`



ما رأيك في الموقع:



مقبول
جيد
جيد جدا
ممتاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث
 
العودة
حول رؤية الفنان
 
أحمد عبد الحفيظ محمد
الفنان / أحمد عبد الحفيظ وأعماله الجديدة
ـ اميل إلى البحث عن جوانب التناقض والتوافق المعقدة بين شخصية الفنان وأفرازه الابداعى . وتراودنى هذه النزعة عندما اشرع فى الكتابة عن فنان أعرفة شخصيا بدرجة معينة من القرب ، تمكننى من استخلاص تعميمات وملامح تعفينى من الافتراضات المنطقية والتصورات الاستقرائية .
ـ والفنان / أحمد عبد الحفيظ يمثل خامة ممتازة لهذا النوع من التناول النقدى والتحليلى فقد عرفته منذ صباه المبكر وخبرت العروق الاصيلة التى تكون شخصيته على المستوى القيمى والاجتماعى فقد كان ومازال خجولا متنحيا قليل الكلام ، عاطفيا سريع التأثير والتأثر ومتجاوبا بإخلاص وسجية وتجتمع فى صفاته التواضع الجم والثقة الكبيرة وهو يستمع كثيرا ويدور ما يستمع إليه فى عقله وفى عواطفة ولكنه قليل الكلام .
والفنان فيما أرى : هو الشخص القادر على الاحتفاظ بطفولته داخله مهما نضجت قدراته وكبر سنه . فطفولتنا هى التى تمكننا من العبث بخبراتنا والسخرية منها أحيانا فتنفتح أمامنا عوالم كانت مستغلقة بدون سجية الطفولة وبراءة المحاولة ، وشغف التجربة .
ـ حتى عهد قريب كان مشروعاً تقسيم العمل الفنى إلى نوعيتين إحداها برنامجية : تعتمد على قوانين بنائية منطقية معقدة وترتكن على قدرات تقنية فائقة ، والثانية : تلقائية تطيح بالمنطق وبالتقنية لصالح التعبير والتلقائية ، والتجاوب اللحظى مع المشاعر .
ـ وهذا هو المدخل الحقيقى لتقديم تجربة الفنان الدكتور / أحمد عبد الحفيظ . فهو فنان يعتد بالمعلوماتية ، ويفخر بقدراته التقنية وعقليته البرنامجية حينما يتحدث عن فنه وتلمع عيناه عندما يفصح عن سر من أسرار المهنة واكتشافاته التجريبية الناتجة من تحريك عروق اللون السائل بالهواء الذى يوجه مساراتها ويتحكم بدرجات شفافيتها أو اعتامها ، وتداخلاتها وسيولتها إلى أن تلتقى عند الحدود التى خطط لها الفنان ، فى وسط هذا الزهو ذو الطابع العملى
ـ والفنان / أحمد عبد الحفيظ رسام قدير وملون متمكن يتعامل مع عمله بالجدية التى يقتضيها طموحه ، وقد مرت تجربته فى فن التصوير بخطوات متتابعة لها ما يبررها فهى ذات طابع تجريبى خالص يستشعر فيها العلاقات المتبادله بين الخامة والاداه والسطح والطريقة بصورة متأنية واقوال بطيئة ، فهو يحتاج إلى قدر كبير من الكمون للتأهب لتجربة جديدة ، فعقله يسبق عاده يديه ، ومنذ حوالى العام فاجأنى برغبته الجارفة ان اشاهد ثمار تجربة جديدة له عامل فيها بالابيض والاسود فقط أو ايكاده وكانت التجربة مفأجة لى فقد رأيت تحولا جذريا فى تجربة الفنان ، حقق من خلال ذلك اللقاء المقدس بين الميت والحى ، العقلانى والحسى فى تداخل ذو طابع ميتافيزيقى ، فصارت اللوحات تنبض بحيوية ليس لها ما يبررها من مفردات المنطق . واستثمر فى عمله هذا تيار الهواء وزاويا الميل وقوة تدفق الهواء ودرجة تركيزه على اللون السائل واستثمر حيل الكولاج فى القطع واللصق ، واستخدم حيل الترخيم Marbling وولف بينها فى صياغة منصهرة بقدر كبير من الاقناع ، عرض مجموعة من تلك التجربة فى الدورة السادسة لبينالى القاهرة الدولى وها هو يقدم مجموعه أخرى غزاها عنصر اللون بايحاءاته المتفجرة تحوم حول سر الأهرامات ـ المستغلقه ابدأ ـ برغم اشتعال ذهن الحالمين من حوله . تحية للفنان / أحمد عبد الحفيظ على هذه الثمرة الناضجة من مشواره الابداعى .
د / مصطفى الرزاز

 
السيرة الذاتية  | الأعمال الفنية  | حول رؤية الفنان  | تعديل سيرتك الذاتية  | الرجوع لشاشة البحث