`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
حسينى على محمد
دعوة للتأمل
- والمتأمل فى أعمال هذا المعرض يشعر أنه للوهلة الاولى أمام رسوم لجزئيات مكبرة من قطاعات عضوية من كائنات حية، أو أنه أمام تسجيلات (طوبوغرافية ) لتضاريس بركانية أو كهوف من أعماق البحار تكتنفها أسراب الشعب المرجانية والطحالب الوحشية وبالرغم من أن اللوحات الحديثة للفنان / حسينى تقع فيما بين مساحة المربع والمستطيل فإن مساحة المشغول منها ينتسب أكثر الى مقاطع الجلود ذات الحدود المرتبكة والتوغلات المتفاوتة فى المساحة الاصلية حيث تبدو مناطق الاشغال الزخرفى فى أكثر من أى أعماله السابقة وكأنها قد حرقت أطرافها فتآكلت جزئيات من محيطها، وأعيد لصقها على خلفيات صافية الالوان رائقة الدرجات .
- وبالتدقيق فى الشبكيات الخطية الانسيابية التى تحدد المفردات المكونة للعمل الفنى والتى تتفاوت فى ثخاناتها بلونها الابيض، نراها تقوم بمقام الحدود السطحية الناتئة فى النحت الغائر، فيما يشبه الحفريات العتيقة تؤدى المفعول البصرى للتحويطات التى يلجأ اليها فنان الميناء على المعدن المعروف (بالكلوزونية) ، ويؤكد هذا التأثير تكثيف مناطق الدرجات الظلية القاتمة على حواف خطوط التحديد البيضاء المشار اليها .
- وأعمال هذا المعرض ترى بدرجة أفضل حين تتاح للمتأمل فرص أعمال عمليات فصل افتراضى لمكونات العمل. فمجرد تأمل شبكة الخطوط التى تحدد العناصر بذاتها، يتسنى له متابعة حلقات من الاقواس والشرايين اللينة التى تتميز بتنويعات هائلة فى نطاق من الوحدة النمطية التى تعكس اتجاه مدرسة الفن الجديد ( الآرنوفو) .
- واذا ما دقق المشاهد فى جزئيات بعينها فى التكوين الكلى، فإن متعة تأملية متحققة تتجلى أمامه، بإعمال المقارنات بين الشعيرات الدقيقة، والشرايين الاكبر، والاوردة التى يتخللها مساحات لونية مبهجة، كنوافذ الجص المفرغ المعشق بالزجاج الملون .
- إن الحوار الذى يحقق وحدة أعمال الفنان/ حسينى يتحقق عن طريق تكاثف الخطوط وازدحامها، وتعدد الاشكال المرئية حيث تبدو الاعمال، وكأنها مساقط منظورية لطبقات متنوعة من المساحات تعلوها شبكات الخطوط اللينة مرئية من منظور الطائر ، ان المجموعة اللونية التى يتعامل معها الفنان / حسينى تعد من صنف الصباغة وليس التلوين ، فهى وسائط لفصل المناطق ، وتتميز الرقع وتخفيف الضياء وتوحيد المتناقضات ، وتتوافق تلك المذهبية اللونية مع طبيعة الصياغة التى اختارها الفنان لعناصره ، والالوان عنده خلفيات لرسم الامامية الخطية .
- ان الباحث عن عناصره بعينها مقروءة فى أعمال الفنان / حسينى ، مضيعاً لوقته والاحرى به أن يترك سجيته الخيالية ، ليقرأ ما يجول عند تأمل الهيئات الشكلية المنتشرة على سطح اللوحة ، وفى لوحات قليلة ذات طابع رومانسى غامض فيما يشبه الواحه فى فيافى الصحراء ، وتتشابك النخيل فى تراكم معمارى مبسط كبلاطات الفخار أحادى اللون يحيط بها أطياف مبهمة من العناصر المرتبطة ولكن بمجموعات لونية مخالفة وبدرجات باهتة تكميلية .
- ان اعمال الفنان / حسينى على محمد تمثل حلقة التقدم فى مستواه الفنى المتجدد، انها دعوة للتأمل المتواصل، والمتوغل فى تفاعيل الجمل الشعرية الشرقية، التى تسخر من المنظور الذى يفرض سيادة القريب على البعيد، لتبقى على وحدتها وتكاملها وحضورها ، كسجادة شرقية ثمينة بليت أطرافها، وأودعوها نوافذ العرض المتحفية لتبقى تحفة للناظرين .
أ.د/ مصطفى الرزاز

الفنان حسينى على
- نسج السطح بين الأبيض والإسود والألوان ..مفرادات منسوجة على السطح الأبيض تتناغم وتتشابك مكونة علاقات تشكيلية لأشكال أصبحت مدركات شكلية خاصة بالفنان فى حواره التشكيلى والوجدانى والجمالى فى بناء اللوحة ..الأشجار والأبواب والمنازل والطيور والحيوانات والإنسان ...عالم متداخل متعايش فى سلام على السطح الأبيض للوحة، حوار ممتد بين كلا منها مكونة أيقونات متراصة فى علاقات متكاملة شكليا وتعبيريا ...إ نها مصفوفات من العلاقات داخل اللوحة الواحدة كلا منها عالم فى إطار علاقته بالعوالم الأخرى ...صياغات متكاملة فيما بينها داخل بناء تركيبى لسرد الفكرة ....يجمع بين خصوصية الفنان وخبرته الإنسانية والثقافية والفنية إنها مخزونه الخصب المتدفق فى وجدانه كمبدع ..إ متداد جمالى إنسانى من الفن المصرى بكل إتجاهاته التراثية المتراكمة حضاريا ،وخصوصية الرؤية الابداعية للطبيعة جميعها تنصهر في تراكمها المتدفق على السطح المنسوج حالة من التواصل والحوار الوجدانى المستمر إبداعيا في تباين الأبيض والإسود والألوان حوار (جشتالطى) لاينتهى ليصنع هيئة مفتوحة متناغمة ،مجمعة على السطح مكونا إطارا كونيا لبنائيات اللوحة ....والمتتبع لأعمال الفنان/ حسينى على يجد أنه صنع بأعماله مكانته المتميزة عبر مشواره الفنى والإبداعى ،لاينازعه أحد فيه بتمكنه وإصراره على التجويد الإبداعي التلقائى والغير مفتعل، نمو طبيعى لتجربة فنية ذات خصوصية فى نضجها ومراحلها ....تكثيف للأشكال فى تفاصيلها ونموها لتؤكد كل منها الآخر بمساحتها وحجمها وخصوصيتها والتواجد البطولى والأسطورى لها فى تباين المفردات والعناصر ...لتكوين مدخل للحوار التشكيلى والتعبيرى للبناء الدرامى والحوارى والتركيبى للوحة.....حوار أبيض أسود باللألوان ....معادل تشكيلى متناغم منسوج على السطح الأبيض ...إنها إبداعات حسينى على المتجددة و المتدفقة من وجدانه ومخزونه الإنسانى إلى سطح اللوحة .....عالم من مخزون متراكم للطبيعة، وخبرة وثقافة تراثية
و فنية.........
بقلم : د. /محمد اسحق قطب
مارس 2016
تناغم الأبيض والأسود في أعمال الفنان حسيني
- الفنان / حسيني له خصوصية آداء من خلال أعماله التي يحقق من خلالها بحثه الدائب ومحاولاته لتحقيق خصوصية آداء وأسلوب ، وقد حقق الفنان تلك الرؤية من خلال التزام بقضايا الإنسان والبيئة ، واتخذ من عناصره المصرية إثراء لأعماله وتأصيلا لجذوره تعايشت في نسيج واحد وتناغم وارتباط من خلال هذه المنمنمات، وتعايش نخيل وأوراق الآداء شجر كما فى ( الدانتيلا)،وتكاد تسمع وقع وايقاعا من خلال فجوات تتنفس منها اللوحة هواء الأرض والإنسان في مجموعات ، ورغم زحامها إلاٌ أنها جاءت واجهة للفنان وأرضه والتزامه، ورموزا تحمل سمات حضارة وشعب ، وتراكيب تحقق تكوينا ، وتمثل أسلوبا متميز الآداء للفنان الذي صاغ منظومة زحقق رؤية هى نتاج الأرض والإنسان في تعامل صادق وأمين ، تعني بالأصالة تراثا وبالتحديث أسلوبا لتري مصر من خلال هذا النسيج ، وحوار الأبيض والأسود بقدؤة وتمكن، والحمام وأعشاشه والإنسان والحيوان والطبيعة، وتوزيعات وزخارف تجمعت حول ناي علي ترعة من ترع مصر الزاخرة وروعة الطبيعة وانسانها الذي اغترب ، لكن ما زالت جذوره يرويها ماء النيل ، ويرسم الحب أشكالا تتسامي ، وفنان يروي حكاية شعب وتراث أمة .
بقلم الناقد : محمد سليمة
جريدة الأهرام : 31- 8-1994

- أعمال الفنان / حسيـنى تأخذ الفكرة فيها والتعبير عنها تشكيليا شكل الحس الهاجس الملح، بحيث تبدو الممارسة التشكيلية نفسها كجزء أساسى من الفكرة، حيث تحتل التكوينات العضوية المبهمة والمتشابكة مساحة كبيرة فى العمل الفنى، ولكن هذا الفارق التشكيلى يتجه باتجاه التوازن بسبب التعبيرات البسيطة والشديدة التركيز،حيث تتراكب التكوينات العضوية لأجسام إنسانية وحيوانية مع تفاصيل تشريحية لأجسام حيوانية، بعضها أسطورى وبعضها واقعى، أو أجزاء منها مع سيقان نباتية عارية وجذوع أشجار مقطوعة أو مفرغة، تطفو من هذا النسيج العضوى المبهم والمقلق وجوه إنسانية تحمل تعبيرات مختلفة تتفاوت من الطمأنينة إلى الدهشة إلى اللامبالاة إلى الألم، كما تنبثق وجوه حيوانية صارخة حينا ومستسلمة حينا آخر، مما يعمق حالة القلق ويعطى إحساسا عاليا بالمشترك المأساوى الذى يزيد من وطأته الغرابان الأسودان الواقفان فى مقدمة أحد الأعمال بكامل الاطمئنان والثقة .

مجلة أوراق بأبوظبى 17-2-1987

- مثلما يؤلف الموسيقار لحناً لآلة موسيقية واحدة، فيحملها شحنة التعبير الفنى والتكامل البنائى للعمل الأوركسترالي، يؤلف الفنان/ حسيـني مقطوعاته التشكيلية بلون واحد هو اللون الأسود، وبسن القلم النحيل المرهف، فتتصاعد تشكيلاته فى بني لا نهائية الطبقات،غنية بالايقاعات الخطية والظلية محملة بالرموز والمعاني والإيحاءات الشعبية والتراثية، فالفنان يقدم تجربة شديدة الخصوصية حيث تحمل أعماله طابع الفن الجرافيكي ؛ وإن كانت رسوما مباشرة على الورق ، وتصدح بدرجات اللون المتباينة والمتناغمة، وان لم يستخدم غير القلم الأسود متراوحا بين الهمس الدخانى لخط القلم الرصاص، وبين البقعة المعتمة كبقعة الفحم ، كما تحمل هذه الأعمال حسا بعالم فردوسي يتغني بالمحبة والسلام ، يضم بداخله عناصر الانسان والحيوان والسمك والطير في ألفة فريدة وسط عمائر من الوحدات الزخرفية الشعبية والإسلامية ،وأشجار تتداخل فروعها المثمرة وأوراقها الوارقة مع بلابل صداحة وغيد حسان ، مما يذكرنا بمنمنمات الفنون الهندية ورسوم السجاد الفارسى ،وإن ظل وثيق الارتباط بالتراث الشعبى المصري . ومن السهل أن يستشف المرء أثر مدرسة كلية التربية الفنية،خلف هذه الرسوم التى وضع بذرتها الفنان الراحل / سعد الخادم ،وخرجت من عباءته أجيال متتالية من الفنانين المعاصرين، وكان الفنان / حسيـنيى أحد تلاميذه، وقد نرىي جنوحا نحو التكرار الزخرفى والتمطية الجوفاء ، إلا أنه لحسن الحظ تجاوز حسيني هذا المأزق بعمق إحساسه بجوهر العملية الإبداعية التى تتنافى مع ذلك الاتجاه .

مجله الشموع : أكتوبر 1994

- أعمال الفنان / حسيني متميزة الأسلوب، وشخصيته واضحة وصريحة شديدة الارتباط بالجذور والبيئة التى تلقى فيها حب الحياة ووحدة الكائنات .... إن الأعمال حشد ملحمى ،أغنية صاخبة الهتاف تدعو كل الكائنات للتجمع والاحتشاد فى ترابط جميل حنون ، وتآلف محترم. ولقد نجح الفنان فى ابتكار الأسلوب المناسب الذى يعطى كل الراحة فى إخراج أحاسيسه المكنونة فى تداعيات متدفقة للأشكال والألوان والموضوعات الحياتية المتعددة داخل التكوين الواحد، الذى يمكن لكل جزء صغير فيه أن يكون عملا مستقلا؛ لكن على ما أعتقد أن الفنان يهوى الاحتشاد والتداعى الملحمى لأفكاره .
- الأبيض ضوء و الأسود ظلام ، وما بينهما درجات من شدة الضوء ، وفى هذا الوسط يتفاعل الإبصار و يدرك ، واذا اتخذنا من هذا التفاعل وسيله نحقق من خلالها أشكالا لها ارتباط بأشكال طبيعية ما ، فهذا اختيار لرؤيه فنية افتراضية يحددها الفنان للتركيز و التأكيد على العلاقه البنائية للأشكال فى تكوينها العام وتركيباتها الجزئية فى نقلاتها داخل العمل ، وكذلك فى إبراز الفروق التفصيلية المميزة لكل شكل ، وهذا تفصيل لما ذهبت إليه الأستاذه د. زينب السجينى . واللون عنصر من عناصر الشكل له فروضه على واقع الرؤية ، وله دلالات تعبيرية ورمزية خاصة فى علاقات المدركات البصرية مع بعضها البعض. إن توظيف المدرك اللونى فى الأشكال رؤيه فنية تختلف تشكيليآ وموضوعيآ ، مع الرؤية الفنية باستخدام الأبيض والأسود . أظهرت التجربة اللونيه لأعمال د. حسينى ، متغيرات أساسيه فارقة عن أعماله السابقه ـ الأبيض والأسود ـــ سنتابع ذلك فى أعماله القادمة .
بقلم :أ.د. / محفوظ صليب يسطوروس


- مشدود إلى اللامرئى.فنحن فى مواجهة كم هائل من الأشكال التى تنبعث فيها إشعاعات موسيقية(خطلونية )،ويسهم النغم المنبعث من هذه المنظومة فى (وحدة العمل)، كما تؤكد الأعمال فى مجملها العلاقة الأبدية بين الموسيقى والفن التشكيلى . وتمكن الفنان بطرحها هنا من حيث أنها علاقة تبعث فى كل الفنانين طاقة يستعصى استيعابها على المنطق العادى للحواس .
- والفنان / حسينى يسعى لطرح ( حلمه الخاص) والخالص بتجريد الشكل من مظاهره السطحية، فهو يحاول العزوف عن الصيغ المظهرية للواقع، بأن يجعل مفرداته التشكيلية فى حالة من التوحد والتآلف مع جوهر الكون، وفى كل الأحوال فإن المحاولة التشكيلية التى يتبناها تنطلق من خلال قوانينها البنائية الخاصة ورموزه التى يطرحها هى دائما تتغير وتتبدل فى لغة تشكيلية ـــــ سهلة ـ- تسر العين وتجعل الحياة أكثر بهجة ورونقا، وهذه الرموز بتلك القدرة علي التعدد والتطور تشكل معجما لا حدود له بالرغم من انبعاثها جميعا من الواقع ، فهي تشكل طيور ونباتات وشخوص ، أو أشكال عرائسية وخيول وثيران، وهى علي الدوام تضاعف من دلالتها عندما تتجه صوب اللامرئى، وفى أحوال كثيرة نراها تقع بين المرئى واللامرئى، وهى لحظة بين الحقيقة والحلم، يبدو فيها الحلم حقيقة، كما تبدو فيها الحقيقة حلما، وهنا يقدم الفنان دعوة مفتوحة لاكتشاف الدلالات التى تتغير من لحظة إلى أخرى، ومن موقع إلي آخر في العمل الفنى الواحد، وذلك بفعل العلاقات المتجددة والمتشعبة بين المفردات التشكيلية. وأمام الأعمال يجد المشاهد نفسه متسقا ومتوحدا مع العمل بوجهه الواقعى والميتافيزيقيى ،وهي لحظة يمكنه خلالها أن يلمس المعانى النبيلة المطروحة،حتى يصبح العمل الفنى أنشودة هامسة للكون .
بقلم : أ.د./ سليمان محمود
أغسطس 1995

- أعمال الفنان/ حسيــني تعد امتدادا طبيعيا ومتناميا لبحوثه الفنية السابقة، والتى يتبنى فيها موضوعات مستمدة من البيئة المصرية من خلال منظور تاريخي شعبى، إنها منمنمات معاصرة تحكى طوافا حالما حول المدن والمنازل والساحات والطرق المتنوعة،إنه يأخذنا معه فى جولات مليئة بالأحاسيس الرقيقة الهادئة المليئة بالتفاصيل التراثية الدقيقة،عناصره متنوعة: الإنسان والمنزل والطيور والخيول ..... تتداخل جميعها وتتبادل مواقعها فى حلم أسطورى تسيطر عليه الألوان الهادئة في أغلب الأحيان، والتي تتنوع بين الدافئ والبارد. هذه الأعمال الفنية تؤكد وتشير إلي امتلاك الفنان / حسيـني لقدرات واسعة فى مجال توالد التراكيب العضوية والهندسية، وكأنه يحكي لنا أحداث أساطير قديمة متوحدة ومتجسدة فى إطار معاصر لا نشعر معه بالفواصل بين الأماكن والأزمنة، وفى هذا الإطار تعتبر أعماله نوافذ نطل منها على مشاهدة خيالية شديدة الغرابة؛ لكنها تنتمى إلى أرض الواقع .
بقلم : أ. د./ فرغلي عبد الحفيظ
مارس 1998
التشكيلى حسيني علي محمد.. رحلة لإظهار الروح المصرية المعاصرة
- عبر القرية التى إحتضنت طفولة المبدع الفنان/ حسيني علي محمد.. أظهر روح الحياة المصرية المعاصرة من خلال وحدات البناء للنص البصرى فى تجربته، وأيضًا خلال مسار زمنى يستمد رموزه وعناصره من طبيعة الحياة المصرية الممتدة على امتداد حوض النيل. تشكل المرأة العنصر المهم والطاغى في أعمال هذا المبدع ، حيث تُعد المرأة مرتكزًا أساسيًا وعنصرًا حيويًا يجتذب بقية العناصر لتدور حوله. نلاحظ أن المرأة هى التى تتسيد مساحة الاشتغال.. جسَد الفنان (حسينى) من خلال عدد من الأعمال، خصوصًا الأعمال التى اشتغلها بالحبر الأسود، فكان يعبر عن حالة التناسل التى تبدأ من المرأة وتنتهي إلى الأرض التى هى الأم الافتراضية للإنسان بشكل عام والمرأة بشكل خاص.
- دكتور حسينى ..حين يكون الظل بقوة النور .. حين نرى الخيال على قدر واقعية الواقع .. حين يكون الغموض شريك رائع لإبداع المفردات .. حين يكون الإبداع ركيزة أساسية لبناء المفردات على كل محاور العمل الفنى .. حين يكون الحفر فى الفراغ وسيلة لخلق تنافس المفردات على البروز مهما كان موقعها من التكوين .. حين يصل الرقى الجمالى إلى مستويات إبداعية تضيف الكثير إلى الفكر الفنى المعاصر .. حين يكون الاستمتاع بالتراث وسيلة لالتزامه والابداع من خلاله .. حين يكون `التزام قوانين التراث` بديلا عن التزام أشكالا بعينها أثناء الإبداع .. حين يكون الصبر على الإبداع لا بديل له لإبداع الإبداع .. .. فإنه يكون السمو فى الأسس الإبداعية لركائز الفكر الجمالى `للدكتور حسينى` و لمدرستة الفنية .. يكون السمو فى العلاقة بين إبداعاته وبين قوانين الإبداع الجمالى المعاصر .. يكون السمو فى الريادة لجمهور شباب الفنانين المعاصرين .. يكون السمو فى التقارب بين ركائز إبداعاته الجمالية ، وبين معايير الفكر النقدى المعاصر .. .. دكتور حسينى .. الصبر على مشقة الإبداع عبر أسلوبك شديد الدقة .. هو عشق الصبر على استمرارية أسلوب تنفرد به.. هو عشق الصبر على إطلاق إسقاطات جمالية تثير أدق المعانى لدى مشاعر المتلقى .. ولدى مشاعرنا .
- لم تكن مصادفة أن تشكل المرأة العنصر المهم والطاغى في أعمال فنانا، إذ تُعد المرأة مرتكز أساسى وعنصر حيوى يجتذب بقية العناصر لتدور حوله، وكأن المرأة هى القطب الذى يجتذب بقية العناصر، ويعود ذلك لدورها في ريف الحياة المصرية أذ يشكل دور المرأة أكثر من نصف المجتمع من خلال عملها فى الحقل وفى البيت، ودورها كأم ، وزوجة وحبيبة وأخت، هى ذلك الكائن الذى يمتلك القدرة على التوهج والانفتاح والتأقلم سيكولوجيا مع متغيرات البيئة الداخلية والخارجية، وتتفاعل بشكل مذهل مع الظروف التى تحيط بالعناصر المحيطة بها، وهذا ماسعى إليه الفنان (حسيني) فى تجسيده من خلال عدد من الأعمال خصوصا الأعمال التى أشتغلها بالحبر الأسود، فكانت المرأة هى التى تتسيد مساحة الأشتغال، ولم يكتفى فناننا بذلك بل جعل من جسدها مساحة أشتغال ثانية لعناصر وأشكال أخرى .
- إذاً المرأة باعتبارها العشق الأول للأبن ومن ثم هى الحبيبة فى حالة العشق الآخرى، هذه الحالة تؤرخ حالة زمنية لذلك المكان، وتعطى لهُ نوع من القدسية المكانية فى طور زمنى معين، لذلك تصبح صور ذلك المكان لا تبرح ذاكرة الإنسان والمبدع، هى أشبه بمستودع جمالى لصور حسية وروحية، كلما يتذكر الفنان تلك الحالة الحسية أو الروحية التى مرت به، أصبح فى حالة من النشوة وهو يعيش الحالة البصرية التى يسترجعها، وهذا مايغذى خياله ويجعل ذلك الينبوع يتدفق في روحه بأجمل الألوان والطيف الحسى، وهذا الشىء جدا مهم فى العملية الأبداعية، لذلك نحن قد نرى مجموعة من الفتيات أو النسوة فى اللوحة الواحدة ، ولكن كل أمرأة جعلها الفنان تسرد إلينا حالة من البوح، بالتأكيد هى حالة جمالية حتى لو كانت محزنة أحياناً، لذلك كانت المرأة تأخذ أحجام كبيرة فى أعماله بالأبيض والأسود (الحبر) وهو يحدد شكلها الخارجى ويرسم بعض تفاصيلها الداخلية بخطوط فى غاية الروعة الجمالية مستخدما قلم الحبر، وهذا ما جعل لخبرته دور كبير ومهم فى أكساب أعماله تلك الجرأة المهمة فى العمل الفنى، ونقصد هنا حالة الصياغة والتداخل لخطوط أجساد المرأة ، فى اعتقادى أن هذه الأحجام التى لجأ إليها الفنان حسينى كانت تمثل جزء من الحالة السيكولوجية لحظة تدوين النص البصرى، إنهن نساء يحملن عبق الماضى وعطر أنوثتهن يملئ أزقة ذاكرته، حتى كأن ذاكرة الفنان أصبحت على صلة بخيط من النور مع ذلك المكان، وهو قرية طفولته والأماكن التى إنتقل إليها خلال مراحل الطفولة والصبا، ونجد أيضا أن المرأة تظهر غالبا بالطابع الشكلى الفرعونى من حيث ضخامة الأجسام والتصفيف للشعر والقلائد التى ترتديها، وتأخذ تفاصيل لبسها وشكلها أكثر إهتمام لدى الفنان، وأعتقد أن غياب اللون فى هذ الأعمال يعطى الحرية للفنان فى البحث عن تفاصيل وخطوط وأشكال تعطى للعمل قيمة فنية وتكنيك حركى أكثر من العمل الملون، لسبب أن العمل الملون قد يعطى للكتل اللونية وحركتها وتجانسها دور أكبر، لكن هناك سبب آخر مهم، وهى الفكرة التي يدونها الفنان ويريد إيصالها للمتلقى ، أن هذه المرأة القروية وحتى بنت المدينة هى إبنة تلك المرأة الفرعونية القوية التى كانت تقف إلى جانب الرجل في صناعة إحدى أهم الحضارات التى عرفتها البشرية، لذلك هو كان يريد أن يعطى مضمون فكرى وفنى لهذا العنصر الذى يشكل جوهر التجربة الأبداعية لأعماله.
- أن حالة البناء لدى الفنان (حسيني) بالأبيض والأسود تأخذ أحيانا مسارين :
- المسار الأول .. هو يستخدم شكل الهندسة البنائية للقرية أو المدينة القديمة، وأحيانا يتلاعب فى حالة الميلان لهذا الشكل الهندسى أو ذاك، بعد أن دون ورسم فى داخل حدوده الأشكال والعناصر التى يريدها، وهذا الميلان الذي يلجأ إليه فناننا قد يبدو تصوير خلل لظاهرة أو حالة أجتماعية معينة، لذلك تبدو وجوه النسوة فى حالة تعبيرية تعطى ملامح الجوالسيكولوجى الذى تعيشه تلك النسوة، كما نجد ذلك فى أحد الأعمال، لكن الفنان يتخذ من وجود الطيور حالة طقسية ترافق النسوة فى هذا العمل وباقي الأعمال.. ليجعل المتلقى عنصر فعال فى تفسير وأعطاء العمل أكثر من تفسير وهو يحلق فى فضاء العمل .
- المسار الثانى .. هو يستخدم بناء شكل الشجرة كوعاء وشكل يحتوى ويضم باقي الأشكال، وهذا البناء يعطى للفنان للتلاعب بين الفراغ السلبى (الأبيض) والفراغ الإيجابى الذى يحتوى الأشكال والخطوط، وهنا أحيانا لا يعطى الفنان أهمية للموازنة بين الفراغ السلبي والإيجابي المرسوم، بقدر ما يهتم بحالة استغلال الجزء المرسوم لتدوين النص المطلوب في العمل.
- أما أعماله الملونة نجد أن الفنان (حسيني) ينطلق إلى عوالم لونية رائعة ومليئة بجمال لونى ساحر، فذاكرته مكتنزة بالعديد من الصور والمشاهد اللونية التى أعطت له مساحة حلمية تتسع كلما غاص بذاكرته إلى طور الطفولة الأول إلى نهر العشق الأول الذى غرف منهُ كل هذه الصور العذبة، ففى أحدى اللوحات نرى كيف صور سحر الطبيعة فى جو حركى طيفى لأشجار النخيل يقترب فيه الفنان من الحالة السريالية الحالمة، بحيث جعل للون الأحمر ذاك التضاد اللونى الخلاب مع اللون الأخضر للأشجار والنباتات، واللون الأحمر هنا كان يمثل حالة حلمية وعاطفية مرت بوجدان الفنان، فهو يشكل اللون وفق أحساسه بتلك اللحظة المعاشة وأثرها فيه. تشكل القرية ذلك المكان الذى يبوح بقوة فى وجدان الفنان ويحيله إلى الماضى بعد سلسلة من التداعيات الحسية والصورية لمشاهد تستوطن ذاكرته ووجدانه،مستخدما الألوان المائية والأحبار الملونة وعدد من أقلام التلوين التى تخدم تجربته، وأعتقد أن فناننا (حسيني) قد طوع هذه الألوان والتقنية التى يستخدمها بشكل متميز، بحيث قدم للمتلقى مساحات لونية شكل من خلالها تكويناته اللونية الشفافة بشكل متميز، وأظهرت تراكم الخبرات لديه تلك القدرة على التلاعب في التكوينات اللونية التي يشكلها والتي غالبا تحتاج إلى إنسيابية وقوة فى الخط ، يضاف لذلك كانت حدّة الخطوط الخارجية للشكل أو العنصر المرسوم تضفى قوة للنص المدون الذى يريد الفنان أن يبهر به المتلقى ويتوقف عنده، الشىء الملفت للنظر فى الأعمال الملونة (للحسيني) هو مقدرته على الجمع بين شفافية إنسيابية اللون ـــ وهذا مايميز الألوان المائية والأحبارـــ وبين قوة الخطوط الخارجية والتى تشكل الحدود الفاصلة للكتل اللونية.
- (حسيني) جعل من اقتران المرأة بالقرية والمدينة شيء مهم في تجربته، وكأنهُ يريد أن يجعل من المرأة الوجه الآخر لها، فالمرأة نجدها فى أعماله الملونة تظهر بشكل ساحر وفاتن أكثر مما شاهدنا ذلك فى الأعمال الغير ملونة، السؤال هنا.. هل كان يريد فناننا أن يعطى للقرية أو المدينة صفة الأنوثة أو هى قرينة لها، قد يكون كذلك، وممكن أن فناننا أراد أن يعطى للمدينة أو القرية أكثر من بعد، منها الاقتران الجمالى ، وكذلك الاقتران الحيوى بحيث تعطى المرأة للقرية والمدينة ذلك الزخم الحركي المتوهج الذى يقترن بالجانب الشكلى للمرأة والبعد الروحي منها وهذا مانجده فى أكثر من عمل بحيث يجد المتلقى أن أعماله الملونة يأخذ الفرح والمرح للأطفال والنساء مساحة كبيرة وجميلة، مستندا فناننا فى إظهار ذلك إلى حالة التضاد اللونى بين الألوان الحارة والباردة.
- تجربة الفنان (حسيني علي محمد) هى تجربة جمالية ووجدانية رائعة تستحق منّا المتابعة، للوقوف على بعض جوانبها الجمالية والفنية، كان للمكان فيها ذلك الألق والنور المتدفق كالنهر فى روح الفنان ليضىء لهُ ولنا مساحات جمالية وإنسانية أكثر من رائعة، تسحرنا بتوهجها ولوعتها الجمالية المفرحة ، أنهُ يرسم الفرح ويعيد لإنسانيتنا شىء نحن أحوج إليه فى هذا الزمن الطاعن بالخراب ..
- شكلت لوحات الفنان /حسيني علي محمد .. حالة من الرصد بروح انطباعية لفعل الإنسان على تلك الأرض ، إنهُ يشكل الإنسان والبيئة التى تحتويه بشفافية عالية من خلال ألوان الأكريلك حتى يخيل إلينا أنه يرسم تلك الفكرات والعناصر من خلال الألوان المائية . لكن شفافية الروح التى يحملها الفنان حسينى وإحساسه العالى الذى يتحسس حالة إنكسار وتغير التونات اللونية مع حركة الزمن ، كل ذلك جعلهُ يبدع ويحلق بنا عاليا ، وكأنه يريد منا أن نتحسس تلك النشوة لفرط التحسس الجمالي للون ، هذا الشيء يتطلب مهارة وتلقائية عالية في التعامل مع الفرشات وتراكم للخبرة ، وأعتقد أن هذه التقنية التى أستخدمها حسيني كانت تتناسب مع الحالة السيكولوجية للنص المدون ، فأغلب نصوصه الملونة كانت ترصد حركة الناس وفرحهم فى هذه المدينة أو تلك ، وتقترب بشفافية عالية من المتعة الجمالية التى كانت تمنحها الأشياء لهُ فى طبيعة تسحر العين وتجعل القلب يتمدد كالغيمة وكأنهُ فى سفرة إلى أعلى سفوح الجمال ...
- ( الفنان المصري حسيني علي محمد يرسم بأحساس رائع تأثير المكان فى ذاكرة المبدع )
- (هناك فى روح وجسد كل إنسان ينبوع أو جدول) يجرى من حيثُ لايدرى ويغذى كل الأماكن السحيقة والنائية فى تلك الروح، أو ذلك الجسد بالدهشة العذبة ، فيرتقى به إذ ما أحسن التصرف بها وحافظ على وداعة جريانها الإنسانى، ومكان الطفولة الأول والعشق الأول إلا أهم روافدها .. القرية التى أحتضنت طفولة فنانا المبدع الحسيني.. كانت هى ذلك الجدول الذى يغذى ويرفد تجربته الإبداعية بتلك الصور المليئة بالحساسية العالية باللون والخط والظل والضوء حتى تحيلك تجربتهُ إلى مرجعيات بصرية ونصية كثيرة عبرَّ من خلالها عن روح الحياة المصرية المعاصرة وعن طبيعتها، من خلال وحدات البناء للنص البصرى في تجربته والتى أخذ الإنسان فيها كعنصر مؤثر ومسيّر للحدث وللرؤيا التى تعترى لحظة الفعل تلك، خلال مسار زمنى يستمد رموزهُ وعناصرهُ من طبيعة الحياة المصرية الممتدة على أمتداد حوض النيل .
بقلم : سلمان الواسطى
مجلة أريزونا - الولايات المتحدة 2012

- أعمال الفنان/ حسيـني تمثل عالما أسطوريا بشعبياته وأبعاده التصميمية،ورمزياته المتعددة من خلال ميتافيزيقية التعبير .
بقلم : أ.د. / عبد الرحمن النشار
25 - 3- 1998

- أعمال الفنان / حسيـني تسعدنى كثيرا ودائما بتداعياتها التى تعيد لنا حلم الطفولة، وسط هذه الذخيرة الرائعة ، هناك بعض الأعمال تفتح الطريق لتحقيق أعمال تجريدية نابعة من وجداننا وجذورنا .
بقلم : أ.د. / زينب السجيني
أكتوبر2000

- أعمال الفنان / حسيـنى فيها السرد،وفيها الفكرة ثم التداعى، وهى كلها عناصر لها سحر فى نفس المتلقى .
بقلم : الفنان / فاروق حسنى
8- 10- 2000

- أتتبع معارض الفنان / حسينـي السابقة ،والحقيقة أننى أسعد بمشاهدة أعماله وتطور رؤيته الفنية من معرض إلى آخر، إننى ألمس فى أعماله رؤية جديدة مع معالجة للشكل تختلف عن المعارض السابقة، إنها رؤية تدفع المشاهد إلي التصور الشخصى لما يجب أن يراه المتلقى، وهى نقطة تحسب للفنان أن يجعل المشاهد يتعايش مع العمل .
بقلم أ.د. / فاروق ابراهيم


- أعمال الفنان / حسينــي مدروسة لها خلفية شعبية ذات أصالة معاصرة .
بقلم : أ.د. / ليلى حسن سليمان


- يتضح في أعمال الفنان / حسيــني التعمق الشديد فى استلهام التراث الشعبى والإنسانى فى تكوينات مركبة معقدة ، ولكن جيدة الربط فى الخط والمضمون ،وكذلك استلهام عناصر الطبيعة من أشجار وطيور فى كثرة وتنوع جميل ،يدعو للتأمل والتفكير، كما تظهر الأعمال تمكن من أسلوب الرسم بالحبر واستعمال الظل والنور فى براهة تغنى عن اللون .
بقلم : أ. / عبد القادر مختار


- تلك الرؤية الابداعية الخلاقة التى تستولد من لون واحد وخط نحيل كالوتر الحساس، عالما ثريا بالدرجات الللونية والأحلام الفردوسية ... إنه عالم يشف من خلف غلالات رقيقة عن نفس مفتوحة على أعماق الإنسان والكون ، بتقنية بالغة الاتقان والرهافة .
بقلم : الفنان / عز الدين نجيب

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث