`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
محسن محمد عطيه

-عندما يبدع الانسان تخرج ابداعاته مترجمه لرؤية ذاتية وفلسفة خاصة تنطلق من قاعدة تشكلت بفعل رصيد من الخبرة والثقافة ..
- وإذا كانت المهارة تكتسب من خلال الممارسة ، فلا شك أن الابداع يسبق الحرفية بما تقدمه من ظواهر شكلية والفنان الناقد د. محسن عطيه .
- والمتتبع لأعمال الفنان محسن عطيه يعلم أنه يربط فى أعماله بين مذهبين يأخذ كل منها إتجاهاً خاصاً، فالأسلوب التقليدى يمتزج بالأسلوب اللاتقليدى حيث تظهر خصوصية الفنان وشفافيته الحسية ورؤيته العميقة ليحاور عقله مع انفعالاته الوجدانية من خلال حس مرهف فيه السيريالية ما يجدد الايقاع بين التقليدية واللاتقليدية، كما أن العنصر النباتى الذى يسيطر على تكوين اللوحة يترجم فلسفة الفنان وتقديسه للطبيعة عبر خشوع انسانى واضح ، وأيضاً المزج الذكى بين الدرجات اللونيه لتطغى أحياناً سخونتها على برودة غامضة مختفية فى بعض مناطق التكوين الفنى ليصبح المشاهد المتلقى صاحب قرار وصاحب موقف بعد رحلة استمتاع داخل هذا العمل قضاه متأملاً محاولاً للتفسير ومجتهداً فى المشاركة الذهبية بين العقل والوجدان .

أ.د/ مصطفى حسين كمال


- إن من يدرس لوحات الفنان / محسن عطية يدرك أن فى داخله رغبة عارمة فى الانطلاق عبر الحواجز والحدود . يقدم لنا استخداماً جديداً للأفكار التشكيلية والرموز والأبعاد اللانهائية التى تقفز فوق حدود الزمان والمكان لتقدم لنا عالماً جديداً . لكننا مع عالم محسن عطية الرمزى والاسطورى نعيش تحت اسقاطات ضوئية ومثيرة لفردوس افتقدناه ، وهذا الحنين يعد أحد التيمات الخصبة والثرية والعميقة التى تسرى فى مكونات لوحاته .
- والتيمة الأخرى التى تتبلور فى معظم لوحاته هو ذلك الصراع القدرى الذى تدور رحاه بين كتلة كبرى طاغية وكتلة صغرى تكافح من أجل البقاء. والرموز التى توحى بها هاتان الكتلتان ذات دلالات لا نهائية لدرجة أنها يمكن أن تشمل كل أنواع الصراع والتناقض والاختلاف والتضاد بل والقهر والعسف الذى عانى منه الإنسان منذ بدء الخليقة ، وقد استطاع أن يصل الى معادلة جديدة تحل معضلات تشكيلية قديمة ، وهو أنه استطاع أن يرسم غموض النفس البشرية من خلال وجوه بلا ملامح ، ولكن من يشاهد هذه اللوحات يستطيع أن يستوعب دلالة الغموض الانسانى أو الكونى دون أن يدرك مغزاة بطريقة مباشرة لأنه يجسد الغموض بحيث يوجد نوعاً من الالفة الحميمة بين الانسانى والكوفى .
- وبرغم تحطيم محسن عطية للقيمة الزمانية، فان احساسه بالماضى التراثى العميق يكشف عن تجليات تربط الماضى بالحاضر بالمستقبل لتؤلف الاستعادة الضوئية للفردوس .
- لكنه لا يظل أسير المحلية أو الاقليمية بل ينطق صانعا أدبيات جديدة سواء على المستوى الفكرى أو التشكيلى ولوحاته تكشف عن دلالات جديدة إذ أن خصوبتها متجددة من خلال دلالات لا نهائية من الرموز والمعادلات الموضوعية التى احيانا تتشكل فى شجرة مغروسة أو فارس يمتطى حصانه أو حيوان اسطورى متوحش من أجل بلوغ لحظة الغبطة الناجمة عن الاستمتاع بالجمال .
الناقد الأستاذ الدكتور / نبيل راغب

سحر اللون فى أعمال محسن عطية
- فى كتابه (الروحانية فى الفن) والذى صدر عام 1911 أكد الفنان كاندنسكى على الصلة بين التلوين وفن الموسبقي ودعا إلى استقلال اللوحة عن الطبيعة فاللون كنغم بصري هو الوسيط المرئي لهذا العالم .
- وكان من نتيجية ذلك ظهور واحد من أكبر الأساليب فى الفن الحديث وهو الأسلوب التجريدى بتجلياته المختفة .
- والفنان د . محسن عطية تمثل أعماله مساحة شديدة الخصوصية فى الفن التجريدى وقد عمق هذا الاتجاه إلى حد أن أصبح علامة من علامات فنه ينساب بالنغمات اللونية أشبة بدرجات السلم الموسيقي .
- وفى معرضه الذى أقيم بقاعة اكسترا على نيل الزمالك وجاء بعنوان ( سحر اللون ) يقدم الفنان محسن عطية إضافة جديدة إلى أعماله مسكونة بخبرة الأداء ورصانة الإيقاع وقوة التعبير تشدو بسحر اللون هذا السحر الذى يجعل منه نافذة على الخيال تهمس بروح الأشياء وتبوح بالمشاعر والأحاسيس وهواجس ومخاوف وهموم الإنسان المعاصر وفى جانب آخر تنطق بالحيوية والإشراق وبهجة الحياة، والأعمال عموما لا تخلو من بعض الملامح الشخصية التى تعد بمثابة مفاتيح وعلامات وإشارات تهمس دون بوح وتنطق فى صمت بحركة الإنسان فى قلب تلك المشاهد التشكيلية أو الحدائق اللونية والتى تموج بغنائيات من الأرزق الليلى والبحرى والأخضر العشبى والأصفر البهيج والأحمر النارى والبرتقالى الدافئ والبيج الهادئ مع الأبيض البرئ فى خطوط ومساحات أشكال عضوية وعناصر هندسية مشخصات فى اختزال شديد امرأة فى بقعة لونية وربما امرأة فى مواجهة رجل وفى كل الأحبان يجعل الفنان من اللون رمزا للبحر والشطآن والأنهار والخلجان وعلامة على المدن التى لم يطأها بشر ومساحات للذكراة مسكونة بالذكريات.. ذكريات الماضى وآفاق الحاضر فى مواجهة الخوف من المجهول وأحلام المستقبل انها سيمفونية بصرية تنساب ألحانها من إيقاع إلى إيقاع فى طلاقة تلقائية .
الناقد / صلاح بيصار
حواء 22 /3/ 2008
لوحات اللون
- قدم عطيه هذا المعرض بعنوان `ألوانى - ارتجالاتى` واصفا تلك العملية الارتجالية بقوله `أشعر بالالوان وهى تنساب وتندفع على سطح لوحتى، وكأنها تلبى نداء خيالى وتتجاوب مع حرارة شعورى.. فتسعفنى حركات اهتزازية من فرشاتى بالتشكيلات النصف بصرية.. تلك التى تدهشنى باحتمالات مجازاتها وبايحاءاتها وتشخيصها لافكارى` .
- ولوحات الفنان محسن عطية هى لوحات لون لتشكل الألوان ذاتها المشهد بين الواقعى والخيالى ، ويبدو اللون على سطح لوحاته كأنه فى حالة تحول كمادة كيميائية يتغير تركيبها بالكامل وخصائصها بأقل أضافة من أى مادة أخرى كذلك اللون عنده فى تحولاته مع أقل أضافة لبقعة لون تجد العمل بكامله يتحول وينساب كان اللون يتدفق وينتشر فوق السطح مكونا ما يراه اللون لنفسه دون أن يكون تفصيليا أو وصفيا ، لكننا ندرك هناك فى الخلق أو من بين الثنايا يظهر وجه امرأة أو مجموعة كتلة لونية تشكل جسدا إنسانيا، مما لا يعفى الفنان من القصيدة رغم تدفق اللون وانسياباته لكنه يقوده تجاه الأجساد النسائية بايحاءات تكوينها دون تفصيل فكأن اللون يشكل المرأة ، والمرأة هى الألوان ، مثلما فى حياة المرأة تشكل ألوان الحياة .. لتبدو لوحاته كمستودع زخم يأخذ منه الفنان مرتجلا ، لكن ما يأخذه هو يكون معدا مسبقا وموجودا فى المستودع ليصبح جاهزا لأن يتناوله فى أى وقت سواء ارتجالا أو قصدا ، فهو رصيده الذى يغذى سطح اللوحات مرورا بخيال الفنان ومهاراته فى التعامل مع اللون والسيطرة على اختياراته ومساراتها لكن المشاعر وحس اللوحة لا يمكنه السيطرة عليها ، وربما اللوحة تفاجئ الفنان بمكنونها .
- وقد قال الفنان محسن عطية واصفا لحظات تقابله ومعطى اللوحة : ` أعيش لحظة صمت لكى التقط أكثر من رؤية دفعة واحدة .. ويعمل مفعول سحر الألوان حينما تقضى أمام عينى أسطورة الأدهاش المقدسة .
- ثم يبدأ الاحتفال برشاقة المنحنيات، وبلغز الغيومات وببداهة الاختزالات وبشاعرية القوافى، وبعفوية الارتجال`.
- جدير بالذكر أن محسن عطية يعمل استاذا للنقد والتذوق الفنى بكلية التربية الفنية، وربما هذا البعد النقدى يساعده على أدراك العملية الإبداعية أثناء عمله فى لوحاته وما بعدها والتى يصعب على فنانين كثيرين الحديث عن لوحاتهم أو عن العملية الإبداعية ذاته ويكون دورهم هو ابداع الفن وترك التلقى على المشاهد دون تفسير أو وصف للعملية السابقة على الرؤية التى يقول عنها : ` مع كل سحبة لونية أو سحبة بفرشاة سوف تنفجر المفاجآت المدهشة مثل دعابة .. ويصبح اللعب بالاحتمالات أسلوبا للتحرر الممتع من القيود.. وتسيل الألوان وتتمازج لتحيا حياتها وتتحدث بلغتها ` .
فاطمة على
مجلة أخبار النجوم - 2010
` ارتجالية ` محسن عطية ` السحرية ` فى ` اكسترا `
- أقيم معرض الفنان الدكتور محسن عطية قدم فيه 30 لوحة تصويرية تجريدية تحمل مضموناً تعبيرياً وإنسانياً يكشف بها عن قيمة الارتجالية الذاتية للفنان المتحررة من المراقبة العقلانية ، بعيداً عن القيود والتيارات الفنية المعتادة ،من منطلق أن الانفعال يكشف حقيقة العالم الداخلى للإنسان اعتمد الفنان فى ارتجالاته التشكيلية على شحنة وقوة انفعالية وتلقائية فرشاته بما تحمله طاقتها وحيويتها ودلالاتها الرمزية، وترجم هذه الشحنة من خلال إيقاعات ضربات الفرشاة، والتنقلات اللونية العفوية .
- من نتائج تلك الشحنة نجد هناك توهجاً لونياً فى كل اللوحات المعروضة من خلال تواجد صريح للون الأحمر والأصفر، كما خلق من بين توهج اللون الأحمر صراعات هادئة مع الألوان الباردة الأزرق والأخضر، وبينهما صدرت أصوات لصمت الألوان المركبة كالبنفسجى الذى خفف من استمرار حدة الشحنة، أما اللون الأسود فعبر عن حالة من الحضور والتواجد، بتعايشه فى انسجام وتوافق مع مجموعات الألوان الباردة والحارة،بالإضافة لوجود تأثيرات لملامس خشنة وناعمة نتجت من تداخل الخامات السطحية والعجائن .
- جاءت التجربة الجمالية فى لوحات الفنان محسن عطية فى أربع حالات، منها ما يخاطب البصر، ومنها ما يحاور البصيرة، الحالة الأولى مجموعة من اللوحات التجريدية التعبيرية تدخل فى الفنان بالحذف والإضافة والاختزال فى المساحات اللونية العفوية لإيجاد حلول تشكيلية إبداعية واستخدام الخطوط الانسيابية البسيطة ليعلن عن وجود العنصر الإنسانى ورغم تدخل الفنان فى ارتجالية العمل بهذه الإضافات الواعية، إلا أن التكوينات الفنية جاءت متماسكة داخل المساحات، فنجد الفنان قد عبر فى إحدى لوحاته عن لقاء تشكيلى تم بين الحصان والإنسان فى رحلة حسية وجمالية .رسم الحصان بخطوط مرنة وجعله يبدو كأنه يتجول ويتغلغل فى المساحات ليظهر بوضوح فى مساحة، وغامضا فى مساحة أخرى .
- الحالة الثانية نجدها فى مجموعة من اللوحات استفاد فيها الفنان من إيحاءات المساحات اللونية وتأمله لما أحدثه انفعاله من ارتجال.فقد أوحت له المساحات بالاستنتاج، كأنه كان يبحث عن عناصره ومفرداته داخل ارتجالاته هذه الحالة تتأكد فى لوحة جاء فيها اللون الأحمر فى وضع منحنى مرتفع ومنخفض تتبعه الفنان بتأمل وحس إلى أن وجد فى هذا المنحنى اللونى شكلاً أقرب لطفلة نائمة فى هدوء واسترخاء بخطوط بسيطة بدت كأنها نتجت من حركة اللون لم يصفها الفنان قصداً .
- الحالة الثالثة هى حالة مختلفة لأن الفنان من الارتجال عاد إلى الذاكرة البصرية الصورية وجمع فى الأسلوب الفنى بين قصد الإضافة على الارتجال اللونى وبين تأمل ما يستنتج من الإيحاءات الشكلية للمساحات، جاء ذلك فى لوحات توحى بالمشهد المكانى المكون من البحر والسماء والأرض وكثبان رملية وأشجار، فنجد أن المشهد المكانى وجماليته انطلق من ذاكرة الفنان ومن رصيد مخزونة البصرى، وهذه الحالة توضح أنه من الممكن أن تكون بداية العمل الفنى تجريدية وارتجالية بدون تخطيط مقصود من الفنان، وأن ما أضافه الفنان أو استنتجه من الإيحاءات الشكلية أعاده إلى الذاكرة، وهذا المخزون كان ينتظر فرصة ليطرح نفسه، حتى ولو ضمن مساحات لونية تجريدية وارتجالية .
- أما الحالة الرابعة فهى لوحات من الممكن أن نطلق عليها مسمى محاورة بصيرة المتلقى ـتحمل رسائل يستقبلها المتلقى حسب توجهاته الحسية ،ابتعد فيها عن كل الحالات السابقة -حالة التدخل المقصود، حالة الاستنتاج بالإيحاء والتأمل - حالة الجمع بين التأمل والقصد، وأطلق سراح ارتجاله وألوانه للملتقى، ليعطى للملتقى دوراً فى قراءة العمل والوصول إلى الجماليات وهذه القراءة تستدعى من المتلقى إطالة زمن المشاهدة فاستطاع الفنان محسن عطية من خلال ارتجالاته، تقديم دلالات فلسفية متفاوتة هى الغضب والمرح،الصمت والصخب، الغموض والوضوح، وأكد القيمة الجمالية السحرية للارتجال التلقائى بطرح تشكيلى معاصر .
