقيق الصفات المكانية وروحانية اللا مادى معا.. ليصبح تأثير منحوتاته بمعماريتها الجسدية أثر فريد على المكان يغير الإحساس الكامل به..
- وقد سبق وقال `هيدجر` مقوله عبقريه وهى: ` أن القطعة المنحوتة تؤسس المكان كموقع بشرى`..
- النحت هو المكان
- ولأن القطعة النحتية تؤسس المكان وتجعله موقع بشريا.. لذا جزئياً دعم `قرعلى` قاعدة العمل وظيفياً وجمالياً بتواصلها و`خط الأرض` كمقر أوتاد أعمدته الحاملة لكثير من منحوتاته.. لإقامة جسد المنحوتة فى المكان .. لكن أين يمكن أن يكون مكان النحت..؟
- أعتقد أن ` النحت هو المكان` نفسه.. فحين نرى منحوتات ` قرعلى` بكل ثقلها بصرياً وتاريخياً مفاهيمياً نراها منحوتات مكان.. مكان ينتمى للعضوى والماضى والروحانى.. ومكان يجب أن يبدو مثاليًا كـ `يوتوبيا للنحت`.. وأيضاً أراه `مكان العبقرية` حيث تتجسد تبادلياً روح المكان مع الشكل النحتى المادى مع جودة ` تفعيل` إنتماء البشر للمكان.. وهذا ما تتشكل به وتهفو إليه منحوتات ` قرعلى`.
- فمن شاهد معرضه يجد منحوتاته تحدد نفسها كمكان أو مساحة تشغل أو `تزيح` حجمًا ما وتنفتح من الداخل إلى الخارج إلى حيث البشر زائرى العرض.. ولتبدو كبوابه لداخل الإبداع ببساطه مدهشه.. أما ما الذى يريده النحت.؟. أعتقد أن النحت يريد مكان وموقعاً حرفيًا ومجازيًا للوقوف عليه.. فالنحت الجيد يريد أن يكون نفسه المكان ومكانًا.. لتتنامى بأريحيه روحانياته داخل وحول المكان..
- مكان المنحوتة السرى
- أما داخل المنحوتة هناك اللامرئى وهو روح عمارتنا الإسلامية.. فهيكل منحوتاته تعمل كحاويه لحيز داخلى بقواطعه وأعمدته ومساقط نوره ككهف روحى منحوت داخل المادة.
- وكأن النحت لدى ` قرعلى` فن للتجويف والكتلة.. وفن الاحتفاظ بمكان سرى داخلى حتى يأتى مشاهد على نفس الدرجة من التواصل محاولاً اكتشاف كيف أقيمت وماهية ما بالداخل متتبعًا مسار الخط والنور إلى حيث تحتفظ المنحوتة بأسرارها التى تمدها بالحياة وبه تتنفس.. فربما العملية الجمالية كالعملية الفكرية تنطوى على نزول ضرورى إلى الداخل والبدء من الداخل الروحى وليس الخامة.
- على العكس من النحات الذى يتعامل مع منحوتته من الخارج.. أعتقد أن ` قرعلى` يُغرق نفسه فى المادة ويغلف نفسه بها.. بل ويغمر نفسه حياً داخلها حتى يدرك ويقبض على روح العمل.. حيث يُولد المعنى من الظلام المتجسد داخل رحم المنحوتة..
- هذا التجسيد الذى عمل عليه ` قرعلى` نراه فى عمل آخر كتحد مختلف فى مادته، أنجزه مؤخراً ليكشف عن الفضاء داخل الفضاء ويُشكله.. وذلك فى عمله الإنشائى الهندسى فى الفضاء المفتوح بمنطقة الأهرامات من خلال مشاركته معرض `الأبد هو الآن` الذى أفتتح منذ أيام وفيه وظف الفضاء كعنصر أساسى أو كخامه شكل بها واخترق بنائه الهندسى المفرغ لهيئة الهرم القائم على التقاسيم الخطية لعناصر من التراث القديم ليبدو الفضاء المحيط كغلاف أو `جراب` للشكل الهرمى المُفرغ، وأيضاً هو نفسه الشكل النيجاتيفى المنحوت فى الفضاء فيما بين خطوط بنائه المفرغ..
- فالفنان ` قرعلى` يتعامل بوعى شديد مع الفضاء مثلما يتعامل مع الكتلة نتيجة معرفه كاملة بالتجارب المعمارية النحتية وتفعيلها حتى لو اتخذ موضوع ما أو كائن ما كعنوان مبرر لاختبار قدرة الخامة على الاختزال البنائى والتكعيبى كما فى كتل `رؤوس كباشه`.
- هذه الرؤوس للكباش التى وُلدت فى فضاء العرض بخامات عمل قاسية تميزت الى جانب البنائية ان بدت مفعمة بصوت الخامة الرخيم خاصه الصوت الحجرى الجرانيتى والرخامى بما تأصل فيهما من ذكريات جيولوجية أرضيه.. أما الخشب فبمظهره البدائى الحى خلق تباين عضوي مع خامات الأرض، وبينما المعدن متسامح فإن الحجر غالباً يكشف عن نفسه ويفرض إرادته ويغير اتجاه الفنان أثناء عمله حين لحظة اكتشاف مفاجىء ليتماثل ومنهجه الأرضى الذى كلما حفر الجيولوجى فى باطنها وجد شيئاً.
- هذا العرض هو استمرار لجهود ` قرعلى` للتفكير بالخامة وتفكيكها إلى معلومات بصرية لمفردات وعناصر معمارية من إلهامات المعمار الإسلامى فى مقاطع فولاذية وخشبية وبرونزية ورخامية وجرانيتية، ويبدو انه مثلما يعى جيدًا وعى الخامة فإن الخامة ايضا لها وعيها لتتمدد بصرياً بين يديه مدركه للموضوع وعلاماته..
- هذا الوعى للخامة بين يدى الفنان المبدع بدى لى كأنها اختارت بوعى انحناءاتها الأدائية كما المُصلى فى وضعى الركوع والسجود الأرضى، لتكشف تجارب الفنان المخلصة عن لامرئى من الأسرار العظيمة التى تتفجر داخل عماره المساجد الاسلامية من روحانيه والتى لا يدركها إلا المصلى الذى يعيش مشاعر متداخله بين حدين إن كان هو ساكن المسجد أم المسجد ساكنه، كذلك هل العمارة ساكنة الكتلة أم الكتلة ساكنتها..؟
بقلم : فاطمة على
جريدة: القاهرة ( 8-11-2022 )
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث