Page 14 - Ahmed Ragab Sakr
P. 14
ثــرى مصـر ..وبلوغ المأمــولات
محمد مهدي حميدة
(شــاعر وباحـث في تاريــخ الفــن)
«طي ًنا من الطين انجبلت ففي دمي المركوز
من طبع التراب الحي:
فورة لازب ،وتخمر الخلق البطيء،
ووقدة الفخار في وهج التحول»
محمد عفيفي مطر كأنها تولد من وهج التحول الشعري لدى الراحل العظيم
«محمد عفيفي مطر» لوحات الفنان المصري الكبير «أحمد
كريستينا .السيدة باخال -المانيا ايرفورت .ليثوجراف 28 x ٣٢-سم ، رجب صقر» ملتصقة في بزوغها الجميل بتاريخ أبدي من
. 1997 الشموخ الساعي نحو خلوده المحتوم المتدثر بأمجاده التليدة
والقابع على صهوة مراكب الشمس السائرة في مسارب
اليقين كي تعانق الوهج وتزدان بعباءة المستحيل ،ولعل ما
يمكن أن يقال عن تلك الأيقونات البصرية في الصيغة الأدبية
لهو كثير ولا نهائي ،حيث تلهمك الممارسة التشكيلية
المبهرة على هذا النحو ما يبقى محف ًزا حقيق ًيا وأبدًيا ،وما
يدفع كافة الحواس للتجاوب مع محتوى فارق يمتاز بروحه
الابتكارية ومسعاه التجديدي على مستوى التأليف والمستوى
التقني الأكثر تطو ًرا.
ولا ينفصل الشكل الإبداعي عن الكلمة المبدعة وبالأحرى عن
معنى الإبداع الحقيقي ومفهومه الصائب في أعمال «صقر» ،تلك
التي تقتنص مادة تصويرها من الواقع الحي المباشر أحياًنا ومن
الواقع المحلوم بوجوده والقابع في المتخيل النائي في أحيان
أخرى ،حيث يتنقل الفنان بحرية العارف بين سلسلة لانهائية
من التكوينات والحشود التصويرية المعبرة والدالة والرامزة،
أما عن حالة التحرر وتلك الحرية البادية فإنهما في تلمس
وجودهما ضمن هذا الطرح الإبداعي العريض إنما تؤكدان على
امتلاك الفنان لخبرات ممارساتية كبيرة تدفعه دف ًعا للسير
في كافة المسارب المؤدية إلى اختلاق المعاني واقتناصها
من تلابيب الوجود ،ومن ثناياه ،وعلى هذا النحو يتنامى القلق
الإبداعي المحفز في دخيلة الفنان ،وهو نفسه ذلك القلق الذي
يؤسس في معظم الأحيان للذهاب بعي ًدا ج ًدا أثناء العمل مع
مواصلة التحري والكشف عن كل ما هو مغاير وفريد.
12
محمد مهدي حميدة
(شــاعر وباحـث في تاريــخ الفــن)
«طي ًنا من الطين انجبلت ففي دمي المركوز
من طبع التراب الحي:
فورة لازب ،وتخمر الخلق البطيء،
ووقدة الفخار في وهج التحول»
محمد عفيفي مطر كأنها تولد من وهج التحول الشعري لدى الراحل العظيم
«محمد عفيفي مطر» لوحات الفنان المصري الكبير «أحمد
كريستينا .السيدة باخال -المانيا ايرفورت .ليثوجراف 28 x ٣٢-سم ، رجب صقر» ملتصقة في بزوغها الجميل بتاريخ أبدي من
. 1997 الشموخ الساعي نحو خلوده المحتوم المتدثر بأمجاده التليدة
والقابع على صهوة مراكب الشمس السائرة في مسارب
اليقين كي تعانق الوهج وتزدان بعباءة المستحيل ،ولعل ما
يمكن أن يقال عن تلك الأيقونات البصرية في الصيغة الأدبية
لهو كثير ولا نهائي ،حيث تلهمك الممارسة التشكيلية
المبهرة على هذا النحو ما يبقى محف ًزا حقيق ًيا وأبدًيا ،وما
يدفع كافة الحواس للتجاوب مع محتوى فارق يمتاز بروحه
الابتكارية ومسعاه التجديدي على مستوى التأليف والمستوى
التقني الأكثر تطو ًرا.
ولا ينفصل الشكل الإبداعي عن الكلمة المبدعة وبالأحرى عن
معنى الإبداع الحقيقي ومفهومه الصائب في أعمال «صقر» ،تلك
التي تقتنص مادة تصويرها من الواقع الحي المباشر أحياًنا ومن
الواقع المحلوم بوجوده والقابع في المتخيل النائي في أحيان
أخرى ،حيث يتنقل الفنان بحرية العارف بين سلسلة لانهائية
من التكوينات والحشود التصويرية المعبرة والدالة والرامزة،
أما عن حالة التحرر وتلك الحرية البادية فإنهما في تلمس
وجودهما ضمن هذا الطرح الإبداعي العريض إنما تؤكدان على
امتلاك الفنان لخبرات ممارساتية كبيرة تدفعه دف ًعا للسير
في كافة المسارب المؤدية إلى اختلاق المعاني واقتناصها
من تلابيب الوجود ،ومن ثناياه ،وعلى هذا النحو يتنامى القلق
الإبداعي المحفز في دخيلة الفنان ،وهو نفسه ذلك القلق الذي
يؤسس في معظم الأحيان للذهاب بعي ًدا ج ًدا أثناء العمل مع
مواصلة التحري والكشف عن كل ما هو مغاير وفريد.
12