سوزى شكرى
مجلة روز اليوسف - 2010
رموز وألوان محسن عطية.. من شفرات التجريد إلى مرافئ الدهشة
- من بين قلة قليلة من فنانينا ظل الفنان محسن عطية مخلصا للوحة التجريد من بداية السبعينات من القرن العشرين وحتى الآن مؤكدا على أن اللغة البصرية بما تحمل من رموز وما تعكس من خطوط وألوان وتراكيب وصيغ تبدو فى شفرات تجريدية قادرة على أن تنقلنا إلى مرافئ الدهشة ومنافذ الحلم خاصة وأن أعماله فيها من رحيق الأشياء وسحر الأزمنة والأمكنة بل وبقايا عناصر من روح الحياة ووشوشات النور للظلمة وهمس الموجودات على الرغم من التلخيص الشديد والإيجاز والاختزال .
- ولقد بزغت معالم أسلوبه فترة السبعينات 1972- 1976 وامتدت بمزيج من التعبيرية والتجريدية ومع ومضات رمزية منذ اشتراكه فى معارض جماعة الدعوة للآخر التى أقامت معظم معارضها فى قاعات أتيلييه القاهرة بوسط البلد .
* اللون والموسيقى :
- وعندما قدم معرضه الخاص الأول عام 1973 جاء مساحة بانورامية تكشف عن طاقة غير محدود اللون تكثف للخطوط والمساحات التى شكلت على السطح التصويرى خريطة الطريق لهذا العالم الذى يهدأ ويتوقد ويفور ويصعد ويهبط ويتداعى وينساب بحرية وطلاق تعبيرية كنوافز الأحلام .
- وفى معرضه الذى أقيم بقاعة إكسترا على نيل الزمالك وضم 30 لوحة تمثل أحدث إبداعاته نجد تراكما تعبيريا بمثابة إضافة وتنوع وابتكار لهذا الإيقاع الذى يضيف إلى فن التجريد .
- وإذا كان الفنان كاندنسكى فى كتابه الروحانية فى الفن الذى صدر عام 1911 قد أكد على الصلة بين التلوين وفن الموسيقى ودعا إلى استقلال اللوحة عن الطبيعة على اعتبار أن اللون كنغم بصرى هو الوسيط المرئى لهذا العالم وكان من نتيجة ذلك ظهور واحد من أكبر الأساليب فى الفن الحديث وهو الأسلوب التجريدى بتجلياته المختلفة .
- فقد عمق محسن عطية هذا الاتجاه إلى حد أن أصبح علامة من علامات فنه ينساب بالنغمات اللونية أشبه بدرجات السلم الموسيقى خاصة وهو الأستاذ الاكاديمى الذى درس الفلسفة فى نقد الفنون بالاتحاد السوفيتى أيام كان فى رحاب ماليفيتش أحد أقطاب التجريد مع كاندنسكى والأمريكيين بولوك ودى كوننج وغيرهم ممن أسهمو فى تشييد قوام هذا الفن على اختلاف آفاقه وتنوعه.
- يقدم الفنان محسن عطية إضافة جديدة إلى أعماله مسكونة بخبرة الأداء ورصانة الإيقاع وقوة التعبير تشدو بسحر اللون هذا السحر الذى يجعل منه نافذة على الخيال ومن هنا حملت معارضه أسماء تؤكد قوة اللون كطاقة تعبيرية مثل لون العاطفى - سحر اللون - لون الحرية - ألوان وموسيقى - ألوانى ارتجالاتى` تبوح بالمشاعر والأحاسيس وهواجس ومخاوف وهموم الإنسان المعاصر فى جانب وعلى الجانب الآخر تنطق بالحيوية والإشراق وبهجة الحياة والأعمال عموما لا تخلو من بعض الملامح التشخصية التى تعد بمثابة مفاتيح وعلامات واشارات تهمس دون بوح وتنطق فى صمت بحركة الإنسان فى قلب تلك المشاهد التشكيلية أو الحدائق اللونية والتى تموج بغنائيات من الأزرق الليلى والبحرى والأخضر العشبي والأصفر البهيج والأحمر النارى والبرتقالى الدافئ والبيج الهادئ مع الأبيض البرئ فى أشكال عضوية وعناصر هندسية وعلامات على مشخصات وفى كل الأحيان يجعل الفنان من اللون رمزا للبحر والشطان والأنهار والخلجان وعلامة على المدن ومساحات للذاكرة مسكونة بالذكريات ذكريات الماضى وآفاق الحاضر فى مواجهة الخوف من المجهول وأحلام المستقبل أنها سيمفونية بصرية تنساب من إيقاع إلى إيقاع فى طلاقة تلقائية.
* راقصة البالية :
- وقد نرى نروح ثورة 25 يناير يغلب عليه الأحمر النارى مع لمسات لونية محدودة مع الأبيض والأزرق بمثابة الأفق والنور مثلما نرى طيف راقصة باليه تذكرنا بروح ديجا ووجه شخص ساكن من وجوه الحياة وسلم للصعود وامرأة فى بقعة لونية وربما امرأة فى مواجهة رجل أو أله موسيقية كل هذا فى امتزاج بخلجات ومشاعر الإنسان وتألق السحر الصوفى فى ثورة الروح ومع ما نشهد ونرى من تغيرات فى الواقع المعاش .
- كما أطلق العنان للعاطفة والحس حتى بدت أشكال الأعمال فى معظمها لا شكلية مجردة عن قصد فاتسمت بالغموض عندما تخلى الفنان فيها عن الاستعانة بأى تخطيطات مسبقة وجعل الغلبة للانفعال والتداعى الحر .
-على اعتبار أن المذهب التجريدى فى الرسم يسعى إلى البحث عن جوهر الأشياء والتعبير عنها فى أشكال موجزة تحمل فى داخلها الخبرات الفنية أشكال رمزية تعانق الأسطورة خاصة والرمز كما يقول هو الصيغة المناسبة للتعبير عن الحقائق المجهولة مثلما إن الأسطورة تمثل استعارات من المظاهر الطبيعية من أجل أن تعكس العالمين الداخلى والخارجى كما تعد تفسيرا لرؤى كونية كما نرى هذا فى صورة حتحور `البقرة ` التى تمثل المحيط السماوى فى الأسطورة وهى المرضعة وواهبة الحياة والأم والمربية وهى أيضا الرمز لما يجرى فى أعماق النفس وقد أكسبت صورها ثراء فى الفن وأصبحت مادة خصبة لتجسيد أنماط أولية لعالم اللاشعور فى صور بليغة وهكذا يتيح الأسلوب الرمزى الفرصة لاكتشاف موضوعات ذات مغزى نفسى فتحول التجربة الفنية إلى آفاق أبعد من مجرد التسجيل للمرئى فتصل إلى الروح والجميل .
- وقد لجأ الفنان محسن عطية فى رحلته مع التجريد بعد أن أطلق العنان لخياله بحرية وعفوية وتلقائية إلى استخدام الوسائط والخامات العديدة مما يساهم فى إثراء التعبير مثل الشرائح الكولاجية بتشييد أشكال من الورق الملون على نحو يماثل أجزاء من الأجسام أو العناصر المألوفة مثلما فعل بيكاسو وبراك فى التكعيبية مع اختلاف الإيقاع وقد تحررت اللوحة من النظم الإنشائي المسبق وذلك من خلال انبثاق الجزئيات من نقطة وانفراجها على السطح بجمال فى البناء فتفصح عن أشياء وتخفى أشياء تستمد تألقها من تلك الرموز التى تنساب معتمدة على التباين والإنسجام اللونى فى وقفات بين الصخب والهدوء من الألحان الجهيرة إلى النغمات البصرية الهامسة وهنا نظل على ملامح شديدة التلخيص والاختزال قد نرى فيها ما يوحى بشخوص إنسانية تتحرك فى طلاقة وتلقائية وربما بصمات البشر وآثار الموجودات .
- وألوان الفنان أشبه بتداعيات الذاكرة فى خطوط ومساحات وبقع وكريات منحنيات وانكسارات وتداخلات من حدائق خيالية .
- وفى لوحات عطية نطل فى وقت واحد على الحضور والغياب وبين الواقع والفن ينعكس المعنى فيشمل الحقيقة التشكيلية والأسطورة وما يختفى فى اللوحة تستحضره البصيرة وتستكمل الصورة جزأها الغائب وهميا فى السياق البصرى للمتذوق والمتأمل لهذا العالم المتسع الرحب التشخيصى واللاشكلى والمعبر عن روح الإنسان فيما نعيشه الآن .
- تحية إلى أنغام بصرية تلامست مع المشاعر والعواطف وأطياف الحياة .
صلاح بيصار
القاهرة - 2/ 4/ 2013
محسن عطية : العاطفة والثورة
- أبحث عن الغائب.. لا عن الحاضر.. كان هذا هو شعار الفنان محسن عطية في معرضه بقاعة ` اكسترا` بالزمالك، كأنه يستحث ذكاءك قبل حواسك ويستثير ذاكرتك البصرية الكامنة بأعماقك، لتكشف من خلالها الحضور الغائب لمخزون ذاكرته البدائية داخل اللوحة، فيما يقودك -ربما- إلى معنى ما، سرعان ما تكتشف أنك تتجه نحو خدعة، ما يدفعك لإعادة المحاولة.. وهكذا. الواقع أن هذا يختلف عن منطقه التعبيرى، إنه يبدأ بالارتجال.. الارتجال بالخطوط والألوان من لوحاته يساوي لحظة الاشتعال العاطفي بداخله عند بدء الرسم. لا يبدأ من فكرة ذهنية.. بل بحالة من التوهج الحسى بشعور أو خاطرة تقوده الخطوط والألوان وكأنها تمسك بزمام ريشته، وليس العكس، فى خضم هذه الحالة تتفاوت الريشة من الاستحضار والنفى. استحضار عناصر من مخزون ذاكرته القديمة على سطح اللوحة ونفيها معاً.. حالة من الجدل العاطفى بين الاندماج والوعى. الاندماج داخل الذات والوعى بالخارج، غالباً لا يستطيع حسم هذا الجدل الذى يتحول إلى صراع، وغالبا- كذلك- ما ينتهي إلى حافة التجريد وليس التجريد كاملا.. وبغض النظر عن موقف الفنان `عطية `بين الوعي واللاوعى أو بين الحلم والعاطفة..، فإنه من المؤكد أنه يحقق للرائى حالة من الدهشة والانتباه بحثاً عن شىء لا يدركه بالبصر، بل قد يحس بالبصيرة، عبر باليتة لونية صداحة حيناً، وأسيانة حيناً آخر، وعبر خطوط ديناميكية جياشة بالحركة، لا تحدد أشكالاً بعينها بقدر ما تتخلل مساحات الألوان، تظهر وتختفى بينها مثل عروق المعادن في صخور الجبل
بقلم : عز الدين نجيب
جريدة : أخبار الأدب ( 22-4-2012 )
أستحضر الأشكال من ذاكرتى وألمسها ببصرى وخيالى`
- عن معرض ` لون العاطفة` للفنان `محسن عطيه`(2007) بقاعة `إكسترا `بالزمالك.
ضم المعرض 60عملاً فنياً جسد فيها الفنان صورا تقتحم آفاق التلقائية والإدهاش، وقد نفذت إلى ما وراء المرئى. حيث التقى الخيال مع العاطفة والجمال.. إن إندفاعات اللون على السطوح تكشف عن المناطق الملتهبة فى خياله وقد اكتنفتها وجوه وأجساد تشبه ميلاداً عشوائياً مفاجئاً، للعيون والأنوف والأيادى وجذوع الأشجار وأغصانها، وأمواج البحر وكثبان الرمال وحبات العنب.. ويسعف الخيال مخزون الذاكرة الساكن فى الأعماق. وبالتوليف وبتبادل الأدوار،لا يضحى بأى طرف من طرفى الثنائيات، مهما كانت متعارضة.. إنه إذا ما توقف الزمن فى عالم الصمت / الفراغ، يرسم أكثر من رؤية فى الزمن الواحد وبقوة السحر تتشكل الألوان مشحونة بعاطفته فيبث شعوره فى جرات الفرشاة وفى سحبات الخطوط، تقطع وتصل، وللألوان وحيها وإشاراتها، وعبر الأغوار الضيقة تخترق الأسهم العابثة عالماً مجهولاً، وتتلذذ وتتحسس حافة الشطآن، وتحكى أسطورة الطوطم بكل إجلال، ويتفتت الضوء ويقترب الأحمر القانى من الأسود المتنكر ومن حافة الأبيض. إن الارتجال والتوليف يسمح بتحسس الصمت، وبرشق الألوان يستحضر الأشكال من ذاكرته ويلمسها ببصره وخياله وبعاطفته يرسم الزينة ويستمتع بحريته، إذ تلقى بحرية اللون الذي يعيش حياته ويتحدث عن ذاته فيفصح عن حقيقته وعن شروط وجوده، ومعه يكتشف سر ذاته ويتسامى وقد بلغ سر الغامض..
- ويقول الناقد الدكتور `نبيل راغب` عن لوحاته إن من يدرسها يدرك أن فى داخله رغبة عارمة في الانطلاق عبر الحواجز والحدود.. فهو يقدم لنا استخداماً جديداً للأفكار التشكيلية والرموز والأبعاد اللانهائية التى تقفز فوق حدود الزمان والمكان لتقدم لنا عالماً جديدا. لكننا مع عالم `محسن عطيه` الرمزى والأسطورى نعيش تحت إسقاطات ضوئية ومثيرة لفردوس افتقدناه. وهذا الحنين يعد أحد التيمات الخصبة والثرية والعميقة التى تسرى فى مكونات لوحاته.
- والتيمة الأخرى التى تتبلور فى معظم لوحاته هى ذلك الصراع الذى تدور رحاه بين كتلة كبرى طاغية وكتلة صغرى تكافح من أجل البقاء. والرموز التى توحى بها هاتان الكتلتان ذات دلالات لا نهائية لدرجة أنها يمكن أن تشمل كل أنواع الصراع والتناقض والاختلاف والتضاد، بل والقهر والعسف الذى عانى منه الإنسان منذ بدء الخليقة. وقد استطاع أن يرسم غموض النفس البشرية من خلال وجوه بلا ملامح، ولكن من يشاهد هذه اللوحات يستطيع أن يستوعب دلالة الغموض الإنسانى أو الكونى دون أن يدرك مغزاه بطريقة مباشرة، لأنه يجسد الغموض بحيث يوجد نوعاً من الألفة الحميمة بين الإنسانى والكونى.
- وبرغم تحطيمه للقيمة الزمانية، فإن إحساسه بالماضى التراثى العميق يكشف عن تجليات تربط الماضي بالحاضر بالمستقبل لتؤلف الاستعادة الضوئية للفردوس.
- لكنه لا يظل أسير المحلية أو الإقليمية، بل ينطق صانعاً أدبيات جديدة سواء على المستوى الفكرى أو التشكيلى ولوحاته تكشف عن دلالات جديدة إذ أن خصوبتها متجددة من خلال دلالات لا نهائية من الرموز والمعادلات الموضوعية التى أحيانا تتشكل فى شجرة مغروسة أو فارس يمتطى حصانه أو حيوان أسطورى متوحش من أجل بلوغ لحظة الغبطة الناجمة عن الاستمتاع بالجمال.
- وقال عنه الفنان الراحل `حسين بيكار ` أن التصوير يسرى فى عروقه سريان الدم.. فهو سباح ماهر يعرف كيف يتخلص من التيارات التي تحدثها فرشاته عندما تثى على سطح اللوحة بانفعالات غامضة. ورغم عنف اللمسات وكثافة الألوان إلا أنها تخفى شفافية مائية، توحى بها سيولة تبدو من خلال النسيج الخشن الوعر.. فتكشف عن أغوار تحت السطح المضطرم، تتخلله صرخات حمراء، مستغيثة، فزعة قبل أن تذوب فى دوار الدوامات التى تندفع بعنف .
بقلم : محمد الفقى
جريدة : اليوم السعودية ( 28 -4- 2007)
لوحات تنطق بـ ` سحر الألوان ` لمحسن عطية
- الفنان محسن عطية يقدم أحدث إبداعه فى مجال التصوير الزيتى والإكريلك بكورنيش النيل بالزمالك تحت عنوان ` سحر الألوان ` وإذا كانت الأعمال تخضع لمدرسة التجريد التعبيرى، فإن بالتة الألوان والمساحات والخطوط تكشف عن رؤية الفنان للأشياء والبشر وكأنها خيال مطلق. وإذا كانت الألوان هى عنصر التشكيل الأساسى الذى يعتمد عليه الفنان فى إبراز فكرة العمل فإن الخطوط تحدد الملامح والتفاصيل للعناصر التى يتشكل منها العمل، وتحول الخيال إلى صور مرئية غير مباشرة تظهر فيها الوجوه بعفوية وتلقائية خاصة لرؤية الفنان للخيالات والذكريات الخاصة والحوار بين الظل والنور والفتح والغامق. هذا إلى جانب التنوع الشديد في التصميمات ومساحات الأعمال المختلفة مجموعات الألوان ودرجاتها البانورامية يشكل به خصوصية شديدة هذا إلى جانب الأسلوب التجريدى التعبيرى الذى يعتمد على إذابة العناصر والمفردات داخل العمل فى نسيج واحد... حيث تتوالد الصور من الصور .. تجمع بين المسطح والمجسم والرمزى والواقعي، ويكشف بخياله الخصب وأفكاره المحملة بالعاطفة وقوة التعبير والمعانى الرمزية، حيث تتداخل الخامات.. بشكل غير تقليدى. وتوجد سياقات تعبيرية مثيرة للتأمل وللطريقة التى امتزجت بها هذه العناصر
بقلم : نجوى العشرى
جريدة : الأهرام ( 27-3- 2008 )
الممكن والواقع فى عيون الشرق
- رموز وألوان
- فى أعمال الفنان محسن عطية تجتمع الأصالة والمعاصرة وتتداخل لتصنع تركيبة فنية شديدة الخصوصية تعكس فكر فنان متمكن من أدواته.. صاحب خبرات إبداعية طويلة... الألوان تلعب دورا أساسيا في لوحات الفنان، فتبدو أحيانا كأنها تتحاور فيما بينها، ومرات أخرى كأنها في صراع دائم مع الآخر، لكنها دوما تتميز بالقوة والسخونة والنضارة... موضوعات ذات أبعاد فلسفية شديدة الرمزية.. يتناولها بأسلوب تجريدي رمزى.. تمتزج فيه العديد من التناقضات التى تثير فكر ومشاعر المتلقى، وتدعوه للتفاعل معها. الفنان `محسن عطيه` له عالمه الخاص.. تنطلق ريشته من أعماق التراث الحضارى وعناصره المختلفة.. ليحلق بنا بين الحقيقة والخيال.. برؤية ذاتية شديدة المعاصرة.. تغوص في أعماق المجتمع وقضاياه، وبين المشاعر والأحاسيس الإنسانية ثم تعيد صيغتهم برؤية مستقبلية تتميز بالتلقائية وقوة التعبير. في هذا اللقاء تحرر كعادته من كل القوالب والحلول التقليدية لتنقلنا لوحاته لآفاق واسعة.. تتوحد فيها المادة والروح والزمان والمكان، وتتعانق الألوان والخطوط فى رؤية شمولية شديدة الحيوية والحركة تقترب كثيرا من عالم الأسطورة.
بقلم : ثريا درويش
جريدة : الأخبار ( 2-3 -2006 )
مغامرتى بالألوان فى جاليرى العاصمة
- افتتح، مساء أمس، بجاليرى العاصمة بالزمالك معرض `مغامرتى بالألوان` للفنان محسن عطية . وعن فكرة المعرض يقول الفنان إنه يبحث بين الطبقات الرقيقة من ألوان لوحاته عن صور تحرك مشاعره تتخللها لحظات صمت تسمح بسماع أصداء في الفضاء ثم نغم يتلاشى تدريجياً. وأكمل `عطية`: `كلما حافظت على العلاقة شفافة تتاح لي فرصة للنفاذ عبر السطوح، لأصل ما وراء الطبقات المتراكمة، وألتقط الإشارات من بين الضبابية، حيث تتقارب المسافات ويتشكل الفضاء من مكونات الحقل اللوني، واتخذت المعاني الوجودية أشكالا غاية في البساطة لتنشئ خط للتواصل بين القلوب` وأضاف`عطية` قائلا: `أثناء الرسم أترك لمختلف حواسي أن تتداخل وتتبادل، فتفتح طاقة للنفوذ عبر الشعور المتألق، أما الأسلوب الارتجالي فيستدعى للحياة عندما تكون على سجيتها، حيث تتزامن الصدفة مع فيض الذاكرة ومع اندفاعات الألوان ويسعف لخيال مخزون الذاكرة، فيمنحني شعور بلمسات فرشاتي وسحبات الخطوط في لوحاتي وهى تقطع وتصل، وعندما تقفز البقعة اللونية، يصبح لكل لون نغمة مستقلة تمس الروح والمشاعر مباشرة دون الحاجة إلى واسطة، وهنا تحل القيم البصرية محل القيم اللمسية، نتيجة التلوين المتعجل، وسوف يبدو العمل الفني حينئذ كنوع من الاستفزاز الذي يحرك المشاهد نحو مزيد من الفضول، واللون هكذا بمثابة علامة تحمل أثر عمل أكثر من حاسة متداخلة بما فيها حاسة اللمس وقد مرت عبر مجراها الطاقة المختزنة دون أن تكون ينبوعا لها` وقال أيضا: `حين تتصف الألوان بالغنى فذلك يعني أنها تطورت في الأعماق كحيل عضوية شاملة، كما أن للعين ميلها للملاحظة والرغبة والانفعال متأثرة بالخبرات السابقة ليس عن طريق الذاكرة الواعية وإنما عن طريق رد الفعل المباشر` ويتوقع الفنان بأن الألوان في لوحاته أن تتحدث بلغته وتتسرب عبرها حياته وأفكاره وتهيئ لتأثيرات عبر الخيال وتحرك العاطفة والشعور بمعاني المرح أو الحزن أو الصفاء أو الغموض، هكذا يصبح اللون وعاء ومجالا للحرية، وترسم الخطوط في محيط البقعة الوردية للجسد، وكأنه يسبح في فضاء غامض، حين يندفع بخياله وبأسلوبه يسمو بالقلق إلى الجمال الغامض، لقد اكتسبت الطبيعية في لوحاته سحر الخيال، كادت الألوان في شدتها وانحناءات الخطوط بإيقاعاتها أن ترسم اللامرئي، وباستعمال تقنية الاختزال أصبح من الممكن تحويل العناصر المكونة للوحة إلى شفرات من صيغ لونية وشكلية، أولية متآلفة، وفى كل لوحة حالة توازن معلق بين التوتر والسكون، ويمكن العثور في التجريد على تجسيدات بصرية لأفكار وجودية تشير إلى تمثيلات بشرية نباتية وحيوانية، وتدعو الألوان المشحونة بالعاطفة إلى التحرر من سيطرة الإرادة .
بقلم : سيلفيا هرمينا
جريدة : وطنى ( 11-12-2017 )
` مغامرات لونية` لمحسن عطية فى جاليرى العاصمة
- احتفى الفنان الدكتور محسن عطية، بافتتاح معرضه الجديد `مغامرات لونية` الذي يستضيفه جاليري العاصمة بمشاركة كوكبة من الفنانين والجمهور. وقدم عطية، في معرضه مجموعة من أحدث أعماله الفنية التي اتسمت بالطابع التجريدي اللوني من وحي الطبيعة وقد نسجها بحسٍ ووعيٍ شديد في وعاء من الخيال، بناءات من التشكيل اللوني ارتحلت بالمتلقى مع الفنان إلى أزمنة وأماكن غير مقصودة لكنها تحمل في مضمونها ربما نفس الذكريات ونفس المشاعر، استدعاء غير ممنهج للكثير من الذكريات البريئة ولجت لها تكوينات لونية وخطوط نافذة أو سابحة إلى معين كل مُشاهد، رمز الفنان الكبير لمجموعته بالمغامرة وهي كذلك لكنه بخبرته وفنه وموهبته كان يعلم أنها في الأتجاه المرغوب فيه وستصل إلى جمهوره بمضامين مُعنونه عنده وحس عميق قادر على جذبه لمساحة من المُشاركة في تفاصيل تمس الجميع من مفهوم إنساني. الألوان عند الفنان هي حلوله ومفاتيحه لحل شفرات عمله الفني وقد ترك رموزاً ودلالات راسخة لديه مُطمئناً لجذب االمُتلقي إلى ذات المساحة من الإحساس وذات المعنى، سبح بمخيلته في خيال الترددات اللونية فحصل على قوة رمزية يخفيها المجاز فى تأثيرية الألوان فكادت من شدتها وانحناءات الخطوط بها تشعر أنه يرسم اللامرئى وباستعمال تقنية الاختزال أصبح من الممكن تحويل العناصر المكونة للوحة إلي شفرات من صيغ لونية وشكلية وتكوينية متآلفة حتى لو كانت تحمل داخلها كل التضاد بين السكون والتوتر، يمكن العثور في التجريد علي تجسيدات بصرية لأفكار وجودية فنجد داخل لوحات الفنان محسن عطية بعض تمثيلات لعناصر بشرية أو حيوانية أو نباتية تدعو العيون للدخول داخل الإطار لتستقي تلك الشحنة العاطفية وتتحرر من سيطرة الإرادة الواعية ليتحول معها المشاهد في بساطة ساحرة إلي إشارات ورموز فنفيق علي فكرة واحدة وهي أن أسلوب إبداعه كما يحمل من الصدفة والعشوائية ما هوصادم لكنه يكشف لنا عن صور ومعانٍ غير متوقعة وفيه تتقارب الحقائق التي لا يجمع بينها منطق. الفنان محسن عطيه من مواليد القاهرة 1947، حصل على الدكتوراه سنة 1979 في أكاديمية فنون روسيا `معهد ريبين للفنون والعمارة` ، له العديد من المؤلفات والكتب وشارك بالعديد من المعارض الدولية وقام بعمل معارض خاصة وله مقتنيات لدى أفراد ومؤسسات داخل مصر وبالخارج، ويستمر عرض أعماله حتى 24 ديسمبر الجارى.
بقلم : شيماء عطية
جريدة : الفجر الفنى ( 18 -12-2017 )
التشكيلي محسن عطيه يجمع في أعماله بين الحقائق المرئية والفكرية
- اللوحات متشبعة بروح العصر وتعبر عن تراجيديا الإنسان
- يقدم بفنه لغة جديدة فى الجمال، وفي أسلوبه شىء من الرمزية، وشىء ينفذ إلى ما وراء المرئى. وتتميز تقنيات لوحاته بالاستخدام المتنوع للخامات، فهو يدفع بأدائه إلى آفاق التلقائية والإدهاش، غالباً ما يستفيد من إمكانات تلك الخامات لخلق صفات إبداعية مستحدثة. وعلى الرغم من الأبعاد الخيالية التى توحى بها صور أعماله الفنية، المتمثلة في أساليب الشفوفية، والمزج بين أزمنة وأمكنة مختلفة فى إطار واحد، بما فى يناسب نوع الفن الذى يتشكل فى أحضان الخيال والعاطفة، ومع ذلك فإن هناك من الرموز التي نصادفها في أعماله ويسهل مضاهاتها بالواقع. وبدأ أسلوب الفنان فى غترة السبعينيات (1972-1976) يميل إلى التجريدية التعبيرية، وكان يشترك فى معارض جماعة ` الدعوة للآخر` التى أقامت معظم معرضها فى قاعة ` أتيليه القاهرة` بشارع شامبليون. وطريقة الفنان تبدأ بداية واقعية بتخطيطات أولية، وتنتهي بعمليات من الحذف والإخضاع للاتجاهات الخطية واللونية، ثم تحول إلى مظهر تجريدي وعلاقات شكلية بحتة، إذ اعتاد الفنان فى هذه المرحلة أن يمر مروراً عابراً على الأجزاء التى تؤثر فى وجدانه فيختصرها ويكثف جانباً ، ويغفل جوانب أخرى، مؤكدا على تألق الألوان، وعلى بريق مساحات بصفاء، مثل أحجار كريمة، فيعيد ترتيب ما قد رآه بطريقة تهدف إلى تكثيف عوامل التشويق. ويخضع الفنان `محسن عطية` سطح لوحته لنغمة إيقاعية كلية، تشمل اتجاهات الخطوط وتنقلات الألوان، فيخص مساحات بمعالجات غير تقليدية، مثل تغطية مساحة كبيرة من العمل بلون محايد مثلاً، بحيث يجاور مساحات أخرى صغيرة، مشغولة بدقة وبألوان زاهية، وبخطوط وتفاصيل دقيقة. وكان يتعمد في هذه الفترة أن يخضع أعماله لحركة درامية ذات إيقاع حاد من العلاقات المتباينة للألوان الساخنة والباردة والمحايدة، مؤكداً على الجمالية الحسية للألوان والخطوط، حيث بدأت الألوان تتوهج، وحتى الألوان القاتمة اكتسبت نضارة مدهشة. وكلما كان الفنان يقلل من قوة تماسك الأشكال، كانت تتحول أكثر في الاتجاه التجريدى، وفى كل الأحوال كانت الإيحاءات الشكلية واللونية فى غرابتها ساحرة ومدهشة. أما التكوينات فكانت مصممة بتمعن راسخ، وقد تحرر اللون وطاقته التعبيرية فاكتسب أهميته الذاتية. ونسق الفنان بين عناصر اللون والحركة والإيقاع على سطح اللوحات، واستطاع أن ينظم فضاء الصور على أساس شمولى، واتخذت الخطوط والألوان وجوداً مستقلاً.
- الواقعية
فى فترة الثمانينيات عاد الفنان ليؤكد على المظهر البصري للموضوع واقعياً من حيث الوضعيات الشكلية والعلاقات الناشئة فيما بينها، من أجل أن يحقق أفكاراً عن علاقة الفنان بتراثه القومى وبجمهوره على أن يؤكد فى اللوحات على خطوط معينة، مشتركة بين العناصر التي تشكل مجموع الصورة، باحثاً عن نغمة شكلية ولونية تتمتع بصيغة جمالية وشاعرية. وفى نهاية هذه المرحلة اكتشف الفنان أن طغيان المسائل الذهنية على الأبعاد الخيالية جعل العمل الفنى أسيراً للقواعد البصرية وللمظهر الشكلى والمباشرة، وقد تقيد الفنان فى هذه المرحلة بالتقنيات التقليدية، وبحث الفنان عن طريق لإطلاق سراح الكوامن وأفعال الصدفة ولدور الخيال الحر، وذلك فى نهاية الثمانينيات (1986-1987). وسخَر الفنان كل طاقاته لتحقيق صيغ شاعرية من الخطوط والألوان والتركيبات، لابتداع صور جميلة تحقق الاستمتاع الحسى المباشر، مستغنياً عن أساليب المحاكاة والمباشرة، ومطلقاً لخياله العمل بحريته وعفويته، وبالاستغناء عن الشائع من التقنيات ومستخدماً خامات متنوعة لإثراء التعبير، مثل الورق الملون والصبغات والأقلام الملونة وأقلام الشمع، مما يساهم فى إثراء التعبير، ويدفع الكشف بعملية واستنباط أساليب التشكيل الجديدة، وتكيفها مع سياق التعبير الفنى.. وتميز الفن فى هذه المرحلة بصفات التبسيط والحيوية فى التعبير، أما مرحلة التسعينيات فكانت تتبنى أفكاراً عن جمال شرقى تزيينى، لتلعب دورها فى صنع المتعة البصرية حيث ثراء الألوان وتألقها، وحيث الصياغات الغنائية الشكلية والخطية. ولقد أضافت الصفة التزيينية إلى أعمال الفنان `محسن عطيه` فى هذه المرحلة أبعاداً روحية وسحراً فطرياً وخيالاً شاعريا، ودفعت بتركيبات إبداعية وصياغات تشكيلية غير تقليدية. واتخذ الطابع الرمزي الإيحائى هيئات تبسيطية لونياً وشكلياً وانطلق الخيال في حرية. وأفصحت اللوحات عن لغة جمالية تنفذ إلى الكوامن وتظهر بصفاء مدهش. وكانت الصور تأتى إلى مخيلة الفنان فى هذه المرحلة مشحونة بعاطفة وبمعان رمزية، فيكسبها الفنان بصياغته المتميزة مظهراً جمالياً، مؤكدا على الإيقاعات الخطية المنسابة، ومستخدماً الألوان فى نضارتها حتى كادت تنبسط الألوان على سجيتها، وتندفع طليقة، تبحث عن فراغ تألفه، فتسكن إليه، أو عن لون آخر ترتضيه أنيساً، وقد تلقى فى طريقها خطاً دقيقاً ينحنى على نفسه من أجل أن يبرز عاطفة، فيسرع اللون يحيط به ويكسبه دفئاً وعمقاً وجدانياً، فيتحول بهذه الطريقة الخط مع اللون إلى رمز قد دفع خيال الفنان به ليأخذ مكانه ويحيا حياته الخاصة. وقد تميزت اللوحات بصغر حجمها في هذه المرحلة، وتتطلب من المشاهد التدقيق فى تفاصيلها مقترباً من سطحها، فيكتشف المشاهد حدوداً للأشكال سرعان ما تختفي، فيتحور الشكل فى طور آخر، يأخذنا نحو آفاق لانهائية للرؤية، وعلى الرغم من المظهر التجريدى للوحات، يعثر المشاهد على صور فيها يألفها غير أنها مع تفردها ودلالاتها غير التقليدية، تتخذ معانى رمزية وأعماقاً وجدانية خاصة. وهكذا كان تركيز الفنان في هذه المرحلة على المظاهر الجمالية للألوان الناضرة والخطوط الانسيابية، وعلى إكساب الأشكال أبعاداً وجدانية وخيالية، واستخدام الخامات المتنوعة من عجائن لونية مع أوراق وأقلام ملونة، مما كان له الأثر الكبير فى الكشف عما يبعث فى الشكل الجمال، ويجسد الأبعاد الدرامية فى براءة تعبيرية أصيلة. وكانت تصنع الأشكال مع حركة الأقلام وضربات الفرشاة، بالطريقة ذاتها التي تصنع حركة السحب فى السماء أو تشكل الأمواج، وهى تتلاطم على الشواطئ الرملية، وكان الفنان يختزل تأثيرات الضوء بمنهاج رمزي، وحقق طابعاً شفوفياً، كاشفاً عن أعمق الأشياء والموضوعات ومتنقلاً بالخيال من الجزئيات إلى التعميمات المطلقة، ومن السطحي إلى العميق الميتافيزيقى. وبالاختزالات الشكلية توصل الفنان إلى الكلى فأحاطه بالتحديدات ليوحى بالإيقاع الجميل. واكتشف الفنان إمكانات المواد التى يستخدمها لتوحى بمعنى رمزية غير تقليدية، بل مدهشة القيمة الجمالية إن الألوان صافية والتناغمات حيوية، ومستويات التشكيل اتسع مجالها لتحيا فيها الأشكال أكثر حيوية، وقد اكتسبت الخطوط قوة، والتعبير عن الأفكار والمشاعر يحدث بصورة غير مباشرة، إذ أعاد الفنان صياغتها برمزية واصطلاحية مستخدما أساليب المجاز والتورية، ومعتمداً على أساليب الإيحاء بالجمال الحسى المباشر. وهنا رفعت الحواجز أمام صور الأشياء في نطاق العمل الفني، تتخطى الزمن الحاضر والمستقبل. إنه التشكيل الذي يشبه التوريق فى حرية انطلاقه والميل إلى الاستعارات الرمزية، والتحرر من الذاكرة البصرية عن العالم المرئي، والتحول بالزمن إلى المستوى الأسطورى. ويجمع الفنان فى أعماقه بين الحقائق المرئية والأخرى الفكرية، بالقدر الذى استلزم ابتداع صياغات تتناسب مع طبيعة الفن الذي يتشكل في أحضان الخيال، والذي عبر الأغوار العميقة للنفس، إنه يستفيد من أساليب المبالغة والحذف وإكساب العلاقات الشكلية طبيعة تناغمية، ويدفع الأشكال فى عالم مجازى ورمزى توصل إليه بالتجريب، فرسم دون تقيد بالحواجز المكانية، جمع بين مسطحات ومظاهر مختلفة فى حيز واحد، واتخذ من طرق التعبير المجازى أسلوباً لفنه. وفى معظم اللوحات التى أنجزها الفنان يمكن العثور على تشبيهات مجازية، تجسد رؤى خيالية فى صور جمالية، فيما ترسم الصور دون حجب أجزاء معينة، وبالجمع بين مسطحات ومظاهر من نوعيات مختلطة، فى حيز زمانيى مكانى واحد وبالجمع خيالياً بين عناصر من الماضى مع أخرى من الحاضر فى ضوء القيمة الجمالية.

بقلم : ياسر النعيمى
جريدة : أخبار العرب الدولية ( 28 -3- 2003)

- لوحات تجريدية محملة بانفعال اللحظة بدأ الفنان `محسن عطيه` مشواره فى بداية السبعينيات من القرن العشرين بأعماله التجريدية التعبيرية، كاشفاً بخياله الخصب وأفكاره المحملة بالعاطفة وقوة التعبير والمعانى الرمزية، عن رؤى أكثر ثراء وعمقاً يرة للتأمل. وقد كتب الناقد `فاروق بسيونى` عن معرضه الذى أقيم فى `أتيليه القاهرة ` فى أبريل 1973، فوصف أعماله بأنها..` تتميز باندفاع نحو التعبير عن الكوامن العاطفية المتأججة داخله، كنتاج لفكره ومعاناته، وما يمتلكه من حمية الشباب إلى ضربات فرشاة سريعة متوترة، صاخبة ومثقلة باللون، تبدو كصراع بينه وبين السطح، ضربات فرشاة توحى بالتمزق والتردد أكثر مما توحى بكونها مجرد وسيط لملء الفراغات.. فلوحاته أقرب إلى روح الاسكتش السريع المحمل بانفعال اللحظة وتوترها ونبضها.. فالتصميم غالباً ما يكون فى ذهنه فقط، ويكاد يفقد معالمه أثناء العمل طبقاً للاحتياج التكنيكى.. الصدفة تتقاسمه تماما مع الإرادة فى خلق الشكل المجرد.. وليس معنى ذلك أنه يدع للصدفة الحق المطلق فى تخليق الشكل.. بالطبع لا، فهو يميل إلى إيجاد حلول تشكيلية للمسطح من خلال تجريدية توصل إليها الفنان بعد تحويره لأشكال موجودة أصلاً فى الطبيعة.. ثم تحولت لديه بالممارسة إلى أشكال تجريدية خالصة ...، لقد تشبع `محسن عطيه` بروح العصر وبدا يعبر عن عما يراه بحس تراجيدى وتدفق أشبه بالحماس، مستخدما الخطوط المائلة قليلا لتعبر عن ذلك التوتر داخله بصيغة حيوية على التكوين
بقلم : فاروق بسيونى
جريدة : المساء ( 24-4-1973 )
فن المعلمين .. وفن المتعلمين
- نحيى أعمال الفنان محسن عطية الذى يسرى التصوير فى عروقه سريان الدم...سباح ماهر يعرف كيف يتخلص من التيارات التي تحدثها فرشاته عندما تثير سطح اللوحة بانفعالات غاضبة، ورغم عنف اللمسات وكثافة الألوان، إلا أنها لا تخفي شفافية مائية توحى بها سيولة تبدو من خلال النسيج الخشن الوعر... فتكشف عن أغوار تحت السطح المضطرم، تتخلله صرخات حمراء، مستغيثة، فزعة قبل أن تذوب في دوار الدوامات التى تندفع بعنف رمادى صارم.



بقلم : حسين بيكار
جريدة : الأخبار ( 1-12-1972 )

- وعن معرض الفنان ` محسن عطيه` الذي أقيم بقاعة `اكسترا` بالزمالك بعنوان `لون العاطفة`(2006) كتب الناقد الأستاذ` عز الدين نجيب`: إن التجريد هو الأسلوب الذي يتخذه محسن عطية للتعبير عن هذا العالم. وهو تجريد يستقى عناصره من الواقع ثم يخضعها لعمليات من الاختزال والفلترة حتى تتلاشى ملامح الواقع ولا يبقى غير البناء المجرد. ومن ثم فإن من الأدق القول إنه ينتمي إلى` التجريدية التعبيرية`... يظل اللون هو البطل الرئيسي فى معزوفاته التشكيلية، متراوحا بين الألوان الداكنة المكتومة التي تخفي تحتها شحنات درامية متحفزة للانطلاق، وبين الألوان الصريحة الساطعة وكأنها تأتي مباشرة من فوهة أنبوب اللون إلى سطح اللوحة دون امتزاج بغيرها من الألوان. إن تجريدية `محسن عطية `قد تنضوي تحت مسمي التجريدية الغنائية أو الموسيقية`(*) حيث يبدأ الفنان من الطبيعة، ويظل يلخصها ويختزلها ويجردها إلى أشكال وألوان وخطوط تتماوج وتتجاور وتتناغم إيقاعاتها عبر مقامات بصرية ثم تتصاعد إلى حالة من التأمل الروحي.



بقلم : عز الدين نجيب
جريدة : القاهرة ( 10-4-2007)
البحث عن ملامح خاصة لفننا المعاصر
- تتفاوت الفوارق الزمنية بين الفنانين المصريين بين سنوات قليلة أو كثيرة. وكذلك الاتجاهات الفنية التي ينتهجونها في أعمالهم، حيث تتبلور لدي كل منهم بمرور الوقت بصمة أسلوبية خاصة، فيحقق اتساقاً إبداعيا مع نفسه ومع مسيرته الفنية.. لكن الأمر يبدو مختلفا بالنسبة لمجمل اتجاهات الحركة الفنية في مصر خلال العقود الثلاثة الماضية...`الفنان محسن عطية` في معرضه الأخير بقاعة `إكسترا` بالزمالك خلال مارس الماضي يبدو محلقا في عالم كوني إذا جاز التعبير، بمعنى أنه عالم فوق الواقع الأرضي والبيئي، وإن كانت عناصره تدور داخل النفس، وتعكس شجون الباطن لتصبح مساحات الألوان وحركة الخطوط الديناميكية متحررة من عنصري الزمان والمكان ومن ملامح الواقع، وتشكل نسيجاً جمالياً في رؤية بصرية تختلط فيها الحالة النفسية للفنان ووعيه الباطني بالنوازع الإنسانية المطلقة، في اندفاع غريزي يتصادم مع كوابح سيكولوجية أو سوسيولوجية، فينتج في النهاية ذلك التوتر الدرامي بين الذات والخارج، بين الأنا والآخر. ان هذا التوتر يرشح أمامنا في إيماءات جنسية حيناً، وحلمية حيناً آخر، وجيوفيزيقية حيناً ثالثاً. وقد استدعت هذه الحالة الدرامية وجود بناء جمالي بالألوان والخطوط قادر على التعبير عنها. فكثر في لوحاته التضاد بين الألوان القاتمة التي تصل إلى الأسود الصريح والبارد مثل الأزرق، لكنها ثنائيات تتماهى في بعضها البعض أكثر مما تتقاطع، وكأنما تؤدي كل منها إلى الأخرى كوجهين لحقيقة واحدة، وهو ما يعبر بصدق عن التفاعل الباطني بداخل الفنان. والحال نفسه تحققه الخطوط بوضوح حيناً، أو تتداخل في ثنايا النسيج العام للوحة حيناً آخر، أو النحيلة المنسابة كعزف منفرد على الكمان حينا ثالثاً، أو الغليظة الجياشة في هدير كلحن جماعي للأوكسترا حيناً رابعاً. وقد يأتي التكوين العام للوحة محدداً متماسكاً، وقد يأتي على العكس مفككاً ومتشظياً. وهو أمر طبيعي تفرضه الحالة النفسية التى يخضع لها الفنان خلال عملية الإسقاط الشعورى الفورى على سطح اللوحة، مثل أغلب` التجريديين التعبيريين.
بقلم : عز الدين نجيب
جريدة : الحوار ( 1-5-2009)
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث