`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
كوكب يوسف العسال عبد العال
كوكب العسال .. مائة عام من الرسم بالماء
- من حق الوسط الثقافى كله أن يحتفل بفنانة استثنائية ، ليس لأنها بعد شهور قليلة سوف تبلغ قرنا من الزمان ، وأتمت مائة عام من العطاء ، والإبداع ، لكن أيضا لأنها تجاوزت مفاهيم سائدة ، فى زمن اليشمك والتقاليد المحافظة مع بدايات القرن العشرين ، لترسم بالألوان المائية العنيدة مفتونة بجمال جسد المرأة ، بل تشد الرحال الى أوروبا للدارسة ، وتتتلمذ على يد الفنان الشهير أوسكار كوكوشكا .
- و` كوكب يوسف العسال ` التى عايشت أحداث ومواقف وحروب وتقلبات القرن العشرين ، أحد أفراد الرعيل الأول النسائى ، من فريق لم يسع إلى النجومية أو الشهرة أو الثراء من فنها ، رغم أنها جمعت بين الإبداع الفنى فى أبهى صوره ، والعمل الأكاديمى حيث تعد أحد رواد تعليم المرأة المصرية للفنون الجميلة وإعدادها كمعلمات فى مجال التربية الفنية ، بل تقف وراء تكوين جيل من الخريجات بعضهن فى مناصب قيادية ومنهن د. سرية صدقى ، سوسن عامر ، فاطمة العرارجى
د. مريم عبد العليم ، جاذبية سرى د. منى العجمى .. وغيرهن .
- كما تتميز لوحاتها بصياغة شعرية للمنظر الطبيعى ، وجسد المرأة بنفس الشفافية وكأنها تمزج بين القيم الجمالية للطبيعة وجمال تضاريس قوام النساء .
- وعلى الرغم من مئات لوحات ` كوكب العسال ` التى رأيتها تحتل جدران أروقة بيتها فى الزمالك ، وأيضا التى يحتفظ بها المتحف المصرى للفن الحديث .. إلا أنها تقول فى تواضع : ` أنا معلمة للفن أكثر من فنانة ` وإن كانت تنفرد بغزارة إنتاجها فى مجال الألوان المائية ، وتتميز بقدرة هائلة على تناول الجسد البشرى الأنثوى ، حيث تنتزع لحظات نادرة لحركة الجسد فتخلدها عبر قيم جمالية غير مسبوقة وأيضا بالألوان المائية العنيدة !
- من رحم مجتمع قاهرى جاءت ` كوكب العسال ` حيث ولدت بعد عام واحد من افتتاح مدرسة الفنون الجميلة ، والتى كان قد اسسها الأمير ` يوسف كمال ` فى درب الجماميز وشاركت فى وقت مبكر جدا فى أحداث ثورة 1919 ، حيث كانت تدرس فى واحدة من أعرق المدارس مدرسة السنية ، وحصلت فيها على دبلوم المعلمات فى العام 1929 تلك المدرسة التى شهدت شرارة وإشتعال أحداث ثورة 1919 ، عندما خرجت المدرسات والطالبات فى المظاهرات لأول مرة مطالبان بالاستقلال والعدالة والدستور وفى واحدة من الخطوات الريادية أوفدت إلى انجلترا فى نفس عام تخرجها لتحصل على أعلى مؤهل فى الرسم عام 1933 ثم تدرك حاجتها إلى صقل موهبتها فتتجه إلى دراسة التصوير ( الرسم الملون ) .
- خلال تواجد كوكب فى أوروبا لم تدع مكانا فيها إلا وسجلته بألوانها المائية الشفافة الرقيقة العنيدة العصية التى تحتاج إلى مهارة فى التناول نظرا لكونها تحتاج إلى صياغة مباشرة من أول لمسة دونما حذف أو إضافة على عكس الألوان الأخرى لذلك تقول كوكب عن تجربتها مع اللوان المائية : ` وجدت فيها وسيطا تعبيريا يلائم رؤيتى الفنية وهو الأمر الذى جعلنى أرتبط بها خلال خمسين عاما هذه الخامة تستجيب بطريقة مباشرة تلقائية لانطباعات الفنان إنها ألوان شفافة ذات بريق أخاذ يكسبها صفات مميزة تحتاج إلى قدارت فائقة ومميزات تكنيكية خاصة تجعل كثيرا من الفنانين يحجمون عن التعرض لها والتعامل معها ، لذا قل الفنانون الذين يصورون بها .
- بمجرد عودة كوكب من بعثتها اللندنية عينت معلمة رسم بمدرسة السنية ، ذلك المجال الذى أحبته وأعطت فيه ، حيث ساهمت بعد ذلك فى وضع الأسس الفنية الأكاديمية عند أنشاء المعهد العالى للمعلمات ، وقامت بالتدريس فيه منذ إنشائه عام 1929 ، وتدرجت فى الوظائف حتى الأستاذية ورئاسة قسم التصوير .
- جاءت بداية الفنانة كوكب الفنية بدراسة الطبيعة الصامتة ، متأثرة فى ذلك بفنانى المدرسة الإنجليزية فى تلك الفترة ، فقد أخلصت للقواعد الأكاديمية لفن الرسم وقواعد الظل والنور ، والمنظور فى تناول واع بتقنيات الخامة المستخدمة سواء كانت ألوانا مائية أو زيتية ، لكن سرعان ما اتجهت إلى ( فن البورترية ) فن رسم الوجهة الإنسانى متأثرة معتمدة على ثقافتها الفنية وتأثرها بفنانى عصر النهضة الأوروبية حيث حفلت البورتريهات بالقيم اللونية الحارة ، مستفيدة من تقنيات استخدام اللون المغاير باعتباره ضوءا بدلا من استخدام التأثيرات الضوئية ويعد هذا التحول هو بداية تجاوزها للقواعد الأكاديمية .
- اتكأت ` كوكب يوسف ` على ثقافة فنية موسوعية ، خاصة تعلقها بالفنون الرفيعة كفن البالية ، والموسيقى الأوركسترالية ، كم لم تكتف بدراستها المبكرة فى مدرسة Hornsey art School بالعاصمة البريطانية لندن فقد حصلت على دبلوم أستاذية الفن من الجمعية الملكية ، ثم التحقت بعد ذلك بأكاديمية الفنون الجميلة بسالزبرج من عام 1957 وحتى عام 1962 ، وهى الفترة التى تتلمذت فيها على يد الفنان الشهير ` أوسكار كوكوشكا ` .
- توفر الفنانة عبر مسيرتها الجمع بين التحصيل الأكاديمى والثقافة بمفهومها الواسع ، فعرفت معنى الالتزام فى تناولها واختياراتها الفنية ، فاتجهت إلى المنظر الطبيعى تسجل فحوي الأماكن التى عاشت فيها وزارتها وكأنها تريد إطلاع الجميع على الأماكن التى أحبتها ، خاصة أنها تحفظ لتلك الأماكن حيوتها وشاعريتها وأيضا تفاصيلها وضوءها وإيقاعها ، من خلال فرشاة ألوان مائية رقيقة ومؤثرة ، تتجاوز التسجيل الفوتوغرافى الواقعى للمكان ، إلى آفاق التعبير عن روح المكان والأشياء والموجودات والناس .
- وعلى الرغم من أن تجربة ` كوكب العسال ` ترجع إلى بداية الثلاثينات من القرن العشرين إلا أن أول معرض شخصى لها جاء فى عام 1972 فى مركز الدبلوماسيين الأجانب بالزمالك ، ثم المعرض الأستعادى الذى احتضنه مجمع الفنون بالزمالك وقدمها أحمد فؤاد سليم للجمهور بشكل يليق بمكانتها فى الحياة الفنية خاصة أن الفنانة من ذلك الطراز الذى لا يسعى للأضواء .
- لذلك يقول عنها ` بدر الدين أبو غازى ` باعتباره أحد نقاد الفن العظام : تقدم لنا الفنانة ` كوكب العسال ` مجموعة من اللوحات بالألوان المائية من فيض صدقها الخاص بها للفن أرسلتها على سجيتها لتصور ملامح من رحلتها فى مصر والخارج بأداة تتفق ورهافة حسها وهيامها بالجمال ، ولقد كانت الألوان المائية من أدوات التعبير الفنى الرهيفة مارسها عديد من أساتذة الفن فى مصر لكنها بدأت تتراجع بين تيارات التعبير الفنى الجديد والتعبير عن رؤاها ومشاعرها .
- ارتبطت كوكب العسال بالفنون الرفيعة ، وشهدت ميلاد عزف سيمفونيات موسيقية عريقة فى أشهر أوبرات أوروبا ، أو الأوبرا في سالسبورج ، ( الكوفنت جاردن ) ، وأيضا حرصت على حضور حفلات الاوركسترا السيمفونى بدار الأوبرا القديمة ، وصالات الكونسير التى كانت منتشرة آنذاك فى الستينات ، واتسعـت ثقافتها من خـلال الاحتكاك وارتياد المتـاحف العالمية ، كمتحـف
( التيت ) فى لندن ، أو ( اللوفر ) بباريس ، وغير ها من مواقع الفن والثقافة الشهيرة .
- ويبقي أن ` كوكب العسال ` تعد أحد البارعين فى استخدام الألوان المائية وكذلك الزيتية وأيضا الباستيل سواء رسمت صورا شخصية أو طبيعية ، أو مناظر طبيعية ، حيث يعتبر الفن رسالة حياتها منذ أن أقلعت عن التدريس فى أواخر السبعينات ، لتكرس كل وقتها للرسم وزيارة المعارض ، وأن اكتفت الآن بالتأمل ومتابعة مقالات الكتاب فى الصحف اليومية ، فقد تركتها وقد ارتسم على وجهها ابتسامة ، بعد نقاش حول وجهة نظر أحد كتاب الأعمدة الصحفية ، دون أن تستعين بنظارة طبية فى القراءة ، تركتها ولدى أسئلة كثيرة ، منها : هل عمر الفنانين التشكيلين هو الاطول بين الفنانين ؟! هذا السؤال أحد تداعيات كثيرة ، ربما يكون ذلك مع الرعيل الأول ، بينما الأجيال الجديدة سيقصدها الموت ، بعد أن اختطف الموت أسماء عديدة فى ربيع العمر ، منهم : عبد الهادى الجزار ، سعيد العدوى ، نحميا سعد ، رؤوف رأفت ، مازن عباس ، سامح الميرغنى ، محمد بكرى ، مدحت الكريونى ، فهل تنتبه المؤسسات الثقافية والفنية لمناسبة ، بلوغ فنانة قرنا من الزمان ؟ أتمنى .
بقلم : سيد هويدى
القاهرة -2009
كوكب العسال ..رائدة التصوير المائى
متحف الفن الحديث به كنوز فنية من أعمال الفنانين الرواد من هؤلاء الفنانة القديرة كوكب العسال التى لم يعرفها كثيرون من الجيل الجديد طوال خمسين عاما من عمرها، ظلت الفنانة الرائدة كوكب يوسف العسال ( من مواليد 1909 ) تعمل بالألوان المائية وتعتبرها وسيطا تعبيريا يلائم بطريقة تلقائية مباشرة لإنطباعاتها فهى` ألوان ذات بريق أخاذ يكسبها صفات مميزة تحتاج إلى قدرات فائقة ومميزات تكنيكية خاصة معقدة تجعل كثير من الفنانين يحجمون عن التعرض لها والتعامل معها لهذا قال الفنانون الذين يصورون بها، وقد استطاعت كوكب العسال ببراعتها فى فن التصوير المائى أن تحتل موقع الطليعة فى جيلها كما أنها كانت واحدة من الفنانات الثلاث الكبيرات اللاتى كان لهن الفضل فى إرساء دور المرأة مبكرا فى الفن وفى الثقافة وكانت الفنانتان الآخريان هما زينب عبده وعفت ناجى فقد كان لهن بصماتهن التى طبعنها وتأثيرهن فى جيلهن وفى تلاميذهن.
لقد كانت كوكب يوسف العسال كما وصفها الناقد الفنان الراحل أحمد فؤاد سليم متصوفة عميقة المشاعر تبدو لوحاتها - على رهافتها- شديدة الضوء محكمة البناء، ممسوحة بذلك الفضاء الضبابى الذى يذكرنا برطوبة لوحات جوزيف تيرنر، واقتحامات ماتيس فى اللون الشرقى ، وفى الخط المتوتر بينما هى محدثة جسورة تعرف تلك القيمة الطقسية الفاصلة بين الدماغ وسطح الورقة المعدة للرسم مثلما تدرك المسافة اللمسية بين الأصابع` الخمسة ` وبين فرشات اللون إنما نحن ندرك حين نتأمل أعمالها أننا أمام لحظات المتعة واللذة التى صاحبت التقاء اللون فوق الورقة المسامية ذلك اللقاء المرهف الذى يجعلنا نستشف فى وحدة الإثنين- المرسومة والقوام المائى-علة للجمال وسببا للتجلى .
وقد ولدت الفنانة الرائدة كوكب يوسف العسال فى القاهرة عام 1909، حصلت على دبلوم هيئة التعليم البريطانى فى مجال التصوير عام 1934 كما حصلت على شهادة أستاذية الفن عام 1933 من الجمعية الملكية بلندن وساهمت فى وضع الأسس الفنية عند انشاء المعهد العالى للمعلمات عام 1939 وقامت بالتدريس فيه منذ إنشائه كما تم تعيينها فى المدرسة السنية عام 1934، وعملت مدرسة للتصوير بالمعهد العالى للفنون الجميلة للمعلمات عام 1939، تدرجت حتى درجة الأستاذية ورئاسة قسم التصوير وكانت لها مشاركات فى العديد من المعارض الجماعية الداخلية والخارجية منذ عام 1940 أقامت معرضا شاملا لأعمالها عام 1972 .
ومن الجوائز التى حصلت عليها جائزة التصوير بمعرض محبى الفنون الجميلة عام 1958 .
مارست التصوير المائى تحت إشراف الأستاذ العالمى أوسكار كوكشكا فى سالزبورج صيف 1957 - 1962 .
وعن طريق مشاركتها فى إلقاء المحاضرات الفنية بعدد من الأندية وفى الإذاعة ساهمت فى نشر التذوق الفنى ،كما شاركت فى مؤتمرات فنية فى انجلترا وفرنسا وألمانيا وسويسرا والنمسا وهولندا وبلجيكا والدنمارك والنرويج وإيطاليا وغيرها من بلدان العالم .
لها مقتنيات فى متحف الفن المصرى الحديث ومجموعات خاصة بمصر والخارج وتعتبر من رائدات تعليم الفنون الجميلة للمرأة المصرية وإعدادها كمعلمات للتربية الفنية فكونت جيلا من الخريجات ومن أشهرهن الفنانات جاذبية سرى ومنى العجمى وسرية صدقى وسوسن عامر وفاطمة عرارجى ونازج حمدى ونوال حافظ .
نجوى العشرى
القاهرة 2013

- عرفت كوكب العسال منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً ، التقيت بفنها الرفيع الرائق من الألوان المائية منذ زمن أبعد - ووجدتها متصوفة عميقة المشاعر ، تبدو لوحاتها على رهافتها شديدة الضوء / محكمة البناء ، ممسوحة بذلك الفضاء الضبابى الذى يذكرنا برطوبة لوحات تيرنر ( جوزيف ترنر ) ، واقتحامات ` ماتيس ` فى اللون الشرقى ، وفى الخط المتوتر ، بينما هى محدثة ، جسورة ، تعرف تلك القيمة الطقسية الفاصلة بين الدماغ وسطح الورقة المعدة للرسم ، مثلما تدرك المسافة اللمسية بين الأصابع الخمسة ، وبين فرشات اللون . إنما نحن ندرك حين نتأمل أعمالها أننا أمام لحظات المتعة واللذة التى صاحبت إلتقاء اللون فوق الورق المسامية ،ذلك اللقاء الرهيف الذى يجعلنا نستشف فى وحدة الإثنين - الورقة المرسومة ، والقوام المائى - عله للجمال ، وسبباً للتجلى . التقيت كوكب العسال أول ما التقيت فى حفلات الأوركسترا السيمفونى بدار الأوبرا القديمة ، ثم فى صالات الكونسير التى كانت منتشرة آنذاك فى الستينات ، وحين كنت أتصفح بعضاً من كتبها التى تحفل بها مكتبتها ، أجد علامات للوقوف ، والتعجب ، وسطوراً من التعقيب والشرح بخط يدها على الهوامش الخالية ، وفى بعض من تلك الكتب كنت أعثر على ما تبقى من تذاكر الدخول لمتحف ` التيت ` فى لندن ، أو` اللوفر ` بباريس ، أو الأوبرا فى سالسبورج ، و ` الكوفنت جاردن ` فى لندن وغيرها من مواقع الفن والثقافة الشهيرة . إذ ذاك ازدادت علاقتى بها توثيقاً ، فإنى آمنت طوال العمر بأن الفنان لا يكون ` دون ثقافة ` ، وبأن الإبداع لا يكشف عن خباياه المهمة دون ` المعرفة ` - هاتان - اللازمتان اللتان هما فضاء الفنان وأفقه . إنما التفتيش عن فخوى الزخائر فى مخازن عدد من الفنانين ، من بين أولئك العظام الذين اشتد عليهم الزمن ، وضن بالإعلان عنهم ، صار واجباً وطنياً ، ضرورة لجمع أعضائنا وذكرياتنا التى صنعت الحاضر ، والمستقبل .تحية لضيفة الشرف فى أعوامها التسعة والتسعين ، متمنياً لها الصحة والعافية .
بقلم : أحمد فؤاد سليم

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث