`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
فؤاد كامل

- كان من اوئل الفنانيين المتمردين فى الفن وشارك مشاركة ايجابية فى جميع حركات التجديد التى ثارت على القوالب المدرسية -والاتجاهات المألوفة فى الفن الحديث . واصبح علما على التجديد المطلق وقد اتخذ من الفن الحركى والتبقيعية و الشخبطة اسلوباً يميزه.
- ولقد ارتبط اسم فؤاد كامل باسماء كامل التلمسانى - ورمسيس يونان واصبح كل دراس تاريخ الفن المصرى الحديث و المعاصر يتوقف طويلا امام ما اننجزه هؤلا الفنانون الثلاثة وما اضافوه الى الحركة الفنية المصرية من افكار فتحت الطريق امام التجديد على مصراعية (صبحى الشارونى ).
- فؤاد كامل من اوئل رواد الفن المجرد المعاصر فى مصر يدين بالحرية المطلقة ولايلتزم بموضوعات او اشكال تقليدية - تلتزم فقط مما يتيح له هذه الحرية من الأنطلاق و يستكشف بها ماهو غير مرئى من اشكال او معانى وهو لا يصطنع هذه الحرية بل هى طبيعة اصيلة فيه لاحظتها عنده وهو لايزال طالبا بكلية الفنون الجميلة فى سنة 1940 .
- سار فؤاد كامل منذ صباه مع موكب المجددين و المكتشفين العالميين فى عديد من الاتجاهات الفنية المعاصرة بفهم ووعى ثم انتهى الى السير فى الاتجاه المجرد .
- وهنا لابد لنا الوقوف طويلا امام لوحاته فى هذا الميدان لفهم ماتحمله من قيم عالية وتقييمها تقييما تستحقه هذه الحياه الفنية المناضله .
عبد القادر رزق
مدير عام الفنون الجميلة والمتاحف

- ولد فؤاد كامل فى بنى سويف فى 28 إبريل 1919 ، وتوفى فى القاهرة فى 25 يونيو 1973 ، تتلمذ فنياً على يد يوسف العفيفى من رواد التربية الفنية ودعاة الفن المعاصروشارك فى تأسيس جماعات الفنانين الشرقيين الجدد، وجماعة الفن والحرية ، وجماعة جانح الرمال، وجماعة نحو المجهول من 1937 الى 1958 وشارك فى معرض السريالية الدولى بباريس عام 1947 تخرج فى المدرسة العليا للفنون الجميلة عام 1947 وفى المعهد العالى للتربية الفنية عام 1955 ، وعمل بتدريس الفن فى عده مدارس مصرية ثم حصل على منحة التفرغ للإبداع الفنى من عام 1960 ، وهو فنان مجدد عميق الثقافة والفكر.
آثر فؤاد كامل تفجير طاقاته التعبيرية فى إطار التجريدية التعبيرية ذات النمط التبقيعى، بعد ان أطاح بجذوره السيريالية التى استغرقته إبان نشاط جماعة الفن والحرية وتداعياتها الصاخبة، مع رمسيس يونان وكامل التلمسانى والشاعر جورج حنين، فى دفاعهم عن حرية الفن والفكر الذى يتفاعل مع الحلم والرمز والمصادقة.
- فى هذه المرحلة التى نشط فيها أعضاء جماعة الفن والحرية بشروا بالخروج على نواميس الأكاديمية والتأثيرية المتمسحة فى التيارات التى خفت صوتها فى أوروبا وفتحوا طاقة التفاعل مع المذهب السيريالى واستهدفوا استنفار الدهشة فى عيون ووجدان الجماهير، وتبنى فؤاد كامل تكوين جماعة جانح الرمال عام 1947 ، التى بشر فيها بالفن الأوتوماتيكى ، ليفتح الباب أمام التجريدية التعبيرية فى الفن المصرى المعاصر فى النصف الثانى من الخمسينيات، كان مصدره فى ذلك التحول طليعة الفن الأمريكى المعاصر من أمثال ` جاكسون بوللوك` ـ ja ckson pullock ` جون ليفر` john lever ، ` فزانز كلاين ` franz Kline ` ` وايفز كلين` ` YvesKlein` الذين اكتشفوا فى التنفيس المشبوب للحركات الفسيولوجية الناتجة من اندفاع الذراع والكتف وحركة الجسد أثناء قذف الألوان على سطح اللوحة، باعتبار أن هذه الحركات المندفعة بلا تروى ، بمثابة إنعكاس تلقائى مواز للإيقاع الداخلى لحركة الجسد التى يسيرها القصف الذهنى المنطلق ، وقد استطاع فؤاد كامل أن يشق لنفسه أسلوبه الخاص ، وبصمته المميزة فى هذا الإطار، إذ اعتمد على التبقيعيه وضربات الفرشاة العريضة، ليعبر عن ما يشبه تدفق الحمم البركانية، معتمداً على اللون الأزرق والأحمر والأسود مع الأبيض ، فقد جافى الأصفر والأخضر والبنفسجى والبنيات واستبعدها من مجموعاته اللونية.
- كان فؤاد كامل يبحث عن عالم عظيم مدمر بفعل قوى طارده تتشعب وتتناثر، وعن العلاقة بين الطاقة والمادة الصماء فى تموجاتها وانفعالاتها المتحررة من المعانى، من خلال تلقائية السكب وفاعلية تخليق البقع وتوتراتها على السطح، واصطدامها باًثار الحركة الجسدية بإمكاناتها الدافقة.
- وبالرغم من استغراقة فى تجربة التجريدية التعبيرية والتبقيعية، فإن روحه الشاعرية حفظت رومانسيتها وجذوره السيرياليه التى تقدس العقل الباطن ـ ظلت كذلك مشحوذة فيقول عن أعماله التبقيعية : ` أنها عشق وعجب ومغامرة أتخطى بها عالم المرئيات وأفضل مادة الفن عن صورته، كما أقيم فوقها الشكل المطلق، استكشف به عالم المجهول وهى قدر متربص وكون صامت، لكن أقترب من سراديب مطمورة كامنة فى الأغوار البعيدةـ ويقول ` إنى اتخذ من ذرات السحاب ضروباً من السحر.. أقترب بها من سماواتى الداخلية `.
- ومنذ عام1969 تقلبت تجربة فؤاد كامل التصويرية فى تلك الفترة وبعد التحرر من المرحلة السيريالية فى ثلاث مراحل:-
- أولها المرحلة الرمادية والسوداء التى كانت بمثابة تمرد خالص على العقل والوعى من كل نوع، طرطشات وتسييل البقع اللونية فى كل اتجاه ، كانت بمثابة مرحلة اكتشاف الطريق الوعر الجديد الذى قصده، مستخدماً الطلاءات التجارية البلاستيكية سريعة الجفاف ، حتى يتجنب اغراءات التموية والتدريج والتسوية ، ثم انتقل إلى مرحلة غلب على لوحاته فيها اللون الأزرق ، وفيها مزج بين الطلاءات البلاستيكية ، وبين بويات اللاكيه الزيتية ذات الشحومة الزلقة والسمك وهى التى ميزت أعمال ` جاكسون بولك لتسيل عروقها وتتجعد جزرها على سطح لوحاته ، وفى هذه المرحلة اكتشف فؤاد كامل تأثير ضربات الفراجين العريضة جدا التى تترك إيقاعاً من حزم الخطوط المتماهية فى مسارات تتلوى لتحدث إيقاعاً ملموساً داخل فوضى التبقيعية ، وفى المرحلة الثالثة والأخيرة، التى اتخذت من اللون الأحمر النارى أساسا لها، بدأ فؤاد كامل فى اكتشاف عوالم جديدة ، من ضربات عريضة بالفرشاة تؤطر فراغاً وهميا على سطوح لوحاته، وتخط مسارات مقروءة ترجم فيها خلاصة إيقاعه الداخلى، بعد ان أتم تعرفه على نبضه وحركته الصاعقة فى سرعتها ، وظل فؤاد كامل فى مصر يمثل العصر البطولى فى حين ترك كامل التلمسانى المعركة مبكراً ، وسافر يونان مهاجراً إلى باريس كما يقول إيمية أزار.
بقلم : د. مصطفى الرزاز
من كتاب الفن المصرى الحديث
فنانون منسيون فؤاد كامل ..فلسفة التمرد بين جمالية الفكر والتجريد
يعد الفنان فؤاد كامل احد الرواد الاوائل الذين ثاروا على المالوف والمعتاد.. والقوالب المدرسية الجاهزة والمحفوظة فى الفكر والفن .... وقد امتدت رؤيته الجمالية مع خصوصية عالمه فى فضاء التصوير.. والذى ينتمى الى السيريالية فى البداية ولفترة طويلة وانتقل الى التجريد بعيدا عن مقاييس العقل والمنطق والمعرفة التقليدية.
وهو واحد من ثلاثة فرسان من ارباب الفكر فى الابداع المصرى الحديث.. كان مع رمسيس يونان وكامل التلمسانى وكان اصغرهم ..وقد حفروا عميقا بفلسفة التمرد فى نهر الفن الخالى من شوائب السكونية والتقليد مثلما قادت نظرتهم المتقدمة وافكارهم الطليعية السباقة الى افاق الحداثة
ولد كامل فى ابريل من عام 1919 ببنى سويف وعاش طفولته هناك بين الحقول وصخب الطبيعة وهدوئها فى وضح النهار والامسيات المرحة فى الليل ..وكان يرسم كل مايراه من حوله ..وتلقى دروس الفن الاولى عن ابيه الذى كان متخصصا فى رسوم الخرائط ..ثم فى المدرسة السعيدية عندما انتقل الى القاهرة ..على استاذه يوسف العفيفى الفنان ورائد التربية الفنية واحد دعاة الفن الحديث ..وعند العشرين بدا يتجه نحو السيريالية والرمزية وقد ظل سيرياليا حتى عام 1958 ..عندما انتقل الى التجريدية التعبيرية..او الفن اللاشكلى اذى يخلو من الملامح التشخيصية .
عام 1937 وكان فؤاد كامل مازال طالبا بالثانوى كون مع زملائه `جماعة الشرقيين الجدد ` التى كانت تهدف الى ايجاد الشخصية المصرية فى الفن ..واشترك فى جماعة الفن والحرية عام 1939 وبدا عرض اعماله عام 1940 قبل تخرجه بعامين ..وفى فترة النازى فى المانيا وكانت تنفى اعمال ماكس ارنست وبيكاسو وتتطارد لوحات بول كلى وكاندنسكى وكان يعتدى على صور رينوار بتمزيقها ..كان الفنانون فى ذلك الوقت مطاردين من بطش هتلر ومن معه فى هذا الوقت اصدر رمسيس يونان مع زملائه بيانا يندد فيه بهمجية القوى الفاشية والنازية ..وقد
صدر البيان فى 22ديسمبر عام 1938 وقع عليه 37 فنانا وشاعرا على راسهم جورج حنين وكامل التلمسانى و فؤاد كامل الذى لم يتخرج بعد من الفنون الجميلة وكان عنوان البيان `يحيا الفن المنحط ` باعتباره ردا على الحركة الرجعية التى اتخذت شعارا لها ` مقاومة الفن المنحط ` . وجاء فى البيان :
`نحن نعرف باى عداوة ينظر المجتمع الحالى الى اى ابتكار ادبى او فنى يهدد بطريقة مباشرة او غير مباشرة القيم الفكرية والفنية التى تضمن البقاء والاستمرار لهذ المجتمع ..هذه العداوة تظهر اليوم فى البلدان الدكتاتورية بالذات فى المانيا الهتلرية.. تظهر فى العدوان المريع والوضيع ضد فن يصفه الذين يعتقدون انهم عالمون بكل شىء بانه فن منحط ..يا ايها المفكرون والكتاب والفنانون ..فلنتقبل هذا التحدى فنحن متضامنون مع هذا الفن المنحط بصورة مطلقة ..وفيه تكمن جميع قوى المستقبل ..فلنعمل على نصرته على القرون الوسطى الجديدة التى تهب فى قلب الغرب ` .
كانت معارض الفن الحر السنوية التى نظمتها جماعة ` الفن والحرية`.. منذ اول الاربعينيات مسرحا لثورة عارمة فى الفن التشكيلى حررت الموضوع والخيال
والشكل التلقائى من قواعد المرئيات وتنسيقها الاكاديمى ..وكان فناننا مشاركا بفكره وفنه ..كما اسس جماعة جانح الرمال التى انتقل من خلالها الى التعبيرية التجريدية والفن الاوتوماتيكى التلقائى بعد ان قال :` انا ابن الصدفة التى يتحكم فيها الامتثال لالتماع البرق والقلب ولا اخشى ان اطيح بصورة اى كائن فاننى لا اعلم ابدا ما انتهى اليه اذ لا اخضع للحظة ارسمها مقدما ولا اشكل مادتى وفق مشروع سابق `
..وعالمه
ظل فؤاد كامل سيرياليا لفترة طويلة وكان عالمه يمتد بالكائنات الغريبة من الوحوش والجياد النافرة والشخوص المتوجسة والاذرع والسيقان والعيون الشاخصة من خلال تلك العلاقات التى تنتسب للخيال وتتجافى الواقع وربما عبرت لوحته `الشمعة الزرقاء ` عن مساحة من هذا العالم صور فيها رجل فى حالة من الوجوم والقلق بفزع داخلى يضع يده على قاعدة شمعدان اسود مشوب بالزرقة يحمل شمعة زرقاء ويبدو كوبا ازرق مجاورا للشمعدان .. ثلاثية زرقاء تذكرنا بتعاسة شخوص بيكاسو فى المرحلة الزرقاء لكن تبدو العناصر فى رمزية اقرب الى الممارسات الطقوسية تتجاوز الواقع الطبيعى الى مافوق الواقع .. وهى تمثل واحده من اعماله السيريالية ..الا انه انتقل الى التجريد بقوة وعنفوان فى ثورة وانقلاب على كل ماله صلة بالحياة والطبيعة وعناصر الحياة ..متجها الى التجريد اللاشكلى او اللاموضوعى .
يقول الناقد محمد حمزة :` ان فؤاد كامل لايقتحم رؤياه الجديدة بخوف او وجل ..وانما كاى بطل تراجيدى ينزع من بين جنبيه قلب الرعب ويركب بدلا منه قلب سباح مخاطر لايدرى هل يصل الى الشاطىء حقا وماذا يجد على الشاطىء الجديد ؟ ..انها اعظم الدوامات التى `صادفت ` فؤاد كامل فى رحلته الهادئة.. لقد ترك الصنعة والحرفة على الشاطىء القديم واصبح عرافا يرى الصدفة هى اليقين الوحيد ..ولاشك ان التعبيرية التجريدية التى بدات تنمو داخله منذ الخمسينيات استخدم فيها اسلوبا واحدا وان اختلفت الوانها فقد فجر الوانه حتى بدت فى حركة دائبة على سطح القماش الابيض تاركا لوحة الحامل ساكبا عجائن الوانه على لوحاته المتراصة فوق ارضية مرسمه بكل عفوية فطرية ..مازجا معها رؤاه وفلسفته وكيانه ووجدانه `.
وهو بتجاوزه لقيم التصميم الواعى هنا يلتقى مع الاسلوب الاوتوماتى الذى يعد من اخصب اشكال التجريد بتعبير فؤاد كامل نفسه والذى يشخصه :هذا التجريد الذى نما وتطور من بعض اساليب السيريالية ومن اوائل من اتخذ هذا الاسلوب فى امريكا :ارشيل جوركى مع مجموعة من طليعة المصورين من بينهم جاكسون بولوك ووليم دى كوننج وروبرت مندرويل ..اخذوا يبذرون بذور الشك فى قيم القواعد واسس التصميم ..وهو يلخص هذا الفكر فى الاداء والمعنى بان اكثر الابحاث اثرا وفاعلية فى الفن الحديث فى امريكا `هى خليط من وصايا كاندنسكى فى روحية الاشكال المنطلقة ومن ترتيبات موندريان وتنظيماته الهندسية ومن كائنات السيرياليين الاسطورية ومن مسخ مخلوقات بيكاسو الخارجة على الطبيعة ثم من اشياء بوللوك اللولبية المذهلة `.
فى عام 1967 اقيم معرض فؤاد كامل بالجامعة الامريكية وفى المطبوعة المصاحبة للمعرض كتب يقول `اللامعنى خارجنا كما هو داخلنا ` ..على وحدى ان انطلق فى الظلام اتطلع الى الاشكال التى تستيقظ على وحدة نفسية كونية جديدة لاتحدها مقاييس العقل واطواق المنطق تزاوج الطاقة والحركة باختلاجات المادة الصماء ..التى تتخلص من الملاحظة الوصفية والمعرفة البصرية `. وهو يجد وصفا للوحاته مؤكدا نها تنبع من :` الخيال والاحلام الطليقة والتمرد والقلق المزمن !`
فى لوحاته التجريدية الاولى تالقت فيها الرماديات من تلك الانفجارات اللونية التى لاتحدها قيود او حدود ..انفجارات وبقع تمتد من اطراف اللوحة الى بؤرتها تسطع وتخبو وتتوقد لاترتكز على اى عناصر من الحياة المعاشة او الطبيعة ولكن فيها من بقايا الاشياء وروحها وتنتمى فى النهاية الى خلجات النفس والانفعالات الداخلية وصلتها بالخارج .
وعندما انتقل الى مرحلته الزرقاء نقلنا معه الى تلك الشفافية وهذا الانطلاق الى جيشان الشعور والشواطىء الليلية المبهمة والسحب الغامضة ..من خلال تلك التركيبات اللونية التى يتداخل فيها الاسود مع الازرق والكحلى والابيض ..التى لانعرف كيف جاءت ولا من اين اتت اشبه بالنوافير التى تتدفق بلانظام فى فضاءات لوحاته .
وكان توهج الاحمر فى عالمه اكتمالا لثلاثيته اللونية التى بدات بالرماديات والازرق ..وقد تربع متعانقا مع الاسود المشوب بالكحلى والابيض مجسدا كائنات غامضة وانفجارات لاتهدا وقد يبدو بهية دائرة بمثابة شمس معلقة فى الافق الاسود مع صيحة اللون القوسية والتى لاتنفصل عن روح الطبيعة رغم غيابها .
تاملات فى الفن
ويعد كتاب فؤاد كامل الصغير ` تاملات فى الفن ` على صغر حجمه ` من القطع الصغير لايتجاوز 120 ` بمثابة اشارات وعلامات مضيئة فى فلسفة الفن كتبه بروح فنان وفكر فيلسوف ولغة اديب مع كتابات ودراسات كثيرة له ..قدم فيه عصارة فكره وجاء بعمق شديد وهو فعلا تاملات عبر من خلاله عن القيم الجديدة فى دنيا الحداثة وقد تناول فيه موضوعات عديدة شديدة الحيوية عامة وخاصة فى الفن المصرى والفنون الغربية وكلها تمثل انعكاسا لشخصيته وفكره الفنى ..والكتاب بمقدمة مطولة مستفيضة ومهمه للناقد بدر الدين ابو غازى تضىء على فؤاد كامل وعالمه التشكيلى وفكره النظرى ..ومن بين فصوله :`اللامنتظم اللامحدود - هذا المجتمع وهذا الفن - الحقيقة والحلم - المذاهب الفنية - يجب ان يكون الفن فنا قبل كل شىء - الفن والمجهول ` كما تناول بعض الشخصيات الفنية المؤثرة فى تاريخ الفن من بينها ` مودليانى - - نولد - دى كيركو - موندريان - بيكاسو - وجاكسون بولوك ` ومن مصر :` محمود سعيد - رمسيس يونان - عفت ناجى `.
تحية الى فؤاد كامل وسلام عليه وقد رحل عن عالمنا عام 1973 ولم يتجاوز الرابعة والخمسين ..لكن بعد رحلة عريضة صاخبة بالفكر والفن .


صلاح بيصار
جريدة القاهرة بتاريخ 8-1-2019
التجريد- نحو المجهول
- ظهر الفنان `فؤاد كامل` (1919-1973) ضمن حركة `الفن المصرى الحديث` جريئاً، وهو يستخدم فى فنه أكثر التقنيات غرابة فى عالم الفن، عندما سكب الألوان على سطوح لوحاته، وحركها بعفوية ودون تخطيط مسبق، حتى سالت وانسابت، وتمازجت معها أحاسيسه وانفعالاته. أما حركة الألوان فى لوحة `تجريد` (1968) فإنها اتخذت شكل الدوامة، وعلى الرغم من نزوعها الواضح نحو اللاتشخيص والتجريد، فإنه بوسع المشاهد أن يستخلص من بين تجريداتها مشاعر كونية، حول مجابهة القلق الإنسانى بالتمرد الثائر. وكذلك يمكن إدراكها كتصور شكلى لحركة `التوالد` أو `التكاثر` أو `التصارع` على النحو الفلسفى للمعنى. ويتمثل تمرد الفنان فى تحديه لمبادىء الفن الأكاديمى، مثل هيمنة قواعد `المحاكاة` أو النظر إليها كشرط أساسى للفن. وقد تجاوز الفنان تلك القواعد، وهو يقتحم المناطق المجهولة والغامضة من عالم الفن، بطريقة منحته فرصة التوصل إلى حلول مدهشة، مثل رسم ما وراء المظاهر وتصوير الأفكار والانفعالات والعواطف بطريقة ملموسة، دون اللجوء إلى التشخيص، ودون التقيد بالحدود الزمانية والمكانية الواقعية، إذ أن المراد التعبير عنها كحقائق وجودية. وقد برهن الفنان على إمكانية تصوير أكثر الأفكار إنسانية من خلال الأشكال اللاتشخيصية.
- ومن منطلق التعامل مع الخطوط والألوان ككائنات حية تتنفس، فى حالة استخدام التشبيهات والاستعارات، يمكن وصف حركة اللون فى لوحات `فؤاد كامل` بالمتوترة أو بالمنفعلة أو السائبة. أما `العفوية` فى الرسم فتسمح للصدفة بأن تلعب دورها، كبديل عن التخطيط المسبق للعمل الفنى. وحينما تترسخ قناعة الفنان حول حقيقة أن كافة أشكال الحياة قد نشأت عشوائيا عن قوة باطنة هى النفس، حينئذ سوف تمثل الموجودات فى الواقع مثل الأشجار والجبال والأحجار `قوى كونية` لها تأثيرها على مسار تجربة الفن.
- وللفنان `فؤاد كامل` فهمه الخاص حول مسألة تحقيق فكرة `الأصالة` التى شغلت اهتمام معظم الفنانين المصريين فى العصر الحديث. وقد لخص فهمه فى التعمق أكثر فى `عالمه الذاتى`. ومن الممكن تطبيق أفكاره الجمالية لفهم مغزى لوحته بعنوان `تكوين` (1970) حيث البطل الرئيسى فيها هو `التجريب` الذى أصبح منهجاً وسبيلاً لتوسيع مجال الرؤية، ولإحداث مزيد من التنويع والطرافة والجدة. وقد ىتحول مفهوم `العمل الفنى` هكذا إلى مجال خصب للاكتشافات الجديدة فى عالم الجمال، وبخاصة وأن أصول الفن عديدة، مما يستوجب تجديد الرؤية وإنقاذها من العادة، لتصبح أكثر تشويقاً ، وليس بالعقل وحده يخوض `كامل ` تجاربه الفنية؛ لأن الفن عنده هو مجال للإحساس والتصور، وب`الخيال الحر` يدرك `الجمال` وليس بالمنطق. وعلى عكس الفكرة الشائعة عن أن غاية الفن هى `المحاكاة البصرية` للواقع، اتبع الفنان الفكرة المناقضة فى إنجاز لوحته، التى تجسد فكرة الفن المترسخة فى الذات وفى العالم الروحى والنفسى، ومصدرها `الحقيقة الشعورية`.
بقلم : د./ محسن عطية
من كتاب طليعة التجديد فى الفن المصرى الحديث(سلسلة ذاكرة الفنون عدد- مارس 2016)
مصور الصراع
- إن الحديث عن لوحات فؤاد كامل - أو أى فنان معاصر آخر - يستلزم تفسير معنى الإتجاهات الجديدة فى الفن التشكيلى. قد يتصور البعض أن المسألة لا تعدو إخفاء معالم الشكل السطحى للأشياء فى سبيل جوهر الحقيقة. لكن.. حتى هذا التصور .. يرتكز على تقاليد قديمة ترجع إلى باكورة القرن العشرين، حين أوضح سيزان حقيقة العلاقة بين الفنان والواقع المرئى من حوله. فالموقف السلبى فى الماضى أصبح موقفا جدليا يتضمن التعامل مع الطبيعة والبيئة المحيطة. وأكد ماتيس هذا المعنى سنة 1908 بقوله إن التعبير لا يكمن فى ملامح الوجوه وحركات الأجسام، بل فى التنظيم العام للصورة. ثم كان القضاء على مفهوم القيم الجمالية التقليدية، على يد الداديين سنة 1916 حين أعلنو `أن الفن قد مات`. وقصدوا بذلك أن القرن العشرين قد أقبل بمفاهيم جمالية جديدة تختلف كيفيا عما كان قائما. وانبرى السريالى ماكس أرنست يستلهم الأحلام والخيالات.. وجنح دى بوفيه إلى القصص والأساطير.. وأكد بول كلى أن الفنان والطبيعة مثلهما مثل الشجرة والأرض، يمتصها ويحولها إلى أشياء جديدة. حتى الأوانى والزهور تحولت فى لوحات ميرو إلى ما يشبه الكتابات الهيروغليفية..
- حقيقة إن العصر الذى آمن فيه الإنسان بالتقدم البطئ البسيط.. قد انتهى.لم تعد الأشكال السطحية تقنع الفنان. ولم يعد التشكيل عملية ميكانيكية. بل أصبح يعكس حالة الفنان فى ظروف معينة، مرتبطا بتاريخه وتاريخ الإنسانية كلها. فالفنان الآن يعيش من خلال تقاليد العطاء والبحث والأحتواء وتجديد النفس بأفكار وأهداف جديدة تتخطى كل ما هو قديم، فالجديد يتقادم سريعا ويتحول إلى أكاديمية لا يتبعها إلا كل هارب من الواقع أو المجتمع أو المناخ أو الزمن.
- خلال النصف الأول من القرن، تمكن الفنانون من التسلل بعيدا عن قبضة الطبيعة السطحية.. وعملوا على تعديلها وتغييرها فى لوحاتهم من زوايا مختلفة ورؤى متنوعة، حتى ظهر التجريد لينكرها تماما أو يكاد. لكنه فى واقع الأمر كان يرتمى فى أعماق الحقيقة أكثر من أى وقت مضى. فقد انطلق يصور وجهة نظر العصر، الفضاء.. المادة.. الطاقة.. وما يقترن بكل هذه المدركات من شعور وإحساس وأبعاد العقل والشعور، وما يلابسها من إرتقاء المقاييس وتداخل السنوات والأيام والساعات. فالفن جزء متكامل من التاريخ مرتبط بالحضارة لا يستطيع أن يحيد عنها هبوطا أو صعودا، فالتصوير التشكيلى - كان وسيبقى - هو الأسلوب الرفيع للتعبير، طالما أن الإنسان يحس بالحاجة إلى الاتصال بالآخرين بوسيلة أخرى غير الكلمات. وطالما استمر الجنس البشرى وتجدد. يحتفظ التصوير التشكيلى بهذه المكانة عن طريق خيال الفنان وكفاءته الفردية وقدرته على أستيعاب العالم.. والحياة..
- إن فنون النصف الثانى من القرن العشرين ليست مناهضة لفنون النصف الأول.. أو لفنون ما قبله بآلاف السنين.إنها ليست سوى تطور تلك الفنون ونموها وتفاعلها وثرائها وإزدهارها..
- من هذه الزاوية، نستطيع أن نتأمل لوحات فؤاد كامل وعوالمه وتهاويمه وصراعاته. نستطيع أن ننصت إلى همسات أشكاله التى تغمرنا بطائف من الأحاسيس بعيدا عن سطحية أشكال الطبيعة، لكن قريبا من جوهرها وحقيقتها، `بعيدا عن مقاييس العقل وأطواق المنطق` الذى اعتدنا عليه وتعلمناه فى بيئتنا التقليدية، لأن لوحاته ليست سوى `تزاوج الطاقة والحركة واختلاجات المادة الصماء`.. خارجة عن نطاق الملاحظة الوصفية والمعرفة البصرية.
- يحاول فؤاد فى بعض كتاباته أن يقرب الأمر الى عيوننا فيقول `إن صورى بعض ملامح تلك القبة اللازوردية التى لا تنتهى، أو تلك الأرض السوداء التى تدور عليها الكائنات`. إلا أنه يقترب تماما من وصف لوحاته حين يؤكد أنها تنبع من `الخيال والأحلام الطليقة والتمرد والقلق المزمن` ففى هذا التعبير اللفظى تكمن عصرية أفكار فؤاد كامل، فهو يعبر بلوحاته عن فزع الإنسان المعاصر حين واجه الكون الشاسع ووضع قدميه على صخور القمر فلم يزدد الا جهلا وضآلة وضعفا إزاء مصيره الحتمى الذى لا يجد منه مفرا..
- لوحات فؤاد كامل حقيقة تاريخية أخرى موازية لحقيقة الأزمة النفسية التى تجتاح الإنسان وهو على عتبة الكرة الأرضية، يستعد للانطلاق منها نحو كواكب يستغرق الوصول اليها آلاف السنين.. نحو المجهول. فهكذا يقف الفنان على عتبة مرسمه وأمام لوحته التى لم يبدأها بعد. يقف بين الصمت والتوقع والرهبة. يحيطه صراع مع نفسه ومع الطبيعة ومع الخامات والألوان والأدوات والموضوع، ففى صدره كلمة يريد أن يقولها ولا يعرف كيف، لكنه لا يستطيع أن يقف أمام رغبته العارمة فى أن يكشف للناس هنا وفى العالم.. فى الحاضر والمستقبل. عن ماهية `الصراع بين ذاته الحرة والعالم الخارجى`. يريد أن يكشف عن ذلك بلغة لا تصلح لها أى كلمات عرفها الإنسان من قبل، إنها لغة الشكل إذن.. واللون.. والملمس.. اللغة التى عرفها الإنسان منذ فجر التاريخ، فيبدأ فى نسيج لوحاته من أبجديات هذه اللغة الخالدة.. كأنما ينسج النفس الإنسانية ذاتها..والأفلاك والنجوم بعينها.. وتفجر الحياة فى قشرة الأرض وفى أكوان بعيدة لم تشاهدها عين ولم تسمع بها آذن..
- الخامات والأدوات التى يستخدمها الفنان جديدة بدورها، فالشكل الجديد لا تصلح له أدوات وخامات تقلييدية.إنما هى أنواع من السكاكين والفراجين والأمشاط والعجلات والملاعق والأوانى والعلب والزجاجات والمناضد وأوراق الصحف والصناديق، لقد اختفى من مرسم فؤاد كامل الشكل الفخم للمراسم التقليدية، اختفى المقعد الوثير.. و` الموديل` الفاتنة.. والستائر المخملية.. والإضاءات المحسوبة.. و`الباليته` البيضاوية النظيفة تنتطمها ألوان الزيت متدرجة من الأبيض والأصفر حتى الأزرق الداكن والأسود، إنه مرسم من نوع جديد، ورشة، معمل، مكان للخلق.. ترتمى فيه اللوحة على الأرض فوق أوراق الصحف مستسلمة للفنان الخالق، قد يضعها على الحامل أحيانا ليلمسها بخط هنا أو بقعة هناك، ثم يعود يلقيها ليسكب عليها لونا يعنى بضحالته أو سمكه فى أماكن خاصة، فلا تلبث ألوان `الاكريليك` أن تتجمد سريعا وتتشقق كالأرض البور فتتفتق عن الهدف الذى يبحث عنه، ورويدا رويدا.. تتحول اللوحة إلى كائن قائم بذاته، فهى ليست تجسيدا لخطة معدة أو تصميم سابق، إنها تنضج وتنمو مع الفنان حتى تحقق حلمه وخياله كأنها `جالاتيا` تتحرك بين ذراعى `بيجماليون` بطل الأسطورة الاغريقية، إنها تتحول إلى مزيج غريب من السحب والأمواج وألسنة اللهب، قد تستغرق عملية الإبداع والخلق أسبوعا أوأسبوعين يمتزج خلالها فؤاد بألوانه وأدواته وأفكاره وإنفعالاته فى وحدة متكاملة تسفر عن عطاء سريع أحيانا.. وبطئ متعثر أحيانا أخرى، فهى دوامة ميلاد الكائن الجديد الذى نسميه `صورة` فيما بعد، وقد يفشل الفنان بعد كل هذا العناء ويكتشف أن `جالاتيا` خائنة لم تتقمص روحه وفكره.. فيعيد الكرة بعد الكرة حتى تتفجر الحياة فى تكويناته التجريدية، فتدور حول بعضها البعض الآخر فى تكوينات مغلقة كالأزهار قبل التفتح، أو تنبسط وتتناثر عناصرها كالثمرة التى بلغت قمة نضجها، أشكال من الأسود والأبيض تتسلل إليها مساحات زرقاء أو حمراء أو صفراء.. أو هذه الألوان جميعا.
- منذ عام 1958 بدأ فؤاد رحلته مع التكوين التجريدى واللون.. مع اللغة الأدبية التى يفهمها كل البشر.. لغة الفن التشكيلى، أبجدياتها معروفة لكن كلماتها مبتكرة يبدعها فنان أصيل على هواه، فكما استخدم جيمس جويس نفس الأبجدية الإنجليزية فى صياغة كلمات لم تخطر إلا بباله فقط، استخدم فؤاد كامل نفس الألوان والخطوط والأشكال التى استخدمها الإنسان منذ البداية.. لكن ليشكل منها مضامين وتكوينات ججديدة لم تخطر إلا بباله. إن الطلاقة التى يتمتع بها تتيح له أن يبدع عشرات اللوحات دون أن تتشابه منها اثنتان، البعض يغمرنا بغلالة من الحزن والاكتئاب والبعض الآخر يلفنا بطائف من البهجة والمرح لكنها جميعا تخاطب فينا شيئا آخر غير العقل والمنطق والمعرفة التقليدية..
- بدأ فؤاد حياته فى 28 أبريل 1919 فى مدينة بنى سويف بالصعيد، وقبل أن يبلغ العشرين بدأ حياته الفنية باتجاه جارف نحو السريالية والأسلوب الرمزى، ومع إندفاعه إلى القراءة المعرفية الواسعة، شارك فى المعارض الجماعية المعترضة على الأساليب التقليدية، مبتدئا بمعارض `الفن الحر` التى أسهم فيها رمسيس يونان ومحمود سعيد وأبو خليل لطفى وراتب صديق، وهى المعارض التى استهدفت تحطيم الأسوار الأكاديمية والأنطلاق نحو اللامحدود، استمرت النزعة السريالية مع فؤاد حتى المعرض الجماعى للرسم الأوتوماتيكى سنة 1947 ذى النزعة التجريدية، لكنه سرعان ما ارتد إلى التشخيصية السريالية حتى معرض `كولتورا` عام 1958 حيث بدأ الرحلة مع التجريد.. وبدأت المعارض الفردية المستمرة، كلما تقدم به العمر.. تقدم بها عمقا ونضجا وثراء، فالتجريد عنده ليس تكراراً على وتيرة واحدة، أنه تعميق وتفاصيل ورؤى، فالمعرفة.. والخامة.. والأداة.. والمهارة.. وزاوية الإدراك.. وجسم فؤاد نفسه، كلها تتضافر لتحدد مسار لوحاته، وهو مسار متشعب نام متغير لا يقف إلا بوقوف الحياة ذاتها. بعد سنوات من تشكيلات الأبيض والأسود تسلل اللون الأزرق إلى تكويناته ذات الملامس الموزعة بحكمة فطرية: ملامس الكهوف..أو ملامس التشققات الأرضية المتفتقة عن عصر جديد، ثم وجد اللون الأحمر مكانه فازدادت التشكيلات درامية وقسوة واتخذت قوة المنطق، ثم توالى الأصفر والأخضر، وبقدر ما لهذه الألوان الصريحة من طاقة زخرفية بقدر ما ابتعدت عن سطحية المضمون وتوغلت فى تهاويل الكون وعظمته وخلوده، إن لوحات فؤاد كامل صرحية الطابع.. تشع أيحاءات القوة والجلال والرهبة..
- هل تصوير فؤاد كامل مقطوعات موسيقية؟.. كلا إنها مقطوعات تشكيلية، إننا حين نصف الجمال بالشاعرية ننسبه للشعر، لكننا هنا نواجه جمالا ليس كمثله جمال آخر، شأنه شأن الشعر والموسيقى وأى فن آخر.
- كان فؤاد كامل يهوى الموسيقى فى طفولته وكم تدرب على عزف الكمان، إنه توقف عن العزف الآن وبقيت الموسيقى ضرورة يومية لحياته كالطعام والشراب، فهو شغوف بالاستماع إلى الحديث القديم منها على السواء، كما يهوى قراءاة الشعر والأدب والفلسفة وعلم النفس وعلم الأجناس.. ومكتبته عامرة بطرائف المعرفة ومراجعها، كما يهوى التجديد لذاته.. فلا تفوته رواية فى السينما التجريدية أو المسرح الحديث إلا واستمتع بمشاهدتها. نشط دائما رغم أنه عاد من باريس عام 1971 بصمامين جديدين من صمامات قلبة الأربعة. يعيش ليبدع فنا، ساعده على تحقيق هدف حياته أن وزارة الثقافة منحته فرصة التفرغ الكامل بعد أن أثبتت عشرات المعارض الداخلية والخارجية، والجوائز العديدة التى فاز بها.. أن تفرغه للإبداع الفنى أثمن من أن يشغل وقته بأى عمل آخر.
- وكما يتخطى فؤاد كامل عالم المرئيات إلى عالم التجريد، يتخطى بلوحاته حدود العالم الفسيح: سوريا. فرنسا. أمريكا. البرازيل. إيطاليا. الهند. بريطانيا. ألمانيا. بلجيكا.. فى معارض فردية أو جماعية أو مقتنيات متحفية أو خاصة.
- هكذا تشارك لوحات فؤاد كامل فى تيار الكشف عن القيم الفنية الجديدة فى الربع الأخير من القرن العشرين..
بقلم : مختار العطار
من كتاب ( رواد الفن وطليعة التنوير- الجزء الثانى )
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث