`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
زينب عبده
فنانون منسيون .. الرائدة زينب عبده .. إشراق الروح والجسد .. بالمائيات
- جاء البورترية (( الصورة الشخصية )) المشرقة التى رسمها الفنان عز الدين حمودة استاذ التصوير بالفنون الجميلة .. للفنانة الرئدة زينب عبده (( 1903 - 1993 )) بملامح الجمال والوقار فى رداء انيق ((مقلم )) من الازرق والابيض التركوازى تاكيدا على عمق شخصيتها ودورها الجليل فى الفن والحياة .. وهى تمثل بلمستها احدى البدايات الاولى للالوان المائية .. كما انها كانت اول عميدة لمعهد الفنون الجميلة للمعلمات عام 1947 بعد استقلاله وانفصاله عن معاهد الموسيقى والتدبير المنزلى والتربية البدنية .. وكانت من اوائل من سافرن فى بعثة لدراسة الرسم .
الطفولة والفن
فى طفولتها كانت زينب عبده عاكفة على الرسم تملأ كراسات الدراسة بالزهور والورود والطيور والاسماك .. بحس زخرفى فتختلط مع الكلمات تنقلنا خلالها الى دنيا من الحياة المصورة .. ورغم استياء اساتذتها من زحام الرسوم الدخيلة مع الحروف الا ان اعجابهم بموهبتها كان كبيرا مما كان يعفيها من التأنيب .. وعندما سافرت عفيفة توفيق كأول طالبة فى اول بعثة لدراسة الرسم الى انجلترا عام 1924 بعد ان درست بالمدرسة السنية الثانوية لحقت بها زينب عبده عام 1925 مع عفيفة توفيق واسكندرة غبريال واسمت كامل .. ومكثن هناك 4 سنوات .. وعلى ايديهن بدا تمصير التعليم الفنى فى مدارس البنات مع تفتح النظرة والانتقال من دراسة الرسم من النقل من نماذج جاهزة والطرز الفنية المطبوعة الى تمثل احدث نظريات التربية فى الفن واطلاق حرية التعبير للطالبات بما ينفعلن به من وحى البيئة والمجتمع المصرى والتعبير عن الاحداث والمناسبات الوطنية .. ولما تولت زينب عبده اول عميده للمعهد العالى للفنون الجميلة للمعلمات .. انشاء المعهد قسما للدراسات الحرة المسائية تلتحق به الهاويات دون النظر الى الشهادة الدراسية .. وقد نقل المعهد من مقره ببولاق الى الزمالك وبعدها انضم الى معهد التربية للمعلمين وهو حاليا كلية التربية الفنية .
وعالمها
سافرت الفنانة زينب عبده الى انجلترا معقل الالوان المائية التى كان فارسها ومروضها وليم تيرنر (1775 ـــ 1851) وتعد اعماله الرومانسية مقدمة للتأثيرية ( بوابة الفن الحديث ) وهو رسام الضوء والطبيعة ومعه من نفس الجيل فنان المنظر الانجليزى كونستابل (1776ــ 1851) الذى اثارت لوحاته اهتمام الفنانين بفرنسا وهو يصور مشاهد الريف الانجليزى ومن اشهر اعماله ( عربة الدريس ) التى شارك بها فى صالون باريس عام 1824 ففاز بالميدالية الذهبية .. فى هذه اللوحة يصور منظرا طبيعيا من الريف الهادئ تحت سماء انجلترا بجوار جدول ساكن وقد اطلق عليه المصور الفرنسى ديلاكروا : ( والد مدرستنا لرسم المناظر ).
وكان ان درست هناك وحصلت على دبلوم فن التصوير وشهادة الاستاذية من الجمعية الملكية بلندن وتشبعت بتلك الروح والتقاليد العريقة لفنانى المدرسة الانجليزية للابداع بالالوان المائية .. واخلصت للقواعد الاكاديمية لفن الرسم بتجلياته من همس الاضواء والظلال واستيعاب الابعاد والمنظور فى لوحة التصوير مع ترويض تلك الخامة بشفافيتها وهى خامة سيالة هاربة ذات كثافة خفيفة تعطى لمن يتمرس بها وتمثل اعمالها من البدايات الاولى .. وبتعبير الناقد احمد فؤاد سليم الذى كشف عن خصوصية عالمها : ( تجربتها تجربة متكاملة لفنانة تعرف كيف تجعل اللون المائى يبوح بشخصيته ويعلن نقاءه وشفافيته فهى تستقطب اللون وتراوغه وترققه حتى يخرج ماءه ويتخفف من الدماسة ويصير جزءا من قماشة الورقة وهى فى تمثيلها للجسد الانسانى خاصة حنيات المرأة العارية انما تحوله الى حالة بين التطهر والجسدانية بل ان العرى عندها هو تمثيل للتبرئة من الاثام وهو تطهير من مهالك الحالة الارضية ونساؤها هنا ليس فقط جميلات وانما فواحات بالخلاص ويسمو البدن باعتباره حقل العقل ).
وتتميز اعمال الفنانة بتلك اللمسة الشاعرية والروح الانسانية من المشاعر والاحاسيس بين الافصاح والغموض تنقلنا من حالة الى حاتلة تبوح فيها الشخصية بمكوناتها من الصمت الى التأمل ومن الفرح والحزن .. الى التفاؤل والاشراق كما فى البورترية النصفى لفتاه برداء من الاصفر الناعس والاخضر الهامس على مقعد احمر تبوح فى نظرة متطلعة على خلفية هادئة مضيئة .
وتمتد لوحاتها بانحياز شديد الى المراة تصورها فى تعبيرات مختلفة جالسة وواقفة ومتضجعة ومسترخية .. بالاضافة الى تلك الثنائية كما فى لوحة ( سيدتان ) صورت احداهن جالسة على كرسى مع فنجان الشاى وتقف بجوارها سيدة اخرى وكانها تتحدث اليها فى ايماءة .. ويغلب على الصورة حيوية اللمسة من الاسقاط الفورى الذى يقترب من روح الااسكتش السريع مع سحر اللمسات من الازرق الكحلى والاخضر ولمسات من الاحمر الدافئ .. وتبدو حيوية الخطوط ذات شخصية وتفرد مع المساحات اللونية .
وعلى مقعد مستطيل ( كنبة ) تسترخى فتاة ورأسها على يدها اليمنى التى تستند على وسادة لكن لا يخفى ماتحمل من مشاعر داخلية تؤكدها نظرتها ( السارحة ) المستغرقة ..كل هذا بعفوية فى اللمسة من خلال ثلاثية لونية من الاحمر الذى يقترب من البنفسجى والازرق المشوب بالخضر مع الاصفر المضئ .
وتختزل الفنانة زينب عبده اللون فى لمسات محدودة من البنفسجى مع الاصفر المشوب بالرمادى فى صورة عرضية لامراة تتكئ بيسراها .. وهنا يصبح مايشغلها التعبير البادى على الوجه مع الحركة والتى تشكلها انسياب الخطوط وحيويتها بتلخيص شديد .
إشراق الجسد
ويسمو الجسد الانسانى فى عاريات الفنانة الرائدة .. يشرق ويهتف بالحيوية والنضارة فى ايماءات واوضاع امامية وجانبية ومن الظهر مع صورها للموديل بمفرده بين النوم واليقظة والصحو والاستغراق فيما يشغل الذات .. واللوحات التى تشتمل على مجموعات من اربعة شخوص والحافلة بالحركة .. ويكمل اسطورة الجسد عند زينب عبده تلك المشاعر والاحاسيس العميقة البادية على الوجوه والتى تحفز على التأمل بما تحمل من اشراق روحى.
منذ سنوات .. تحديدا فى عام 1910 تم الاحتفاء بفن الرائدة زينب عبده من خلال عرض مجموعة من اعمالها بقاعة الباب كضيف شرف ضمن مهرجان الابداع الثانى ( المعرض العام الواحد والثلاثون ) .. فهل نتذكرها من جديد حتى تتعرف الاجيال الحديثة من طلبة الكليات الفنية على مساحة من الابداع لواحدة من هذا الجيل الرائد من سيدات الفن فى الالوان المائية .. من اجل ان تتواصل مسيرة الابداع من الماضى الى الحاضر الذى يستشرف المستقبل ؟ .. تحية الى زينب عبده الفنانة والمربية رائدة التربية الفنية .. بعمق اللمسة التى فاضت بماء الحياة والمشاعر الانسانية.
صلاح بيصار
القاهرة : 2018/3/27
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث