`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
جمال الدين محمود على
فنان الألوان جمال محمود فى ذاكراه العاشرة الفنان الحقيقى يبدأ من حيث انتهى أجداده
-هذا الفنان الذى توفى منذ عشر سنوات `29 سبتمبر 1978` من مواليد القاهرة عام 1924 حصل على دبلوم مدرسة الصناعات الزخرفية، ثم التحق بالقسم الحر بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة - وأتم دراسته به عام 1951 وبعدها قضى عامى 1952 - 1953 بمرسم الأقصر حيث بدأت رحلته الحقيقية مع الفن ، فتعلم تقنية اللون من الفن الفرعونى، وأدراك جمال محمود إن البداية الحقيقية للفنان المصرى هى أن يبدأ من حيث انتهى أجداده الفراعنة، فأغلق على نفسه مرسمه واخذ يجرى تجاربه على اللون وبدأ يصنع اللون بنفسه من الخامات المتاحة فى البيئة المصرية ونلحظ ذلك فى ألوان لوحاته التى تتسم بالتفرد والتى تختلف كثيرا عن الألوان الجاهزة التصنيع كذلك كان يصنع بقية الخامات المطلوبة للوحة على يديه، حتى أنه اشتهر فى البداية بين التشكيليين بأنه صانع خامات فقط ،ولم يكتشفوا فيه فنانا حقيقيا مبدعا إلا بعد خمسة عشر عاما من العزلة بحثا عن أسلوبه الخاص ، ومجربا فى الألوان والخامات التى يستخدمها عادة التشكيليون مكتشفاً ألوانه من الطبيعة التى أعطت لوحاته طابعا محليا أصيلا .
- بنماذج التشوية والتدمير التى احدثها بها الرمز أعمال الفرسكو على الورق وعلى الخشب .
- لذا يهدف جمال محمود أن يخلق فنا لا زمن له نفس الوقت يكون فنانا واضحا من ناحية أخته لمادة موضوعة إذ تتكيف موضوعات رسومه تعدد وتغير ألوان حقبات ماضى مصر..فالشخوص ذوو العيون الكبيرة البارزة التى تملأ المقدمة بعض لوحاته تتوازى مع لوحات الجدران القمم فى الاقصر.. بينما تتسم لوحاته ذات النمو الجانبية أو لوحة ` آلام والطفل ` بصدى عميق الفن البيزنطى والقبطى ، وهى أعمال تظل تحد جزئيا بهذه الأساليب الموروثة لكى تكتسب أبعد فى المعنى اكثر من مجرد أبعاد فراغ اللوحة ..تبدو هذه السمة الأسطورية طبيعية جدا بالنسبة لجمال محمود سواء كانت المصادر هى تلك سبق ذكرها . أو كانت مصادر إسلامية أو من نابعة من ملاحم القبيلة.
- لكننا نفتقد فى فن جمال محمود عدة أشياء مثلا لم يتبع الأساليب العالمية الحديثة وتأثر بها فنانون مصريون آخرون هذا على من أن مصادر رسومه ذات أسلوب معقد لكنها تتسم بالأسلوب البسيط الواضح وهى فنان محافظ وثائر .
- أقام أول معرض له عام 1965 وفى نفس العام حصل على منحة التفرغ فى التصوير، ثم توالت معارضه وتوالى اشتراكه فى المعارض الدولية والمحلية ، فاقتنى أعماله المهتمون بالفنون فى جميع أنحاء العالم، خاصة فى أميركا وهى أعمال تتسم بطابع الفن الشعبى المصرى ، لخص فيها تأثره وتشربه للفنون الفرعونية والقبطية والإسلامية فهو يعيد صياغة الأنماط الشعبية بطريقة تعمق المدلول الشعبى الرمزى، كذلك يلعب نوع الخامة التى يستعملها التى هى أصلا من صنعه وبراعته فى التعامل معها وخاصة تجاربه فى فن الحفر - دورا كبيرا فى خلق سطح منغم بدرجات مختلفة من اللون ، وبذلك تكتسب أعماله مسحة شاعرية تصرفنا أحيانا عن تتبع شخوصه المرسومة بتفاصيلها الدقيقة، فمن الممكن أن تكون شخوصه عينا أو عيونا تعبر عن شخوص بأكملها وتصبح بقية السمات بتفاصيلها مجرد جزء من كل لذا نلاحظ أن كثيرا من لوحاته تمتلئ بالعيون الجميلة .
- يقول عنه الناقد الأميركى ` ديفيد شاف ` حين قدم لأعماله التى عرضت فى قاعة واشنطن الدولية فى شهر نوفمبر وديسمبر 1977 .
- ثمة عاملان أساسيان يتصارعان باستمرار فى فن جمال محمود عامل الفنان الثائر على الموروث من المعتقدات، والذى يود أن يبدع أعماله بطريقته الخاصة ، وبين الفنان المحافظ على التقاليد والثقافات التى يرتبط بها تاريخه الشخصى ، إذا أن جمال محمود من هؤلاء الفنانين الذين تتسم أعمالهم بالتلقائية بعيدا عن التكلف والتصنع . كما أنه ليس مصورا ممن يتلمسون خطى الآخرين مقلدا بل ومن الصعب تقنين أعماله ضمن مدرسة معينة .
- ويضيف قائلا : وأهم سمات جمال محمود هى - اللون- البيئة -التركيب - النسيج والتى تبدو واضحة فى خطوطه البالغة الجرأة والجمال والصراحة والوضوح أيضا.. بل انه فى بعض الأعمال يمزج بين التصوير غير البراق أو الحاد ولون ` التمبرا ` ليحقق المستهدف النظرى بشكل مميز وجوهرى واقتصادى وفى دقة لونية .
- ومعدل الرسوم الزيتية عند جمال محمود قليل كذلك رسوم التمبرا ذات اللون الفولاذى إلا إنها قادرة على التوصيل بطريقة معبرة عن تدرج اللون العميق والبراق ، فهو يستخدم التمبرا بشكل كبير للتعبير عن الصورة وطريقة صنعها ، وعلى الأخص فى أعماله الأولى التى يشبه سطح اللوحة فيها الحفر البارز فتعطينا أبعادا للاندماج الذى يشبه إطارا من النسيج أو الحفر على الخشب .
- كذلك يكشف أداء الحركات والتعبيرات عن فعل بينهما . وان كان هذا الفعل يتميز بالحنان والحساسية فرسومه التى تتكون من نماذج متفردة مثل لوحة ` المرأة العجوز التى تسير بالعصا ` أو ` لوحة ` الطفل ذو العيون الكبيرة ` والذى تتلاشى بقية جسمه فى الصورة هما لوحتان مؤثرتان وحادتان بشكل خاص ،غير أن منهج جمال محمود ليس منهجا عاطفيا فهو يبرز نماذجه وحكاياتها بالضرورة بدون آسى أو شجن ، وبدون إلحاح فى طلب التعاطف ، وبنفس الرؤية نتعرف على أكثر أعماله جرأة وشجاعة وهى ` مجموعة الأعمال الخاصة بالتجريد للصور الأحادية اللون للشخوص والموضوعات الحركية.
- تعبير وبدائية :
- أما الرسوم ذات الأسلوب غير البراق والحاد فتتسم باللازمنية ..بل تبدو بشكل مسار كنتاج للتركيب والتكوين ..فنجد الأوضاع والأشكال الفرعونية .
- عرائس :
- القديمة قبل اختراع الهيروغليفية والنماذج ذات الأبعاد الثنائية المنضبطة كعناصر سائدة.. لكن اكتشاف جمال محمود لإمكانياتها وسع - بشكل موفق - مجال الصورة بالنسبة للمتلقى فيضفى على الأشكال ثراء فى أصولها .. ومثالا على ذلك ..
- إننا إذا تأملنا لوحة ` رقصة الحصان ` يتملكنا شعور من يرى أيقونة مفقودة .. هذا الشعور الواضح البديهى المباشر الذى يأتى كنتاج لموضوع ومادة غير محددة زمانيا وكأنه إبراز هش للصورة ..أو بمعنى آخر فان صور جمال محمود تحتوى على زمنها الأصلى سواء كانت تنتمى إلى العصر القبطى أو العصر الفرعونى .. بالإضافة إلى أنها تتضمن عبورا فى الزمن إلى الوقت الحاضر لدرجة أن الصورة أيضا تحتفظ بمباشرتها وتلقائيتها ويبدو هنا أيضا أن الفنان جمال محمود كان متنبها وواعيا بتجارب كل من `بول كلى ` ودوفى ` وبالتعبيريين من قبلهما بالإضافة إلى تأثره بعناصر مشتقة من الفن البدائى .. وفى الحقيقة كم كان سيكون من السهل على فنان يملك براعة جمال محمود أن يستعمل أسلوبا مختزلا .. لكنه بدلا من ذلك داوم على تنويع تجاربه الأسلوبية، وفى تصورى أن الناقد الأميركى ` ديفيد شاف ` رغم موضوعيته فى الجزء الأكبر من دراسته لأعمال جمال محمود ألا أنه كبر عليه أن يترك فنانا من العالم الثالث دون أن يذكر انه تأثر بمدرسة غربية أو بأخرى ذلك لأن أعمال جمال محمود نقية تماما من أى تأثر غربى وليس هذا نوعا من التعصب أو الشوفينية .. لأن الأخذ والعطاء بين الثقافات والحضارات أمر طبيعى .
عبد الغنى داود

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث