- إن هذا المعرض الفريد الذى يضم أعمالاً للفنانة ليلى حسن سليمان هو دليل واضح على رحابه طاقتها الإبداعية ومثال لدينامية تلك الطاقة وثرانها ، والتى تتمثل فى إبداعاتها خلال مراحل مختلفة - حيث يرى المشاهد أعمالاً فنية خزفية تتوازى فى خصائصها التشكيلية مع خصائص وقانون النماء فى الأشكال الطبيعية ، كما يلحظ صياغاتها الفنية المتطورة ، من مرحلة تحقيق صلابة الكتلة إلى إيداع كيانات زاخرة بالحركة فى خامات معدنية ، إلى نحت يردد فلسفة الباوهاوس ويحقق القيم التشكيلية ويسهم بدور إيجابى فى تربية النشىء جماليا واشراكهم مشاركة إيجابية فى إكساب هذا النحت حركته الفعلية .
- وأخيرا يقف المشاهد أمام أحدث مرحلة لأعمال هذه الفنانة والتى تتسم بالمعاصرة الحقة فى صورة تشكيلاتها المعدنية ذات التتابع الحركى فى الفراغ بأبعاده المتعددة . وكذلك فى مشيداتها الخشبية ذات السطوح والأعماق بكتلها الموجبة والسالبة محدثة ايقاعات من الأشكال والظلال .

مصطفى الأرناؤوطى

- الطاقة الإبداعية عند الفنانة ليلى سليمان لا تقتصر على تشغيل خامة معينة بل نجد طريقها عبر مواد وخامات مختلفة ومتعددة وهى فى عبورها الإبداعى لتحقيق الابتكار تعطى كل خامة أو مادة إمكانياتها ونوعيتها وخصائصها المتميزة ، بحيث تصبح عملية الإبداع والخامة أو المادة عنصر متزاوجان كل منهما مكمل للأخر .
- فالمعروضات الخزفية المشكلة من الطينة المحروقة المغطاة بالطبقات الزجاجية تجدها ذات لمسات آدمية مرهفة هى فى الواقع آثار أنامل الفنانة عند الإبداع التى تحقق لمادة الطين أجمل وأرق وأبدع خواصها كالليونة والمرونة واللدانة وسهولة التطويع دون اللجوء إلى الجوانب الميكانيكية .
- أما المعروضات المعدنية أو الخشبية فهى ذات خطوط قائمة وافقية متعانقة أو متقاطعة أو متكررة فى اتجاهات مختلفة تميزت بالتزاوج الإبداعى بين الخامة والرؤية الفنية محققة بذلك إضافة جديدة إلى الفن التشكيلى المحلى .
- والفنانة فى محاولاتها تؤكد المدرسة الحديثة المصرية وتؤكد التحرر من القوالب التقليدية التى طبعت بها الحركة المصرية لفترات طويلة أنها تعيش اليوم بفنها وبذلك فهى تساير التطور بل يمكن اعتبارها أحد أفراد العبور الفنى المصرى المعاصر .

د / رمزى مصطفى