`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
محمد أحمد محمد إبراهيم الطحان
محمد الطحان 35 سنة فن
- لعل سعادتى فى الحديث عن محمد الطحان وفنه هى فرصة استرجع فيها فن هذا ابن الجمالية.. الذى خرج منها إلى معهد ليوناردو دافنشى للفنون الجميلة وتخرج منه عام 1973 واستمر عطاءه الفنى حتى معرضنا هذا .. وأذكر أنه منذ حصوله على الجائزة الثالثة فى الحفر والتصوير بمعرض الربيع 1976 لجمعية فنانى الغورى وهو يحصل على العديد من الجوائز ويقدم لنا إنتاجاً فنياً شديد المصرية.. عندما نرى فنه تلمس العلاقة الجمالية لمفردات البيئة الشعبية لحياة الإنسان المصرى اليومية التى تشمل حوارى وأزقة ومشربيات قاهرة المعز وتلمحها فى بيوت النوبة ورموزهم التى إزدانت بها مبانيهم وملابسهم كما عبر عنها الطحان فى لوحاته لرقصاتهم أيضاً ، كما نجده يصور تفاصيل الحياة اليومية فى صعيد مصر ورقصة التحطيب والعزف على الدفوف.
- هكذا .. فإن لوحاته تظهر لنا مقدرته الفنية على تحكمه فى أدواته التشكيلية لتحدث علاقة تناغم بين المساحات والألوان فى تكوين بنائى راسخ القواعد الفنية الأمر الذى جعله يطل علينا بأعماله التشكيلية فى الخزف والفخار ظل فيه على نهجه التجريبى ببساطة وعفوية أكسبته خصوصية وتفرد .. تميز بها عن أقرانه من الفنانين المعاصرين لجيله .
- وكم اتمنى للزميل والصديق والفنان محمد الطحان أن يكون هذا المعرض بداية مرحلة جديدة .
الفنان / محسن شعلان


- محمد الطحان اسم حبيب الى النفس ـ عرفته طالبا مجتهداً دءوبا وفناناً جاداً يعمل بجد واخلاص فى هدوء ـ بعيداً عن صيت زائف ـ ابن بلد أصيل ـ يستلهم التراث الفلكلورى المصرى ـ يستلهم رموزه وأشكاله وزخارفه ومضامينه ـ وسلوك المصريين وعاداتهم ـ أشياء عاشها وعايشها ـ كل ذلك فى تكوينات متنوعة ـ يجمع فيها بين التشخيص والتجريد أحياناً فى أعمال غنية بالتعبير والصدق والحس الشعبى المصرى .
- أحيانا يميل للتشخيصية ـ وأحيانا أخرى نحو التجريد أو التعبير الإنسانى الغير مباشر .
- والفنان محمد الطحان قد جمع فى أعماله بين الاتجاهين ـ مرة نراه يلجأ الى استلهام الزخارف وواجهات المنازل الشعبية المصرية المتنوعة ـ ومرة يتجه الى التجريد ـ فيقدم تصميمات تتميز بخيال غنى وحس مصرى المذاق ـ ومرة أخرى يقدم موضوعات تشخيصية من الحياة والبيئة الشعبية المصرية ـ وتظل أيضاً مصرية الطابع ، بجوار تميزها بحس تعبيرى عال .
- ورغم تعدد الخامات التى يتعامل معها من تصوير زيتى الى رسم بخامات مختلفة الى حفر الزنك والخشب والجلد ـ فهو فى مجموع أعماله هو محمد الطحان ـ ينمو منطقياً دون شطحات عشوائية أو جرى وراء الموضة ـ ويعتبر الطحان واحداً من فنانى مصر الشباب الجادين الجيدين .
الفنان / زكريا الزينى 1987


- يواصل الفنان / محمد الطحان مسيرته الذاتية الابداعية، وينزل الى اغوار نفسه، فيجد فيها ايضاً بيئته الشعبية ، وبعد أن صور معالم تلك البيئة كما كانت تراها عيناه المرهفتان، أضحى الآن يصورها ببصيرة تتعدى البصر ، ويزداد بذلك تفرده من خلال خصوصية وذاتيته .. وقد انعكس ذلك على الوانه التى هى الوان البيئة الشعبية كما يراها على الابواب والبيوت وعرائس المولد فاصبحت الوانا اكثر ايغالا وانغماسا فى الحلم ، اضحت مغلفة بقيمة وانطفاءه تحس جمالها لا بالعين فحسب بل بالروح ايضا كما انعكس ايضا على اشكاله الانسانية التى التبست ايضا بالمآذن، وصار الفنان بعد ان حررها من إسار الواقع يحركها فى غنائية راقصة حبيبة .
د/ نعيم عطية


- يمثل محمد الطحان ذلك الطراز الذى يملك ارادة تحقيق الذات فقد ظل منذ سنوات بعيدة وفيا لما يمكن أن نطلق عليه الاتجاه التكلفى والباروكى للتشكيل الشرقى فى الصورة المرسومة والمطبوعة بل وايضا فى أوانيه الخزفية اذ ظل الطحان طوال عمره ينحت التجربة حتى واتته الفرصة كى يفجر سطوحه الملونة فى السنوات الاخيرة فاذ به قد اخضع الصورة لتوافق محدث فى محتوى البناء الكلى ، من حيث مسحت لوحاته طبيعة ومضية كاشفة عن الجمالية التى تحفل بها العمارة الاسلامية ، وعن تلك العلاقات الحميمة التى تربط (الانسانى) ، (بالتوازنى) من خلال المسافات الرأسية والافقية التى تشكل الجمالية الطازجة لمحتوى البيت فى الريف المصرى .
أحمد فؤاد سليم


- يجمع الفنان محمد الطحان بين التراث والفن الشعبى فى صياغه تشكيليه حديثه حيث وجد نفسه واكتشف طريقه الصحيح السليم وواصل الرحلة بكل الصدق والصمود والاصرار كانما عثر على ينابيع اسطوريه متدفقه لا تنضب وعلى مناجم سحرية زاخره لا تنفذ وكلما واصل وتأمل خرج برسوخ واستزاده وفهم للقيم الفنية الرقيقة . لقد انطلق يجوب القرى والنجوع والاسواق ويطوف الحوارى والاحياء القديمة العريقة الى جانب سفريات متعددة لمحافظات مصر ـ اسوان على وجه الخصوص وقرى ونجوع اسوان الاصيلة ـ الاقصر ـ اسيوط ـ الوادى الجديد .. انها الروح المصرية الطبيعية الخالية من التكلف .
- ان لوحات محمد الطحان فى جميعها مجموعة لونية هادئة قريبة ومحببة الى النفس .. إنها معزوفة سيمفونية شعبية فردية تعكس البيئة المصرية بكل ما تحمل من نبض صادق وحب متدفق وعطاء بلا حدود .
- ورغم ما يحاصر مجتمعنا من مظاهر حضارة غربية تكاد تخنق البقية الباقية مما توارثناه عن الاجداد يقف الفنان محمد الطحان باصرار شديد على حافة هذا الرافد اليتيم يغترف من مقاليده وعراقته ويصوغها فى لوحات تشكيلية من ` تصوير ـ حفر ـ أعمال منحوتات واخرى خزفية بالاضافة الى أعمال فنية فى الخط المصرى القديم والاسلامى ` متأثرا بالبيئة والعمارة الاسلامية العريقة .. أعمال فنية رائدة لها ذلك المذاق الشعبى الذى يتسم بالبراءة والفطرة السليمة ` الفطرة والدراسة واقترانهما باحترام التراث وحب الماضى غالبا ما يصنعان الفن ` هذه الكلمات للناقد المعروف جوف راسكبى ` كتبها فى اواخر القرن الماضى .
- ان هذا الابداع المتخصص من شأنه اثراء المحصلة الفنية المعاصرة لأنه اكثر المحاولات التصاقا بجذور فن التراث .
- ان نبضه صادق ومتفتح ومفتوح على مصراعية أمام العالم كله .. شواهد رائعة فى معرض يدعو الى التذوق والتأمل ويثرى حياتنا بميلاد اشكال جديدة .
الفنانه / سوسن عامر

فنان بين رقائق الحديد ورنين النحاس
- جياد ترقص على انغام المزمار .. أهلة .. قباب .. مآذن .. زركشات شعبية .. زخارف ومنمنمات إسلامية تشع بعطر الإيمان .. أفراح نخيل وأشجار .. رقائق النحاس .. خزف وأوان جميلة .. مفردات وأبجديات تبلور التصور الفنى للفنان محمد الطحان الذى ولد فى القاهرة القديمة فى ثنايا حى الجمالية بجدرانه العتيقة فى أكتوبر 1946 .
- وتمتص طفولته هذا المناخ الشعبى ليفرزها بعد أعوام التحصيل والدراسة والإلمام بدراسة الفن فى معهد ليوناردو دافنشى للفنون الجميلة ألوانا وخطوطا وألواحا ومنحوتات من رقائق الحديد ورنين النحاس وأوانيه الخزفية المرصعة بالحس الشعبى .
- طرح لنا الفنان محمد الطحان كل هذه التداعيات الممزوحة بذكريات الطفولة الباكرة وشكل منها مادة لبحثه الفنى الدءوب فى تأصيل التراث الشعبى المصرى من خلال العديد من الأساليب والتقنيات المختلفة كأصابع الباستيل الملونة وألوان الزيت وفنون الحفر .. وشكل بأنامله المبدعة تماثيل ومنحوتات من أصوات الباعة الجائلين وأصحاب المهن والحرف .
- ويصور الفنان عبد المنعم معوض بأبياته الشعرية الموحية فن الطحان حين يقول فناننا يا ناس .. ملىء بالإحساس .. متعدد التجارب مبدع للعجايب هادى الطباع .. مسلتهم بحياء .. شعبى فى مضمونه .. فلسفى فى خطوطه يحمل فى طياته .. حاجات وحاجات.. وكان يا مكان.. إنسان فنان .
- واذا صار .. فكان فنان .. إنه .. محمد الطحان .
- الفنان محمد الطحان عاشق لمصر وتراثها وثرثرة الحياة الشعبية التى عشناها ثبتها الفنان وأبدعها على سطوح لوحاته !
محمد إبراهيم عبد السلام

معرض الطحان .. تجريب بلا تغريب
- وقد جاء هذا العرض ليؤكد أن فن التصوير فى مصر مازال بخير وان هناك من الفنانين من هم جديرون بحمل الأمانة والحفاظ عليها بتقديم فن راق ومحترم يحظى بإعجاب الفاهمين والمتذوقين الحقيقيين .. والطحان أحد هؤلاء الذين أخذوا على عاتقهم أن يجعلوا الفن للجميع بإغراقه فى المحلية وغوصه فى قاع الحياة الشعبية بمفرداتها البسيطة التى تشيع الدفء فى القلوب .. فإصراره الشديد على العمل المتواصل قاده الى التجريب دون تغريب ودون التمسح فى الموجات الفنية المتلاحقة التى تكاد تغرق فن التصوير المتعارف عليه بمسخه وإدخال التركيبات عليه .. ورغم أن الموضوعات المطروحة فى أعماله موضوعات تقليدية مثل البيوت فى الحارة المصرية والألعاب الشعبية التى كانت تمارس قديما فإنها بهذه المعالجة وبالألوان الدافئة وجراءتها أضفى على أعماله حميمة جميلة تذكرك بأيام الزمن الجميل ببساطة وعفويته .
الفنان / مصطفى البرى
مجلة أكتوبر 2000

- الصديق العزيز الكريم .. لوحاتك فى معرضك الأخير بالمعادى فى مكتبة المعادى العامة الفاخرة والعصرية ، أراه تتويجاً لإبداعاتك .. لوحات كبيرة ولوحات صغيرة.. زيتية ومائية وبالباستيل ، رسم وتصوير .. ( وكلها منحوتة ) ، ( من قلب النوبة ) وروحها وطابعها وموتيفاتها الحية وذات الدلالة التاريخية العميقة والموحية ثم نأتى الى القيمة الفنية والأسلوب والتقنية.. نجد الهارمونى العالى فى تلك الأعمال .. والملامس التعبيرية والمعبرة .. والحسم بالموضوع سواء فى درامية أو بهجته وإشراقه .. يا متفرد .. ومتواضع .
الناقد / كمال الجويلى أبريل 2004

البيئة الشعبية فى تصاوير محمد الطحان
- ارتبطنا بصريا فى لوحات الفنان القدير محمد الطحان عبر السنوات الماضية بواجهات المنازل الشعبية فى البيئة المعيشية لحياة الإنسان المصرى سواء فى الريف أو الأحياء القديمة والعريقة بالمدن كالقاهرة أو البيوت النوبية التى انقرضت .. وكذلك مساكن أهلى الجنوب والواحات المصرية .
- تعكس هذه اللوحات المصورة بالألوان الزيتية العلاقات الجمالية لمفردات الوحدات السكنية كأنها ذريعة يلجأ اليها الفنان ليظهر مقدرته فى أحكام تكوين لوحاته وفى تنغيم العلاقات والمساحات والألوان بين فتحات النوافذ والأبواب أو التشكيلات الزخرفية المختلفة .. وبين كتلة المسكن وواجهته بشكل أساسى وبين خلفية المنظر المفتوحة على ملامح تؤكد البعد الجمالى لهذه البيوت كالمآذن أو القباب أو حتى مساحة السماء المجردة بلونها الرمادى الشاحب بلمسات من الأزرق الذى يضع بقية ألوان البالته الدافئة التى يستخدمها الفنان فى موضعها الصحيح .
- ذلك كله يؤدى فى النهاية الى تصاوير ذات الحان شعبية مصرية أصيلة فى تقنية تتسم أحيانا بالخشونة أو العجائن اللونية لإكساب مسطحاته ذلك العبق القديم والعتيق مؤكدا على ان البيئة المصرية هى مصدر استلهامه ومفخرة لخيالاته الإبداعية .
- ولم أكن.. أو لا أتذكر إننى شاهدت مجاميع بشرية فى هذه اللوحات إلا مؤخرا فى معرضه الرائع الأخير الذى اقامه بمجمع الفنون بالزمالك أواخر أغسطس 2000 .. حيث فوجئت .. كما فوجئ محبى فنه وجمهور معرضه بلوحات بانورامية يسجل فيها ملحمة المزج بين هذه البيوت والأحياء الشعبية وبين سكانها .
- فصور الناس فى عاداتهم وتقاليدهم وأعيادهم وأفراحهم وموالدهم فقدم رؤية جديدة فى مسيرته الإبداعية وعمق مفهوم البيئة والإنسان فى أعماله .. وكشف عن نضجه الفنى وتملكه القدير لادواته وتقنياته وتواصلت معزوفته التشكيلية لتربط ما بين الشكل والمضمون كفنان مصرى احترم وأحب عالمه واستلهمه وأبدع فيه بلمساته المتميزة .. ومازلنا ننتظر الكثير فى عالم الطحان الإبداعى .
الفنان / عصمت داوستاشى

ملحمة فنية عمرها 32 سنة
- معرض ابن الجمالية الأصيل محمد الطحان .. يستعرض 65 عملا من روائع إبداعاته خلال مراحل تطوره المختلفة .. فى التصوير الزيتى المائى ، أو الرسم الأبيض والأسود .
- رغم التطور الواضح فى لوحات الفنان ومعالجاته إلا أن ريشته ظلت متمسكة بمصريتها وجذورها وتحيزها الواضح لكل ما هو أصيل .. من مبادئ ، أخلاقيات، عادات ، تقاليد ، تراث ، وغيرها من مظاهر الحياة الشعبية العريقة التى تشكل جزءا هاما من شخصية استمدها من نشأته الأولى بواحد من اعرق أحياء القاهرة القديمة ظلت وستبقى محفورة فى وجدانه .. يستمد منه مبانيه القديمة بواباته العتيقة ، مساجده العريقة ، شوارعه الضيقة التى تعج بالحركة والحياة تحت أشعة الشمس مصر الساطعة وظلالها الدافئة التى تنشر الود والتسامح بين أناسها وأهلها .. وتتأكد فى أفراحهم ، أحزانهم ، احتفالاتهم الشعبية والدينية أو القومية وغيرها من اللقطات والصور أحسن ( الطحان ) التعبير عنها خاصة فى بداياته الأولى . توجه بعدها اهتمام الفنان لعناصر التراث ومفرداته الشعبية الثرية بتشكيلاتها من ( أهله ) ، ( منمنمات ) قباب ، مآذن ، زخارف أو حروف أبجدية .. ساعدت جميعها فى تعميق رؤيته للعادات والتقاليد والمهن التى أوشكت على الاندثار وغيرها من الموضوعات صاغها بصدق وتلقائية وبساطة .
- وتتسع رؤية الفنان وتتنوع مع كل رحلة من رحلاته لمدن ومحافظات مصر المختلفة فى الوادى الجديدة ، سيناء ، الأقصر ، أسوان .. تعاونت فى النهاية لتعميق فكر ورؤية ( محمد الطحان ) وإثراء إبداعاته بتشكيلات فى خير إضافة لمخزونة الثقافى والفنى .. بلغ بها قمة نضجة الإبداعى ولدت مجموعة من أعماله ذات مدلولات خاصة يصعب تحديد مصدرها أو مكانها .. اللهم انها أصبحت عجينه مصرية صميمة تفوح بعطر الشرق وجماله .
الناقدة / ثريا درويش
جريدة الاخبار 2000
وداعاً محمد الطحان .. صاحب اللمسة الخاصة فى التعبيرية الشعبية
-عن عمر يناهز 75 عاما رحل الإنسان والفنان محمد الطحان.. وهو من كسب محبة الجميع من زملائه الفنانين بجمال أخلاقه ونبل شخصيته.. كان فناناً له لمسة خاصة تنتمى إلى التعبيرية الشعبية.. وقد استلهم من نشاته بالجمالية بقاهرة المعز مع رحلاته بجنوب الوادى والواحات وسيناء.. عالمه الذى امتد موصولا بروح المبانى القديمة من العمارة التاريخية والمساجد الأثرية والبوابات العتيقة بين سحر الدروب والمنافذ والمشربيات.. وحركة البشر وصور الحياة.. ما شكل له إيقاعاً تميز به.. مع تنوع مراحله الفنية.
- وليس أجمل مما قاله أستاذه وأستاذنا د. زكريا الزينى حول شخصيته الإنسانية وعالمه: `محمد الطحان اسم حبيب إلى النفس.. عرفته طالبا مجتهداً دءوباً وفناناً جاداً يعمل بجد وإخلاص فى هدوء.. بعيداً عن صيت زائف `ابن بلد أصيل` يستلهم التراث الفلكلورى المصرى برموزه وأشكاله وزخارفه ومضامينه.. وسلوك المصريين وعاداتهم.. أشياء عاشها وعايشها.. كل ذلك فى تكوينات متنوعة.. يجمع فيها بين التشخيص والتجريد أحياناً فى أعمال غنية بالتعبير والصدق والحس الشعبى المصرى`.
- الجمالية والروح الشعبية
- فى حى الجمالية.. هذا الحى التاريخى الذى ينتمى لقاهرة المعز.. ويعد مجمع تراثها العامر بالمساجد الشهيرة: من الأزهر والأقمر والحاكم بأمر الله.. وأسوار القاهرة وبواباتها والمدارس الأيوبية والمملوكية وخان الخليلى والصاغة والنحاسين.. ولد ونشا الفنان الطحان.. وكان لتأملاته من البداية بعين الحب والفن للاحتفالات الدينية والمباهج الشعبية مثل موكب المحمل وخروج الطرق الصوفية فى المولد النبوى الشريف ومولد الحسين مع الصور الشعبية العديدة من السامر والسيرك وألعاب النيشان.. اكبر الأثر فى حبه للفن مع موهبته التى شهد بها أساتذته فى مراحل التعليم المختلفة وارتباطه الشديد بالحياة الشعبية.. وكان إن التحق بالمعهد العالى للفنون الجميلة `ليوناردو دافنشى` قسم التصوير عام 1969 ودرس على أساتذة كبار من فنانى ايطاليا.. والفنانين المصريين: سيد عبد الرسول وزكريا الزينى وإبراهيم زكى وحسين الجبالى وعبد العزيز درويش.. وتخرج منه عام 1973.
- يقول الطحان: كان لحى الجمالية حيث نشأت تأثيراً كبيراً فى تشكيل وجدانى ومصادر استلهامي وذاكرتى البصرية الأولى وكانت الألعاب الشعبية: `النقرزان والتحطيب والمراجيح والحجلة والفانوس وحلقات الذكر والحمام الشعبى والزار من المثيرات البصرية التى حفزتنى.. فتارة انبهر بالأهلة والقباب.. وتارة أخرى انجذب إلى الإنسان فى مختلف أحزانه وأفراحه فى السرادقات من الخيامية.. كما كانت تستهوينى الألعاب على المقاهى الشعبية.
- تلك هى الحياة فى لوحاتى.. والفن وارتباطه بالبيئة والناس.. وقد أضافت رحلاتى الفنية إلى الصعيد وبحرى أبعادا أخرى غير البيئة التى ولدت ونشأت بها`.
-.. وعالمه
-إذا كان الفنان محمد الطحان قد جمع فى أعماله بين التلقائية والبساطة كصراحة الفن الشعبى مع عمق اللمسة.. فقد أعلنت ريشته من البداية عن ملامح فنه وارتباطه بالبيئة المصرية.. وكان مشروع التخرج خير شاهد على ذلك فقد اختار `عمال البناء` هؤلاء الذين يقدمون ملحمة العمل والأمل فى وهج الشمس فى الصيف وبرودة الجو والأمطار فى الشتاء.. وهنا قدم لوحات صرحية متسعة المساحة ومعها مجموعة من اللوحات الصغيرة والمتوسطة.. بمثابة تفصيليات وإضافة لهذا المشهد الحافل بحركة السواعد.. لهؤلاء البشر من أهالينا من البنائين والعمال ممن يشكلون تلك الصروح من العمائر والبنايات.. وقد كشف عن ملامح أسلوبه التعبيرى من البداية من خلال تلك الشخوص النحيفة فى استطالة التى تتنوع فى قوامها وحركتها.. مع عربات اليد الصغيرة وأوعية المونة وأدوات البناء وحمل الطوب.. والجميل هذا التوازن الشديد من الحفاظ على نسب الأشخاص بين الضخامة والضالة.. ارتباطا بالإبعاد والعمق ومستويات الدخول بأرض العمل مع السقالات الضخمة والجرارات والأوناش.. وهنا كشف من البداية عن ملامح فنه الذى جمع بعد تخرجه بين التشخيص والتلخيص والاختزال.. بأسلوب عبر من خلاله عن وحدة شخصيته الفنية.. وقد ترك أعمالا متنوعة فى مجالات الإبداع من التصوير والرسم والطبعة الفنية مع الخزف.
- وقد امتد عالمه فى تنوع وثراء مع غزارة الإنتاج.. حتى انه لم يترك موضوعا له صلة بالروح والشخصية الشعبية المصرية.. إلا وتحول إلى دنيا جديدة بلمسة موصولة بالتراث والناس وروح الحياة.
- وقد كان لعكوفه على الرحلات الفنية إلى أقاليم مصر من الوادى الجديد وجنوب سيناء والأقصر وأسوان دور كبير فى تعميق إحساسه الشعبى.. ورؤيته الفنية خاصة مع تأملاته للجداريات الشعبية التى تألقت على واجهات البيوت فى موسم الحج.. ورسوم النوبة الشهيرة بمفرداتها من الكف وعين الحسود والعرائس الصغيرة والنخيل والزروع والنباتات.. وقد أضاف إلى كل هذا صور الحياة من الفرق الشعبية ورقصات التنورة والتحطيب ومزج حياة الناس بالعمارة التلقائية.. ومن هنا أضاف بتعبيريته عالما آخر.. اقترب فى بعض الأحيان من الإيقاع الهندسى خاصة تلك العمارة التى تشتمل على مفردات وعناصر من المدائن والقباب والأهلة مع الحروف والكتابات الخطية التى تهتف باسم الله وتسبح بحمده بنفس الروح والإيقاع.. هذا مع درامية شخوصه ومصريتها.. وجاءت عروسة المولد فى لوحات عديدة بين العروسة بمفردها.. إلى مجاميع من العرائس فى فضاء التصوير.. وتكتمل منظوماته التعبيرية برقصة التنورة التى جعل لها إيقاعاً غنائياً خاصاً.. بلمسته فى اختزال وتعبير درامى.
- مراحل الإبداع
- فى كتاب الفنان د. مصطفى عبد الرحيم أستاذ التصميم بكلية الفنون التطبيقية: `مراحل الإبداع عند محمد الطحان` وهو كتاب مهم يضىء على شخصية الطحان الفنية وتنوع مراحله.. يشير إلى كيفية استفادته من العناصر والموضوعات الشعبية المصرية وتحليلها وإعادة صياغتها.. بأسلوب سهل بسيط يستطيع المتذوق أن يصل إلى مضمونه بسهولة.. مؤكدا على العلاقة بين اللون والملمس فى إعماله مع الصلة الوثيقة بالقيمة التعبيرية والتأثيرات الملمسية للأسطح والأجسام ودرجة التوافق والانسجام التى تحدثها النغمات البصرية من الظلال الهادئة والقوية الحادة.. وتناول الدكتور مصطفى الأعمال بالتحليل والتفسير فى مراحله.. من الأعمال الملونة إلى الأبيض والأسود.. من الدراسات والاسكتشات الأولية إلى اللوحات.
- معرض بعد رحيله
- بعد تخرج الفنان محمد الطحان عمل لفترة بالتدريس فى مجال التربية الفنية.. بمدارس ليسه الحرية بباب اللوق بمراحل التعليم المختلفة بالابتدائي والأعدادى والثانوى.. إلا انه عمل عضوا فنيا بإدارة المعارض وقاعة النيل وقاعة الفنون الجميلة بباب اللوق ومجمع الفنون بالزمالك.. كما شغل مدير عام البيناليات والتريناليات والمعارض الدولية بقطاع الفنون التشكيلية.. ومدير عام المراسم وبيوت الإبداع بالقطاع وعضو للجان العليا لبينالى القاهرة وترينالى الجرافيك وبينالى الخزف وبينالى الإسكندرية.. وشارك فى إعداد وإقامة أكثر من 1000 معرض جماعى وخاص محلى ودولى وبيناليات وتريناليات مختلفة من خلال العمل بقاعات العرض... وشهد له الجميع بعلاقاته الطيبة بزملائه وتقديم ما يستطيع من عون لهم وإخلاصه الشديد فى عمله.. ونحن نهيب بالفنان د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية تنظيم معرض يضم منخبات من أعماله.. بإحدى قاعات العرض الرسمية.. خاصة وقد ترك إنتاجاً غزيراً.
-سلام على محمد الطحان إنساناً وفناناً وتحية إلى روحه الطيبة .. بعمق عالمه وشخصيته الإنسانية.
بقلم : صلاح بيصار
جريدة : القاهرة (14-12-2021)
الفنان محمد الطحان (1946 ).. ونبض الروح الشعبية
- بدأب وبساطة وتواضع جم، ينسج محمد الطحان خيوط عالمه من ملامح الحياة المصرية، فى امتدادها التاريخى والجغرافى والعقائدى، ويجعل من المأثورات الشعبيىة فى أنماط العمارة والزخرفة والعرائس والطقوس وأدوات المعيشة اليومية: مفردات من قاموس الذاكرة الجمعية للشعب، لاتبقى فقط أسيرة لأشكالها التراثية وأغراضها الوظبفبة والطقسية ، بل تصبح كائنات حية معاصرة، مصاغة بحس ذاتى متجدد ينبغ من روح الفنان، وهو يعيد تأليفها - وتوليفها فى علاقات جمالية مبتكرة وحميمية، تشكل معمارا بصريا متماسك البنيان متناغم الإيقاع .
- إنه يؤكد بهذه المفردات ثراء الذاكرة البصرية لمنظومة الحياة المصرية وقدرتها على الإستمرار والتواصل عبر الدهور والأجيال، حافظة للوحدة المزاجية الراقية بين طبقات المصريين، القائمة على روح السلام والمحبة والتسامح والتناغم الروحى مع الوجود ، بالرغم من عوامل التخلف والحرمان من أبسط حقوق الحياة ، وبالرغم من كل المتغيرات القيمية الكاسحة عبر الزمن لجوانب الأصالة فى نفوس عامة الشعب .
- لكن هذا الثراء فى الأشكال الظاهرية لتلك العناصر المادية التى يستلهمها محمد الطحان، ماهو إلا كساء خارجى لثراء داخلى أكبر، يمثله كل شكل أو عنصر مادى، تعبيرا عن مخزون إنسانى ويعكس النبض الحى للروح المصرية ، قبل أن تحاصره الظروف الضاغطة وتدفعه إلى الإنكماش والانزواء، حتى يبدو هذا النبض وكأنه قد انتهى إلى الفناء ، فإذا بالفنان ينفخ فيه من روحه ويعيد إليه الصحو والتوهج، ليس تجميلا زائفا لواقع أصبح قبيحا ، بل رفضاً للقبح وإيماناً بجمرة الحياة فى رماد الموت، ودعوة للأصالة والإنتماء، فى مواجهة عوامل التحلل والإقتلاع من الجذور .
- إن روح الفطرة الشعبية التلقائية فى أعمال الطحان، تجعله يحافظ دوما على براءة الطفل بداخله ، وعلى صيرورة الروح المصرية ، المحبة للحياة والبناء والغناء والرقص والعمل والصلاة ، وقد كان من حسن حظه أن موهبته قد صقلت على أيدى أساتذة من جيل الستينيات ، ممن فتحوا للأجيال التالية آفاقا وفيوضاَ من الوفاء والإنتماء .. لعبقرية مصر .
بقلم : عز الدين نجيب
من كتاب ( الفن المصرى وسؤال الهوية بين الحداثة والتبعية )
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث