- تقدم الفنانة مني عليوة تجربة فنية ذات صفة عاقلة, متزنة, بها قدر كبير من الاستفادة الأكاديمية تتسم بوعي راقي في اللون وحلول الفرغ في العمل الفني, متسقة بالرؤية المتعمقة للاستحواذ علي عمق الملامح التي تستطيع أن تستقيها من روح الواقع المصري الغير مشروط بالإسقاطات الفرعونية أو الغير فرعونية, ولكنها تلتقط المفاهيم الحضارية من رؤية الواقع بدون أن يتزين بالحليات أو اللزمات السياحية.
- أن فن مني عليوة فن متمعن بواقع تحبه وتسعي إليه حيث يذكرها بنشئتها الأولي في وسط الدلتا المحاطة بالنيل, فهي تنشغل بأشخاص لها علاقة بهم من قريب أو بعيد, أشخاص تمثل عالمها الذي تحبه , بملامح ليست غريبة عنها, وبطبيعة مصرية صميمة , وركام الصحراء المصرية وواحات مصر المليئة بالخيرات , واحة سيوة بما فيها من سحر التاريخ والحضارات المختلفة وثقافتها الصحراوية المليئة بالمعتقد المتسم بواقع ينادي الدنيا كلها.
- وفي الجانب الآخر تلقي اللوحة لديها تناول يبدا من الاستخدام الهادئ المتهادي الي الاستخدام السريع العنيف الصاخب, وتطل الألوان من خلف السحقات اللونية البنية الغامقة الشفافة, وبهذه الطريق تستطيع الفنانة توزيع الهرموني كيفما تري بتمكن ليس به الهيبة أو الخوف.
- فالفنانة لا تبحث في اللغو الفني أو الرؤية المبهمة, فالشكل يحمل بين طياته علامات ملؤها الرمز والتعبير, والسلاسة وعدم التفاخر أو الادعاء .. فهي في قدرها تتساوي مع قدر ما تفعله وما تصيبه من علامات في الفصل بين الغث والثمين, وهي تحترم تخصصها وتحترم كل من يقترب من هذا الاختصاص.
- ويخص عالم الفنانة من قريب رؤية في صفاء الحياة والبعد عن الطاووسية والتذلف الكاذب, من أجل الحفاظ علي صدق المعني , وصدق الحالة الفنية التي تنتج من التجلي والسفر في ملكوت الرؤية التي تسيطر علي الفنانين في حالة الإبداع.
- وإذا كانت الفنانة تمتلك الرمزية في أعمالها فهي ترجو من هذا أن تتلمس مفاتيح العمل وتوجيهه بالشكل الذي يتيح للمعني الذي تقصده أن يبدو ويتضح ويتواجد.
- أن مني عليوة تؤمن بأن الفن ليس تلمس الصعوبات, بل تلمس السهل الممتنع حفاظا علي اللغة التشكيلية وحفاظا علي المستوي المرجو في اجرومية لغوية راقية, أرجو لها التوفيق.

د. فاروق وهبه