`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
شوقى فهمى على أحمد
جائزة خاصة لفنان حلوانى عن تمثال الحرية
- حصل الفنان شوقى فهمى على جائزة خاصة بالمهرجان الثالث للفن التشكيلى والذى شارك فيه 21 فنانا، حيث قدم عملا فنيا لتمثال الحرية يحمل صاروخاً ويعتبر الفنان شوقى فهمى ابن مجمع فنون 15 مايو .
- من جانب آخر استمرت الدورة التدريبية لمشروع التدريب التحويلى التابع لمجلس الوزراء والذى يتيح الفرصة للشباب لاختيار المجال الذى يرغبون فيه بالإضافة إلى منحهم شهادات خبرة تمكنهم من العمل بهذا المجال .
ولاء طه
جريدة صوت حلوان - 20 نوفمبر 2002
فنان مصرى وزوجته العراقية يفضحان بالنحت وجه أمريكا القبيح
- فى أول إدانة عملية للجبروت الأمريكى الاحتلالى قام الفنان المصرى النحات `شوقى فهمى` وزوجته الفنانة العراقية ` نجواء عباس` بتقديم عدة أعمال تصور رأيهما حول الاحتلال وأحداث التعذيب بسجن أبو غريب .
- قدم الفنان المصرى عملاً يضم تمثال الحرية فى يد تحمل قنبلة بدلا من الشعلة وفى الأخرى صواريخ بدلا من الكتاب بينما قدمت زوجته العراقية خمسه تماثيل تجسد أوضاع التعذيب المختلفة التى تعرض لها المعتقلون العراقيون .
- وتجسد تلك الأعمال - مع حرفية المتعامل مع خامة الطين- مدى القسوة والعنف التى يحملها الرمز الأمريكى فى تمثال الحرية، بينما تدين التماثيل أساليب وطرق التعذيب الأمريكى للعراقيين وتظهر مدى الابتكار والتجديد.. والروعنة والتجبر الذى واجهه السجين العراقى من الجندى الأمريكى .
- وتعد هذه الأعمال أولى محاولات التعبير عن الإدانة ومشاعر الغضب التى يحملها الفنان المصرى والعربى تجاه الأحداث الأخيرة. والغريب فى الأمر أن يكون الحب فى هذا العصر الملىء بالغضب والكراهية هو الذى جمع بين الفنان المصرى وزوجته العراقية، ومنذ عام 94 وهو عام زواجهما وعلى مدار 10 سنوات جمع الفن أيضا بينهما تقول نجواء : إننى منذ لمست يدى خامة الطين وعرفت أنها مادتى الخاصة، فإننى: أتعامل معها كما لو كانت جزءاً منى.. فلكم أن تتخيلوا مشاعرى وأنا أنحت هذه التماثيل لكنى فى الوقت نفسه أرى أمريكا لا تعذب الأسرى بل تعذب نفسها خوفا من هؤلاء المعتقلين الذين لا حول لهم ولا قدرة.
- ويعلق شوقى قائلا: إننى لا أرى سوى وجه أمريكا القبيح العنصرى الدموى، فأين ذهبت التصريحات والأحلام ؟فحريتهم لا تعنى أن نكون نحن أيضا أحراراً !! لقد عشت فى بغداد أكثر من 14 عاما وكنت أراها جميلة بديعة، وكنت أقول لزوجتى إنها كوطنى الأول مصر فما بالها الآن !.. ولأنى لا أملك سوى الإدانة فإننى على يقين من أن وطنى سيعود .
- إن هذه الأعمال تقف كسجل فنى لأصعب فترة يمر بها وطننا العربى، لكن على الأجيال أن تعى تماما أنه منبع واحد فى مجراه الطبيعى يصب فى هدف غال هو .. وطن واحد وشعور واحد .
نرمين العطار

(( فنان مصرى يتحدث عن النشاط التشكيلى فى العراق ))
- الفنان المصرى شوقى فهمى على من الفنانين العرب الذين عاشوا تجربة معركة قادسية صدام المجيدة وتابعوا بطولاتها التى توجت بانتزاع السلام قدم إلى بغداد منذ عام 1980 وساهم فى الحركة التشكيلية فى القطر من خلال المعارض الجماعية .
- عن اهتماماته بالفن يقول :
- منذ البداية وجدت نفسى فى محيط عائلى يشغل الفن حيزاً كبيرا من اهتماماته فوالدى كان مدربا لفن السيراميك وهو الذى دفعنى بعد ذلك للانخراط فى دراسة هذا النوع من الفنون التشكيلية حيث تخرجت فى مركز الخزف فى القاهرة ، ومنذ الستينات بدأت أشارك فى المعارض الجماعية التى كانت تنظمها وزارة الثقافة فى مصر ، ويحتفظ متحف الفن الحديث فى القاهرة ضمن مقتنياته بأحد تماثيلى فى النحت الفخارى وهو ` تمثال الفلاح المصرى ` .
- كيف وجدت المناخ الفنى فى بغداد ؟
- لقد جئت إلى بغداد عام 1980 فى السنة الأولى للعدوان الإيرانى وقد عشت تفاصيل هذه المعركة القومية . معركة قادسية صدام المجيدة التى خاضها القطر العراقى نيابة عن الأمة العربية ، وواكبت مع أخوانى الفنانين العراقيين اندفاعهم وحماسهم من اجل تقديم أعمال فنية تلتحم مع بطولات الجندى فى ساحة المعركة وتعبر من خلال طاقاتها الجمالية عن روح الانتصار العربى الجديد الذى أعاد الأمل لجماهير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، ففى عام 1982 أقمت معرضا شخصيا للسيراميك والنحت الفخارى وكان ريعه للمجهود الحربى كما شاركت فى المسابقات التى نظمتها وزارة الثقافة والإعلام ومنها مسابقة تمثال عروس مندلى ، وفى مسابقات ، نصب مدرسة بلاط الشهداء ورموز إنسانية حيث كان النصب الأخير على شكل امرأة عربية تخرج قامتها من جذع شجرة تحمل السيف بيد وفى اليد الأخرى مصوغات ذهبية تعبيراً عن مشاركة المرأة العراقية فى معركة قادسية صدام المجيدة بكل ما تملك، لقد حفزنى المناخ الفنى المتصاعد فى العراق والرعاية الكبيرة التى يقدمها الرئيس القائد صدام حسين ` حفظه الله ` للفن والفنانين لأن أقدم المزيد خاصة وانى اعمل ضمن مديرية التراث الشعبى كمدرب للسيراميك واجد نفسى دائما أمام مسؤولية إبداعية جديدة، أن دروس معركة قادسية صدام هى حافز كبير للإبداع الفنى القومى .
- وعن آخر مشاركاته الفنية يقول : شاركت مؤخرا فى المعرض التشكيلى الشامل الذى نظمته دائرة التوجيه السياسى بوزارة الدفاع بمناسبة أسبوع قادسية صدام المجيدة .
- ما هى مشاريعك القادمة ؟
- حاليا اعمل على تنفيذ مجموعة من الجداريات الفنية الأولى عن مدينة الفاو الباسلة والثانية جداريه لمدخل مدينة بغداد ضمن مسابقات تنظمها وزارة الثقافة والإعلام .
- كما قدمت ثلاثة أعمال سيراميكية لمهرجان بغداد العالمى للفن التشكيلى .

جريدة القادسية - العراق 17 شباط 1989
(( السيراميك والنحت يحتاجان لمجهود عضلى وقوة بدنية ))
- ضيفنا هذه المرة الفنان النحات المصرى شوقى فهمى الذى اختار أن يعيش ويعمل فى العراق خزافا تخصص فى هذا الفن الصعب والجميل يتحدث عن بدايته ..
- كنت مبهرا لعمل والدى الخزاف الذى يعمل فى مركز لإحياء الفنون الشعبية التقليدية فى مدينة الفسطاط الأثرية فى مصر وكنت حينها ارتاد المركز لا أعرف شيئا عن الطين والخزف وفى أثناء وجودى فى أحد الأيام مع والدى كان مصورو التليفزيون يصورون المركز والأعمال والعاملين بما فيهم والدى وقد طلب منى وقتها أن اعمل نموذج طينى للتصوير وعملت تمثالاً صغيراً لرجل يسجد وقد اعجبوا بى جميعا وخصوصا الأستاذ الفنان سعيد حامد مؤسس حركة السيراميك فى مصر وهو مدير المركز ومن خلال التشجيع والإعجاب رأيت نفسى أواظب مع أبى فى العمل بالمركز وبدا حبى للطين ونماذجه يأخذ منى مأخذه ..لذا كنت تلميذا فى الصباح وخزافا صغيرا فى المساء.
- هذا ما تذكره الفنان شوقى فهمى الذى جاء بغداد منذ عشر سنوات ليطلع على الصناعات والحرف الشعبية العراقية والذى لم يبتعد عن رغبته فى صنع الأشياء والنماذج الطينية منذ أن صوره التليفزيون وهو يعتقد أن مصر وبغداد يحملان الحضارة والتراث على قمم الأهرامات وبآثار بابل الشامخة .. لذا فهو يعمل منذ عشر سنوات فى مركز الحرف والصناعات الشعبية ويشارك فى المعارض الخاصة والعامة والتابعة للمركز ولا عجب بعد ذلك فى أن يعمل الفنان شوقى منذ الساعة الثامنة صباحا وحتى الثامنة مساءاً بدون كلل أو ملل .
- ولنسأله لماذا اختار بغداد بالذات لمواصلة عمله وإضافة معلومات وخبرات له ؟
- أجابنا..
- كأى شاب فنان يحب الاطلاع على الفن والحضارة والتراث والموروث الشعبى.. وقد أعجبتنى حضارة العراق ربما كان السبب فى مستوى التشابه بين حضارات الأهرامات وحضارة وادى الرافدين وهذا الذى دفعنى للمجىء إلى بغداد والعمل بشكل خاص فى مركز الحرف ..قلت انك تعلمت الخزف على يد والدك الفنان ..هل هذا يعنى انك ورثتها عن والدك ؟
- تعلمت منه ولكن تبنانى الأستاذ سعيد حامد أنا وزميلين آخرين وهو بمثابة الأب الروحى لنا فقد منحنا الخبرة والمعلومات والتجارب فى فن الخزف من تزجيج وتلوين وعمل القوالب وغيرها .
- فى بغداد ماذا تعلمت وما هى حصيلتك من الأعمال ؟
- تعلمت الكثير ومن زملاء فنانين يعملون فى المركز وقد منحونى الثقة والأمان قبل كل شئ فعملت الكثير وشاركت بمعارض اكثر وأول معرض شخصى كان مع الزميلة نجوى الطيار فى نادى العلوية وقد عجبت لحب العراقيين لهذا الفن .. والمعرض كان فكرة رائعة وشاملة يهدف إلى جمع تراث وموروث الفن العراقى والمصرى فى معرض واحد وكان ريعه للمجهود الحربى .
- بعدها توالت المعارض التى شاركت بها مع المركز فى داخل وخارج القطر وعلى مدى سنوات.
- وهل شاركت بمسابقات فنية عراقية ؟
- نعم .. كان أولها نصب عن المحافظات .. كانت فكرة القائد المنتصر صدام حسين لكل محافظة نصب خاص بها يمثل عطاءها فى معركة قادسية صدام . بعدها مسابقة بلاط الشهداء وكنت ضمن 52 فنان ومهندس من المشاركين وقد كرمنا القائد جميعا.
- وهل ساهمت بالمهرجانات السنوية لمركز الحرف؟
- نعم فأنا من المنتجين ولا بد لى من المساهمة.. وهذا ما يجعلنى سعيدا بعملى أكثر .. لأننى أرى أعمالى وقد أعجبت بها إلا ضرورة .
- أعتقد أن الطين ودعكه وتزجيجه يحتاج لقوة عضلية إضافة للحس الفنى ؟
- السيراميك والفن يحتاجان لمجهود عضلى وقوة بدنية وذهنية واللياقة والخفة والنشاط يحتاجه عملنا لاستخراج الطين الجيد للعمل حتى التزجيج فالسائل الزجاجى يحتوى على مادة الرصاص وعند رشه على القطعة الفنية يدخل الرذاذ الرئتين عن طريق الفن والأنف ويضر بهم جميعا ولكن أن كان الفنان يمارس الرياضة فان رئتيه والجهاز التنفسى سيتحمل تكلس الرصاص فيهما .
- فى هذه الحالة أن القوة الجسمانية للفنان تقية أمراض التزجيج ؟
- نعم .. وليس هذا فقط بل أيضا عملنا فى الويل وخبطنا وسيطرتنا على الطين وهو على الويل سيقوى الصدر والأكتاف الرجل أو القدم لأنهما جميعا يحتاجان للتنفس الطويل والصدر .
- يبدو انك تمتلك لياقة بدنية وجسمك يدل على انك رياضى ؟
- أنا أصلا كنت ملاكما وحصلت على ميداليات ذهبية وبرونزية كثيرة وقد اشتركت بمباراة الدورى السنوى للمحافظات بوزن الذبابة وكنت مع نادى جمعية الشبان المسلمين وشاركت فى آخر مباراة لى قبل مجىء للعراق بالدرجة الثانية وللمحافظات وبوزن الريشة لبطولة الجمهورية ولم أنل البطولة بسبب توعك صحتى وانسحابى من المباراة.
- هل تحب أنواعا أخرى من الرياضة إضافة للملاكمة ؟
- أحب المصارعة الحرة والعاب القوى البدنية من كاراتيه تايكواندو يابانى السباحة وكرة القدم .
- والآن هل تمارس الملاكمة والألعاب الأخرى ؟
- الآن أنا مشغول جدا ولا أستطيع ممارسة الألعاب جميعا بسبب مشاركاتى فى معارض مهرجان بابل ومعرض بغداد الدولى واعمالى الخاصة وأعمال المركز لذا لا أجد الوقت الكافى لممارسة أية رياضة سوى الرياضية السويدية صباحا ومساءاً للحفاظ على لياقتى البدنية .
- اى نوع من الرياضة تشجع؟
- كرة القدم ، كمال الأجسام المصارعة.. ولكن كرة القدم اكثر .. وأشجع اللعبة الحلوة واخلاق الرياضى فى الملعب.
- وهل أنت أهلاوى أو زملكاوى كما يقول المصريون؟
- عندما يشتد التنافس بين الفريقين أكون اهلاوى طبعا..
- ومن من اللاعبين يعجبك ؟
- اللاعب محمود الخطيب فهو لاعب جيد إضافة لثقافته وأخلاقه .
- ومن العراق من تشجع ؟
- نادى الرشيد الرياضى .
- لماذا لم تنتمى طوال هذه السنوات وأنت فى بغداد إلى أحد النوادى الرياضية لممارسة ألعابك المحببة إلى نفسك .
- لا وقت لى.. لأنى متفرغ للخزف ثم أننى لا اعرف أحدا هنا وأتمنى أن أمارس جميع أنواع الرياضية ..
- فاتنى أن أقول أن الفنان شوقى فهمى من مشاركى حرب 6 أكتوبر وقام بالعبور وحصل على ميدالية وشهادة تقديرية .. ربما كان هذا لأنه رياضى !!
لمياء نعمان
جريدة العراق الرياضى 28 تشرين الأول 1989
فى العراق : الفن والثقافة خارج الحصار بعد انقطاع 13 عاما .. بغداد تتحدى الحصار بالفن وتقيم المهرجان الدولى الثالث للفن التشكيلى
-هناك فى بغداد يتحدى الناس الحياة بعشق الفن والقراءة .. وفى ظل الحصار يعانون أشد المعاناة كى يحافظوا على هذين العشقبن .
- فثانى يوم وصولى بغداد كان يوم جمعة .. ويوم الجمعة يوم ثقافى مشهود فى العاصمة البغدادية .. ذلك ما رأيته حين نزلت إلى أحد شوارع المدينة القديمة كى أتعرف عليها وعلى ناسها وهى تحت الحصار ، وقبل يومين من افتتاح مهرجان بغداد العالمى الثالث للفن التشكيلى الذى دعيت من أجله مع وفد مصرى مكون من أحد عشر فنانا وناقدا .
- الشارع المشهور هو شارع المتنبى أقدم الشوارع بعد شارع الرشيد الذى يتحول نهره يوم الجمعة إلى سوق كبير طويل مزدحم بالناس ومكدس بالكتب القديمة .. وكانت هذه أفضل بداية أبدأ بها بالتعرف على ناس المدينة لاعتقادى الراسخ بأن المدينة التى تقرأ لا تنهزم .
بسبب الحصار .. نشطت حركة بيع الكتب على الرصيف
- والمدينة التى تزدحم بالمكتبات فى كثير من شوارعها قبل شارع سعدون بالقرب من ساحة الحرية بمكتبات مثل `التحرير ` ` الحضارة العربية ` ` سامرا ` ` ابن رشد ` .. ` معرض بغداد للكتاب ` ` مكتبة النهضة العربية ` ` دجلة ` و مكتبات أخرى إلى جانب مكتبات على طول جانبى شارع المتنبى هى مدينة تتحدى مجابهة مقومات الحياة اليومية بالقراءة رغم عدم دخول كتب إلى العراق بسبب الحصار السياسى والاقتصادى الذى امتد وطال الثقافة أيضا ..لذلك شعرت أن العراقيين لا يمكنهم الحياة دون القراءة ..وأنهم يعيدون قراءة كتبهم القديمة ويتعلمون الدرس ..وفى الشارع الذى يقدر عمر بيعه للكتاب بستين عاما بدءا بأربعينات القرن الماضى التقيت فيه وبائع كتب مثقف وشاعر وهو خريج الجامعة المستنصرية بتقدير امتياز .. واسمه حسان المطلبى. سألته عن آثر الحصار على زبائن الشارع ؟.. قال ` حينما بدأ الحصار نزل الشارع حملة الماجستير والدكتوراه والمثقفون يبيعون بعضاً من كتبهم كى يوفروا المصروف اليومى على اعتبار أن هذا مجالهم الذى يحسنون التعامل فيه ` وعن أثر الحصار على الشارع وحركة بيع الكتب قال المطلبى : ` الحصار هو الذى خلق بيع الكتب على الرصيف ` .. ` الحصار لم يؤثر على قوة البيع والشراء وبقى العراقيون يشترون الكتب برغم الحصار وقلة النقود .. فالعراقى يجوع ويشترى كتاباً `.
- وعن زبائن الشارع قال : الطلاب وأساتذة الجامعة والمثقفون والتجار والشباب من كافة الأعمار هم زبائن الشارع .. يأتون من محافظات الشمال ومن ديالة والحوت وبابل ومن محافظات القطر كافة .. يأتون زرافات ووحدانا .. أعداد لا تعد ولا تحصى ..يأتون كل يوم جمعة لثقتهم فى باعة المتنبى لانهم مختصون أكثر ويعرفون أكثر من باعة أسواق الكتب الأخرى .. ثم أردف بالشعر معبرا شراهة العراقى للقراءة قائلا:
- يا قلب يا نار ..التى ما انطفت.. دارت على البحر بها الدائرة .. أراد أن يطفئ بعض اللظى..فاشتعلت أمواجه الهادرة .
- وعن الكتب الأكثر مبيعا قال البائع الشاعر : `على الترتيب هى الكتب التاريخية ..الدينية .. علم النفس ..الفلسفة ..وكل يباع ونقول فى العراق إن لبنان ومصر تنتج الكتاب وتطبعه ويباع فى العراق` .
- وقبل أن استكمل جولتى فى شارع القراءة قال حسان المطلبى : أحب أقول بيتى شعر يقرأهما المصريون من شعرى خصوصا وأنا فى رأيى أن الفلسطينيين سينتصرون فى الآخر والباغى له جولة ويصرع وأنا متفائل مثلما ستنتصر العراق بمشيئة الله ..
- ثم أردف أبيات شعره :
- فالحضارة أيها العصر ..
- فى أحضانك حبلى بالدعارة..
- وجنين الحرب مازال بأحشاء يمور ..
- بعد أيام شهور تتمخض ..
- ليت هذا النغل ` الحرب ` يجهض .
- فلقد أدمى حشاشات العصور ..
- ومن شارع المثقفين الصامدين بلا شكوى يتواصل الصمود من شارع إلى شارع فى تحد لكسر حصار يقيد إنارة العقل .. ومن شارع المتنبى إلى داخل مركز صدام للفنون وباسم ` الفن للإنسانية `.. واصلت العراق إقامة مهرجانها الدولى الثالث للفن التشكيلى فى صمود ثقافى فنى رائع رغم الحصار ولتوصل به مهرجانها الذى انقطعت إقامته منذ بدأ الحصار على الأراضى العراقية وبشرها.
- المهرجان مثلته أجنحة 22 دولة بحوالى 500 عمل فنى ما بين نحت وخزف وتصوير فوتوغرافى وأعمال مركبة ولكن .. هل نجح المهرجان فى إبلاغ رسالته وهو تحت ظل الحصار بأنه ليس هناك حرية أقوى من حرية فكر الإنسان .. وأن قيد الحرية ليس بوجود حصار يخنق مبانى وطرقات ويحد من الغذاء والكساء فالحصار النفسى أقوى وأخطر من كل حصارات المادة.. ولأنه لم ينجح فى حصار روح الإنسان العراقى لذلك أقيم المهرجان وافتتحه فى مركز صدام للفنون السيد طارق عزيز نائب رئيس مجلس الوزراء العراقى ووزير الثقافة حامد يوسف حمادى.. والمدهش أن ينجح المهرجان فى ظل الحصار ويأتى 81 فناناً من إحدى وعشرين دولة عربية وأوروبية وآسيوية وأفريقية حاملا كل منهم عملين أو ثلاثة يمثلون بها .. ألمانيا ..إيطاليا ..فرنسا ..سويسرا ..بلغاريا ..باكستان ..ماليزيا ..يوغسلافيا ..كندا ..بنجلاديش.. الصين ..رومانيا ..مصر ..البحرين ..قطر..فلسطين ..سوريا..الجزائر ..الأردن ..المغرب..لبنان .إضافة إلى جناح العراق .. واجتمع هؤلاء الفنانون من الشرق والغرب والشمال والجنوب بكل حماس لمساندة شعب العراق فى حصاره وليكسروا بوجودهم حاجزا نفسيا أمام صمت عالمى مطبق لما أصاب ولا يزال يصيب أطفال وشعب العراق.. وهو تدعيم عالمى فيه إعلان لتحدى قوة الشر بل والسخرية منها، ففى افتتاح المهرجان وقف الضيوف الأجانب من ألمانيا ولبنان ومصر وبعض العراقيون يرقصون على أنغام فرقة حماس الشرق الموسيقية ويضربون بأقدامهم الأرض العراقية فى سعادة وفرحة تتحدى الحصار .. وبالعدوى أصابت هذه السعادة شعب بغداد الذى شعر بمعنى التضامن من كسر الحدود من أجل الإنسان ومتجسداً فى شعار المهرجان ` الفن للإنسانية `.
حصار العراق ..أخرج الأردن من أزمتها الفنية
- ورغم أن الحضور العربى فى تلك الظروف يعتبر كبيراً لكن بعض الفنانين العراقيين توقعوا أن يكون الحضور المصرى التشكيلى خاصة أكبر مقارنة بالعدد الضخم الذى وجهت لهم الدعوات ولم يحضر إلا أحد عشر فنانا وناقدا والذى علق على هذا الشعور الفنان العراقى نورى الراوى قائلا : ` كنا متوقعين أنهم خائفون من زيارة العراق.. وأنا غير راض عن تمثيل الحضور العربى جمعية..أما الحضور الأجنبى فإحنا ما معولين على أوروبا أى شىء .. نعرف أن أوروبا بكاملها حتى بجمعياتها الإنسانية هى مغرضة ذليلة لأمريكا تؤتمر بأمرها..والأوروبى لو يصير نبى هو يهمه أن يشعر أنه أعلى منك الضمير الإنسانى ..أين هو ؟
- ورد عليه الناقد المصرى عز الدين نجيب : يجب ألا تعمم فيما يخص الحضور العربى ..فيوجد شخص رسالته هى سلوكه وآخر رسالته شئ وسلوكه شئ ..بمعنى أن من لهم يحضر له هدف آخر ..ومن حضر فهو يمارس سلوكه وهذا هو الحضور الأقوى..
- وهنا يهمنى أن أشير إلى غياب السفير المصرى أو أعضاء السفارة المصرية للترحيب بالوفد المصرى من تشكيليين ونقاد فن ، رغم علمهم بوجودهم المشارك والبالغ أحد عشر فناناً بينما لم يتوان سفراء الدول المشاركة عن الحضور للترحيب والاطمئنان على مواطنيهم .
ظاهرة ` ثقافة الاستنساخ ` لطلبة الدراسات والدكتوراه
- وقد مثل الوفد المصرى الفنانون :عز الدين نجيب ..حسن غنيم ..خلف طايع .. محمد نادى..جمال عبد الناصر ..سامى كشك ..على السويسى.. باسم فاضل ..شوقى فهمى ..نجواء محمود، وكان أكبر تمثيل فى المهرجان للوفد اللبنانى ..السورى..الإيطالى ..المصرى ..ورغم الحياة الصعبة التى عاشها الفنانون تحت الحصار بافتقادهم لأنابيب الألوان والكتب الفنية حديثة الإصدار والمجلات الشهرية الفنية التى لم يصل منها شئ منذ بدء الحصار منذ اثنى عشر عاما وحرمانهم من تمثيل بلدهم فى مهرجانات وبيناليات فى الخارج أو حضور أحد إليهم مما يعمل على تبادل الخبرة والتفاعل الذى يجب أن يعيشه الفنان ..ورغم هذا كان الجناح العراقى من أكبر الأجنحة ( 177 فنانا) ممثل كل منهم بعمل أو عملين ونال هذا الجناح عشرين شهادة تقدير من شهادات المهرجان الثلاثين .. ولكنه بدا جناحا هادئا لا تسيطر عليه أو معبرا عن حالة الحصار والحرب والدمار إلا فى عدد قليل من الأعمال ..فيبدو أن الفنان العراقى أراد تقديم الأمل بالنسبة للغد وعدم الانسياق للتشاؤم وظهرت فى أعمالهم الفنية ظاهرة إيجابية عما كان من قبل حيث إن التفكير فى اللوحة لم يعد للإبهار الشكلى بتقنيات استعراضية بل أصبح الاحترام أكثر للإنسان والطبيعة .
- وقد كان للحصار ومنه الحصار الثقافى على الكتاب الفنى وأدوات الفنان أن أفرز شقا إيجابيا حيث إنه فى ظل هذه الظروف وبروح التحدى نشطت الحركة التشكيلية العراقية ولكن فى امتداد إلى الخارج. إلى حيث جاليريهات الأردن .. وبفضل حصار العراق نشطت حركتها الفنية مع اندفاع عدد كبير من الفنانين العراقيين لإقامة معارضهم فى الأردن موجدين لأنفسهم منافذ للبيع ليمكنهم مواصلة الحياة والإبداع .. ولأنهم فنانون أقوياء تشكيليا أحدث هذا الهجوم حالة تحد لدى فنانى الأردن فى شكل من المنافسة الفنية ساعدت كثيرا حركة الأردن التشكيلية للخروج من أزمتها ..
- وفى الداخل ..فى بغداد هناك ظاهرة صحية للغاية تسود بغداد وهى كثرة عدد قاعات العرض الخاصة المحترمة والتى قد تصل إلى المئات رغم حالة الحصار واكتظاظها بأعمال فنانى العراق التى لا تجد تصريفا جيدا لها فى الداخل إلا أن وجود هذه الجاليريهات مفتوح يشعر المواطن العراقى أن الجمال والفن لن يطولهما الحصار ولن ينتهيا من أرض بغداد ..
- أما المهرجان الدولى فكان حضوره مميزا بوجود أعداد كبيرة من طلبة الفنون الذين يعانون كثيرا من تبعات الحصار ..فقبل الحصار كان طالب الفنون القادم من خارج العاصمة بغداد يحصل من الدولة على ثلاثين ديناراً شهريا ` يعادل تسعين دولارا ` إضافة إلى سلعة قدرها مائة دينار وتمنحه الكلية شهريا أنابيب اللون وشاشات الرسم .. الآن الطالب المغترب لا يحصل على المنحة الشهرية والمغترب والمقيم لا يحصلان على أنابيب اللون وأدوات الرسم فأصبح أكثر الطلبة يعملون طوال فترة الدراسة فى عمل أو عملين يوميا كى يتمكنوا من مواصلة التعليم وأكثرهم يعمل فى العزف فى الفرق الشعبية وفى أعمال نسج السجاد، إضافة إلى هذا فإن الطالب لم يعد بإمكانه أن يمتلك كتاباً فنياً أو نظرياً لذلك ظهرت فى بغداد وكل محافظات العراق ظاهرة ثقافة الاستنساخ وهى تفيد خاصة طالب الدراسات العليا والماجستير ورسائل الدكتوراه لما تتطلبه من مصادر كتب بالعشرات فى حالة من عدم وجود كتب حديثة الطبع فيلجأون إلى الكتب القديمة بمكتبات الكليات ويستنسخونها بماكينة طباعة ` الفوتوكوبى ` وبذلك أوجدوا لأنفسهم مسلكاً خاصا لكسر الحصار العلمى والاستمرارية ولكن هذه الطريقة أثرت بالسلب على قوة نظر جميع الباحثين تقريباً.
- والظاهرة المهمة أن طالبى الفنون والفنان العراقى حاولوا بوجودهم المكثف الدائم فى المهرجان بالتعرف على كل جديد جاء مع لوحات الضيوف والذى توثقت به علاقات شخصية انتهت بوعود من الضيوف بالتراسل معهم حول آخر الأخبار والأحداث الفنية .
- ورغم إقامة بغداد لمهرجانها الثالث تشبثاً منها بالتواصل الفنى وممارسة حياتها المبدعة متغلبة على كل معانى الحصار ونجاح المهرجان كمظاهرة فنية دولية ونجاح الضيوف فى تأكيد معنى التضامن نرى أن لجنة التحكيم كانت متخبطة فى تنظيمها وبدون رئيس لها وأعلنت نتيجة منح شهادات التقدير بعد سفر بعض الوفود.. وكان أحد أعضاء لجنة التحكيم الناقد المصرى عز الدين نجيب الذى حاول أكثر مرة وعلى عدة أيام ضبط إيقاع اللجنة وإنهاء عملها وإلا ما أعلنت النتائج حتى اليوم .. وقد فاز من العارضين: توماس كاهل ( ألمانيا ) ..عبد الجليل عمرو ( لبنان ) ..أحمد إلياس ( سوريا ) .. تشوجوا ( الصين) .. جيزدون ( فرنسا ) ..سامى كشك ( مصر) ..كاميليا دى مارتيز ( إيطاليا ) ..سالسينا يالفاجون ( بلغاريا ) ..عز الدين عمر ( البحرين ) ..حسن الملا ( قطر ) .
- وفى نهاية المهرجان وقع المشاركون فيه بيانا من أجل السلام فى كل مكان تحت شعار لا للحرب والدمار ولكل أشكال العدوان وغايات الشر وكل الأشرار فى العالم وإدانة منهم لكل ممارسات اختراق حقوق الإنسان والتأييد المطلق لحق الشعب الفلسطينى مطالبين بوجوده فوق أرضه وممتلكاته كما طالبوا برفع كل أشكال الحصار الظالم عن العراق
فاطمة على
مجلة آخر ساعة مايو 2002
 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث