`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
صلاح محمد إبراهيم حسين المليجى
صلاح الملـيجى : كل بحـر يبتكر سماءا
- صوفى يتماهى فى مشغله طوال الوقت، وشاعر تحكي روحه مثل وتر .. وهو يربط مخيلته بالبحر، وبالناس.. يعرف أن المنصب خدمة .. كما يسوع وهو يعمل طويلا مع فريقه الإدارى كل يوم لخدمة الحركة التشكيلية فى مصر .. ولكن الفن بالنسبة اليه ملاذاً وهواءً وحرية ..
- صلاح المليجي الرسام والغرافيكي القادم من مدن البحر، يشتغل كمن يرمى قمرا فى فضاء اللوحة دونما جاذبيه معلنا ان لوحته نهار طليق المعنى والمدار .. رؤاه عبارات، وقصائد يكتبها، على صفحة اللون ليضئ حيث لم يكتف بلوحته بل انشغل فى تأسيس النص الذى يأخذ حاشية لوحته ويحتوى طرازها.. هذا الفنان الجرافيكى يحمل ارث مصر من فنون الماضى، من بحر السويس الى شاطئ النيل، يربط همّه بجرح لا يشفى : الناس والبقاء والعطش والارتواء .. ويجاهر بالفن وبالمعنى أظافر عمره تجسّم رليفات وحفور فرعونية..ثم تستخرج كفه درة عصر.. وحداثة وقت مختلف.
- الفنان الغرافيكي صلاح المليجى - 1957 هو نتاج شرق قديم تؤرّقه المعرفة منذ اختار طريق الرسم كسرير يأسر ألوانه وتقنياته... وهو يحتفى بعزلته - مرسمه - التى تغرى ملاكا متبتلا ووحيدا.. حيث تفر نشوته الى الميديا وتقنياتها من ورق ومعادن ولون وطباعة.. ليرمى أثره الفنى كنتاج لمعاناة وصبر وسلوى .
- كان يدرس طوال وقته وينقب في معارف شتى.. وكانت الطفولة تحمل هم المنزل لكن الحلم لا يعرف بوابات محدودة ولاشرفات مغلقه.. حمل ظنه ومشى الى لحظة ثراء مغامرته الفنية ودرس وتعلم حد الامتلاء .
- الطبيعة من حوله لم تكن تكفي لتحمل نبضه ولم يخطئ تواريخه اذ رمى عدته في رواق التشكيل خارج كل توقع ليلون قمصان فصوله ويرسم طريق بصيرته مثل اى مصرى مثابر على إقامة كيانه رغم كل صعوبة وكل حدود .
- يرسم من أعماقه المطموسة اذ يستخرج الصور التى فى خزائن اللون لتقول عبارتها التشكيلية ان لغة الجدب ليست لغتى واللون جهتى ومتاعيفي أبجديته أوائل اللون مثل مكحل فى عين بدوى.. بحذر اكيد .. يغامر الأسود والأبيض على صفائح طباعته الأولى.. لكنه لم يكتف بالسواد إطارا لونيا احادي البعد ليضفي ألوانا على صفحة انشغالاته ( اللون يثرى الورق ويمنح المعدن قيمته..نحاسا أو قصديرا أو رصاص) وكأنها صفحة غبطته التى يلوذ بها مثل لون يخرج من قزح هم مفاجيء وغيمه هاربه.. انه يترك لكل شئ ان يقول جملته وسط لوحات وتداعيات .. وورق من كل خامة محتمله . حين تأسره صفحة البحر( احد معارضه كان مخصصا لرؤيته للبحر ومعناه ورمزيته ) وقد عاش الى الجوار كل حياته - السويس.. ينتقى الطبيعة ومفرداتها وان بدت اقل اخضرارا من روحه واكثر عطشا من البحر.. تستنبت كفاه خطوطا وزوايا لرؤيا تجيء مثل غريزة تؤاخي عناصرها الرمل والتراب.. الماء والعطش .. الزبد وز الشاطئ يشتغل وكأنه يعد بزمن آخر حيث لأحداثه مطلقة ولأقدامه بائدة بل عصر يعاش مثل وتر وعاصفة يقولان معا انينهما وراء سياج مشغله.. وقلبه يسبقه.. يعيش عصره بكل جدل الاتصالات والتقنيات .. واثر التلقّى .
- معارضه وانشغالاته خطان متوازيان لحياته.. الوظيفة وهو يدير أهم مؤسسة مختصة بالمتاحف والمعارض التشكيلية فى مصر .. وفنه وقد أخذت حياته مسرى الى مشغل لا يعرف استراحة.. هنا حيث يمضي الساعات ليخلص للوحته و يستعيد حوار الفن والفنانين ويستذكر مهماته الواقعية ويراجع خطواته التي يهمه دائما ان تكون قريبة من إيقاع البلاد - مصر بكل ثقلها الحضاري والأنسانى حيث مئات الفنانين وهم يخرجون من رحم الحضارة القديمة الى واقع محتشد بكل حقيقة وكل مجهول وهما يهيمنان على جدل الحياة في وادى النيل منذ قرون .
- هكذا تنضج بين كفيه لوحاته مثل رحم لا ينطفئ يضئ نجوم افقنا الجوائز وقد تسلم منها العديد ( جائز بينالى القاهرة الدولى، وبينالى سيربيا، وجائزة الصالون وجائزة الأعمال الصغيرة لثلاثة مرات متكررة ) حيث يتنوع اهتمامه رغم تكريسه العمل الغرافيكي كاتجاه أول.. لكن الرسم بالنسبة اليه مهمة دائمة من المصغرات الى لوحات الأحجام الكبيرة وقد اختط منهجا مع الكثير من فناني مصر لأقامة الكثير من الجداريات في القاهرة والمدن ليكون الفن ملازما لحياة مزدحمة ..صاخبة وضاجة.. يتمنى ان يمارس فنه وكأنه لم يمتلئ بعد مبتدأ خطوه من أول الطريق كل صباح .. مثل من يتعلم المزج ويرمى أول الخطوط ...المعارض الفردية والجماعية التي اسهم فيها لا تتسع لنتاجه لذلك فهو يحلم بعمل متواصل ومعارض مفتوحة على العالم.. وحين يدير قسم الجرافيك فى جامعة القاهرة فى نفس الوقت الذى يديم مكتبة ومرسمه فأنه يظل شبيه طلابه تجريبيا ومتطلعا.. دؤوبا نهما..فى عدد من الجامعات ترك ارثه وما يزال طلاب جامعة الزيتونه بمدينة عمان يتذكرون لمسته .. صلاح المليجي حالة اندماج روحى مع طبيعة الفن وثراء المواد والتقنيات والرؤى ..قصائده مناجاة للروح .. لكن لوحاته خرائط لطبيعة الرسم التى لا يحدها مكان .
سلوم فاروق

لوحات الحب والصدق
- البحر دنيا .. البحر دهر .. فى العمق كنوز وسحر .. وعلى الشط كسر الموجة صخر .. البحر أمواج وزبد.. دوامات ومدد .. البحر .. عالم .. رائح أو آت .. مانح .. أوعات.. البحر دنيا ..فى السفر أمان وفى لهفة الشواطئ .. أمل وأغان .
- وكأن الفنان يعبق الاسم برحيق نسائم البحر .. `زبد البحر` معرض لصلاح المليجى ليس كما قال .. بل كما فعل .. لم تعد اللوحة للزبد .. لا .. إنها كل حالات البحر .. فى الفورة ..فى الصفو .. ولحظات الحنو فى حضن وداعة الطبيعة فتصبح ضمة صديق .
- لم يعبر الفنان عن أوقات الغضب وحالات الغدر.. والنوات الشتوية.. وصخب الموجات العاتية .. البحر عند صلاح المليجى بحر متأنس خاصة فى ساعات الصفاء.. هنا تجد الزبد كرشات العطرعلى خد الابتسام .. الزبد صوت أبيض على آلات ملونة وكأنها تصنع لحنا للرؤية ..وصورة للسمع.. كلاهما متوافق وكلاهما متصادق معك.. مع الروح ومه مشاعرك .
- والبحر عند صلاح المليجى.. رمز .. هو أمواج المشاعر .. حين تتلاقى مع زوايا الأيام .. تتناثر فى هدوء .. وتتلملم لتصنع برقيا يلتمع وكأن مسطحات اللون الذى يتراوح بين الأحملا والأزرق مع لون الشمس فى ساعات المتوالية هى الآذان التى تسمع والبدن الذى يتطهر بماء الأحاسيس الصادقة التى تصفو بالاغتسال.
- لوحات صلاح المليجى حالة وجدانية تأخذ من الواقع حلمه.. وتعطى بحلمها واقعا لونيا مبهجا.. ففيها يتحول الرزاز إلى مايشبه الحروف العربية وكأنه يتجمع على جدار مائى ليكتب جملة لها معنى مطلق وأخرى لها معنى محدد وكلتا الجملتين تعنونان لصفحة مشاعر .. تحية لصلاح المليجى على دخوله مجال التصوير الزيتى بوعى حافظ على خصوصيته وأسلوبه فى الرسم والجرافيك وأكد فى الوقت نفسه أنه مصور متمكن .. وفى قاعة متحف محمود مختار تجربة الفنان الجديدة والمتميزة.. ويبقى أن أحيى مدير القاعة الفنان الخلوق المهذب.. تامر عاصم .
إبراهيم عبد الملاك
صباح الخير - 2008
حين تتأمل أعماله فأنت ترى وتسمع
ـ فتلك التهشيرات الناعمة الرقيقة لها همس (وشوشة) أوهى دندنة مطرب هاو لم يقنعة احتراف الغناء ليستطيع الطرب والتطريب وقتماشاء وإينما شاء .
ـ وأن كنت فى بعض أعماله تستشعر عالم الصمت والسكون الا انك مع مزيد من الغوص فى أعماق عالمه تكشف أن صمته هو نوع من الصمت المنغم الثرثار
ـ يحمل الينا رموزه وكناياته (الهدهد) ذلك الطائر الأسطورى الجميل حين تتأمله تتمثل قصصا وتاريخا حواديت وحكايات وأساطير تبداء من (هدهد) سليمان وتنتهى عند أعماله فناننا الشاب مستخدما اياه كعنصر تشكيلى يدخل فى بناء ونسيج أعماله .
ـ له مضمونه الذى يعكس رؤية الفنان ورؤاه وقد ترى هذا (الهدهد) كوحدة ضخمة مسيطرة ومحتوية لغيرها من العناصر وقد تراه تائها ضائعا.
ـ مجرد عنصر يتكرر محققا ايقاعا جنائزيا مستغيثا ومتطلعا إلى اللامنتاهى عينه منتبهة مترقبة أوذابلة حزينة .
ـ مسطح العمل عند فناننا الشباب معطاء (ولود) تشكيل بداخله أجنة الأشكال أو أشكال تتوالد من (أرحام) أشكال أجزاء من نساء عاريات توارت ملامحها بين غلالات كثيفة أو شفيفة أو هن الكاسيات العاريات سابحات فى عوالم من أحلام غريبة وأن كانت لها دلالاتها (الفرويدية) مع أشكال طوطمية جامدة أحياناً راقصة فى كثير من الأحيان وكلها محددة فى مساحات منتظمة وأن تمردت عليها واخترقتها فلتقع أسيرة مساحات أخرى ويلطف حدود تلك المساحات المنتظمة بتشهيرات تنبىء بتفاعل الشكل مع الأرضية أو هى بداية تداخل وذوبان واندماج قد يحدث عما قريب أثر الدراسة الأكاديمية تلمسة فى معالجاته .
ـ أعمال الحفر على جانب كبير من التفهم والأجادة لتقنيات الحفر الغائر وحساسية التعامل مع الحمض بابرة الحفر ورماد القلافونية لتلطيف التباين بين الأبيض والأسود وتأكيد المناخ المناسب وتحقيق هارمونية محببة مريحة لعين المشاهد المتلقى .
ـ وأختيار هذه الدرجة بالذات من اللون البنى فى بعض الأعمال يحمل إلينا ذكريات ( رافائيلية ) (رامبرانتية) وأن كان قبل كل ذلك لوناً شرقياً افريقيا مصريا ً على وجهه التحديد أمامنا موهبة تحتاج إلى الأحتواء والرعاية لتؤتى ثمارها عما قريب .
- فالآمل كل الأمل دائماً فى هذا الشباب الجاد الواعد الدؤوب .
أ.د/ حازم فتح الله


- رسام وفنان جرافيكي تطور أسلوبه من البنائية المحسوبة مزدحمة العناصر باستخدام أقلام الكونتيه البنية والحبر الشينى بدأب وصبر كبيرين حيث تتداخل العناصر المتماهية ذات الأصول الى دمية والحيوانية والعناصر المركبة متداخلة مع عناصر بنائية فى تركيب سيريالي إلى تجريدية تعبيرية منهة على التشبيه ، فى أعماله الأخيرة تظهر نزعة تجريدية خالصة بالحفر الجاف على المعدن حيث تترك الخطوط المطبوعة حولها أخاديد تردد مسارها وتسير فى فلكها .


أحمد فؤاد سليم

المرأة ملهمة المليجى فى أحدث معارضه
- اختتم يوم 31 مايو أحدث معارض الفنان د. صلاح المليجى والذى أقيم بقاعة النيل للفنون بالزمالك بعد غياب دام 6 سنوات اختار المليجى عنوانا للمعرض على الحافة وهذه المرة أولى التى يختار فيها المليجى عنوانا لمعرضه وكان يكتفى بإطلاق عنوان لكل مرحلة مثل مرحلة كوم الهوا والرموز السحرية وعش العصفور لكنه تعمد خلال هذه التجربة أن يختار عنوانا لأكثر من 20 لوحة يضمها المعرض كمثير لفظى يساعد على إيصال فلسفة العمل الفنى .
- حضر افتتاح المعرض كل من وزيرى الثقافة السابقيين عماد أبو غازى وشاكر عبد الحميد ونقيب التشكيليين ورئيس قطاع الفنون التشكيلية الفنان حمدى أبو المعاطى والعديد من الفنانين منهم محمد الطراوى وأيمن لطفى وياسر منجى وأيمن السمرى .
- يقدم المليجى فى معرضه الحالى حالة بصرية جديدة مستلهما المرأة كعنصر ألهم الفنانين عبر العصور مستحضرا الجسد والوجه الأنثوى مركز للحياة لا يقدمها كجسد وإنما كروح ورمز تصاحبها العصافير والهداهد هذا بالإضافة إلى أوراق الشجر بفروعها وطبقات لحائها .
- استعاد المليجى خلال تلك المجموعة التناول التشخيصى الذى كان يميز مراحله الأولى حيث عكف على تنفيذها والبحث فيها خلال السنوات الماضية ليس فقط البورتريه وإنما أيضا موتيفاته من طيوره وأوراق الشجر بفروعها التى تمثل له فلسفة وقناعات فكرية معينة وتتميز أعمال صلاح المليجى بالبحث الدائم فى التراث الحضارى بكافة أشكاله ومحتواه الأدبى مما أدى إلى إثراء تجربته التى تحمل فلسفة من نوع خاص نطالعها من خلال المعرض .
- تعمد د. صلاح المليجى أن يرسم ملامح الوجوه هائمة بعيدة عن التفاصيل والمباشرة أما تشريح الجسد فاعتمد على التسطيح القصدى وظهرت معظم النساء مغمضات العينين وأحيانا نجدها جسدا دون رأس فى إيحاء إلى الطبيعة المعقدة للمرأة رسم المليجى الرجل الصبار كرمز لكل شهيد ضحى بنفسه فى سبيل هذا الوطن ورسم أيضا امرأة الصبار فى إشار إلى القدرة المذهلة التى تتحلى بها المرأة وتجعلها تتحمل مشاق الحياة .
- وقد عاد الهدد فى هذا المعرض بقوة ليعبر حضوره عن سطوة العاطفة مثل لوحات ليل ونهار ولوحة وجه وطيور أما العصافير فلعبت دورا حركيا وعنويا كبيرا كما نراها فى لوحة محبون التى كانت فيها همزة الوصل بين شقى العمل وهى شاهد فى لوحات أخرى مثل لوحة الملاك الحائر حيث تزدحم فى الجانب الأيسر من اللوحة فى مساحة منفصلة لونيا وأيضا تواجدت فى لوحات أيقونة وبلا ملامح وعصفورتان وفتاه وحكاية قديمة كما تحولت العصافير من مجرد مكمل للوحة إلى بطل العمل فى لوحة عصافير .
- وفى مغازلة للتراث الحضارى المرتبط بالمرأة والطيور ربط المليجى الطيور بالمرأة عن طريق الجسد الأنثوى المجنح حيث رسم حورية البحر المجنحة تعلوها العصافير ذات الألوان الساخنة على عكس برودة ورزقة الجسد المجنح ولوحات الملاك والملاك الحائر .
- بينما احتل القناع مكانا محوريا بالمعرض .. مستمدا أيضا من التراث الحضارى فى مختلف الثقافات والعصور إضافة إلا أنه يوحى بالغموض واحتجاب الملامح والمشاعر وهى من صفات الأنثى .
- سيطرة اللونين الأزرق والأخضر على لوحات المعرض فى مشاهد تشبه الحلم كما يظهر الأصفر فى بعضها لتمثيل الليل والنهار وقد نجح المليجى فى تحقيق الإيهام البصرى باستخدام ألوان الإكيليك عن طريق تعكثيف عجينة اللون تارة لتحقيق مواضع بارزة عن سطح اللوحة فى بعض الأماكن ورش اللون مسالا تارة أخرى لتحقيق العمق ويظهر ذل لك جليا فى لوحات الأيقونة والعصافير وإمرأتان والرجل الصبار .
- يعد الفنان صلاح المليجى أحد أبرز الأسماء على الساحة التشكيلية المصرية والعربية وله رصيد كبير من المعارض الخاصة والجماعية وورش العمل على الصعيديين المحلى والدولى وحصل على عدد من الجوائز الدولية وله العديد من المقتنيات الرسمية والخاصة .
بقلم : شيماء محمود
مجلة الكواكب يونيو 2015
طنين ... تعزف موسيقى المليجى
- تظل رحلة الفنان صلاح المليجى الطويلة- والتى أتابعها منذ زمالتنا فى كلية الفنون الجميلة - متجددة ` الحالة ` متنوعة الموضوع ، متنقلا بين ` الفضاء ` و `الطائر ` و `الرموز السحرية ` و ` طقوس السطح ` و`كوم الهوا ` و` عش عصفور ` و` زبد البحر ` و` على الحافة ` عايشها الفنان بصدق انعكاسها على المتلقى ، ليصل الى ` طنين ` معرضه الحالى المتفرد الذى يقام حاليا بجاليرى ضى بالمهندسين .
فى هذه التجربة يسرد المليجى حكايات بين عوالم متعددة ، الإنسان هو البطل . يتأكد أحيانا ويبدو على استحياء أحيانا ، ونبحث عنه بين ثنايا القماش وخلف الجدر أحيانا أخرى .. تحوم حوله جيوش طائره الجديد بموسيقى الطنين فى عالم من ` أمم أمثالكم ` اخترق الفنان هذا العالم ليعبر عنه خالصا فى علاقاته الخاصة ليخرج إلينا - بنى البشر- فى علاقات تحمل فلسفة خاصة يحيلها الملتقى من تجربة الفنان الى عالمه الخاص . وهو ما يؤكد الصدق الفنى للحالة الإبداعية لدى الفنان .
أعمال تحمل شحنة انفعالية عالية يكمن الصدق مضمونها وينتصر الأداء التقنى المتنوع مابين ثنائيات أجساد تحتمى بلفائف القماش حفاظا على ما بينهما من ` طنين ` هذا الجيش الهادر بحركته الدائبة المستمرة وبسلاحه الفّتاك الذى ينهش فى قلب جدر لوحات لتحيلها إلى بقايا أو حطام .. جسد أنهكته وتراقصت فوقه بنشوة الانتصار .
فى هذه التجربة - ككل إبداعاته - احتفظ الفنان بالقيم التشكيلية وعلاقات الكتل والفراغات . والغامق والفاتح ، والخطوط وكذلك بناء الأشكال التى أحيانا مايشعر بأن الشحنة التعبيرية قد اكتملت .. عندها يتوقف الفنان عند اكتمال الشحنة لا انتهاء العمل . وهو ما أعتبره قمة الإثارة والتفاعل مع الملتقى الذى يستطيع أن يتعايش ساعتها مع المفردات التى لم تكتمل شكلا ؛ بل اكتملت مضمونا .
المجموعة اللونية من اللوحات حملت المضمون والهدف وانتصرت الحسابات العقلية .حينما اكتسى اللون تلك العناصر فى وجود ما تبقى من الشحنة الانفعالية ، التى ميزت أعمال الريشة والخطوط باللون البنى المميز فى رحلة الفنان والذى عاد إليه مجددا فى تلخيص وتبسيط بعد أن كانت أعماله تفيض بعناصره المتنوعة الباحثة مع الملتقى عن متنفس داخل إطار العمل . الغموض هو أصل منتج الفنان صلاح المليجى وبحر إبداعه المتجدد .. بعض من المحاولات يسعى فيها إلى كشف ذلك الغموض لكنه يظل الأيقونه الآسرة والتى أرى أن يظل الفنان طائرا فى ركابها باحثا عن الجديد فى مثيراته الإبداعية المتألقة بين الخامة والأسلوب والتقنية .
وحول التجربة وفى نص انطباعى عنها تقول الشاعرة السورية نسرين الخورى :
فى حياةِ القلقِ التى نعيشها يدخلُ طنين الأشياءِ كموسيقى تصويريةٍ تصاحبُ كلَّ مشهدٍ فيها . وترنُّ جزئياتُ اللحظةِ بمستوياتٍ متواترةٍ لكلّ حدث . ولأنَّ لكلّ فنانٍ حسّاسٍ أجنحة تسمحُ له بالانسحاب حيثُ يشاء . استطاعَ صلاح المليجى أنْ يلتقطَ سُلّمَ الطنينِ الموسيقىِّ الذى يحيطُ به . وقرّر أنْ يترنّمَ به كأغنيةٍ يوميةٍ ترافقُ تجلياتهِ الروحيةِ والفنية . يحملهُ معه حينَ يعودُ لاجئاً إلى صور طفولته . فيحيطه الإيقاعُ بصوتٍ أكثرِ رقة ورحمة من الواقع . مُجللاً شخوصَ أيامهِ بصوتِ الدفءِ والعذوبة . وكذلك يحمله معه حينَ يواجهُ أقنعةَ الأحياءِ المختلفةِ أمامه يرافقُ مشاهدَ الألمِ اليومىَ المتناوب علينا بينِ فردىٍّ وجماعىٍّ وكونىّ . فتتلاطمُ ذبذباتُ الصوتِ وتهتزٌّ العروشَ فى ثورةِ الطنين . تتكاثرُ الخلايا وتزدحم الصورُ بأجنحةٍ صغيرةٍ تلوّنُ فسحتَها بترابِ الأرضِ المُدقع حيناً . وحيناً تسيلُ بعسلِ الخصوبةِ المخضّب بالشمس ويرتفعُ مستوى الإيقاع ليصبحَ جلجلةً يرسمُ بها الطنينُ مداراً حولَ رأسِ الفنان يزلزلُ وجدانه . فيلتقطَ بكلِّ براعةٍ واحترافيةٍ وميضَ هذا الرنين . وتصبحُ كلُّ فكرةٍ معلّقةٍ ناقوساً يدقُّ مفردةً فنيةً مبتكرة . ترفرفُ نحلةٌ هنا ويضجُّ سربٌ هناك . ترتعشُ الأقنعةُ وتتهاوى الرموز، تتبعثرُ المساحاتُ وتتشظى الروحُ فى كلِّ جزءٍ يطنُّ . معلناً أنَّ إدراكنا للوجودِ يجبُ أنْ يتركَ أثراً . أثراً مدهشاً . أثراً مدهشاً له طنين . أثراً مدهشاً له طنينٌ لا ينقطع.
د. محمد الناصر
نصف الدنيا : 21-4-2017
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث