`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
راغب صادق اسكندر خله

- أنا لا أنقل الأجسام التى أراها نقلا فوتوغرافيا يتميز بدقة الصنعة وانما أرى وجهة نظر جديدة ـ وهى وجهة نظر المدرسة الحديثة فى الفن ـ أتصورها فيما ترونه، فأنا لا أدرك أجزاءً تنفصل عن بعضها البعض وإنما أدرك وأقصد علاقات معمارية لها طابعها الكلى فالموضوع الذى أعبر عنه قد لا يكون له قيمة فى حد ذاته وإنما هى وسيلة أتخذها للوصول الى هذه الصيغة المعمارية .
- فأنا لا أتقرب الى الناس عن طريق نزواتى وأهوائى العارضة وإنما أحاول أن أكون أصيلاً فى إنتاجى، والأصالة هنا لا تتماشى فى جوهرها مع الأشياء المعتادة فى الفن أو التى ألفها الجمهور، وليس من الضرورى أن يكون الشىء الأصيل غير مألوف، ولكن يجب أن يمثل هذا الشىء فكرة لها طابع متكامل فأنا لم أخرج ولم أبتكر شيئاً جديداً يميزنى عن سائر الفنانين فى العصور السابقة وإنما ما أنزع اليه من أصالة وما أتجه اليه من بحث عن العلاقات المعمارية فى فنى، هو ما كان من مميزات الأعمال الفنية الخالدة فى العصور السابقة، وهذه الفكرة التى ينزع اليها الفنان الحديث تخالف فى جوهرها الفكرة التى اتجه اليها الفنان الرومانتيكى، وهى ضد فكرة الصنعة التى أكدها القرن التاسع عشر، كما أن الفنان الحديث يتجه نحو تمثيل الأشياء من الناحية الرمزية أكثر مما يتجه نحو نقلها بشكل ميكانيكى كما هى موجودة بالخارج، وهناك فرق بين محاكاة الأوضاع الطبيعية والتمثيل الفنى، فالمحاكاة الطبيعية تتطلب من الفنان استخدام عينه كعدسة ميكانيكية، فإذا تحرك أمامه الجسم المرئى أو تغير الضوء الساقط عليه فإن الفنان مثله كمثل الكاميرا أو الآلة الفوتوغرافية، لا يستطيع أن يكمل صورته، فى حين أن التمثيل لا يعتمد على هذه الناحية الميكانيكية وإنما يعتمد على قدرة الفنان على تلخيص المعنى المشترك الذى يحس به فى المرئيات، ثم يعيد تشكيله فى شكل رمزى.
- ولا أضع أسماءً لأعمالى فالإسم قاصر تماماً على التعبير عما أريده بشكل مطلق. فأعمالى أشبه بصفحات فى فصول فى كتاب مكون من عدة فصول لا يمكن أن تفهم إلا إذا قرأت الكتاب بأكمله وأنا من خلال هذا المعرض يمكن أن أقدم لك فصلاً من كتاب من تأليفى يعبر عن دراما الحياة بحلوها ومرها من خلال عزف بيانو الحياة الدرامى لسمفونية الحب والجنس، سمفونية الالم والحزن ..الضيق والفرج .. الجوع والشبع.. الحرمان .. الوجود والعدم.. البسمة الحلوة .. الحسرة الحسرة .
- باختصار شديد أنا انسان أعبر عن الحياة التى أعيشها وتعيشها أنت من وجهة نظرى أنا .
- تنتمى أعماله الى ما يسمى (بالتاشيزم ) اى التبقيعية، وهو اتجاه فنى تجريدى يعتمد على انتشار الألوان وتداخلها بشكل أقرب الى العشوائية على السطح ليتولد منها أشكال تبدو فى غرابتها كتلاطم الأمواج فى البحار، أو كوميض المذنبات فى الفضاء، أو تلافيف الأنسجة وتداخلاتها فى الأجسام الحية أو الانفجارات وغيرها من الظواهر الطبيعية، وذلك يجعل العمل يبدو متوهجاً ومثيراً للجماهير بما يحمله من غرابة ولكنه يقف دائماً عند حدود الإبهار وحسب ..
- ولكى يتخلص (راغب اسكندر) من ذلك، فإنه يلجأ الى استخدام هذا الأسلوب فى تصوير أشكال نستطيع أن نردها الى كائنات نعرفها كالاسماك مثلا التى لا تصبح أسماكا وحسب وإنما تتحول إلى كائن يبدو كما لو كان ينمو متضخماً، أو يتضاءل وذلك يعتمد على قدرة اللون على الانتشار فى السطح وسيطرته عليه كالأحمر مثلاً حينما يتناثر على أرضية رمادية حيادية أو سوداء.
د. فاروق بسيونى


- يتميز الفنان راغب اسكندر بالعمق والجدية والإحساس المرهف فى استخدام اللون، وتتسم أعماله بطابع السخاء وبحث الفنان فى أدائه للغة التشكيل يهدف دائماً إلى إيجاد توازن فى التكوين والبناء وله عالم مذهل يدعو الى التساؤل الدائم ولعل من أبرز الملامح والصفات المميزة هو طابع البحث والتجريب من أجل تقديم إنتاج يتميز بروح الابتكار والبعد عن التفكير التقليدى والقواعد الآلية فيه أضاف الى الأشكال الإبداعية صورة خصبة مغايرة للصور المألوفة وتنوعا غنياً فى كل . جوانبها سواء فى استخدام الوسيلة أم فى معالجة الموضوع بالتشكيل الفنى المناسب .


عباس شهدى

` راغب إسكندر` و ` الجوانية `
- الفنان راغب إسكندر فنان تعبيرى ` جوانى ` و الجوانية هى الاتجاه الذى ابتكره أستاذى المرحوم الفيلسوف المصرى ` عثمان أمين ` وصك له هذا المصطلح ، فلسفته تنصب على تأمل داخل الإنسان والحياة وليست المظاهر الخارجية .. تهدف إلى وحدة الشكل والمضمون أو توافقهما ، وأن يكون المظهر معبر صادق عن المخبر .. هذا ما تذهب إليه أيضاً الاتجاهات الصوفية التى يتجاوز بعضها وحدة الشكل والمضمون إلى الرغبة فى اتحاد المخلوق بالخالق وعند كثير منها التأمل فى الخالق وفيما خلق .
- نجد وحدة الشكل والمضمون عند الحيوانات الثدييه التى لا تعرف الكذب ولا الخداع بغريزتها فيما هى من أصعب الأمور عند البشر .. لو حدث وعم كل البشر لانعدم الشر لأنه سيبدو من عيون ومظهر الشرير فأين يذهب الكذب والخداع إذن .؟؟.
- يبدو راغب وكأنه يحاول تطبيق هذه الفلسفة على فنه فقبل أن يظهر ما يعير عنه على سطح لوحته يغوص فيه فى أعماقه وفى أعماقه .. أعماق الموضوع وأعماق الفنان يبحث عن الجذور الأولى ويتأمل الرحلة الداخلية ويستشرف ألوانها عابرة بمشاعره وأفكاره ثم يمسك بفرشاته ليضع موضوعه فى عالم جديد سحرى غير مألوف لنا لكنه من صميم الواقع إن تأملنا ؟
- لذا .. فكائنات الحياة هى مجال غوصه .. ومع ذلك فهو نادراً ما يرسم الشكل الواقعى النهائى أو المعروف لكائن حى إنه يستعيض عنه بالرمز أو الإيحاء ويترك للمشاهد مساحة لخياله هنا يكون المشاهد فاعلاً فى العملية الإبداعية أو مكملاً لها .
- بما أن عملية خلق الحياة هى موضوع تأمل الفنان الفلسفى / الفنى ، فهل هذا سبب لانعدام الفراغ فى لوحة راغب إسكندر؟
- هل يشعر بالفراغ كعدم ؟ وبما أن العدم ضد الحياة فلا يجوز وجود فراغ فى الحياة ؟ هل هكذا يفكر ؟ إنها وجهه نظر إن صحت.
- لكن هكذا تكتسى اللوحة بألوانها المتخيلة من رحم الأم إلى جذور الشجرة وسيقانها من كائنات البحر وأصدافه إلى ظواهر الطبيعة ليلاً ونهاراً ثم من رحم الشعور بالموضوع حتى التعبير عنه .. وهكذا ، وهكذا أيضاً تبدو سخونة الألوان أو هدوئها فاختيار اللون ( كشكل ) نابع من الموضوع ( المضمون ) هنا توافق آخر بين الشكل والمضمون فى لوحات الفنان وعلى الرغم مما يبدو فى الحياة من صراع ، إلا أن كائنات لوحة راغب إسكندر فى تآلف أو إتفاق مضمر ، أياً كان ` الجو ` اللونى للوحته إنه فى تصالح مع الحياة هو شخصياً وهو ما ينعكس على أعماقه أيضاً.
- فى هذا المعرض الاستيعادى الذى وضع فيه الفنان نماذج كثيرة من مراحله المتنوعة ، يبدوا خيطاً عريضاً يجمعها منذ بداية رحلته الفنية وحتى الآن ، هو خيط التعبير ( الجوانى ) لهذا تجد هناك نواه لكل لوحة ينطلق منها التكوين والتعبير .. أبحث عن هذه النواه وتابع مسارها وخيوطها وامتدادها وتشعبها تكون قد أحطت باللوحة : الحياة ليس هناك موت فى لوحات راغب هناك حركة داخلية متفاوتة أو هدوء لكن بلا موت يمكن بالطبع أن يكون ذلك ناجماً عن إيمان دينى بسيرورة الحياة واعتبار أن موت الجسد حالة عابرة لحياة الروح الأبدية هذا فكر موجود فى الأديان السماوية على كل حال وفن راغب إسكندر يكرر ذلك المعتقد0
- إنه فن عضوى فى الأساس ، قليل ما يلجأ إلى التعبير الهندسى التجريدى ، عندما يلجأ يكون الشكل الهندسى إطاراً محدداً لحياة عضوية فهو من الحياة وإليها دائماً .. فى الوقت نفسه يفترش التعبير عن العضوية مساحاته تجريدية وتبدو العلاقة بين التجريدية والعضوية هنا كالعلاقة بين الشكل والمضمون ، هنا نعود مرة أخرى إلى الفلسفة ، وإلى الجوانية.
بقلم : سمير غريب
من كتالوج معرض ( رحلتى ) ديسمبر 2019
هذا الفنان
- حين يعجز الإنسان عن تحقيق أحلامه على الأرض ، يلجأ إلى السماء ، وعندما يضطرب العالم من حولنا ، وتمزقه الصراعات على كل المستويات ، يصبح الفن ملاذاً ، نعيد به للحياة النظام والاتساق والصفاء والتألق للحياة .
- والفنان راغب إسكندر ، منذ أعماله المبكرة .. روح هائمة فى صراعها مع نفسها ومع العالم ومع العدم تبحث عن النظام فى الفوضى وتناجى الجمال فى القبح ، بعيداً عن مناطق التوتر والمعاناة .
- ومع هذا فإن العناصر التى يستخدمها فى أعماله الفنية المركبة عناصر مادية بحتة ، من الأرض ومن السماء ، من بعض رموز التراث الشعبى، ومن الطبيعة والأفلاك ، ولكنها تستحيل بفرشاته إلى علاقات تشكيلية مرهفة ،يعبر من خلالها عن معانى النفس فى رجفانها وهواجسها وتشوقاتها التى لا تحدها حدود ، خلف الظواهر والسطوح الخارجية.
- وعلينا بدورنا كمتلقين أن نتجاوز مواضعات العقل المستقر ، إن أردنا أن نحيط بأبعاد لا نهائية ، ونستوعب تجربة عاطفية فى الأساس، غنائية فى المحتوى ، لها أوزانها الخاصة ، شارك فى خلقها ، باقتدار تقنى ملحوظ ، الوجدان والتأمل والتفاعل النابع من قلب الإنسان ومن مملكة العاطفة ، وماء الحنان.
- فى أعمال راغب إسكندر تتضافر الألوان الكثيفة ، والمساحات المنبسطة ، واللمسات الشعرية والمتشابكة ، التى تكسر الإيقاع الرتيب بحثاً عن أنغام جديدة ، حرة من كل القيود إلا قيد الوحدة المنطقية للعمل الفنى ، التى يترابط بها بناؤه ، وتثير فى المشاهد مختلف الأحاسيس والرؤى.
- إننا ، فى هذا المعرض ، إزاء فنان يتقدم بخطى ثابتة نحو عالمه الخاص ،المتآزر المفردات ، وقد نضا عنه الأثواب التقليدية ، من أجل العثور على اللغة التجريدية ، ذات المسحة الشعرية ، الرمزية ، المنطلقة ، والأشكال المغلقة مثل الدائرة والمثلث والمستطيل ، التى يأنس التعبير بها ، عن التوافق فى منظومة التناقض ، والوحدة الدقيقة الأسرة فى التنوع والتشتت ، والانفجارات الصامتة .
- وهنا لابد من الإشارة إلى أن راغب إسكندر ، فى يقظته الموحشة ، لا يرى التوافق كاملاً، والوحدة مطلقة ، إلا فى البدء ، فى لحظة الميلاد أو الانبثاق الأولى ، قبل أن ينهض الوجود من مكمنه فى الأعماق ، ويتكشف بأجزائه وجزئياته المتناثرة وحناياه، كما يتكشف السحر ، وتتكشف الحجب ، عن التهاويل ، وتسفر التلقائية عن نضج من نوع خاص ، يفوق فى خطوطه وألوانه المتناغمة كل التصورت السابقة، ليس فى فن راغب إسكندر ملاحظات وصفية أو أى شىء من أى نوع ، يمكن أن يستغرق المشاهد بعيداً عن الجوهر الذى يجب أن يقف عنده فقط ، وجهاً لوجه ، مستشعراً القرابة الحميمة بينه وبين الأثر الفنى الذى تتبدل صيغة وأشكاله وفق الطاقة المثيرة للإبداع ، وبحسب الغايات التى يتطلع إليها .
- ولم يصل راغب إسكندر إلى هذا المستوى الفنى على طريق ممهد ، مفروش بالورود ، ولكنه جاء ثمرة من ثمار رحلة طويلة تمتلىء بالعواصف والزوابع والتموجات ، تفاوتت فيها المكتسبات إلى أقصى مدى ، عرض فيها راغب إسكندر أعماله فى قاعات العرض المتخصصة كما عرضها فى مراكز الشباب العامة ، فى العاصمة المثقلة بالتجارب ، وفى الأقاليم النائية التى تبحث عن المعرفة والنور ، مثلما يبحث الفنان نفسه عن عالم جديد مبتكر ، يفيض بالعذوبة والجمال.
بقلم : نبيل فرج
من كتالوج معرض ( رحلتى ) ديسمبر 2019
أطياف التشخيص .. وموسيقى التجريد
- تمتد تجربة الفنان راغب إسكندر فى الإبداع لأكثر من ستين عاماً .. وهى تجربة تعلن عن نفسها فى فضاء التصوير ..تألقت من البداية بملامح تشخيصية تنتمى للواقعية التعبيرية ..كما فى لوحاته التى رسمها من خياله وعمره 16 سنة ومن بينها لوحته لبيت ` شكسبير ` الذى ولع بأعماله المسرحية وعالمه الدرامى ..وقد أثارت اللوحة إعجاب أساتذته مما ساهم فى تعلقه بالفن.. ومع التمرس والتجريب .. انتقل بأعماله إلى دنيا أخرى تحولت فيها الكائنات والمشخصات إلى أطياف تهمس وتومض .. وانتقل منها مملكة الوجدان ` وهو تعبير يعكس لأعماله .. يعد مفتاحاً للوصول إلى أعماقه التعبيرية والوقوف على معنى الفن فى عالمه .
- وإذا كان كاندنسكى صاحب المذهب التجريدى وكتاب الروحانية فى الفن ` يقول ` أن العلاقات فى العمل الفنى ليست بالضرورة علاقات فى الشكل الخارجى ..لكنها علاقات تقوم على التعاطف الداخلى للمعانى .
- وقد عبر فى كتابه ومذهبه عن فكرة استقلال اللوحة عن الطبيعة .. وفكرة الظاهر والباطن فى العمل الفنى ..بما يسمى بالتعبيرية التجريدية ، إلا أن راغب اسكندر مع انتماء أعماله فى جانب منها لفكر كاندنسكى وخلاصة رؤاه بين التعبير والتشكيل ..ظل متمسكاً فى أعمال أخرى بتلك الكائنات التشخيصية وهى كائنات بمثابة رموز وإشارات امتزجت فيها السيريالية أو ما فوق الواقع المعاش بالتجريد مما أعطى لها المزيد من الثراء والحيوية ، ومع الطاقة الداخلية للأعمال وما تحمل من قيم تشكيلية فى : الإيقاع والتكوين وعلاقة الخطوط بالمساحات والأبعاد .. يبدو اللون هو البطل .. فهو ليس مجرد لون فى فضاء الصورة ولكن له قوام وكثافة ..يحمل إيحاءات عديدة من الهمس والهدير وإلى الحركة والسكون .. كما يساهم فى حركة العناصر الأخرى من خلال تعبيرية تجنح إلى الرمز ولغة الإشارة.
- ورغم مراحل وتحولات الفنان .. فقد اختار فى هذا المعرض نماذج من تلك الأعمال التى تنتمى لعام 1975 وحتى أحدث أعماله .. وإذا كانت المساحة من حيث إنها وعاء والشكل من حيث إنه تعبير .. فيعد اللون هنا طاقة وقدرة وإحساس .. بل وعمق من خلال التناغم والتماس اللونى .. مع القوام الذى يبدو فى عجائن وطبقات لونية تفيض بأبعاد درامية .
- الجاذبية الأرضية تبدو المشخصات فى أعمال راغب إسكندر مجرد مفردات طيفية قليلة من : العين الإنسانية والفراشة والشمس والسمكة والزهرة وهى بمثابة مفاتيح وإضاءات وعلامات .. خاصة والعديد من الأعمال يغلب عليها الطابع الكونى كما لوكنا فى فضاءات الكون الفسيح العامر بالمجرات والكواكب المعلقة ..مع ما تكتنف الأعمال من حركة وطاقة كامنة ..ولقد بلغ ذروة كبيرة فى التعبير من تلك الأعمال أكد فيها على فكرة الانبثاق كما فى زيتيته الزرقاء الداكنة والتى جسد فيها كائنا وليداً جنينياً غامضاً يبدو أسطوريا بجناحين أشبه بورقتى نبته صغيرة .. فى لحظة انطلاق من محيطه المائى ووسط هدير الموجات منبثقاً إلى أعلى باتجاه الأفق ومتخلصاً من أسر الجاذبية الأرضية .. وفى هذا تعبير عن العلاقة بين الأرض والبراح الشاسع الذى يمتد بلا حدود .. بين المنظومات اللونية من عجائن الكحلى الداكن مع ما يتخلله من سطوح وكريات الأبيض والأوكر الأصفر ` المتدرج من الكثافة الثقيلة بهيئة موجات والأبيض الممتد فى الأفق فى محاولة رمزية ..لهذا الحوار بين الأرض والسماء .. بين ما نعيشه وما نراه فى الكون وجاء الخط الأحمر الراسى الرافيع المتدلى من أعلى مع قطع اللوحة مساهما فى اضفاء المزيد من الحوار فى مناخ الصورة رغم ضالته ..وتتكرر فكرة الانفلات من الجاذبية الأرضية والرغبة فى التحليق ..فى أكثر من عمل مع تنوع الإيقاع وثراء التشكيل .
- وينقلنا الفنان بين الإجرام الدائرية وهدير الحركة الرأسية والأفقية .. إلى عالم يؤكد صلة الفن بالعلم بسخاء فى العاطفة وقوة من المشاعر والأحاسيس يلجأ إلى تمثيل الأشياء فى إيقاع غنائى ورصين .. متنقلاً من الضالة والتصغير إلى التضخيم .. كما فى لوحة ` الفراشة ` التى تتربع مهيمنة على مساحة اللوحة .. فى زيتية بالأصفر الأوكر مما يتجاوز المألوف والمعتاد .. وفى أعمال أخرى تذكرنا بالخلية والنواة والدقة المتناهية والضخامة والاتساع .
- وفى لوحتة ` مصر هبة النيل ` الشاعرية المشعة بجريان الأزرق والأحمر النارى مع الأصفر البهى ولمسة من الأخضر الزيتونى فى بؤرتها تبدو العين على جانبى اللوحة بنظرة رأسية وأخرى أفقية شاهداً على مصر الحضارة التى أغدقها النهر الخالد.
- فى لوحات الفنان راغب إسكندر ما يجعلنا نتأمل ونتساءل .. ونفكر فيما وراء السطح الخارجى .. ففضاء التصوير فى أعماله يخفى الكثير .. من البوح والصمت والغموض وفى نفس الوقت يعلن عن الكثير من خلال موسيقى الشكل واللون .
- تحية إلى راغب إسكندر بعمق السخاء العاطفى والمشاعر بلغة التشكيل.
بقلم : صلاح بيصار
من كتالوج معرض ( رحلتى ) ديسمبر 2019
راغب إسكندر يقدم 45 عاما من الفن بعنوان` رحلتى`
- فى معرضه الاستيعادى المُصغر بقاعة الباب :
- هناك رمزية دورة الحياه بين: الحركية والسكونية.. والصعود والهبوط.. والميلاد والموت..
-فى عرض إستيعادى مُصغر بقاعة الباب بمتحف الفن المصرى الحديث عرض الفنان راغب إسكندر حوالى أربعين لوحة مختاره من رحلته الفنية قدمها ثلاثية أنجزها عام 1975 وأحدثها أنجزها عام 2019 وأسمى معرضه `رحلتى` [1975-2019].
- الفنان راغب إسكندر اعتمد فى مجمل رحلته الفنية على طاقة داخليه للوحاته تدفع بالمرئىفى ديناميكية حركية أمامنا.. فاللوحة عنده تخفى ما تستدعيه رمزاً.. ليقدم من خلالها وعبر خلال العديد من اللوحات قراءة بصريه لصورة ممتلئة بالتناقضات كتناقضات ومفارقات التواجد ذاته.. ومن جانب آخر كثرت فى لوحاته العلامات كلغة مُشفره فى لوحة العمل الفنى..
- قانونى ا لانتظام والفوضى
- أرى أن الفنان راغب أقام عالمه بالكامل منذ ثلاثيتهالتى أنجزها عام 1975 بين فكرتىالانتظام والفوضى.. بين إنتظام الإيقاع التكرارى للنمط الهندسى.. وأركز هنا على مفهوم نظريتى `الفوضى` الكيوس و`التشظى` الفراكتل.. وكيف يعملا فى حياتنا بنمط هندسى وحر وبشكل مُصغر داخل كثير من لوحات الفن.. وقد عمل كثير من الفنانين حول العالم على مفهوم نظرية الفوضى داخل اللوحات وأنجزوا نتائج فنية مبهره..وداخل اللوحات المستلهمة من نظرية الفوضى `الكيوس` بدا المفهوم الأساسى هو الكشف عن كيفية عمل اللوحة بنظام داخلىبإعتبارها جزء من تركيبه تسود إيقاع حياتنا التىهى جزء من إيقاعات الكون بأكمله وقوانينه الطبيعية فى نسق كونى واحد.. فنظرية `الفوضى` علمياً التى رغم فوضى وجودها فى مظهرها الخارجى إلا أنها تعمل بنظام داخلى منتظم يكرر نفسه على مقاطع أو فترات زمنية بشكل مدهش عبقرى أدهش العلماء وكأن لها عقلاً ينظم فوضاها..
- ولا تنتهى لوحات الفنان كما عند راغب إسكندر عند هذه الرؤية بين الانتظام والفوضى فقط بإيقاعات كانبثاقاتنافورة لونية تتجمع داخلها تكتلات خطيه لا تكاد تصل إلى الذروة لتعاود من جديد.. لتبدو فى إعادة تجمعها ثانية كجمله لحنيه تتألق وتسطع لتعاود البدء من جديد لتبلغ `كريشندو` بصرى أقرب للتفجر.. كأن سطح اللوحة يتفجر من الداخل.. لتنطلق مكوناته شظايا فى الخارج بقوة جذب طارده وأخرى جاذبة غير مرئية.. بما عمل دائماً على تنشيط كثير من أسطح لوحات راغب إسكندروإيقاعاتها بين مساحات وخطوط لونية متناهية فى الصغر متدفقة إلى شديدة التكبير تتمدد لتغطى سطح اللوحة كشبكة متداخله من الإشارات المنتظمة والهمهمات المتهادية والمتصادمة فى فوضى بين الحدة والضعف.. معتمدة على التناقض بين شذرات وحواف الخطوط وبين ألوانه الأحادية فى بعض اللوحات.. وفى لوحات أخرى نرى حركات مرتدة داخل اللوحة من منطقة لأخرى بفعل قوة الدفع من مركز اللوحة إلى عمقها لترتد مرة أخرى إلى سطحها الأعلى معيدة لحنها الإيقاعي المتصاعد فى ضوضاء من الانتظام لندرك اللوحات كأنها متحركة - رأسياً وأفقياً - تتراجع للداخل بعدما بلغت أعلى مناطق الصعود البصرى لتعيد دورتها البصرية متكئة على فن `الأوب آرت` والتى إن تأملناها قد يدرك البعض فيها رمزية دورة الحياه بين الحركية والسكونية.. والصعود والهبوط.. والميلاد والموت.. والفوضى والانتظام..لتبلغ تلك الجدلية بين كثير من المتناقضات داخل السطح الواحد..
- وهذه الفكرة كزاوية رؤية منى لأعمال راغب إسكندر والتى أرى أنه لم يعد إدراك وتحليل العمل الفنى قائماً فقط على الجمالية بل على قدر ميكانيزم التواجد الحى الداخلى للوحة..
- كلمة الفنان عن رحلته
- ولأن المعرض هو رحلة الفنان الفنية والذاتية فقد قدم الفنان راغب لرحلته فى كتالوج العرض قائلا: `مملكة الوجدان` انا مواطن فى مملكة الوجدان.. لا تعجبوا فللعواطف مملكة وملك..ولها نظام واحكام خاصة بها متعددة ومعقدة فى ذات الوقت من ذا يستطيع ان يجوب فى حناياها دون ان يكون متدفق الحياه.. الحياه بحلوها ومرها وايقاعها الموسيقى المردد لمعزوفة العواطف.. مملكة تتكسرعند حدودها قوى الشر وينطلق منها الخير والسلام.. انا فنان مصور اعبر بأدواتىالتى املكها عن مشاعر متعددة متدفقة ومتعارضه ايضا وسوف اسمى ما اصنفه واتكره فى دنيا الشكل `مملكة الوجدان` اللغة التشكيلية هى وسيله من وسائل الاتصال والنقل والتبادلللأفكاروالمعانى عن طريق الاشكال البصرية التى تضم معها علاقات التجانس والتعارض حيث لا يوجد شكل بدون محتوى ولا محتوى بدون شكل..` وأضاف راغب إسكندر:`ان كل لوحة مهما تجردت تعبر ايضا عن شئ خارج عنها اذا فهى تدخل ضمن نظام الاشارة والرمز .. فى هذا المعرض اقدم للمتلقى نماذج من أعمالي للمرحلة الاخيرة التى عام 1975 وانتهجت فيها ثلاثة محاور رئيسية من خلال أدواتي وهى المساحة والشكل واللون واكدت فى المحور الثالث على موضوع الطاقة فى اللون وهى قضية هامة جدا مازلت اوليها اهتمامي من قضايا الخلق والسحر والفضاء بمعانيهم المادية والمعنوية..`.
- وقد قدم للمعرض فى الكتالوج المرفق به كلمات نقدية مهمه للغاية تكشف عن جوهر رحلة الفنان الثرية بالفن والعطاء الجمالى كل من الأساتذة النقاد والكتاب صلاح بيصار ونبيل فرج وسمير غريب..
- عنه كتب صلاح بيصار:`رغم مراحل وتحولات الفنان فقد اختار فى هذا المعرض نماذج من تلك الاعمال التى تنتمى لعام 1975 وحتى احدث اعماله واذا كانت المساحة من حيث انها وعاء والشكل من حيث انه تعبير فيعد اللون هنا طاقة وقدره واحساس بل وعمق من خلال التناغم والتماس اللونى مع القوام الذى يبدو فى عجائن وطبقات لونيه تفيض بأبعاد درامية..`
- وعنه كتب نبيل فرج: `حين يعجز الانسان عن تحقيق احلامه يلجأ غلى السماء وعندما يضطرب العالم من حولنا وتمزقه الصراعات على كل المستويات يصبح الفن ملاذاً نعيد به للحياة النظام والاتساق والصفاء والتألق للحياة.. والفنان راغب اسكندر منذ اعماله المبكرة روح هائمة فى صراعها مع نفسها ومع العالم ومع العدم تبحث عن النظام والفوضى وتناجى الجمال فى القبح بعيدا عن مناطق التوتر والمعاناة..`
- وعنه كتب سمير غريب:`الفنان راغب اسكندر فنان تعبيرىجوانى والجوانية هى الاتجاه الذى ابتكره استأذى الفيلسوف المصرى عثمان أمين وصك له هذا المصطلح.. فلسفته تنصب على تأمل داخل الانسان والحياه وليست المظاهر الخارجية.. تهدف الى وحدة الشكل والمضمون أو توافقهما وان يكون المظهر معبر صادق عن المخبر..هذا ما تذهب اليه ايضاً الاتجاهات الصوفية التى يتجاوز بعضها وحدة الشكل والمضمون الى الرغبة فى اتحاد المخلوق بالخالق وعند كثير منها التأمل فى الخالق وفيما خلق ..`
بقلم : فاطمة على
جريدة : القاهرة( 7-1 - 2020)
- الطيور المهاجرة .. وعالم بين التجريد والتشخيص
- راغب إسكندر... فى عرضه بمركز مختار الثقافى
- تلقى الغربة بظلالها على الفنان المهاجر.. وهى ظلال كثيفة من الحنين والأشواق ووجع البعاد.. قد تصل أحيانا إلى حد الوحشة والاغتراب.. ولكن مع هذا تمثل حالة شعورية تمتزج بثقافة بصرية جديدة.. تتأكد بالوعى والتأمل فى صياغات غير مسبوقة.. قد يخطو من خلالها الفنان من الخصوصية المحلية إلى العالمية. وهناك العديد من طيور الفن المهاجرة.. ممن غادروا الوطن وحققوا إنجازات تضاف إلى الإبداع المصرى.. بدءاً من الراحلين حامد عبد الله وادم حنين وسمير رافع.. إلى بهجورى ووهيب نصار ويوسف ليمود وحمدى عطية وغيرهم.
- ويعد الفنان الثالث فى معرض `الطيور المهاجرة` صاحب تجربة كبيرة تمتد بين موسيقى التجريد وأطياف التشخيص.. وهى تجربة تربو على 60 عاما وقد حقق لنفسه فى التصوير المصرى المعاصر مساحة مهمة فى هذا الاتجاه.. وهو وان كان يعيش بيننا بالقاهرة إلا إن سفره إلى أوروبا جاء بمثابة هجرة من اجل الامتلاء بالثقافة البصرية وتمثل اتجاهات الفن الحديث.. من خلال زياراته للمتاحف والمعارض.. خاصة فى رحلته إلى مرسم `كريستون ماريان `بمدينة بازل بسويسرا لمدة ثلاثة شهور.. فقد جاءت تلك الرحلة من بين روافد فنه لتأملاته بالمكان والزمان هناك من جمال الطبيعة بين ضوء الشمس الخافت والثلوج تضفى على العناصر روح جديدة مع الجبال والأفق الأزرق.. وأضيف إليها البعد الثقافى والتاريخى.
- يقول: ` أنا لا أنقل الأجسام التى أراها نقلا فوتوغرافيا يتميز بدقة الصنعة وإنما أرى وجهة نظر جديدة ـ وهى وجهة نظر المدرسة الحديثة فى الفن ـ أتصورها فيما ترونه وهى وسيلة أتخذها للوصول إلى هذه الصيغة فى الفن`.
- وإذا كان كاندنسكى صاحب المذهب التجريدى وكتاب الروحانية فى الفن.. قد عبر فى كتابه ومذهبه عن فكرة استقلال اللوحة عن الطبيعة.. بما يسمى بالتعبيرية التجريدية إلا أن راغب اسكندر مع انتماء أعماله فى جانب منها لفكر كاندنسكى وخلاصة رؤاه بين التعبير والتشكيل.. ظل متمسكاً فى أعمال أخرى بتلك الكائنات التشخيصية وهى كائنات بمثابة رموز وإشارات امتزجت فيها السيريالية أو ما فوق الواقع المعاش بالتجريد.. مما أعطى لها المزيد من الثراء والحيوية ومع انسجام الإيقاع والتكوين وعلاقة الخطوط بالمساحات والأبعاد.. يبدو اللون هو البطل.... يحمل إيحاءات عديدة من الهمس والهدير وإلى الحركة والسكون. خاصة والعديد من الأعمال يغلب عليها الطابع الكونى.. كما لو كنا فى فضاءات الكون الفسيح العامر بالمجرات والكواكب المعلقة.. مع ما تكتنف الأعمال من حركة وطاقة كامنة.. ولقد بلغ ذروة كبيرة فى التعبير من تلك الأعمال أكد فيها على فكرة الانبثاق كما فى زيتيته الزرقاء الداكنة.. وفى هذا تعبير عن العلاقة بين الأرض والبراح الشاسع.... بين ما نعيشه وما نراه فى الكون.
بقلم : صلاح بيصار
جريدة: القاهرة ( 11-3-2023 )
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث