`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
ناجى موسى باسيليوس
أطفال الفقر الرمادى الضائع
في لوحات ناجي باسيليوس .. طفوله تبحث عن مكان للسعادة الضوء واسقاطاته .. العنصر الوحيد المتفائل في لوحاته
- للطفولة في تاريخ الفنون خاصة ابداعات التصوير والرسم مكانة مهمة متألقة بالفرحة والألوان المبهرة المعبرة عن طزاجة نبتات الحياة البريئة النضرة في مشاهد من الحيوية تفجرها الطفولة وتغمر الناظر للوحات تحمل وجوه الاطفال وقد اجاد الفنانون في رسمهم وهم يلعبون في الحدائق بين الزهور أو يلعبون بدميهم أو يتأرجحون أو تدللهم أمهاتهم والفنانة الأمريكية الشهيرة مارى كاسات تلميذة رائد التأثيرية الفرنسي ادجار ديجا تعد من أشهر من كرست لوحاتها للطفولة .
- وننتقل من بهجة الطفولة إلي معاناتهما بانتفال المكان ومفهوم التعامل مع الطفل بصرف النظر الي الفقر أو ثراء فنفهوم التعامل هو مبرر نفسي وثقافة وجدانية لا علاقة لها بالفقر .
- لوحات الفنان ناجي باسيليوس تأخذ النظر إلى الطفولة بمفهوم له أبعاد وزوايا أخرى ممتزجة بالواقع والذى ربما مصادفة هو واقع فقير مادى وعاطفى .. وهو فنان من أحد خريجي معهد ليوناردو دافنشي وله دراسات متعددة في روما وفلورنسا وفينيسيا وميونخ وظل ملتزما بالواقع منذ تخرجه عام 1973 ليقدمه محاطا برماديات اللون والعاطفة والمادة فكانت لوحاته جميعها رمادية اللون والمادة لكنها عميقة الإحساس حتى بورتريهاته التى رسم منها المئات لموديلاته ولشخصيات معروفة بدت بألوان الرمادية عميقة الرؤية ذات ابعاد تأملية كأن البعد النفسي في لوحاته يتعدي مساحة اللوحة وكثافة اللون خاصة باعتماده الشديد على الضوء وانعكاساته على وجوه شخوصه بما يضفي عليها اشراقة غامضة وسط ضباب الرمادي .
- ونزل ناجى باسيليوس بلوحاته إلى الحارات الضيقة والأزقة الفقيرة يرسم الأطفال كما يراهم قي بيئاتهم مغلفين بالفقر والارهاق .. حتى في ألعابهم الفقيرة نراهن منزوين داخل أنفسهم لكن تظل القاءاته للضوء أكثر ما يضيفة إلى لوحاته لتنير الوجوه ولتوحى باحساس نهارى مشمس لنبتات صغيرة آخذه في الترع تحت الضوء المجاني المنفلت من قيود الفقر .
- لذلك لوحات الفنان باسيليوس ليست كلها محاكاة للواقع لانه دائما ما يدفع بضوء الأمل أو اشراقة نور يحمل رمزية الامل ورمزية لمعني الطفولة بتعمده اسقاطا للنور حتى في الحوارى والأزقة المعتمة اللون والفقر .
- ومن هذا القول الخاص بالمحاكاة يقول الفنان ناجي يترك الأنطباع الأول لأعمالي لدي المشاهد شعورا بانه يواجه محاولة تقليدية لاعادة استنساخ العالم الخارجي بصورة تسجيلية تفتقر إلى طابع ذات أصيل- اللهم إلا مهارة المحاكاة ذاتها - وبالطبع يمكن للمشاهد حينئذ اعتبار هذه الأعمال نتاج تفكير عجز عن تجاوز حدود الموقف الطبيعي من العالم وظل قانعا بمستوي الادراك المباشر .
- وتقديم الفنان ناجي لجمال الطفولة نراه جمالا خاصا ليس بمفهوم الجمال المطلق لكنه جمال الفقر وجمال التكيف مع الفقر والاستمتاع بلقاءات الصغار معا باللعب والجلوس فوق الاحجار أو أمام أبواب المنازل الخشبية المتهالكة .. لكنه يظل معتمدا على جمالية الوجود أو التواجد ذاته وجمالية معايشة واقعهم بجمال وسط الاقران وما بينهم عن عوامل مشتركة من الفقر توحدهم .
- ويقول باسيليوس : ( اسعى لاكتشاف جميع صورة الجمال الجزئية بل اننى امضى في تجنب التفكير المجرد إلى حد الترحيب التام بالاغتراب فى كل ما يطرحه الواقع المرئي من تفاصيل وجزئيات قد تبدو كمجرد خليط عشوائي وعرض تماما في مظهرها وأيضا كل ما يحيل عليه هذا الواقع من تصورات أدبية وفكرية ) .
ولوحات باسيليوس في غالبها يراها المشاهد كقطعة حكائية كمقطع من حكاية .. فمثلا نري لوحة تتجمع فيها نساء الحارة أمام عتبات أحد المنازل بينهن أطفالهن لندرك أن هناك قصة وراء هذا التجمع .. كذلك في لوحات أخرى نجد أطفال يجلسون معا أمام بيوتهم وانتباهم منجذب بشدة لأحدهم كأنه يقص عليهم قصة مغامرة أو فكرة مشروع لعبة تستنفذ طاقتهم .. كذلك نرى تجمع لفتاتين أو أكثر يبحثن عن وسيلة للعب .. ونري طفل آخر وحيد في دراجة عالية لنظرته يفتح باب منزله وحيدا كأنه يطل على فراغ .. كذلك نرى نساء جالسات أرضا تاركين أطفالهن لا تتعدى أعمارهم من شهور إلى عامهم الاول يجلسون على الأرض متربة أو يحاولون التشبث بالوقوف واللحاق بالأكبر منهم سنا .. انها صور يفتحها ناجى باسيليوس لطفولة تبحث لنفسها على مكان سعادة في عالمنا .
أن لوحاته تدعو لتأمل الواقع .. وما ألحقة بظلم مجحف لطفولة كل غايتها اللعب والاستمتاع لكن دائما المناخ والبيئة رمادية جافة شديدة القسوة عليهم لكنهم بفعل دفع الطفولة الذاتي وطاقتها وبراءتها وحيويتها يتلقون خيوط النور الملقاة عليهم وسط رماد الحياة كأمل نجاة .
الناقدة / فاطمة على
أخبار النجوم 23 /7/ 2009
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث